وش يشبه حزننا " هو عنوان أحدث دواوين الشاعر المصري مجدي نجيب ، والصادر عن "كتاب الهلال" ، وقال الشاعر المصري الكبير فاروق شوشة في تقديمه للديوان أنه يمثل بكائية للزمن الجميل وشهادة على عصر ، فمنذ ديوانه الجميل البعيد " صهد الشتا " ومجدي نجيب يواصل خطه البياني الصاعد في فضاء شعر العامية المصرية ، هذا الشاعر المفعم بالحلم والبراءة والشفافية والعذوبة ، الغارق في تفاصيل الحياة اليومية ، لحظة بلحظة ، وساعة بساعة ، يسجلها ويحسب دقائقها وثوانيها ، ويباغتنا بأنه بين الحين والحين يفيض به الكيل ، ويستشعر حجم المأساة الفاجعة ، فيطلق صرخته كلمات حادة مدببة ، ويعري الأشياء من أقنعتها الزائفة ، ويحاول دوما أن يوقظ فينا حقيقة الإنسان ، وتوقه للأبقى والأجمل
قول مجدي نجيب مقدما لوحته بهذه الكلمات : " الساعة تلاته ونص، ونا وسط الناس .. باتفرج على حادثه"
انتحر الحلم في أتوبيس زحمه
كان السواق من كتر مشاكله
دمعه بيغلب على طابعه
ينسى يفرمل أتوبيسه
لما بيتذكر إن زباينه الراكبين
زيّه تايهين
وقعت منهم كلّ العناوين
والشارع خالي
من أرصفة الرحمة
طبعاً مشهد سريالي!
ويتابع الشاعر شوشة في تقديمه للديوان أن نجيب يملك قدرة فذة على التجسيد والتصوير ، وصنع لوحة نادرة مفعمة بالشاعرية والحنو الإنساني من غير صخب ولا جلبة ولا زعيق ، يقول مجدي نجيب " الساعة خمسة ساعة المغربية .. وعيّل بيطيّر في حمامُه برسالة لمحبوبته "
زي حمام الغّيه
سهل الملاغيّه
سهل أصطاده .. وسهل تصيدُه
سهل وقوعُه
سهل دموعُه
ردت بنت صبيّه
قالت بدموعها اللي بتسقي الزرع في شبّاكها بتقول .. سهل . وسهل .. وسهل
لاكن
هل م السهل
حبس الحرية !
هذا هو السهل الممتنع في إبداع مجدي نجيب بالعامية المصرية ، يظن الجاهلون أنهم يستطيعون تقليده ومحاكاته ، وهم واهمون .ثم يقول الشاعر شوشة في عرضه التقديمي للديوان : كيف يمكن تفسير مصدر الشجن والمعاناة التي تعتصرنا اعتصارا ونحن نقرأ نص " نص الليل ونا قاعد سرحان " :
طقس بيتجنن
وبيتلون
وبيقلع كلّ هدومه
ويعيط .. ويخبط..
ويزرجن زي الآله
إحساسي مش متطمّن
ودي حاله .. مش محتاله
البعض بيشحت رؤيا
يفضلّ مسجون في الحاله
يلّقي الصحبة
ناس محتاله
تبقى ف حاله
وابقى ف حاله
كده ممنوع
افراحنا محاله
ونقرأ مقطع من الديوان عنونها نجيب ب " 24 يناير .. بعد الفُرجة على جلسه لمجلس الأمن "
وُلِدَ في 29 مايو 1936 في القاهرة، ولمعَ نجمُهُ كشاعر وكفنان تشكيلي منذ منتصف الخمسينات.
:دواوينه الشعرية
صهد الشتا الطبعة الأولى 1964 - الطبعة الثانية 1995
الحب في زمن الحرب
ليالي الزمن المنسي الطبعة الأولى 1974 - الطبعة الثانية 1997
الوصايا الطبعة الأولى ... - الطبعة الثانية 1997
مقاطع من أغنية الرّصاص الطبعة الأولى 1976
غاب القمر
ممكن الطبعة الأولى 1996
حبِّة ملح .. حبِّة سُـكـَّر
:إصداراته الأخرى
أهل المغنى (كتاب نقدي في الموسيقى والغناء) 1973
الحياة، الحب والموت في حياة الفنان الشعبي (كتاب عن الفن الشعبي) 1999
صندوق الموسيقى .. زمن الغناء الجميل 2001
:له رواية واحدة
ولد وأربع بنات 2000
لحَّنَ أشعارَهُ كبارُ المبدعين (رياض السنباطي، منير مراد، محمد الموجي ، كمال الطويل، بليغ حمدي، محمد سلطان وغيرهم) وشدا بها عمالقة الغناء من مصر والعالم العربي، ومنهم: عبد الحليم حافظ، فايزه أحمد، نجاة، شاديه، ورده، صباح... وتعاونَ فيما بعد مع جيل الشباب من المطربين، ومن بين هؤلاء: هاني شاكر ومحمد منير.
:عمل منذ عام 1962 في الصحافة، في المجلات التالية
(مجلة "كروان" (للأطفال
"مجلة "صباح الخير
(مجلة "ميكي" (للأطفال
"مجلة "الكواكب
"مجلة "الإذاعة
(مجلة "الأمة القطرية" (في قطر
"مجلة "المصوّر
"مجلة "كل الناس
"مجلة "سيِّداتي سادتي
لوحاته زيَّنت العديد من أغلفة الكتب على مرّ السنين .. كما أبدع في مجال الإخراج الفني للكتب والمجلات، وفي عام 1989 أعلنت وزارة الثقافة عن فوزه في مسابقة أجمل غلاف للطفل عن كتاب "حكايات ولد فلسطيني" الصادر عن "مؤسسة دار الهلال" في الأعوام 1987، 1988، 1989 على التوالي.
رشـَّحَهُ المركز القومي لـ "جائزة سوزان مبارك"، وحصل على جائزة الكتابة.
في السنوات الأخيرة، تفرَّغ للكتابة والرسم للأطفال .. وتأليف الأغاني كان وما زال هوايته.
( ساعة المغربية وموظف غلبان ماشي يتفسح على شط النيل )
.. اكتشفوه في ليالي القهر الورديه كان نايم يحلم ميت على خد الحريه واتعود طول عمره يسامح وكتير يستسلم يشبه زيه ألوف في المشي على فخاد الحلم المتحنط والأخرس ربطوا قلبه في صواميل الخوف ما عرفشي يفلفص من يومها شغّال في وظيفة شروطها إنه يكون أخرس .. ..
زي ما مجدي نجيب شاعر، فهو أيضا رسام تشكيلي محترف ويمكن أصنف الديوان دا باعتباره مجموعة من اللوحات والبورتريهات المرسومة بالكلمات فكل قصيدة تعتبر حدث أو قصة لوحدها تحتمل الكثير من المعاني كمان عجبتني نقطة عنونة القصائد بحالة معينة وليس مجرد اسم فقط