”مفهوم المستقبل مرتبط بالتخطيط والبناء والنهضة والإصلاح والتجديد والتحرر والأمل؛ المستقبل يوسع فسحة الأمل، ويحرّض على العمل، …. هو الانعتاق من ضيق اللحظة، … وهو الخلاص والتمرد على القيود الزمانية والمكانية وعدم الإذعان للواقع المر…”. هكذا بدأ محمد بن حامد الأحمري كتابه ملامح المستقبل الذي يُعتبر رحلة تغوص في المستقبل، وترصد المؤشرات والإنجازات التي تحققت لاستشراف المستقبل، مشيراً إلى أن مسافات الاستشراف تختلف بين الناس، لأن من يخطط لخمسة قرون قادمة يختلف عن الذي يخطط لقرن آتٍ. إن الكتاب عرض لقضايا وأفكار متفرقة، جاءت أشبه بالمقالات، وكل مقالة تدور حول محور معين مثل: الإعلام، وانتشار الوعي العام، واللغة، والانفتاح على الغرب، والعولمة والحركة القوميّة، والثقافة المقاومة… وغيرها من المحاور. ويختتم المؤلف باعتباره أن الزمن لا يعود، وأن صياغة المستقبل تحتاج إلى مزيد من الدعوة والاجتهاد، فعلى المرء بذل جهد أكبر للإمساك بتفاصيل عصره وفهمه، وأن يتطور ويحيا داخل تجاربه ليكون أجدر بالتأثير فيه والتأثّر به.
كاتب ومفكر وأحد أبز دعاة الإصلاح في الوطن العربي. نشأ وتلقى العلم في مدينة أبها بالسعودية, حيث درس في المعهد الشرعي بأبها. وفي الثلث الأخير من الثمانينيات ذهب إلى أميركا لمواصلة الدراسة, وحصل على شهادة الماجستير, ثم التحق بجامعة لندن ليحصل على الدكتوراة وكان بحثه حول الوقف في فترة تأريخية محددة من القرن الثامن عشر في الجزائر.
أسس ومجموعة من الدعاة والناشطين في مجال العمل الإسلامي (التجمع الإسلامي في أميركا الشمالية) واختير رئيساً له. وفي عام 2002م رجع إلى السعودية, حيث شغل منصب مستشار النشر والترجمة بمكتبة العبيكان, والآن يقيم في قطر. كان لإقامة الدكتور الأحمري في الغرب لسنوات عديدة, دور هام في الإطلاع على الفكر الغربي عن قرب, مما أهله لنقد الثقافة الغربية بناءً على معرفة وإحاطة بمكونات الفكر الغربي.
للدكتور الأحمري العديد من المقالات والدراسات المنشورة, وكذلك المشاركات الإعلامية في قنوات عربية مشهورة, كالجزيرة والعربية وغيرهما. كما يشرف الدكتور الأحمري على مجلة (العصر) الالكترونية الشهيرة. ويتسم فكر الدكتور الأحمري بالعمق, والإحاطة الدقيقة للموضوعات التي يطرحها , ويلتمس قارئ كتبه الاطلاع الواسع واللغة الرائعة لدى الدكتور الأحمري. ينادي الدكتور في جل ما يكتب, بضرورة تحرير الإنسان, وأن الحرية هي أولى خطوات تكوين الإنسان السوي, كما يدعو لمحاربة مظاهر الاستبداد بشتى أنواعه, سواء استبداد السلطة أو احتكار الفكر تحت أي مسمى كان. كما يتسم فكر الدكتور الأحمري كذلك, بالتحذير من المسخ الثقافي وأنه ليس سوى مقدمة لاستعمار الشعوب والأوطان, حيث يؤكد على ضرورة الحفاظ على الهوية للحفاظ على استقلالية الذات.
يتحدث المؤلف في النصف الأول من هذا الكتاب بلغة متفائلة جداً عن مستقبل الأمة الإسلامية وأن المؤشرات تدل على أنها متجهة إلى الأفضل. ثم يتطرق إلى العلاقة بالغرب الأقوى والتعامل مع شقيّه المتطرف والمعتدل. قد تؤثر الفترة التي قرأت بها الكتاب على تقييمي له وقد يكون ذلك لأسلوب الكاتب، إلا أنني شعرت بصعوبة في ربط محتوياته. ووجدت به استنتاجاتٍ لا أتفق معها ولم يأتي المؤلف بادلة تدعمها، بينما أتى بأدلة عديدة لمواقف أخرى بديهية أتفق معه بها.
أياً كان، فالكتاب يبين وبوضوح الثقافة الموسوعية التي يتحلى بها الدكتور الأحمري ويتضح ذلك في الجوانب العديدة التي تطرق لها في هذا الكتاب.
يقع الكتاب في 298 صفحة من القطع الكبير, يحوي على الكثير من الإحالات لكتب بالعربية والانكليزية ومقالات لصحف دولية. أفرد الكاتب صفحتان في نهاية الكتاب سرد فيها عناوين كتب تعين القارئ على التوسع في بعض المواضيع التي تناولتها مباحث الكتاب. لغة الكتاب لغة تبشيرية متفائلة بمستقبل أفضل للمسلمين, حيث يحذر الكاتب من الإمعان في جلد الذات ويقول بحاجة المسلمين لشيء من “اعتبار الذات وعدم السقوط في لغة الهجاء”ص232 وأن “مقياس التطور والتأخر المعاصر الذي يقاس به المجتمع” غير منصف. ص235, وفي نفس الوقت يرى أن “طموح الشعوب للغلبة في لحظات قوتها مغفور لأهله”ص 251 حيث أن قوة الغربيين هو سبب طغيانهم ولا يمكن مواجهته ” ما لم تقم صور أخرى عادلة”.ص275 يتضمن الكتاب معلومات ثرية عن السياسات الخارجية للدول الغربية يعيبها الانتقائية التي تخدم موضوع الكتاب. وظّف الكاتب بعض المعطيات كالقومية العربية والعولمة والجهد التبشير بشكل يجعل نقده لها لا يمنعه من رؤية جوانب مفيدة نتجت عنها. وقد سلّم الكاتب بوطنية كثير من المتأثرين بالمذاهب الفكرية الغربية كالقومية العربية أو البعثية أو العلمانية ولكنهم يتشاركون مع الإسلاميين المتمذهبين في رفض بوادر الخير القادم لأنه غير منسجم مع مذهبهم الأيديولوجي أو لم يصنعها مذهبهم أو تم على طريقة لا يتوقعها مذهبهم . ص113. ويدعو الكاتب إلى التخفيف من القطيعة بين المسلمين التي مصدرها “مغالاة بعض المتدينين في مفاهيم الولاء والبراء”ص247.
للكاتب أراء جميلة وتحليلات ذكية متفائلة توظف المعطيات الدولية توظيفا يليق بمثقف حذق يسعى لصلاح أمته. نظرته الإنتقائية في التعاطي مع السياسات الخارجية تحول دون الاعتماد عليها في تكوين صورة محايدة وعلّ الكاتب تعمد هذا لإذكاء الروح المسلمة للوثوب لمجابهة العنصرية التي يواجهها ف”سلاح العنصرية” كما يقول الكاتب ” أنفع الأسلحة عندما يتعامل معه بإنصاف ووعي ” ص 228. قد يكون تعظيم الكاتب لدور الأفكار في العصر الحديث سبب آخر وراء تقديم النظرة المتفائلة للكتاب حيث يقول “تحسن الوسائل الاتصالية, وزيادة المتعلمين في العصور الحديثة أعطين للأفكار دورا أكبر من أي عصر سابق وهذا سر من أسرار القوة الأمريكية والأوربية” ص234. وروح الكتابة التبشيرية قد يفسرها قوله في موضع آخر بأن الإسلام “يحرك أعماق الناس للعمل والرقي والصلاح والإخلاص”. ص29 حيث يرى الكاتب أهمية التدين في مسير صعود الأمم حيث “يقدح الدين شرارة التطور الأولى” ص10 وينقل عن فبرتراند راسل قوله بأن الحريات والديمقراطية الأمريكية نالت ” قوتها وتأثيرها على النفوس من التدين والعدل البروتستانتي” ص30 وينقد “إغفال أثر الدين ..في بناء العلاقات الدولية “ص248. ومع ذلك حذر من أن يعتقد أحد بأن “الأمور تسير بطريقة جبرية في صالحنا” ص 290 واستشهد بالأثر السلبي لهذا النوع من التفكير في انهيار الشيوعية وضعف العلمانية. استمتعت جدا بقراءة الكتاب لثراء معلوماته, وذكاء وعمق تحليلاته ومقارناته, ولغته المتفائلة وإن عابها بعض التحيز المبرر, وزينها التوازن بين التحذير والتحفيز.
كثيرا ما سمعت عن تنبؤات مستقبلية لما سيكون عليه المسلمين في المستقبل القريب كان أو البعيد,لكن هذا الكتاب حقيقة يتنبأ فيه الكاتب للمستقبل وفقا لأسس ومعايير وأحداث راهنة وقبسات لما يحكيه الغرب ويحيكه للعالم الإسلامي,كذلك يورد الكاتب بعض أقوال الغربيين المنصفه والتي تتنبأ بالمستقبل,ويركز كثيرا على أهمية الوحدة الإسلامية وأنها سبيلا لعلو الأمة واستعادة ماكان لها من عزة وقوة,تلك الوحدة التي تستمد قوتها من السماء وتنظر نظرة فاحصه لما حولها من أحوال وتتيقن أن سبب التمكين في الأرض هو قوة رباطها مع الله والاعتزاز بدين الاسلام ثم تنمية الفكر البشري وبناء العقلية الرشيدة غير التبعية التي تعرف ماذا تريد وأين وكيف؟ وتعايش الحضارات المختلفة وتستفيد وتفيد وفقاً لمبادئ وقناعات راسخه لا تهتز مع مايستجد حولها.. بالرغم من وقوفي على بعض المواقف التي ترسم حال اليوم و أرى أنها مبالغ فيها نوعا ما و رأيت بها جموح التفاؤل,,إلا أن ما قرأته هنا يبعث تفاؤلا حسنا في النفس ويبشر بنصر قادم يلوح في الأفق,خطر على بالي بعد قرآئته هذه الأبيات: يا أمة الإسلام بشرى لن يطول بك الهوان قد لاح فجرك باسما فلـترقبي ذاك الزمان..
عرض الأحمريّ قضايا و أفكار متفرِّقة أشبه ما تكون بالمقالات تدور عن مواضيع مُختلفة كالإعلام و انتشار الوعي و اللغة و الانفتاح و العوْلمة و الثقافة المُقاومة إلخ . الكتاب مُثري و جدًا و مُتفائل و كثيرًا !
من الاقتباسات :
لولا التحديّات لما وُجدت الحضارات .*
المجتمعات التي تقيّد الأفكار و لا تسمح بنموّها - لسبب أو لآخـر - تقتل نفسها من حيث لا تشعر ! *
المستقبل عند الأحمري:
الانعتاق من ضيق اللحظة و كآبة الحاضر ، هو الخلاص من الارتهان للآنيّ و المزعج من المشكلات .
- المستقبل هو الخلاص و التمرُّد علىٰ القيود الزمانيّة و المكانيّة و عدم الإذعان للواقع المرّ و العمل الواثق المتفائل .*
- الذكيُّ غالباً ما يسوقه التشاؤم أكثر من التفاؤل ، لأن التشاؤم عليه أدلَّة ووقائع أكثر عند المتوجّس .*
- الذكيّ يُكثر من الاحتياطات و يجمع ما يُسنِدها من المعلومات *
- علاج الذكاء المتشائم هو : الإرادة الجادَّة التي تُساعد في التخفيف من الرؤية السوداويّة للذكي و تجعل العقبات محلاً لاختبار إقدامه .*
- تنبَّأ الكاتب توكڤيل قبل أكثر من ٤٠ سنة من أن أمريكا و روسيا سوف تتقاسمان العالم و أشار إلىٰ أنهما سترثان أوروپا . ثم أن تو كڤيل يقول : " هذهِ الديانة [ الإسلام ] مُعدَّة لكي تسود في هذه القرون و في غيرها .
- التقدم و التخلف هما الانتقاءان الوحيدان اللذان يواجهان البشر و المحافظ الخالص يُكافح ضد جوهر الكون . *ألفريد وايتهد | مغامرات الأفكار
- إنَّ وعي حقيقة التحول و سنن المجتمعات تأتي متأخرة عند الأشخاص و تأتي في وقت تضعف قدرتهم على العمل .*
- القوَّة وحدها و الشعور بها دافع مهم للمواجهة و لكنها بلا فكرة تسقط عند أول فكرة مضادة
المغامر لا يكون غالبًا من غثاء الناس ، و لكن النباهة و الحاجة تجعله يجول في المكان من صقعٍ لآخـر .*
إن العقل متشائم و الإرادة متفائلة ، فالعقل كثيرًا مّا يقف عند حدود المعلومات المخيفة و المُتعبة و لكن ، الإرادة يجب أن تكون متفائلة و متجاوزة لمخاوف العقل .
الأذكياء أكثر عرضة للبؤس و ربما اليأس و الوقوع تحت وطأة الأخبار و الأرقام التي يرونها .*
المتفائل يُسخِّر المعلومات و تفسيراتها لتصبّ في مصلحته .*
الناس يميلون إلىٰ تجريد أنفسهم من بشريّتهم عند طرفي الحال التي يمرون بها .*
في الحقيقة عجزت أن أشارك الدكتور تفائله في الكتاب! ربما ما قاله يعطي إشارات لكنها تبدو بعيدة عن الواقع الحالي وأتمنى لو كنت مخطئة ماتلمسه من بوادر هي مجرد ردات فعل عاطفية في معظمها, وليست منظمة و أعتبرها الدكتور شرارة قد تضيء طريقنا للمستقبل, لكن في الواقع يبدو أن الفرص المهدرة والضائعة والكثيرة هي بسبب أخطائنا تقول لنا أن الأمر محبط ! يعصف بالعالم الاسلامي عدد كبير من المشاكل أولها الفقر والأمية ولا آخر لها طبعا .. الرغبة في النهوض موجودة لكنها لا تكفي وهذا بديهاً لا يكفي التفاؤل لأمر لم يلح لنا مطلعه, و لو توفرت بعض الإشارات! من زاوية أخرى الدكتور أعطاني تفاؤل أن الوضع ليس محبطا للغاية, وأنه حتى بعض الشرارات الغير منظمة, والعفوية, أدت إلى بعض النتائج الإيجابية, فكيف لو كان هناك عمل جاد, و منظم للنهوض بالأمة, وأن الأمر ليس مستحيلاَ ربما صعب, ثمنه كثير, وطريقه طويل لكنه يستحق في الأخير :)
كان فى البداية حافل بالإثارة ، ولكن النصف الثاني يثير الهم والحزن ، والهدف من الكتاب كان دفع بريق من الأمل ، وكان فى الكتاب بعضا من الحكمة . على الرغم من أنه من المفترض أنه يحلل المستقبل ولكنه كان يجنح كثيرا إلى الحاضر. اكبر افادة من الكتاب كانت فى تناوله لسياسات المحافظين الجدد واثرها فى سفك دماء المسلمين و علاقتها بالصهيونية .
عنوان الكتاب : ملامح المستقبل ولكن لم اجد شيئا يتحدث عن المستقبل فالكاتب كان يقدم مناقشة الوضع الاسلامي في مقابل هيمنة الغرب وتسلطه او كما ينبغي ان يقال العلاقات الاسلامية- والغربيه لذلك اعتقد ان عنوان الكتاب كان ينبغي ان يكون الاسلام والغرب او "هم" ، "نحن" . بصراحة الكتاب كان احباطا كبيرا بالنسبة لي ، فقد احسست ان الكتاب قد كتب في التسعينيات وهذا لان المواضيع التي قدمت او طرحت وطريقة الطرح وتقديم الموضوع قديم جدا وخصوصا مسألة الاسلام والغرب. فالكاتب لم يتطرق الى مسأالة العلاقات الاسلامية -الاسلامية والتي تنهش وستظل تنهش في جسد العالم العربي والاسلامي ،مشاكل لاحصر لها وطغيان وتخلف وهذي امور يجب التعرض لها. صحيح يجب ان يكون هناك تفاؤل وهذا امر لا بأس به ولكن التفاؤل يجب ان يأتي بعد فحص انفسنا اولا ثم علاقة بالآخرين . الكاتب كان يقدم خطابا وعظيا منه تحليلا علمياولهذا جعل بعض الامور عائمة على بعضا. الكاتب ايضا قام بعرض مواضيع كان من المفروض التوسع فيها والعكس. الكاتب ايضا اشار الى صراع غربي-غربي والعجيب انه لم يتحدث عن الصراع العربي-العربي او حتى الاسلامي-الاسلامي ايضا تكلم عن مشكلات المجتمع الغربي ولم يشير الى مشكلات المجتمع العربي. والسؤال هو : هل يعني ان مايقع فيه الغرب من مشكلات هو مستقبل باهر لنا ؟
هل ما زالَ الأحمري متفائلا وهو يرى الحالَ الآن؟ أم انه يعتبرُ الذي يجري أمورا صغيرةً لا تقف حائلا تجاه نظره لمستقبلٍ مشرق وأفضل عن السابقِ هنالك نظرةٌ للجانب الممتلئ من الكأسِ تجاه قضايا ينظرُ إليها الكثير نظرةً سلبيةً قاتمةً، هنا الأحمري يريدُ أن يلفتَ انتباهنا إلى محاسنها، وإيجابياتها ويدلل عليها باعتبارها شيئا محسوسًا ملموسا، ومن هذه القضايا/ الإعلام، العولمة، القومية العربية(ربطت الأمة بلغتها)، الليبراليةُ في الغرب (أتاحت مساحة للدعوة بما وفرته من حريةِ الاختيار لدى الآخرين)، الاستعمار، المال والتجارة، التكاثر والوفرة السكانية... ألخ هذا محورٌ مَشَتْ عليه كثير من مقالات الكتاب هناك محور آخر رئيس وهو علاقة الغرب بالمسلمين وبالأخص دور النصرانية في الحكومة الأمريكية والبريطانية على المسلمين وبحث في الحروب الأخيرة (أفغانستان/ العراق هذا الحديثُ امتداد للحديثِ عن الارهابِ وحقيقته.
الكتابُ دسم وجميلٌ وممتع وينبغي أن ننظرَ أنه كتب قبل عشرِ سنوات أما لغةُ الأحمري فهي رصينةٌ وعميقةٌ .
ملامح المستقبل محمد حامد الأحمري صاحب هذا الكتاب ليس رجلاً عادياً ، فهو مبشر الديمقراطية في الوطن الخليجي ، عاش قسطاً وافراً من عمره في الولايات المتحدة وعاد محملاً بالقناعات حول جدوى هذا الفضاء السياسي الفذ ، غادر بلدته الجنوبية من السعودية إلى الدوحة القطرية واختار التسمي بجنسيتها ، رجل هادئ ومقنع وموسوعي ومؤمن بهويته العربية والإسلامية . أضيف إلى كل ذلك قدرته على التفاؤل رغم كل دواعي اليأس في العالم العربي والإسلامي ، وفي هذا الكتاب بالتحديد الأحمري المنعتق من قبضة السذاجة السياسية السلفية يؤكد أن ملامح المستقبل تتخلق على نحو يعيد للإسلام والعروبة دورهما من قيادة هذا العالم . استجدى الأحمري كل معطيات الغرب ونتائج التوق العربي والإسلامي للتأكيد على الفرص الواسعة التي يكشف ثغرها عن ابتسامة عريضة في وجه العالم العربي والإسلامي .
العادة لا اكتب عن الكتب التي اقرأها لانها رحلة! وقد كنت هنا مفتشا عن كتاب اخر ومررت هنا و اقول أني قرا هذا الكتاب منذ زمن وهو كتاب سيء الى الغاية القصوى فهوى مجموعة مقالات مفككة و غير مترابط لأسئلة محددة كما انه قديم يناقش الخيبات التي تلت احداث سبتمبر عبارة عن ثرثرة لايوجد فيها من قليل عمق فضلا عن كثير وان أوحى المؤلف انه يرصد أفكاره بدراسات ...كتاب مهلهل وأفكاره عائمة وسطحية وقد ألقيته في سلة الأكوام.
لو كان لي أن اختصر الكتاب في جملة؛ فسأقول : "محاولة للنظر للجانب المشرق من الأمور" .. الجانب المشرق من القومية، الشيوعية، العولمة، الخ .. وتحفيز لأفراد الأمة للانخراط في عصرهم باستغلال التقنية وفهم الآخر، وتميز العدو من الصديق. كتاب مفرط في التفاؤل ( بشكل متعمد ) ا
كتب الكتاب في فترة زمنية سابقة قبل ١٤ عاماً تقريباً ؛ لذا تجد الكثير مما ذكر فيه حكايةً عن ماضي غابر أو توقعات لم تتوقع بالشكل الصحيح ! ..
يركز الكتاب على وجود الجانب المشرق في الكثير من الأمور التي تبدو للوهلة الأولى أنها على عكس ذلك .. يدعو الكاتب إلى الحذر من عيش الحاضر وترقب المستقبل بعقلية الماضي ، فتخيل المستقبل وفق شكل سابق نوع من التقييد الفكري الذي يؤثر بشكل كبير في فاعلية وواقعية المستقبل ..
يفصل الكاتب القول في مسألة اللغة وأنها لم تك يوماً محايدة فكل لغة تحمل في طياتها ثقافة حيثما انتقلت ذهبت معها ..
يتحدث الكاتب عن ثقافة الكيل بمكيالين فما هو مستحسن عند قوم لا يستحسنوه عند غيرهم بل ويحاربونه في كثير من الأحيان .. فعدم وضوح المقاييس في هذا العالم الذي طغت فيه النسبية أدى إلى ضياع العدالة والكثير من القيم الإجتماعية ..
كتاب: ملامح المستقبل، لمؤلفه: محمد حامد الأحمري، هذا الكتاب ليس بحثا في موضوع واحد، إنما عدد من الموضوعات أو المقالات القيمة وعددها إثنان وثلاثون. تتحدث عن مفاهيم وأفكار قد تكون بدأت في الماضي إلا أنها صاحبة أثر على الحاضر والمستقبل، بل إن على قدر فهمنا لها وإدراكنا لها وتفاعلنا معها يكون مدى تأثيرها وصياغتها للمستقبل. الكلام في هذا الكتاب من ناحية النظرية صحيح ورائع، لكن الهوة بين هذه النظرية والفئة المعنية بها كبيرة جداً، ووجود هذه الهوة لا يعدم الأمل! الأمل موجود وقريب إن شاء الله. حيث أن الفئة المعنية هم المسلمون الذين يدينون بدين من خصائصه الاستجابة للتحدي بأروع ما يكون. يقول المؤرخ عبدالحليم عويس رحمه الله: "والأمة الإسلامية قادرة بما فيها من عناصر القوة الكامنة على الاستجابة للتحديات الخارجية كأروع ما تكون الاستجابة للتحدي".
الكتاب مفيد جداً ويبعث على التفاؤل ويغذي الأمل بنهوض الأمة. وهذه اللغة المتفائلة لا تلغي القيمة المعرفية والفكرية لما طرحه الكاتب. تجدر الإشارة إلى أهمية استخضار السياق الزمتي للفترة التي صدر فيها الكتاب. ومن المهم أيضاً مقارنة الأفكار بالواقع اليوم. كما أن الكاتب لم يركن إلى اللغة التحفيزية المجردة بل أكد على أهمية العمل وأكد على وجوب أن تكون الأفكار عملية وواقعية بقدر ماتكون طموحة. الكتاب غني بالاستشهادات وفي نهايته يحيلنا الكاتب إلى بعض القراءات حول بعض المواضيع التي يرى أهميتها في حال رغب القارئ بمزيد من الاطلاع. من وجهة نظري أن الكتاب تثقيفي من الدرجة الأولى ويبعث على التأمل والتفكير الجاد والأمل في التغيير. أنصح بقراءته.
من أفضل ثلاث كتب قرأتها في دراسة الحالة العربية و علاقتها مع الامم الغربية. تطرق الكتاب إلى الكثير من الامور مثل هيمنة الامبروطرات و تأثيرها على العالم الاسلامي ، و تكلم في الجانب الاقتصادي ، و الاعلامي و الفكري و كل جوانب الحياة المحيطة بالمجتمعات عامة. من أهم الافكار في الكتاب كانت عدم الانغلاق ، و يج�� الانفتاح على الشعوب و اخذ الحسن و ترك التبعية ، و يجب مواجهة الهجوم الشرس سواء الكنسي كما ذكر الدكتور او العلماني الغربي بايضاح الحق للناس عن طريق ما نملكه من ثقافة دينية صحيحة. الدكتور استدل في الكتاب باكثر من مئة و خمسين مصدر ، ما بين كتب و مقالات و مقابلات و خطابات و غيرها. الدكتور محمد الأحمري اللي يشاهد لقائته و كتبه ، يرى فيه عقلية ناضجة مثقفة فاهمة و ذات احتكاك مع المفكرين و الشعوب الغربية ، سواء بالاطلاع على ما يتم نشره و دراستة بشكل عقلاني او بالاحتكاك المباشر.
كتاب جميل ماتع يتحدث فيه الدكتور الأحمري بنظرة تفاؤلية لمستقبل هذه الأمة من خلال قراءة الحاضر ومحاولة استقراء ملامح المستقبل من هذا الحاضر. الكتاب بسيط جدا لا يوجد فيه مصطلحات صعبة ولا مقولات فلسفية معقدة ويستشهد بأحداث كثيرة من الحاضر ومن الماضي وبه كمية معلومات كثيرة عن الإعلام والغرب والاستعمار والتبشير وواقع المسلمين ، وهو يحذر من التبعية للغرب والشرق كما يحذر من العزلة التامة عنهم بل على المسلم أخذ ما يفيده وتقوية علمه وثقافته واعتزازه بدينه ولغته مما ينفع الأمة مستقبلا ويجعها تتحرر من التبعية لغيرها من الأمم القوية. الكتاب ليس به عمق فكري كبير وعابه أن لا ترابط بين بعض الفصول وترتيبها غير موفق وأحيانا يكرر الفكرة ، الكتاب لم يضف لي الكثير سوى دفعة تفاؤل يؤيدها الثورات العربية التي تحدث الآن ، لكن أنصح بقراءة الكتاب.
كان بروز مؤلف الكتاب في لقائات القنوات التلفزيونية واستفاضته في الحديث عن الفكر الغربي وهو من عاش زمناً من عمره في الجامعات الأمريكية ومن ثم بعد بروز آرائة حيث حاول بعضهم التبشير بيسار إسلامي والمضحك أنه ثمرة سلفية مما شجعني على قرائة الكتاب رغم صدورة قبل عشر سنوات ,, إلا أن قرائتي للكتاب وإحاطتي للضروف الإقليمية والعالمية أثناء تأليفه عام 2004-2005 خففت كثيرا من السلبيات التي رأيتها في الكتاب حيث يعتمد كثيراً على الكتابة بديهة دون الرجوع للمصادر حتى في نصوص أقوال بعض من يستشهد بهم وكذلك نزعته الكبيرة للعقلانية ووجود تنافر داخل بعض الجمل مما يؤكد أن الكتاب طبع من المسودة الأولى دون تنقيح لغوي
قرأتُهُ قبل مدة طويلة ولا أتذكر الكثير حقيقة، لكنني أستطيع أن ألخص الانطباع الذي بقي في نفسي منه، هو يتنبأ بحاضر الأمة الإسلامية والغرب بناءً على المعطيات الحالية وبناء على التقارير التي يعترف فيها الغرب بخوفه الشديد من السلوك الإسلامي والغلبة التي ستبدو له فيما بعد بناء على الكثير من النمط الحياتي الذي يرونه والكثير من النبوءات التي يؤمنون بها، كما أنَّ الكاتب يعود في بعض الأحيان إلى التاريخ ليستلهم منه قراءة الانتصار المستقبلي بناء على أن التاريخ يعيد نفسه. كتاب مهم ومفيد في مجاله.
نظرة تفاؤلية لمستقبل العالم الإسلامي ... (قبل الثورات) كان الإستغراب كبيرا حول سر تفاؤل الكاتب ونظرته المشرقة حتى لأكثر الجوانب إيلاما في واقع الأمة ....
الكتاب ذو لغة بسيطة، وفكر عميق، وثقافة واسعة .... انصح به كل من احتاج لجرعة أمل في مواجهة الواقع الصعب للأمة .... !
الكتاب يقدم قراءة جديدة للأحداث التي تمر بها الأمة الإسلامية حيث أعطى القوى الغربية حجمها الطبيعي بدون أسراف يجلب اليأس فقد عزى أنسحاب المستعمر و تمسك أغلب المسلمين بثقافاتهم إلى وجود قوة متنامية للمسلمين ستغير من ملامح المستقبل الذي يمليه علينا الغرب. كتاب يبعث التفاؤل من خلال دلالات منطقية.