رأى كبير آلهة الإغريق (زيوس) أن الإنسان وحيد، فقرر أن تكون له زوجة وطلب من بقية الآلهة أن يمنحها كل واحد منهم صفة وهذه الصفة هى الهدية، وتم ذلك ثم سألهم. ماذا نسميها؟ فقال أحدهم نسميها باندورا أي التى عندها كل الصفات وكانت باندورا هى حواء الأساطير الإغريقية ورأى كبير الآلهة أن يحبس كل الشرور فى صندوق وأن يبعث لها بالصندوق وأوصاها ألا تفتحه ثم حذرها وإلا كان خطرًا عليها وعلى زوجها، وفي يوم سمعت صوت استغاثة داخله ففتحت الصندوق فخرجت أشكال وألوان غريبة من الكائنات تلسعها وتنهشها وتوجعها فى كل مكان وكذلك زوجها. وفى يوم جلست باندورا تتوجع وتنظر إلى الصندوق فسمعت صوتًا نحيلاً يقول أنا مختلف أنا لا أجرح ولا أوجع أنقذينى لكى أنقذك ففتحت الصندوق فخرج كائن رقيق جميل يطير ويلمسها بجناحيه فى كل مواجعها فإذا بها شفيت تمامًا وكذلك زوجها أما هذا الكائن الجميل فهو الأمل! ولكن باندورا فى زماننا فتحت الصندوق ولم يخرج الأمل وبقيت الشرور كما هى فكأن الأمل قد خرج مرة واحدة ولم يعد!
أنيس محمد منصور كاتب صحفي وفيلسوف وأديب مصري. اشتهر بالكتابة الفلسفية عبر ما ألفه من إصدارت، جمع فيها إلى جانب الأسلوب الفلسفي الأسلوب الأدبي الحديث. كانت بداية أنيس منصور العلمية مع كتاب الله تعالى، حيث حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة في كتاب القرية وكان له في ذلك الكتاب حكايات عديدة حكى عن بعضها في كتابه عاشوا في حياتي. كان الأول في دراسته الثانوية على كل طلبة مصر حينها، ثم التحق في كلية الآداب في جامعة القاهرة برغبته الشخصية، دخل قسم الفلسفة الذي تفوق فيه وحصل على ليسانس آداب عام 1947، عمل أستاذاً في القسم ذاته، لكن في جامعة عين شمس لفترة، ثم تفرغ للكتابة والعمل الصحافي في مؤسسة أخبار اليوم.
آثر أن يتفرغ للكتابة مؤلفاً وكاتباً صحفياً، وترأس العديد من مناصب التحرير لعدد من الصحف والمجلات، إذ صحب هذا المشوار الصحفي اهتمامه بالكتابة الصحفية. وحافظ على كتابة مقال يومي تميز ببساطة أسلوبه استطاع من خلاله أن يصل بأعمق الأفكار وأكثرها تعقيدًا إلى البسطاء. ظل يعمل في أخبار اليوم حتى تركها في عام 1976 ليكون رئيساً لمجلس إدارة دار المعارف، وثم أصدر مجلة الكواكب. وعاصر فترة جمال عبد الناصر وكان صديقاً مقرباً له ثم أصبح صديقاً للرئيس السادات ورافقه في زيارته إلى القدس عام 1977 . تعلم أنيس منصور لغات عدة منها: الإنكليزية والألمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية والروسية، وهو ما مكنه من الاطلاع على ثقافات عديدة، ترجم عنها عددًا كبيرًا من الكتب الفكرية والمسرحيات، كما سافر إلى العديد من بلدان العالم، ألف العديد من كتب الرحلات ما جعله أحد رواد هذا الأدب منها: حول العالم في 200 يوم، اليمن ذلك المجهول، أنت في اليابان وبلاد أخرى.
حصل في حياته على الكثير من الجوائز الأدبية من مصر وخارجها ومن أبرزها الدكتوراه الفخرية من جامعة المنصورة وجائزة الفارس الذهبي من التلفزيون المصري وجائزة الدولة التشجيعية في مصر في مجال الأدب. كما له تمثال بمدينة المنصورة يعكس مدى فخر بلده به. توفي صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عاماً بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بإلتهاب رئوي وإقيمت الجنازة يوم السبت بمسجد عمر مكرم بعد صلاة الظهر. وتم دفنه بمدافن الاسرة بمصر الجديدة بعد تشييع جثمانه.
استمراراً لقراءة الأعمال الكاملة لأنيس منصور وفي عمل لا يختلف في الفكرة عن ثلاثة أعمال قد سبقته ولكن المضمون يُظهر تميزاً في هذه المرة. يتخذ أنيس منصور موضوعات أكثر تشويقاً موضِعاً للنقاش حيث تحدث عن الأمل الذي خرج من صندوق باندورا تلك الأنثى التى أصطنعها الإله الإغريقي (زيوس) لنفسه.. مروراً ببعض المواقف الطريفة التي جمعته بأساتذته العقاد وطه حسين ولويس عوض وعبد الرحمن بدوي، وأصدقائه توفيق الحكيم وعبد الوهاب وإسماعيل يس والست أم كلثوم وشادية.. ولكن أكثر الموضوعات التي تحدث عنها كانت علمية كحديثه عن كتاب (أصل الأنواع) لتشارليز داروين، ونظرية الانفجار العظيم، والأطباق الطائرة، والمجرات، وتاريخ الكون، وذلك كله بإيجاز لا يُدخل القارئ في متاهات الفكر، ولكن يجعله يبدأ فقط في التفكير.. فقد كان أنيس منصور وجودياً كالطبيب يشخص لك الحالة ويقول لك إن علاجك كذا وكذا ويترك لك الباقي، إذا أردت فعالج نفسك، وإذا لم ترد فقد انتهت مهمته هنا. في المجمل هو كتاب خفيف الروح، وقد كان جليساً مرحاً، وأرشحه لمن يريد نظرة تاريخية موجزة للقرن العشرين بقلم سهل لا يهول الأمور.
هذا هو الكتاب رقم 23 الذي أقرئه لأنيس منصور ، ولم أجد فيه إلا التكرار لكل ما سبق وكتب..
هل كنت أعلم أن الكتاب سيكون مكرر؟ نعم .. كيف؟ لأني من بعد الكتاب العاشر على الأكثر لم اجد إلا التكرار ! .. ولماذا أقرأ؟ لأن هناك إناساً لو سألتهم عن هوايتهم المفضلة سيقولون لك القراءة ، وأنا أستمتع وأنا أقرأ لأنيس منصور بفضل سهولة أسلوبه ورشاقة كلماته وسلاسة عباراته .. هل سأقرأ له مرة اخرى؟ نعم وسأظل اكرر وأكرر وأكرر ولن أمل مهما كرر !
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات قصيرة متعددة المجالات لا تتجاوز جميعها الصفحتين وهي بمثابة مقتطفات من كتب سابقة أكبر وأغزر وأشمل .. ويبهرك أنيس منصور بقدرته الفذة على التعبير عن موضوع واحد مهما اختلفت عدد الكلمات والصفحات ضيقاً واتساعاً ، وهي موهبة كان يحسد عليها العقاد ولا أجد إلا أنه لا يقل براعة وحنكة فيها.
و هناك مقالين فى الكتاب أحدهما بعنوان :شئ أقسى من النكسة! ص31 و الآخر بعنوان :بعيد بعيد وحدينا مع هذة العجوز ؟! ص176 يكادا يتطابقا لولا إختلاف بعض التعبيرات
انيس منصور عنده اسلوب ولغة ف منتهي البساطة والسلاسة، لم اشعر بالملل وانا اقرا هذا الكتاب، حتي وهو بيتكلم في مواضيع مكررة و مش مشوقة بالنسبالي، تستطيع تذوق طعم وشم رائحة تاريخ وزمان ومكان الاحداث الي بيتكلم عليها من خلال قراءة كلماته.. جميل الصراحة!، لازم تستفيد وانت بتقرا لانيس منصور، ٣ نجوم علي المحتوي ككل، ٥ نجوم ع الاسلوب والراحة وانا اقرا.
مجموعة من المقالات متعددة الموضوعات منها سياسية وساخرة، ومنها أيضاً حديث عن أدباء آخرون، وكذلك مقالات تتناول مواقف معينة حدثت لأنيس نفسه، وكل مقالة تتراوح عدد صفحاتها من ٣ صفحات ل ٥. أسلوب أنيس منصور الكتابي جذاب، عبارات سهله وجمل جذابة، بدون اختذال. أنيس منصور باختصار مثال للصحفي كاتب المقالات الأمثل.