من حى بولاق في مصر إلى موانى ومدن تركيا والخليج، من الكتاب إلى الأزهر إلى السفر والعمل بالقرب من الملك الذي كان محور هذا الكتاب. فكما قص المؤلف السفير "حافظ وهبة" الكثير من رحلته وأيامه التي قضاها في بلاد العرب في كتاب سابق.. يقدم في هذا الكتاب خمسون عاما نقترب فيها من الملك الذي وحد الشمال بالجنوب بالشرق والوسط والغرب وأخرج لخريطة العالم المملكة العربية السعودية فيتناول المؤلف الملك عبد العزيز" بادئا يعرض موجز لتاريخه، يستكمله بما اقدم عليه من فتح الحجاز والقضاء على رأس الأسرة الهاشمية. كذلك يتعرض المؤلف لعلاقات الملك الخارجية وموقفه من القضايا العربية الكبرى وصولا إلى اللحظة التى تسلم فيها ولى العهد الملك سعود راية الحكم من بعد الملك عبد العزيز فيتحدث المؤلف عن السعودية بين عهدين. ولا يقتصر الكتاب على هذا فقط وإنما يقدم أيضا بعض الوثائق والرسائل التى كانت بين الملك والمؤلف وقد تناولت العديد من الموضوعات والجوانب.. واخيرا ملحق للصور يعبر عن هذه العقود الخمسة التى قضاها المؤلف في جزيرة العرب.
تم كتابة هذا الكتاب في أيام الملك سعود رحمه الله و يصف حال المملكة و تعامل الملك عبدالعزيز مع العديد من التحديات التي واجهتها البلاد. عتبي على الكتاب انه غير مرتب بطريقة سلسة و واضحة. أيضا، قد يحتاج معرفة سابقة ببعض الشخصيات و الأحداث فهي ربما كانت رائجة في وقت تأليف الكتاب لكنها اصبحت مندثرة الآن.
صدر هذا الكتاب عام 1960، باللغتين: العربية والإنجليزية وهو عن ذكريات المصري القاهري، المولود عام 1889، في حي بولاق، أبان عمله عام 1920، مستشاراً لسلطان نجد - ملك المملكة العربية السعودية لاحقا، وحتى وفاة الملك عام 1953.. (كان حافظ وهبة قبل ذلك في اسطنبول ثم الهند ثم البصرة فالكويت فالبحرين فالكويت مرة أخرى، حيث تصادف وأن التقى فيها عام 1916 ب"السلطان" عبدالعزيز.
يتضمن الكتاب مواقف تؤكد عبقرية الملك عبدالعزيز وبعد نظره وحسن تعامله مع الظروف السياسية الدقيقة التي واكبت فترة قيامه بتوحيد المملكة: الأزمة الاقتصادية العالمية التي تلت الحرب العالمية الأولى، وسقوط الخلافة العثمانية، ومن ثم تقاسم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا، ثم الحرب العالمية الثانية.. كما تطرق الكتاب إلى تطلعات بعض الشعوب العربية والإسلامية لاختيار "خليفة" يكون زعيما للمسلمين بعد انتهاء "الخلافة" العثمانية نهائيا عام 1924، وطموح بعض حكام الأقاليم العربية في تسنم ذلك المنصب.
الكتاب مدعم بالصور وببعض الوثائق، وكل ذلك مشفوع بإعجاب شديد من المؤلف تجاه الملك الراحل.. وقد صدرت طبعات كثيرة تالية من هذا الكتاب.
كتاب رائع ، وان لم يخلو من الأخطاء الإملائية وبعض الأخطاء في التواريخ .
يحتاج إلى تنقيح بسيط ، لكنه كتاب مرجعي وممتع لابعد حد .
اتمنى من كل العرب أن يقرأوا شهادة هذا الفخم المصري المولد العربي القلب عن كل ما حدث في بداية الأزمة العربية ونهاية فلسطين على يد الإمبراطورية البريطانية .
يعتبر هذا الكتاب استكمالاً لكتاب جزيرة العرب في القرن العشرين ويتناول فيه قصته مع الملك عبدالعزيز والمهام التي أوكلت اليه وبعض المواقف السياسية التي شارك فيها ويختم الكتاب بسرد المراسلات التي كتبها الملك عبدالعزيز للمؤلف وغيرها من الوثائق.
-الكتاب جميل في وصفه و سرده و لغته ، و مهم من خلال تاريخه و أحداثه و رجالاته ، حافظ وهبة مصري الجنسية رحلَ من مصر إلى بعض البلدان إلى أن استقر به المقام في نجد مستشارًا و امينًا لابن سعود .
- من خلال صفحات الكتاب :
* تتضح لك الصورة اكثر عن حال الجزيرة العربية في وقتها ، النفوذ البريطاني حينها و أهميته ، الأشراف و ابن سعود ، كيفية ادارة ابن سعود للمملكته ، الاخوان و القضاء عليهم .
*خطابات الملك عبدالعزيز ، و تلمس من خلالها أخذه بالنصيحة و الاستشارة ، قلقه الدائم على مملكته ، النصائح و التوجيهات لمن يعينهم على بعض المناطق ، الحرص على تطبيق الشريعة الاسلامية ، أخذ الناس باللين ما أمكن ، طرق التعامل مع الحضر و البادية و إنزال الناس منازلهم .
الكتاب يعتبر مرجع مهم لتلك الفترة لما يحتويه من وثائق و معلومات ، يعيبه سوء خط الطباعة في بعض الصفحات .