مالك بن نبي (1905-1973م) الموافق ل(1323 هـ-1393 هـ) من أعلام الفكر الإسلامي العربي في القرن العشرين يُعدّ المفكر الجزائرى مالك بن نبي أحد رُوّاد النهضة الفكرية الإسلامية في القرن العشرين ويُمكن اعتباره امتدَادًا لابن خلدون، ويعد من أكثر المفكرين المعاصرين الذين نبّهوا إلى ضرورة العناية بمشكلات الحضارة كانت جهود مالك بن نبي في بناء الفكر الإسلامي الحديث وفي دراسة المشكلات الحضارية عموما متميزة، سواء من حيث المواضيع التي تناولها أو من حيث المناهج التي اعتمدها في ذلك. وكان ابن نبي أول باحث يُحاول أن يُحدّد أبعاد المشكلة، ويحدد العناصر الأساسية في الإصلاح، ويبعد في البحث عن العوارض، وكان كذلك أول من أودع منهجًا مُحدّدا في بحث مشكلة المسلمين على أساس من علم النفس والاجتماع وسنة التاريخ"
الكتاب يتحدث عن المسلم في عالم الاقتصاد ، عن كون الحاجة للمسلمين أن يكون لهم اتجاههم المستقل في الاقتصاد فلا يكون رأسماليا صرفا يجعل مناط النشاط الاقتصادي في البنوك و العمل على فكرة المنفعة أو ان يكون اشتراكيا يقوم الاقتصاد فيه على مركزية دور الدولة و نظرية الحاجة. كما انه يتحدث عن مبدأ كل اليدي تعمل و كل الأفواه تاكل و الحديث عن العمل باعتباره رأس المال الأكبر لدى الدول النامية و تنتقد تطبيق النظريات الاقتصادية الغربية دون مراعاة مجتماعاتنا مثل فشل شاخت الخبير الاقتصادي الشهير في إندونيسيا . الكتاب لا يقدم روشتة حلول لكن يقدم أفكار أولية لنفهم موقف المسلم في عالم الاقتصاد.
لو فتحت اي كتاب لمبادئ الاقتصاد هتلاقي جملة "الإنسان هو صانع التنمية وهو الغاية منها" بمعني الإنسان هو اللي بيعمل التنمية اللي اساسا الهدف منها هو تحسين ظروفه سواء علي مستوي الفرد او الجماعة في الكتاب ده مالك بن نبي بيركز علي العنصر البشري بشكل اساسي وازاي نوفر مناخ نفسي واجتماعي يساعد العنصر البشري انه يتفاعل مع الظروف الاقتصادية المحيطة به برضو الكاتب ركز علي نقطة ان النظام او المذهب الاقتصادي اللي بيتم تطبيقه في دولة غربية هيفشل بنسبة كبيرة في اي دولة إسلامية نظرا لإختلاف الظروف الاجتماعية والنفسية للعنصر البشري من وجهة نظر الكاتب اننا نركز علي الامكانيات الاجتماعية وليست المالية لان ده هيوقع الدولة تحت سيطرة الدول الرأسمالية خصوصا لو دولة فقيرة او لسه في بداية مرحلة النهضة والتنمية واخيرا بيوضح الكاتب ضرورة وجود اتحاد او كيان اقتصادي عربي يكون ليه أهداف وسياسات واضحة والأهم من كدا انه يكون ذات معني مش مجرد كيان صوري وخلاص
قصير المدى عميق الاثر...هكذا هو نبي...يختصر لك الافكار والطروحات لقضايا تاريخية تتطلب بحوث ودراسات كثيرة ومجهدة..وهاهو الان يتناول مفهوم الافكار ضمن الاطار الاقتصادي...حاول بصورة مجدية ان يضع النقاط على الحروف..اي معرفة المعضلة الاقتصادية في العالم الثالث عموما والعالم الاسلامي خصوصا وطرح مشكلاتها في التعامل مع الاقتصاديات العالمية...وكيفية التعامل الفرد المسلم وصراعه بين قطبي الرأسمالية العالمية والماركسية...هي ايضا محاولة للاستلال التخلف من العقل الاسلامي واظهار الامكانات الحضارية وتجانسها مع الامكانات الاجتماعية التي هي الاساس في بناء اقتصاد سليم لكي يكون اقتصاد قوي يمثل قطبا ثالثا هو الاقتصاد الاسلامي الذي هو الاقتصاد الوسطي..و يواجه وينافس القطبين العالميين..وان يعرض الديالكتيك بصورة الاسلام المقتصد الاخلاقي القائم على منفعة الانسان لا هدم الانسان..فهذا الكتاب يدعو الى خوض الاقتصاد الاسلامي بحرية و لا يطأطأ الرأس امام سجل الذهب..ولا امام زخرف القول الماركسي.
الاقتصاد بعيدا عن الأرقام و البيانات... الاقتصاد بعيدا عن الرأسمالية و الاشتراكية الاقتصاد بعيدا عن المال... إذا كيف نرى الاقتصاد؟ كتاب صغير يستحق القراءة ^^
كتاب "نظرى" وقد عبر بذلك المفكر مالك بن نبي فى الخاتمة.. وأظنه لو كان عمليا بما يكفى لكان عملا ضخما... كتاب يبين عن "تصور حقيق جدا" تم استنتاجه بالطريقة المنطقية: بالأرقام والأدلة والأمثلة..
•الكتاب يجيب ببساطة عن تساؤل"لماذا تفشل الأمم بينما تنجح الأخرى بنفس الخطط!!" تساؤل قد أرق الكثيرين من أبناء الأمم المنكوبة ونحن من بينهم دون شك، الذين فشلت لديهم السبل التى ابتدعها غيرهم وقد حققوا فيها تصورهم "ونموذجهم المعرفى" °فالغرب الرأسمالى ينطلق من منطلقات صلبة قد أقرها منظرين أمثال "آدم سميث" ولم تكن بدعة على مجتمعاتهم بل كانت وليدة وعى إجتماعى قد أعدها لقبول ذلك.. كل تصور قد نبع من الدول الغربية وقد حققوا فيه نجاحات، لم يكن إلا انعكاسا لطاقات بذلت فى اطار 'وعى اجتماعى ودراية غربية' واضحة صدقت تنظير فلاسفتهم ومنظريهم.. °والغرب الاشتراكى ينطلق من ثوابت ومنطلقات، وليدة منظرين قد آمنوا بشدة بفكرة الثورة على جشع رأس المال الذى عانت منه أمتهم سنين.. فكلاهما يقفان فى المجتمعات الغربية على أرض صلبة ونابعة عن دراية اجتماعية؛ وبالتالى فلا عجب أنها تورث نجاحا فى أى من النموذجين..
وبذلك يقى المفكر بأنه لن ينهض العرب ولن ينطلقوا للنجاح إلا من خلال ثوابت قد أنتجها منظريهم "تتوافق مع مبادئهم لا شك، ليرفعوا هذا "التخلف" الذى فرض عليهم بدعوى العولمة، ويصبحوا أمم تأكل من كسب أيديها بتصوراتها النابعة عن دراية تصدقها عقولهم "ووعى اجتماعى" ناتج عن تفكير أبنائهم..
•••أظن المفكر قد آمن بالفكرة المركزية بالتحديد من خلال بحث اجتماعى وسياسى آخر دون النظر فى علم الاقتصاد نفسه.. لكن تفنيدها باعتبارها ركيزة أساسية لانطلاق علم الاقتصاد يعد شئ هام جداا، لاسيما اذ يصك الكاتب تصوره من خلال تجارب (لأمم تحقق المعيار وأخرى لا تحقق) والنتائج فى الأغلب واحدة إما مكللة بالنجاح فى القطب الشمالى.. أو مكللة بالفشل فى القطب الجنوبى "من طنجة إلى جاكرتا"
•••لا شك أن الكتاب قد كتب منذ سنوات مديدة قد تطور فيها علم الاقتصاد بشكل فج وتحول السوق العالمى، وتبنى تصورات أكثر تطورا ومرونة من مجرد الرأسمالية والإشتراكية بمعناهم السطحى إلا أنى أعجبت كثيرا بنباهة الأستاذ مالك بن نبى وتحليله للمشكلة وربطها بمشاكلنا الاجتماعية التى امتدت تأثيرها لكل شئ ننتجه على الحقيقة ''اذا كنا ننتجه أصلا^^
••والعصر سيظل يثبت لنا "صحة النظرية" خلال الزمان خصوصا مع توجهات السوق اللا أخلاقية أكثر فى نظرنا، وأيضا عجزنا الأبى أن ننهض إلا أن نصبح أمما أخرى أو نثبت أنفسنا داخل إطارنا؛ كى نحقق الغاية ونصبح 'أمة تأكل من كسب يدها'...
•••لاشك أن العالم يتغير والأدوات تتغير وقد نصادف نجاحات عابرة، إلا أنها لا تزال فى اطار جهلها الإجتماعى وتحت وصاية ثقافية اقتصادية ولابد.
العمل إنشائي جداً وفيه ضعف كبير وخصوصا من الناحية الإقتصادية ولكني أتفق مع الكاتب في الأساس وذلك أن نجاح الإقتصاد يحتاج الى نهضة فكرية خاصة بنا وتناسب مفاهيمنا
اول ما أقرأ لمالك بن نبى أوضح لى كثير من المفاهيم التى طالما أحترت فيها فى اطار مادرست واطار الدين وتبقى المشكلة فى العقول المهيمنة على افق الاوضاع فى البلاد الحاجبة للفهم والتفهم
الحقيقة من اروع ما قرأت وضح مالك بن نبي في هذا الكتاب بعض النقاط الاقتصادية التي يجب على كل مسلم ان يعرفها لكي ينهض باقتصاده, في هذا الكتاب استفدت عدة نقاط سأذكر منها: 1- وضع طريقة الرأسمالية والشيوعية وبأنهما ليسا حلان للدول الاسلامية وكذلك بأنهما ليسا الحلان الوحيدان وعلى المسلمين البحث على حل يلائمهم. 2- ان امريكا تستطيع التخلي على اقتصادها الخارجي بحكم انها محققة نسبة الاكتفاء 95 بالمائة. 3- ان القيم الاخلاقية مترابطة مع القيم الاقتصادية ووضع الكاتب معادلاتان جبريان عليهما: الحقوق+الواجبات=الصفر الانتاج+الاستهلاك=الصفر ووضح الكاتب بأن لو ان الانتاج والاستهلاك متساويان فان هذا يحقق الصفر اي ان المجتمع راكد اما لو كان الانتاج اكبر من الاستهلاك يعني نتيجة المعادلة موجبة اي ان المجتمع نامي لو كان الاستهلاك اكبر يعني ان نتيجة المعادلة هي سالبة اي ان المجتمع في طريق للانهيار 4- ان الانتاج والاستهلاك بينهما طريق تدعى ديناميكية الاقتصادية وعليها لتحريكها يجب ان تقوم نتعامل على اساس ان كل فم من المجتمع يجب ان يأكل وان كل يد يجب ان تعمل. 5- يجب على الدول الاسلامية بحث عن طريقة اقتصاد تلائم ظروفها لأن العامل الاجتماعي يلعب دور كبير في نجاح او فشل النظريات, مثل ما حدث في اندونيسيا لما قشل مخطط شاخت رغم انه نجح ف�� المانيا
أحد كتب مالك بن نبي التي عدت قراءتها لاكثر من مرة ، وتعتبر كل كتب مالك بن نبي ثروة وكنز ثمين للفكر الاسلامي الحديث . رغم ان الكتاب قديم بعض الشيء ولكن الكاتب يناقش الموضوعات كأنها يعيش في القرن الواحد والعشرين ؛ ربما لانه يعرف ان ركود العالم الاسلامي سيتمر لعقود او لقرون متتالية .. تدرج بحث الكاتب في اجزاء ثلاثة ناقش فيها اهم مشاكل العصر وتتركز في التالي : صورة العلاقات الاقتصادية الراهنة في العالم الاقتصاد والاقتصادانية حدود الاختيار الإسلامي بين المناهج الموجودة صورة المشكلات خريطة توزيع الإمكانات الاقتصادية في العالم حدود التفسير الاقتصادي البحت لتوزيع الإمكانات الأسس الحضارية لعالم الاقتصاد شروط الانطلاق دور المال في اختزان العمل الاستثمار المالي والاستثمار الاجتماعي تحقيق الديناميكا الاقتصادية على أساس مبدئي الأساس الأخلاقي لعمليتي الإنتاج والتوزيع المعادلة البيولوجية والمعادلة الاجتماعية للفرد في التجارب الحديثة ضرورة الاكتفاء الذاتي والتطور من الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد جهوي لتحقيق الاكتفاء ..
هذا الكتاب وإن كان يحتوي مصطلح "الاقتصاد" في عنوانه ولكنه ليس مكاناً لكثير الأرقام والمعادلات، وإنما فكر اقتصادي مع تركيز عميق على الاقتصاد المسلم والمسلم الاقتصادي.
يحاول أن يوضح النظرية الماركسية والرأسمالية والخط الثالث بينهما والذي يحاول مترنحاً بأن يبتعد عن الحرام في كل نظرية كي يخلق شيئاً مشابهاً حلالاً.
ويطرح بكل وضوح أن الاقتصاد ليس عملية منقطعة تنجح من ذاتها .. وإنما هو شيء مرتكز على عوامل أخرى لنجاحه وأهمها الحالة المجتمعية التي تسود وتسبق التطور الاقتصادي أو انحداره.
قدم تقسيماً جميلاً للعالم على أساس اقتصادي بجزء شمالي متثمل باسم موسكو - واشنطن .. والجزء الجنوبي متمثلاً باسم جاكرتا - طنجة .. والذي بناه على أساس متوسط الدخل .. والنهاية يكون على مستوى التعليم والحالة المجتمعية والفرص لدى الفرد في الحياة.
بالتأكيد الأشكال الاقتصادية متواجدة من اكتفاء ذاتي وتعاملات الحالات المالية المطلوبة.
هو بسيط مفيد في عالم الاقتصاد والمال من بنية نقدية اجتماعية.
بشغف كبير طرح الاستاذ مالك بن نبي بحثه الرائع حول وضع المسلم في الاقتصاد في العصر الحاضر اختلجت في نفسي الكثير من مشاعر الصدق و حزت فينفسي اصالة و عمق افكار الكاتب و جراتها الصريحة ينطلق الكاتب بتحليل واقع المسلم في عالم الاقتصاد الغريب عنه و يعرض بعض الظواهر للضوء عن طريق تحليلها و تفسيرها باوسع نظرة بامكانه سواء كانت الاجابة جلبتها رياح شرقية او غربية . يعاتب المسلمين بغيابم من ساحة الصراع الاقتصادي اليوم بخضوعهم و انحلالهم في الضعف بعد الفترة الاستعمارية فيخاطب انفسهم لهز الوعي الازم لادراك ما فاتهم من وعي اقتصادي لحلول اساسية لمجابهة حاجاتهم اليومية و باسلوب راقي ينتقد النخبة المثقفة فيما يخص تقلبهم بين ليبيرالية ادم سميث و مادية ماركس مخاطبهم بان الحل الاقتصادي ليس حكرا على ايديولوجيتين غربيتين عن الطبيعة الثقافية و الاجتماعية للعالم الاسلامية لكنه ياخذ المشكل بطريقة موضوعية فلا ينتقد الايديولوجيتين كحكم مسبق بل بناء على تجارب سابقة و تحاليل سياسية و اجتماعية و عوامل سيكولوجية فلا ضرر من الاستفادة من بعض عناصر الايديولوجيتين . فيركز جهده على فك شفرة المعادلة الاجتماعية للمسلمين بتصويره لنجاح نهوض الاقتصاد الالماني بعد الحرب العالمية الثانية و رسوب النهوض الاندونيسي رغم اسعانته بافضل المستشارين الاقتصاديين و بغض النظر عن التفاوت في امكانيتهما الثقافية و المادية . و ياخذ حالة الجتمع الشرقي للفحص فيرى ان الترسبات التاريخية الثقافية كالزهد اثرت في جسده و ان الفقه الاقتصادي الذي يرسم اقتصاده من دافع كهذا لايمكنه ان يعبر بنفس الدقة عن فكرة ( المنفعة ) الراسمالية او فكرة (الحاجة) الماركسية فهذه العناصر الثلاث لا تدخل في خليط ثقافي واحد . يقوم الكاتب بربط علم الاجتاع بالاقتصاد كارتباط الجسم بروحها في اتخاذ القرارات الاصلاحية فلا يعيش عضو غريب طبيعيا زرع في جسم ما بل سيقوم الجسم بطرحه كعنصر تهديد للجسم و لايعيش الجسم بدون الروح فهما عنصران مكملان لبعضهما بكلمات اخرى اي العنصر الاقتصادي لايكون صادقا الا اذا وضع في بيئة لاتتناقض مع المعادلة الشخصية لاي مجتمع كان فيلح الدكتور حول ضرورة تكوين اتحادات اقتصادية في العالم الاسلامي من اجل مواجهة التكتلات الاقتصادية العالمية و يصب الاهتمام على فكرة القومية التي ولى عليها الدهر و فات اوانها في العصر الحاضر و ان المصلحة الجماعية اصبحت الحافز المحرك للشعوب الواعية بمصيرها . فيذكر في احد الفقرات '' الاقتصاد يتطور نحو الاشتراكية القومية الداخلية و الاشتراكية الدولية '' و يقصد بها كامكانية تطبيق و ليس كايديولوجية ثم يطرح فكرة اقل ما يقال عنها انها جريئة بانه لم يجرىء اقتصاد اسلامي على الظهور منذ القدم بسبب المسلمات البديهية التي سقط فيها المسلمون (Economisme) فيظهر الكاتب لينتقد مرة اخرى فكرة الاقتصادانية التي ظهرت في العالم الثالث بحيث ليست الا فقاعة باهية الالوان مليئة بالاوهام و التناقضات و المغالطات البديهية بحيث يصر انه لاتوجد تنمية اقتصادية بدون ثورة ثقافية ووعي وجداني . بحيث توصل من خلا بحثه ان الاقتصاد يقوم على عنصرين اساسين احدهما ظاهر و الاخر خفي فالاول الا وهو الشروط المادية اي (الامكان) و الثاني فهو (الارادة) فيمكن القول ان نهوض الاقتصاد هو ارادة حضارية لمستلزمات الزمان و المكان فيخضع في علاقة تضع الارادة في رتبة السبب بالنسبة للامكان فمحاولة النهوض الاقتصادي حسب المعايير الراسمالية هو امر معوق اكثر مما هو بناء لان الاقتصاد سيببنى على رحمة المال اي عملة اجنبية و بالتالي لن تحقق التكامل الاقتصادي فبتعبئة الطاقات الاجتماعية بالعناصر المحفزة تتحقق الوفرة المحلية و تستغل الطاقات احسن استغلال مركزا على الميدان الزراعي كقاعدة اطلاق اي اقتصاد . و يعاتب الكاتب العالم الاسلامي من التصاقه بتاريخه و تركة عصر مابعد الموحدين و خرافاتها و مسلماتها الوهمية في دلالة على العمر النفسي الذي يمنع المسلمين من الاحاطة بين الافكار و الواقع الاجتماعي فيترجى بهذه الافكار العالم الاسلامي للوقوف مجددا على حافة العالم و قيادته بعيدا عن الحاد الراسمالية و ورطة المادية التي رات في الانسان الة و تجاهلت عنصره الانساني معتمدين على الاعتدال بروح اسلامية بروح مرحة و نقد محترم يخوض من مجال لاخر بالقاء الضوء على اشكاليات ارهقت العالم و اعطاء بعض الحلول الفعالة المبنية على الاستقراء للتجارب و بالاضافة للجانب النظري العقلاني فيفسر بذلك الواقع الانساني حسب معادلتين الاولى بيولوجية يمكن ان يحدث فيها تفضيل بين البشر و اخرى اجتماعية تختلف ايضا حسب ارادة اي مجتمع و في تفسيره قسم العالم بخط (واشنطون - موسكو) و خط (طنجة - جاكرتا ) بحيث يبدو ان مواقف هذه المجتمعات تفرض نوعا من النتائج الحتمية للافراد المنتمون لها لكن بدراسة الاوضاع يمكننا التصرف في مدى سلطتها و حريتنا في تغييرها و بهذا يضرب كل من يدعي ان هنالك جبرية ميتافيزيقية تحصرنا و تشد الخناق على حيواتنا . بهذا المنار يبث الكاتب في المسلمين فكرة الوحدة و تناسي الخلافات السطحية و التركيز على الاهداف الاكثر عمقا فما يتمتع به خط طنجة - جاكرتا من امكانيات اقتصادية يمكنه بها تحقيق اي مبتغى و يضرب مثالا بالسوق المشتركة الاوروبية و الوم ا فيحث على دفع العصبية و القومية و الاعتراف بالاخطاء و Autarcie تصحيحها لتحقيق اقتصاد تكاملي مرورا بالاكتفاء الذاتي بتواضعه الرهيب و افكاره الراقية و اجتهاده الصادق حاول ان يذيب الجماد عن عقول المسلمين و الغشاء عن ابصارهم لمواجهة المعركة الاقتصادية الازمة فجعل كتابه هذا فرقانا بين زخرف القول الماركسي و الترف الراسمالي ينير به ذوي العقول النيرة و الارواح الحرة . سلاما على روح كاتب ذابت قريحته في سبيل التنوير ♥
في هذا الكتاب بن نبي يحاول شق طريق وسط للعالم الاسلامي بين الرأسمالية والاشتراكية ،وهذا من منطلق انه على المسلم ان يخلق نموذجا خاصا به ولا يتبنى مشاريعا قد لاتناسب معادلته الاجتماعية_ضاربا المثال بمشروع شاخت الالماني الذي فشل في اندونيسيا_ يقدم مفكرنا شروطا أولية ضرورية للانطلاق بداية من الشروط المالية ووصولا الى أعمق نقطة وهي الشروط النفسية والاجتماعية للعالم الاسلامي. بعض الحلول المقدمة فعلا اتضحت أهميتها مع الوقت ، وبعضها يبقى مثاليا ولم يحقق بعد كفكرة تأسيس اقتصاد عربي مشترك .. كالعادة ..بن نبي يحفز العقل لربط المعطيات .بالتالي الكتاب بعيد عن تقديم تعريفات وشروحات اقتصادية
بدايةً هذا الكتاب لذيذ جدّا. منذ أن قرأت للمسيري أُسرت بأسلوبه في ربطه لمواقفه اليومية، بتنظيره ورؤاه الفلسفية. لا أعلم إن كان الحال هكذا دائمًا مع كتب ابن نبي، ولكن لغته وأسلوب عرضه فاتح للشهية، مع أن عدد صفحات الكتاب تجاوز المئة بقليل؛ إلا أنني خلال تقلبيها كنت استحضر الكثير من النقاشات التي اسمعها في المجالس، والكثير من المعلومات التي عرضت عليها في الكتب والوثائقيات. كنت أمدّ يدي لكل فكرة يطرحها ابن نبي، واطلب من الكتاب إذنًا - غالبًا ما يتم هذا بإغلاق الكتاب، ووضعه بخشوع على منضدة القراءة - بأخذها معي في جولة لتربط لي تلك المعلومات المشتتة، وتمد بينها جسورًا تتيح لي التنقل بين المفاهيم والواقع. وهذا ما سحرني في سهولة لغة ابن نبي، إذ ولّدت فيّ " مسيريّا " صغيرًا يبتعد عن التجريد، ويبحث عن الفهم خلال واقعه وما يعايشه.
يرد مالك ابن نبي الموضوع إلى أصله، والجذور التي أتى منها. في مناقشته للاقتصاد يعود ابن نبي دائمًا إلى الإنسان؛ جاعلًا من حالته الاجتماعية والنفسية منطلقًا وخطوة أولى نحو النهضة الاقتصادية. وهذا ما يعيبه على ما أسماه "بالاقتصادانية" التي يسرق فيها المال، أو الإمكان المادي المركزية من الإنسان، الذي يأخذ دورًا ثانويًا في عملية التفسير والتحليل الاقتصاداني، وهذا ينقضه نهضة العرب مع قدوم الإسلام، وكذلك تجربة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.
يرى ابن نبي أن تعثّر الفكر الإسلامي الاقتصادي في العصر الحالي، يعود في معظمه إلى سببين. أولهما هو الاكتفاء بعملية اختيار بين مناهج موجودة مثل الرأسمالية والاشتراكية، وهذا سيوقعه في حرج التوفيق بين الإسلام وبعض المبادئ التي تقوم عليها هذه المناهج. الحرية المطلقة في الاقتصاد الرأسمالي مثلًا، تقوم على التعاملات الربوية، كما أنها لا تلقي بالًا لأي اعتبارات أخلاقية وآثار اجتماعية في سبيل الكسب المادي، وهذا يتجلى في حجم صناعة المواد الإباحية في دول مثل أمريكا، التي وصلت فيها أرباح هذه الصناعة إلى 12 مليار دولار في عام 2012. وثانيهما هو الإيمان بأن النشاط الاقتصادي لا يتم إلا بوجود رأس المال ليتم استثماره، وهذا يضع الدول الفقيرة تحت رحمة القروض عالية الفوائد، والمعونات الخارجية.
يردّ ابن نبي حالة التخلف الاقتصادي إلى الحالة النفسية والاجتماعية، التي تساهم فيها ظروف خارجية كالاستعمار، أو ظروف داخلية نتيجة ركود المجتمع، فالمجتمعات على حد قوله لا تموت إلا منتحرة. إذًا فبداية النهضة لا بد أن تعالج هذه الحالة النفسية في الفرد، وتعطيه دورًا اجتماعيًا يقوم به، وهذا سيقلب الحالة الاجتماعية من حاضنة للتخلف إلى أخرى لديها الإرادة والشعور الجَمعي بواجب مشترك في عملية النهضة. وهذه الحالة الاجتماعية الجديدة هي الجسر الذي تتجاوز به الدول مشكلة العجز المادي، فالاستثمار في الإنسان يجب أن يسبق الاستثمار في المال.
اخترت هذا الكتاب ليكون بوابتي لعالم مالك ابن نبي. بعد الانتهاء لا أستطيع القول إلّا أن زخارف البوابة وطريقة هندستها تركتـني متشوقًا لما تخفيه خلفها 😊 .
" كتيب " في حوالي 100 صفحة للمفكر الإسلامي مالك بن نبي يتناول فيه الإقتصاد من وجهة نظر أخرى - فليس من الضروري أن يكون الإقتصاد إما رأسماليا أو إشتراكيا .. بل هناك طريق ثالت - و ليست المخططات الإقتصادية أحجار فلاسفة تنجح في كل مكان و في كل المجتمعات - و المال و وسائل الإنتاج ليسا عصب الإقصاد الناجح بس هو الإنسان ... الكتاب لا يقدم حلولا صريحة بقدر ما يقدم لنا توجيهات و يسلط الضوء على قضايا جد مهمة يمكن إعتبار الكتاب بحثا منهجيا ( غير كامل للأسف ) لكل من يتصدر للإجتهاد في مجال الإقتصاد الإسلامي الكتاب غير مناسب لغير ذوي الإختصاص في الإقتصاد ، فهو يستلزم معارفا مسبقا ، و خلفية حول بعض تجارب النهوض الإقتصادي ، على العموم ، الكتاب جيد من الناحية التوجيهية ، لكنه للأسف غير كاف ، تمنيت لو أن الكاتب أفاض في الشرح .... إستمتعت بقراءة الكتاب فقد أضاف لي وجهة نظر جديدة في التحليل الإقتصادي ، لكنه للأسف لم يرق للتوقعات
لأن فحص المريض يأتي قبل صرف العلاج جاء هذا الكتاب لتشخيص مشكلتنا الاقتصادية وربّما احتجنا لعشرات الكتب مثله لنفهم الواقع حتّى يأتي العلماء بصور حديثة للمعاملات الماليّة حتّى تحلّ، ليس فقط مشاكلنا، بل مشاكل العالم
جزء من مشكلة الاقتصاد لدينا تعود لقصور فقهائنا وقصور مصانعنا ومفكّرينا وتجّارنا وآخرين غيرهم وهذا الكتاب يحاول تقديم إضاءة عامّة لهؤلاء جميعًا ويحتاج كلّ واحد منهم لمن يفتح له آفاقه الاقتصاديّة نحتاج لمزيد من الكلام الذي يجعلنا نفقه الواقع ولمزيد من الكلام يغذّي عزيمتنا لخلق نموذجنا ولمزيد من الكلام الذي يجمع إرادتنا في الميدان
بالنسبة للكتاب حديثه عن الاكتفاء الاقتصادي والربا رائع وأظنّ لعلماء الاقتصاد مراجعات على كلامه وتبسيطه لبعض الأفكار سهّلها لكن أخلّ بها
الكتاب ممتاز من حيث محاولة تفكيكه للأزمة الحضارية للعرب والمسلمين زائد اسناد مشكلة التخلّف الحضاري والسياسي للجانب الاقتصادي واللي بيغفله أي تيار سياسي إسلامي تقريبًا في أي مشروع تحديثي أيضًا المُلفِت فيه انه بيُقر بمشكلات صدرها لنا الاستعمار لكنه منفتح على التعامل مع غيره ومعندوش نظرة تصادميّة متأكد اني هرجع أقرا الكتاب مرّة تانية
يتناول مالك بن نبي مشكلة الاقتصاد في الوطن العربي والعالم الإسلامي بشكل مختصر ومفيد، ويفتح الذهن على طرائق تفكير جديدة ويطرح الاسئلة الصحيحة.. وفي بعض المواضع يدل على بدايات الحلول. من أعظم ما قرأت في الاقتصاد ربما! احتاج أن أعيد قراءته ودراسته، إذ كل جملة فيه تُشعل في عقلي أنواراً!
كتاب صيغ بعقل رياضي استطاع مالك ان يفك شيفرات ازمة الاقتصاد في العالم العربي و الاسلامي و أن يضع معالم حل المشاكل التي هي بالاساس مشاكل مرتبطة بالمجتمع و مرتبطة بالجانب الأخلاقي
اتحاد الدول الاسلامية من حيث ثقافاتها ومواردها مطلب للنهوض. كذلك بناء المسلم الذي يعتقد بهذا الفكر بيعداً عن ما يشغله من تفاهات الحياة و التقليد الأعمى للغرب...
- يتناول الكتاب علاقة المسلم بعالم الاقتصاد الحديث، فيحاول بن نبي أن يخلص الفكر الإسلامي من بعض العقد التي تستولي على اجتهاده في مجال الاقتصاد فتجمده، لأنه يرى في هذا المجال حتمية اختيار لا فرار منه، بين أفكار ونظم الرأسمالية والأفكار والنظم الناتجة عن المذهب الماركسي. - تحدث عن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لفترة الاستعمار وبداية عصر "الخِضعة الاقتصادية" في المجتمعات الإسلامية، حيث بدأ المسلم يشعر بالاغتراب الاقتصادي وفقدان القيم والتقاليد نتيجة الاعتماد على النظام الاقتصادي الحديث. - الاستقلال السياسي لم يكن كافياً للتحرير من التورط الاقتصادي، لأن المشكلة ذات طابع نفسي وحضاري عميق. في المقابل؛ أصبح الاقتصاد في الغرب محور الحياة واكتسب طابعاً بنيوياً في المجتمعات الغربية، بينما ظل الشرق متأخراً بسبب غياب التنظيم الاقتصادي الحديث، متأثراً بنظريات تاريخية وأفكار قديمة حتى نهاية القرن الأخير. - ذكر أهمية القيم الأخلاقية والثقافية في بناء الاقتصاد والمجتمع، مستشهداً بتجربة الصين كمثال أن المعارك الاقتصادية الحقيقية ترتكز على صراع القيم وليس المصالح المادية فقط. وتدعو إلى جعل القيم الأخلاقية والثقافية مركز التجربة الإنسانية والاجتماعية، موضحاً أن غياب هذه القيم يقود للاختلالات والانحرافات في المجتمعات الرأسمالية والأنظمة المادية، وتسلب الإنسان إنسانيته الفريدة، مشيراً إلى أن المجتمع الإسلامي أجدر من يحقق له وللإنسانية التجربة، التي تعيد إلى عالم الاقتصاد أخلاقيته، ويتلافى بذلك الانحرافات الإباحية التي تورطت فيها الرأسمالية، كما ينجو من ورطة الماركسية المادية التي سلبت الإنسان ما يميزه عن الآلات والأشياء. - توعية المسلم في الميدان الاقتصادي، يجب ألا تجره إلى وثنية جديدة ليصير من عباد صنم جديد اسمه (الاقتصادانية) أو حتى الاقتصاد. - انتقد تطبيق النظريات الاقتصادية الغربية بدون مراعاة لخصوصية المجتمعات الإسلامية والعربية، والعالم الإسلامي يواجه اليوم طوارئ تفرض عليه أن يتخذ قرارات صارمة في المجال الاقتصادي. - كتاب هام ودسم رغم قصره، يقدم رؤية تحليلية ونقدية للنظامين الاقتصاديين الرأسمالي والاشتراكي مع توضيح أن أحدهما لا يكفي أو لا يتناسب مع طبيعة المجتمعات الإسلامية، يعد كتمرين للفكر الإسلامي على حرية التصرف أمام معضلات الاقتصاد، حاول فك قيود وضعتها أفكار أجنبية، ودعى الفكر الإسلامي إلى خوض معركة كبرى لمواجهة تحدي عالم الاقتصاد. - وأخيراً "فتعويض السيف بعرق من زيتون لم يغير سوى المظهر. إن أوربا التي تكتلت في القرن الحادي عشر من أجل الزحف الصليبي، وتكتلت في القرن التاسع عشر في الميثاق الاستعماري تحت إشراف (بسمارك) ببرلين سنة ۱۸۸۱ من أجل الزحف الاستعماري، تعود اليوم إلى تكتل جديد في صورة (السوق المشتركة) في الظاهر من أجل الصمود في وجه الاقتصاد الأمريكي والياباني والصيني، وفي الواقع من أجل الزحف الاقتصادي على مناطق الحضور الأوربي سابقاً لترسي فيها دعائم وجود أوربي جديد بوسائل الاقتصاد.
قرأت الكتاب بروح الفرد الباحث عن مفاتيح ادارة مصروفات واستثمارات المسلم في لجج بحر المحرمات العالمي. لكن الكتاب ليس موجها للأفراد. بل هو خطة مرسومة لسياسات الدولة المسلمة الاقتصادية وكيف تخرج من اطار الاقتصاد الماركسي والرأسمالي اللذان تم تصويرهما على أساس كونهما السبيلان الوحيدان. دراسة جميلة وتبحر بلغة بسيطة يمكن لغير المتخصص في علم الاقتصاد ان يستوعب جل ما يريد المؤلف ايصاله. وإن كان المستهدف به في المقام الاول اهل الاختصاص
الكتاب يزيل أفكارا مترسخة في الطبقة الثقافية العربية في الفترة التي عاش بها وما بعدها، وإلى الآن أغلب الناس يؤمنون بالأفكار التي هدمها مالك بن نبي رحمه الله. هذه الفكرة هي أن الاقتصاد ليس محصورا بين الرأسمالية والشيوعية، فهذان النظامان مناسبان للبيئة الاجتماعية الأوروبية وليس لدول إفريقيا ومحور طنجة جاكرتا. ويبرهن بنصف الكتاب على أهمية الفكر الاجتماعي في البناء الاقتصادي. لا يقدم حلول مباشرة، لكن يزيل عوائق كانت ولا بد تمنع التفكير الصحيح لحل مشكلة الاقتصاد في دول العالم الثالث. يضرب مثالا قوية في إندونيسيا التي جاءت بالعالم الألماني الذي أخرج ألمانيا من فاجعتها الاقتصادية "د. شاخت"، ويروي فشله في إندونيسيا، وهذا لأنه لم يفهم البعد الاجتماعي في الظاهرة الاقتصادية
🔴 كتاب : المسلم في عالم الاقتصاد - الكاتب : مالك بن نبي ''رحمه الله'' - عدد الصفحات : 112 صفحة 🌺---------🌺 ✴️ على قصر صفحات هذا الكتاب إلا أن تأثيره عميق و شامل لأحد الجوانب المهمة و اللازمة في بناء الامم و هو الجانب الاقتصادي، الكاتب لم يثرثر في الكلام بل دخل صلب الموضوع مباشرة بالاشارة إلى المشاكل التي يعاني منها المجتمع المسلم في الاقتصاد، و معالجة الأفكار و توجيه الجهود، بعدها ناقش الأسباب. مقترحا بعض الحلول للخروج من الازمة في ظل التطور الكبير و السريع للاقتصاد العالمي ✴️ حاول مالك بن نبي من خلال كتابه أن يخلص الفكر الإسلامي من العوائق و المثبطات التي تستحوذ على مجهوده في مجال الاقتصاد، و يرسم خريطة عمل للخروج عن الخيارين الحتميين في طريقه و نعني الرأسمالية و الماركسية ، و هما في صميم هيكلتهما يتعارضان مع العقيدة الإسلامية في نقاط رئيسية ، هنا يريد الكاتب ان يبين للمجتمع المسلم انه يوجد خيار ثالث ، و هو صياغة مذهب اقتصادي يتوافق مع افكارنا الاسلامية، نصنعه بجهودنا بمقاييس تتلاءم مع إمكانيات مجتمعاتنا و عقيدته. ✴️ يوضح لنا بن نبي رحمه الله ان أساس المشكل هو نفسي بدرجة أكبر، حيث ان الفرد المسلم خضع لقيود الغرب معلنا بذلك عن إستسلامه و توقف جهوده في البحث عن مخرج بالرغم من توافره على عوامل النجاح (انسان-تراب-وقت) ، كما بين ذلك في قوله " إن الاقتصاد ليس قضية إنشاء بنك و تشييد مصانع فحسب، بل هو قبل ذلك تشييد الإنسان و إنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات"، مستعرضا عدة نماذج خاضت تجربة بناء الاقتصاد من الحضيض و نقصد ألمانيا و اليابان، حيث حلل امكانياتها في نقطة الانطلاق و درس طريق نموها مقارنا ما حدث مع دول العالم الثالث و أسباب فشله ✴️ كما تطرق إلى مسألة خوض رجال الدين في عالم الاقتصاد و البنوك، داعيا اصحاب الاختصاص للاجتهاد للوصول إلى حلول و مناقشتها مع رجال الدين فيما يخص الحلال و الحرام. و ليس العكس ✴️ الكتاب و كما قلت برغم قصره إلا أنه كتاب مهم جدا و قيم (توعوي إصلاحي)، طرح المشاكل الاقتصادية، ناقش الأسباب و الظروف الراهنة، حلل الخلفيات و سلوكيات المجتمع الإسلامي و كذا الغربي، قدم أفكار خصبة و اقترح حلول من شأنها صنع الفارق؛..💁. طريقة مميزة للإحاطة بالمشكل و دراسته بسهولة و هو ما إعتدناه من العبقري بن نبي رحمه الله #مالك_بن_نبي ✨ #المسلم_في_عالم_الاقتصاد🌡️
يعالج الكتاب مسألة التنمية الاقتصادية، وهي مسألة فلسفية في المقام الأول أكثر منها تقنية. فينطلق أولا من أن المشاكل الاقتصادية لا يمكن حلها بالأدوات الاقتصادية فقط، ويدلل على ذلك بتجربة إندونيسيا التي استدعت (شاخت) مهندس المعجزة الاقتصادية الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، وإندونيسيا تملك من الموارد ما يفوق ألمانيا على الحقيقة، فماذا كانت النتيجة؟ فشلت التجربة بامتياز! إذن، فالاقتصاد لا يعمل منعزلا عن الأوضاع السياسية والاجتماعية، وحل المشاكل الاقتصادية ينبغي أن ينطلق من إرادة حضارية تبدأ ببناء الإنسان والاستفادة من إمكاناته بجانب الإمكانات المتاحة في البيئة ثم إضافة عامل الزمن. وهذا ما فعلته الصين في تجربتها النهضوية، خاصة عند استعاضتها عن نقص المال والتقنية بالتشغيل الكفء للأيدي العاملة. ثم يعرج الكتاب على المذاهب الاقتصادية المعاصرة: الرأسمالية - وما يحيطها من إباحية و ربا، و الماركسية/الاشتراكية وما يتبعها من استلاب لحرية الناس وما يميزهم عن الآلات والأشياء، وأن العالم الإسلامي ليس مضطرا للجوء لهذه القسمة الثنائية، إما هذه أو تلك، بل عليه اختيار ما يناسبه، سواء منها أو من غيرها بما يوافق ثقافته ودينه. ويقترح الكتاب الانطلاق من مسلمتين لتحقيق اقتصاد مغلق (في البداية) ذي اكتفاء ذاتي: 1- لقمة العيش حق لكل فم 2- العمل واجب على كل ساعد قد يبدو المؤلف اشتراكيا في نقطة الانطلاق هذه، وليس الأمر كذلك، بل هو اختيار رآه المؤلف - رحمه الله - ثم قال أن هذه الاختيارات يمكن أن تُعتبر نقطة الانطلاق فقط، أو تستمر إذا رأى المجتمع مصلحته في ذلك. هذه الكلمات ربما تكون سهلة القول، صعبة التنفيذ، ولذلك يدعو الكتاب إلى تكاتف العقول والأموال في المجتمعات الإسلامية الواسعة لتجاوز عقبة البداية واستكشاف حد الإمكان. . اقتباسات أعجبتني: "القضية ليست في الحقيقة قضية قصور في الإمكان، بل قصور في التصرف والسياسة والتخطيط". "إن الإرادة الحضارية تصنع الإمكان الحضاري". "إن المجتمع العصامي الذي يقلع بمجهوده الخاص، سيدرك أن القصور الذي يفرضه التخلف في المجال الاقتصادي، إنما هو نتيجة لتصوره للأشياء لا لطبيعة الأشياء ذاتها".