النيل والفرات: هذا كتاب "في تاريخ المغرب والأندلس" وهو ما ألقاه الدكتور "أحمد مختار العبادي" من محاضرات على طلاب جامعات الإسكندرية، وعين شمس، والرباط، وبيروت العربية. ويلاحظ القارئ من خلال هذا الكتاب أن العالم الإسلامي في الشرق والغرب، يمثل وحدة تاريخية مهما بعدت بين أجزائه المسافات، وفرقت بين أطرافه المذاهب والسياسات. فالغرفة السياسية بين العباسيين في بغداد والأمويين في قرطبة، لم تحل دون إلقائهما على الصعيد الحضاري والثقافي والاقتصادي. هذا وسوف يلاحظ القارئ أيضاً أن اهتمام المحاضر بالتاريخ السياسي لهذه البلاد، لم يكن مقصوراً لذاته بقدر ما كان مرتبطاً بدراسته مقارنة لما بين الشعوب الإسلامية وثقافاتها وأنظمتها وحضاراتها من تداخل وتبادل وترابط.
ولقد سار في ترتيب موضوعات هذا الكتاب وفق التقسيم التقليدي المعروف للتاريخ في العصر الوسيط. بدأه بتعريف عام لبلاد المغرب والأندلس، ثم الفتح العربي لهذه البلاد، يليه عصر الولاة، ثم عصر الدولة الأموية بقسميها: الإمارة والخلافة، ثم نهاية مدة الدولة وسقوطها وتفككها إلى دويلات طائفية ضعيفة مهددة بالزوال. ختم هذا الموضوع بدخول البطل المغربي وقائد المرابطين يوسف بن تاشفين إلى الأندلس، وإنقاذه لها من سقوط محقق بعد انتصاره على الإسبان في موقعة الزلاقة سنة 479هـ (1086م).
الكتاب كان مستفيضا في العصور الاولي للاندلس و المغرب و مختصرا و اختزل الكثير من الاحداث في عصور السقوط و الانهيار في المجمل الكتاب بعيد عن المط و مدعوم بالمصادر و مكتوب بشكل معقول جدا
كتاب ممتع وشيق في المواضيع التي تناولها , من الجيد في هذا الكتاب ذكرة للمؤرخين والكتاب الذين كتبوا عن تاريخ الاندلس ولكن مما يعاب عليه عدم ذكره لكامل تاريخ الاندلس فالكاتب لم يتحدث عن ملوك الطوائف ولا الموحدين ولا ما بعدهم من سقوط الاندلس ولم يذكر المرابطين الا في بداياتهم حتى معركة الزلاقة