"بعد أربعين عاماً سأعرف اسمها الحقيقي، وتأتي المعرفة مصادفة، كأنما كتب، في لوح القدر أن أتألم من أجلها مرتين: أولاهما عندما كنت طفلاً في الخامسة من العمر، وثانيها عندما نيًّفت على الخامسة والأربعين! لقد كانت في المرة الأولى امرأة منبوذة، وكانت في المرة الثانية امرأة شقية، وهي، في الحالين، ضحية مجتمع ذكوريّ ظالم، يبرر للرجل ما لم يبرر، ويعد الأنشوطة للمرأة، التي هي من كل النواحي، محكومة بحرمٍ اقترفه هذا الرجل بالذات، فناب عنه المجتمع بإصدار حكمه الأقسى من الإعدام! أذكر، في ما وعت ذاكرة الطفل الذي كنته، أن والدي قال لوالدتي ذات يوم: لا تدعي هذه المرأة تدخل هذا البيت. قالت الوالدة: وماذ أفعل إذا طرقت علينا الباب؟ أغلقيه في وجهها! وإذا لم يكن لها من بيت تأوي إليه؟ لتذهب إلى جهنم عندما تموت، إذا لم يغفر لها الله، لكنها الأن حية، فماذا تفعل بنفسها؟ وهل أنا مسؤول عنها؟ ألست خالها؟ أنا برئ منها إلى يوم القيامة؟... ورنت صفعة على خدّ الوالدة، خلتها، في خوف الطفل على الأم، أنها رفت على خدّي، فما كان من الوالد إلا أن رفع يده الثانية، فانفجرنا، أخواتي وأنا، بالبكاء، وركضت الوالدة إلى المطبخ فاحتمت بداخله، بينما الشتائم في حقّ "جنس حواء" تتشظّى وترتطم بجدران البيت!..". تخيم على رواية حنا مينه "شرف قاطع طريق" أجواء العشرينات من القرن العشرين بما تحمله من مفاهيم وبما تموج به من أحداث واكبت الحركة الجهادية للاستقلال من المستعمر الفرنسي الذي كان رابضاً على الأراضي السورية. إلا أن الروائي حمّل روايته الكثير من المعاني التي ساقها ضمن السرديات التي حملت في جزء منها قصة تلك المرأة التي نبذت من مجتمعها الذكوري بسبب عملية اغتصاب تعرضت لها من قبل لصوص اقتحموا بيتها في غيبة زوجها، إلا أن هؤلاء اللصوص حملوها عاراً رافقها إلى نهاية حياتها.
وهنا يقول حنا مينه "الزمن كان إلى جانب الزوج، العشرينات من هذا القرن كانت موبوءة بالجهل، بالتخلف، بالظلم الاجتماعي، وكانت السيادة المطلقة للرجل". إلا أن الروائي أودع روايته معاني ومرامي أُخَر، إذ أن الرواية في جزء آخر منها حملت صورة الرجل الشهم البطل الذي حارب الظلم والقهر في مجتمعه على الرغم من كونه قاطع طريق. رسم فيه ملامح تلك الشخصية في خاله، ومن خلال صنعة روائية ارتقى الكاتب بقصته إلى منحىً استغل من خلاله شخصياته لوصف تلك الفئة من قطاع الطرق الذين كانت لهم مساهمة مشرفة في الصراع مع العدو الفرنسي في ذاك الحين. لذا يمكن القول بأن "شرف قاطع طريق" هي رواية تحمل في طياتها مشاهد وأحداث حكت عن شخصية الروائي، فجاءت في مصداقيتها وفي أسلوبها المتميز، وفي أحداثها التي تحمل من الواقع ما يقنع القارئ بأنها تدوين موثق لسيرة كاتبها الذاتية.
حنا مينه روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية عام 1924. ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب. يعد حنا مينه أحد كبار كتاب الرواية العربية, وتتميز رواياته بالواقعية. عاش حنا طفولته في إحدى قرى لواء الاسكندرون علي الساحل السوري. وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية وهي عشقه وملهمته بجبالها وبحرها. كافح كثيراً في بداية حياته وعمل حلاقاً وحمالاً في ميناء اللاذقية، ثم كبحار على السفن والمراكب. اشتغل في مهن كثيرة أخرى منها مصلّح دراجات، ومربّي أطفال في بيت سيد غني، إلى عامل في صيدلية إلى صحفي احيانا، ثم إلى كاتب مسلسلات إذاعية للاذاعة السورية باللغة العامية، إلى موظف في الحكومة، إلى روائي. البداية الادبية كانت متواضعة، تدرج في كتابة العرائض للحكومة ثم في كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة. أرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سوريا اخذ يبحث عن عمل وفي عام 1947 استقر به الحال بالعاصمة دمشق وعمل في جريدة الانشاء الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها . بدأت حياته الأدبية بكتابة مسرحية دونكيشوتية وللآسف ضاعت من مكتبته فتهيب من الكتابة للمسرح، كتب الروايات والقصص الكثيرة بعد ذلك والتي زادت على 30 رواية أدبية طويلة غير القصص القصيرة منها عدة روايات خصصها للبحر التي عشقة وأحبه، كتب القصص القصيرة في البداية في الاربعينات من القرن العشرين ونشرها في صحف دمشقية كان يراسلها، أولى رواياته الطويلة التي كتبتها كانت ( المصابيح الزرق ) في عام 1954 وتوالت إبداعاته وكتاباته بعد ذلك، ويذكر ان الكثير من روايات حنا مينه تحولت إلى أفلام سينمائية سورية ومسلسلات تلفزيونية
رواية تدور أحداثها حول حنا مينه في مدينة السويدية/ سوريا يتحدث مينا عمّا كابده، وعن معاناته التي عايشها مع عائلته أثناء سفرهم الى أنطاكية ابان الاحتلال الفرنسي بعدما فرضو الحرير الصناعي وقاموا بإلغاء تربية دود القز. يتخللها قصص الطريق التي يحكيها مينا عن قطاع الطرق وما يحملوه في أنفسهم من كرم ونخوة وأصل وطيب نفس رغم مهنتهم الغير سوية . ستحصل في نهايتها على اجابتك التي ما بقيت في خُلدك طويلًا وهي : نعم لقاطع الطريق شرف حقًا . #مكتبجي #نادي_مكتبجي_الثقافي ر.ن
اسم الكتاب: شرف قاطع طريق المؤلف: حنا مينة الصفحات: 208 رقم الكتاب: 257
القراءة الأولى أخيراً لحنا مينة روائي سوريا الأول!
يتحدث مينة في روايته، عن أحداث واقعية حقيقية حدثت له ولعائلته عندما كان طفلاً، لما بارت تجارة الحرير في بلدتهم، والتي كانوا يعتمدون عليها من خلال دودة القز، وجاء الفرنسيين وأغرقوا السوق المحلي بالحرير الصناعي، هنا قررت العائلة أن تهاجر قريتها "السويدية" وأن تذهب إلى أنطاكية واسكندرونة، يتحدث حنا عن قطاع الطرق الشرفاء الذين كانوا يتبدون للعائلة في سفرهم، ويساعدوهم، بكل شرف وإخلاص، مع معرفتهم بالخال برهوم زكور، قاطع الطريق الأسطوري الشهم الكريم الطيب.
يبين حنا مينة في العمل الآلام والبؤس اللذَين تعرضا له خلال طفولته والرحلة الطويلة المرهقة تلك، يصف مشاعره بدقة، يصف علاقة أمه المسكينة بأبيه، وعلاقته هو نفسه بهما، كان يتحدث عن أمه بألم واضح، وشفيف.
تلك رحلة سُجلت في ذاكرة التاريخ (نكبة صناعة الحرير ودودة القز)، لم تكن رواية عابرة بل تسجيل حي لعائلة تضررت من جراء دخول الصناعة الحريرية عن طريق الفرنساوي بدلاً من الصناعة اليدوية ، تلك العائلة التي تتكون من سليم ومريانا وحنا والاختين هاجروا كأقرانهم في رحلة وعره متجاوزين الجوع والظلمة والحاجة في سبيل الوصول إلى الآمان والطعام.، ليلتقوا بقطاع طرق ليعرفوا من هم قطاع الطرق وكيف ان يكون هناك شرف لقاطع الطريق
هذه الرواية تصوير حي لما جرى في ذلك الوقت من تهجير وموت صامت للعديد من العوائل جراء النكبة التي حلت بهم…
رواية رائعة لحنا مينة يتواصل فيها الحديث عن فترة مابين الحرب العالمية الاولى والثانية وأعتقد أنها تواصل لسيرته الذاتية في رواياته الاخرى التي قرأتها من قبل ... رواية ممتعة
شرف قاطع طريق رواية:حنا مينه ----------لا يمكن الإختلاف علي أن مينه الذي غادر دنيانا أخيرا هو احد أهم الروائيين العرب،و لو أن الدراما في سوريا كانت قادرة علي الإنتاج السينمائي لكان من حسن حظ الفن أن يحول رواياته إلي أفلام تجد طريقها للعالمية،لم أقرأ له إلا خمسا من الروايات و علي فترات متباعدة،مشكلتي أنني بعد أن أقرأ أيا من رواياته يترك لي لوعة في القلب تستمر فترة طويلة و لا تتواري إلا إن قدر أحدنا علي النسيان.فهو أبرع من يتصدي لتوصيف الفقر و بؤس الفقراء و بشاعة الظلم الذي يخلقه الناس لأنفسهم مهما كان جنسهم أو لونهم أو دينهم،لن تفقد في أي من رواياته البطل الإيجابي الذي يداوي جراح الدنيا بمرجلته،أي بشجاعته و قدرته علي تحدي الظلم،و علي إعادة شيئ من التوازن إلي حياة المسحوقين....يجعلك حنا تشعر بأنه يغرف من بحر ذكرياته و أن تعيش معه تفاصيلها فتطمئن في النهاية إلي أنه قد تحرر من بؤس العيش و أصبح كاتبا ذا شأن.و هو إذا يفعل ذلك فإنما لأنه لا يريد أن نعيش مأساة أبطاله فتفرغ مظلمتك سلبيا مع مظالمهم،يريدك أن تتصدي لمظلمتك الخاصة و لا تنساها مثلما يبقي هو محتفظا لنفسه بدور الراوية الذي يتباعد عن أن يلتبس بأي من أبطاله. يفجؤك العنوان شرف قاطع طريق.....بتناقض الشرف مع قطع الطريق،لكن حنا يعترف أن هؤلاء الذين يمارسون مهنا غير شريفة ليسوا في الأصل فاسدين فعندما تدين لهم القوة و يجتمع عليهم الخائفون و الطامعون و الباحثون عن خلاص،فإنهم يستخدمون قوتهم بتحقيق العدل الذي يفهمونه،إنهم لا يختلسون من فقير و لا يعتدون علي ضعيف مستأمن و يذلون المرابين و الملاك الذين يمتصون عرق الكادحين و ينتقمون لبعض المظلومين،ظاهرة تعيد للذاكرة ظاهرة الشعراء الصعاليك أيام الجاهلية العربية.
في رحلة الأسرة الهاربة من الفقر في السويدية إلي الفقر في الإسكندرونة تعيش البؤس الذي أتي المستعمر الفرنسي ليكرسه،لقد جاء المستعمر الفرنسي بِالحَرير الصناعي ليقتل إنتاج الحرير الطبيعي و مزارع التوت التي يعتمد عليها،و يدمر إقتصاد الفقراء الذين ليس لهم موارد أخري و ليس لديهم نظام إجتماعي ليرمم حياتهم و يصلح أيامهم. أما عن المرأة فحدث و لا تكف عن العويل ،فهي التي تعمل في الحقل و ترعي الأبناء في غياب آبآئهم و تموت جوعا لتطعمهم و تقتل لتدافع عنهم،و هي التي يشتهيها الغرباء ،و هي التي يتركها اللصوص بعد معركة إغتصاب لتصبح المظلومة عارا علي أهلها،يتخلصون منها بالقتل أو تفرض عليها قوانين المقاطعة الجائرة محرومة من الأخ و الإبن،فهي الموؤده و أن تُركت لتعيش،و التي يريدونها و يتمنون موتها حتي لا تكون سببا لكشف شرفهم المدعي. حنا مينه.... كنت قاسيا كما كنت دوما و لكن الجشع في البشر هو ما جعل حياتهم أقسي و أظلم.
شرف قاطع طريق – حنا مينة رواية ممتعة وسلسة وصغيرة مقسمة إلى عدة حلقات، يرويها حنا مينة بعيني الطفل ذو الخمسة أعوام الذي كانه، بأسلوب شائق ومميز، يروي قصة انتقال أسرته من سورية إلى تركيا هرباً من الفقر والعوز بعد كارثة الحرير الطبيعي التي حلت على السوريين بعد انتشار الحرير الاصطناعي الذي جلبه معه المستعمر الفرنسي. رغم بساطة الرواية إلا أنها تلقي الضوء على الكثير من الأمور الهامة، مثل تأثير الكحول المدمر، الفقر والعوز الذي كان يعيشه الناس في تلك الفترة وما ينتج عنه من ذل وضعف وهوان، ويطرح في هذه الرواية سؤالاً هاماً: هل لقاطع الطريق شرف؟ وعندما تتعمق بالرواية سيكون جوابك بكل تأكيد: نعم... فمنهم من امتهن هذه المهنة لمقاومة الاحتلال الفرنسي ولمساعدة الفقراء والسرقة من الأغنياء فقط، ويصور الشرف والنخوة وكرم الضيافة التي كانت عندهم. في بداية الرواية يركز الكاتب أيضاً على مسألة نظرة المجتمع المتخلفة للمرأة، حيث يروي حكاية امرأة تعرضت للاغتصاب، وكيف نبذها واتهمها بالخيانة رغم كل الدلائل التي تثبت الظلم الواقع عليها. أحببت أني استطعت أن أدخل إلى أعماق أفكار حنا مينة الصغير الصامت الذي كان الجميع يعتقده هزيلاً ضعيفاً لا يفقه شيئاً، إلا أنه كان يستمع ويفهم كل ما يجري حوله صامتاً ومراقباً، يحمل من الأعباء والهموم ما لا يتحمله انسان بالغ، وخوفه الشديد على مشاعر أمه ومراقبته لكل انفعالاتها الصغيرة والكبيرة خوفاً عليها من أبيه ومن الحياة. هذه الرواية شوقتني لأعيد قراءة ثلاثيته (بقايا صور – المستنقع – القطاف) التي يروي بها قصة حياته والتي قرأتها منذ زمن بعيد ولم يتبق منها في ذاكرتي إلا بعض الظلال، لأتبحر بشكل أكبر في أبعاد شخصية أبيه المدمن السكير وأمه الدائمة الحزن والخوف من كل شيء، وحنا مينة الطفل، والشاب، والرجل. أعطي الرواية 3 من 5 وأنصح الجميع بقراءتها.
شرق قاطع طريق. هل لقاطع الطريق شرف أو مبادئ؟! قد يكون هذا أول ما يتبادر لذهن القارئ من العنوان لنجد أن الإجابة والعبرة في الرحلة، الرحلة ما بين السويدية والاسكندرونة.. رحلة لربما تمثل جزء من حياة الكاتب فالشعور أثناء القراءة هو قراءة لسيرة ذاتية لا رواية تخللت رحلة هذا الطفل صاحب ال ٥ سنوات العديد من الأمور من مشاكل مجتمعية، مبادئ وتقاليد واهية فهي بالنهاية سيرة لطفل من القرن الماضي _لا ننكر هنا استمرار بعض الأفكار والتقاليد البائسة إلى يومنا هذا_😅
تبدأ الرواية بالحديث عن قصة تلك الشابة التي تتعرض للاغتصاب رغما عنها لتحل اللعنة عليها من المجتمع، الزوج والعائلة بدلا من الوقوف لجانبها والأخذ بحقها فكما ذكر الكاتب العزيز "العشرينات من هذا القرن کانت موبوءة بالجهل، بالتخلف، بالظلم الإجتماعي، وكانت السيادة المطلقة للرجل"
ينتقل بعد ذلك الكاتب لبداية الرحلة بداية بالتطرق إلى موضوع الإحتلال أسبابه وتبعاته بمثال بسيط وذلك من خلال قصة الريف السوري مع تجارة الحرير ودودة القز وكيفية تأثير الاحتلال على المجتمعات وإلحاق الخراب بها وتجارتها بانهاء هذه التجارة وادخال المنسوجات الصينية والمنتجات الفرنسية مما سبب هلاك لتجارة ومستقبل هذه العائلات التي تعزم حينها على الهجرة والرحيل فتبدأ رحلة العائلة المليئة بالتعب والحكايا التي تعرفنا على خبايا المجتم�� السوري وفئة قطاع الطرق في تلك الفترة، من ظاهرة اضطهاد المرأة، التقليل من شأنها ومحاولة إثبات أنها ناقصة عقل ودين إلى ظاهرة الإدمان والسكر وتبعاته ونهاية بانتشار فئة قطاع الطرق "الشريفين" حاول الكاتب أنا يبين لنا من خلال الحديث عن فئة قطاع الطرق أن المهنة الدنيئة والشرف لربما يلتقيان_كما من الممكن أن تتجتمع المهنة الشريفة و..._ فقاطع الطريق بالنهاية إنسان قد يكون "صاحب مبادئ" ووضح لنا صورة لمجموعة من قطاع الطرق الذين ناضلوا لحصول بلدهم على الاستقلال، وبين أن منهم من يحفظ المعروف ويرده، ويحمي ويصون شرف العفيفة ولا يسبي النساء واثبت لنا الراوي ذلك من خلال "الأسطورة" الخال برهوم، خديج، الحاج قاسم وغيرها من الشخصيات.
رواية ممتعة سريعة قد يختلف القارئ مع بعض من أفكارها ويتفق مع العديد منها، ولربما قد يتعارض بعض القراء مع أسلوب حنا مينه اللاذع والصريح..
"شرف قاطع طريق" تعرض هذه الرواية بعض من السيرة الذاتية للكاتب العظيم حنا مينا أثناء رحلته الطويلة والمُكِدّة مع عائلته من السويدية إلى أنطاكيا هروباً من الظروف القاهرة التي آلت إليها العائلة أثر نكبة دودة القز الحريري في عشرينيات القرن العشرين والتي كان سببها الحرير الهندي الذي انتشر في سوريا آنذاك،وكان سبب ذلك كله الانتداب الفرنسي على سوريا في تلك الفترة. خاض هذا الطفل الرحلة برفقة أخواته الثلاث وأباه الذي لا يكترث لشيء، عديم الشعور بالمسؤولية وضعيف أمام الكأس والمرأة كما وصفته زوجته أم حنا. هذه الزوجة التي لا تكف عن التفكير بالعواقب السيئة التي قد تحدث لها و أطفالها. يعرض هذا العمل الأدبي تفاصيل الرحلة وأحوال قطاع الطرق و الشرف الذي يمثلونه بمهنتهم تلك التي بموجبها ياخذون الأموال من الاغنياء و يعطونه للفقراء . من وجهة نظر الكاتب فإن قطاع الطرق يحظون بشرف عظيمم و سمعة عظيمة وأخلاق نبيلة في ذلك الوقت. ولكن نحن لا نعلم إذا ما كان ذلك صحيح ام هو بسبب تحيز الكاتب لقطاع الطرق بسبب قرابته وصلته بأحد الزعماء الكبار من قطاع الطرق. #نادي_مكتبجي_الثقافي #مكتبجي
▪️نُبيحُ للرجل كل شيء، بينما نُحرمُ على المرأة كل أمر، سهلٌ أن تتهم ما دمت أنثى وليست رجل، لا قيمة لمقاومتها ما دامت من جنس حوى، لا صدى لصوتها ما دامت في بطاقتها الشخصية مسجلة أنثى، مجتمعاتٌ تُمجدُ الرجل ولو كان الثمن حياة إنسانة ذنبها أنها يوم وُلدت قال الطبيب لذويها: مباركٌ، بنت.
▪️ الإحتلال ليس سرقة أرض وحسب، إنما تدميرٌ للنفوس، سلبٌ للأحلام، قتلٌ لكل صور الحياة، إجبارٌ للناس على هجران الأرض والوطن ومن كان لنا معهم قصصٌ وحكايات، الإحتلال جريمة ورغم ذلك لا يُحاسبُ عليها القانون...
▪️الشهامة موقف، والشجاعة اثرٌ لا يزولُ ولا يفنى، الكرم خُصلةٌ ثمارها تصلك حتى بعد الموت والرحيل، إنها صورة الرجل الشهم البطل الذي يُحارب الظلم والقهر في مجتمعه على الرغم من أن صفته قاطع طريق، ولكن بعضُ الصفات نكتسبها من جبروت الظلم وقهر الأيام..
اسم الكتاب : شرف قاطع طريق المؤلف : حنّا مينه النوع : رواية عدد الصفحات : ٢٠٨
📘✏️
يعرض حنّا جزءً من طفولته أثناء هجرته مع أهله من السويديّة إلى أنطاكية في عشرينيّات القرن العشرين ؛ جرّاء أزمة الحرير السوريّة ، و ما واجههم أثناء الرّحلة من قُطّاع طرق ليطرح فكرة " هل لقاطع الطريق شرف ؟ " ، ومن خلال الرواية تتبين نظرة حنّا الفلسفية لهذا الأمر . إضافةً إلى عرضه لبعض العادات والمعتقدات المجتمعيّة حول المرأة وما تتعرض له من اضطهاد وظلم .
" أكتب بأخطائي ، ولأخطائي ، مشفقًا ، حدبًا كالمعرّي ، وأنا في كلّ مناسبة أنصح أولادي وقرّائي قائلاً : " لا تتبعوني على طريق جهنّم ! " فالكتابة ، لمن أدركته حرفة الأدب في هذا الوطن العربي ، هي جهنّم حقيقةً ومجازًا ، وقد ارتضيتها مهنة ، بعد أن عملت في " أربعين " مهنة غيرها ولم أنجح " .
الكتاب: شرف قاطع طريق. الكاتب: حنّا مينة. عدد الصفحات: 208. دار النشر: دار آداب. يقول حنّا مينة: "العشرينات من هذا القرن كانت موبوءة بالجهل، بالتخلف، بالظلم الإجتماعي، وكانت السيادة المطلقة للرجل". تدور أحداث الرواية حول الحركة الجهادية للاستقلال من المستعمر الفرنسي الذي كان رابضًا على الأراضي السورية. حملت هذه الرواية الكثير من المعاني والمرامي حيث ذكرت صورة لرجل شهم حارب الظلم في مجتمعه رغم أنه قاطع طريق، ووصف فئة قُطاع الطرق الذين كانت لهم مساهمة مشرفة في الصراع مع العدو الفرنسي. رواية برأيي رائعة جدًا.
ليس من طبعي ان اقرا كتبا لكتّاب عِظام مخضرمين، وانما قررت ان اعطي بعض تلك الكتب فرصة، إلا أنني وبعد قراءة اثنين او ثلاثة، لا اعتقد انها كانت فكرة صائبة. فمع ان القصة ممتعة الى حد ما الا ان ما توقعته منها كان اكثر بكثير، خاصة وانني لم افهم العبرة منها. فإن كانت هي محاولة اظهار بعض المجرمين -كقطاع الطرق- بمظهر الشريف الانساني فأنا معارضة لذلك تماما. كما انني لم اتفق ورؤى شخصيات القصة، وفي بعض الاحيان وجدت صعوبة في تحمّلها ايضا، رغم تفهّمي حقيقة ان احداث الرواية وقعت في عشرينيات القرن الماضي. التقليل من شأن المرأة كان مبالغا فيه.
رواية تسرد جزءاً من حياة الكاتب حنا مينه ، رواية تجعل القارىء يتسائل هل قاطع الطريق لديه شرف المهنة واخلاقيات ؟ وتتحدث عن الاحتلال الفرنسي الذي ادى الى تشرد العديد من العائلات السورية ، واستيلاء الحرير الصناعي على الحرير الطبيعي الذي كان يعتمد عليه الفلاحين في جني قوتهم كما تتحدث الرواية عن الظلم الذي تتعرض له المرأة في مجتمع ذكوري لا يهمهم سوى شرفهم امام الناس #مكتبجي #نادي_مكتبجي_الثقافي #شرف_قاطع_طريق
كانت أول تجربة لي مع الكاتب السوري حنا مينا ،لكثرة ما سمعت عنه وعن قلمه ،أحببت أن اكتشف هذا الكاتب ،وهي رواية فيها جزء كبير من سيرة حياة حنا مينا تدور أحداثها عن عائلته التي ستقرر الرحيل من بلدتهم إلى مدينة أخرى بعدما لم يجدو ما يشتغلو ويسدو به رمقهم ،ذلك راجع إلى دور الإستعمار الفرنسي الذي قتل مورد رزقهم من دودة القز
سيرة قصيرة على لسان طفل في الخامسة من عمره، قريبة إلى السّرد العاديّ، جميلة جدّا بالنسبة إلى السرد السّريع لأحداث أو ظروف حدثَت مع عائلة فقيرة واجهت أنواع الفقر كلّه نتيجة الاستعمار الفرنسيّ وآثاره، وعدم الاهتمام من الأب، والتّرحال..
This entire review has been hidden because of spoilers.
على غلاف الكتاب وجدت كلمة رواية، ولكني ما إن شرعت في القراءة حتى وجدت أنني أمام سيرة ذاتية، والكاتب صرّح بذلك في الصفحات الأولى. هي مرحلة من حياة حنا مينه، ترحال صعب شاق من السويدّية إلى اسكندرونة، بسرد وأسلوب ومنظور سيرة ذاتية، رجلٌ يحكي لنا ما حدث مع عائلته. لا علاقة لفن الرواية بما يدور هنا.
الرواية بشكل عام جيدة جدًا،والجيد فيها أيضًا أنها جزء من سيرة الكاتب حنا مينة، إلا أنها خالية من الأسلوب الأدبي ، وجاءت بشكل تقريري ومباشر، شعرت بأنني في داخل مسلسل شامي قديم
الرواية قدمت موضوع عن قيم الرجولة واشهامة والنخوة عندة بعض قطاعين الطرق في دعم ومساعدة الفقراء من جانب ومن جانب اخر التصدي للاحتلال الفرنسي في سوريا قراءة لم تخلوا من الدعابة
رواية “شرف قاطع طريق” لحنا مينه هي شهادة أدبية ثرية تتناول مأساة الإنسان في ظل مجتمع يلفه الجهل والظلم الاجتماعي، حيث تتقاطع فيه مفاهيم الشرف والعار في إطار قاسٍ يفرضه الذكوريّة والتقاليد الجامدة. عبر سرد مؤلم لشخصية امرأة تعرضت لاغتصاب جماعي، تحوّل جسدها من ملاذ للآمان إلى ساحة نزاع بين وصمة العار القاسية والواقع الذي ترفضه الروح، لتتوارى خلف جدار الصمت والخذلان.
في الوقت ذاته، يُلقي العمل الضوء على “قاطع الطريق” الذي يعيش على هامش القانون لكنه يمتلك شرفه الخاص، مناضلًا ضد الاستعمار والظلم، حيث يكسر الكاتب القوالب النمطية المسبقة ليُعيد تعريف الشرف من خل��ل البعد الإنساني العميق، وليس عبر ممارسات اجتماعية متشددة.
الرواية تحفر عميقًا في صراعات النفس والجسد، بين الخضوع والمقاومة، بين الانكسار والتمرد، فتُبرز كيف أن الحرية والكرامة لا تولدان من المظاهر أو التقاليد، بل من القوة الداخلية التي تكافح لتنهض من تحت أنقاض الألم والخذلان. بأسلوبه الروائي المشحون بالعاطفة والرمزية، يصنع حنا مينه من هذه الرواية مرآة ناصعة لوجدان الإنسان المتألم، مؤكدًا أن الحقيقة الإنسانية تتخطى كل وصمة لتصل إلى جوهر الشرف والكرامة.
هي سيرة ذاتية للكاتب حنا مينه عندما كان عمره ٥-٦ سنوات، تتحدث الرواية عن حادثة شرانق دود القز اللذي وقعت على القرية وأدت الى هجرة اغلب سكانها للبحث عن لقمة العيش بعد ان انتشر الحرير الصناعي الفرنسي الذي دمر تجارتهم، والكاتب وعائلته كانو من ضمن المهاجرين، وباقي احداث الرواية تتحدث عن الحوادث الذي واجهتهم اثناء الهجرة، ومقابلتهم للعديد من قطاع الطرق اللذي دائما ما كانو يكرموهم بدلا من نهبهم بمجرد ذكر قريب الام الخال برهوم. رواية رائعة باسلوب عظيم يجب ان تقرأ. #مكتبجي #نادي_مكتبجي_الثقاقي
بالبداية ظننتها مجرد رواية، ولاحقا أعجبتني أكثر لأني عرفت انها جزء من حياة الكاتب والذي اتعرف على اعماله لأول مرة. سرد متسلسل وبسيط وكأن الكاتب يكتب على إيقاع النغمات، وأي نغمات !! نغمات المعاناة والألم ... الهجرة والفقد ... الفقر والذل. وما زالت تلك النغمات حاضرة في الواقع العربي المعاصر الى اليوم ، وما زال السوريون على وجه الخصوص بين وهم الاستقرار وبين متاهة الاغتراب. أيضآ يسلط الكاتب الضوء على ممارسات اجتماعية سلطوية ايضا ما زالت حاضرة منها المرأة وظلمها واعتبارها سلعة ومثل الاثاث في المنزل. جهل وظلم وجور وقطاع طرق وعربدة وسُكر تلك ملامح العشرينيات من القرن الماضي ..وبأعجوبة ما زال العربي متمسك ببعض النخوة وهي واضحة في احدى الشخصيات. أعان الله كل من هم في الشتات. تمت #نادي_مكتبجي_الثقافي 📚
ابني سيكبر وسيفك الحرف...هذا ما قالته مريانا الأم عن حنا الصغير وما أصدق قولها
ابنك هذا لا يضر ولا ينفع وتستطيعين الحديث امامه دون خوف...قالها خديج دون ان يدري ان ذلك الصغير الهزيل سيكبر ويظل يذكر كل تفاصيل طفولته ويرويها الى الجمهور العربي من المحيط الى الخليج ، بدء من مواويله الى فلسفته وقصة حبه البائسة كأغلب قصص الحب الشرقي.
رواية شخصية لجانب مهم من حياة الكاتب حنا حين هاجر هو وعائلته الصغيرة من سوريا الى انطاكيا بعد ان بارت تجارة حرير دود القز حين غزى الحرير الصناعي الأسواق .
رحلة غريبة لطفل في الخامسة من عمره هزيل مريض مع أمه التي تجيد أمرين أكثر من غيرهما " الصلاة والخوف" وأب رخو أمام اثنين العرق والنساء سليم مينا ... وشقيقتين لم يجر الحديث عنهما بشكل مركز يشقون طريقهم سيرا على الاقدام بين الغابات مليئة بقطاع الطرق المخيفين حينا والرحماء حينا والمدافعين عن الفقراء احيانا أخرى.
وحسب المقولة الفلسفية التي تقول " الطفل أبو الرجل" فقد استطعت فك بعض الألغاز المتعلقة بتوجهات الكاتب الفكرية والوجدانية لما عاشه وما كتبه لاحقا في مفهوم الرجولة والشجاعة والصمود
اسم الكتاب: شرف قاطع طريق الكاتب: حنا مينه. النوع: روايه دار النشر: دار الآداب عدد الصفحات: 209 ################################# الثلاثاء 23 كانون الاول
عزيزي مينه
اليوم أنهيت آخر كلماتك من الروايه،،، حاولت أن أكتب مراجعتي الخاصه لروايتك "شرف قاطع طريق" ، أبدي فيها رأيي حول الروايه وأحداثها وغير ذلك... ولكنني لم أستطع... فلم أجد ما خططت سوى بضع كلمات وصفيه رسميه اتشدق بها بإجحاف وفظاظه من دون تقدير مني لمدى الحب والأُلْفَة الممزوجة بالبذل والألم وصدق الشعور الذي تجرعته على طول فتره قراءتي لعملك الإنساني.
لذلك قررت أن أتوجه بكلماتي لك ، لك أنت وحدك ... لروحك الجميله أينما كانت.... وأعبر ما استطعت عن تقديري وحبي واحترامي لحياتك التي ما لبثت أن عصفت بك طفلا كما رجلا . مينه أنت أفضل من كتب سيره حياته على الإطلاق ،،، وددت لو أنك معنا اليوم لتظل تغزل بأناملك البارعه حكايات وقصص عن شرف أصبحت اليوم نادره الوجود حيث تتجلى فيها المثل الإنسانية بسيره ذاتيه لم تكتب لتخلد الشخص بل لإيصال القيمه وسفعها من دون مجهود على جبين كل من مر بها.
انا اول مرة بقرا لحنا مينة وانبسطتت اني قريتلو ... رواية حبيتا واسلوبو بالكتابة سلسة اول مابلشت فيها حسبتا قصص قصيرة منفصلة بس لا كل حلقات متصلة ببعض ... حكى ببداية القصة عن المجتمع اديش يلي عايش فيه زكوري ..حكى عن الاحتلال الفرنسي وشلون اضطرو يهاجرو ويروحو على انطاكية وانا حبيت وصفو لامو دائما عايشة بلخوف وابوه لا مبالي واديش كان يخاف عليها وقت يجي الاب يعصب يروح هو واخواتو يوقفو حواليها مشان الاب مايضربها وكان صغير يشوف ويخزن بذاكرتو ... وحكى على شرف قاطع طريق واديش بتمنى يكون في بلحياةاشخاص متل خصالون ...وانا اتحمست اني اقرا سيرة حياة حنا مينة من هو وعمرو 5 سنين هيك معتر ياترى شو كمان صاير معو
تدور أحداث الرواية في عشرينات القرن الماضي ، القرن الموبوء بالجهل، بالتخلف ، بالظلم الاجتماعي. تُنقل الأحداث بطريقة متسلسلة لعائلة سليم وميرنا واطفالهم الأربعة الذي كان آخرهم حنّا الصغير الذي نُقلت الرواية على لسانه الذي كان يراقب كل ما يدور حوله بصمتٍ تام. كانت طفولة حنّا مليئة بالمعناة أكان بسبب مرضه ، او بسبب والده سليم الرجل اللامبالي و"السكير". أو بسبب هجرتهم القسرية من السويدية إلى انطاكية التي كانت مليئة بالمتاعب وبكاء الأم وخوفها ، وأيضًا مليئة بشرف قاطع الطريق. فهذا الذي سنقرأه بالكتاب أحقًا تعتبر قطع الطريق مهنة ، وهل لقاطع الطريق شرف؟ #نادي مكتبجي الثقافي #مكتبجي
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتابة جميلة و لكن .. لم أحب الآراء المطروحة بالسيرة الآراء شيوعية و نسوية بشدة و هو ما كرهته فى الرواية الأم شخصية تسيطر علي من حولها بالخوف، حشرية و شخصية لا تعاشر ... مما يبرر هرب الأب و لجوءه للخمر فى حضرتها لينساها لم آرى أبا يحقد على أبنه لأنه بلغ الشهرة بسرعة مثل هذا الراوى :) السيرة الذاتية فى المجمل مقبولة و مروية بشكل جيد و تظهر بعض من الجوانب الإجتماعية فى البيئة السورية السيرة لها مقدمات كتابين آخريين لا أذكر إسمهما
في عصر يلتهم القوي فيه الضعيف و تضيع الحقوق و يصبح الأمل في الحياة معدوم ستتسأل هل لقطاع الطريق شرف أو قيم أخلاقية تربط مهنتهم ؟ سؤال قد يصيبك بالدهشة في بداية الرواية لكن ما إن تبدأ في أحداثها ستجد إن السؤال سيبدل بسؤال آخر إذا خيرت بين قطاع الطرق و أخلاقهم و بين الحكومات و إنحطاطها ماذا ستختار و الإجابة ستكون في ختام الرواية
على غلاف الكتاب نجد أننا بصدد قراءة رواية لكني حين قرأت لم اجد في رأيي سوى سيرة ذاتية بدليل الاسم و الكنية و ذكره لابنه رغم ذلك أعجبني هذا الكتاب كثيرا و أعاد لي رغبة قديمة في قراءة جميع مؤلفات حنا مينة ايمانا مني بأن هذا الكاتب تنطوي كتباته على فلسفة خاصة تستحق التأمل