النيل والفرات: يقول القصيبي في معرض حديثه عن الحملة الإعلامية التي وجهتها الولايات المتحدة للسعودية خصوصاً بعد حادثتي تفجير الحادي عشر من أيلول بأنه من الممكن القول أنه وباستثناء مصر أيام قناة السويس، والعراق، أيام احتلال الكويت، لم تتعرض أي دولة في العالم كله لهجوم عنيف مركز من الإعلام الأمريكي (والغربي) يماثل الهجوم الذي تعرضت له المملكة خلال الشهور الماضية. هذا وإن تحليل هذه الحملة يحتاج إلى مجلدات-في بعض الأيام كان هناك أكثر من عشر مقالات تهاجم الملكة موزعة على العواصم الغربية، بل إن تحليل نماذج منها يحتاج إلى مجلد أو أكثر، وقد اكتفى القصيبي في مقالته هذه باستعراض أهم ما تضمنه الهجوم: "التهم الموجهة إلى المملكة" والتي انتهى بعد استعراضها إلى القول، بأنه من الواضح، وفي نظره على الأقل، بأن الأجهزة الاستخبارية الأميركية هي التي تقف وراء الحملة، وهناك أكثر من سبب قويّ يدفعها إلى أن تقف هذا الموقف، من ناحية، تنفيذ التفجيرات يوم 11 سبتمبر/أيلول بهذا القدر الكبير من الفعالية يدل على فشل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية الذريع وإهمال القاتل (لو حصل شيء مماثل في اليابان لاستقلال رؤساء الأجهزة... أو انتحروا). وكان من الطبيعي أن تبحث الأجهزة الأمريكية عن كبش فداء تحمّله المسؤولية الكاملة وتقفي نفسها من تبعات الفشل. وكان المملكة كبش الفداء المثالي: كثير من المتورطين سعوديون، والعقل المخطط سعودي، والتمويل جاء من المملكة، إذن فلولا المملكة لما دقت التفجيرات.
هذه النزعة إلى تعليق التبعية في عنق المملكة هي التي دفعت الأجهزة الأمريكية إلى إعلان قوائم المسافرين فور العثور عليها مع أنه يستحيل على قارئها أن يتبين الخاطف من المخطوف. وهذه النزعة هي التي دفعت الأجهزة، بعد ساعات قلائل، إلى أن تعلن أن أسامة بن لادن هو المشتبه الرئيسي دون أن تقدم دليلاً واحداً مقنعاً، أو غير مقنع.
من ناحية ثانية، تحمل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية مشاعر سلبية جداً نحو المملكة لأنها لا تلقى فيها الترحاب الذي تلقاه في الدول الصديقة. حتى عندما وقعت تفجيرات في العليّا والخبر، وسقط ضحايا من المواطنين الأمريكيين لم تسمع حكومة المملكة للفريق الأمني الأمريكي باستجواب المتهمين، فضلاً عن تسليمه الملف بأكمله (كما تفعل الدول الصديقة) وهذه الحملة الاستخباراتية سرعان ما وجدت صدى في الكونجرس، وصدرت تصريحات عديدة تحمل النغمة نفسها.؟ ونجحت الأجهزة في إقناع مراكز القرار الرئيسية في واشنطن بوجهة نظرها.
وهكذا يمضي الدكتور القصيبي في تحليلاته البالغة الأهمية، وباستقراءاته المعمقة لواقع السياسة الأمريكية في ظل أحداث الحادي عشر من أيلول وتداعياتها لوضع النقاط على الحروف للهجمة الإعلامية التي تشنها السياسة الأمريكية على المملكة السعودية من خلال إعلامها المُسَيَّسْ.
وتمثل صفحات هذا الكتاب محاولة لفهم هذه الحملة، ولبحث العلاقة التي يراها المؤلف علاقة عضوية بين الإعلام والنظام السياسي. وتبسيطاً للأمور فقد عمد القصيبي في استقراءاته هذه لاستعمال "الصحافة" و"الإعلام" ككلمتين مترادفتين، وقصر حديثه على الإعلام السياسي دون غيره من وجوه الإعلام.
وسطور هذا الكتاب جديرة بقراءة متعمقة تتيح للقارئ، وفي ظل التجاذب السياسي الإعلامي التي تشهده الساحة الإعلامية العربية، هذا التجاذب الذي أحدثته الصناعة الإسرائيلية، بعد الحادي عشر من أيلول، هذه القراءة المتعمّقة تتيح للقارئ إدراك ما خلف كواليس مطابخ إعلام السياسة الدولية بصورة عامة والأمريكية منها بخاصة.
He was a Saudi Arabian politician, diplomat, technocrat, poet, and novelist. He was an intellectual and a member of the Al Gosaibi family that is one of the oldest and richest trading families of Saudi Arabia and Bahrain. Al Gosaibi was considered among Saudi Arabia's topmost technocrats since the mid-1970s. The Majalla called him the "Godfather of Renovation".
رغم أن هذا الكتاب جاء على إثر أحداث 11 ستمبر 2001م إلا أن موضوعاته ما زالت تتكرر حتى يومنا هذا، وكأن علاقه السياسي بالإعلام العربي لم تتغير أبداً، ونظرة الإعلام الغربي للسياسة العربية والمجتمعات الإسلامية هي ذاتها تتمتع بذات الحدة والسلبية، وكأن "غازي" حينما دون في فصول هذا الكتاب مقالاته حول دور الإعلام في محيط السياسة والمجتمع كان يدون تفاعلات نمطية ستبقى في شكل الممارسات الإعلامية للأبد.
ناقش "القصيبي" في هذا الكتاب نظرة الإعلام الغربي والبريطاني على وجه الخصوص للسياسة المتبعة في المملكة العربية السعودية، كذلك تطرق لحالة رئيس تحرير الصحف العربية وعلاقته الميؤوس منها مع السياسي، وضيق سقف الحريات في الصحافة العربية مقارنة بما يجده الصحفي الغربي من علو سقف الحريات في الطرح الإعلامي وممارسات الصحافة ككل.
الكثير من الكلام الذي قاله "القصيبي" بين طيات هذا الكتاب يعكس الحاله العربية السياسية التي نعيشها في هذا الوقت، فقد تكون نبؤات "القصيبي" التي تنبأ بها في نهاية كتابه هذا قد تحققت بالفعل، وهو سقوط الحكومات العربية التي أبت أن تمارس الحرية والديمقراطية بمعناها الفعلي، فقد أوقعتها ثورات الشعوب من منارتها العالية إلى الحضيض وإنكشف الوجه الحقيقي لبشاعة اللعبة السياسية فيما يحدث في سوريا الآن على سبيل المثال لا الحصر. أسلوب "القصيبي" الدبلوماسي والممزوج ببعض التهكم والسخرية لا يعادله شيء خصوصاً حينما يتناول موضوع يحمل في تعرجاته كامل الجدية كالسياسة ومنزلقاتها. قراءة خفيفة ومُغذية، حقيقة أن تقليب هذة الصفحات جعلني أفتقد حضوره اللطيف كل سنه مع نتاج جديد ومغري.. رحمه الله عليه.
.أمريكا والسعودية: حملة إعلامية ام مواجهة سياسية غازي عبد الرحمن القصيبي ................................ كتاب صغير الحجم لكنه عالي القيمة، فهو يتطرق للعلاقة بين السياسي والإعلامي في بلاد الغرب، والفارق بينها وبين العلاقة بينهما _ السياسي والإعلامي _ في بلادنا. الفارق بين العلاقتين هنا وهناك يكمن في بنية النظام السياسي كله، فهو هناك ديمقراطي للإعلام الحر فيه دور رقابي قوي، بينما هنا اتلنظام ديكتاتوري متعدد الأشكال، والإعلام فيه دوره التطبيل للنظام السياسي فقط. تحدث المؤلف عن العلاقة بين النظم السياسية الغربية والعربية، وعن كيفية إدراة العرب لأزماتهم مع الغرب والغعلام الغربي، وعن الطريقة الخاطئة لتعيين وتوظيف السفراء العرب، حيث وصفها المؤلف بالأسلوب العشوائي. ........................
بمجرد قراءة كتاب "أمريكا والسعودية حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟" للراحل المفكر غازي القصيبي، تشعر أنه قد أصبح لديك صورة أشمل عن العلاقة بين العرب والغرب ولكن بقرائته مرة أخرى فإنك تدرك كيف يتلاعبون بنا ونحن نصفق لهم...جلال الخوالدة
أعجبتني بشدة جرأة غازي القصيبي رحمه الله في هذا الكتاب ! واستمتعت جدا بحديثه عن الإعلام العربي ، ذلك الإعلام الأجير الذي بلا ذمة ولا ضمير أعتبر هذا الكتاب مدخل لفهم الإعلام السياسي الغربي والعلاقة بين السياسة والإعلام
"الإعلام العربي لن تقوم له قائمة في غياب الديمقراطية السياسية، ومحاولة الإصلاح الإعلامي قبل الإصلاح السياسي هي وضع للعربة أمام الحصان، والتخلف الإعلامي الحالي في العالم العربي هو صورة صادقة أمينة للتخلف السياسي"
ببساطة.. الكتاب على قلة عدد صفحاته؛ كبسولة معلوماتية. رحم الله مؤلفه.
وهو على حد تعبيره: محاولة لفهم الحملة الإعلامية الأمريكية غير المسبوقة في ضراوتها على المملكة العربية السعودية، إثر أحداث 11 سبتمبر 2001، وما طرأ بعدها من سوء تفاهم بين الدولتين لم يعالج بالطرق الدبلوماسية كما المعتاد. كما يبحث الكتاب العلاقة التي يراها المؤلف "علاقة عضوية" بين (الإعلام) و (النظام السياسي).
التشويق بدأ منذ صفحة الإهداء: "إلى وزراء الإعلام العرب، مع كثير من الشفقة".
* الغداء اللندني، والغداء الباريسي، وفي مطعم واشنطن.. الطعام، إفطارًا أو غداء أو عشاء أو حفلة كوكتيل، هو الوسيلة المعتادة في الغرب لنقل المعلومة من السياسي إلى الصحفي. الفصل الأول مقارنة في آلية نقل المعلومات من السياسي إلى الصحافي، بين الأسلوب العربي و الأسلوب الغربي.
*يرجع الفصل الثاني إلى المكونات الفكرية، والنفسية، والتاريخية للإعلام الغربي، لمعرفة كيف يتصرف. القول أن الإعلام الغربي جزء لا يتجزأ من المنظومة السياسية الغربية، يقود إلى نتائج عديدة ناقشها المؤلف تفصيلاً وأمثلة. وكنقطة مفصلية، المنتج الإعلامي سواء كان في التلفزيون أو في الصحافة الذي يفشل في اجتذاب عدد كبير من المشاهدين/القراء، ومن المعلنين، يختفي بلا سابق إنذار. هذه الاعتبارات السوقية - من السوق - تشجع على انتشار المحتوى الذي يعتمد على عنصر "الإثارة" ويختفي على إثره الصوت الجاد الهادف.
*في أسلوب تقديم الصحف البريطانية لصورة الآخر، العربي المسلم تحديداً، إلى الجماهير.. دراسة قامت بها السفارة السعودية في لندن سنة 2000م بتكليف مؤسسة متخصصة، استهدفت الوصول إلى رأي محرري الصحف البريطانية في المملكة العربية السعودية، وجاءت صورة المملكة في الصحافة البريطانية بنتائج لا تسر صديقاً ولا عدواً. والأهم من هذه النتيجة المثيرة معرفة سببها: الفارق الهائل في الحضارة والثقافة بين البلدين. وينقل المؤلف حرفياً ما قاله بعض الصحفيين والصحفيات أثناء المقابلات. وما ينطبق على المملكة، ينطبق على بقية العرب والمسلمين فضمن الدول التي شملتها الدراسة دولة تصنف ضمن الدول الثورية المتحررة، جاء رأي المحررين البريطانيين فيها أسوأ من رأيهم في المملكة! وعودة إلى العامل الحضاري، فصورة المسلمين السلبية في الصحافة تعكس نظرة المجتمع البريطاني السلبية إلى الإسلام، كما أبانت دراسة موضوعية في 1997م. لذا، عندما جاءت أحداث 11 سبتمبر، كان الإعلام الغربي - بالتعبير الغربي - "مستعداً وراغباً وقادراً"، وجاءت الحملة الإعلامية الغربية على "البعبع" المرعب: الأصولية الإسلامية، وربيبتها المملكة العربية السعودية.
* يجمع الصحفي العربي في يده بين الماء والنار، "الحرية" التي تتطلبها كرامته المهنية، و"الانصياع التام" الذي تتطلبه السلطة الحاكمة. ويبين المؤلف أن الأمور لم تكن تسير على هذا النحو في عالمنا العربي السعيد. فقد كانت هناك صحافة عربية حقيقية بقدر كبير من الحرية، في الثلاثينات والأربعينات وبداية الخمسينات، فترة ازدهار الرجعية وتفشي الاستعمار. كانت صحف يملكها أفراد وأخرى يملكها أحزاب وكان النقاش السياسي مليئاً بالحيوية. حتى هبت ريح الانقلابات على الأمة العربية وتحولت الصحف إلى نشرات زاهية الألوان لا هم لها سوى تمجيد الثورة وهجاء أعدائها، ووصل القمع الحكومي مداه في عهد جمال عبد الناصر، عندما قرر تأميم الصحافة في مصر. وانساق العالم العربي في هذا الاتجاه - وباستثناء الكويت ولبنان - تحولت الصحف العربية من المحيط إلى الخليج، إلى "أصوات أسيادها". ولنا أن نتصور في ظل هذه الظروف، طبيعة العلاقة التي تربط السياسي العربي بالصحفي العربي. وفي هذا الجو الموبوء نبتت كثير من الأعشاب الشيطانية: صحافة الارتزاق، صحافة الابتزاز، الصحافة المهاجرة. أما ما حدث للإعلام العربي في عهد العولمة، فيفصل فيه المؤلف في الفصل الأخير من الكتاب.
* الفصل الخامس من الكتاب هو بيت القصيد (حملة علامية.. أم مواجهة سياسية؟) ويبدأ في سرد الحكاية المثيرة منذ تولي جورج بوش الابن لرئاسة الولايات المتحدة، وموقف إدارته من الشرق الأوسط وقضيته الذي اعتزم أن يوليها أهمية ثانوية وأن لا يتدخل فيها شخصياً وتركها لصغار مساعديه. وقد توصل إلى هذا القرار نتيجة دراسته مسلك ثلاثة رؤساء: والده جورج بوش الأب، سلفه الرئيس بيل كلينتون، لرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وفي الفصل تفصيل لمسالك الرؤساء هذه. قضية الشرق الأوسط (فلسطين) واعتداءات إسرائيل كانت دوماً حجر العثرة في العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وأمريكا، وبسرد تاريخي من المؤلف لما كان يجري بين جورج بوش والأمير - آنذاك - عبد الله بن عبد العزيز نعرف أن الأمور ركبت موجة تفاؤل ضايقت إسرائيل وأنصارها. حتى جاءت أحداث 11 سمبتمبر فكانت فرصة ذهبية للوبي الصهيوني وأنصا�� إسرائيل في الإدارة الأمريكية لضرب العلاقة السعودية الأمريكية في الصميم. وخمّن من يملك أهم وأكبر المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة؟ وهكذا بدأت الحملة، حتى تحولت هجمة حقيقية لم يعرفها تاريخ العلاقات بين الدولتين.
* بالحديث عن الإرهاب الذي وصمت به السعودية واقترانه بالأصولية التي زعمت وسائل الإعلام الأمريكية بأن السعودية مأواها ومرعاها، يعترضنا سؤال: ماذا عن أصوليي أمريكا.. وإرهابييها؟ وفي الفصل السادس يوثق المؤلف تزايد عدد المتدينين في المجتمع الغربي، وأن الظاهرة تتجاوز الدين إلى السياسة. مع استعراض لتاريخ الجماعات المسيحية في أمريكا. انتهاء بالعقود الأخيرة حيث ظهر اسم جديد للأصوليين المسيحيين في أمريكا "المسيحيون المولودون من جديد"، وامتداد هذه الجماعة، حتى وصولها إلى أروقة الحكم في إدارة البلاد الأمريكية. ومن ثم ارتباطها بموقف أمريكا من إسرائيل، ثم علاقتها بظاهرة "الإرهاب الداخلي الأمريكي".
* بالنظر إلى نسخة الكتاب الذي بين يدي بطبعتها الرابعة عام 2006 م، وضع المؤلف خلاصة فكرته وآرائه في العلاقة بين واقع العرب كشعوب، وبين السياسات التي تحكمهم، وبين المستقبل الذي ينتظر هذه البقعة الممتدة من الخليج إلى المحيط. ضع في اعتبارك أن كل ما كتب، كان قبل أن تنقدح شرارة الثورات العربية في المنطقة. سيتحدث إليك عن غياب الحوار، ويناقشك عن الديمقراطية عن أهمية تكوينها ثقافة ووعياً شعبياً قبل أن تتبناها دولة في نظامها السياسي. وعن مقومات أساسية اجتماعية وسياسية إذا انعدمت فإنه لن يسود سوى النظام القمعي: وجود أغلبية متعلمة ميسورة الحال، مجتمع مدني بنشاطات حرة فاعلة، ذوبان الولاءات في الولاء للوطن، قضاء مستقل، حماية المواطن من الاعتقال التعسفي، ازدهار تقاليد التسامح وقبول الآخر. وهي برأيه مقومات تتطلب إصلاحات تدريجية متلاحقة خلال مدى زمني معقول (يراه عقدًا أو عقدين).
* أختم مراجعتي باقتباس آخر عبارة وضعها المؤلف لهذا الكتاب: "إن الحقبة التي تعيشها العولمة، والحدود المفتوحة، وثورة الاتصالات والمواصلات، والتغييرات السريعة في كل مكان، تضع ألأنظمة العربية أمام خيارين: إما أن تتعلم السباحة في طوفان المتغيرات، وإما أن تغرق في الخضم. أتمنى للأنظمة العربية الراغبة في الإصلاح أن تجد الفرصة الكافية للإصلاح. أما الأنظمة التي لا تود تغيير شيء وتعتقد أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان، فأرجو أن تعثر على جبل يعصمها من الموج."
في هذا الكتاب ينتفض القصيبي مدافعا عن بلاده ضد الحملة المسعورة التي قادتها الولايات المتحدة بعد صدمتها من تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، تلك التفجيرات التي زلزلت أعماق مؤسسات القوة العظمى الأولى في العالم، وضربت الحلم الأمريكي في قلبه، حتى تفجيرات بيرل هاربر لم تصل لقلب القارة الحصينة كما فعلت طائرات الحادي عشر، وبذلك تتجاوز رمزية ما حدث أبعد بكتير من عدد القتلى والمصابين وانهيار البرجين إلى تهديد حقيقي لكينونة الدولة التي لا تهزم، ربما صدمة تخطت صدمة هزيمة فيتنام، وهو ما مهد للحملة المسعورة للبحث عن كبش فداء لتفادي إحراج مؤسسات فشلت ف التنبؤ أو مواجهة التهديد الذي تم على يد مجموعة صغيرة غير مؤهل ولم تتلقى تدريبات المارينز ولم تتخرج من معاهد عسكرية كبرى.
على إثر 11 سبتمبر 2001 المشؤومه طرأ سوء تفاهم بين العالم الغربي والعالم العربي والإسلامي ... وفي الصفحات التالية محاولة لفهم هذي الحملة ، ولبحث العلاقة التي يراها المؤلف عضوية بين الإعلام والنظام السياسي .
يتكون الكتاب من سبعة فصول : الفصل الأول / أسرار المطاعم الثلاثة الفصل الثاني / وما أدراك ما حرية الصحافة الفصل الثالث / صورة الآخر في الصحافة البريطانية الفصل الرابع / رئيس التحرير العربي ... المسكين الفصل الخامس / حملة إعلامية .. أم مواجهة سياسية ؟! الفصل السادس / وماذا عن أصوليي أمريكا .. وإرهابيها ؟ الفصل السابع / العرب – السياسة والإعلام والمستقبل
يوضح الكاتب أن الصحفي الغربي يتعامل مع السياسي الغربي بطريقة الند ، لأن النظام يكفل الحرية في التعبير وهذا التعامل يجري نقيضه في العالم العربي ، فالصحفي العربي يتعامل مع السياسي العربي تعامل السيد لعبده ، ناهيك أن السياسي الغربي يمتلك المعلومة التي يصرح بها ، وله تأثير في القرار وهذا خلاف السياسي العربي ... ويشرح خليفات لقاءات الصحافي الغربي بالسياسي العربي وطريقة التعامل معه
ثم يتكلم عن أن شخص واحد وهو الثري الإسترالي المعروف روبرت ميردوخ ، وهو بالمناسبة ، ليس يهودياً كما يعتقد كثير من العرب يملك صحف "التايمز" و"الصنداي تايمز" و"الصن" و"الصنداي صن" و"نيوز أوف ذا ورلد" ، بالإضافة إلى القناة التلفزيونية "سكاي". وهكذا نجد أن شخصاً واحد يملك وسائل إعلام تؤثر في ثلث الشعب البريطاني . لاغرو إذا رأينا توني بلير يطير خصيصاً ، إلى إستراليا لمقابلته ، قبل الإنتخابات التي حملته إلى الحكم .
ثم يتعرض للأن الولايات المتحدة الأمريكية دولة علمانية يؤكد دستورها الفصل التام بين الدين والسياسة . ولابد من التسليم أن كثيراً من النخب الأمريكية المؤثرة أبعد ما تكون عن الدين والتدين . مع هاتين الحقيقتين اللتين نسمع عنهما كل يوم ، هناك حقيقة ثالثة لا يكاد يعرفها سوى الباحثين المتخصصين ، وهي انتشار الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة على نحو لا مثيل له في أي مجتمع مسيحي آخر .
الكتاب رائع من ناحية عرضه للحقائق بمصادرها ، وتحليله للواقائع لذلك استحق الأربعة نجوم
أمريكا والسعودية (حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟) كتاب للدكتور السعودي غازي القصيبي وهو السياسي والدبلوماسي الذي تقلد خلال حياته المهنية عدة حقائب وزارية إضافة إلى تعيينه كسفير في دولة البحرين (كما كانت تعرف رسميا حينها)، وسفيرا من سنة ١٩٩٢م إلى ٢٠٠٢م في المملكة المتحدة (بريطانيا) وهي الفترة التي شهدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة ٢٠٠١ -إستهداف برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك في الولايات المتحدة اضافة إلى أهداف أخرى بهجمات إرهابية إنتحارية بطائرات ركاب مدنية- وما عقبها من الحرب الأمريكية على الإرهاب (بحسب التعريف الأمريكي له) رافقتها حرب إعلامية شعواء على عدد من الدول العربية والإسلامية وفي معرض رد الفعل على ما سبق والوقوف على ملابساته جاء هذا الكتاب.
تناول غازي القصيبي في الفصول الثلاث الأولى - وهي من الفصول المثيرة التي أفاد القصيبي من خبرته ومنصبه الدبلوماسي كسفير - طبيعة العلاقة بين السياسة والإعلام (أو السياسي والإعلامي) في الغرب الليبرالي والديمقراطي، بتعقيداتها وأبرز خصائصها، موضحا آلية بناء العلاقة بين الطرفين وحدودها، وتوظيفها من قبل كل طرف لخدمة مصالحه ، في إطار من الندية يميل في أحيان كثيرة الى كفة الإعلامي. كما بين أبرز خصائص الاعلام الغربي المتنوع وقدرته الهائلة على التأثير التي أكسبته عن جدارة لقب "السلطة الرابعة" فمؤسسات الإعلام الغربي بحسب القصيبي تعمل في مناخ ديمقراطي يكفل لها آفاق واسعة من حريةالتعبير المحمية دستوريا كما تحمي قوانين الدول الغربية المؤسسة الاعلامية/ الاعلامي من أي مساءلة قانونية إلا في مجالات ضيقة يتعذر الحكم فيها كالتعدي الشخصي المباشر على الأفراد في ذواتهم والذي لا يندرج ضمن اطار "الرأي"، تلك السلطة الرابعة التي أشار القصيبي على أنها تعتنق وتتبنى نشر (كما مجتمعها السياسي) عقيدة/مبادئ الديمقراطية الليبرالية -التي لا تنظر برأيه بإيجابية لكل ما هو غير ديمقراطي- لم تشكل استثناء فيما يتعلق بمبدأ السوق الحر المفتوح، حيث يمتلك عدد من الأثرياء المؤثرين أبرز وأهم القنوات الإعلامية وبالتالي يمتلكون القدرة على التأثير السياسي، الإقتصادي والإجتماعي على توجهات ابرز دول العالم وأهمها نفوذا.
وجاء الطرح في كل من الفصل الرابع والسابع ليبين وضع الإعلام العربي "البائس" وتأثيره الذي لا يذكر مقارنة بنظيره الغربي رابطا إياه (الوضع البائس) بمسسبباته الرئيسية التي ترجع إلى السياسات الدكتاتورية العقيمة وهامش الحرية المعدوم بشيء من التفصيل منذ منتصف القرن العشرين وصولا الى مطلع القرن الواحد والعشرين، ويأتي في الفصل السابع ليبين عواقب الإستمرار في مثل هذه السياسات العقيمة على الشعوب والأنظمة، مع طرح البدائل في صور خطوات حل متدرج لتجاوزها، ولا أخفي شخصيا أن الجراة والصراحة النسبيين -وإن لم تكن بشكل مباشر وموجهة لنظام بعينه- التي تناول بها القصيبي (وهو المحسوب على السلك الحكومي الرسمي في السعودية) طرحه في هذين الفصلين قد فاجأتني وأثارة إعجابي كونها غير معهودة من أي إعلامي، سياسي أو دوبلوماسي سعودي*. * في أكتوبر من سنة ٢٠١٨ تم إستدراج الإعلامي والصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول وتم قتله داخلها وتقطيع جثته لإخفاء آثار جريمة الإغتيال في الحادثة الأشهر من حيث فظاعة الجريمة والنطاق الواسع من التغطية الإعلامية التي حظيت بها، على خلفية مقالات صحفية كتبها في صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية والتي إنتقد فيها بعض سياسات وممارسات النظام السعودي بشكل مهني وموضوعي بعيد عن الشخصنة والت��ريح بل في شكل أقرب لعتب المحب منه لنقد الصحفي المهني اللاذع.
عرض الفصل السادس للتناقضات الأمريكية الرسمية والإعلامية وخصوصا بعد الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ في تعاطيه المتشدد ونبرته العالية مع موضوع الإرهاب والأصولية الدينية، رغم إغفاله أو تغافله عن إبراز الحوادث الإرهابية العديدة والمتكررة من قبل المنظمات والمليشيات الأمريكية المحلية الإرهابية المذكورة في تقارير الاستخبارات الأمريكية وتقارير الباحثين في الشأن الداخلي، وتغاضيها عن إدانة - كونها علمانية تؤمن بالديمقراطية والتعددية- خطاب نشر الكراهية والتمييز المسيحي الأصولي المتطرف الصادر عن من يسمون بالمسييحين الأصوليين "المسيحيين الجدد" أو "Evangelicals" - ولا يخفى أن نائب الرئيس الأمريكي الحالي "بينس" ينتمي إلى هذه المسيحية الأصولية ذات النفوذ السياسي الواضح في المشهد الأمريكي ويردد خطابها ورؤيتها من م��بر أمريكي سيادي- مقابل حصر مفهوم الإرهاب والاصولية في الإسلام والمسلمين بشكل رئيسي وحصري دون تمييز، ناهيك عن إغفال المحاباة والإحتضان الأمريكي للخطاب الصهيوني وتبني مشروع الدولة الصهيونية على حساب كل المبادئ والأعراف الحقوقية الإنسانية للشعوب العربية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني المنكوب.
مأخذي الرئيسي على الكتاب جاء في فصله الخامس الذي حمل الكتاب عنوانه، وبرأيي كان أضعف الفصول لقصوره على توجيه اللوم في التصعيد الإعلامي الامريكي ضد السعودية على سياسات اللوبي الصهيوني وحزب "الصقور" الأمريكي والمؤسسة الإعلامية الأمريكية المشحونة ضد المسلمين والسعودية تحديدا، وأن السبب هو الصدمة الأمريكية من تعرضها لعمل إرهابي ورغبتها في إيجاد كبش فداء وقد وجدت ضالتها في السعودية التي كانت وقتها تدافع بضراوة بحسب تعبيره عن حق الشعب الفلسطيني -الأمر المستبعد برأيي كون النظام السعودي تاريخيا منذ تأسيس الدولة في أواسط القرن العشرين طالما تبنى مقاربة دبلوماسية من النوع الغير عدائي تجاه الولايات المتحدة حليفها وحاميها التقليدي والكيان الصهيوني وكان قطع الملك فيصل لصادرات النفط عن أمريكا على إثر حرب ١٩٧٣ الاستثناء الوحيد رغم كون المبادرة لم تبدر من السعودية وكانت السعودية أول الدول العربية التي رفعت الحظر النفطي على أمريكا- ساردا تهم الإعلام الأمريكي والغربي للسعودية كتمويل الإرهاب (ومنه القاعدة واسامة بن لادن) من قبل بعض المؤسسات الخيرية السعودية، رعاية الفكر الإصولي الإسلامي متمثلا في التيار الوهابي المتشدد الملهم لأغلب الحركات الإسلامية الإرهابية واحتواء بعض مقررات التعليم وخطب الجمعة الأسبوعية على محتوى يحث على كره الآخر ومناصبته العداء واضطهاد المرأة .. الخ، بنبرة ظاهرها استنكاري -رغم أنه قد يكون أتى على ذكرها ضمنا كنوع من تأكيدها - ينفي كونها سببا رئيسيا في الحملة الإعلامية المجتمعية تجاه بلده السعودية، الأمر الذي أبعد ما يكون عن صورة الحقيقة الكاملة (رغم كون كل ما ذكره عن الإزدواجية الأمريكية وتأثير اللوبي الاسرائيلي صحيحا)، اولا لأن الخطاب الرسمي السعودي كان قد أكد في وقت لاحق على عدد من التهم التي وجهت إليه بشكل مباشر او غير مباشر ونراه اليوم يروج في أوساطه "للإسلام المعتدل" ويحارب بشكل غير مسبوق النسخة المتشددة من الإسلام التي تبناها مجتمعه لعقود، ونلحظ هناك -وبضغوط امريكية- تغيير لمحتوى المناهج والخطب الدينية، وتعاون حثيث ومفتوح مع الأمريكي لتعقب المنظمات والهيئات السعودية الخيرية وغيرها التي تتهم بتمويل الإرهاب، والسماح للمرأة بالقيادة والمشاركة بقيود أخف عما كان عليه سابقا ... إلخ. أما تشكيل وتكوين القاعدة فيكفي الرجوع إلى المصادر التاريخية في السبعينات والثمانينات لتبين ملابستها وابرز من مولها وساهم في تكوينها في البدء بجانب الولايات المتحدة الامريكية ، برأيي أن ما لم يتطرق له القصيبي هو دور السياسات المحلية العربية بشكل عام في خلق صورتها في الخارج، فأي شعب مقموع تسلب إرادته في التأثير وتنتهك داخل بلده من نظام محلي يدعي تمثيله، لا تقوم لإرادته وثقافاته وزن لدى المجتمعات الغربية التي ترى فيما ترى أن حرية التعبير والإنفتاح والتعددية مظاهر من مظاهر الحضارة للشعوب المتحضرة وعكسها يعد شكل من اشكال الرجعية المنبوذة، ناهيك عن حقيقة أن القمع هو وجه العملة الآخر للإرهاب فهو يولده كردة فعل بالضرورة دون إغفال حقيقة تبني أنظمة عدد من الدول العربية والاسلامية للاصولية الدينية رغم رجعيتها، لحماية مراكز نفوذها من أي تمرد داخلي بالحجة التي وظفت تاريخيا منذ عقود وفي المثال السعودي منذ قرون (ألا وهي تطبيق الشريعة بمفهوم أكثر التيارات تشددا ونزعة لإستخدام العنف والإقصاء ضد المخالفين) ويبقى توضيح أن الساسة الغرب حين يستضيفون هذا الزعيم العربي أو ذاك (ويبتسمون معه في الصور) يتعاملون معهم من منطلق المصالح السياسية الديناميكي الصرف ولا يفرضون على مجتماعتهم ولا اعلامهم -التي عادة ما يكون لها رأيها وتوجهاتها المستقلة السلبية عن النظم والشعوب العربية- ممالأة هؤلاء الزعماء وابرازهم بصورة إيجابية كما هي العادة في الدول العربية حين يمنع إنتقاد أي زعيم غربي حليف للانظمة ويأمر الإعلام بتلميع صورته - للمفارقة على سبيل المثال لا الحصر يقوم الإعلام السعودي في تغطياته اليومية بتلميع صورة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب والدفاع عنه حتى ضد منتقديه في الداخل الأمريكي رغم أن الأخير في خطابات حملاته الإنتخابية وخطاباته الرسمية قام ولأكثر من مرة من الحط من قيمة النظام السعودي بشكل فج، وتكراره (العلني) ابتزازه لدفع الأموال في أكثر من مناسبة - هذا القمع والتهميش لإرادة الشعوب العربية والإتكال الكلي للأنظمة العربية في حماية عروشها ومصالحها على الولايات المتحدة دون وجود قاعدة شعبية محلية تستند عليها مع الاختلاف الثقافي بين المجتمعات العربية والغربية، إضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي والماكنة الإعلامية الصهيونية، كلها أسباب إضافية لعبت دور مهم في تكوين الرؤية السلبية للمجتمعات الغربية والإعلام الغربي للعرب والمسلمين، وإن تفاوت درجة طفوها (الرؤية السلبية) على السطح بتفاوت الظروف والأحداث واتجاهات المصالح.
تبقى الإشارة إلى أن النموذج البحريني الواعد وقت صدور الكتاب سنة ٢٠٠١ في الانتهاج التدريجي للنهج الديمقراطي والذي اشاد به القصيبي كمبادرة عربية خليجية يحتذى بها في خاتمة كتابه قد شهد للأسف انتكاسة وتراجعا كبيرا وأصبح لا يختلف كثيرا من ناحية الجوهر والمضمون عن النماذج المحيطة به.
يبقى الكتاب في مجمله ذو قيمة، ممتعة قراءته ولفتة القصيبي في إستخدام أبيات للمتنبي عند بداية كل فصل أضافت لمسة تقربه إلى القارئ العربي و تؤكد على نزوعه الشعري -كونه شاعر اضافة الا ما سبق- ، أنصح به.
كتب أخرى تناولت تناقضات السياسة الأمريكية والإعلام الأمريكي عند الأزمات مع الدول العربية والاسلامية أنصح بها:
*الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب، من قسم العالم إلى فسطاطين ؟ لأسعد أبي خليل ٢٠٠٣
قرأته قديماً وتصفحته قريباً فوجدت فيه ما لا يغيره الزمن
هو كتاب عن أثر الإعلام على السياسة وليس العكس لأنه كما يرى القصيبي أنالسياسة لا تكاد تؤثر في الإعلام إلا عندنا! أما في الغرب فهو سلطة مستقلة وإن واجهها سياسي خسر
قد لا يكون أفضل ما كتب القصيبي فهو بمثابة مقال صحفي ولكنه طويل بما فيه الكفاية ليصبح كتاباً، إلا إن أسلوب القصيبي ولغته تجعله بلا شك كتاباً رائعاً وفيه الكثير من الدرر ولعل أعجبها ما جاء في آخر الكتاب :" أما الأنظمة التي لا تود تغيير شيء وتعتقد أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان، فأرجو أن تعثر على جبل يعصمها من الموج
كتاب سياسي بأسلوب خفيف وجميل يشرح العلاقة الشائكة بين الاعلام والسياسية من خلال شرحه لنموذج تغطية الاعلام لأحداث 11/9 ومواقف أخرى وبدون مصطلحات سياسية وكلام صعب
. . . الكتاب : #أمريكا_والسعودية حملة إعلامية أم مواجهة سياسية المؤلف : #غازي_عبدالرحمن_القصيبي الناشر : #المؤسسة_العربية_للدراسات_والنشر . . #قراءتي : . - بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 كانت هناك حملة إعلامية كبيرة قامت بها الصحافة الأمريكية على المملكة العربية السعودية، وكأنها المتسبب للعملية والداعم لها، حاول الدكتور رحمة الله عليه تفسير وشرح هذه الحملة، وركز بشكل رئيسي عن دور الإعلام، والإعلام بشقه السياسي فقط. . - حرص المؤلف -في أغلب صفحات الكتاب- على المقارنة بين دور الصحفي لدى الشرق والغرب، وعن إختلاف العلاقة بين الصحفي والسياسي هنا وهناك، وعن أهمية الصحافة لدينا ولديهم. . - أغلب ماذكر في الكتاب صحيح، وشيء مؤسف أن نقرأه عن حالنا، نتغنى بال��علام الحر وهو محكوم، نتغنى بالديمقراطية وشعوبنا لا تراها. . - ولو تأملنا الدور الكبير الذي لعبته الصحافة في ما نسميه "الربيع العربي"، لأيقنا دور هذا السلاح في السياسة بشكل كبير جدًا، بغض النظر عن نوعية الإستخدام صحيح أم خاطئ. . - أعجبتني بعض الأبيات المقتبسة للمتنبي بداية كل فصل. . - أسلوب الدكتور كالمعتاد سهل، وممتع، وبلا كلمات معقدة أو صيغ غريبة. . - الكتاب خفيف، ولكنه ثري بالمعلومات والأفكار. . #إقتباسات . - إذا كان بعض الناس سيفاً لدولةٍ ففي الناس بوقاتٌ لها و طبولُ المتنبي تنبيه المتنبي إلى العلاقة المفصلية بين السياسة والإعلام. "السيف" أو السياسة لا يمكن فصله عن "البوقات والطبول" أي الإعلام. . - تتحدث مقالات في الصحف البريطانية والفرنسية والأمريكية عن "مواقف" تنسبها إلى مصادر مطلعه لا تسميها، وعن "معلومات" رفض مقدمها الإفصاح عن هويته. تُقدم هذه "المواقف" و"المعلومات" و كأنها حقائق لا يرقى إليها الشك، ويبتلعها معظم القراء بلا مناقشة!. . - هدف الصحفي الحقيقي هو المعلومة. . - بإختصار شديد، أن نظرة الإعلاميين الغربيين إلى المجتمعات التي لا تسود فيها الليبرالية الديمقراطية تتراوح بين العداء العابر والكراهية العميقة. . - لا يمكن لصحيفة غربية أنت تغير موقفها من الحجاب ولو اقسمت أمامها ألف امرأة مسلمة أنهن تحجبن طوعًا واختيارًا. . - الضروري هنا الإشارة إلى أن الديمقراطية في ذهن الصحفي الغربي لا تعني بالضرورة اتباع رأي الأغلبية، يرى الصحفي الغربي أن الأغلبية تخرج عن مقتضيات الفكر الليبرالي يجب تثقيفها لا مجاراتها. . - السياسي يدرك أنه لا يستطيع الاستغناء عن الصحفي لكي يصل إلى الجماهير، وعبر الجماهير إلى السلطة. والصحفي يدرك أن مصدر معلوماته الأهم هو السياسي. هذه الحاجة المتبادلة هي التي تجعل من إدارة الإعلام في كل وزارة واحدة من أقوى الإدارات وأهمها. . - ولا بد لنا هنا أن نلاحظ أنه بقدر ما يزداد تدخل الدولة المباشر في الأجهزة الإعلامية التي تملكها بقدر ما تقل مصداقية هذه الأجهزة. . - وبإستثناء الكويت ولبنان، تحولت الصحف العربية، من المحيط إلى الخليج، إلى "أصوات أسيادها". . - العلاقة بين السياسي والصحفي بإختصار شديد، هي علاقة رئيس طاغية بمرؤوس مطيع. . - إن الارتباط العضوي بين الإعلام والسياسة يعني أن الإعلام العربي لن تقوم له قائمة في غياب الديمقراطية السياسية. ومحاولة الإصلاح الإعلامي قبل الإصلاح السياسي هي وضع للعربة أمام الحصان كما يقولون، والتخلف الإعلامي الحالي في العالم العربي هو صورة صادقة آمين للتخلف السياسي. . - الديمقراطية ليست صيغة ولكنها عملية؛ ليست وثيقة ولكنها ممارسة؛ ليست قانونًا ولكنها عرف. . . .
اسم الكتاب: أمريكا والسعودية: حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟ المؤلف/ غازي القصيبي الصفحات: 134 رقم الكتاب: 209
يتحدث القصيبي في هذا الكتاب عن تأثير الإعلام الغربي وطريقة عمله وهجومه العنيف على المملكة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 المعروفة، وكيف أن هذه الأدوات الإعلامية قادرة على تحويل المشهد من مشهد إيجابي لمشهد سلبي بشخطة قلم.
حلل لنا القصيبي السياسات الغربية، أمريكا بالذات عبر 7 فصول تشرح فيها السياسات المتبعة هناك، وطريقة تعامل الإعلام معه وتأثيره على الشارع.
كتاب رائع.
اقتباسات: "إن البحث عن إعلام حر داخل نظام سياسي لا يعرف الحرية كالبحث عن قطة سوداء (لا توجد) داخل غرفة مظلمة."
"إن أخطر ما في غياب الحوار أنه يقود إلى مزايدة خطرة لا تنتهي إلا بالصدام. الحكومة التي ترفع شعارات ديمقراطية تدفع المعارضة أن ترفع هي الأخرى شعارات ديمقراطية، وهنا تبدأ معركة المزايدة، التي تنتهي باصطدام فعلي حين تصدق المعارضة الشعارات وتبدأ مسيرة احتجاج أو تعلن إضراباً، (وهما حقان مكفولان في كل الأنظمة الديمقراطية). وفي الجانب الآخر من الصورة، نرى أن الحكومة التي تستمد شرعيتها من الإسلام، تجد أمامها معارضة إسلامية، فتضطر إلى تصعيد نبرة خطابها الديني حتى يصبح، في محتواه، شبيهاً بخطاب المعارضة. وهنا أيضاً، تستمر المزايدة حتى يقع اصطدام عندما تقدم المعارضة على استخدام العنف انطلاقاً من النظرية المشتركة بينها وبين الحكومة (على مستوى الشعارات لا التطبيق). لو كان هناك حوار حقيقي، وأخذ وإعطاء، وحلول وسط، لزالت ظاهرة المزايدة، وما تؤدي إليه من تصعيد، ليحل محلها خطاب وسطي معتدل."
"العلاقة بين السياسي والصحفي، باختصار شديد، هي علاقة رئيس طاغية بمرؤوس مطيع"
كتاب السبع فصول يتناول بالشكل إجمالي: 1-الإعلام الغربي يعيش حالة من الاستقلالية الكبيرة لدرجة أن الصحفي و الإعلامي الغربي هناك يعيش حالة الند و المواجهة مع حتى أكبر المسؤولين هناك و يستطيع بسطوة القلم أن حتى يزيح من هو على قمة السلطة من دون أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بنفسه و لذلك تكون هناك حالة من الحذر يعيشها السياسي مع الإعلام و لكنه في نفس الوقت لا يستطيع أن يعمل من دونها. 2-الكتاب بعدما يشرح الحالة الإعلامية في الغرب و استقلاليتها فهو يوجه دعوة للعمل بنفس النسق و بنفس الوتيرة حتى تتحقق المصداقية و من ثم يكون عالميا مؤثرا. 3-ذهب المؤلف إلى عام 2001 و احداثه المشؤومة التي هزت الولايات المتحدة الأمريكية و ما احدثه ذلك من ضجة إعلامية كبيرة على المملكة العربية السعودية بخيث قلبت الرأي العام هناك و اعطت صورة سوداوية عن الخليج العربي. 4-ذهب المؤلف إلى طرح فكرة و هي أن الولايات المتحدة الأمريكية بالرغم من كونها دولة علمانية أي تفصل الدين عن الدولة و أن منسوبيها من الناس غير المتدينين إلا هنالك توجه آخر غير ذلك و هم للمتدينين المسيحين او ما يعرف ب (المسيحين المولودون من جديد) او (الأصولية المسيحية) و هم الذين يؤمنون بكل ما حاء في الكتاب المقدس و ما يحتويه من معتقدات خطيرة مثل أن يستقر الإسرائيليون في فلسطين و لذا يجد أنه من المحتمل أن بعض الادارات الامريكية كانت تعمل على هذا المنطلق مثل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر و الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن.
أعجبني قوله 'والذين يقارنون ما حدث يوم ١١ سبتمبر بما حدث في بيرل هاربور لا يختلفون عن الذين يقارنون بين وخزة دبوس وطعنة خنجر في الضلوع'. صحيح أن ضربة هاربور نتج عنها تحطيم بارجات بحرية وخسائر عسكرية جوية هائلة، على أنها أعطت روزفلت المتحمس للحرب, الشرعية الأخلاقية والسياسية للانخراط في الأزمة الأوروبية بعدما كان الأمر مرفوضًا تمامًا من قبل الكونغرس والرأي الشعبي؛ ولهذا الرفض أسباب وشروط موضوعية اختصرها في جوهر العقيدة السياسية للولايات المتحدة منذ التأسيس: المتمثلة في مبدأ الانعزال الدولي.
ضربة 11 سبتمبر كانت أفظع وأشدّ تنكيلًا من حيث الأثر النفسي والرمزي؛ إذ شكّلت صدمة عميقة للمجتمع الأمريكي، وجرحًا في وعيه وذاكرته الجمعية. وهي، بلا شك، أبعد أثرًا من الناحية الاستراتيجية، لأنها أدخلت الولايات المتحدة في حرب بلا نهاية واضحة، مع عدو غير دولتي، نتج عنها خارجيًا مأزق أفغانستان ومستقنع العراق، وداخليًا خسارة معتبرة للمكتسبات التي أرساها الآباء المؤسسون.
فقد أدى إقرار قانون Patriot Act (توحيد وتعزيز أدوات الدولة في مكافحة الإرهاب) إلى منح الحكومة الأمريكية صلاحيات استثنائية باسم الأمن القومي، شملت مراقبة الاتصالات، وتوسيع صلاحيات الوصول إلى الحسابات البنكية دون إذن قضائي تقليدي، ما أسهم في انتعاش التجسس الداخلي وكسر التوازن التاريخي بين الحرية والأمن.
وبهذا المعنى، لم تُغيّر هجمات 11 سبتمبر السياسة الخارجية للولايات المتحدة فحسب، بل أعادت تشكيل عقدها الاجتماعي الداخلي.
رغم إن الكتاب خفيف الصفحات إلا أن كسلي القرائي جعلني أؤجله كثيرًا، وهذه غلطة، فكتب غازي تلتهم دفعةً واحدة لخفتها أولًا وللسلاسة التي لا تدع في النفس شك بمدى بلاغته.
"تُرى ماهو الواقع العربي الذي نريد أن تطلّع عليه الدنيا والدي فشل وزراء الإعلام في نقله؟" هذا السؤال طُرح قبل عشرين سنة .. ولا زال استخدامه نافع، فما أشبه البارحة باليوم! من يملك الملح سابقًا سلطان عصره، ومن يملك أرضًا كان امبراطورها، ماذا عمّن يملك "بوقًا" الآن؟ في هذا الوقت تحديدًا؟
تتزايد الأبواق والبقاء للأكذب وللأخدع، لا وجود للشرف في هذا الميدان ولا احترام الآخر، الجدير بالذكر أن اسقاطات القصيبي على الجزيرة لا زالت في محلها رغم كل هذه السنين، لا زالت الجزيرة الوضيعة تحتد مع كل السياسات العربيّة، وحين يأتي الحديث عن سياسة جزيرتها تخرس الأفواه .. أسدٌ عليّ وفي الحروب نعّامةٌ! المفارقة أنني أُنهي هذا الكتاب تزامنًا مع انتهاء فصلي الدراسي بتخصص الإعلام، حدتني الظروف عليه ولكنني سأتمكن من التحويل لتخصص الشرفاء، تخصص الذئاب في الحروب وفي القلوب .. القانون، أنا قادمةٌ إليك.
بأسلوب ميسر يشرح القصيبي دور الإعلام الغربي وأهميته ويقارنه بالدور السلبي للإعلام العربي الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من المنظومة السياسية العربية.
تنبؤات ثلاثية للقصيبي في كتابه هذا تحققت : ١- تحذيره للأنظمة العربية لمواكبة التغيير قبل أن يغرقها الموج، وكانت تلك الأمواج هي الربيع العربي التي ضربت منطقتنا في ٢٠١١م. ٢- تحذيره من طريقة عمل قناة الجزيرة الاخبارية التي كانت لا تعمل إلا خارج قطر وتغض الطرف عن كل ما هو داخلها، فقد حذر القصيبي هنا من طريقة عملها منبهاً أن كل دولة ستكون لها قناتها الخاصة التي تتراشق بها ضد الآخرين، وهذا ما كان في العربية وسكاي سبورت .. الخ، وهذا ما زاد نكباتنا نكبات. ٣- تحذيره من انعدام الحوار العربي الداخلي، كما بين المغرب والجزائر، وقطر والخليج؛ ومصر والسودان، وكان يدعو لهذا الحوار قبل أن نحاور الدول الغربية وقبل أن تتفجر قنبلات خلافاتنا، وكان هذا في أزمة قطر.
اسم الكتاب: أمريكا والسعودية المؤلف: غازي عبد الرحمن القصيبي عدد الصفحات: ١٣٦ النوع: فكر سياسي مكان الشراء: مكتبة جرير
نبذة عن الكتاب؛ 🌿✨ تحدث غازي هُنا عن الحملة الاعلامية التي وجهتها الولايات المتحدة الامريكية وبتحديد اعقاب ١١ سبتمبر ...
رأيي الشخصي: 🤷🏽♀️
كما جرت العادة بمؤلفات غازي ان تكون مفيدة واضحة وموجزة! لم يكن الكتاب يتحدث فعلياً عن امريكا والسعودية فقط بل عن السياسة والاعلام العربي والسياسة والاعلام الامريكي، لصغر سني لم افهم الكثير من الروابط والقصص والامثلة في الكتاب لكنه نورني ايضاً بأشياء اكثر اهمية
الشكل : فهرسة سيئة ,لا يوجد الا عناوين للفصول ,الكتاب عبارة عن رأي ,ساعة ونصف من القراءة المضمون: يعبر الكاتب عن رأيه عن عملية صنع القرار في أمريكا ,والصحافة الغربية والعربية ومنظومة الاعلام العربي وخطوط الدولة الحمراء في وجه الاعلام ,وأخيرا عن الأزمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية عقب أحداث 11سبتمبر والإرهاب في أمريكا(داخلها) التعليقات : الكتاب عبارة عن رأي خبير غير معصوم من الخطأ , عنوان الكتاب غير موفق لأنه لم يتحدث عن الأزمة الا في الصفحات الأخيرة
كتاب جميل جداً يكشف فيه د.غازي عبدالرحمن القصيبي الحملة التي شنها الاعلام الامريكي على السعودية بعد احداث ١١ سبتمبر والتي تضمنت عدداً من المواطنين السعودين وكيف تعاملت السعودية مع الحملة ، وبين ماهية الاعلام الامريكي والبريطاني وكيفية تفاعله مع الساسيين في بلدانهم بنظرة الند للند مقارنتاً في الاعلام والصحافة العربية المقموعة الا من الفتات التي تعيش عليه من المسؤلين السياسين .
قرأته مع استحضار تاريخ كتابته والأحداث المتزامنة مثل ١١ سبتمبر ومقارنته مع الواقع الحالي وذلك بعد ٢٠ عاماً .. العجيب هو تشابه طريقة التعامل مع الإعلام سواء المحلي أو العالمي بالرغم من التطور الكبير في وسائل الإعلام بعد كتابة الكتاب بعشرة سنوات تقريباً ..