هذه دراسات أربع تتناول كلاً من: سعد زغلول وعبدالرحمن الرافعى وأحمد حسين ومصطفى النحاس، كتبها المؤرخ والمستشار طارق البشرى، يجمعها المزاج البحثى للكاتب الذى ينجذب أكثر لدراسة الفكر السياسى وحركاته. كما يجمع هذه الشخصيات الأربع أنهم كانوا جميعًا من رجال الحركة الوطنية، وهم من الفصيلين الأساسيين لها: - الفصيل الذى تكوَّن منه حزب الوفد، وكان أكثر اعتدالا فى وسائله ومرونة فى حركته. - الفصيل الآخر الذى بدأ بالحزب الوطنى لمصطفى كامل ومحمد فريد، وتوالد من أروقته فى الحركة الوطنية المصرية حركات أخرى؛ منها الإخوان المسلمون ومصر الفتاة والحزب الوطنى الجديد، وله أثر بارز فى الضباط الأحرار. الفصيل الأول فيه سعد زغلول والنحاس، والفصيل الثانى فيه عبدالرحمن الرافعى من الحزب الوطنى القديم وأحمد حسين من مصر الفتاة. على شجرة هذه الجماعة الوطنية، يضع المؤلف أمام القارئ هذه الأفرع الأربعة، ويرجو أن يكمل عليها أفرعًا أخرى
طارق عبد الفتاح سليم البشري المفكر والمؤرخ والفيلسوف المصري، أحد ابرز القانونين المصريين المعاصرين،وُلِد في 1 نوفمبر 1933 في حي الحلمية في مدينة القاهرة في أسرة البشري التي ترجع إلى محلة بشر في مركز شبراخيت في محافظة البحيرة في مصر. عرف عن أسرته اشتغال رجالها بالعلم الديني وبالقانون، إذ تولى جده لأبيه سليم البشري، شيخ السادة المالكية في مصر - شياخة الأزهر، وكان والده المستشار عبد الفتاح البشري رئيس محكمة الاستئناف حتى وفاته سنة 1951م، كما أن عمه عبد العزيز البشري أديب.
تخرج طارق البشري من كلية الحقوق بجامعة القاهرة سنة 1953م التي درس فيها على كبار فقهاء القانون والشريعة مثل عبد الوهاب خلاف وعلي الخفيف ومحمد أبي زهرة، عين بعدها في مجلس الدولة واستمر في العمل به حتى تقاعده سنة 1998 من منصب نائب أول لمجلس الدولة ورئيسا للجمعية العمومية للفتوى والتشريع.
بدأ تحوله إلى الفكر الإسلامي بعد هزيمة 1967م وكانت مقالته "رحلة التجديد في التشريع الإسلامي" أول ما كتبه في هذا الاتجاه، وهو لا زال يكتب إلى يومنا هذا في القانون والتاريخ والفكر.
ترك البشري ذخيرة من الفتاوى والآراء الاستشارية التي تميزت بالعمق والتحليل والتأصيل القانوني الشديد، كما تميزت بإحكام الصياغة القانونية، ولا زالت تلك الفتاوى إلى الآن تعين كلا من الإدارة والقضاة والمشتغلين بالقانون بشكل عام على تفهم الموضوعات المعروضة عليهم.
وقد كان تم اختياره رئيسًا للجنة التعديلات الدستورية التى شكلها المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، والتى قامت بتعديل بعض المواد الخاصة بالإنتخابات وغيرها لإستفتاء الشعب المصري عليها.
أربع دراسات يجمعهم الكتاب عن أربع شخصيات تاريخية: سعد زغلول، مصطفي النحاس، عبد الرحمن الرافعي، وأحمد حسين. كُتبت الدراسات في مناسبات مختلفة ثم جُمعت في الكتاب.
الأولي: سعد زغلول كُتبت بمناسبة مرور 50 عاما على ثورة 1919. تتميز الدراسة بتعرضها لشخصية سعد زغلول بشكل موضوعي فلم ترفعه لما هو فوق الواقع ولم تنفي عنه دوره الكبير في تاريخ مصر في واحدة من أهم ثوراتها ثورة 1919. فيناقش الكاتب ظروف نشأته وتكوينه الفكري ثم نضاله الوطني أمام الملك والإنجليز عارضا بعض المواقف بتفصيل يوضح فكر سعد زغلول وطريقة تعامله في الأمور السياسية. يتميز أيضا هذه الفصل من الكتاب بضمه تعليقا ليوسف أبو سيف على هذه الدراسة وأخذه بعض النقاط الواردة فيها بالنقد والتحليل ثم ردا لطارق البشري على هذا التعليق.
الثانية: مصطفي النحاس كُتبت تعليقا على مذكرات مصطفي النحاس التى اعدها محمد كامل البنا السكرتير الشخصي للنحاس. تبدأ الدراسة بعرض لنشأة مصطفي النحاس ومراحل تكونه الفكري وتعرض الدور التاريخي الكبير لثورة 1919 في تحويل مسار التاريخ المصري تماما بعدها عن قبلها سياسيا وما يترتب عليه بالطبع من تغيرات في مختلف المجالات في الدولة. فأفردت الدراسة جزءً كبيرا لتوضيح الظروف التاريخية لنشأة الوفد وتكونه وتكوين القاعدة الشعبية الكبيرة. توضح الدراسة أهمية هذه المذكرات خاصة في الفترة التاريخية بين 1926 إلي عام 1942 حيث تتناول هذه الفترة بصورة يوميات يمليها النحاس على البنا. فتوضح التفاصيل الدقيقة لبعض الأحداث التاريخية كانشقاقات الوفد الحادثة في فترة زعامة النحاس له المتمثلة في انشقاق النقراشي وأحمد ماهر وتكوينهما حزب السعديين ثم انشقاق مكرم عبيد وتكوينه حزب الكتلة الوفدية. وكذلك حادث 4 فبراير 1942 بما سبقه من أحداث بين القوي الثلاث المحركة للسياسة المصرية: الملك، الإنجليز، والوفد. يركز البشري على اهتمام فكر النحاس دائما بمسألتين هما الديمقراطية والاستقلال، ونضاله الوطنى في كل منهما أمام الملك والإنجليز وارتباط المسالتين ببعضهما واستحالة تحقيق أحدهما دون الأخري. دراسة النحاس هي أطول فصول الكتاب من حيث عدد الصفحات فتكاد تشغل نصف الكتاب. كتبها طارق البشري تعليقا على تلك المذكرات فأوجب على قارئها قراءة تلك المذكرات أو على الأقل في حالة عدم توافرها الإلمام بالأحداث التاريخية العامة في تلك الفترة الممتدة من وفاة زغلول حتى حركة الضباط الأحرار في 1952.
الثالثة: عبد الرحمن الرافعي كتبت في مناسبة مرور خمس سنوات على وفاة الرافعي. تعرضت الدراسة لحياة الرافعي السياسية في الحزب الوطنى ووفاءه الدائم لمبادئ الحزب التى أرساها مصطفي كامل ومحمد فريد من بعده. والفترة التى وقف فيها الرافعي معارضا لسياسة الوفد خاصة في مفاوضاته مع الإنجليز، رافضا المفاوضات رفضا كاملا طريقا للاستقلال. ويعلق البشري على هذه سياسة الرافعي بالمثالية الفاقدة للواقعية مقارنا لها بسياسة الوفد الأقرب للواقع والأجدر على تحقيق الكثير من المكاسب السياسية الحقيقية. ثم تتعرض الدراسة لأهم ما أنجز الرافعي تاريخيا وهو سلسلة تاريخ مصر القومي في 15 جزء مفصلا فيها التاريخ المصري من أواخر القرن الثامن عشر إلي عام 1952 في واحدة من أهم سلاسل التاريخ المصري وضعت كاتبها في مصاف أهم المؤرخين المصريين في العصر الحديث.
الرابعة: أحمد حسين كُتبت إبان وفاته. هي أقصر الدراسات الأربع في عدد الصفحات. تعرض فيها للدور السياسي الذى أداره أحمد حسين رئيسا لحزب مصر الفتاة من بداية تكوينه في حركة الشباب عام 1930 إلي حريق القاهرة وإتهام أحمد حسين فيه ثم حل الأحزاب السياسية في 1952. وأذكر هنا الاختلاف الكبير بين ما كتبه البشري وما كتبع محمود السعدني في كتاب"مصر من تاني" عن أحمد حسين. فجاء ما كتبه البشري محايدا تاريخيا يؤخذ به في مجال الدراسات التاريخية الجادة، وجاء ما كتبه السعدني كصحفي وليس مؤرخا مشوبا بالآراء الشخصية التى تغير من الصورة الموجهة للقارئ فيما يتصف به دائما السعدني في كتاباته.
كتاب يسلط الضوء على أربعة رجال ممن كان لهم بصمة فاعلة ومؤثرة في مجرى الأحداث في مصر في النصف الأول من القرن العشرين. هذا الكتاب أضاف لي جديدا فيما يتعلق بالشخصيتين الأخريتين وهما عبدالرحمن الرافعي وأحمد حسين، فهذه أول مرة أقرأ عنهما. أسلوب طارق البشري في التأريخ يمزج دائما بين البساطة في العرض والعمق في التحليل، وهذا في رأيي هو أنسب أسلوب لعرض التاريخ ونقده. وعد طارق البشري في مقدمة هذا الكتاب أن يتبعه بأجزاء أخرى عن شخصيات أخرى كان لها دور في صناعة تاريخ مصر. أتمنى أن يبارك الله له في عمره ليفي بوعده. وجزاه الله عن مصر وأهلها خير الجزاء
يعرض الدكتور طارق البشرى فى هذا الكتاب لأربع شخصيات تاريخية مصرية وقد أثرت بشكل أو بأخر فى الحركة السياسية المصرية فى القرن العشرين ويتناول لكل شخصية خلفيتها الفكرية وأثارها السياسية وما تميزت به فى عصرها وكيف تفاعلت هذه الشخصيات بعضها مع بعض إذ كانت إما فى نفس المرحلة التاريخية أو مرحلة تالية لها مباشرة أعتقد أن الكتاب مهم لكل من هو مهتم بالتاريخ السياسى والشأن المصرى
كتاب جميل بـيحكي تاريخ بعض الشخصيات المؤثرة في تاريخ مصر في اوائل القرن العشرين (سعد زغلول وعبدالرحمن الرافعى وأحمد حسين ومصطفى النحاس) , اجمل ما في الكتاب واكثر ما يميزه هو موضوعية الكاتب وذكره للمراجع اللي فيها اختلافات وأسباب تفضيله لبعض المراجع عن بعض
كتاب جيد لكنه ليس ممتعا على الإطلاق، الكتابة أقرب لبحث علمي أو رسالة ماجيستير وهو مناسب أكثر للباحثين، يحلل فيه طارق البشري بأسلوب علمي أفكار النحاس وسعد زغلول والرافعي وأحمد حسين من خلال مواقفهم والمعلومات التي توفرت عنهم.
كتاب يتحدث عن شخصيات وطنية نحن بحاجة إلى مثلها هذه اﻷيام. عيب الكتاب أنه يتحدث عن أحداث تاريخية ولا يوضحها . أي أنه يفضل أن يكون القاريء على معرفة مسبقة بتاريخ مصر.