يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب إن لم يكن أهمها على الإطلاق عن هذه المرحلة من تاريخ مصر إذ يؤرخ لفترة انكسار سلطنة المماليك في مصر-وإن استمر حكمهم بعد ذلك- كما يقولون -من الباطن- تحت إسم العثمانيين. ويزيل كثيراً من اللبس ويوضح كثيراً من الحقائق حول هذه الحقبة من التريخ التي اختلط فيها انحطاط الهمة بثوب تديّن مصطنع ففي مقطع غاية في الطرافة يستنكر أحد المماليك أن كيف يقتل العثمانيون المماليك ويرمونهم بالنار "البنادق والمدافع" وهم مسلمون يشهدون بالوحدانية لله وإذ يستبيح أن يقاتلونهم بالسيف ويقتلونهم بقطع الرؤوس وبقر البطون فهذا مما هو مباح مثلاً وكأنه كذلك.. كذلك رفض استعمال المماليك للبنادق وتعللهم أن هذا ليس على هدي النبوة!! ويستمر الفريقان في سياقة الآيات التي تثبت أن الله معه ويؤيده و كل ما له علاقة بهذا!.. وتجتمع الفئتان على خصيصة هامّة وهي قتل الرسل واستباحة الدماء ﻷتفه اﻷسباب!!..
تكمن أهمية الكتاب أيضاً في أن مؤرخه ليس عسكرياً قحاً أو إدارياً عسكرياً فهو رمّال/أي منجم يضرب بالرمل ليعرف الطالع.. لذا ستلاحظ في لغة حكيه خفة ورشاقة "حكاواتي شعبي" .. وستلاحظ أنه يهتم بتفاصيل أكثر من ما يهم العسكريين أو ذوي الخلفية العسكرية. ـ
اجمل معلومه في هذا الكتاب معلومه دخول البنادق والاسلحه الناريه مصر اعجبني جدا بس ثلاث نجوم مش عارف ليه ارجع لزمن قانصوة الغورى السلطان المملوكى اللى حكم مصر سنة ١٥٠١ واللى كانت بلاده بينها وبين سلطان العثمانيين سليم الاول توتر الواقعة بيحكيها ابن زنبل الرمال فى كتابه زاره تجار من مدينة البندقية الايطالية يقنعوه بالسلاح الجديد وامر بتجريبه قدامه فلما رموا به معجبوش السلاح وقال ده مش سلاح مسلمين ده سلاح غدر وخيانة وده يرجع لتربية المماليك على فروسية السيف والدرع وحفاظهم على تراثهم جيل بعد جيل وتمر الايام وتحصل معركة مرج دابق جيش المماليك مع العثمانيين اللى كانو مخصصين فرق من جيشهم رماة بنادق بس واتسموا بالانكشارية حصلت خيانة الجيش المصرى واتدفنت مدافعه ووقتها لاقى فرسان السيف المماليك نفسهم لاول مرة قدام الانكشارية المسلحين بالسلاح النارى الجديد وعلى الرغم من شجاعة الفرسان حاجة كده شبه فيلم last samurai للى شافه فرسان مدرعين بيعانوا من الطلقات لحد ما يقربو من عدوهم تبان فروسيتهم وبراعتهم ويتهزموا قدام البنادق ويموت الغورى فى المعركة وده برضه لم يقنع المماليك باستخدام السلاح الجديد وتيجى المرة التانية فى ليلة ٢٨ يناير ١٥١٧ لما ينجح الجيش المملوكى مع اهالى القاهرة فى هزيمة العثمانيين واشعال النار فى مقر قيادة سليم الاول ودارت المعركة فى الشوارع لحد ما كان النصر حاصل لمدة اربع ليالى ساعتها قرر العثمانيين نشر الانكشارية فوق المأذن وعملو مجزرة بسلاحهم من بعيد اللى خلت المماليك والاهالى تنسحب بعد انتصارهم واتملك العثمانيين مصر بس بفضل الخيانة أولا ثم الانكشارية بأسلحتهم الجديدة ثانيا
قرأت الطبعة الصادرة عن دار الكتب والوثائق المصرية بايم واقعة السلطان الغوري مع السلطان سليم تقديم وتحقيق أ/ عبد العزيز جمال الدين، والذي قدم للكتاب بطريقة رائعة أضافت إلى الكتاب وكذلك أحسن الأستاذ عبد العزيز إذ لم يدخل تعديلات على لغة المخطوطة. كتاب يستحق القراءة للتعرف على تفاصيل هذه الفترة الزمنية والكشف عن كثير من الأوهام التاريخية المرتبطة بالدولة العثمانية
يختلف هذا الكتاب عن باقي كتب عصره في انه محدد بواقعة معينة وأحداث محدده الا وهي ( واقعة السلطان الغوري مع سليم الأول ) ، الا انه يعيبه بعض المبالغات عن فروسية المماليك و بطولاتهم . كما تختلف بعض وقائعه مع ما ذكره بن اياس في بدائع الزهور في وقائع الدهور