كان كتاب الجزري "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل" من أوائل الكتب التي عكف معهد التراث العلمي العربي على تحقيقها. والكتاب واحد من أهم كتب الهندسة الميكانيكية العربية، إن لم يكن أهمها على الإطلاق. ونشر ضمن سلسلة تاريخ التكنولوجيا العربية التي يصدرها المعهد. وهذه السلسلة واحدة من عدة سلاسل تشكل بمجملها مجموعة " مصادر ودراسات في تاريخ العلوم العربية الإسلامية" التي تصدر عن المعهد. يقول سارتون عن كتاب الجزري " هذا الكتاب أكثر الأعمال تفصيلا من نوعه، ويمكن اعتباره الذروة في هذا المجال بين الإنجازات الإسلامية". ويتسم الكتاب بالطابع العملي. فقد كان الجزري مهندسا وصانعا ماهرا في آن واحد. والكتاب غني بالوصف الدقيق لمختلف أنواع الآلات. ومن هنا فإن أهميته لا يمكن أن تقدر بثمن بالنسبة لتاريخ الهندسة في العالم. ويقول هيل: " لم تكن بين يدينا حتى العصور الحديثة أية وثيقة، من أية حضارة أخرى في العالم، فيها ما يضاهي ما في كتاب الجزري من غنى في التصاميم وفي الشروحات الهندسية المتعلقة بطرق الصنع وتجميع الآلات". وفي مراجعته للترجمة الإنكليزية لكتاب الجزري يقول برايس بعد مطالعته للكتاب:" إن أهم انطباع يكونه المرء هو أن هذه التكنولوجيا الفنية للألعاب الفلسفية التي سارت على منهج هيرون الاسكندراني ليست نوعا من اللهو التافه لمجتمع مترف أو مجتمع يكثر فيه استخدام العبيد بحيث تشغل الناس وتصرفهم عن الاهتمام بالآلات المفيدة، بل إنها تمثل الاتجاه أو التيار الرئيسي للمهارات الميكانيكية الدقيقة التي استمرت وازدهرت في الأجيال اللاحقة في ورشات صانعي الساعات وصانعي الأجهزة العلمية، تلك التكنولوجيا التي كانت القوة الدافعة الأساسية وراء كل من الثورتين العلمية والصناعية، وما من شك أننا نجد أمامنا في هذا الكتاب مجموعة من الآليات المبدعة المستندة إلى ذخيرة كبيرة وافرة من أنواع حلقات الآلات والوسائل الهيدروليكية والمهارات الميكانيكية المعقدة الأخرى التي لا بد وأنها انتقلت من الصانع المعلم إلى التلميذ جيلا بعد جيل، والتي انتقلت كذلك من خلال كتب من نوع هذا الكتاب". وفي مجال مناقشة هذه المسألة بالذات لا بد من ذكر بعض الأمثلة على أن بعض ما وصفه الجزري في كتابه كان منفذا ومطبقا في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، فالساعة الأولى التي وصفها الجزري في كتابه (وهي أهم آلاته) تشبه إلى حد بعيد ساعة باب حبيرون في دمشق التي صنعها محمد الساعاتي بين عامي 1146م و1169م أي قبل ازدهار الجزري مباشرة، والتي ألف عنها ابنه رضوان كتابا في عام 600 هـ (1203م) أي نفس عهد الجزري. وقد وصف ابن حبير هذه الساعة في عام 1184م ووصفها الرحالة الآخرون مثل القزويني وابن بطوطة. كان عمل الجزري حلقة في سلسلة من أعمال المهندسين العرب ومن سبقهم من مهندسي الحضارات السابقة للإسلام. ولكن الجزري لم يستوعب فقط فنون من سبقوه من المهندسين العرب وغيرهم، ولكنه كان مهندسا مبدعا أيضا أضاف إلى ما كان معروفا واخترع كثيرا من الآلات والوسائل الميكانيكية والهيدروليكية. ولا تزال آثار هذا التأثير في الهندسة الميكانيكية المعاصرة ظاهرة إلى اليوم. وتجدر الإشارة إلى أن الجزري كتب كتابه بلغة عربية سليمة، علمية، هندسية خلت من التكلف الأدبي.
He was an Islamic polymath: a scholar, inventor, mechanical engineer, artisan, artist and mathematician. He is best known for writing The Book of Knowledge of Ingenious Mechanical Devices in 1206, where he described 100 mechanical devices, some 80 of which are trick vessels of various kinds, along with instructions on how to construct them.
بديع الزمان أبو العز بن إسماعيل الرزاز الملقب بـ الجزري (1136-1206). ولد الجزري في منطقة الجزيرة السورية شرق سوريا ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر شمال الجزيرة، يعتبر الجزري أحد أعظم المهندسين والكيميائيين في التاريخ، صمم الجزري آلات كثيرة ذات أهمية شديدة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل، من آلاته: آلات رفع الماء والساعات المائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات التحويل وأنظمة تحكم ذاتي والكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية كتاب "الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل". Aka : Ibn Al-Razzaz Al-Jazari
من أهم كتب الهندسة الميكانيكية العربية (كان يعرف بعلم الحيل), يجب عل كل عربي ومسلم قرائته... عاش الجزري في بلاط الأسرة الحاكمة في ديار بكر في القرن الثالث عشر ..و قد ألف كتابه بطلب من الملك الصالح ناصر الدين أبي الفتح. يتضمن الكتاب وصفا مفصلا للعديد من الآلات ذاتية الحركة, من أهمها ساعات مائية, وفوارات ماء, ونواعير, وآلات لمجالس الشراب والوضوء, وعلب ذات أقفال رقمية. بعض هذه الآلات كان معروفا في العالم العربي قبله, وبعضها قام هو بتصميمه أو تطويره. من أهم الآلات التي فام بوصفها ساعة مائية كان فد صممها قبله رضوان الساعاتي في عهد عماد الدين الزنكي, وكانت موجودة عند باب الجامع الأموي بدمشق (باب جيرون) إنما لم يبقى شيء من أثرها... كما يوجد في دمشق حتى الآن آثار من ناعورة ماء من تصميم الجزري موضوعة على نهر بردى (فرع يزيد) بالقرب من مسجد ابن عربي في منطقة الصالحية...
قام محقق الكتاب الأستاذ أحمد الحسن بمعاينة 15 مخطوطة للكتاب... واعتمد بشكل رئيسي على 5 مخطوطات هي الأفضل... ومن أهمها مخطوط متحف طوبقاي أحمد الثالث 3472 (تركيا - اسطنبول). يتضمن الكتاب عددا كبيرا من الصور لشرح طبيعة عمل الآلات ... كما يحوي العديد من صور المخطوطات الأصلية ...
A marvelous book and I can't say more than Donald Hill, who translated and had done most to promulgate the importance of this text, he claimed "it is impossible to over-emphasize the importance of Al-Jazari's work in the history of engineering. Until modern times there is no other document from any cultural area that provides a comparable wealth of instructions for the design, manufacture and assembly of machines… Al-Jazari did not only assimilate the techniques of his non-Arab and Arab predecessors, he was also creative. He added several mechanical and hydraulic devices. The impact of these inventions can be seen in the later designing of steam engines and internal combustion engines, paving the way for automatic control and other modern machinery. The impact of Al-Jazari`s inventions is still felt in modern contemporary mechanical engineering"