مادة الكتاب فتضمها سبعة أبواب تتفرع عنها فصول وعناوين؛ ويبدأ الكتاب بباب موجز عن عمر في الجاهلية، ثم باب عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه فصول عن إسلامه وهجرته وصحبته، ثم باب قصير عنه مع أبي بكر، ثم باب طويل متعدد الفصول عن "عمر أمير المؤمنين" في آخره فصل عن "أوّلياته"، وبعده باب عن "عمر الأديب" فيه فصول عن خطبه وكتبه ومعاهداته ووصاياه وكلماته وعنه مع الشعر والشعراء، وبعده باب عن "عمر الرجل" فيه فصول عن طعامه ولباسه ومركبه وسيرته مع أهله ومع الصحابة ومع الناس، ومنها فصول في مناقبه وإصابة رأيه وفراساته وكراماته، وأخيراً باب عن مقتله فيه عدة فصول. وقد خُتم الكتاب بجزء عن عبد الله بن عمر كتبه ناجي الطنطاوي ويقع في بضع وثلاثين صفحة، وفيه فصول عن شخصيته وعبادته وزهده وورعه وموقفه في الفتنة وأقواله وكلماته وأسرته وأولاده وأخبار متفرقة عنه.
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 (12 حزيران (يونيو) 1909) لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان أبوه، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وأسرة أمه أيضاً (الخطيب) من الأسر العلمية في الشام وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال، وخاله، أخو أمه، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتَي "الفتح" و"الزهراء" وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي أبوه -وعمره ست عشرة سنة- صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أمٌّ وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم، ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة، ولكن الله صرفه عن هذا الطريق فعاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في "مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينذاك، ومنه نال البكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1928.
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أولَ طالب من الشام يؤم مصر للدراسة العالية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) سنة 1933. وقد رأى -لمّا كان في مصر في زيارته تلك لها- لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة، فأُلفت لجنةٌ للطلبة سُميت "اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتُخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت لجنة الطلبة هذه بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي للشام، وهي (أي اللجنة العليا للطلبة) التي كانت تنظم المظاهرات والإضرابات، وهي التي تولت إبطال الانتخابات المزورة سنة 1931.
في عام 1963 سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّساً في "الكليات والمعاهد" (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود). وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازماً على أن لا يعود إلى المملكة في السنة التالية، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها (وفي جدّة) خمساً وثلاثين سنة، فأقام في أجياد مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سب
إنه الفاروق...جامع العَظَمَة من أطرافها...العبقري الذي أتعب سرد مناقبه ومزاياه المؤرخين...بحروف شيخنا الجليل علي الطنطاوي وأخيه ناجي...وعلي الطنطاوي من أقدر الأدباء على تسطير مواقف المجد والعظمة في تاريخنا...لأنه يتناول التاريخ وعينه على الحاضر...آملا بالمساهمة ببعث عزة الأمة ومنعتها من جديد.
أخبار عمر...كتاب يستحق القراءة والتدبر...نظمه الطنطاويان بأسلوب سهل ميسر جذاب ممتع وبلاغة رائعة...وعمل جاد في جمع المادة العلمية وتحقيقها،وتقصي الصحيح منها ما استطاعا،وتوثيق الأخبار من مصادرها، وحسن الترتيب والتبويب بعد ذلك ليخرجا لنا مادة شاملة عن الفاروق رضي الله عنه...عملٌ يليق بعظمة الفاروق ومكانته...والذي قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :كان نسيج وحده!!
وألحق به بعد ذلك فصلا عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه.
اعتمد الطنطاويان في كتابهما أسلوب السرد للأحداث ولم يعمدا إلى تحليلها أو بيان أسبابها..على أن يلي هذا الكتاب آخر فيه دراسة لنواحي عظمة الفاروق...فيكملان بعضهما
عمر العظيم بخلقه وآثاره وفكره وبيانه وفقهه وقيادته وإدارته...وعظيم في نفسه...والذي تحول في لحظة مباركة من حال إلى حال...من رجل عادي من عامة الناس إلى قائد أمة...تلك اللحظة التي أعلن فيها إسلامه وكبّر فيها المسلمون اقشعر بدني لها...تلك اللحظة التي كانت كفيلة بأن يكون عزّا للإسلام أبدا...ألسنا على الحق؟؟ألسنا على الحق؟؟ألسنا على الحق؟؟
إيمانه الراسخ بهذا الحق جعله مندفعا للعمل للإسلام كما كان يعمل ضده قبل إيمانه
كما قال عنه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كان إسلامه فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة.
احتوى الكتاب على العديد من الفصول المميزة مثل: (عمر والإدارة العامة)و(أولياته)و (عمر الأديب)و(فراساته وكراماته)...ومما أثر بي خطبه ووصاياه وكتبه لولاته ومعاهداته...أن تسمع كلام عمر مختلف عن سماع الكلام عنه... وأضاف لي الجديد من المعلومات لما تحدث عن عمر والشعر والشعراء...وأبكاني حديث وفاته ووصيته ودفنه...
فبعد أن تتعرف جيدا على هذا العبقري العظيم...بزهده وورعه وخشيته لله...وكرمه مع رعيته وإحساسه بالمسؤولية تجاه كل فرد فيها...وعدله...وقوته على الظالم...ورهبته في قلوب الخلق، حتى الملوك منهم...وكراماته وفراسته...ومكانته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته..وحكمته..وحنكته..وقوة بصيرته..وأمانته..وحجم إنجازاته لهذه الأمة.. وحرصه على لقاء حبيبيه على الحال التي فارقهما عليها والنزول في الجنة بمنازلهما(إنّي لقيت صاحبيّ وصحبتهما ، فأخاف إن خالفتهما أن يخالف بي عنهما ولا أنزل معها حيث ينزلان)... تدرك حجم خسارة الأمة بفقده...وتحيا مع الصحابة رضوان الله عليهم اللحظات التي هزتهم بفقده وكأن القيامة قد قامت..فموته كما قال علي رضي الله عنه: ثلمة في الإسلام لا ترتق إلى يوم القيامة...
رحم الله سيدنا وحبيبنا عمر وجمعنا به في الفردوس الأعلى. وغفر الله لكاتبي هذا الكتاب وجزاهما عن أمة الإسلام كل الخير.
ولأول مرة أعطي كتابا كتبه الطنطاوي رحمه الله نجمتين ! والسبب ببساطة أنني لم أجد الطنطاوي في هذا الكتاب ، كل ما وجدته هو نقولات لقصص حدثت لعمر وابنه رضي الله عنهما قد أجده في أي كتاب سيرة لعمر أين تعليقات الطنطاوي وأين أسلوبه الجميل العذب؟ لم أجده !
هذه المرة الخامسة التي أحاول فيها كتابة مراجعة لهذا الكتاب ولم أفلح بعد في ذلك فمن أين يبدأ الحديث عن هذا الكتاب ؟ يبدأ الأخوان الطنطاوي سرد سيرة هذا الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا غلق الفتنة ( وأشار بيده إلى عمر ) لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد مغلق ما عاش هذا بين أظهركم.
انبهرت بأخبار هذا الرجل العظيم و عشت تفاصيل كل هذا الكتاب و تخيّلت مظهره و هيبة الصحابة منه و عجبت منه في الكثير حين يعدل و يرحم ويعسعس آخر الليل ليتفقد الرعية فيذهب للعجوز العمياء ليعينها و لتلك المقطوعة مع أبنائها في الصحراء فيعد لأبنائها ما يسد جوعهم ، ومن تقشفه وخشيته من الله و كرمه مع الرعيّه فحقاً ما قال عنه علي بن أبي طالب من أحب أن ينظر إلى للقوي الأمين فلينظر إلى هذا ويشير إلى عمر ، وإن من كلماته ما كان دستوراً للحكم أو للقضاء أو للأخلاق و من الفصول الجميلة فصل ما نزل في القرآن الكريم فيه أو بسببه فسبحان من سيّر الحق على لسانه وكذلك فصل مراثيه.
تعجبت لأني لم أعلم قبلاً أنه كان محبّاً للشعر و الأدب فمرةً كتب إلى أهل الشام : علموا أولادكم الكتابة والسباحة والرمي و الفروسية ، و مروهم فليثبوا على الخيل وثباً و رووهم ماسار من المثل ، وحسن من الشعر . وكان لا يكاد يعرض له أمر إلا أنشد فيه بيت شعر لكن ابن عمر حين سُأل عن هذا قال أنه لم يكتب بيت شعر واحد.
يتنقل الأخوان الطنطاوي في ربوع سيرة عمر الرجل و صاحب رسول الله "صاحب الرأي والنصيحة" والخليفة ، و الزوج ، و الأب ، وذو الفراسة و الكرامات ، و العبد الذي يقضي الليل يصلي و النهار لتلبية حاجات الناس ، وكان ينهر كل أمير يغلق بابه دون الناس ولا يسمع حاجاتهم و عجبت أنه ذات مرة أمر أحد أمرائه ألا يتكئ في حال وجود الناس عنده فهو مثلهم ومنهم!
ثم يذكرون زوجاته و أبنائه إلى فصل مقتله رضي الله عنه الفصل الذي وقفت عنده أبكي كما بكى عليه الناس وقتها وحزنوا عليه حزناً شديداً حدّ أنهم لم يأكلوا ولم يشربوا إلى أن نهاهم العباس عن ذلك وقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات فأكلنا و شربنا ومات أبو بكر فأكلنا وشربنا فمدّ يده وأكل فأكل الناس هذا الفصل بالذات سيبكي أي قارئ و يشعره بالحزن و الغمّ الذي شعر به المسلمون وقتها وصدق علي رضي الله عنه حين قال أبكي على موت عمر ، إن موت عمر ثلمة في الإسلام لا ترتق إلى يوم القيامة. وانتهيت من هذا الكتاب و أنا أقول : وإنّا على فراقك ياعمر لمحزونون
إن أردت أن تعرف سيرة عمر فهاك أخبار عمر حيث تتعرف عليه جيّداً وتحبّه و تتوق لرؤيته وصاحبيه ، من أكثر أقوال عمر جمالاً حين قال : إنّي لقيت صاحبيّ وصحبتهما ، فأخاف إن خالفتهما أن يخالف بي عنهما ولا أنزل معها حيث ينزلان " ، هذا الكتاب من أكثر الكتب التي وضعت بين صفحاته اشارات لأعود و أقتبس منها ولا تسع هذه المراجعة أن تفي هذا الكتاب ولا تفي سيرة هذا الرجل العظيم حقه رضي الله عنه و أرضاه وجمعنا به في جنان عدن.
سلاما يا عمر الفاروق أتعبت من بعدك و كما قالوا عنك : لن تلق أحدا مثل عمر! كانت رحلة طيبة مع هذا الكتاب جزى الله الشيخ الطنطاوي كل خير إلا أنني افتقدت تعليقاته و قلمه و تعقيباته و جمعنا معهم في جنة و نعيم
هل لي أن أحكم على سيرة هذا الرجل العظيم ؟ هل تسعني الكلمات أن أحكي عن من ملأ الأرض عدلاً و صاحب رسول الله الذي اهتز جبل أحد بوجوده ، وقد قال عنه أفضل الخلق: ( جيء بعمر فوُضع في كفه و جِيء بجميع أمتي فوُضعوا بكفه فرجح عمر )،رواه أحمد لأول مره أقرأ تفصيلاً لحياة الفاروق رضي الله عنه ،إنها سيرة حياة و منهج فريد و أسٌّ وجود كانت تهابه ملوك كسرى و الروم و اعتز الاسلام به وعلا شأن المسلمين به دهراً . رضي الله عنه و أرضاه ،
ياللعظمة !! المتأمل في التاريخ يجد أن مشكلات المجتمعات المدنية تتكرر بشكل ما أو بآخر ،، فجلُّ ما يعتري المجتمعات الحديثة من قضايا سياسة وإجتماعية وإقتصادية ،، وٌجِد قديما لكن بما تشكله معطيات الزمان والمكان ،، لكنّ مَكمن العظمة ،، في كيفية إدارة الخلفاء لهذه المجتمعات رغم توسع رقعة الدولة حينئذ ،، وكونها تحت إمارة واحدة !! المصادر - بلا أدنى شك - التي يُستَند إليها في طريقة الحكم هي ما تحدد مستقبل هذه المجتمعات !! رضي الله عن الفاروق ..
أنهيت هذا الكتاب ووجدت قلبي يفيضُ بحبّ عمر وابنه عبدالله رضي الله عنهما. سترى فيه عمر الجاهل وعمر العالِم، الشديد والليّن، الغاضب والمسامح، المحبّ والمبغض، العادل والحاكم، الرزين والذكي. شخصية مميزة وفريدة ولا يمكن أن تتكرر. رضي الله عنك يا أمير المؤمنين وأرضاك وجمعنا بنبينا نبيّ الرحمة وصحبه في الفردوس الأعلى على سررٍ متقابلين.
تم و بحمد الله بعد انقطاعي عنه فترة،و القراءات المتقطعة.اورد الشيخ علي رحمه الله جميع القصص الصحيحة عن عمر ،و ابنه عبدالله رضي الله عنهما. بموت عمر ارتد الناس عن الاسلام،و ظهرت فتن كثيرة في الأمة،و حرم الكثيرون حقوقهم..رضي الله عنه..
كتاب أضاف الكثيير لمعلوماتي رائع وقفت فيه في سيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وتأملت في سيرته فأين نحن منهم .على ان بعض المصطلحات صعبت علي في الفهم الا ان الكتاب سلس ممتع
من يكتب لعمر أفضل من الطنطاوي! كتاب مليء بالروحانية ومشاعر عامرة من رغبة في البكاء وشوق عظيم.. وودت فقط لو أن الشيخ شرح بعض الأحاديث وبيّن المعنى منها، رغم انه قال انه سيكتب كتابًا منفصلًا لهذا الغرض لكن لا أعلم ان فعل.
هذا الكتاب هو دعوة .. وتذكير ..قصة وتاريخ .. هو فخر واعتزاز وفي نفس الوقت استشعارٌ للتقصير الشديد.. الآن بتُ أعلم لمَ كان علينا أن ننتبه إلى من أكثر من نحب في قلوبنا .. ولمَ علينا أن نعرف سيرَ أولئك.. وأخبارهم وتفاصيل حياتهم لأنك حين تقترب من ذاك الزمان الذي تفوح منه عبق النبوة .. وتشعرُ بقربك من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تزداد حباً بهذا الدين .. وتقديراً لنعمة الإسلام .. والعلم به ! عمر بن الخطاب ..عدلتَ أمنتَ فنمت .. لم يكن فقط حاكماً عادلاً .. بل إنساناً عظيماً، وأعظمَ ما فيه هو شدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وثباته على الحق ثباتاً قوياً شديداً .. وددت أن أكون مثله ♥ . كنت قد علمت أخبار عمر من كثير من البرامج وقصص الصحابة لكن ما يميز هذا الكتاب أنه يذكر تفاصيلاً دقيقة .. وأشد ما أعجبني هو الفصل الذي كان يتحدث فيه عن "عمر الأديب " . كلماته ووصفه .. هناك مقطع تحدث فيه عن عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم غاضباً من زوجاته أمهات المؤمنين .. فكيف دخل عليه عمر .. وبدأ يصف نظرات الرسول وابتسامته و كلامه .. والغرفة التي كان يجلس فيها وصفاً لما قرأته شعرت بنفسي في مكان آخر .. هناك ! .. تعلقه بالقرآن .. وسعة علمه حنكته السياسية العظيمة .. كذلك رسائله وكتبه إلى المقاتلين والمجاهدين .. أمور تجعلك تصاب بالذهول والعجب فصل الأوليات الذي يتحدث عن الأشياء التي فعلها عمر بن الخطاب وكان أول من قام بها .. أمور عظيمة جداً .. ! ورعه وتقواه .. تواضعه الشديد .. وصف ملابسه وطعامه وشرابه.. كلامه وحكمه .. كل ذلك يقربك من الإسلام .. ويحببك بأصحاب الرسول وبالرسول نفسه صلوات الله عليه وأتم التسليم لأنه يذكرك بأن دعوته للإسلام هي من أخرجت أبطالاً عظماءً لا مثيل لهم .. الكتاب اختتم بجزء يتحدث فيه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه .. ويصفه .. أنصح جداً بقراءته .. ويستحق أكثر من خمسة نجوم .. :))
اجتمع لهذا الكتاب أمران جعلا منه شيئا محلقا في سماء الإبداع: الأول : أنه عن الفاروق عمر رضي الله عنه وحسبك به. الثاني: المؤلفان من ذوي الإبداع الأدبي بل إن أحدهم قد جاوز القنطرة ، وهو الشيخ الأستاذ علي عليه رحمة الله.. لذا فهذا الكتاب عظيم في معناه ، بديع في مبناه. كل الشكر على هذه القراءة ، لا حرمتم الأجر.
فتحت الكتاب حين اتخذته مرجعاً لبرنامج أعمل عليه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فانتبهت لنفسي حين وجدتني في الصفحة رقم ٨٠ في لحظات ! كتاب ممتع فعلاً وسرد قمة في السلاسة والروعة، الكتاب في ٦٠٠ صفحة لكن مع متعة الأسلوب وسلاسته في السرد كأنه يختصر الكتاب في ٦٠ صفحة .. كيف لا والطنطاوي من كتبه؟ رحمة الله عليه وأخيه ناجي .. مستمتعة بقراءته فعلاً :)
أكثرت التوجد على عمر رضي الله عنه، وزاد وجّدي حينما مررت على ما قاله الصحابة رضوان الله عليهم بعد وفاته، فهنيئًا لهم يوم أن خالطوه وعرفوه، وجزاهم عنا خيرًا يوم أن نقلوا لنا عنه، وعوضنا الله خيرًا بأن لم نكن معهم بأجسادنا ولكنّا والله معهم بأرواحنا فاللهم إني أُشهدك أني أُحبهم وأتقرب إليك بمحبتهم وأسألك الرضا عنهم 💜
وجدت عديدا من التوافق مع رأيي في آراء آخرين ممن قرؤا الكتاب، الكتاب ظننته سيحكي سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأسلوب جميل تعودناه من الشيخ علي الطنطاوي، كما كنا نتابعه في تلفزيون المملكة، لكنه عبارة عن سرد لمواقف للفاروق فقط!، حتى أنه تجاهل تماما حقبة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فغطى بعض مواقفه في الجاهلية، ومن ثم معاصرته للنبي صلى الله عليه وسلم، إلى دوره في خلافة أبي بكر ومن ثم قفز إلى فترة خلافته حتى وفاته، لكنه عرف كيف ينقل المشاعر بشكل رائع لحظة استشهاده وتأثرت بها وأحسست أني سأفتقده رضي الله عنه وأنا من كان يقرأه عبر ٥٧٠ صفحة مضت. لاشك أن الفاروق يشكل علامة فارقة في تاريخنا الإسلامي فعرفت الأمة استقرارا في عهده لم يكن موجودا في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وفي عهود من بعده وحققت الدولة أكبر اتساعا لها في تاريخ الخلافة الراشدة، وانعكس ذلك على قوة اقتصاد الدولة وحساب الآخرين لها بقوتها كدولة البيزنطية الموجودة في ذلك الوقت، لكنه مع ذلك عاش زاهدا في ترف الدنيا محتسبا أن يرزق بنعيم الآخرة.
عمر بن الخطاب رضي الله ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشر المبشرين بالجنة وأحد العظماء في التاريخ.. شخصيه قلما ترَ مثلها والله لا تكفي الحروف ولا الكلمات على وصف هذا الصحابي الجليل الفاروق عمر هل أنقَصُ من نفسي لو أخبرتكم أني ذرفت الدموع أثناء القراءة !؟ والله ما بكيت عند قراءة كتاب قط إلا عندما قرأت كتاب عمر وكتاب أبو بكر رضي الله عنهما للشيخ علي الطنطاوي بل وأفتخر أني بكيت على شخصيات لم يرى التاريخ مثلها في أخلاصهما لدينهما ولربهما وما أحوجنا الا مثل هؤلاء العظماء نحن بحاجة الا قراءة مثل هذا الكتب لكي تذكرنا بماضينا الزاهر ونأخذ العظه والفوائد والعبر كي نتدارك حاضرنا المحزن ونعمل على مستقبلٍ افضل
مثل هذا العمل الجبار و الجهد الواضح في تنقيح وتصحيح أخبار الفاروق رضى الله عنه لا يوفيه الشكر ولكن رحم الله الشيخ وجازاه عنّا خير الجزاء وشكر سعيه. فالسبب الذي دعاه لكتابه سير عظماء التاريخ الإسلامي و ذكره في اكثر من موضع و كتاب هو عزوف الشباب المسلم عن قراءة سير عظماء التاريخ الإسلامي و الإنعكاف على سير عظماء الغرب والاعجاب فيهم دون الألتفات الى من هم أحق و أقرب الى فكرنا وعقليتنا .
وددت لو أن هناك باب او فصل في الكتاب عن حال عمر قبل الإسلام وحاله مع أبيه وغلظته عليه . نصيحتي لمن يريد أن يقراء عبقريات العقاد أن يسبقها مؤلفات الطنطاوي .
صدق علي الطنطاوي عندما قال :" كلما ازددت اطلاعًا على أخبار عمر، زاد إكباري إياه وإعجابي به، ولقد قرأت سير آلاف العظماء من المسلمين وغير المسلمين، فوجدت فيهم من هو عظيم بفكره، ومن هو عظيم ببيانه، ومن هو عظيم بخلقه، ومن هو عظيم بآثاره. ووجدت عمر قد جمع العظمة من أطرافها، فكان: عظيم الفكر والأثر، والخلق، والبيان".
قرأت الطبعة الجديدة من أخبار عمر و عبدالله بن عمر وهي تتألف من 645 صفحة. الكتاب مفيد جداً وممتع، تم ترتيبه بفصول واضحة ومتأنية برز فيها معالم خلافة عمر واتساع فتوحاته وزهده وغير ذلك. ينقص الكتاب في نظري لمسة علي الطنطاوي رحمه الله في السرد والتعليق والحواشي المفيدة فهي لا تكاد تذكر في هذا الكتاب بعكس كتاب ابي بكر الصديق.