رضا ابونصر' (1945 - 2001 م) قاص وروائي يعد من أشهر القاصين المغاربة على الصعيد العربي. ولد سنة 1945 م بسوق الأربعاء الغرب. امتهن التدريس بالتعليم الثانوي بالدار البيضاء. توفي يوم الجمعة 13 يوليو سنة 2001 م. وقد كرم زفزاف بعمل جائزة أدبية باسمه تمنح كل ثلاث سنوات خلال مهرجان أصيلة الثقافي الدولي بالمغرب (فاز بها السوداني الطيب صالح، 2002 م، والليبي إبراهيم الكوني 2005 م). صدرت له الأعمال التالية: - حوار في ليل متأخر: قصص، وزارة الثقافة، دمشق 1970. - المرأة والوردة: رواية، الدار المتحدة للنشر، بيروت، 1972. - أرصفة وجدران: رواية، منشورات وزارة الإعلام العراقية، بغداد، 1974، - بيوت واطئة: قصص، دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 1977. - قبور في الماء: رواية: الدار العربية للكتاب، تونس، 1978. - الأقوى: قصص، اتحاد كتاب العرب، دمشق، 1978. - الأفعى والبحر: رواية، المطابع السريعة، الدار البيضاء، 1979. - الشجرة المقدسة: قصص، دار الآداب، بيروت، 1980. - غجر في الغابة: قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982. - بيضة الديك: رواية، منشورات الجامعة، الدار البيضاء، 1984. - محاولة عيش: رواية، الدار العربية للكتاب، تونس، 1985. - ملك الجن: قصص، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1988. - ملاك أبيض: قصص، مطبوعات فصول، القاهرة، 1988. -الثعلب الذي يظهر ويختفي، رواية، منشورات أوراق، الدار البيضاء، 1989. - العربة، منشورات عكاظ، الرباط، 1993. وقد صدرت أعماله كاملة عن وزارة الشؤون الثقافية المغربية، الرباط، 1999، على النحو التالي: - الأعمال الكاملة: المجموعات القصصية في جزئين (376 ص و352 ص) - الأعمال الكاملة: الروايات في جزئين (375 ص و365 ص)
Beautiful. Beautiful. Beautiful. This book exposed me to a new kind of Arabic that is articulate, and vivid. I loved how unconcerned this book was. I love the way he writes.
عمل رائع السيرة الذاتية لمحمد زفزاف. لغة عربية راقية وتصوير للواقع بكل واقعية وفضح لهامش المجتمع الذي يصوى كأنه عالم المثل والأخلاق. لعل ما يميز هذه السيرة الذاتية هي المرحلة التي عاشها زفزاف كهيبي ايام كان الهيبزم موضة في السبيعنات غزت العالم كقورة على الأفكار التقليدية والنظم الرأسمالية.
هناك كتب يصعب تفسيرها ، حيث يخرج لك كتابها من حيث لا تدري ، ويصيبونك بخبطة على الدماغ ( كما يقول كافكا في حديثه عن مهمة الأدب )
في الشهر الفارط كانت لي تجربة أشبه بهذه . عندما قرأت الأعمال الروائية الكاملة للكاتب المغربي محمد زفزاف ( 8 روايات ) وقرأت رواية رحلة في اقاصي الليل للكاتب الفرسني لويس فرديناند سيلين وهذا ما سأقوله عنهما بعدما أقمت علاقة جوهرية بين هذا الشيطان ( محمد زفزاف كما كان يناديه صديقه محمد شكري ) وبين ذلك الملعون والمنبود ( لويس فرديناند سيلين كما فعل بنفسه بسبب أفكاره السياسية )
- كتب عن الموت حبا في الحياة
لطالما أحببت فكرة وفعل التعرية ، أن يتعرى امامنا جسد جميل ، يعني أن تتقلص المسافة بيننا وبين الرب ، إما ينزل هو أو نصعد نحن ، وحيبما يتعرى كاتب امامك بوضع جلده على طاولة الكتابة " هذا تعبير سيليني، لم يُوجَد قبل! mettre sa peau sur la table " هكذا بوصفه فضيحة متنقّلة.. فضيحة المتعة «وتحويل كل تعريةٍ لأسوأ ما في ظرفنا البشري إلى ضرب من الانتصار» ، إن الكاتب حين ينزع إلى هذا النوع من الكتابة فإنه يقدِّم للقارئ نمطاً مختلفاً عن حياته، إنه يشارك القارئ كل تفاصيلها، مكوناً بذلك علاقة صادقة تتيح لكليهما الثقة بالآخر ، وهنا استحضر ما ردده بوكوفسكي حينما سأل عن كتابته فأجابهم أن كتابتي تمثل 92% مما أعيشه واكتبه أما 8% المتبقية فهي محاولة لتجميلها ، من هنا تصبح الكتابة بتبعير أخر فن تقطير للوجود . هذا هو محمد زفزاف بكل بساطة وتعقيد ، حيث يقول في روايته أفواه واسعة " أنا لست كاتبا ، ولم أحلم بأن أكونه ذات يوم . إنني أعرف أن كثيرا من الناس يحلمون بأن يكونوا كتابا أو رسامين أو مغنيين أو ممثلين أو كاشفي عوراتهم حتى يقال بأنهم موجودون وانهم أنجزوا شيئا في هذه الحياة . وانهم سوف يظلون موجودين . هذا هراء ، ولهذا لم أفكر في الكتابة ذات يوم . لا من أجل إثبات الذات ولا من أجل الخلود . أن توجد أو لا توجد أو لا تجود تلك مسألة لا تعني أحدا إلا أنت . كل إنسان لا يهتم إلا بنفسه ولا يعجبه إلا طنين رأسه ، وهو يعتقد أن الأخرين يهتمون به . عندما يكتب الكاتب فإنه يعتقد أن كل الناس يهتمون بما يكتب . وفي الحقيقة فإنهم يقرؤونه ، فإنما ليبحثوا عن أنفسهم وعن مثالبهم الخفية فيما يكتب . أنا لست كاتبا ، وإنما إنسان يحاول أن يعطي انطباعات عن هذا العالم " .
محمد زفزاف روائي جريء يتنفس إنسانية رغم أنه لم ينصف في بلده بسبب نوعية كتاباته ،كما أن روايته هذه جريئة ومتمردة على التسلط في هذا البلد تحث الإنسان على أن يبحث على الإنسانية لا على الخبز فقط كما علمونا في هذا البلد. حياة الكاتب تشبه إلى حد كبير حياة محمد شكري، فمثلا نلاحظ أن أبوهما طاغية وزامنا المجاعة التي ضربت المغرب. تحتوي الرواية على حوارات فلسفية كمثل الحوار الرائع الذي تمثل في فندق بطنجة يصور سخرية الكاتب من العدل في البلد وكيف أن العدل لا يتناول منبع الإجرام بل يتهجم دائما على المحتاج الذي صار مجرما بفعل جشع الأغنياء. كما تحدث عن الفساد التربوي في الجامعات وكيف أن الأساتذة يدخلون الطالبات لغرفهم والفنادق بينما الطلاب يمارسون العادة السرية لدرجة أن الطلاب الشباب أصبح هدفهم من الدكتورا هو التمتع بالطالبات المحتاجات وليس حبا في العلم.
خفضت صوتي،و خفت من العسس،إنهم أشرار حقا..علمهم ذلك الرجل كيف يخافون أمام رؤسائهم و يتشجعون في الأماكن الخالية أمام العزل .
(سوز) أحبك و أحب الدانمارك و أنتظر دائماً أن تنقذيني ...
رواية قصيرة تقرأها في جلسة واحدة ...عن ذلك الشرق الذي يجلس تحت حذاء الشرطي و يريد أى منقذ من الجوع و البطالة و الجريمة سواء كان هذا المنقذ هو المخدر او الغرب .
نتيجة للفقر والبطالة، يقرر محمد الهجرة الى اسبانيا في سبيل حياة ومستقبل افضل.
لكن بالرغم من ان محمد لم يجد في الغربة فرص الشغل المواتية لطموحه في ان يصبح كاتبا، الا انه وجد الحرية في استهلاك المتع الحسية والجسدية التي لطالما حلم بها قبل الهجرة. غير ان هذه الحرية لم تمنعه من الشعور باحساسين متضاربين: يتمثل الاول في الاحساس بغربته عن ارض الوطن الذي قرر من اجل العودة اليه ان يخاطر بحياته في تهريب المخدرات، والثاني حول الاستنجاد بحبيبته الدانماركية للهجرة مجددا بعد فشل خطته في طنجة التي كان يروم الاغتناء من خلالها.
كما يعالج الكاتب مجموعة من القضايا التي كانت تؤرق الافراد المغاربة في اوائل السبعينيات، من قبيل التحرر من قيود المجتمع والخوض في الملذات بعيدا عن أنظاره، اشكالية الغربة وعلاقتها بالهروب من حياة البؤس في الوطن، تهريب المخدرات، التزوير، البغاء، الشذوذ، وباقي الأسئلة الوجودية والفلسفية كالهوية، الحب، الايمان، الصداقة...
والجميل في هذه الرواية انها نشرت بتزامن مع الخبز الحافي، اي في 1972. لكن تظل الجرأة التي تسم هذه الأخيرة اكبر بكثير من المرأة والوردة رغم واقعيتها العارية من الزيف ومباشرتها لمواضيع حول الفئات الخلفية والمهمشة من المجتمع.
""شعرت أن لمسة الجلد الإنساني كافية لأن تغير كل شيء. يصير العالم بمقتضى هذه اللمسة عالما حقيقيا غير مزيف. فلطالما بحثت في اللحظات الإنسانية التي إكتشفت فيها الصدق. ولطالما فكرت وتساءلت إذا كان هؤلاء الناس من حولي يفكرون في الشيء نفسه، أم أن هذا العالم لا يهمهم في كثير أو قليل، أن يكون صادقا، آمنا، هادئا مثل الآن. مهما يكن، فإن الناس الذين إلتقيتهم في حياتي لم يكن يهمهم كل هذا. كانو يحاولون أن يكشفوا عن أنفسهم من خلال القضاء على الآخرين. بل إنهم لم يكونوا يوفقون في الكشف عن أنفسهم لأن ذلك غير ممكن. لم أكن في يوم من الأيام مثل هؤلاء الناس. تتاح لي فرص كثيرة فأغتنمها وأستفيد من روعة العالم ودفئه وتناسقه. أتأمل دقائقه وجزئياته وأقف أمامها بخوف وتقدير مثل الآن. كل شيء في هذه اللحظة له وجود ضروري. أشعر بالتناسق في كل شيء لا التنافر.""
يا الهي لا استطيع ان اتكلم هذا العصر عصر جمع المال لا مكان لك او لي في هذه المدينه الكبيره الا اذا كنت ذات بشره بيضاء و تتكلم الفرنسيه بطلاقه الباريسين انا لست ثوريا و لا اي شيء هنا اشعر بان انسانيتي مفقوده لماذا يفتعل الانسان اخلاقا يرغب في طرحها و نبذها اوروبا هي التي اخرجت الرجال و ستخرجهم...المراه هناك تسوي رجلا هنا الانسان يجب ان يتوفر على شجاعه قويه……..اني انصحك كصديق ان تركب المغامره...لا تخف ...كن شجاعا اشرف على الانفجار...الانفجار ضد نفسي و ضد كل شيء لم اكن معطوبا جسديا بل نفسيا حاولت ان افتح خياشيمي و اعب كل الهواء البارد النقي لكنه لم يكن نقيا ليست هناك ضمانه لان يكون جيبي اقوى من نفسي ...الجيب هو الذي يقرر مصيري و اذا لم ابالغ فالجيب هو الذي يعطى معنى لحياه الانسان اكثر من ذلك الجيب هو الكرامه و هو الاحترام الاخلاق الخاصه المتخيله موجوده فقط في الكتب
ان متطلبات الحياه كثيره ...و عندما لا يلبيها الانسان ينتظره المتحف او دار العجزه عندما فتشت في جيبي لم اجد انه يستطيع ان يعطيني كرامه اكثر...كرامتي اذن محدوده...لا استطيع ان اتحرك اذا لم تتحرك يدي في جيبي هناك عطب داخلي ....فوق كل شيء ليست لدي رغبه اه يا الهي متى كانت لدي الرغبه في اي شيء هنا سر العطب ...لا ارغب في شيء و لا ارغب عن شيء...اعيش فقط و اخطط كل شيء بلا مبالاه يحدث او لا يحدث هذا غير مهم ...كل شيء ممكن و كل شيء غير ممكن....نستطيع ان نملا الفراغ باي شيء انا رجل انسان لكن احاول ان اصير الها هل هذا ممكن؟ ان الاوهيه و النبوءه لا تتحققان لكل البشر تذكرت كل ماضي السيء الذي عشته واحدا مثل الملايين في قرى قذره منتشره في جبال تذكرت صوت الامي الكثيره التي قصمت ظهري الضعيف انا افكر في مصيري الابدي من انت؟..انا عربي لماذا تريد ان تصير الها ...لان الله له قيمه نحن شعب لا يحب الازهار نحب السياط و نحب الله الوهم هو ديدني و الصمت هو ديدني لست قادرا على تحمل وهم الاحلام احيانا يحصل لي الا افرق بين الحلم و اليقظه...و لا اعلم اذا كان ذلك شيئا مهما ام لا اتسائل ما هو المهم في حياتي لا اعلم! انني اعيش لانني هكذا بلا فلسفه لا اعي شيئا سوى دفء العالم احيانا رغم الخوف الهائل الذي يختفي وراء احلامي شعرت بالحريه الان فكرت في شيء...انا مهاجر ...لم يكن عندي شعور بالاستقرار او بالاهميه
كان بي جوع كثير جوع كثير له الام ذلك العمق المظلم الذي هو عمقي رغم اني لا املك شيئا ...سامشي و ساوزع البسمات ... سرت وحيدا وحيدا مثل اله كل الكتب التي قراتها عاجزه اليوم عن اطعامك ابني انا عالمي في الحلم...و الحلم كما تعرف ينهار...تتخيل اي شيء اي شيء اي شيء لكن ذلك لا يعطي لذه ...فاللذه الحقيقيه هي لذه الحواس العمل هو الذكاء و الاحتيال السريع و البطش...في رمشه عين تصير غنيا اليست هذه كلها حتى الان مجرد احلام اين الواقع افرغ مخك من كل تلك السذاجات اذا اردت ان تكون رجلا حقا لكن الوهم يصير حقيقه في بعض الاحيان كنت اغرق و احاول ان انقذ نفسي من جديد و اعاود الكره بطريقه سيزيفيه عابثه لكن دون جدوى لكن كان هدفي هو ان اكتشف حياتي على طريقتي...
سيزيف في وحدته...وحدته هو وحده و طريقه هو....تتشابه مع الافعى و البحر ...خواء ...اوهام على طرفين ...في بلاد المهجر بلا مال و جيوب خاليه و بلا امل...و في ما كان يسمى وطن ! و اي وطن !!!
تذكّرت أثناء قراءتي للرواية (أو هي سيرة ذاتية .. لا أدري ) تذكرت كاتباً عراقيّاً له روايةٌ تدندن حول الموضوع ذاته : الجنس ، الهجرة ، الشهوة ، العريّ .
لم أستخلص من الرواية فائدة تذكر ، بل ندمت لأنها -هذه الرواية - كانت قراءتي الأولى لرواية مغربيّة .
الكاتب ينتحل شخصيّة مُلحد ، ويوظّف الكفر على سبيل (النفخ ) من ذاته ، لا على سبيل الأدب ، وحتى على سبيل الأدب ، هذا يقلل من مستواه الفكري في نظري أيضا.
الرواية - رغم أني لا أسكن المغرب - تصفُ الواقع المغربي بشكلٍ شاذٍّ غريب ، بل هي -وقد اكون مخطئاً - لا تصف الواقع ، إنما تصف ما يريده الكاتب لا أكثر ، وليس هذا الوصف مما يمدح عليه الكاتب.
الأفكار التي يمكن استخلاصها من الرواية ومن أسلوب الكاتب :
- كرر الكلام في الرواية ، كي تبهر القارئ ، حتى وإن كان ذلك سخيفاً ومبتذلاً .
-استخدم ألفاظا غريبة و (ادحشها دحشا ) في النص ، رغم أنها في مجرّة والكلام عن مجرة أخرى ، لكن لا بأس هكذا ستبدو كمثقّف وكاتب عظيم .
-لا تنس أن تضع كلمة جنس ، نهد ، فخذ ، قبلة ، امرأة ، عُري ، في كل سطر .
حاولت أن أجد سبب إطلاق هذا الاسم على الرواية ، فلم أجد .
أستغرب كثيراً ، كثيراً أستغرب ، أستغرب ، أستغرب ، أس ..كث.. أ . (على طريقة الكاتب ) أستغرب هذا المديح ، بل أستغرب أكثر ، وأشمئزّ إن كان من طرف فتاة ، مجرّد تقييمها الرواية على أنها جيدة يجعلني أشمئز منها .
أكثر كُتاب الرواية -الذين قرأت لهم - يقسمون إلى قسمين : قسمٌ يطرح المشاكل والقضايا ، دون حلول ، وبطريقةٍ عبثيّة ، ولا يفكّر ولا يدرك ما ستؤول إليه الأمور ، وقد لا يكون متعمّداً ، إنما لقصورٍ فيه وجهل .
وقسمٌ يطرح المشاكل والقضايا ، دون حلول وبطريقةٍ عبثيّة ، ويدرك ما ستؤول إليه وما ستحدثه ، بل قد يكون ذلك من أهدافه ، ويفعل ذلك قاصداً .
A welcome change from much of standard Arabic fiction in that it deals with neither city mouse vs. rifi mouse nor the Arab-Israeli conflict. In fact, it doesn't really deal with much of anything save for the brief romance between a Moroccan wannabe drug smuggler and the beautiful Danish girl and said drug dealer's reflections on this relationship, the future, and surreal exchanges with imaginary authority figures. The surreality is what sets this one apart and its style seems to be much more experimental than other Arab novelists I have read. The language is simply and concise, imaginative without being overbearing to the non-native speaker. Good stuff, home-slice, good stuff.
المراة و الوردة، عنوان مركب من كلمتين و لكن لم اجد سببا لاختيار هذا العنوان، ربما لان زفزاف جعل المراة في هذه الرواية هي محط الاهتمام. في هذه الرواية التي تتضمن 156 صفحة اخدنا محمد زفزاف الى عوالم اخرى، عرفتنا بمعاناة المجتمع المغربي و لكن قبل هذا ،رواية المراة و الوردة سردت في صفحاتها سيرة ذاتية للكاتب كاشفة عن اهتمامه بالعوالم الدنيا للمهمشين والمقهورين اجتماعياً ونفسياً وفكرياً في المجتمع المغربي، والتي تضفي على أعماله نكهة إبداعية خاصة، ما اثار انتباهي في هاته الرواية هي جراة الكاتب، جراة لم نعد نشهد لها مثيل ، فلقد تخلص من القيود ليعبر بلغته و اسلوبه الخاص .
المرأة والوردة هي رواية للكاتب الروائي محمد زفزاف صدرت عام 1972، في الدار المتحدة للنشر في بيروت. تمّ تصنيفها ضمن أفضل مائة رواية عربيّة حتّى نهاية القرن العشرين.
تُعتبر رواية المرأة والوردة من أعرق روايات محمد زفزاف وأولى رواياته وذلك لأنّها امتثلت مسارات بالغة الأهميّة في أعقاب تألّق الرواية المغربيّة الحديثة.
أحداث الرواية أثارت روايةُ المرأة والوردة الجدل وسط النّقاد حيث ناقشَ فيها كاتبها عدّة مواضيع مثل: الجنس، النفس والآخر. تتكلّمُ أحداث الرواية تحديدًا عن محمد زفزاف الذي أهلكه الفقر، ولذلك قام بالهجرة إلى إسبانيا هروبًا من البطالة والهزل الذي يعمّ بلاده. وجد زفزاف أن قراءة ومطالعة الكتب لا تطعمه الخبز، وكان يعتقد بأنّ الهجرة إلى بلاد الغرب ستحسّن حاله ويتملّص من حياة الفقر والجوع.
بدأ رحلة البحث عن الخبز، ولكن يكون كغيره من الشبان العرب مشته إلى حياة مختلفة بعيدة عن الهموم وهذا ماجعله في «طوريمولينوس» يتسكّع في عوالم الجنس، والخمر، والشذوذ، والعبث واللامبالاة ويظهر أنّ محمّدا كان مهيئا لهذا النمط من الحياة العابثة.
يبدو أنّ البطل يبرز شيئا واحدا وهو أنّ الشاب العربيّ المهاجر يعيش في أوروبا من أجل إنعاش رغبته الجامحة، متحررا من أغلال الكبت التي تقيّده وسط مجتمعه العربي، إنّها جهالة استكشاف الذات والجسد يخفيها مجتمع تطوّقه مبادئ الدين والأعراف والتقاليد، لذلك بمجرد وصوله إلى بلاد الغرب يتخذّ من العبث واللامبالاة نمط عيش، ولكن رغم هذا العبث واللامبالاة والحريّة المطلقة التي يعيشها في مجتمع أوروبي منفتح، إلا أنّ الشاب العربي المهاجر يظل مقهورا تحت أجهاد الغربة، وهذه الغربة القاتلة كانت من المواضيع التي طرحها زفزاف في «المرأة والوردة».
عنوان الرواية رواية المرأة الوردة عنوان مركب من كلمتين، ربما لأنّ زفزاف جعل المراة في هذه الرواية هي محط الاهتمام كما ذكرَ بعض النقاد. أخذ الكاتب في هذه الرواية المكوّنة من 156 صفحة القراء إلى عوالم أخرى وعرّفهم أيضا بمعاناة المجتمع العربيّ. سردت الرواية في صفحاتها سيرة ذاتية للكاتب كاشفة عن اهتمامه في العوالم الدنيا المهمّشين والمقهورين اجتماعيًا ونفسيًا فكريًا في المجتمع المغربي.
نقد الرواية تناول الدارسون في هذا الكتاب التذكاري جوانب مختلفة، وأبعادا متباينة، فتوقف إدريس الناقوري – وهو باحث جامعي وناقد – إزاء التجربة القصصيّة لمحمد زفزاف مؤكدا أن هذه التجربة تتطلب إعادة النظر، سواء من حيث التحليل النقدي التطبيقي، أو من حيث الوقوف على ما فيها من مفاهيم شخصية، والحبكة، والوقائع، مما هو قريب أو بعيد من فكرة التجنيس، ومن نظرية التلقي".
أما دراسة محمد أنقار – وهو روائيّ وباحث جامعيّ – لرواية المرأة والوردة فقد قال «أنّها رواية تتضمن لحظة تنوير، كما لو كانت تفريجًا عن عقدة ذاتية مفترضة، تجتمع فيها، وتتفاعل، كل الاختلافات، وكل التشابهات، وكل التطابقات».
تناول نور الدين درموش عددًا من رواياته، كـ «الحي الخلفي»، و«الأفعى والبحر»، علاوة على روايته المبكّرة «المرأة والوردة» وتمثّل رواياته هذه – بحسبِ نور الدين – لحظة التقاء بين الرواية المغربية والرواية العربية، إلى جانب التقائها بالرواية العالميّة أيضا، نتيجة الانفتاح الذي عمذ المثقّفين، والمبدعين المغاربة، مما طبع الروايات الصادرة في سبعينات القرن الماضي بطابع التحرّر من التقاليد، والتفلّت من منظومة الثقافة والأخلاق كما يُؤكّد درموش.
َكتبَ مصطفى جباري وهو باحث جامعي دراسة طويلة حول ما أسماها جماليات التشكيل القصصي لدى زفزاف حيثُ وضَّح فيها أنَّ «ثمة خيطا فنيًا ينتظم نصوص الكاتب محمد زفزاف، وهذا الخيط الفني يشمل الشخوص، والأماكن، واللغة، والأحداث، مما يترك بصمة له خاصة تميزه على غيره من كتاب المغرب، وتجعل من توجُّهه القصصي توجها أدبيا فريدا، قائما بذاته، على مستويات عدة، أبرزها: المستوى الجمالي لآثاره السرديّة، إن كانت من القصص القصيرة، أو الروايات».
انتشار الرواية حققت رواية «المرأة والوردة» تراكم نقدي حولها، حيث أنه بمجرد صدورها في أواخر السبعينات خصَّها النقد الأدبي في المغرب بالقراءة والتحليل، لتحقّق تراكمًا نقديًا ساهمَ فيه مجموعة من الأسماء من الجيل الأول من النقاد ومن الأجيال التالية. كما تباينت بصدد الرواية نفسها المنظورات النقدية من ناقد لآخر وأحيانًا لدى الناقد نفسه، خصوصًا أن هذه الرواية تطرح من الأسئلة والموضوعات ما يُغري النقد الأدبي آنذاك لأجل تجريب المناهج وتوظيف المفاهيم والمقولات النقديّة، وتحديداً ما يهم منها موضوعات «الجنس» و«الذات» و«الهوية» و«الآخر».
تدور الرواية حول صراع بين الفضيلة الكامنة في القلب، والشهوات التي أتاحتها بلاد الغرب، إذ أن البطل محمد شاب نشأ في أسرة فقيرة، في بلد عربية، ثم منحه القدر فرصة السفر التي يحلم بها كل الشباب في سنه، فخياله يهيأ له الحياة الوردية، حيث يبدأ كل شيء في طنجة، المحطة السابقة للوصول إلى اسبانيا، حيث يستقر فيها، لم ينتظر الفساد محمد حين يصل إلى اسبانيا بل تبدأ ملامح الحياة الغربية بالتسلل للشاب العربي الذي حرم من كل الأمور التي حاصرته هناك، حيث جمعته الشهوة بسوز "سوزان" تلك العشيقة التي ألقت به في التيه، وجمعه سوء الحظ بجورج وصديقه الفرنسي آلان، الذي جعلوه مدمن للمخدرات، وظل الأمر كذلك، حتى انتهت الرواية وهو يسأل نفسه “من أي جنس أنا”، من الشرق بعاداته وتقاليده وفضيلته، أم إلى الغرب أنتمي بشهواته ورزيلته وتيهه.
الرواية تصور حالة البطل، وهو يتعامل مع الغرب، ومع اللذائذ الحسية التي كان يغرق فيها، واستخدام الكاتب لهذا الأسلوب في الرواية يرمي إلى إلقاء الضوء أيضا على طبيعة العلاقة التي كانت تربط البطل بعالم الغرب، فلكي يصور ضياع "محمد" في أوروبا جعله ينظر إلى الناس من حوله، وكأنهم مسخوا إلى حيوانات، إلى قرود، خصوصا في تلك المدينة الإسبانية السياحية التي تجمع الناس من أقطار مختلفة، وقد دفع هذا الشعور البطل لكي يحس بالاغتراب الوجودي مثل الذي كان يحس به في وطنه. وفي ختام الرواية كتب لحبيبته سوز أنه يحبها ويحب الدنمارك وينتظر أن تنقذه.
صراحة صدمني محمد زفزاف بهده الرواية حتى أنه دكرني برواية المراهق لدوستويفسكي بطل الرواية محمد رجل ملحد لم يقم بأي شئ في الرواية غير السكر و الجنس و التسكع على شواطئ اسبانيا و حلمه الزواج من أجنبية لتخرجه من بؤسه ويمتل عقلية بعض الأشخاص الدين يحلمون بالعبور الى الضفة الأخرى بأي ثمن كان ولو على قيمهم و دينهم.
تنتمي لفئة البيكاريسك أو روايات الصعلكة مثل الخبز الحافي لمحمد شكري، لكن الفارق هنا أن بطل الرواية أحلامه مختلفة فرغم الجوع والتشرد ، يأنف من العمل ويحلم بالاشتغال بالكتابة، والحب موضوع مهم لديه بعكس رؤية محمد شكري الواضحة في الخبز الحافي "الحب همٌ كخبز الفقراء". واضح أيضًا تأثره بطريقة الكتابة المسرحية
الرواية عبارة عن سيرة ذاتية للكاتب يحكي فيها عن سنوات غربته وجزء من حياته في المغرب. والرواية بها الكثير من الجرأة والتمرد على واقع المجتمع المغربي. والرواية بها وصف دقيق للأحداث التي جرت للكاتب وبها أيضا لمحات من الخيال الذي يود الكاتب لو أنه كان حقيقة.
كانت رواية المرأة والوردة من الروايات المغربية التي أحدثت ضجة عند صدورها، فقد تطرق من خلالها زفزاف لرصد علاقة الذات بالٱخر ولموضوع الوطن والهوية، فالوطن كما قال له صديقه الذى شجعه على السفر إلى أوربا "تحكمه، أقلية بيضاء من المغامرين والقوادين وبائعى نسائهم". وبانتقال بطل زفزاف إلى الضفة الأخرى يحس أنه بذلك قد تخلص من ماض بات يؤرقه، وأن من الجدير به بناء حياة جديدة، حينها يتعرف بالبطلة الأجنبية سوز، تلك الفتاة التي كان لها عشق خاص، والتي قد عوضته عن لحظات من الكبت والحرمان، وبذلك يصور لنا الكاتب الغرب في صورة بلد حريات جنسية، وحيث قد يشبع منه الشخص مايفتقده في بلاد الشرق من لذات جنسية مقننة بفعل العادات والتقاليد. وبذلك تكون المرأة قد اتخدت في الرواية مكانة لتحقيق الذات والإحساس بالأمان، بعيدا عن كونها وسيلة تحقيق لرغبات عابرة.
محمد الزفزاف جريئ بكتاباته مثل محمد شكري وما هذه الرواية سوى تجسيد لمقتطف من سيرته الذاثية ومن خلالها يجرد الواقع بكل معانيه الحقيقية بعيدا عن زيف الاخلاق وعالم المثاليات ,يسرد فيها احتقار وضعيته وتنكر وطنه له بعد اتهامه بقتل والده وفشله في ايجاد عمل قار, ومن هنا حل مهاجرا الى الديار الاسبانية لتبدأ مغامراته العاطفية مع النساء الاجنبيات ومحاولته تهريب الكيف الى طنجة بعدما وصل به الفقر الى أدناه, ليعود خاوي الوفاض بعدما خدع من قبل .صديقيه الاجنبيين ,بعدها يجد نفسه مرغما للعودة لمنزل أهله ويواصل البحث من جديد عن حياة أفضل .وما يميز هذه الرواية سوى الطابع الخيالي المليئ بالاوصاف والتفاصيل الدقيقة ويصورها الزفزاف في أحلامه اليقظة التي تستوطن عالمه الخاص
اشتريت هذا الكتاب في الرباط بناء على توصية من بائع كتب. كنت أريد أن أقرأ شيئا من أفضل الروائي المغربي. هذا هو ما أعطاني. الحبكة بسيطة، وسوء السرد، من الصعب جدا أن أخسر نفسي في الرواية. أثناء القراءة كان لدي انطباع أن هذا لم يكتَب أصلا بالعربية، وبدا كأنه ترجمة