نداء إلى الضفة الأخرى

by حميدة قطب

مجموعة من المقالات الأدبية التى تتناول صوراً مختلفة من المآسى الإنسانية التى يختبر بها الله سبحانه وتعالى عبادة المؤمنين

245 pages

First published January 1, 1998

About the author

حميدة قطب إبراهيم أدبية مصرية, الشقيقة الصغري لسيد قطب مفكر الإخوان المسلمين وصاحب الظلال, ولدت في القاهرة في العام 1937, اعتقلت في العام 1965 في قضية تنظيم الإخوان الشهيرة وحكم عليها بالأشغال الشاقة لعشر سنوات وعمرها حينئذ 29 عاماً حيث اتهمت بنقل معلومات وتعليمات من سيد قطب إلى زينب الغزالي وكذلك المساهمة في لجنة لإعالة أسر المعتقلين في الفترة من 1954 و 1964, خرجت من المعتقل بعد 6 سنوات وأربعة أشهر قضتها بين السجن الحربي وسجن القناطر, تزوجت من الدكتور حمدي مسعود وانتقلت معه للإقامة بفرنسا . توفيت 17-7-2012.

Reviews

[Yasser Ghabbour · Rating 5 out of 5]

هذا الكتاب و كتاب "أيّام من حياتى" للحاجة زينب الغزالى رحمها الله من الكتب التى عرّتنى تماماً و أخجلتنى من نفسى , فهاتان امرأتان إحداهما فتاة فى العشرينيات و الأخرى سيدة فاضلة كانت على مشارف الستين من عمرها اعتقلهما الفُجّار و ألقيا بهما فى سجون عبد الناصر الكريهة فقط لأنّهما عارضاه و لم يرضيا بأن يسيرا فى القطيع كما سار الشعب .
الأستاذة حميدة اعتقلت لأنّها تستّرت على لقاءات أخيها العظيم سيد قطب مع بعض الشبّان يبثهم أفكاره الثورية و التى كانت لا شك مُثيرة لجنون الطاغية وكذلك لأنها كانت تعمل فى إعانة أسر المعتقلين !.
الكتاب عبارة عن مجموعة أقاصيص مكتوبة بأسلوب أدبى رفيع يقطر رهافةً و صدقاً و ألماً , لا يختلف موضوع الأقاصيص عن موضوع كتاب "أيام من حياتى" التى حكت فيه السيدة زينب الغزالى معاناتها فى السجن الحربى على أيدى زبانية عبد الناصر , الجديد فى الكتاب اللغة و الأسلوب الأدبى الراقى الذى -على ما يبدو-يتميز به آل قطب , الكلمات تنساب على الصفحات فتثير فى النفس ما تُثير و تُبكى , نعم تُبكى الكلمات و تثير حفيظتك على الطاغية و زبانيته , حدِّث ولا حرج عن وحشية النظام و لاإنسانيته و لكن ما يهمّنى أن تلك العُصبة المؤمنة قد أدّت ما عليها من جهاد فى حياتها الدنيا فماذا قدّمنا نحن ؟ وماذا فى تاريخنا يُقارن بتاريخ..لا أقول تاريخ رجال مثلنا بل أقول تاريخ أولئك النساء الراسخات , أى خزى ينتابك و أى رجولة تسخر منها عندما يداهمك كمّ العذابات التى قاسينها هؤلاء النسوة.
سأذكر مثلاً على "حيونة" من اعتقلوا أولئك النساء الفُضليات , الأستاذة حميدة كانت محبوسة وحدها فى زنزانة بمبنى فى صحراء قاحلة تخرج منه مرة لدورة المياه فى الصباح , المهم أنه فى يوم من الأيام أَنِسَت الفتاة إلى قطة كانت تموء بفناء السجن فدخلت إليها القطة الوديعة زنزانتها و صارت رفيقتها فى الزنزانة , وكان ذلك بمثابة الحدث العظيم لدى الفتاة فعلى الأقل سوف تأتنس بكائن حى لم يقسُ قلبه كما قست قلوب الزبانية , اعتبروا القطة أداة تستخدمها الفتاة فى الاتصال بآخرين تتبادل معهم رسائل أو ما شابه , عذّبوا القطة و حبسوا عنها الطعام و الشراب فى زنزانة وحدها..تخيّل !! ليس ذلك فحسب فبعد أن أعاد القطة إليها أحد من لانت قلوبهم بالسجن و أقامت معها فى زنزانتها تشاركها طعامها و شرابها و فراشها و نظراتها, بعدما أضحت القطة جزءاً من حياتها فى الزنزانة غابت عنها القطة أياماً طالت حتى يأست الفتاة من عودتها , وفى يومٍ من الأيام وجدت القطة جثة هامدة مهشمة الرأس مبقورة البطن !!! , كذلك فعلوا بالقطة فما بالكم بما فعلوه بالإنسان ..
لله درّكم آل قطب , اصطفاكم الله لتكونوا أهلاً للبلاء و صبرتم حتى صرتم رمزاً للحق فى مواجهة الباطل و الإسلام فى مواجهة الجاهلية البغيضة , طيّب الله ثراكم و أسكنكم فسيح جناته و جزاكم الله خير الجزاء

[عبد الكريم فايد · Rating 5 out of 5]

تقريبا هذا الكتاب أول شيء أقرأه من انتاج القوارير ..
باختصار يخبرنا كيف أن "القضية الكبرى" حين تتمكن من القلب تعيد تشكيل اﻹنسان ،تعيد تشكيل كل شيء فيه حتى قلبه ومشاعره ...
في المجموعة القصصية هذه نتعرف على المرأة حين تسمو بروحها عن النزعات الأنثوية الطينية ،قليلة هي النماذج التي نجد فيها المرأة متحررة من ثقلها!!

وفي ثنايا الصفحات نجد توثيقا لما عانته هذه اﻷسرة العظيمة من أجل الدين في أسلوب أدبي راق يتسلل بين ثنايا النفس وينفذ إلى أعماقها بعيدة الغور يستفرغ الطاقة الشعورية في هذا النص ..

رحم الله آل قطب .. ورفع قدر "اﻷطياف اﻷربعة" في اﻵخرة كما رفعه في الدنيا وأعلى ذكرهم ..

[Mohammadobia · Rating 5 out of 5]

أدب آل قطب هو أدب القوة!