جعفر شيخ إدريس محمد صالح بابكر عبدالرحمن بلل. ولد عام 1931 ميلادية بمدينة بورسودان شرق السودان. والده ووالدته من منطقة نوري بشمال السودان.
مراحل الدراسة
الأولية والمتوسطة:
في سن السادسة حدث للشيخ حادث بقدمه عوقه عن المشي لمدة ثلاث سنوات تقريباً. لذلك بدأ تعليمه الرسمي متأخرا جدا، لكنه يرى أن هذا ربما كان من أكبر نعم الله عليه، إذ حفزه للجد في الدراسة في المدرسة وخارجها. فكان في المرحلة الأولية يدرس في المدرسة والخلوة (مدرسة تحفيظ القرآن الكريم) معاً. في سن الحادية عشر تقريباً انضم إلى جماعة أنصار السنة الناشئة.
واصل الدراسة النظامية في المرحلة المتوسطة في المدرسة ولم ينقطع عن دروس العلم الشرعي على بعض الشيوخ بمنطقة بورسودان. فدرس عليهم الأربعين النووية وبعض كتب المذهب المالكي، وبعض كتب النحو، وكان يحضر مع والده دروس الشيخ أبو طاهر بالمسجد الكبير ببورسودان فسمع عليه قدرا كبيرا من الصحاح ولا سيما صحيح البخاري، كما درس عليه بعض مختصرات أخرى في الحديث والبلاغة والآداب. درس أيضا على بعض العلماء الشناقيط الذين كانوا يمرون على مدينة بورسودان في طريقهم إلى الحج.. ومع جماعة أنصار السنة عرف شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وصاحبهما منذ ذلك الحين وحتى الآن.
مرحلة الدراسة الثانوية
– التحق بمدرسة حنتوب في سنة 1950 وهي حينئذاك إحدى ثلاث مدارس ثانوية بالسودان وكان لا يُقبل فيها إلا المتفوقين في الدراسة. والمدرسة هي مكان الإقامة والدراسة والطلاب لا يعودون إلى ذويهم إلا في الإجازات. عندما كان في مدرسة حنتوب الثانويَّة كانت فترة انتشر فيها الفكر الشيوعي، كما برزت فيها كذلك الحركة الإسلاميَّة. وفي المدرسة انضم إلى حركة إسلامية ناشئة هي حركة التحرير الإسلامي التي صارت فيما بعد جماعة الإخوان المسلمين. وفي ذلك الوقت لم تكن الحركة على صلة تنظيمية بحركة الإخوان المصرية. ولكنها كانت تتابع أدبياتها وتقرأ لقادتها. وكان الطالب جعفر عضواً نشطاً في الحركة يقيم المحاضرات ويُلقي الدروس.
مرحلة الدراسة الجامعية والتعليم العالي
التحق بكلية الآداب بجامعة الخرطوم ثم تركها ليذهب للدراسة بمصر، ولم يعجبه الحال هناك فعاد إلى جامعة الخرطوم ليدرس فلسفة العلوم والاقتصاد.
في جامعة الخرطوم كان الطالب جعفر شيخ إدريس ناشطاً في الحركة الإسلامية، وأحد أبرز القيادات الطلابية ثم أصبح رئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم. وعاصر أول حكم عسكري بقيادة الفريق إبراهيم عبود، الذي وصل إلى السلطة في 17 نوفمبر 1958 . وهو صاحب أول مذكرة للحكم العسكري تطالب فيها الجيش بالعودة إلى ثكناته.
حصل على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من جامعة الخرطوم في تخصص الفلسفة، وتخصص ثانوي اقتصاد. (1961م). ثم عًين معيدا بالجامعة وسجل لدراسة الماجستير، لكن الجامعة ابتعثته في العام التالي للدراسة بجامعة لندن.
بعد سنتين سقط نظام عبود فترك الدراسة واستقال من الجامعة ليشارك في العمل السياسي الإسلامي. وكان مرشح جيهة الميثاق بمدينة بورتسودان. عاد للجامعة مرة أخرى عام 67
حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الخرطوم في تخصص فلسفة العلوم عام 1970م، وكانت الدراسة الفعليَّة في جامعة لندن وذلك حسب الاتفاقية بين الجامعتين في ذلك الوقت.
واضطر للخروج من السودان إبان حكم الرئيس جعفر نميري، فهاجر إلى ليبيا ومنها إلى لندن ثم السعودية
العمل والتدريس
· قسم الفلسفة, جامعة الخرطوم. 1967 – 1973
· قسم الثقافة الإسلامية، كلية التربية، جامعة الرياض (الملك سعود حالياً )
· مركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
· قسم الدعوة، كلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
· قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، كلية أصول الدين، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
· وكان يدرس طلاب الدراسات العليا بالجامعة مواد العقيدة والمذاهب المعاصرة كما أشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه
· مدير قسم البحث بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في أمريكا، التابع لجامعة الإمام ثم عمل مستشاراً للمعهد.
· تقاعد من العمل بجامعة الإمام سنة 1997م
· أسس الجامعة الأمريكية المفتوحة مع بعض الناشطين، ثم أصبح مديراً للهيئة التأسيسية للجامعة.
· عمل ومازال يعمل مستشاراً لعدد من المؤسسات والهيئات الإسلامية في أنحاء العالم بالإضافة إلى كونه عضو مجلس إدارة في العديد منها.
النشاط العام والمؤتمرات
· ألقى دروس ومحاضرات وشارك ندوات ومؤتمرات في كثير من الجامعات والمراكز الإسلامية والمساجد ومراكز البحوث في كثير من بلدان العالم في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأستراليا وأمريكا الشمالية
في هذا الكتاب، تناول الشيخ القدير جعفر شيخ إدريس بعض القضايا المهمة لكل مسلم، بأسلوبه المميز والسلس. فتحدث أولاً عن عبارة (الإسلام لعصرنا) وكذلك (الإسلام صالح لكل زمان ومكان)، بعيدًا عن التأويل الباطل لهذه العبارة والذي يجري كثيرًا على لسان الطوائف المنحرفة. وتكلم عن العلمانية وتناقضات أربابها، وكذلك الدعوة إلى الإسلام، والتحديات التي تواجه المسلمين في أنحاء العالم. وفي إحدى مقالات الكتاب تحدث عن الآيات التي تذكر العقل في القرآن، ودلالة كلمة العقل أو مشتقاتها في كل آية. أنصح كل طالب عالم وداعية أو مهتم بالإسلام وشؤون أهله أن يقرأ هذا الكتاب.
ربما أتحسر نوعاً ما على تأخري في الإطلاع على كتب الدكتور جعفر شيخ إدريس , هذا الكتاب جمهرة مقالات الشيخ منذ أواخر العام 1999 الى العام 2011 وهي في مجملها مقالات عميقة تتسم بالجدة في الطرح والتناول المستفيض والدكتور من القلائل الذين زاوجو بين التحصيل الشرعي والعصرنة.. ما يخصم من الكتاب أنك بعد عدد من المقالات تجد المؤلف يعيد إنتاج أفكاره وإن البسها أثواباً أخر وإن لم يتطرق إليها مباشرة. ويُعتذر عن ذلك بأن كل مفكر تغلب عليه قضيته الرئيسة في أكثر طرحه ولا يمجها تكراراً.