قال لي شيخ من المشايخ المتزمتين وقد سقط إليه عدد من الرسالة فيه مقالة لي في الحب: مالك والحب وأنت شيخ وأنت قاض وليس يليق بالشيوخ والقضاة أن يتكلموا في الحب أو يعرضوا للغزل؟ إنما يليق بالشعراء, وقد نزه الله نبيه (صلي الله عليه وسلم) عن الشعر وترفع العلماء وهو ورثة الأنبياء عنه, وصرح الشافعي أنه يزري بهم, ولولا ذلك كان أشعر من لبيد.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
أسلوب الشيخ على الطنطاوى يأسرك من أول كلمة و يأخذك في جولة سريعة على الفقهاء في هزلهم و ليس كما اعتدنا عليهم الكتاب لذيذ و خفيف مع انى اتصدمت فى شعر القاضى ابن خلكان في الغلمان و اتارى القضاء شامخ من يومه
تحت هذا العنوان و بيد الشيخ الطنطاوي حتما سيكون من روائع الطنطاوي كعادته في كتاباته وهو كذلك لطيف خفيف إلا أنه صدمني حين ذكر قصة عشق أحد القضاة لابن الملك و يورد شعره و تغزله في الفتى
و هذا لا يليق بالطنطاوي الشيخ الأديب و لا بكتبه
عدا ذلك الكتيب خفيف لطيف
ومن جميل ما قرأت فيه
أنزه في روض المحاسن مقلتي و أمنع نفسي أن تنال حراما
وأحمل من ثقل الهوى ما لو أنه يصب على الصخر اﻷصم تهدما
أنا لقيت الجودريدز كله بيقرأ الكتاب، قلت أقرأه أنا كمان يعني هي جت عليا! كتاب لطيف جدًا، ربنا يرحم الشيخ علي الطنطاوي، بأسلوبه البسيط والسلس والمضحك الشيخ الطنطاوي أفضل مثال للأديب الشيخ، والعالم الربّاني الجميل ذو الكلمات الرقيقة المحببة للنفس مما أعجبني بالكتاب : ويبيت بين جوانبي حب لها لو كان تحت فراشِها لأقلها ولعمرها لو كان حبك فوقها يومًا، وقد ضحيت إذن، لأظلها كتيِّب رائع رضي الله عنك يا طنطاوي
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ كانت من الآيات التي تؤرقني وتعبث بعقلي هل الشعر حرام إذن؟ كنت أعلم بالفطرة أن الله سبحانه وتعالى لا يمكن أن يحرمنا نحن البشر من شيء بهذا الجمال وهذه العذوبة كنت استفتي قلبي فأشعر أن الشعر هو موسيقى المشاعر والعواطف تمامًا كموسيقى الطبيعة لكن قصور عقلي وقلة معلوماتي لم تستطع الوصول لحجة قوية بعد وها هي الحجة أجدها في هذا الكُتيب
أعجبتني فكرة الكُتيب وأعجبني الفكر المعتدل للشيخ علي طنطاوي ويبدو أننا نتفق في عدم قدرتنا على تذوق ما يُسمى بالشعر الحديث وما يدعونه كذبًا على القصيدة بكونها قصيدة نثرية وكل هذا الهراء
الأبيات التي ذكرها منها ما فهمته وتذوقته ومنها ما استعصى عليّ فهمه في المجمل، لم أخرج من قراءة هذا الكُتيب سوى بالفهم الصحيح للأية السابقة ولا شيء سوى ذلك ربما كان من الأفضل لو كان المحتوى أكبر قليلاً
كتاب رائع ورد قوي على الدعاوي التي تقول بأن الشعر حرام وهو يعني الشعر الحق الذي يجمع سمو المعنى وموسيقى اللفظ فجمع الطنطاوي مجموعة من الشعر قيل من مجموعة من كبار الفقهاء
أراد علي الطنطاوي في هذا الكتاب أن يثبت لأحد المشايخ المتزمتين أن الكلام في الحب ليس مقصورًا على الشعراء، وهو لا يحط من قيمة الشيوخ والقضاة، ولهذا اقتبس بعض الأبيات من غزل الفقهاء.
وجدت الفكرة جميلة في البداية، خصوصًا لأن بعض الغزل مباح، لكني لما قرأت بعض الأبيات ساءلت نفسي : لماذا ذهب الطنطاوي إلى هذا الحد ليثبت آراءه لذلك الشيخ ؟
أفهم حقيقة أن يكون من الفقهاء شعراء يتغزلون بالنساء بشكل عفيف، وأعلم أني ربما فهمت بعض الأبيات بشكل خاطئ وحكمت عليها بأنها غير لائقة، ولكن هناك شيء يضايقني، ولا أستطيع استيعابه، وهو : لماذا ذكر الطنطاوي أبيات ابن خلكان تلك ؟
لابن خلكان أبيات في وصف حبه وعشقه لابن أحد الملوك، وقد وضعها الطنطاوي في كتابه هذا، والمصيبة أنه قال معلقًا على الأمر : (بل البلية والله أن يكون قاضيًا ويعشق الغلمان، هذا مع الثقة بدينه، وأنه لا يطلب حرامًا ولا يأتيه مختارًا، غفر له الله).
فلماذا إذن اقتبس هذه الأبيات وهو يعلم أنها قيلت في أمر لا يجوز ؟ أليس هذا استشهادًا خاطئًا ؟
تجنبت إتيان الحبيب تأثما .. ألا إن هجران الحبيب هو الاثم -------------------------------------------------------------------- فقالت ألم تخبر بأنك زاهد * فقلت بلى، ما زلت أزهد في الزهد -------------------------------------------------------------------- واني لابدي في هواك تجلداً ولي في الهوى صبر عليك جميل بوجهي علامات السلامة تنجلي وفي القلب مني لوعة وغليل فلا تحسبي اني سلوت فربما ترى صحة بالمرء وهو عليل
كتيب لطيف بيعبر فيه الشيخ علي الطنطاوي بأسلوب جميل عن حبه للشعر وتقديره له وبيتكلم فيه عن الحب من وجهة نظر الشعر وبيوضح عدم كره الفقهاء للشعر علي عكس مايقوله بعض الناس
أما رأيت في الحياة مشاهد البؤس؟ أما أبصرت في الكون روائع الجمال؟ فمن هو الذي يصور مشاعرك هذه؟ من الذي يصف لذائذك النفسية وآلامك، وبؤسك ونعماءك؟ لن يصورها اللغويون ولا الفقهاء ولا المحدثون، ولا الأطباء ولا المهندسون .. كل أولئك يعيشون مع الجسد والعقل، محبوسين في معقلهما، لا يسرحون في فضاء الأحلام، ولا يوغلون في أودية القلب، ولا يلجون عالم النفس... فمن هم أهل القلوب؟ إنهم الشعراء يا سيدي، وذلك هو الشعر!
أما قمت مرة في السحر، فأحسست نسيم الليل الناعش، وسكونه الناطق... وجماله الفاتن، فشعرت بعاطفة لا عهد لك بمثلها، ولا طاقة لك على وصفها؟ أما سمعت مرة في صفاء الليل نغمة عذبة، من مغنّ حاذق قد خرجت من قلبه، فهزّت منك وتر القلب، ومسّت حبّة الفؤاد؟
أما خلوت مرة بنفسك تفكر في الماضي فتذكر أفراحه وأتراحه، وإخوانا كانوا زينة الحياة فطواهم الثرى، وعهدا كان ربيع العمر فتصرم الربيع، فوجدت فراغا في نفسك، فتلفت تفتش عن هذا الماضي الذي ذهب ولن يعود؟ أما قرأت مرة قصة من قصص الحب أو خبراً من أخبار البطولة فأحسست بمثل النار تمشي في أعصابك، وبمثل جناح الطير يخفق في صدرك؟
أما رأيت في الحياة مشاهد البؤس؟ أما أبصرت في الكون روائع الجمال؟ فمن هو الذي يصور مشاعرك هذه؟ من الذي يصف لذائذك النفسية وآلامك، وبؤسك ونعماءك؟ لن يصورها اللغويون ولا الفقهاء ولا المحدثون، ولا الأطباء ولا المهندسون. كل أولئك يعيشون مع الجسد والعقل ، محبوسين في معقلهما، لا يسرحون في فضاء الأحلام، ولا يوغلون في أودية القلب، ولا يلجون عالم النفس... فمن هم أهل القلوب؟ إنهم الشعراء يا سيدي، وذلك هو الشعر!ـ
رسالة رقيقة آسرة للقلوب آخذة بالنفوس، يردد اللسان بعد كل فقرة منها قوله:الله الله، فلله هذا الغزل والرهافة والحس من هذا الشيخ القاضي أبيض اللحية، الذي قال -غير متأثم- ما تورع عنه جامدو الشبان وثقالهم.
تصفحت مكتبتي قبل فترة فوجدت فيها عدداً من الأدباء الكبار القضاة الغزِلين، ابن قتيبة والقاضي التنوخي وابن خلكان وعلي الطنطاوي، ما أدري السر في هذا الاتفاق، كأن القاضي أديب بالضرورة لما يمليه القضاء من تأمل ألوان الحياة ومعايشة الناس، وما يمليه من اللغة الرفيعة الناصعة، والعلم الغزير الثج، والأناة الحاصلة من التجربة.
"هو لغة القلب فمن لم يفهمه لم يكن من ذوي القلوب. وهو صورة النفس، فمن لم يجد فيه صورته لم يكن إلا جماداً. وهو حديث الذكريات والآمال، فمن لم يذكر ماضياً، ولم يرج مستقبلاً، ولم يعرف من نفسه لذة ولا ألماً، فليس بإنسان"
جاء هذا الكتيب اللطيف رداً على شخص علق بمالك والحب وأنت شيخ وقاض.... والله نزه نبيه عن الشعر وترفع عنه العلماء بعد أن وقعت في يد الأخير مجلة الرسالة وفيها مقال للطنطاوي عن الحب. رد جيد وتصحيح لفهم مغلوط واختيارات شعرية جيدة في مجملها.
في هذا الكتاب حقيقة كُنت أجهلها لم أكن أعلم بأن الفقهاء يروق لهم الشعر بل وكنت أجهل بأنهم شعراء في الغزل ، فكلمات الطنطاوي البسيطة والشحيحة في حروفها و سخيّة في معناها جعلتني أعيد النظر في نظريتي الخاطئة فهم بشر ولهم مشاعر تُحركهم و يكفيني من هذا الكُتيب معلومة بأن الرسول عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم أصغى إلى كعب وهو يتغزل في قصيدته
فعاودت قلبي أسأل الصبر وقفة ....عليها فلا قلبي وجدت ولا صبري وغابت شموس الوصلعني وأظلمت ...مسالكهحتى تحيرت في أمري
ومن أروع ماسمعت لتلميذ الشيرازي وأني لأبدي في هواك تجلدا ....وفي القلب مني لوعة وغليل فلا تحسبن أني سلوت فربما ....فربما ترى الصحة بالمرء وهو عليل
وماقيل عن الصوفي أبي القاسم القشيري لو كانت ساعة بيننا مابيننا ...ورأيت ورأيت كيف تكرر التوديعا لعلمت أن من الدموع محدثا ...وعلمت أن من الحديث دموعا
الا انها لم تفل تفل ألسنة علمائنا ولم تكل اقلامهم , ولم تخف اصواتهم ,الا حين اضاعوا ملكة البيان , وزهدوا فالأدب , وحقروا الشعر ..فهل لعلمائنا عودة الا ماهم أخلق به , وأدنى اليه ,وأقدر لو أرادوه عليه ؟!
كتيب جميل ومناسب لمحبي الشعر حيث ينطلق فيه الشيخ الداعية علي الطنطاوي رحمه الله من حوارية قصيرة له مع أحد من يدعون إلى نبذ الشعر، وأنه ليس من الدين في شيء...
فيسوق الشيخ رحمه الله قرائن وشواهد الشعر، والغزلي منه خصوصًا، ليبرهن على أنّ الشعر لغةٌ للقلوب، تتلمس الجمال وتبثه من خلالها.
كتيب خفيف يقول لك الطنطاوي من خلاله :كلنا بشر نشبه بعضنا في المشاعر وإن اختلفنا بغير ذلك .. واضحٌ من العنوان أن الكتاب عدد من الأشعار التي قالها الفقهاء في مختلف العصور ولم يمنعهم الدين من التلذذ بالشعر سماعا وكتابة .. وهو هدي النبي عليه الصلاة والسلام حيث لم يمنع الشعر بل قوّمه كما تقوّمت الكثير من الأمور التي كانت موجودة في الجاهلية . فيه قصة ابن خلكان التي أثارت استغرابي ولم أكن أعرف عنها شيئا سابقا ويبدو لي أن عدم ذكرها كان أفضل. أما بقية الكتاب فهو يفيض عذوبة ورقة كما هو شعر الغزل في كل وقت ومكان . فيه مشكلة بسيطة حيث لم يشكّل الطنطاوي الكثير من الكلمات مما يجعل قراءته على غير المختص صعبة نوعا ما .. صحيح أنه كتيب صغير لكنني توقفت كثيرا على الأبيات ورددتها أكثر من مرة مستذكرة أيام كنت أغوص في الدواوين قارئة نهمة . اقرؤوه فهو جميل .
والكتيّب رد من الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى على أحد الذين استهجنوا عليه مقالة عن الحب نشرها في مجلة الرسالة ذكر فيه بعض غزل أهم العلم والشريعة مستشهداً فيه حسن شعرهم وطلاوته ومستنكراً على المتشددين تشددهم في ذكر الحب والموقف المتشنج من الكلمة وكأنها أفعى في وكرها رحمه الله وغفر لنا وله
لاَ يُمكنُ لأحدٍ بحال من الأحوالْ أن يتجرَّد من مشاعره ! أو أن يكذِب على قلبه، أن يصمَّ سمعه عن نبضة لفرط قوتهَا يسمعها القاصي والدانِي فيشفق لحاله .. وآه للطنطَاوِي إذ لا يحبذ الزَّيف والإغراق في المثالية
الطنطَاوِي -رحمة الله عليه - لطالما أحببتُ صدقهُ، بساطته، عفويته .. تجسيده لإنسانيته وتعرِية كل حقيقة لتحتفِي بجمالها بعيدا عن كل مداراة .. يبلغ منِي أحيانا حين أقرأ له أن أظل ساعات وساعات صامتة متفكرة بعمقٍ، شاكرة له، داعية له من أعماقِي ‘‘ يقُول في كتيبه- رحمه الله- : ‘‘ فمن لم يذكر ماضيا ولم يرج مستقبلا، ولم يعرف من نفسه لذة ولا ألما .. فليس بإنسانٍ وهكذا كان طوال حياته ، يبدِي ضعفه بين الصفحات دون خجل، هواجسه، عواطفه، وكل تناقضاته دُون أن يفقد بالضرورة ملكة علمه وتدينه وقوامته في عصره .. لله دره
.
أما عن محتوى الكتيب !! فقد صهر قلبِي ما جاء على ألسنة بعض الفقهاء .. أقُول صدقا ولا أزيد أني أحسستُ شيئا كالتحلِيق يعصف بِي في جوف الليل على ضوء الشاشة الخافت
يالله ... سبحانك إذ جعلت أرق الحديث وألطفه عبارة وصياغة يسيل على ألسنة هؤلاء
أروعهم بالنسبة لي :
:شيخ الإمام مالك ( ��لمحدث الفقيه عروة بن أذينة) يقُول رحمه الله في كامل عاطفته وبلهفة تتلفُ الصَّبر ويبيت بين جوانحي حب لها *** لو كان تحت فراشها لأقلها ولعمرها لو كان حبك فوقها *** يوما وقد ضحيت إذن لأظلها وهنا جزء أطول : http://store2.up-00.com/2016-10/14755...
يقُول أيضا وقد أرهقه البعد واشتد به الظمأ للوصال : إذا وجدتُ أوار الحب في كبدي *** عمدت نحو سقاء الماء أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره *** فمن لِحَرٍ على الأحشاء يتَّقِدُ http://store2.up-00.com/2016-10/14754...
أما عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد السبعة الذين انتهى إليهم العلم في عهد عمر بن عبد العزيز ذاك الذِي قال : تغلغل حب عشمة في فؤادِي *** فباديه مع الخافي يسير تغلغل حيث لم يبلغ شراب *** ولا حزن ولم يبلغ سرور ‘‘ وكان يسأله ابن المسيَّب ‘‘ أأنت الفقيه الشاعر ؟ ‘‘ فيرد رحمه الله : ‘‘ لا بد للمصدور من أن ينفث !!! أجل قد صدق رحمه الله لا بد من نفثة
الكتاب فيه من روائع الشعر العربي الشيء الكثير ,ومن أسلوب شيخنا الطنطاوي-رحمه الله- الصراحة وخفة النفس. أعجبني جله , ذكرني حب القاضي لصبي عنده بمن يقال أن شكسبير يوجه له قصائده وهو فتىً يافع لم تعجبني هذه المقارنةالتي رسمها عقلي لا إرادياً. يبدو في مقاله تأثره -كما قال عن نفسه في مقابلةأضع رابطها بإذن الله في آخر التقييم-بأسلوب مصطفى لطفي المنفلوطي -ومن لم يتأثر- حيث الإسهاب والإقناع العاطفي فيما يتصل بقضايا القلوب وهي الحب هنا, والإقناع العقلي في قضاياالعقل والمنطق -نراها في مقالاتِ وكتب للطنطاوي أخرى-أيضاً إيراد الدليل وهو هنا أبيات شعرية من غزل الفقهاء الأعلام. باختصارأحببته
كتيب خفيف لطيف يرد فيه الشيخ الطنطاوي على من عارضه على كتابة مقال عن الحب.. و كأن الحب محرم على العلماء و الفقهاء! يخلط المتشددون بين شعور الحب السامي و بين الرذيلة و هل من قلب حيّ لا يحب؟ لا تعارض بين الحب و الفضيلة.. بل هو فضيلة رحم الله الطنطاوي المحب الإنسان..