من الكتب الاديية التي شُغٍفَ بها الأدباء في مطالع هذا العصر كتاب "ثمرات الأوراق" لمؤلفه الأديب البارع ابن حجة الحموي؛ لما حواه من محاسن الآداب، ومنتخب الطرف والنتف والاخبار، والمصطفى من الاشعار، والطريف من الرسائل والرحلات؛ مما اختاره من كتب الادب والتاريخ. ساق كل ذلك دون ترتيب أو تبويب أو عقد فصول أو عنوانات؛ رغبة منه في امتاع قارئه، وإعانته على استيعابه دون ملل أو كلل، فهو يأخذ في حكاية عن النحويين، الى أخرى عن الفقهاء، ثم ترجمة لاحدى الفرق إلى فصل عن الملوك؛ يسوق كل ذلك في سهولة ويسر؛ مما يهش له القلب وتستروح به النفس ويطمئن إليه الخاطر
تقي الدين بن حجة الحموي. هو تقي الدين أبو بكر بن علي بن عبد الله بن حجة الحموي من أهل حماة، في سوريا. إمام أهل الأدب في عصره. شاعر جيد الإنشاء. زار مدينه القاهرة، والتقى بعلمائها، وملوكها. حسن الأخلاق والمروءة، فيه شيء من الزهو والإعجاب.
-- كتاب " ثمرات الأوراق " لإمام البلاغة و الإنشاء ( ابن حجة الحموي ) ، حديقة أدبية و روضة بيانية و فسحة تراثية و استراحة ذهنية . و هو سفر فخم و ديوان دسم ، و لا ينبغي لعشاق الأدب و طلاب البيان أن يتجاوزوه حتى يقرأوه . فقد ضم في ثناياه نخبة فواحة من المنتخبات النثرية و القصائد الشعرية و القصص المشوقة و الحكايات الممتعة ، و التي استخرجها المؤلف من أمهات الكتب التي هي كأزهار البساتين ، و الرياض الناضرة مما خطته أيدي الكتاب و الشعراء و البلاغيين ، و قطف من كل ذلك ما استحسنه الأدباء من جنان الأدب و البلاغة ، و جنات الشعرِ ، و حدائق اللغة . -- و هو يعتبر من أحسن ما ألف في موضوع الطرائف الأدبية و دواوين المسامرات و كتب المحاضرات . و قد شهد الأدباء المعاصرون لمؤلف الكتاب ( ابن حجة الحموي رحمه الله ) بأنه كان حجة في علوم الأدب ، و أطولهم باعاً في فنون النثر و النظم . و هو في كتابه هذا لا يتقيد بالأبواب و لا الفصول ، و إنما يقدم طرائفه صنوفاً شتى ، من الأدب و الأخبار و التواريخ ، و القصص و النوادر و الملح و الفكاهات ، و أخبار الأذكياء و العلماء ، و البخلاء و الحمقى ، و أصحاب المواهب و المروءات . بل صنف سفره هذا على نسق كتاب " المستطرف " للأبشيهي المشهور . فهو يجمع النصوص الأدبية من شعر و نثر و قصص و لطائف . و هو ينقل عن كبار الكتاب و عن الأدباء و الفقهاء و عن أعيان الوزراء و الأمراء ، و كل من كان له شأن في العلم أو ذاع له صيت في الأدب و الشعر و مجالس السمر و مجامع التعليم و التلقي .
-- كتاب ثمرات الأوراق كما يكشف عنه عنوانه ، كتاب مختارات و منتخبات ، انتقى فيه ابن حجة الحموي الكثير من مقتطفاته الخاصة من الكتب و المؤلفات التي كان يديم نظره فيها أثناء مطالعاته لها ، فكان يتخير منها ما يعجبه فيستخلصه لسفره هذا . و هو يقدم مادة كتابه على غير ترتيب معين و دون تحقيق أو تعليق ( إلا قليلا ! ) ، و منهجه هذا يكشف عنه عنوان الكتاب ( ثمرات الأوراق فيما طاب من نوادر الأدب أو راق ) و هو عنوان يوضح اعتماده على الذائقة في الإختيار و الإنتقاء ، حيث تختلف المواضيع فيه باختلاف مواد الكتاب ، فهو ينتقل بقارئه من قصة إلى قصة أخرى ، و من حكاية إلى نادرة ، و من موضوع إلى آخر ، فتراه يتوقف عند النحاة أو الفقهاء أو إحدى الفرق الكلامية ، ليتحدث بعدها عن مجالس أحد الملوك ، ثم مسامرات بعض الوزراء ، أو بعض الطرائف المضحكة أو شيئ من النظم الجيد و هكذا . و الحق أن الكتاب بمجمله ممتع للخاطر و مبهج للنفس و مريح للقلب و مسل عن الهم و طارد للغم . و هو دال بالدرجة الأولى على ما يزخر به عقل المؤلف من ثقافة واسعة و معارف متنوعة و مخزون ثقافي خصب و رصيد أدبي غزير .
-- و يُعدُّ المؤلف ( ابن حجة الحَمْوي ) رحمه الله ( 837 هـ ) واحدًا من أعيان القرن التاسع الهجري ، و هو شاعر و أديب و ناقد ، ولد في حماة و توفي فيها ، تلقَّى العِلم على كثير من شيوخ عصره ، فحذق القرآن و تفاسيره و علم الحديث و اللغة و الأصول و الفقه و تميز بالإنشاء و النَّظْم . و قد عاش في دمشق و القاهرة ، و شغل منصب رئيس ديوان الإنشاء فيها ، ثُمَّ عاد إلى بلدته حماة و توفي بها .
-- و حقيقة القول أن هذا الكتاب يعتبر بستانا تراثيا عظيما تنوعت فيه الأشجار و اختلفت على ثماره الأطيار ، و هو إلى جانب ما يطربك فيه من القصص و الحكايات و القصائد و المنتخبات . تجده ينقلك في نفس الوقت و الحين إلى عصور التاريخ الإسلامي المجيد ، حيث يدفعك ذلك لاشعوريا إلى أن تحلم بفرصة لقاء أبطال قصص هذا الكتاب ، و عليه لا تجد في نفسك حرجا من أن تتمنى لو عشت حقا في ظلال تلك الأزمان الغابرة ، و هنا تتمتع مرة أخرى بتلك اللحظات التي تصنع فيها مخيلتك الخاصة مزيجا لذيذا من متعة الأحلام و متعة القراءة عن أولئك الأعلام ! .
-- إن أهم ما يميز هذا الكتاب تنوع الخطابات و اختلاف الحوارت ، من خطاب شعري إلى قصة تعليمية إلى خبر وعظي إلى نكتة طريفة ، ليشكل هذا التنوع مادة غنية تؤدي وظائف ترتبط برؤيا المبدع ، منها : الغاية التعليمية و الإخبارية و الإصلاحية و الإبداعية . -- و لوددت أن سياحتي معه قد طالت أكثر ، لولا أني وجدتني أقرأ الكتاب بنهم شديد و أسارع في التهام مادته بنهم أشد ! حتى جنى علي ذلك عسر هضم عقلي و قضى على متعتي بالوقوف على الصفحة الأخيرة منه في وقت قياسي ، و هنا تفطنت لما فوته على نفسي و أدركني شيئ من الندم على هذه القراءة السريعة التي قادتني إلى طلب الفراق مبكرا . غير أن لي عودة إليه مرة أخرى في قابل الأيام إن شاء الله ، و هو ما أمني به النفس ، و لعلي قد لا أفي بذلك في وقته ، كوني أنتقل دائما من كتاب إلى كتاب ! دون أن أعيد قراءة ما قرأته سابقا ( إلا نادرا جدا !! ) ، و مع ذلك فلا بأس من قراءة بعض المختارات من الكتاب بين الفينة و الأخرى ، إشباعا للرغبة و ترسيخا لما علق منه باللب و تخلصا من جزع الفراق ! .
-- و الخلاصة أن الكتاب يعد أحد أوعية الأدب الهامة ، فقد جمع بين المتعة و المعرفة ، و التسلية و التعليم ، و النكتة و الطرافة ، و عكس تاريخا ثقافيا غنيا لتلك الفترة من خلال ما ورد فيه من أخبار المثقفين و مجالس أهل الأدب و السياسة ، و خصوصا تلك القصص التي صورت شيئا من الحياة الإجتماعية لذلك العصر . -- و إنّ كتب العلامة ابن حجة الحموي في مجملها تكشف و لا شك عن اطّلاع واسع و معرفة شاملة ، و قد جعلت هذه المعرفة من كتبه زادا ثقافيا ينتمي إلى أفضل ما كتب من دواوين المختارات الأدبية المهمّة في التراث العربي . فصارت كتبه بذلك درة ثمينة على مدى الأيام ، و معينا لا ينضب للثقافة و المعرفة .
من اراد البداية في عالم الادب يقرأ "ثمرات الاوراق". كتاب غني جدا ومتنوع بجميع مجالات الادب. تجد فيه الاخبار، والقصص، والطرائف، والنوادر، والقصائد، وكل ما يتعلق بالأدب.
تم الحمدلله.♥️ كتاب أدبي في البداية لو حد مش متعود يقرأ نوعية الكتب دي -زي حالاتي- هيتعب شوية في الأول بعد كده الأمور هتبقى أسهل شوية ماعدا جزء الإنشاء مفهمتش من معظمه حاجة.🥱 الكتاب من اسمه ثمرات الأوراق فالمؤلف بينقل نوادر وحكايات من مجموعة كتب مختلفة منها مثلًا درة الغواص أو مقامات الحريري وكتب تانية كتيرة ، أسماؤها موجودة في آخر الكتاب. في قصص جميلة جدًا لأبعد حد، ومعلومات أول مرة أعرفها ولكن معرفش إذا كان كل اللي في الكتاب حقيقي أو لأ. وفي حاجات مستغربة جدًا إنها تتقال فضلًا عن إنها تتحكي وتتكتب، بس مش مشكلة يعني.