النيل والفرات: ينحصر موضوع هذه الرسالة في أمرين هامين جداً: الأول: حكم بناء المساجد على القبور. الثاني: حكم الصلاة في هذه المساجد. وقد جمع المؤلف في هذه الرسالة الأحاديث المتواترة في النهي عن ذلك، وأتبعها بذكر مذاهب العلماء وأقوالهم المعتبرة التي تدل على ذلك، وتشهد في الوقت نفسه على أن الأئمة رضى الله عنهم كانوا أحرص الناس على اتباع السنة ودعوة الناس إلى اتباعها، والتحذير من مخالفتها. وجاءت الرسالة ضمن فصول كانت على التوالي: في أحاديث النهي عن اتخاذ القبور مساجد، في معنى اتخاذ القبور مساجد، في اتخاذ القبور مساجد من الكبائر، شبهات وجوابها، في حكمة تحريم بناء المساجد على القبور، في أن الحكم السابق يشمل جميع المساجد إلا المسجد النبوي.
الإمام والمحدث أبو عبد الرحمن محمد بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني الأرنؤوطي المعروف باسم محمد ناصر الدين الألباني (1914 - 1999) باحث في شؤون الحديث ويعد من علماء الحديث ذوي الشهرة في العصر الحديث، له الكثير من الكتب والمصنفات في علم الحديث وغيره وأشهرها صحيح الجامع والضعيف الجامع وصفة صلاة النبي.
زار الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، منها السعودية وقطر والكويت، ومصر، والإمارات، وإسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا وأستراليا ولبنان. وتخصص الألباني في مجال الحديث النبوي وعلومه وتتلمذ على يديه كثير من الطلبة، ومنهم من غدا من باحثي الدراسات الإسلامية بعد ذلك، وله أكثر من 300 مؤلف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق. كما تعرض للاعتقال مرتين إحداها قبل عام 1967 لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها ابن تيمية، بعدها انتقل من دمشق إلى عمان بالأردن وأقام هناك حتى وفاته.
منح جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام 1419 هـ الموافق 1999 وموضوعها الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً وتخريجاً ودراسة لمحمد ناصر الدين الألباني تقديرًا لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجًا وتحقيقًا ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المئة. يراه البعض كأحد مجددي الإسلام في زمانه.
ويبقى الالبانى علامة فارقة فى تاريخ الاسلام المعاصر رغم كل ما يقال عنه من اعتراضات ..كتب الالبانى هامة جدا.. مختصرة جدا .. أسلوب الشيخ نفسه فى الكتابة ممتع و بليغ .مفيش عنده ثرثرة كتيرة ولا كلام فارغ .. على الرغم من نشأة الشيخ اصلا غير العربية ( الالبانى اوروبى من البانيا ) .ويمكن ده أهم ما يميز الالبانى عن غيره من العلماء المعاصرين ..قوة العبارة والايجاز . هذا الكتاب هو نقد ونقض لخزعبلات الصوفية فيما يتعلق باستحلالهم لدفن موتاهم فى المساجد ثم الصلاة فيها بعد ذلك يحاول الشيخ أن يؤكد على أن ' بيوت الله لم تبنى لكى تكون مقابر للصوفية ' وإنما هى لعبادة الله وحده وفقط..ولو كان دفن الموتى فى المقابر حلالا او خيرا لفعله رسول الله عليه الصلاة والسلام أو أحدا من أصحابه .. لكن الصوفية كعادتهم فى الاختراعات الخزعبلاتية جعلوا إتخاذ القبور فى المساجد عبادة يتعبدون بها لله زورا وبهتانا
لماذا لا نصلى فى المساجد التى فيها قبور ؟ (1) لا ن النبى صل الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك فقال فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم : « لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » ,والصلاة في مسجد به قبر من اتخاذ القبور مساجد (2)لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن الصلاة في المساجد التي بها قبور و بناء المساجد على القبور من فعل اليهود و النصارى حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فيما رواه البخارى: « أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا ، وَ صَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ » (3)لا نصلي في مسجد به قبر ؛ لأن في الصلاة في مسجد به قبر ذريعة إلى عبادة صاحب القبر ،والتعلق به ودعائه في جلب المنفعة ،ودفع النقمة ،وهذا عين الشرك الذي وقع فيه المشركين وحذر منه الأنبياء والمرسلين ،وقال ابن باديس – رحمه الله - : ( وذرائع الفساد تسد، لا سيما ذريعة الشرك ودعاء غير الله التي تهدم صروح التوحيد. وانظر إلى ما جاء في حديث ابن عباس في أصنام قوم نوح وكيف كان أصل وضعها، وكيف كان مآلها. ______________ شبهات الشبهة = يقول بعض الناس أن المصلي في مسجد به قبر يصلي لله لا لصاحب القبر فلا تكون صلاته حراما
الرد :.قال ابن باديس – رحمه الله - : ( فإن قيل: إنما بنيت المساجد على تلك القبور للتبرك بأصحابها لا لعبادتهم. قلنا: إن النهي جاء عاما لبناء المسجد على القبر، بقطع النظر على قصد صاحبه به، ولو كانت صورة البناء للتبرك غير مرادة بالنهي لاستثناها الشرع، فلما لم يستثنيها علمنا أن النهي على العموم، وذلك لأنها وإن لم تؤد إلى عبادة المخلوق في الحال فإنها في مظنة أن تودي إلى ذلك في المآل. وذرائع الفساد تسد، لا سيما ذريعة الشرك ودعاء غير الله التي تهدم صروح التوحيد. وانظر إلى ما جاء في حديث ابن عباس في أصنام قوم نوح وكيف كان أصل وضعها، وكيف كان مآلها.وتعال إلى الواقع المشاهد نتحاكم إليه، فإننا نشاهد جماهير العوام يتوجهون لأصحاب القبور ويسألونهم، وينذرون لهم، ويتمسحون بتوابيتهم، وقد يطوفون بها، ويحصل لهم من الخشوع والابتهال والتضرع ما لا يشاهد منهم إذا كانوا في بيوت الله التي لا مقابر فيها. فهذا هو الذي حذر منه الشرع قد أدت إليه كله. وهبها لم تؤد إلى شيء منه أصلا، فكفانا عموم النهي وصراحته، والعاقل من نظر بإنصاف ولم يغتر بكل قول قيل )
كتاب ممتع جدا ومهم ويمكن الكتاب ده سبب من أسباب كره الصوفية الكبير للألباني
لا شك ان لكل فِرَق أدلتها وحججها فاقرأ لكل الفرق حجتها ثم زنها بعقلك ، قرأتُ هذا الكتاب ولو لم اقرأ من قبل كتبا عن نقيض هذا الكتاب لامنتُ به فالحجج موجودة وقوية لكن يبقى الفهم واساسيات التأويل التي من شأنها فهم هذه الأدلة بمعانيها الصحيحة وليست فقط الصريحة .. الانغلاق على الأفكار هاوية .
امسكت الكتاب اتصفح محتوياته وشدني مباشرة الشيخ للحديث وتعليقه النفيس على الأحاديث والأسانيد بالإضافة إلى قصة كتابته للكتاب وإضاعته للنسخة المنقحة، ومع عدم اهتمامي بذات الموضوع رغبت في اكمال الكتاب حتى اطلع على شيء مما كتبه الشيخ -رحمة الله عليه- وكفى بها من حسنة أن ترى إتقان الشيخ لصنعته الحديثية ولماذا يعتبر من رواد علم الحديث....
توفرت لدي الطبعة الثانية، من الكتاب -وبين الطبعتين 45 سنة- وهذه الطبعة الثانية كانت رفيق الشيخ في كتابته وتنقيه وتهذيبه وفي هذه الفترة رد على الشيخ كثير؛ منهم من رد بعلم وأكثرهم بدون علم، فقالوا كلام لم يقل به أحد، فكان لزاماً على الشيخ أن يعيد تهذيب الكتاب وتنقيحه والرد على الردود المحدثة، فكان هذا الكتاب بزيادة 57 صفحة على النسخة القديمة، والتي أظن بأن أغلب المراجعات وأغلب الناس وجدت عندهم وهي المتوفرة على الشابكة.
يتركز الكتاب في بيان حكم الشارع في مسألتين: 1- حكم بناء القبور على المساجد. 2- حكم الصلاة في هذه المساجد.
هذا بشكل أساسي أما الإضافة التي حوتها النسخة الثانية تكمن في رده على المعترضين ومن أهمهم صاحب كتاب «إحياء المقبور».
سلبية الكتاب الوحيدة تكمن في الهامش! كثيرة التعليقات وحكم الهامش الكبير مصيبة تقطع التركيز، لدرجة أن محتوى الصفحة الأصلي قد يكون سطر أو سطرين والهامش صفحة وصفحتين وراء بعض! ولا أدري لما لم يفرد الشيخ بالهامش هذا فصل آخر، أو يقوم بإدخاله بالنص لدرجة أن الهامش وصل إلى 6 صفحات في مرة من المرات!
رحمة الله عليك يا إمام وأضاء قبرك.
الطبعة التي لدي: الطبعة الأولى للطبعة الشرعية الوحيدة (يعني الثانية :)) لعام 2001-1422 مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض.
من انفع و افضل الرسائل في العقيدة ، موضوعها ينحصر في:
1-حكم بناء المساجد في القبور 2-حكم الصلاة في هذه المساجد
اما الأول فمُحرم ، واما الثاني ففيه تفصيل: _اذا قصد الشخص الصلاة في المسجد الذي فيه قبر لاعتقاده في صاحب القبر فصلاته باطلة .. _اما اذا صلى فيه من غير ان يكون له اي علم عن المقبور او اعتقاد فيه فإنه صلاته مكروهة ، وذهب بعض الأئمة كالامام احمد الى بُطلانها ، ومن اتقى الشُبهات إستبرأ لدينه و عِرضه ..
ألا رحم اللّه شيخنا المُجدد الالباني ، و جمعنا به مع النبيين والصديقين انّه جوادُ كريم ..