نبذة النيل والفرات: نستعين هنا بذات الآية التى إستعان بها ( عباس العقاد) في كتابه هذا وهى "وتلك الأيام نداولها بين الناس" حيث إنها أبلغ وصف لما قصده وبينه الكتاب، فعلى الرغم من ان عنوانه يدل على ان أثر العربي في الحضارة الأوربية هو موضوع الكتاب إلا انه لم يكون الموضوع الوحيد فيه. فيد جاء الكتاب متقسما إلى قسمين تناول الأول منهما أثر العرب في الحضارة الأوربية والذي يمتد لأزمنة بعيدة وضحها في حيثه عن أصل العرب. وقد تابع هذا الأثر في العقائد السماوية و الآداب والصناعات والطب والعلوم والفنون والموسيقى وغيرها من مجالات الحياة المتعددة أما القسم الثاني فجاء عن أثر أوربا الاجتماعية والدينية ليكون بحثا عمليا اوضح وبين تلك العلاقة بين الحضارة العربية والأخرى الأوربية على أكمل وجه، وهى على ذلك نقطة في خضم " العقاد" الفكري.
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889 وتخرج من المدرسة الإبتدائية سنة 1903. أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الإبتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب.
التحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطرإلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه.
لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة. اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ.
الحوار الحضاري هو موضوع الكتاب من منطلق تفاعل الثقافة العربية مع الثقافات الشرقية والثقافات الغربية بدأ العقاد كتابه باثر الشرق في الغرب بعامة وينطلق العقاد من الموقع الجغرافي لشبه الجزيرة وأثر هذا الموقع في إثراء علم الفلك وانتقال أصول هذا العلم للغرب من الشرق العقاد باحث لغوي يقف عند الألفاظ بوصغها المفاتيح المعرفية فيقوم برحلة في تاريخ بعض الألفاظ التي يضرب بها المثل لتأصيل بعض المفاهيم بين الثقافات تحدث العقاد عن إفادة العرب من الثقافات الشرقية بخاصة الصينية ومدرسة الإسكندرية في صياغة الرؤية الصوفية التي تحاور بعض الرؤى الفلسفية الغربية تحدث كذلك عن إفادة الموسيقى العربية للموسيقى الغربية وختم كتابه بأثر الحضارة الغربية الحديثة في الثقافة العربية، وأهمية النشاط الترجمي في تطوير المفاهيم وأساليب التعبير العربية المعاصرة
نظرية مبتكرة لدي العقاد : العرب هم أساتذة كل شئ مفيد و أي شئ فشلوا فيه هو بطبيعته شئ تافه!!!
لدي العرب هوس قوى بفكرة الحضارة التي لم يأت العالم بمثلها.. الحضارة التي بذهابها ذهبت معاها كل القيم الجميلة و الأخلاقيات المثالية و المنجزات العظيمة.. الحضارة التي بذهابها عدنا القهقري إلى عصر انسان الكهف.. هذه الحضارة المفقودة و المفتقدة (في نظر العرب) هي حضارة الدولة الإسلامية..
العقاد في الكتاب يمثل أنموذجا واضحا تماما للعربي المتعصب.. فالهدف الأساسي من الكتاب هو أن يقول أن العرب هم عمالقة الكون و الحضارة العربية / الإسلامية هي أعظم حضارة في التاريخ..
مبدأيا.. عندما أسمع شخصا ما يقول أن "شعبا" أو "عرقا" أو "دولة" هى أصل الحضارة فإنني مباشرة أدرك أنه إما متعصب و يكذب و إما غبي ولا يفهم.. لماذا؟ لأن الحضارة ليست خط مستقيم بدأ من نقطة و يسير في اتجاه واحد.. الحضارة هى منتج بشري بالمعنى الحقيقي لكلمة بشري .. "منتج يشارك فيه البشر أجمعون" .. فكل أمة في التاريخ توتفوقت فقت في مجال ما.. الفراعنة عباقرة الرياضيات والفلك.. اليونانيون مؤسسو علمي المنطق و الفلسفة.. الفينيقيون واضعي أسس هندسة السفن.. إلخ إلخ.. لا يمكن أن نقول ان أمة ما أو شعب ما هو "أصل التاريخ" ... هذا من قبيل الغباء المطلق.. كل حضارة حصلت على نصيبها من منجزات الحضارات الأخرى و كذلك ساهمت بنصيبها في الحضارة..
ثانيا .. العقاد في الكتاب يقول أن كل الحضارات قديمها و حديثها قامت على أكتاف العرب.. و هو في هذا يأتي بامثلة غاية في الغرابة من قبيل أن بعض العرب هاجروا إلى أوروبا و بالتالي تأثرت بهم اليونان!!!! فكل شئ حدث على مر التاريخ كان بسبب العرب و العرب وحدهم.. و كل مجال خاضه العرب فقد تفوقوا فيه و برعوا فيه و علموا الكون بأسره قواعده!
هل هذا حقيقي؟؟ فعلا!؟؟! لنتحدث فقط عن مثال بسيط.. الفنون بأسرها..اه.. هذا ليس مثالا بسيطا!!! حسنا لنتحدث فقط عن الرسم.. ما اسهامات العرب في الرسم؟؟؟!!! هل هناك على مر التاريخ رسام واحد معروف قام بعمل طفرة في الرسم مثلا؟!!! للغرابة لا نجد!!!
حسنا ما رأي العقاد في هذا؟ العقاد يحل كل المشكلات بنظرية بسيطة جدا.. العرب برعوا في الأشياء المفيدة.. أما في توافه الأمور مثل النحت و التصوير مثلا فإن العرب لم يحفلوا بها.. و أيضا لنلاحظ هذا.. لو أراد العرب أن يحفلوا بأي موضوع فإنهم كانوا سيتفوقوا فيه!!!!!
فالعرب لم يفشلوا في أي مجال.. إنهم فقط لم بهتموا به!!!! هكذا هى نظرية العقاد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مع نهاية الكتاب فوجئت بالعقاد يضع فصلا عن أثر الحضارة الاوروبية عند العرب.. آه حسنا! أخيرا العقاد يفهم أن الحضارة شئ متبادل .. و أن أوروبا أفادتنا كما أفادها العرب... آه! لا! لقد أخطأت التصور... الفصل الأخير يذكر ببساطة إما أن أوروبا لم يكن لها تأثير إلا في توافه الامور ( و هو شئ منطقي.. فالعرب هم من يهتم بعظائم الامور و يترفعون عن صغائرها!) .. و إما أن تأثير أوروبا كان تأثيرا شريرا سلبيا .. مثل نشرها لثقافة الاحتلال!!!!!!!! مرة اخرى العقاد يواصل السقوط الفكري في نظري
يتحدث العقاد فى البداية عن العرب وأصل نشأتهم فيرجح الرأى القائل بأصل نشأتهم في الجزيرة العربية لأسباب كثيرة. ثم يتحدث عن تراث العرب وما استفاده منهم الغربيون والذي يشمل
العقائد السماوية: ولا يقصد بها الأديان الكتابية وإنما يقصد السماء وأفلاكها ومداراتها.
آداب الحياة والسلوك : وكان مرجعه أن المدرسة الكبرى المعنية بآداب الحياة والسلوك هى مدرسة شرقية وهي مدرسة الرواقيين.
فنون التدوين والتعليم: وقد أجمع المؤرخون على أن حروف الكتابة ترجع إلى مصدر واحد وهى الكنعانية التى تدرجت من حروف مصرية قديمة مأخوذة من الصور الهيروغليفية.
صناعات السلم والحرب: فيذكر الكثير من الصناعات التى اخذها الإغريق عن البابليين والكنعانيين.
ثم يتحدث عن سمة النقل التى التصقت بالعرب ويذكر أنها سمة مشتركة في جميع الحضارات وينفى اقتصار العرب على النقل فقط، ويذكر ابداعهم وابتكارهم فى كثير من العلوم كالطب والجغرافيا والفلك والرياضة.
كما ناقش الرأى السائد بأن الأمم الشرقية تطلب العلم للمنفعة ولا تطلبه للمعرفة ويصل إلى أسباب ذلك.
وفى الجزء الثانى من الكتاب يتحدث عن أثر اوربا الحديثة فى النهضة العربية وينتهى بالبحث كله إلى عبرتين خالدتين:
اولاهما أن الأمم الشرقية والغربية دائنة ومدينة في تراث الحضارة الإنسانية، وأنه ما من أمة لها تاريخ إلا وقد أعطت وأخذت من ذلك التراث.
ثانية العبرتين ان الأمم تستفيد في باب الحضارة على الرغم منها وعلى الرغم مما يفيدها.
الكتاب صغير الحجم إلا انه ككل كتابات العقاد يحتاج الى تركيز شديد لكثرة ما به من تفصيلات وأفكار هامة.
لم يعجبني الكتاب حقيقة. نعم المستوى الأدبي واللغوي راقي ولكن المحتوى هو تمجيد العرب بطريقة ربما مبالغ فيها في بعض الأحيان (أو كثير من الأحيان) ومحاولات متكلّفة لتبرير أي مجالات لم يبدعوا العرب فيها بأنها مثلا مجالات غير مهمة أو أبدعوا فيها ولكن لم تتم ملاحظة ذلك أو لم يتم تقديرهم أو يسمع عنهم أحد وهكذا
كتاب رائع قد يكون كأنه بحث او رسالة بحثية يمكن ان تدرس فى احد الجامعات رغم قدم صدورها يبحث فى هذا الكتاب العقاد ليس فقط عن اثر العرب فى الحضارة الاوربية بل عن العلاقة بين الحضارتين بالتبادل فيقسم كتابه لجزئين الجزء الاول اثر العرب فى الحضارة الاوربية والجزء الثانى اثر الحضارة الغربية الحديثة فى بلاد الشرق فيبدأ كتابه بمن هم العرب وتعريف قصير بهم وبسلالتهم ثم يتوالى بعد ذلك فى فصول عدة شرح مدى تأثر الغرب بحضارة العرب القديمة والتى وصلتهم اما عن طريق التعامل التجارى او وجود حضارى للعرب فى اوروبا او بالقرب منها كما كان فى الاندلس او فى بيزنطة او غيرها من سواحل البحر المتوسط او التجارة مع صقلية و جنوب ايطاليا ومجالات تاثر الغرب بحضارة الغرب عديدة وضحها العقاد فبين منها مجالات العقائد السماوية واداب الحياة و السلوك والصناعات فى السلم والحرب والتدوين والاصل و النقل والطب و العلوم والجغرافيا و الفلك والرياضة والادب والفنون الجميلة و الموسيقى والفلسفة والدين واحوال الحضارة وتنظيم الدولة والنظام وكل هذه الفروع يبحثها بايجاز غير مخل مع ذكر اهم من برعوا فيها ونقل عنهم الاوربيين من العرب ثم ينتقل الى الجزء الثانى و هو اثر اوروبا الحديثة فى النهضة العربية ويبدأه باخبار ان هذا الاثر انما هو عبارة عن سداد ديون لما اخذته اوروبا من العرب من مظاهر الحضارة والتقدم من قبل ثم يجمل تلك المظاهر التى بدأ تأثر العرب باوروبا بها فى الاجتماع و السياسة والحكومة البرلمانية وظهور النزعة الوطنية بديلا للقومية الاسلامية او العربية والحركات الدينية رغم انها لم تكن غريبة عن العرب ثم يأتى الى الاخلاق والعادات التى يرى انها اكثر المظاهر سوءا فى تأثيرها واوافقه الرأى فى ذلك بالتأكيد ثم الأدب والفن ثم الصحافة ثم يأتى لفصل اخير وفيه يصف اجمالا لما ذكره وخلاصة له وهو ان الامم تستفيد من غيرها على الرغم منها فالغرب استفاد من الغرب رغم خلافه معه والعرب رغم احتلال الغرب لهم فيما بعد بدأت استفادتهم من تقدم الغرب رغم كراهيتهم لهذا الاحتلال و سياسته ويختم كتابه بالآية القرآنية بسم الله الرحمن الرحيم وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ صدق الله العظيم
هذا كتاب يبينه عنوانه ،، وهو تأثير العرب في الحضارة الأوروبية القديمة ،، سواء عن طريق ما اكتشفوه وابتدعوه هم ،، أو عن طريق مانقلوه من تراث الحضارات القديمة ولكن الكتاب يحوي جزء��ً آخر يحمل عنوان ( أثر أوربة الحديثة في النهضة العربية ) ،، وهو الجزء الأفضل الذي ذكرني بكتاب التنوير الزائف لجلال أمين
............................................
: كنت قد قرأت كتاباً لباحثة إيطالية قالت فيه أما نسبة الكتب العربية المترجمة إلى لغات أخرى فإنها ضئيلة جداً، ولعل إحدى أسباب هذا القصور يرجع ما إلى يشبه الشعور بالدونية اللغوية حتى إن سكان الجنوب وشمال إفريقيا يفضلون القراءة بالإنجليزية أو الفرنسية.
والآن وأنا أقرأ هذا الكتاب وجدت هذه الفقرة التي تلخص حال العرب في زماننا هذا
............................................
يا أهل العرب ،، ألا تهتمون بلغتكم ؟؟ هي آخر ما تبقى لنا
كتاب مفيد في الجملة، استدلالاته على تلك الآثار المتنوعة تجدها أحيانا واضحة قوية، وأحيانا دون ذلك، وأحيانا تستشعر فيها نوع من التعسف الاستدلالي للوصول للنتيجة المطلوب إثباتها ولو لم تؤد لها المقدمات المطروحة بشكل مباشر أو شبه مباشر، لا سيما في الجزء الثاني من الكتاب الخاص بأثر الحضارة الأوروبية على العرب ومحاولة إثبات أن بعض ما استفاده العرب من الغربيين - إذا كان مفيدا أصلا - هو تطور لثقافة العرب ولمنهج الإسلام ولكن فقط طوره البشري المناسب لم يكن قد حصل بعد!، وفصل الوطنية كان من أجلى الأمثلة في رأيي
رغم أن عنوان الكتاب عن أثر العرب على أوروبا ؛ إلا أنه لا بتحدث عن ذلك الأثر إلا في موضعين أو ثلاثة مواضع أما باقي الكتاب كان إما مقارنة ما عند العرب بما عند الأوروبيين أو في الجزء الثاني منه عن تأثير أوروبا الحديثة على العرب
رغم مقصد العقاد النبيل بإعلاء شأن العرب وتاريخهم إلا أنه لم يستطع إفراد كتاب كامل له دون إدخال الجزء الثاني الذي يتحدث عن أخذ العرب من الأوروبيين كما هو الحال منذ مئة سنة حتى اليوم ... فتبين أننا نعيش في أمجاد آبائنا ونندب حاضرنا المستهلك لا المنتج
كتاب جميل ولطيف وصغير الحجم ويعتبر مرجع لمن يريد أن يتزود حول التفوق العلمي والأدبي لدى العرب وكيف سبقوا الغرب في الكثير من العلوم وكيف استفاد الغرب من ذلك . يستطيع القارئ أن يقرء أي فصل يريد من غير ترتيب حيث أن الفصول لاترتبط ببعضها والفصول معنونة بأسماء العلوم والأداب والفنون لسهولة الوصول للباحثين. بعض المعلومات والأراء والتبريريات غير دقيقة وغير مقنعة
تخبّط العقّاد كثيراً في تشخيص ماهوية العرب من حيث “المبدأ” -الذي ليس بالضرورة أن يُشخَّص زمنياً أو مكانياً ويكفي كونه أمراً يقينياً-، ومن ذلك جاءت محاولات اجتهاده بائنة لإلصاق بدايات العرب بحضارات قديمة -وأخرى حديثة- على الطريق الظنّي، وعلى كثير من الخلط لمفهوم العروبة، وبهذا لم يختلف كثيراً عمّن أراد الردّ بالإشارة عليه عن تسطيح أو تغييب العقل العربي كما فعل هو بنفسه من حيث لا يدري.
وبهذه الإشكالية التي جرّته إلى انحناءات كثيرة ومطبات عديدة، غالى حيناً، وطَمُر حيناً، وأصاب قليلاً.
استمعت لهذا الكتاب عن طريق تطبيق "كتاب صوتي" للكتب الصوتيه المسجله، وهذه المرة الأولى لي في الاستماع لكتاب صوتي وانهائه، وكان الموضوع شيق وجذاب، فهو متداول في كثير من المصادر والمؤلفات، وحتى على تطبيقات التواصل الاجتماعي، فهو عباره عن بحث شامل لكافة الآثار التي خُلفت، ارسلت، اوصلت، نقلت، عن العالم العربي والحضارة العربية والأسلاميه للحضاره الاوربيه وعلمائها ومؤسساتها ومتلقيها، لتصبح اشبه بالخليط المتكامل من حضارات مختلفه، مثلت علم واحد واسع.
طول الكتاب يسرد العقاد فضل العرب بانحياز شديد جدا لدرجة إني حسيت إنه عاوز يقول : " إحنا الأصل والباقي تلامذة في الفصل " بس نسي أو تناسي إن التلميذ تفوق علي أستاذة بمراحل
من أجمل الكتب التي تعيد للإنسان العربي توازنه الحضاري، و موقعه الثقافي الحقيقي في تاريخ البشرية بعد أن حاول ويحاول كثيرون تشويه سمعته بأنه لا يصلح لشيء من شأن الحضارة. كعادة العقاد في طرحه الحازم والجازم والمفاخر بإنجازات العرب قديما وتاثيرها على أوربا في بداية العصر الحديث.
مختارات أفكار ومقتطفات
هناك فلاسفة مسلمون يرون بالتطور
أحوال الحضارة "بعض الكلمات أدل من طول المجلدات. ومن هذا القبيل تلك الكلمات التي تنتقل من لغة قوم إلى لغة قوم آخرين فتدل على ما انتقل معها من أحوال المعيشة وألوان الحضارة، وتبسط لنا في قليل من المفردات ذلك الفارق البعيد في شؤون الأمة بين ما كانت عليه قبل اقتباس تلك الكلمات المعدودات وبعد اقتباسها وتداولها في أحاديثها اليومية"
"وكان في #قرطبة وحدها دكان نسخ واحد، يستخدم مائة وسبعين جارية في نقل المؤلفات لطلاب #الكتب #النادرة " #العقاد
"وكانت غزوة تمدين ولم تكن غزوة فتح وتدويخ" بلاسكو أبانيز في كتابه ظلال الكنيسة
"كان سكان أسبانيا يزدادون فيزيدون على ثلاثين مليون تنسجم بينهم جميع العناصر البشرية والعقائد الدينية وخفق قلب الحياة الاجتماعية بأقوى نبضاته التي عرفها تاريخ الجماعات البشرية فلا نرى لها قرينا نقابله به غير ما نجده في الولايات المتحدة الأمريكية من تنوع الأجناس واتصال الحركة والنشاط" عباس العقاد، أثر العرب في حضارة الغرب. ١١٧ نقلا عن بلاسكو أبانيز في كتابه ظلال الكنيسة
يتقل العقاد عن الرحالة ابن جبير ان الحرب بين المسلمين بقيادة صلاح الدين والنصارى لم يقطع العلاقات التجارية بينهم حتى يقول: والاتفاق بينهم على الاعتدال في جميع الأحوال وأهل الحرب مشتغلون بحربهم والنَّاس في عافية والدنيا لمن غلب. ١٢٨-١٢٩ ——— "فان الولع بكل جديد كالولع بكل قديم، دليل على نقص التمييز وعلى اتباع يخلو من الابتداع " ١٣٣ —- تاثر العائلات المصرية باحتفالات ذكرى الميلاد والزواج من أوربا —— يرى العقاد ان أوربا منعت الشرق من الصناعات الكبرى واحتكرت السوق لمنتجاتها فقط —— العقاد كأنه لا يؤيد نظرية المؤامرة ص ١٣٩ ——- يرى للعقاد ان دعم أوربا لحركات التحرر القومية العربية في مصر والشام هي من باب تعزيز العروبة والتهيئة للانفصال عن الأتراك. العثمانيين —— لفتة جميلة من العقاد بان حس الشورى كان موجودا منذ بدء الخليقة "اذ قال ربك للملائكة " حيث يقول: "و وحي هذه المعاني المستفادة بالإيحاء والاستكناه يلقن المؤمن بالقران حس الشورى والنفرة من الاستبداد لان الإيحاء والاستكناه اقرب الى التلقين من الامر الصريح " ——- "وكان الفضل الاكبررلاوربا على الشرق كله هو الفضل الذي جاء على الرغم منها وهو تنبيه اذهان الشرقيين الى حقائق الحياة وتفتيح أنظارهم على الأسباب الصحيحة التي تقترن بها نهضات الشعوب" ١٥٦ —— التشبه بالأمم الغالبة في عاداتها ومظاهر معيشتها هو نفسه من العادات الأصيلة في طبائع الناس ١٦٢ ——- تزيين السيئات "الحق ان الحضارة الأوربية زودت الفساد بمسحة من الطرافة تستهوي النظر وتنفي عنه الشين الذميم الذي كان يصل اصحاب المروءات فاستباحه من لم يستبحه قبل ذلك" ——
يبدأ الكاتب من تعريف العرب، من هم وأين بدأ ظهورهم، وقد قرر أن بدايتهم كانت منذ خمسة آلاف سنة، حيث كانت الجزيرة العربية خضراء، وهذا اتضح من كثرة أسماء النبات في اللغة العربية رغم أن الجزيرة صحراء، والرأي الثاني الذي ذكره أن العرب بدءوا في بلاد ما بين النهرين، ورأي آخر يقول أنهم بدءوا من فلسطين الحالية على شواطئ البحر المتوسط الشرقية. عقد مقارنة بين توحيد الشرق، وشرك الغرب خصوصا عند الرومان الذين حرفوا المسيحية. الفكرة التي ركز عليها الكاتب هي أن العرب نقلوا وابدعوا، مثلهم مثل أي حضارة أخرى، ورفض نهائيا فكرة وجود حضارة تبدأ من الصغر. يبدأ في العلوم علما بعد علم، ليذكر دور العرب فيه -أو الحضارات السابقة على العرب-، ثم يذكر كيف وصلت هذه الابتداعات إلى الحضارة الغربية لاحقا. من الأمور الجيدة ذكره لرأي علماء الإسلام في كروية الأرض، فقد قرر كبار العلماء أن الأرض كروية، مثل ابن حزم وابن تيمية وغيرهما. يبدو أن الكاتب كثير الاطلاع على اللغات المختلفة، لذلك ذكر أمثلة كثيرة عن تشابهات الكلمات بين اللغة العربية وغيرها من اللغات. في الجزء الثاني من الكتاب، ركز الكاتب على الشورى وهي أساس الإسلام، وقد أقرها الإسلام. لم تكن المعلومات صحيحة تماما، لكنها مقبولة في الحقبة التي عاش فيها العقاد، وهي حقبة مليئة بالمشاكل المجتمعية.
أراد العقاد من خلال هذا الكتاب أن يعزز الفكرة القديمة القائلة بأن أصل وجود العلوم و إنتشارها هم العرب .. و يأكد ذلك من خلال أدله و إثباتات متفرقه , الكتاب قليل في عدد صفحاته لكنهُ زاخر بالمعلومات و الجميل أن العقاد بعد الحديث مطولاً و بشكل تفصيلي .. إختصر خلاصه الحديث بالصفحة الأخيره من الكتاب بفكرتين الأولى كانت : أن الأمم الشرقية و الغربية دائنه و مدينه , و الثانية : أن الحضارات تتناقل بين الأمم الشرقية و الغربية رغماً عنها , و قد يكون من دون قصد . أخيراً إستشهد بقوله تعالى : ( و تلك الأيام نداولها بين الناس ) .
أشكرُ صديقي (ياسين قرقوم) على هذا التحدي الجميل الذي كان على منصة "التويتر"، والذي يكون باختيارِ كِتابٍ وقراءتَهِ في جلسةٍ واحدةٍ؛ رغم الظروف الصعبة التي يمرُّ بها العالم في مُختلف البلدان؛ شفى اللهُ الجميع، ورَحِمَ مَنْ ماتَ منهم، وبهذا، يكون الكتابُ الثالثُ في العزل المنزلي.
الكتابُ -حقيقةً- جميلٌ ومُمتعٌ، وتشعرُ برغبةٍ مُلحَّة في استكمالهِ في جلسةٍ واحدة -كما شعرتُ به- تكادُ لا تملُّ ولا تكلُّ منه؛ رُغم كون الخط صغيرًا ممَّا آلاَمَ عيْنايَ كثيرًا، حيثُ كانتْ نُسختي إلكترونية -PDF- ممَّا صعَّبَ الوضعُ كثيرًا، لكنْ، برغم ذلك لا يُمكنكَ التخلي عنه.
طبعًا مِنَ العيبِ أنْ أقومَ بالتعريفِ عن الكاتب، فهو بلا شكٍ "عملاق الفكر العربي" إنه الأديب، والكاتب، مِنْ رُوَّاد مدرسةِ الديوان (عبَّاس محمود العقَّاد). هذا الرجل ساحرٌ في الكتابة، فقدْ كنتُ في عام 2017 قرأتُ له (عبقرية الإمام)، وكانَ بلا شكٌ أجمل الكُتب التي قرأتها آنذاك. والعام الماضي، قرأتُ له (عبقرية عُمر)، فكان مِنْ إحدى الكُتب التي أعجبتني بشدة؛ وتأثرتُ بها. هذا العام، كان مِنْ نصيب هذا الكتاب، الذي يسرد فيه الكاتب الدور الذي قامَ به العرب وما قد اكتشفوه، فقد كان الدور الأبرز والأساسي في ما وصلَ إليه الغرب الآن. أوروبا ما كانتْ لتظهر على شاكلتها التي هي عليها الآن لولا الشُّعلة التي أشعلها العرب، وأنارت بذلك ظلام أوروبا في العصور الوسطى. مِنْ حيثُ: (الدين، الفلسفة، العقائد السماوية، آداب الحياة والسلوك، التدوين، صناعات السلم والحرب، الأدب، الفنون، الموسيقى، الطب والعلوم...إبخ). كذلك مِنْ حيث أصول اللغة، حيثُ هناك كلمات في اللغة اللاتينية تعود أصولها إلى اللغة العربية، بعض الدراسات الحديثة الآن وصلتْ عدد تلك الكلمات زُهاء 34 ألف كلمة في اللغة اللاتينية مِنْ أصل عربي.
وغيرها مِنْ تلك الموضوعات الشيِّقة التي مُفيدة للقارئ، مِنْ حيث أنْ يكونَ على دراية بها.
هذا الكتاب من تأليف ذ. عباس محمود العقاد، يقع في 160ص، يتحدث فيه عن تأثير الحضارة العربية على الحضارة الأوروبية، ثم تأثر العرب بالحضارة الغربية الحديثة.
الفصل الاول : من هم العرب؟ هم امة قديمة تعود لما قبل التاريخ، تقطن أرض ما بين النهرين وفلسطين وما يحيط بها، وعنها تفرع الكلدانيون والآشوريون والعبرانيون وغيرهم، وقد تميزت هذه الشعوب بقواسم مشتركة في لغاتها تعود للسامية. ويرى الكاتب أن كل ما انتجته هته البقعة من الأرض واستفادت منه الحضارة الأوروبية هو من أثر العرب عليها.
الفصل الثاني : العقائد السمواية : نشأت الديانات الإبراهيمية الثلاث في ارض العرب، ومنه انتقلت الى بقية ارجاء العالم، لكن وقبل هذا العرب هم أول من تفحص السماء وعرف النجوم بشكل مفصل واشتغلوا بالفلك وآمنوا بتأثير النجوم على حياة البشر ووضعوا التنجيم. حتى تقسيم السنة لأشهر وأسابيع يظهر فيه الطابع العربي خاصة أسماء الأيام عند الإفرنجة والإنجليزيين.
الفصل الثالث : آداب الحياة والسلوك : نشات الفلسفة الرواقية في اوروبا على افكار زينوه الرواقي، الذي ولد شرقي قبرص وهو من اصل كنعاني او فينيقي، اي ذو أصول عربية، وقد ساهمت اراءه بقوة في فلسفة الاخلاق الاوروبية. حتى سلطان التقاليد القديمة والدين أو الكهانة وسلطة القانون كلها امتازت بها القبائل العربية وانتقلت منها إلى اوروبا.
الفصل الرابع : التدوين : تعود اصول حروف الكتابة الى الحضارة المصرية، وعنها اخذها العرب الآراميون أو الكنعانيون، ثم بعد ذلك انتشرت الى الهند عبر اليمن والى اوروبا عبر فلسطين. اما الاعداد فقد أخذها العرب من الهند ثم صقلوها وأضافوا لها الصفر والنظام العشري ثم انتشرت بعد ذلك في اوروبا.
الفصل الخامس : صناعات السلم والحرب : اقتبس العرب نظام سك العملات من البابليين ونقلوه عبر الآراميين الى الإغريق. وقد سبقت الحضارة العربية الحضارة الأوروبية في صناعة الملاحة والتجارة البحرية التي اشتهر بها الكنعانيون وأوشكوا أن يحتكروها. لقد عرف عن جالينوس وأبقراط سياحتهما في بلاد كنعان والديار المصرية، ولا شك انهما اقتبسا شيئا من أفكارهما وعلومهما من هناك ثم نقلوه الى اوروبا.
الفصل السادس : الأصل والنقل : كل من الأصالة والإبداع والنقل صفات مشتركة بين كل الحضارات حول العالم وعبر التاريخ. ينتقد بعض الأوروبيين المتعصبين العرب بقولهم انهم يجيدون النقل دون الإبداع، ودليلهم انهم اقتبسوا العلوم من الحضارات المجاورة لهم، وحتى العلماء والمفكرين الذين ظهروا فيهم كانت أصولهم عجمية لا عربية. لكن هؤلاء الدعاة يتناسون أن أبرز الشخصيات التي ساهمت في تقدم حضارة الغرب، ايضا كانوا من أصول مختلفة. ولوا الحضارة الإسلامية لم تكن الامم الأعجمية لتعرف هذا الزخم من الإبداع والإنتشار، فلكل حضارة اذن فضلها واسهامها. ويفسر الكاتب قلة العرب المشتغلين بالعلوم والفكر الى تركيزهم على السياسة والدين، اضافة الى اتاحتهم الفرصة للامم التي احتلوها من فرس وعجم الى الابداع مقابل اجزال المكافأة لهم. أما عن النقل الذي ساهمت في الحضارة العربية الاسلامية فهو مما يحمد لها ولولاها لما بقي هذا التراث المعرفي الانساني ولا أضافت اليه الحضارات الاخرى.
الفصل السابع : الطب والعلوم : اشتغل العرب بالطب منذ جاهليتهم، وكانوا يخلطونه مع الكهانة والسحر، وقد اعتمدوا على التداوي بالاعشاب والفصد والحمية الغذائية، وبفضل تربيتهم للماشية استطاعوا معرفة التشريخ وخصائص بعض الأعضاء الى جانب أطوار النمو، ثم بعد الإسلام تم الفصل بين الكهانة والطب، واعتبر هذا الأخير مصدرا للحكمة ومطلوبا ومحمود من يتعاطاه، والدين نفسه أشاد بالأطباء الحكماء وان الله جعلهم وسيلته لشفاء المرضى. وقد ألف العرب موسوعات ضخمة في الطب قل نظيرها في العالم واستفادت منها أوروبا لمدة طويلة من الزمن، ومن أشهر المؤلفين ذوي التأثير الكبير ابن سينا والرازي وابن الهيثم وأبو القاسم خلف بن العباس. وقد استفاد الغرب من الخيمياء -الكيمياء القديمة- استفادة عظيمة خاصة المحاليل والسموم واستخداماتها، وحسب الكاتب فاستفادتهم منها أعظم من الطب نفسه!، ومن أشهر من اشتغل بهذا العلم وأخذ عنه الغرب جابر بن حيان.
الفصل الثامن : الجغرافيا والفلك والرياضة : يعتبر بطليموس المولود في الاسكندرية أب علم الجغرافيا، وقد انتقل هذا الاخير الى اوروبا عن طريق العرب ومزيدا منقحا من علمائهم. وقد كان العرب من أوائل من قالو بكروية الأرض مثل البيروني وابن خرداذبة وابن رستة، وبفضل كتبهم خطر على بال الأوروبيين من أمثال كولومبوس السعي لإكتشاف مناطق مجهولة. ويعتبر العرب سباقين في ميدان السياحة حيث اشتهروا به، وفي المغرب خاصة نجد ابن بطوطة وابن جبي وعبد الرحيم المازني. ويرى الكاتب ان هناك دلائل مختلفة القوة تفيد بسبق العرب في اكتشاف العالم الجديد. استطاع العرب قياس محيط كوكب الأرض في عهد المأمون، وتمكنوا من ضبط خطوط الطول والعرض، وأحكموا التقاويم بشكل أدق من الأغريق، واستطاعوا قياس ارتفاع الجبال بالدرجات. وكان للعرب السبق في وضع الجبر وحل بعض المعادلات وحساب قياسات بعض الأشكال والأجسام، ولهم اسهامات كثير متعددة في الرياضيات.
الفصل التاسع : الأدب : يرى ذ. العقاد ان اوروبا تأثرت بالأدب العربي من ثلاث طرق هي : القوافل التجارية القادمة من الشرق والمواطن التي احتلها الصليبيون ومن الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس وصقلية. ومن اشهر الكتاب الأوروبيين العالمين الذين اشتغلو بمواضيع ادبية ذات اصول عربية وثبت اتصالهم بالثقافة العربية، دانتي وبوكاشيو وبترارك وغيرهم. ان انتشار اللغة العربية في اوروبا وشيوع تعليمها خاصة في الاندلس وما جاورها كان له أثر بالغ في تقويض سلطة اللغتين اللاتينية والاغريقية التين كانتا حكرا على القسيسين والرهبان، وهذا شجع تعليم اللغات المحلية واستخدامها في الادب ومن ثم انتشارها. هذا وقد اخذ الاوروبيون من المفردات العربية الكثير ما يمكن أن يملء معجما كاملا.
الفصل العاشر : الفنون الجميلة : لم ينتج العرب في التصوير والنحت الا اقل القليل، وذلك ان بيئتهم وطبيعته لم تكون تميل لهته الفنون، لكنهم أبدعوا في العمارة والنقش، وصحيح أنهم اعتمدوا على فنون البناء لذى حضارات سبقتهم كالفرس والروم والمصريين، الا انهم ابدعوا شكلا جديدا خاص بهم.
الفصل الحادي عشر : الموسيقى: يرجح الكاتب تأثر الأوروبيين بالغناء العربي الاندلسي، بل واخذهم لبعض الالات الموسيقية التي حافظة على اسمها.
الفصل الثاني عشر : الفلسفة والدين : كانت الكهانة هي المسيطرة في دول شبه الجزيرة العربية ونواحيها، وكانت الحقيقة والحكمة محصورة فيها، عكس الاغريق الذين كانت الفلسفة مباحة عندهم واشتغلوا فيها وأبدعوا فيها. لم تسمح ظروف المعاش للعرب ولا سعيهم نحو الغزوات في توفير الوقت والجهد للفلسفة، عكس الاغريق الذين كانوا يحيون حياة رفاه ورخاء، سمحت لفكرهم بالانطلاق. ومع ذلك فقد ظهر فلاسفة وعلماء من أمثال الكندي وابن سينا وابن رشد وابن طفيل واخرون غيرهم في بلاد الاندلس. وقد استفاد منهم الأوروبيون أيما استفادة، هؤلاء لم يكونوا مجرد مترجمين عن الإغريق بل ساهموا بفكرهم الخاص ووضعوا تصورات جديدة.
الفصل الثالث عشر : أحوال الحضارة : في هذا الفصل يدرس الكاتب أثر الكلمات التي انتقلت من الثقافة العربية الى تلك الأوروبية ومدى تأثيرها العميق. خلال القرون الوسطى وبعد غزو المسلمين للاندلس، قامت فيها حضارة متقدمة، حيث كانت منارة في العلم وفي الطب، في المعمار وكذا الفنون، وكان عدد السكان فيها حوالي ثلاثين مليون، وقد كان العرب آن ذاك هم الرواد والاوروبيون هم من يقتبسون منهم.
الفصل الرابع عشر : الدولة والنظام : لقد سطرت الحضارة العربية الاسلامية تصورا جديدا ومختلفا للدولة عن ذاك الذي كان عند النصارى، حيث كان الأوروبيون يخضعون لسلطة الكهنة ورجال الدين، الذين كانوا يضيقون على الملوك ان ارادوا، فالغفران والتوبة في ايديهم، ويستطيعون في اي وقت ان يقودوا العامة في حراك ضد الملوك، أما في حضارة الاسلام فقد برزت مفاهيم جديدة مثل الشورى وعدم طاعة السلطان فيما يخالف الدين وقدسية العهود...الخ.
ج2 : أثر اوروبا في النهضة العربية : الفصل الخامس عشر : سداد الديون : مثلما كان الأوروبيون زمن هيمنة العرب يسخطون ويتبرمون من اتباع شبابهم لكل ما هو عربي، كذاك نجد اليوم اصوات النقد هذه تعلو عندنا، حيث بات شبابنا يتبعون كل ما هو غربي لانه كذلك!، لكن لا بد لنا من اتباعهم في العلوم والمعارف حتى نلحق بالركب.
الإجتماع والسياسة: عرفت المجتمعات العربية تغيرات جذرية بفعل التأثير الغربي -ولا زالت تعرف- انتفاء التعدد ومشاركة الزوجة الفكرية والشعورية مع زوجها، انتفاء الجواري، الاحتفال بالمناسبات كذكرى الزواج واعياد الميلاد...الخ. من جهة أخرى يرى الكاتب أن الشعوب العربية خطت خطوتين الى الامام في السياسة، وكنموذج الجامعة العربية. وفي نفس هذا السياق يسرد ذ. العقاد التاريخ الحديث للدول العربية، التي سعت بكل قوتها للاستقلال من سيطرة الأخر سواء الامبراطورية العثمانية أو الاستعمار الاوروبي، وقد وقف الغرب موقفا مضطربا، فهو من جهة دعم العروبة حتى يفكك مكونات الامبراطورية المريضة، ومن جهة أخرى حاول ابقاء هته الدول تحت هيمنته الاستعمارية
الفصل السادس عشر: الحكومة البرلمانية : درج الاسلام منذ ظهوره على تحريم الدكتاتورية والحكم المطلق، وحث على الشورى وبث روح الديمقراطية، فحتى في الدعوة سعى للاقناع بالحجة والدليل، وليس الفرض بقوة القانون والسلاح. ومن هذا المنطلق يرى الكاتب أن العرب كانوا سباقين الديمقراطية، وهم ان اخذوا من الغرب نظم حكمه الجديدة، فذلك لأنهم كانوا مؤهلين بفضل العقيدة الاسلامية ومبدأ الشورى الذي كانوا يطبقونه تاريخيا.
الفصل السابع عشر : الوطنية : حب الوطن غريزة طبيعية في الإنسان عرفها منذ فجر التاريخ، لكن الوطنية بمفهومها المعاصر، وهي مجموعة حقوق وصلات ثقافية وروحية تربط الانسان بوطنه، لم تظهر الا في القرن الثامن عشر، ذلك أنها نشأت بعد سقوط الاقطاعيات وسقوط السلطة الدينية، وظهور مفهوم الأمة وحصول هته الأخيرة على السلطة. وقد تعلم العرب الوطنية من الغرب بطريقتي المحاكاة والكفاح ضد المستعمر.
الفصل الثامن عشر: الحركات الدينية : لم يعي العرب مدى تخلفهم واسباب ذلك الا بعد فشلهم في صد عدوان الغرب وحتى في مقاومته، آن ذاك فقط رجعوا الى صناعاتها وعلومها ونظمها السياسية. وقد بدأت تنجح الدول التي راجعت تراثها الديني وأخذت بالعلم الحديث، في حين فشلت واستمرت في الفشل تلك التي تركت الاهتمام بالعلوم الحديثة وأخذت فقط بالدين وبصورته البسيطة الأولى.
الفصل التاسع عشر : الأخلاق والعادات : لم تنتقل الاخلاق الأوروبية الى العرب بفعل الاحتكاك، لانه محصور في الزمن لحداثة حضارة الغرب، وانما انتقلت بفعل طباع البشر الذين جبلوا على التقليد، فقلد الحضر الغرب اولا، ثم قلدهم أهل البدو، وقد أخذوا من سماتهم الحسن والسيء، وكان من أبرز ما أخدوا عنهم الحرية التي آذنت بنهاية عصر الجمود وحلول الهدم الذي يأتي بعده البناء.
الفصل العشرون : الأدب والفن : تطور الأدب العربي بعدما عاد للاقتباس من التراث وكذلك انتقلت الترجمة من حرفة يقوم عليها الكل الى اختصاص برع فيه الكثيرون. وكغيرها من الأشياء اقتبس العرب الفنون الغربية كالمسرح والسينما والغناء والرسم...الخ.
الفصل الواحد والعشرون : الصحافة : تعود اصول الدعاة ونشر الاخبار الى العصر الأموي، حيث سعى من في البلاط الى ترسيخ حكمه باستغلال الدين، ومن بعدهم جاء العباسيون والفاطميون الذي استغلوا قوة الدعوة لاسقاط الأنظمة التي سبقتهم، وقد حذقوا في هذا الفن، ومن هذا المنطلق يمكن القول ان الدعوة السياسية او فن النشر كان منذ القدم قبل ظهور الصحافة الحديثة. ولم تظهر الصحافة في العالم العربي، الا بعد استيراد آلات الطباعة وانتشار الصحف في كل مكان واقبال الناس عليها واهتمامهم بها، وهناك ظهر ما يسمى بالرأي العام وبرزت قوته وتأثيره في السلطة.
جبت الكتاب من 4 سنين وكان متخزن في المكتبة جنب أخواته، الكتاب لطيف جدا، ممتع، ولكن فيه أسماء كتيرة جدا ودا بيحتاج منك تركيز كبير، او ورقة وقلم عشان تسجل. بعض المواضيع اللي أتكلم فيها العقاد أحيانا كان بيميل لإنتماءه العربي بعيدا عن التحليل والاستقراء والبحث. نيجي بقي للغاليين بتوع المجلس الأعلى للثقافة والمراجع اللغوي اللي هو دكتور وكم الأخطاء المهوووولة الموجودة في الكتاب دون مبرر! ، وأعتقد إن العقاد لا يقع في هذه الأخطاء لأنه كان حاذق وفزلوك أوي وده ممكن تلاحظه في إصدارات نهضة مصر المنمقة، وأكتر خطأ هو كتابة أوربا / أوروبا وكتبت بالشكلين وغيرها كتير، ولو اعتبرنا إن الإتنين صحيحين كان المفروض الثبات على كلمة دون الأخرى، الحاجات دي بتقلل متعة القراءة الله يسامحكم بقي.. العقاد كاتب عظيم وأنا بحب الكتاب اللي بيتفزلكوا عن علم ومقدرة وثقة، مش تنصنع. أقرأوا الكتاب هتستمتعوا بيه كتير.
مقتطفات من كتاب أثر العرب على حضارة أوروبا للكاتب عباس محمود العقاد
------------ لا تتهم امة بالعجز عن التفكير ان استطاعت ان تفهم مبتكرات الفكر في امم اخرى .. وشعرت بالحاجة الى فهمها وخلقت لها جواً تروج فيه وتشغل به اذهان ابنائها ------ القبيلة تفرض على ابنائها حياة الصبر والشظف والمحافظة على التراث القديم .. وتجعل كل فرد من ابنائها مسؤولا عن القبيلة باسرها .. فعليه من اجل ذلك حساب عسير في كل صلة بينه وبين سائر الافراد من تلك القبيلة او من ابناء القبائل الاخرى .. وغاية ما يحذره الرجل في ظل هذا السلطان ان ( يخلع ) فيصبح كما يسمونه خليعاً لا حساب عليه ------ الاصالة قدر مشترك بين جميع الحضارات : فكل حضارة ابدعت ونقلت وكانت لها سمة تميزها بين الحضارات العالمية .. ولم توجد قط حضارة تفردت بالابداع او تفردت بالنقل او خلت من السمة التي تميزها بين سمات الحضارة ---------- ان الامم الطارئة على الاسلام كانت احوج الى تعلم اللغة والفقه والبحث عن مصادرهما .. والى الاستمساك في بلادهم النائية بعروة الدين الذي لا تربطهم بالدولة عروة سواه --------- الجدل والمناظرة من لذات الامم المغلوبة لانها تلتمس فيها الغلب الذي فاتها من جانب السيادة والقيام على العروش -------- عندما جاء الاسلام قضى على الكهانة وفتح الباب للطب الطبيعي على مصراعيه لانه ابطل المداواة بالسحر والشعوذة .. ولم يحدث في مكان الكهان طبقة جديدة تتولى العلاج باسم الدين -------- ان الحاجة الى دراسة الطب والعلوم كانت حاجة عمران كامل .. ولم تكن حاجة افراد او طوائف محدودة -------- ان الاوروبين تناولوا مشعل العلم من ايدي العرب فاستضاؤوا به بعد ظلمة وبلغوا به بعد ذلك ما بلغوه من هذا الضياء العميم الذي انكشفت به احدث العلوم .. ولو لم يحمل العرب ذلك المشعل شرقاً و غرباً لكان من أعسر الامور ان يقدح الاوروبيون نوره من جديد .. واذا افلحوا في قدحه فقصاراه في ثلاثة قرون ان يقف دون الشأو الذي انتهى اليه جهد الانسان في عشرات القرون -------- إن العلم الصحيح وحب الحقيقة لا يفترقان -------- لقد بلغت المفردات العربية التي اضافها الاسبان واهل البرتغال الى لغتهم ما يملأ معجماً غير صغير .. ولكن العبرة مع ذلك بدخول تلك المفردات في الحياة الاجتماعية والمقاصد النفسية لا بمجرد دخولها في صفحات المعجمات .. فانها لم تتمثل على الالسنة الا بعد ان تمثلت في احوال المعيشة ونوازع الاحساس والتفكير .. و من هنا يعزى اليها من فعل الايحاء والتوجيه اضعاف ما يعزى اليها من فعل النقل والتلقين -------- هناك طرفان متقابلان يتساويان في الضلال عن الحق ومجافاة الانصاف .. وهما ان يقال ان الصوفية التي تلقاها الاوروبيون عن العرب هي صوفية اجنبية لا فضل للعرب فيها ولا تشمل في اطوائها على مزية من مزايا الروح العربية .. وان يقال من الجهة الاخرى انها عربية محض لا مشاركة فيها للشعوب الاخرى -------- إن اشواق الروح الانسانية قسط مشترك بين بني آدم لا تنفرد به امة من الامم ولا تخلو منه امة من الامم .. ولم تستوعبها عقيدة واحدة كل الاستيعاب دون سائر العقاد الدينية -------- الولع بكل جديد كالولع بكل قديم .. دليل على نقص في التمييز وعلى اتباع يخلو من الابتداع -------- لا يفقد الانسان صفة الحرية لانه يفضل بعض القديم على بعض الجديد .. ولا يكسب الانسان صفة الحرية لانه يفضل كل جديد على كل قديم .. بل يكون مقياس الحرية هو مقياس التمييز لكل ممتاز .. والاختيار لكل ما يستحق الاختيار -------- المرأة المتحررة تنشد الزوج الذي يشاطرها الحب والمودة ويعاملها معاملة الشريكة في حياته البيتية و حياته النفسية -------- ان الحضارة الاوروبية زودت الفساد - الموجود اساساً - في الشرق بمسحة من الطرافة تستهوي النظر و تنفي عنه الشين الذميم الذي كان يصد عنه اصحاب المروءات .. فاستباحه من لم يكن يستبيحه قبل ذاك -------- اصبحت الحرية مرادقة لطلب التغيير والتبديل او مرادفة للجرأة على النقد والمعابة .. واقترنت قلة الحياء بقلة المبالاة .. كما اقترنت الشجاعة بالادبية احيانا بالاقدائم على المعائب والشهوات -----
أثرالعرب في الحضارة الاوروبية العقاد .......................... في كتابه عن أثر العرب في الحضارة الاوروبية يتحدث العقاد عن موضع طالما تطرق إليه الكثيرون في الأيام الاخيرة. العرب و كيف أثروا في حضارة أوروبا، وما هي العلوم التي نقلوها ايام اتصالهم بالعرب. بدأ العقاد كتابه بالحديث عن العرب ... من هم؟ فالعرب أمه أقدم من اسمها المعروف عنهم حاليا الآن. و من هؤلاء العرب القدامي نقل الاوروبيون الكثير. نقل الاوروبيون عن هؤلاء العرب القدامي من عقائدهم وآداب حياتهم، وصناعات السلم والحرب، والطب والعلوم، الفنون والآداب ... نقلوا من هذا الكثير، وقد أورد العقاد نمازج لما نقلوه، ومن الفلسفة أيضا، حيث عاش الفلاسفة أمثال ابن رشد والغزالي وابن خلدون وغيرهم. كل هؤلاء الفلاسفة انتقلت أفكارهم إلي أوروبا و نقلت أوروبا إلي العصر الحديث الذي تعيشه الآن. في فصل آخر للكتاب يتحدث فيه العقاد عما نقله العرب الآن عن الغربيين، فمما نقلوه مفاهيم الوطنية الحديثة، وبعض الاثر في العادات والاخلاق، كما نقلت الحكومة البرلمانية، والأدب والفن والصحافة الحديثة.طبعا لا يمكن أن نغفل أن العقاد تحدث بانحياز شديد للعرب لدرجة تجاوز فيها أحيانا ك يثبت أن العرب هم الأصل رغم أن بعض هذه الامور التي تحدث فيها لم يكن لعرب فيها جهد لكن نقول أنه كتاب قيم يستحق القراءة، كما أنه كتاب سهل خال من التعقيد المعتاد في كتب العقاد
إنّها المرة الأولى التّي أتَذَّوقُ فيها الحِكمة العَقاديّة و لَذيذَ العسل الحُرّ .. العَالِق بين العَرب الأَقدمين ..و قد جِيءَ هذَّا الكِتاب الخَفيف الأوراق .. الثّقيل بالمُطارحات الفلسفيّة العَابقَة برائحة العلم الفَوَّاح بعطر الأندلُسييّن ، مُقسما إلى وجهين : وجه أبيضٌ للعرب يُزيّنهُ ماءُ الحَياء و التَّواضُع و هُم يُعطونَ سَيْلاً جارفا من الإشراق للغربييّن .. و وجهٌ مُسَوَدٌ للعرب ضَاعت مَلامحُه و ذَابت تجاعيدُه .. أبرز العقاد من خلال أثر العرب على الغرب عدّة فُروع لشجرة طويلة العُنق ، فابتدئ أول هذّه الفُروع بالعقائد السّماوية القديمة و مدى تأثير شبه الجزيرة العربية على الحضارات القديمة : السُّومرية ، الآشورية ، البابليّة ، الكلدانيّة الخ... خاصة من مواقيت الإدلاج و أقطار القُبة الزرقاء و التّنجيم ، بمدينة بابل معناها (باب اللّه) أو (باب إبل) ، و قد ٱخذت عن السَّامية العربيّة التّي تتولدُ منها شتّى الجُذور و الاشتقاقات للغات الٱخرى ، و قد أخذ الأوربيون تسميّةَ أيام الأسبوع من أسماء الكواكب و الواضعين لها أسلافٌ عرب كنعانيين ، فأول كلّ يوم يبدأ من كوكب من هذّه الكواكب ، يوم الأحد و يعنّي يوم الشّمس .. يوم الإثنين يعنّي يوم القمر .. الثُّلاثاء هو الإله ثيوز أيّ المريخ .. الأربعاء الإله ويدن أيّ عُطارد .. الخميس ثور و هو المُشتري .. الجمعة كوكب الزّهرة العذراء فيونس الفاتنة .. السّبت زُحل ..و نجد هذّه التّصحيفات في الإنجليزية و الفرنسية . و عشتار هي عثتار في اليمنيّة القديمة و الأوروبيّون صحفوها إلى أستار . الفرع الثاني : آداب الحياة و السّلوك .. و فيه أخذ الإغريق من العرب الأقدمين بعض الأخلاق و كذلك أخذ هؤلاء الأخيرين عنهم .. فالفلسفة الرِّواقيّة اشترطت على "طالب الكمال" الخوض في باب الغيبيّات ، العلم الطبيعي و الأخلاق ..و أدركوا من خلالها وِحدانيّة اللّه . و مسارُ الأخلاق المُثلى يقول على : "ضبط النّفس" ، "تربيّة الإرادة" ، " اجتناب المَطامع و الشّهوات" . الفرع الثالث : التّدوين .. لا جديد في أسبقيّة الكِتابة الهيروغلوفيّة و تأخر العرب بسبب نَمطيّة المُشافهة لديهم و الشُّروع في التَّدوين متأخرين إلى غاية العصر العباسي . الفرع الرّابع : صِناعات السّلم و الحرب .. *كانّت الأسبقيّة في المِلاحة للكنعانييّن (عرب قطنوا الشّام) بسبب استراتيجية البحر الأبيض المتوسط و المُبادلات التّجارية . *الإغريق تتلمذوا على أسلاف سُلالة شبه الجزيرة العربيّة . * "هنيبال" يُقالُ أنَّ أُصوله ترجع إلى كونه أمازيغي ليبي و لكن أصل التّسمية مأخوذ من حنَّى بعل و هُو اسم يُرادف نعمة بعل أو نعمة اللّه . * "قرطاج" قرية حداش أو القريّة الحَديثة فحُصفت إلى قرتاش أو قرطاج بتعطيش الجيم كما نطق بها الرومان . الكاتب يرمي إلى كون العرب قد ارتحلوا لبلاد المغرب منذ قرون سحيقة . الفرع الخامس : الأصل و النّقل ..يطرح الكاتب : أين هي الحَضارة التّي أبدعت و لم تنقل ؟ و أين هي الحضارة التّي عُنصرها محضٌ خالص ؟ و هو يُطارح بذلك المُتعصبين الغربييّن في أنَّ عنصر التّأثير و التّأثر كائنٌ في كلّ الحضارات الإنسانية . الفرع السّادس : الطّب و العلوم * أول مستشفى أنشئهُ الفرس و هو مستشفى جنديسابور ، كان يحوي لمسة كلّ الشُّعوب القريبة (عرب الجزيرة ، هنود ، صينيون ، إغريق ...الخ ...) . *الحارث بن كِلدة من العرب الذّين تعلموا الطّب في الجاهلية بالمستشفى الآنف ذِكرهُ كما أدرك الإسلام و أسلم . الفرع السّابع : الجغرافيا و الفلك و الرّياضة .. تَمَّ ذكر أثر العرب في ضبط الأماكن على الخرائط و تعديل دوائر العرض و خطوط الطّول ، و اكتشاف الأماكن الجديدة كالبيروني و رحلاته إلى آسيا الشّرقية . بالإضافة للفضل الكبير لأب الجُغرافيا "الشّريف الإدريسي" صاحب كتاب (نُزهة الألباب في اختراق الآفاق) ، كما و قد أخذ الأوربيّون عن المَغَاربة ثقافة السِّياحة و من السُّياح المُسلمين : أبو عُبيد اللّه البكري ، ابن جُبير ، ياقوت الحموي ، ابن حومل . الفرع الثامن : الأدب .. يذكر الكاتب ثَمالةَ الأوربيون آنذاك بجمال اللّغة العربيّة و الشّغف الذّي يعتريهم لتعلُمها ، و تأثر كُتابها بها من أمثال : بوكاشيو ، دانتي ، بترارك (إيطاليين) ، شوسر (إنجليزي) ، سورفانتس الإسباني صاحب (دون كيشوت) التّي كتبها بالجزائر متأثرا بالفرسان العرب ، و دانتي برسالة الغُفران و رحلة ابن عربي . الفرع التّاسع : الفنون الجميلة .. "و يجوز أن يُقال في هذا الصَّدد : إنَّ الفرق بين العرب و الأوروبيين في تطوُر النّحت و التّصوير ، إِنَّما هو فرقٌ بين تخطيط المسجد و تخطيط الكنيسة كما تُوحيه العقيدتان ". يذهب الكاتب من خلال هذا الباب إلى أنَّ القُصور و العمارة الإسلاميّة المُشيّدة كانت ذات طابع خاص بها فالمُربعات المُتداخلة تُشيرُ إلى الكعبة ، و قد استعانت العرب ببناؤون من الأرمن و الأقباط . *شاع في عهد الملكة الياصابات اسم النُّقوش العربيّة arabesque ، حتى أنه كان في إحدى كنائس فلورنسا صورة للعذراء مُحاطة بعبارات عربيّة ، و صليب منقوش عليه آيات قُرآنيّة .
الفرع الحادي عشر : الفلسفة و الدّين.. *تأثر القديس "توما الأكويني" و "ألبرت الكبير" ب "ابن طُفيل" و "ابن باجة" في فلسفة الإشراق و المعرفة المُتأملة . و قد تم الأخذ بصوفيّة "ابن عربي" الذّي كان يُدرس المُتصوفة المسيحيين و يدعو لوحدة الأديان ، يقول : عقدُ الخَلائق في الإله عَقائدٌ لَهُ أَنَا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدُوه *سبينوزا يقول بوحدة المادة و الرّوح و هي فلسفة شرحها قبله "ابن جبيرول الأندلسي" في كتابه ينبوع الحياة . *الشّكية تطرق إليها الغزالي من قبل ديكارت إذاْ يعتبر الشّك أول مراتب اليقين . *تطرُق ابن سينا للأنيّة أيّ وجود النّفس بمعزل عن المَوجودات الخارجيّة .
الفرع الثاني عشر : أحوال الحضّارة. .. و فيه يُبرز الكاتب ما انطوت عليه الحياة الاجتماعية من تلاقُف ثقافي من العرب و تسميّات في مُستلزمات المعيشة : القطن = cotton /الحرير الموصليّ = muslin / المسك = musk / العطر = attard / الزّعفران = saffron . و في الإسبانيّة صُبغت المعيشة بالعربيّة تماما : القطيفة = alcatifa / القبة = alcoba / الطاحون = tahone / المخزن = almacen / الخياط = alfaiate / الرّطل = arratel . * يقول "بلاسكو أبانيز " : كانت غزوة تمدُّن .
الفرع الثّالث عشر : الدّولة و النّظام. .. رؤية الملوك الأوربيين لسلطان الملوك العرب و الأندلسيين في تحررهم من قيود مجمع ديني يهددهم كما الكنيسة و هذه كان له أثره في فصل الدّولة عن الكنيسة .
أثر الغرب على العرب : جيئت على الفروع التّالية : سداد الديون ، الاجتماع و السياسة ، الحكومة البرلمانية ، الوطنية ، الحركات الدّينية ، الأخلاق و العلاقات ، الأدب و الفنّ ، الصّحافة ا��خ ... كانّ في رأيّ الكاتب أثر سلبي و استغلالي محض و أنّه دورة أفلاك و زمان .. يقول : " إتباع يخلو من الابتداع" .
النّقد : -أسهب " العقاد" في ذكر لمسات العرب و أطنب في ذكر مساوئ الغرب دون أن يلقي اللّوم و لو لمرة واحدة على أنفسنا و أنّ الهُوان كان منا فضاع الأثر الجميل . _لم يذكر فضل المستشرقين الغربيين في تحقيق عدة مخطوطات خاصةً الأكفاء منهم. _تغافل عن الموسيقى الزّريابية في الأندلس و تكلم عن الهرمونية الأوروبية !
إنَّ ما يميِّز الحضارات عن بعضها هي الأصالة، كما أنَّ العقاد قد قسَّم الحاضارت إلى نوعين: إحداها أبدعت ولم تنقل (العرب) وأخرى لم تبدع ولكن نقلت (الغرب). وقد يتسائل البعض أيوجد هناك حضارة قد أبدعت ونقلت؟ وهل هناك من لم يبدع ولم ينقل؟ وأتسائل أنا هل هذه المعادلة التي طرحها عباس محمود العقاد عادلة؟. ومن ثمَّ يتطرق إلى أسبقية الأمم الشرقية في مجمل العلوم المختلفة على غيرها من الأمم الغربية مما أدى إلى أن الأمم الغربية لم تقدم شيء للأمة العربية. وأدحض هذا الرأي باستعانته هو بقوله " الأمم الشرقية و العربية جميعها دائنة و مدينة في تراثها الحضاري و أنة ما من أمة لها تاريخ إلا وأعطت كما أخذت من هذا التراث. الأمم تستفيد في باب الحضارة علي الرغم منها، و علي الرغم ممن يفيدها"، ولعل السبب الذي دفعه لاتخاذ هذه النظرية هو استنهاض للهمة العربية مرة أخرى والتشبث بما قدمته الحضارة العربية آنفًا لما رآه الفرد العربي في هذه الفترة من تطور الأمم الغربية. أسهب عباس محمود العقاد في الحديث عن أثر العرب وهذا لا يضفي على الكتاب عيبًا بل يثدُعِّم فكرة الكتاب فهو وضع لإظهار أثر العرب.