تحدثت مقدمة الكتاب عن التقليد الأعمى الذي أصاب الأمة الإسلامية، والذي تمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى والاستمداد غير الواعي من مناهجها ونظمها وقيمها، ومن خلالها تبين سبب اختيار موضوع العلمانية؛ مع ذكر المباحث التي اشتملت عليها هذه الرسالة، وجاء في ختام هذه المقدمة بيان معنى العلمانية ومدلولاتها وموقف الإسلام من هذا الغزو الوافد على بلاد المسلمين. ثم ورد الحديث عن التحريف والابتداع في الدين النصراني، وابتدئ بالحديث عن تحريف العقيدة سواء كان في قضية الألوهية أو تحريف الأناجيل وتأليف الأناجيل الكاذبة، ثم انتقل إلى الحديث عن تحريف الشريعة متمثلاً في فصل الدين عن الدولة، مدعين نسبتها إلى المسيح عليه السلام، ثم تحدث عن البدع المستحدثة في الدين النصراني كالرهبانية والغلو في الدين والأسرار المقدسة وعبادة الصور والتماثيل والمعجزات والخوارق وصكوك الغفران، التي جعلت النصرانية توصم بأنها ديانة تركيبية انصهرت فيها عقائد وخرافات وآراء متباينة شكلت ديناً غير متسق ولا متجانس. تلا ذلك ذكر الأسباب التي أدت إلى ظهور العلمانية في المجتمع الأوروبي، وبيان الصراع بين الكنيسة والعلم في القرن السابع عشر والثامن عشر ومطلع العصر الحديث، والذي يعتبر من أعمق وأعقد المشكلات في التاريخ الفكري الأوروبي. ثم ورد الكلام عن الثورة الفرنسية التي كانت فاتحة عصر جديد ضد الكنيسة والملاك الإقطاعيين، وقد جرى الحديث بعده عن الفكر اللاديني ومدارسه الإلحادية التي سعت إلى تقويض الدين واجتثاث مبادئه من النفوس، واختتم هذا الباب بالكلام عن نظرية التطور الداروينية. وقد تطرق الكتاب إلى الحديث عن العلمانية في الحكم بعد ذلك، فبيّن أن عملية الفصل بين السياسة وبين الدين والأخلاق بمفهومها المعاصر لم تكن معروفة لدى سياسيي القرون الوسطى، ثم تكلم عن العلمانية في الاقتصاد، وبين أن للكنيسة أثراً فعالاً في اقتصاد القرون الوسطى، موضحاً أثر المذاهب اللادينية على الاقتصاد، ثم تحدث عن علمانية العلم الناتجة عن الصراع بين الكنيسة والعلم. وعقب هذا انتقل إلى الحديث عن العلمانية في الاجتماع والأخلاق وأثرها على المجتمعات اللادينية في القرون الوسطى والعصور الحديثة، مع بيان أثر العلمانية في الأدب والفن والذي أدى إلى ضياع المجتمعات الغربية اللادينية. وبعدها تكلم عن أسباب العلمانية في الحياة الإسلامية، فبين أن انحراف الأمة الإسلامية في مفهوم الألوهية والإيمان بالقدر من أسباب تقبل المسلمين الذاتي للأفكار العلمانية، وكذلك التخطيط اليهودي الصليبي وتنفيذه في الحملات الصليبية على العالم الإسلامي كان له الأثر الكبير في انتشار العلمانية في البلاد الإسلامية، ثم انتقل إلى بيان مظاهر العلمانية في الحياة الإسلامية، وأكد أن هذه المظاهر العلمانية قد أدت إلى إنشاء جيل أكثر مسخاً وانحلالاً، مما أدى إلى انتشار الفوضى الأخلاقية في جميع أرجاء العالم الإسلامي. واختتم الكتاب ببيان حكم العلمانية في الإسلام، ثم ورد توضيح بعض النواحي التي تتنافى فيها العلمانية مع الإسلام، مع ذكر النتائج السيئة التي يجنيها الإنسان بسبب اعتناقه لنظام العلمانية.
هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح آل غانم الحوالي - تقع حوالة في جنوب الجزيرة العربية - أحد علماء أهل السنة والجماعة في السعودية، له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي. أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الباحث الصهيوني الذي كتب "صدام الحضارات" فأشار إلى الحوالي في مقاله الأول، ومن الذين كتبوا عنه دراسات الباحث والخبير الأميركي المعروف في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كوردسمان" والذي خصص جزءا من الدراسات عن السعودية حول كل من سفر الحوالي وسلمان العودة، بالإضافة إلى العديد من التقارير ومنها تقارير مجموعة الأزمات الدولية التي أشارت إلى الحوالي ودوره السياسي والفكري.
تلقى تعليمه الابتدائي في القرية المجاورة فحصل على الشهادة الابتدائية من : المدرسة الرحمانيه بقذانة، ثم التحق بمعهد بلجرشي العلمي فأنهى دراسته خلال خمس سنوات، بعدها سافر إلى المدينة المنورة ودرس في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية وحصل على شهادته الجامعّية منها ، ثم أوفدته الجامعة إلى جامعة الملك عبد العزيز ( أم القرى حالياً ) بمكة المكرمة لإكمال دراساته العليا في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، ثم حصل على شهادة الماجستير مع مرتبة الشرف الأولى وأذن بطبع الرسالة من الجامعة وكان عنوان رسالته ( العلمانية وأثرها في الحياة الإسلامية )،حصل على الدكتوراه ، مع مرتبة الشرف الأولى كذلك ، عن رسالته التي كانت بعنوان ( ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي ) وقد تولى الإشراف على الرسالتين فضيلة الشيخ/ محمد قطب.
عمل رئيساً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى لفترتين رئاسيتين ( مكونة من ثمان سنوات )، واختير حالياً أميناً عاماً للحملة العالمية لمقاومة العدوان ، إضافة إلى مشاركته في العديد من الهيئات واللجان الدعوية والعلميّة .
برز الحوالي مع حرب الخليج 1990 وفاجئ الجميع بجرأته وبخطابه السياسي المتقدم، إذ لم يكتف برفض الاستعانة بالقوات الأميركية في هذه الحرب بوضوح شديد متحدياً السلطة والمؤسسة الدينية التقليدية، ومحركاً المياه السلفية الراكدة، بل قدم رؤية سياسية متميزة وجديدة على الخطاب الإسلامي برمته تتبع فيها تطور المخططات الغربية والأميركية لاحتلال الخليج العربي منذ حرب أكتوبر عام 1973 وألف كتاباً مهماً يتضمن مناشدة لعلماء السعودية الكبار آنذاك - ابن باز وابن عثيمين - ويحتوي الكتاب رصداً للمخططات الأميركية بعنوان "وعد كيسنجر والأهداف الأميركية بالخليج"، بل توقع الحوالي بأن الولايات المتحدة ستقوم حتماً بعمل يضمن مصالحها ووجودها المباشر في الخليج العربي قبل وقوع الأحداث وقبل غزو الكويت وذلك بمحاضرة له بعنوان "العالم الإسلامي في ظل الوفاق الدولي".
وعندما مرض ونُقل إلى المستشفى (3 جمادى الأول 1426، الموافق 10 يونيو 2005)، أخذ الناس يتناقلون الخبر بصورة مذهلة للغاية، حتى إن الدكتور محمد الحضيف وهو من المحسوبين على رموز ما يسمى بالتيار الصحوي في السعودية ينقل خبراً مفاده بأن عدد رسائل الجوال التي تم تداولها في يوم الجمعة، وبعد مرض الشيخ، أكثر من مليوني رسالة وهو ما يزيد عن عدد الرسائل المتداولة خلال أيام الجمعة للستة أشهر الماضية.
أول ما دفعني لقراءة هذا الكتاب، رغم عدد صفحاته الكبير هو أنها المرة الأولى التي تعترض طريقي، محاولة من الجانب الآخر للأخذ والرد والنقاش مع ما يرونه مختلف جذريًا مع قناعاتهم
بدأ الكتاب بمرحلة؛ ما قبل العلمانية الأسباب التي أدت ظهور العلمانية في الغرب من تسلط وطغيان الكنيسة الغربية، على كل المستويات الاجتماعية والأقتصادية والسياسية والفكرية كوارثها من استحواذها على الأراضي الزراعية باسم الله وصكوك الغفران باسم التقرب إلى الله ومحاكم التفتيش باسم الدفاع عن الله وحتى سلطانها على الحاكم والأمبراطور نفسه فتخلع منهم من تشاء، وتوليّ من تشاء تحريفها الكتاب المقدس وعقيدة التثليث، التي أدخلت الشك في قلوب كثير من المثقفين والمتنورين إلى أن طفح هذا الضغط كل بثورة على الكنيسة وكل ما له علاقة بالكنيسة من قريب أو من بعيد وأصبحت الرغبة في فصل الدين عن سياسة الدولة وأصبحت جملة فصل الدين عن السياسة تُردد على عوامها وأصبح المقصود منها كل دين وأي دين دون أن يعيّ مُردديها أن الصراع في الغرب كان مع الكنيسة وطاغوت الكنيسة وليس مع الدين كفكرة ومنظومة حسنًا، أنا وإذا اتفقت معه فيه هذا الجزء ورأيت أنه حقًا يستحق التأمل فيه لكن انتظرت حتى يتضح ليّ مفهومه عن العلمانية ورأيه الخاص بها انتظرت حتى انتهت الـ 400 صفحة الأولى التي خُصصت للحديث عن الكنيسة وطاغوتها ومن ثم الانقلاب عليها كان جزء يُبعث على الملل، به كثير من التكرار خاصة وأن أغلب هذه المعلومات أعرفها مسبقًا
الجزء الثاني كان عن مظاهرالعلمانية في شتى مجالات الحياة في الغرب في الحكم والسياسة، وفي الأقتصاد، في العلم، في الأدب والفكر وانتهاءًا بالأخلاق ظهور الإلحاد، والنظريات والفلسفات المنحرفة كالشيوعية وغيرها انتشار الإباحية وقضية تحرير المرأة جعل العلم والطبيعة، الآلهة الكونية دون الله والإيمان بالتطور المطلق، وظهور نظرية داروين ونظريات فرويد ودوركايم أنا وإن كنت أتعجب وأتسائل ما علاقة هذا كله بالعلمانية كمذهب تطبيقي هل يرى حقًا أنها سبب ظهور كل تلك الأشياء؟ وإن كانت العلمانية هي السبب فهي سبب من ضمن آلالاف الأسباب التي قد تكون دفعت الغرب لذلك الغرب الذي يُطلق عليه الكاتب لقب " الجاهلية "، وصدقًا لا أعلم بماذا إذن سيُطلق علينا الغرب إذ هم قرروا تسميتنا في الوقت الذي نُطلق نحن عليهم الجاهلية!! وبغض النظر عن نظرية المؤامرة التي يعتقد بها الكاتب ويؤمن بها إيمانًا عميقًا ويطلق عليها التخطيط اليهودي التلمودي الصهيوني الصليبي.. إلخ ويرى أن فرويد-وغيره- يهود هدفهم الأول هو تحطيم الأديان لأنهم شعب الله المختار برغم عدم اقتناعي بالمرة بآراء فرويد إلا أنه إذا قرأ هذا الكتاب الذي يُقال فيه أنه يهودي، لطفق يقهقه فرويد الذي كتب مستقبل وهم، ينسف فيه أي أساس لوجود دين حقيقي ويرى أنه كمرحلة الطفولة في تاريخ البشرية!! وإذا تركنا الجزء الغربي الذي يطول عنه الحديث وتحدثنا عن البلاد المسلمة وآثار ظهور العلمانية فيها لا أعلم عن ماذا ابدأ بالحديث؟ في المجمل رأيه فيها هو ذاته، أنها مؤامرة أيضًا ولكن ها هنا عناصرها داخلية وتمول من الخارج حاولت إحصاء عدد الشخصيات البارزة والمهمة التي اتُهمت بأنها تتعاون مع الاستعمار لكن طفح الكيل ولم أعد أستطيع العد قاسم أمين، محمد عبده، سعد زغلول، صفية زغلول، هدي شعراوي، سلامة موسى هذا الأخير الذي حدث معه نفس الشيء الذي حدث لفرويد مسيحي يسعى لهدم الدين، وله مخطط ما!! إذا تركت كل ذلك ولم أعلق لن تستطيع الأنثى بداخلي أن تترك رأيه في تحرير المرأة يمر مرور الكرام باختصار تحرير المرأة أو القضية المزعومة بتحرير المرأة في رأيه تتلخص في جملة واحدة " عارف يعني إيه علمانية، يعني أمك تقلع الحجاب" حين تطرق إلى كتاب قاسم أمين، لم يناقش سوى رأيه في البرقع ورأي مؤيديه الذين حتمًا لهم أغراض تمولها الاستعمار!! ماذا عن تعليم المرأة الذي تحدث عنه قاسم أمين في نفس الكتاب لا عين رأت، ولا أذن سمعت! هذا يرى تحرر المرأة الغربية فقط في تحررها الجنسي وعذريتها طبيعي حينما نتحدث عن حرية المرأة المسلمة يرى أن حريتها فقط في الحجاب وليست حرية التعليم والرأي والفكر هؤلاء لا يرون في المرأة إلا جسد يجب تغطيته أو التسري بيه ولا شيئًا آخر
الجزء الأخير هو حديث عن العلمانية والإسلام الإسلام هو الحكم بما أنزل الله، والعلمانية هي حكم الحاكم حين تلتزم بقوانين الحاكم حينها ستشرك طاعة الحاكم مع طاعة الله إذا العلمانية كفر " ورجس من عمل الشيطان :3 " ولا يجب العمل بها أين تعريفك الخاص بالعلمانية؟ أين فهمك وشرحك لها؟ كتاب 728 صفحة عن أسباب العلمانية أي مرحلة ما قبل الظهور ومن ثم آثار العلمانية مرحلة ما بعد الظهور أين شرح لتفاصيل العلمانية كمذهب؟ اكتفى بشرح مصطلح العلمانية بالإنجليزية والفرنسية في الصفحة الأولى من الكتاب ولم يشرح مبادئها وأسسها الكتاب بأكمله لا يمت للعلمانية بشيء هو حتى لم يكلف نفسه عناء قراءة السطر الأول من تعريف العلمانية في ويكيبديا ملاحظاتي على الكتاب كثيرة، إذا أردت أن أسجلها جميعًا ربما اكتب 700 صفحة أخرى غير التي كتبها الكاتب وأشد ما يحزنني أنني نسيت بعضها في خضم قضاء عشرة أيام متواصلة في قراءة الكتاب بل حزني الأشد على تلك الأيام العشرة التي قضيتها في قراءة هذا الكتاب وعلى تفاؤلي حين رأيت محاولة من التيار الآخر يجب أن يتوقفوا عن هذه الآكليشيهات التي لا يمتلكون غيرها نظرية المؤامرة، والتكفير أصبحت نغمة ساخرة من كثرة استعمالها!
من اجمل الكتب الاكاديمية التى قرأتها فى حياتى .. يعتبر هذا الكتاب بحق مرجعا هاما لمن يبحث عن اصول العلمانية ونشأتها فهو يؤرخ للظاهرة منذ بدايتها بأسلوب شيق ممتع يبتعد عن الاكاديمية البحته وخاصة وان هذا الكتاب اصله رساله ماجيستير ، اعدها الدكتور سفر الحوالى لنيل درجة علمية ومع ذلك فهى تبتعد عن التكلف والحشو الذائد ، فعلى الرغم من كبر حجم الكتاب نسبيا - حوالى 700 صفحة - الا ان جميع المعلومات التى جمعت تعتبر من لب الموضوع وتعالج الظاهرة من جميع جوانبها وتبتعد عن السطحية التى تمتلى بها الكتير من الكتب التى تحاول معالجة نفس الظاهرة .
كتاب رائع قرائته ومفصل في حال اروبا وسبب ظهور العلمانية شهر ابريل ٢٠١٦ وكنت مخرجه من المكتبة نقراه هذا العام ايضا ولكني مللت من القراءة في هذا النوع من الكتب ، فقررت نضيفة ونرجعه المكتبة ونقرا في مجال اخر باذن الله ...
لو كان هناك أكثر من خمس نجوم كنت أعطيته. الكتاب قيم جدا ويحتوي على معلومات ومصادر في غاية الأهمية وأكثر ما أعجبني فيه هو طريقة الطرح نفسها والتي أصبحت اليوم نادرة في الكتب نظرا لتضخم صفحات الكتاب لثقل مادته الا وهي أتباع المصدر الأصلي للقضية. فإذا أخذنا على سبيل المثال قضية العلمانية ستجد أن أغلب الكتب تتحدث عن العلمانية المعاصرة أو ما بعد القرن الثامن العاشر مع تناول جزء من الماضي القديم على إستحياء، لكن في هذا الكتاب تتبع المؤلف العلمانية من الأصل لها وكيف نشأت وما هي أسباب إنتشارها وكم كانت النتائج المرعبة على البشر بسببها مع توضيح دور الإسلام في القضاء على هذا المذهب. أستفدت كثيرا منه وأنصح به كل مسلم لا يعلم عن العلمانية الا القليل أن يبدأ به
الكتاب يعد في حد ذاته نقلة نوعية في طريقة التناول مع الأفكار الواردة ، حيث كان الفضاء الشرعي ملئ بالثقافة التسطيحية في تناول الأفكار الواردة ويتعامل معها بنفس طريقة تناول الإعلام للقضايا يبرز ما يتسق مع منظمومته و يخفي ما عدا ذلك أما سبر أغوار الأفكار الواردة ومحاولة غربلتها وتفكيكها لفهمها بصورة لا تجعلنا نطلق الأحكام الشرعية عليها فقط بل تجعلنا قادرين علي تفكيكها إلي مكوناتها القيمية وأنساقها ، فنكتسب مناعة لا مع الفكر كشعار بل مع كل تجلياتها وأنساقها في الواقع . وهذا في نظري القيمة الأولي للكتاب . الأمر الثاني والمهم هو أن الكتاب قدم نموذج عملي لطلاب العلم والباحثين عن طريقة البحث الموضوعي الشامل ونظرة فاحصة للمراجع وللفهرس وطريقة التبويب تنبأك عن مجهود ضخم جدا وقدرة ترتيبة وتبسيطة مذهلة . الشئ الذي يعاب علي الكتاب هو قلة النقل من المصادر الرئ��سية للعلمانية ، فمراجع روسو ، وميكافيلي ، وجون ستيورت وغيرهم من المنظرين الكبار لهذا الأمر ضعيفة الحضور . ويمكن سد هذا النقص بالرجوع إلي كتب الشيخ أحمد سالم والطيب بوعزة يبقي الكتاب هو أشمل بحث وأفضلها عن العلمانية في الوقت الحاضر ولم يوجد طرح يكافئه في الشمول والعمق .
هذا الكتاب ينبغي لكل مسلم أن يقراءه قراءة تأمل وشغف فهذا الكتاب لا يقراء ألا في مدة ليس وجيزة ؛وذلك لثراء المادة والمعلومات وأهمية الموضوع. امتاز البحث بشمولية الموضوع،وكثرة المراجع العربية وكذا الأجنبية،فالكتاب ينبع من قلم متخصص في الباب بل ومتقن جدا لتخصصه. البحث في نظري من أفضل ما صنف في الحديث عن العلمانية إن لم يكن الأفضل علي الإطلاق.
والكتاب هو في الأصل رسالة ماجستير أعدها الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي . تحدثت مقدمة الكتاب عن التقليد الأعمى الذي أصاب الأمة الإسلامية، والذي تمثل في الانبهار القاتل بالأمم الأخرى والاستمداد غير الواعي من مناهجها ونظمها وقيمها، ومن خلالها تبين سبب اختيار موضوع العلمانية؛ مع ذكر المباحث التي اشتملت عليها هذه الرسالة، وجاء في ختام هذه المقدمة بيان معنى العلمانية ومدلولاتها وموقف الإسلام من هذا الغزو الوافد على بلاد المسلمين.
ثم ورد الحديث عن التحريف والابتداع في الدين النصراني، وابتدئ بالحديث عن تحريف العقيدة سواء كان في قضية الألوهية أو تحريف الأناجيل وتأليف الأناجيل الكاذبة، ثم انتقل إلى الحديث عن تحريف الشريعة متمثلاً في فصل الدين عن الدولة، مدعين نسبتها إلى المسيح عليه السلام، ثم تحدث عن البدع المستحدثة في الدين النصراني كالرهبانية والغلو في الدين والأسرار المقدسة وعبادة الصور والتماثيل والمعجزات والخوارق وصكوك الغفران، التي جعلت النصرانية توصم بأنها ديانة تركيبية انصهرت فيها عقائد وخرافات وآراء متباينة شكلت ديناً غير متسق ولا متجانس.
تلا ذلك ذكر الأسباب التي أدت إلى ظهور العلمانية في المجتمع الأوروبي، وبيان الصراع بين الكنيسة والعلم في القرن السابع عشر والثامن عشر ومطلع العصر الحديث، والذي يعتبر من أعمق وأعقد المشكلات في التاريخ الفكري الأوروبي. ثم ورد الكلام عن الثورة الفرنسية التي كانت فاتحة عصر جديد ضد الكنيسة والملاك الإقطاعيين، وقد جرى الحديث بعده عن الفكر اللاديني ومدارسه الإلحادية التي سعت إلى تقويض الدين واجتثاث مبادئه من النفوس، واختتم هذا الباب بالكلام عن نظرية التطور الداروينية.
وقد تطرق الكتاب إلى الحديث عن العلمانية في الحكم بعد ذلك، فبيّن أن عملية الفصل بين السياسة وبين الدين والأخلاق بمفهومها المعاصر لم تكن معروفة لدى سياسيي القرون الوسطى، ثم تكلم عن العلمانية في الاقتصاد، وبين أن للكنيسة أثراً فعالاً في اقتصاد القرون الوسطى، موضحاً أثر المذاهب اللادينية على الاقتصاد، ثم تحدث عن علمانية العلم الناتجة عن الصراع بين الكنيسة والعلم.
وعقب هذا انتقل إلى الحديث عن العلمانية في الاجتماع والأخلاق وأثرها على المجتمعات اللادينية في القرون الوسطى والعصور الحديثة، مع بيان أثر العلمانية في الأدب والفن والذي أدى إلى ضياع المجتمعات الغربية اللادينية.
وبعدها تكلم عن أسباب العلمانية في الحياة الإسلامية، فبين أن انحراف الأمة الإسلامية في مفهوم الألوهية والإيمان بالقدر من أسباب تقبل المسلمين الذاتي للأفكار العلمانية، وكذلك التخطيط اليهودي الصليبي وتنفيذه في الحملات الصليبية على العالم الإسلامي كان له الأثر الكبير في انتشار العلمانية في البلاد الإسلامية، ثم انتقل إلى بيان مظاهر العلمانية في الحياة الإسلامية، وأكد أن هذه المظاهر العلمانية قد أدت إلى إنشاء جيل أكثر مسخاً وانحلالاً، مما أدى إلى انتشار الفوضى الأخلاقية في جميع أرجاء العالم الإسلامي.
واختتم الكتاب ببيان حكم العلمانية في الإسلام، ثم ورد توضيح بعض النواحي التي تتنافى فيها العلمانية مع الإسلام، مع ذكر النتائج السيئة التي يجنيها الإنسان بسبب اعتناقه لنظام العلمانية.
إذا الكتاب مقسم إلى خمسة أبواب، كما يقول سفر الحوالي في كتابه كان موضوع الباب الأول ، دين أوربا الذي انحرفت عنه إلى اللادينية، التي لا تمثل دين الله الحق لا في العقيدة ولا الشريعة، وقد كان سبب انحراف أوربا من صنع الكنيسة ونتيجة لسيطرتها عليه. ليبين في الباب الثاني أسباب العلمانية، التي كان من أهمها تحريف النصرانية، القادم من الطغيان الكنسي: دينيا وسياسيا وماليا، مؤيدا كل ذلك بشواهد تاريخية.
إضافة إلى أسباب أخرى من قبيل: الصراع بين الكنيسة والعلم، الثورة الفرنسية، ونظرية التطور...
أما في الباب الثالث ففي: العلمانية في الحياة الأوروبية، فقد قسمه إلى ستة فصول، واحد في الحكم والسياسة، تعرض فيه للفكر السياسي واللاديني ولأشهر نظرياته. وفي الثاني تطرق سفر الحوالي إلى الاقتصاد، متحدثا فيه عن النظام الإقطاعي، ثم عن المذاهب اللادينية الاقتصادية. وعالج سفر الحوالي في الثالث علمانية العلم، مبرزا الأسس وملابسات المرتبطة به... أما الرابع فعالج فيه الحوالي علمانية الاجتماع والأخلاق، ونظر أيضا سفر الحوالي في خامس فصل إلى الأدب والفن، وتحدث فيه عن الاتجاهات الأدبية الأوروبية مبرزا الأهداف الخفية لها. أما في الفصل السادس فيدور عن ماذا بقي للدين، وهو تكملة عامة للباب مع التركيز على يوم الدين أو ساعته، وبيان الإفلاس الذي منيت به الكنائس وكيف أصبحت مباءات للمفاسد العصرية.
وكان الباب الرابع للعلمانية في الحياة الإسلامية، وقد قسم هذا الباب إلى فصلين الأول في أسباب العلمانية في العالم الإسلامي، والثاني في مظاهر العلمانية في الحياة الإسلامية، ولعله فصل كبير قسمه فضيلة الشيخ سفر الحوالي إلى ثلاثة أقسام كما هو واضح في كتابه العلمانية.
وكان ختام كتاب العلمانية نشأتها وتطورها في الحياة الإسلامية المعاصرة، الفصل الخامس الذي تطرق فيه سفر الحوالي إلى العلمانية في الإسلام...
هذا الكتاب هو رسالة الماجستير لسفر الحوالي. كتاب جميل ولكنه مليء بالخروقات المنطقية لمن أراد أن يبحث عن تلك الخروقات، ولكن من يقرأ الكتاب بهدف إيجاد سبل لنقد العلمانية فسوف يعمي نفسه عن الخروقات ويقبل الكتاب بكل ما فيه. الكتاب جميل لأنه أتى من شخص له نظرة على الحياة أنها يمتلك الحقيقة المطلقة ومع ذلك هو اجتهد وعمل أن يفهم أطروحات الأخرين كما طرحوها فقط. من أهم خروقاته المنطقية هو أنه يصف الناس حسب رؤيته ويصر على ذلك ويبنى على ذلك أكثر استنتاجاته. أيضا هو يظن أنه لو وصف الأشياء يعني أنه قد دحضها وبين مثالبها، وذلك لأنه يظن أن الجميع يقيسون بنفس مقياسه. مع كل هذا، قراءة هذا الكتاب مفيد جدا للقارئ ولأنها رسالة بحثية فلم يكن هنالك مجالا للهدر العاطفي في الكتاب
تنويه: الكتاب من أوله وحتى 645 سرد لأحداث وتغيرات تاريخية في المسيحية خاصة، وسردها بطريقة تهدف إلى دعم موقفه النهائي والتحيز واضح في ذلك، وفي هذا السرد يضيف بعض الأسطر هنا وهناك كي يملي على القارئ كيف يقرأ الأحداث. أما كلامه هو (من منظور فهمه للإسلام) عن العلمانية لا يبدأ إلى بعد 645 ومن بعد هذه الصفحة يعود للطريقة التقليدية في الكتابة وهي عاطفية وتبين أنها تمتلك الحقيقة المطلقة فهو يبدا بالقول أن العلمانية لا تحتاج إلى جهد كبير لبيان تناقضها مع الدين لأنها من تلك الأشياء التي ( إن تصوره وحده كاف في الرد عليه ) وهذا يبين جيدا أنه يظن أن يلزم على الجميع أن يأخذوا نفس منظوره إذا فهموا الإسلام الحق
لو أني وقعت على هذا الكتاب في مرحلة الثانوية العامة لاتخذته لي مرجعا مهما
كنت قد كتبت بعض الملاحظات أثناء القراءة، لن أكررها هنا، وأكتفي بكلام بعض الأفاضل عن الكتاب: الأستاذ أحمد سالم: "[...] لا شك أن فيه قصورا كبيرا ونقصا في الاطلاع على المصادر، لكن تقييمه في سياق زمنه التأليفي وفي سياق اعتباره كتابا فقهيا عقديا مباشرا في حكم الإسلام في العلمانية= جيد." ؛ "[...] تعامل معه ككتاب كلامي فقهي، لا ككتاب فلسفي فكري." الأستاذ عمرو بسيوني: "[...] يمثل كتاب الدّكتور سفر الحوالي عن العلمانية بالنسبة لعصره وطبيعة السلفية والسلفيين: قفزة نوعية في الأبحاث الفكرية" ؛ "[...] كتاب الشيخ الحوالي نقد ديني للعلمانية فحسب، وليس بحثا مفاهيميا معمقا من الجهة الفلسفية والتاريخية والسياسية. مع عدم إغفال الخلفية العلمية وعامل الزمن فيما يتعلق بالكتاب." شيخنا كمال المرزوقي: "[...] كتاب الشيخ سفر الحوالي حول العلمانيّة شامة في الفكر السّلفي المعاصر." الأستاذ عبد الكريم الدخين: "[...] الكتاب ضعيف ولا يصلح، لكن لو أردت أن تعرف وجهة نظر الاتجاه الإسلامي السعودي والمتأثرين به حول العلمانية فلا بأس بقراءته، وهو كان في وقته كتابًا مهمًا أما الآن فلا." ؛ "[...] الكتاب يحتوي على مغالطات وأخطاء في فهم العلمانية [...] الشيخ كتبه في وقت كانت المادة التي نستقي منها المعلومات عن الفكرة قليلة وهو أدى ماعليه وقتها وزيادة، والآن تنوعت المصادر وتعددت ووضحت الفكرة أكثر"
مع القراءة الثانية لهذا الكتاب وبعد تدقيق وتميحص :D لا يسعنى إلا منحة نجمة واحدة للمعلومات التى وردت عن العقيدة النصرانية ============================================================== كتاب من 728 صفحة يتحدث عن العلمانية ولم أجد فيه تعريفاً واضحاً ومحددأ للعلمانية أول 400 صفحة ملل وتكرار وكان من الممكن إيجازها فى عبارة واحدة فقط وهى أن هيمنة الكنيسة على مقاليد الحكم فى أوروبا فى العصور الوسطى وما قامت به من ممارسات شنيعة ، الأمر الذى أدى إلى نفور الناس منها واتجاههم إلى مايقابلها وهى "العلمانية " لأنهم سئموا من تدخل الكنيسة فى السياسة. أما الجزء الأخير من الكتاب والذى بتحدث فيه المؤلف عن العلمانية والإسلام فهو ببساطة "سمك ، لبن ، تمر هندى" :D وفى النهاية أحب أقول أنا اللى جبت دا كله لنفسى ، أول قراءة ليا عن العلمانية تبقى من كاتب ذو نزعة إسلامية بحتة ، طيب ما هو أكيد هيهاجم ف العلمانية ويقطع ف فروتها بدليل وبدون دليل :D
هذا ثاني كتاب اقرءه لسفر الحوالي واعجبتني المقدمات التي يسوقها المؤلف لكي يزيد من مخزونك المعرفي كي تفهم الجذور والاسباب التي تكون وتبلور الاقكار ومن هذه الافكار العلمانية (الدين الجديد القديم للملحدين)
كتاب عظيم، فصل فيه المؤلف الحياة الأروبية التي كانت العلمانية فيها ردة فعل لسيطرة الكنيسة القائمة على النصرانية المحرفة . أستطيع القول أن هذا الكتاب من الكتب الملهمة ..
رسالة ماجستير للدكتور سفر الحوالي تقع في حوالي 700 صفحة , عدد المراجع المذكورة في الفهرس 282 مرجع و هي جزء و ليس كل المراجع التي رجع إليها الشيخ . يتحدث في الفصل الاول عن تاريخ الكنيسة في اوروبا و دورها في ظهور العلمانية . ثم يذكر اسباب ظهور العلمانية بالتفصيل و منها طغيان الكنيسة و صراعها مع العلم , و الثورة الفرنسية , و نظرية التطور لداروين . ثم يتحدث بعد ذلك عن مجالات العلمانية بالنفصيل من علمانية الحكم إلى علمانية العلم و الإقتصاد و الاجتماع و الأخلاق و الأدب ثم يصف كيف دخلت العلمانية إلى بلاد المسلمين و أسباب دخولها . ثم يتساءل الكاتب هل يوجد مبرر للعلمانية عند المسلمين و يفصل في هذا الامر ثم يوضح الحكم الشرعي للعلمانية في الإسلام بالادلة الشرعية . جهد كبير من الدكتور سفر الحوالي في تحضير الرسالة , لكن لم يعجبني إهتمامه ببروتوكولات حكماء صهيون المزعومة .
لكل فعل رد فعل مساو له في القدار ومضاد له في اﻻتجاه. كرد فعل على التطرف الديني الكنسي ظهرت العلمانية في الغرب، ومع التقدم المادي وتزايد سطوة الغرب على العالم ومع ضعفنا وانهزامنا الثقافي بدأت في التسرب إلينا. من وجهة نظري فهذا الكتاب يمكن اعتباره كحجر أساس جيد لفهم العلمانية ينبغي البناء عليه.
كتاب جيد كمدخل تاريخي للعلمانية ومدارسها المتمظهرة في السياسة والاقتصاد والأخلاق والعلم والدين.. مأخذي في التناول السلفي لقضية العلمانية وإن كان الكاتب من إطلاعي ومعرفتي بكتابته وآراءه واعيا بكثير من الأمور والأحوال التي لم يستوعبها الكثير من هذا التيار
كتاب راااااااائع بكل معنى الكلمة ، و مدخللل جميل لمفهوم العلمانية ، يأخذك في هذه الرحلة التاريخية و الفكرية العميقة ، و كاشفا بالشواهد و الادلة الستار عن هذه المفهوم المميع الطاغي على حياة البشر حاليا .
هذا الكتاب مهم لكل من هو مهنم بموضوع فصل الدين عن الامور المعيشيه و يندرج تحتها فصل الدين عن السياسه و اقتصار الدين فى جانب العبادات فقط و اقامتها فى دور العباده و فقط اما الامور الحياتيه فتنظمها القوانين الوضعيه ذلك اطار عام لموضوع الكتاب داخل هذا الاطار تفاصيل كثيره من قبل من يتبعون ذلك المنهج و ايضا سرد لتطور تاريخى لممارسات فرض العلمانيه فجزى الله كاتب هذا الكتاب و جعله فى ميزان حسناته و مرة اخرى انصح بقراءته و خاصة فى تلك الايام حيث الحرب على اشدها من قبل العلمانيين و الله المستعان
مهما اختلفت مع هذا الباحث في حركيته وأفكاره النازعة نزوعا واضحا إلى الإسلام السياسي والقطبية البينة النتنة، إلا أنك لا تمتلك إلا أن تحترمه لعمقه وسعة اطلاعه الهائلة، وإن لم تكن دقة اطلاعه متقنة.
ملاحظاتي عليه وعلى دقته كثيرة، ومنها أن العلمانية في نظري ليست "فصل الدين عن الحياة" كما ذكر وإنما هي "استبعاد الدين من التفكير الدنيوي" والفرق بين الاثنين دقيق ومهم
من لن يقرأ هذا الكتاب لم يدرك تماما مدى السيطرة العلمانية على الحياة الإسلامية. هذا الكتاب يعد جوهرة الكتب في تحرير الفكر العربي المعاصر. وكاتبه يقبع في السجون. فك الله اسره.
استمتعت بآخرة الكتاب ضعفي استمتاعي بسائره .. ولعل ذلك لتوفر الحاضرة العقيدية وقوتها عند الدكتور الحوالي .. لم أجد للدكتور كبير عمل في الكتاب ، إلا التبويب وتنسيق الفصول وجمع النقولات وترتيب الأقوال .. الكتاب علامة على أول الطريق لمزمعٍ أن يسلكه تقول: "ها هنا فضع قدمك" ..