من أجمل الكتب التي قرأتها هذه السنة! أنا مندهشة من فحوى الكتاب تماما -فضلا عن كونها أعطتني منظوراً شاملاً للشيعة من ابتداء أصلهم انتهاءً إلى حالهم الآن- أجدُ أنّ كاتبها الشيعيّ كان يكتب بمسؤولية بالغة، كان ينشر نتائج بحثه عن الحقّ بطرق عقلية تجعلني أقف احتراماً لمثله.. الدكتور موسى الموسوي -كاتب الكتاب- هو حفيد الإمام الشيعي الأكبر أبي الحسن الموسوي الأصبهاني..، دكتوراة في التشريع، دكتوراة في الفلسفة.. أنصح بقراءة الكتاب تماماً لكلّ من يريد أن يفهم!.. هذه مصافحة أولى وسأحاول لاحقا أن أكتب عن الكتاب أكثر..
عالم دين شيعي مستنير يقرر عبر هذا الكتاب وغيره من الكتب التصدي لما يراه أنه أخطاء فى صلب المذهب الذي تدين به ملايين الشيعة فى العالم الأسلامي ، موسي الموسوي هنا يخوض غمار التصحيح منطلقاً من نقطة الفصل بين المذهب الشيعي طوال فترة الأئمة ثم المرحلة اللاحقه لما يسمي بالغيبة وهي غيبة الأمام الثاني عشر عند الشيعة الأمامية والذي حسب معتقدهم سيعود ليحكم ويملأ الأرض نوراً وعدلاً.
يقول الكاتب أن كل الأخطاء والأنحرافات التي علقت بالشيعة أبتدت بما يسمي التشيع الصفوي ، واستغلال الحكام الصفويين والمرجعيات الدينية الشيعية الدين والفقه فى معركة كانت أساساً ضد الدولة العثمانية أي انها كانت معركة سياسية فى المقام الأول . وبالمناسبة مثل هذا النقد الموضوعي للمذهب الشيعي قاله أخرون مثل المفكر احمد الكاتب صاحب كتاب السنة والشيعة وحدة الدين وخلاف السياسة والتاريخ ، وعبر عنه أيضاً المفكر الشيعي الكبير علي شريعتي وغيرهم .
يتصدي موسي الموسوي هنا لمجموعة من أبرز النقاط التي يروج لها فقهاء الشيعة مثل الخمس وزيارة قبور أئمة الشيعة والدعاء لغير الله ومثل ولاية الفقية وصلاة الجمعة والتقيه وغيرها .
أيضاً يرفض الكاتب سب وإهانة الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم وكذلك السيدة عائشة زوجة الرسول ويقول أن الشيعة يجب أن يحذو حذو سيدنا علي كرم الله وجهه ومدي محبتة وتعظيمة للخلفاء من قبله وكذا للسيدة عائشة حتي بعد معركة الجمل .
الخلاصة أننا نحتاج مثل هذا الفكر المستنير والعقل المحرر من الغلو والبغض لمصلحة الأسلام والمسلمين .
يواجه شيعة العرب مآزقاً أخلاقياً تجاه اتخاذ قيادات المذهب مواقف مساندة لنظام بشار الأسد ، المآزق الأخلاقي أصبح قاتل في جسد شباب شيعة العرب تحديداً ، لأنهم ميالون لإنفتاح ثقافي ، متفاعلون الكترونياً، يؤشك العرب الجدد ( شيعة، سنة،مسحيون، يهود) الخروج على تلقين رجال دين تخوض أقدامهم في مستنقعات السياسية .
يصعب أن يجد الشيعي ( عربي أو فارسي ) قدرة على إقناع إنسان اوربا و امريكا بعدالة اتخاذ قيادة مذهبه موقفاً عدوانياً تجاه ثوار سوريا، لأن حرباً ( سورية - سورية ) لا تستوجب وجود إيراني أو لبناني أو عراقي حامل بندقية في طرقات دمشق دفاعاً عن حاكم لا يرغب به قومه ، و لن يفعلها العرب في طهران ذات عهد متوقع ، و غير بعيد.
تعترض ( برتوكولات شيوخ فارس ) لخسائر إستراتيجية جسيمة تجاه تمدد المذهب الشيعي على أراضي الوطن العربي بعد أن اتخذت طهران قرار حماية طفلها الطويل ،( فكل ركض العقول السياسية و العقائدية الشيعية خلال السنوات السبعون الماضية نحو احتلال المواطن العربي قبل التراب أصبح على فراش الموت بسبب بشار الأسد ) ، الطموح الشيعي الفارسي قتله عربي واحد ، لأنه تمسك بكرسي و خذل صانعه .
يدرك مخلصون للمذهب الشيعي أن ( أسدهم ) بات أرنب ، و أن عرب الشيعة دخلوا مربع تساؤلات عن ماذا تريد طهران ؟ و لماذا تسعى إلى شراء مواقف سياسية بدماء شيعة العرب ؟ و إيهما أهم : المذهب ، أم بشار ؟ فالعقل العربي مهووس بالشك، و التوجس ، خاصة عندما يتم الإسراف بإراقة الدم العربي على السور الخارجي للقلعة الفارسية .
بات واضحاً أن المذهب الشيعي يخسر مكتسباته على الاراضي العربية ، فدعم قياداته لجيش بشار يؤدي إلى انسلاخات عاجلة أو آجلة في كتلة شيعة العرب ، لأن أهم عناصر قيادة الشعوب يكمن في وجود عدالة ، عدالة واضحة ، فليس كل ما يراه الشيعي الفارسي موقف عادل يكون حتماً عادل لدى الشيعي العربي ، لأن كليهما ينتمي إلى عرقٍ مختلف ، و لكل عرق مقاييس اساسية خاصة به ، فالدين مهما تثبتت قواعده يصبح دوماً صفة مكتسبة و اقل درجة مقارنة بصفات العرق .
تُكرر طهران خطأ الدولة العثمانية ، عندما أرادت قيادة العرب بعقلية تركية ، كانت النتيجة تفضيل الغرب المسيحي على الشرق الاسلامي ، و هو حظ تعيشه طهران حالياً لأنها تريد قيادة العرب بعقلية فارسية ، و منحهم دين جديد ، و نمط معيشي لا يتوافق مع سمات عرقية أحترمها الأسلام و لم يمسسها ( إنما بعُثت لأتمم مكارم الأخلاق )
مارس سواد كبير من عرب الجزيرة تعنتاً في مطالبتهم للنبي بوجوب رؤيتهم لله قبل أن يدخلوا إلى الإسلام ، و لم يمنعهم من الالحاح أرتفاع السماء ، و عندما لم يتحقق لهم ذلك ماتوا خارج دائرة الاسلام ، و هو طلب قد يكون بارزاً في سنوات قادمة لمصلحة رؤية المهدي ، فهكذا هو العرق العربي لن يؤمن كلياً لطهران حتى يشاهد، و يتحدث إلى المهدي خاصتهم ، كما أن إمتداد نفقه ليس بذات ارتفاع السماء .
يصعب إستمرار الرهان على الريال الإيراني ، فالقلوب ليست غُرف فندقية تستقبل أدياناً و مذاهباً وفق مبدأ ( زبون باذخ ) ، تسقط كل مكتسبات المال بذهابه، و ههنا فإن الحصار الإقتصادي، و تجفيف موارد إيران يخنق أجنحتها المسلحة بالبنادق أو الفتاوي كما حدث لقاعدة بن لادن و وريثه الظواهري ، عندما اتضح أن القناعات الركيكة تشبه الثياب المتسخة ، لا احد يرتديها طويلاً
كاد أن يكون الإنتقال من المذهب السني الى الشيعي في الستينات و قبلها مثل انتقال احدنا في مبارة كرة قدم داخل حارتنا ، فالشوط الاول مع الفريق الاحمر و الثاني مع الازرق ، وحده كان صدام حسين حامل البوق ، الصارخ بأن لإيران رغبة في إدارة العرب و ثرواتهم من خلال توزيع فيروس اسمه مذهب ، لو عاش أحد من أجداد شيعة العرب حتى يشاهد حسن نصر الله يرسل عرب لبنان لقتل عرب سوريا من أجل طموح فارسي ، فأنه سيقول لن اتشيع الآن .
يتموضع في حياتي أصدقاء شيعة العرب ( شباب و فتيات ) يجدون أن حماقات طهران تنهك كواهلهم، كما تفعل حماقات القاعدة بأهل المذهب السني، فهم عرب بالفطرة ( لسان، و دم ) يمتلكون ذات جينات الشاعر العربي اليهودي ( إبن السمؤال) عندما ترك أبنه يموت أمام عينه قتيلاً بسيف الحارث الأعرج مقابل عدم تسليمه وصايا أمرؤ القيس ، وهي مجرد دروع ، و أسلحة، واتبعها بلاميته الشهيرة ( و ما ضيرنا أنا قليل و جارنا .. عزيز و جار الأكثرين ذليلُ ) فالدم العربي لا يخذل ذاته ابداً ، و لم يك امرؤ القيس يهودياً ، بل وثنيناً .
ترتكز نجاحات برتوكولات شيوخ فارس على تأجير العرب عقولهم لمطامع فارس، لم تعد كل العقول قابلة للتأجير ، قد يستمر عرب الشيعة على مذهبهم لكن لن يكونوا أبداً دمية فارسية حتى و إن كان قلة من العرب لبست العمائم ، و قبلت يد احمد نجاد و أسياده، فالعرب لا تنحني إلا في ركوع، و لن تستطيع خطط مكتوبة في حجرات مظلمة رؤية النور .
هذا الكتاب فائق الإفادة يجب ان تعاد صيغة مقدمته التي تقول بأنه رسالة موجهة الى (الشيعة حول العالم) فتشمل (الشيعة والسنة المتناحرين حول العالم) فعلاً تعلمت منه مالم اعلم من حقائق مغيبة عنا نحن السنة بقدر ماهو مغيب عن الشيعة ولكن من منحى اخر اذ ان الشيعة يركزون على انتقامهم للولاية وما الى ذلك فيبالغون في قصص ومؤلفات غير واقعية تزيد الهوة مع الطوائف الاخرى اما نحن السنة فمحجوب عنا (منعاً للفتنة) في كتب التاريخ ماحصل من خلافات حقيقية مما يجعلنا نستنكر مايقوله الشيعة(مخطئين) عن الخلفاء والصحابة دون علم منا بأصل الاحداث لذا من الضروري لنا جميعاً سنة وشيعة ان نقرأه لكي يستفاد السنة من معرفة سبب الخلاف ومن جهة اخرى يفهم الشيعة البدع التي ادخلت في معتقداتهم ويكتشفوا زيف ما يفعلون ويصحوا من سبات عميق وينفتحوا على الطوائف الاخرى دون حقد وتقية عندها سيعرف الجميع ان مذهب السنة ومذهب ال البيت ليسا بخطين متوازيين على الاطلاق بل خطان يلتقيان بل يتماسان في اطار الاخوة والدين الواحد الصافي الذي لا تشوبه شائبة
الكتاب جيد، ويناقش بعض المسائل التي فيه اختلاف بين السنة والشيعة مثل الامامة والخلافة، وضرورة تصحيح الاعتقاد في الصحابة، كذلك تكلم عن تحريف القرآن والبداء والرجعة ومسألة زواج المتعة وغيرها من الأمور والتى يرى ضرورة تصحيح معتقد الشعية فيهم لما فيها من مخالفات صريحة للإسلام؛ كذلك لكي يتخلصوا من عزلتهم التي وضعوا أنفسهم فيها. يجب التنبيه على أن الكتاب يظهر فيه بشدة النبرة الشيعية (المعتدلة) في حديثه عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة -عليهم رضوان الله- مع الآخذ في الاعتبار أنه شيعي، ويرى بأن نفس عليّ -رضى الله عنه- كانت تريد الإمامة لكنه آثر الشرعية والقناعة بما كان من اختيار الشيخين ثم عثمان -رضى الله عنهم جميعًا.
هذه النسخة النادرة من كتاب الشيعة والتشيع عندما وجدته في إحدى المكتبات الأوروبية سألت نفسي كيف يريد المؤلف مناقشة كل هذه المسائل في كتاب صغير لا يتجاوز 160 صفحة ! لكن بعد الانتهاء من قراءته فهمت المؤلف، أراد أن يكون الكتاب مختصر ومباشر على عموم المسلمين الشيعي الذي يجهل مسائل عديدة تتعلق في مذهبه ومشبع من سيرة الأئمة سلام الله عليهم، والسني الذي لا يعرف من الشيعة سوى القليل. من الكتب التي أتمنى حقًا أن يقرأها الجميع، كتاب قادر على أن يكون انطلاقة بحث حقيقية حول المذهب الشيعي أو مكمل لأبحاث وقراءات سابقة.
انه لكتاب رائع يبين فيه حقيقه المذهب الشيعي اجتماعيا وسياسيا وانسانيا من بدايته حتي الان والذي لايمد صله للدين الاسلامي بالمره فهو مخالف له ولشرائعه حتي في الركن الاساسي للاسلام وهي الشهاده والاصدق ان كل ما ورد في هذا الكتاب فهو عن فقيه شيعي ولد وتربي في هذا المذهب حتي اكتشف ونادي بالتصحيح اوصي به لكل من يريد ان يتعرف علي هذا الدين .
كتاب ممتاز لتبدأ به القراءة عن الشيعة و معرفة تجاوزاتهم وشطحاتهم ، يمتاز بسهولة الأسلوب وبالحيادية علي الرغم من تشيع كاتبه وقتها بالإضافة إلي محاولة تقديم الحلول الكافية حتي يعود الشيعة إلي المسار الصحيح بعيداً عن البدع الصادرة عنهم. ملحوظة : يؤخذ علي المؤلف أنه قدم هذا الكتاب إلي الجمهور بعد تعنت السلطة ضده ، لكنه لا ينقص أبداً من قيمة المحتوي وصحته.
أربعة نجوم لشجاعة المؤلف لإصدار مثل هذا الكتاب في وضع رجل مثله وصل لقمة الهرم الفاسد, الكتاب موجه لعامة الشيعة ولذا جاء بلغة وأسلوب سهل وبسيط, ومع ذلك استفدت منه معلومات عن الشيعة الإمامية لم أكن أعرفها, هذا الكتاب مناسب للإهداء للشيعة
أنقصت نجمة من تقييمي لعلمي المسبق بموقف الموسوي من المؤسسة الدينية التي خرج منها بسبب خلاف حول حقه في الترشح للرئاسة وهو ما يضعف من مصداقية هذا الكتاب وإن كان يقدم عدة توضيحات مهمة حول الفرق بين الدولة والمذهب. عموما مرجع مهم