هو كتاب مفيد نادر المثال في موضوعه وإن لم يكن منشأ على الأسلوب التحليليّ الذي توخاه أغلب كتاب العربية اليوم، ويعيبون الحلبة التي تقدمتهم على تجافيها عنه في الكتابة والتأليف، وحسبه فضلاً وفخراً أنه من أول المؤلفات التي كتبت عن تلك الديار النائية، والمنزوية عن العالم بالأمس، وأنه سيكون حتماً مرجعهم وعمدتهم في خوض عباب البحث عن هذه الديار .
ولقد دعاني إلى إخراجه من مكنونات الغيب إلى عالم النشر مسيس الحاجة إليه في معرفة تاريخ أمة عربية عظيمة لا يعرف الناس عنها إلا أقاويل مرقشة تلوكها أشداقهم وترمي بها أفواههم في الرسائل والصحف، وحكايات باردة لا نصيب لها من التحقيق والعلم اليقيني يتفيهق بها الدِّملقانيّون من أعداء الإصلاح وأنصار الجمود ، ثم الوفاء لمؤلفه رحمه الله ذلك الرجل العظيم الذي تعهدني بفضله، وصقل فكري، وقوم أودي وأرضعني لبان العلم والأدب مدة من الزمن من غير جزاء إلى أن أتاه اليقين، جزاه الله عنا وعن العلم بقدر أياديه العظيمة علي؛ ونفعنا بهديه ونفحات آثاره ميتاً كما نفعلنا به حيا حيث كنا وروّاد الأدب نروح إلى ناديه خماصاً ونغدو بطاناً ....
بحثت عشوائيا عن كتاب يتحدث عن تاريخ نجد،فظهر لي كتاب الألوسي الذي يملك هالة في مخيلتي لا أعرف ماهو مصدرها في البداية حاولت التغاضي عن القصائد الهائلة في غزل نجد وصحرائها ، والتي نسيت أصلا مامناسبة ذكرها..حاولت التغاضي عن المدائح والترفيعات لسكان نجد وقبائلها..حاولت التغاضي عن اصطفاء أهل نجد وتملكهم للمذهب النقي..وصلنا إلى محمد بن عبدالوهاب ودعوته الشهيرة وصلنا إلى بن سعود ودعمه...ثم انتهى الكتاب! أصبت بإحباط تدريجي منذ بداية قرائتي للكتاب،حتى تمكن مني إلى كآبة سيئة.. ودار في خاطري تساؤل: إلى أي مدى تصل الأمانة العلمية والتاريخية لكي تكون بهذا الثمن البخس في التداول؟ لمن يكن بتلك الموضوعية ولابالصياغة الحيادية التي يتطلبها التأريخ عنوان الكتاب كان مضللا! كان من الأولى أن يسميه "واقع" نجد..أو نجد الحاضرة أو على الأقل في مديح الدولة السعودية.. ومما أثار تساؤلي نسبة لعنوان الكتاب والحديث عن تاريخ نجد الحالية ، إيهام بأن مسمى نجد التاريخي ظهر بظهور الدولة السعودية،والذي أظن أنه أسبق منها بتاريخ طويل..
هذا تاريخ نجد للعالم العراقي الألوسي (1857م / 1924هـ) عرّف في قراءة بحال الأمة الإسلامية وفق منهج وعظي يبدأ مباشرة في التعرض لتاريخ نجد والحديث عن الدعوة السلفية الوهابية ويبدى امتعاضه بمصطلح الوهابية. رغم أن الكتاب إستقرائي وليس قائم على دراسة تأصيلية / تحليلي في نقد تاريخية نجد. وسرعان ما يصبح الكتاب تاريخ سلالي لأمراء المنطقة وأحوالهم والتراجم.
الكتاب به مادة جغرافية تحتاج إعادة نظر لكثرة الأخطاء في أسماد المدن والقرائ والأعلام - هذه مادة تجدها وافية عند حمد الجاسر فيما يتعلق بنجد - ثم يذكر نجد في عيون الشعر، وقرى ومدن نجد جميعها، ثم يتحدث عن الاجتماعي في تاريخ نجد من العادات والتقاليد والزي والمعتقدات ليكون هذا مدخله لمعتقد أهل نجد في الله والرسول، ثم ذكر قبائل نجد، ثم أمراء نجد ونسبهم ومكاتباتأمراد آل سعود، وذكر بعض علماء نجد من مشاهيرهم. وهنا ينتهي الكتاب.
مابعد ذلك هو ثم تتمة أشبه بملاحق وجدت في الطبعة الثانية أورها المحقق (الأثري) باسم "سليمان بن سحمان" كتب فيها ماهو أشبه بعملية تعليق علي كتاب الألوسي وتصحيح لبعض الوهم في القرى والقبائل فيصحح ذلك بحديثه عن منطقة عسير وبعض مناطق الجنوب، وعن مسألة التكفير عند أهل نجد.
ظهر الكتاب أول مرة سنة (1343هـ) ثم توالت طباعته مرات عديدة وفي أكثر من دار نشر، وليس ثمة ميزة في الطبعة الأولى ذلك أن الطبعة الثانية كانت أوفى وأعظم تخريجًا وتحقيقا (1347هـ) وقد أخرجتها دار الوارق في حُلّى جديدة في الألفية الجديدة.
أضفت نجمة للتقييم لأن الكتاب عن نجد وأنا اعتبر أي كتاب عن أرض نجد بمثابة الكنز. الكتاب مختصر جداً ومتحيّز، وكمصدر تاريخي ما أظن أني ممكن أرجع له للتوثيق. المؤلف ما ذكر إلا تاريخ نجد المتأخر من بداية الدولة السعودية الأولى تقريباً، ومعلوماته عامة عن القرى والقبائل. بس استفدت منه واستوعبت -أخيراً!- تقسيمات قرى نجد وما يتبع لها استمتعت بقراءة فصل مكاتبات وخطابات أمراء نجد، العلاقة بين الحاكم والمحكومين كان فيها بساطة وتلقائية عجيبة. أجل من ضمن أوامره شرح لأحكام الزكاة وأمر لكل أهل قرية أن يقيموا مجالس للذكر ومن يتخلف عنها يُرفع إلينا أمره :)
لا يوجد فيه شيء من التاريخ. هو بضع معلومات جغرافية معظمها تعديد لأسماء المدن و القرى والقبائل التي تسكنها والنصف الثاني من الكتاب فيها محاضرة او مقالة عن المذاهب و العقيدة وتصحيح لبعض الاشكالات
" وعلى كل الأقوال أن نجدًا من أحسن الأقطار الأرض العربية، وأعدلها مزاجًا، وأرقها هواءً، وأعذبها ماءً، وأخصبها أرضًا، وأنبتها أزهاراً ونباتاً." كتاب بسيط يحكي تاريخ وجغرافية وتوزيع قبائل نجد ، وشرح لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله- وهي عبارة عن تجميع للروايات والوثائق التي كانت متاحة للكاتب، يعطيك صورة عامة وليس مصدر مفصّل ونهائي للأحداث اللي صارت.
أجمل مافي الكتاب بعد المناظرة المذكورة بين العراقي والنجدي هي فصول التحقيق الأخيرة والتي صححت من المفاهيم المغلوطة في فصول هذا الكتاب.
لو سمي الكتاب جغرافية نجد وقبائلها لكان اقرب لمحتوى الكتاب محمود شكري الالوسي رحمه الله عالم عراقي سلفي ودافع عن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من حملات التشويه التي كانت في اوجها في ذلك الوقت وهذا الكتاب احد الكتب التي خصصها لهذا الموضوع