محمد قطب إبراهيم كاتب إسلامي مصري, له عدة مؤلفات. وهو أخو سيد قطب ، وكان يقيم في مكة المكرمة قبل وفاته.
مثل الأستاذ محمد قطب علامة فكرية وحركية بارزة بالنسبة للحركة الإسلامية المعاصرة ، فهو صاحب مؤلفات هامة تؤسس للفكر الإسلامي المعاصر من منطلق معرفي إسلامي مخالف لنظرية المعرفة الغربية ، وهو يربط بين الفكر والواقع عبر العديد من مؤلفاته التي حاولت تفسير الواقع أيضا من منظور إسلامي ،
من كتبه: قطب في تأسيس مدرسة إسلامية ذات طابع حركي داخل الجامعات الســعودية عبر إشرافه على العديد من الرسائل الجامعية . ينبه محمد قطب في كتبه إلى خطر الصدام مع الأنظمة السياسية الحاكمة في العالم العربي قبل القدرة عليه ، وقبل أن يفهم الناس ـ المحكومون بهذه الأنظمة ـ معني كلمة التوحيد وضرورة الحكم بما أنزل الله ، واستدل على ذلك بقوله تعالى: ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ). واستطرد محمد قطب قائلاً : إن قيادات الجماعة الإسلامية كانت تفتقد إلى الوعي والخبرة التي تمكنها من إدراك خطر التورط في مواجهة مع النظام السياسي . يرى محمد قطب أن موقف الغرب من الإسلام هو موقف صليبي واضح ، وما يقول عنه الغرب: "إنه تسامح مع الإسلام " ، إنما هو في الحقيقة مجرد شعارات فارغة. وتوقع أن تكون أوضاع الأقليات الإسلامية في الغرب ـ وأمريكا خاصة ـ في منتهى الصعوبة والخطورة ، ونبه المسلمين هناك للاستعداد للأخطر والأسوء.
كما هى كتابات آل قطب ذات الصبغة الإسلامية الظاهرة جاء هذا الكتاب كمقاتل تحت راية الإسلام
يعقد الأستاذ محمد قطب مقارنة بين الحضارة الأوربية و حضارة الإسلام ، و تحليل تاريخى لسبب هذا الهزة العنيفة التى نرى آثارها للعقائد و التقاليد و الأفكار و المفاهيم من بناء الماضى
يكشف زيف الحضارة الأوربية و وهم كثير من أبناء جلدتنا بهذه الحضارة بأسلوب عقلى و منطقى مدعوما بشواهده من التاريخ .. يفند كثير من القضايا و الأفكار الدخيلة على مجتمع الإسلام ، و كيف وصل الحا بنا أن نسيركقطيع من العميان وراء كل ما هو صناعة الأعداء متناسين عزنا و فخرنا و مصدر قوتنا . عقيدة الإسلام
خواطر و مشاعر كثيرة خرجت بها من هذا الكتاب أيقنها فى قلبى هو أن الفكرة الإسلامية هى التى ستسود أن وعد الله بتمكين دينه قادم لا محالة سواء رأيت أنا هذا أم كان بيد عيرى ، لكن أسأل الله عز و جل أن يجعل لنا نصيبا من هذا الخير
يأخذنا محمد قطب في الفصل الأول من الكتاب في جولة تحليلية لتاريخ أوروبا في القرنيين الماضيين، ويستعرض أهم العوامل التي أدت إلى انهيار التقاليد والدين والأخلاق في أوروبا، وانتصار العلم على الكنيسة. ويُرجع هذا الانهيار إلى عوامل كثيرة أبرزها:
1) نظرية دارون في التطور وفي أصل الأنواع وأصل الإنسان: فقد جاء دارون يقول إن لا شيء ثابت على وجه الأرض، لا النبات ولا الحيوان ولا الإنسان، ولم يكن الإنسان في منشئه إنسانا وإنما حيوانا، وتطور إلى أن صار إنسانا.. وهزت نظريته المجتمع الأوروبي كله وقامت قيامة الكنيسة، ووجدت الجماهير الفرصة السانحة للانتقام منها، وإن كان قد عَزّ عليها أن يسلبها دارون إنسانيتها، ويردها إلا أصلٍ حيواني، إلا أنها أخذت تشمت في الكنيسة ورجال الدين، ووجدت الفرصة سانحة للتخلص من نيرها المرهق وسلطانها البغيض، ودخلت الجماهير المعركة مهاجمة بعد أن كانت مدافعة، وتركت هذه المعركة في حياة الناس نتائج خطيرة. فقد زلزلت الإيمان بالله وبالإنسانية والإنسان، وزلزلت أيضا الإيمان بأي ثبات في نظام من النظم أو قيمة من القيم أو فكرة من الأفكار. وحَطمت كل بنيان كان راسخا في الأساس. فمعنى ذلك أن كل شيء يتطور، والمجتمع كذلك يتطور، تتطور نُظمه وأفكاره، فمثلا الأخلاق كانت بمفهومها التقليدي شيئا جميلا في الماضي، ومناسبا لمرحلة معينة من التطور، فليس من الضروري أن تكون اليوم جميلة، ولا مناسبة، لأن المجتمع تطوّر، والمجتمع هو الذي صنع هذه الأخلاق وليس الله وليس العقيدة.
2) سيغموند فرويد: الذي جاء يقول إن تاريخ البشرية هو تاريخ دوافعها الجنسية وأن الجنس هو المحرك الأول والدافع الأصيل لكيانها.ثم حصر دوافعها بعد ذلك في دوافع الحيوان. وفسر تاريخ البشرية وتاريخ عقائدها وأفكارها ونُظمها وحضاراتها، على الأسطورة التي ليس له عليها دليل، التي يؤكد فيها على أن " الأبناء اتجهوا إلى أمهم بشهوة الجنس، فوجدوا أباهم هو العقبة في طريقهم، فقتلوه، ثم أحسوا بالندم على فِعلتهم، فأقسموا ليقدسُن ذكراه، فنشأت العبادة.. ووجدوا أنهم سيقتتِلون فيما بينهم للحصول على الأم، فقرروا ألا يمسها أحد منهم، فنشأت المحرمات.. وقرروا أن يتعاونوا فيما بينهم بدل الاقتتال، فنشأ التعاون الجماعي في حياة البشرية.."
وكانت التقاليد الدينية في أوروبا عنيفة ومتزمتة، تنظر إلى الجنس على أنه قذارة دنسة، لا يجوز أن يلم بها القلب النظيف، وتُحرم الحديث عنه، أو القرب منه على من يريد التطهر والارتفاع. ومن ثم وجد الشباب -الذي كانت تشغل المشكلة الجنسية جانبا كبيرا من شعوره وتفكيره- في تعاليم فرويد متنفسا وسندا قويا يمحو عنه وصمة الخطيئة.. ووجد فرصة سانحة للانعتاق من الغول- الكنيسة- الذي كان يتهددهم، فقالوا: فلتذهب في سبيل الشيطان دعوى الإنسانية، إن كان يصحبها التضييق، ولتكن الحيوانية هي الشعار البشري إن كان سيصحبها التفلت من القيود.
3) وقبيل ذلك، وفي أثنائه، وفيما بعده، كانت الثورة الصناعية في أوروبا تعمل عملها في هدم الأخلاق والتقاليد، فبسببها هاجر سكان القرى إلى المدن، وتركوا ما بقي لهم من الأخلاق والدين والضمير والتقاليد في القرية، وانغمسوا في مقاذر الشهوات، ولم يقف تأثير الثورة الصناعية في تفكيك الروابط وحل الأخلاق عند هذا الحد، فقد بدأ العمال يثورون على أصحاب المعامل الذين كانوا يستغلونهم أبشع استغلال، بأجور ضئيلة بخسة. عند ذلك لجأ أصحاب المصانع إلى استخدام النساء بدلا عنهم، وبأجور أقل من الرجال. وأحدث تشغيل النساء حدثين عظيمين في الحياة الأوروبية، الأول: فك رباط الأسرة. والثاني: إفساد أخلاق المرأة التي صاحب تحررها الاقتصادي، تحررها الجنسي أيضا.
4) الحرب العالمية الأولى: التي أحدثت هزة كبيرة في العالم وغيّرت كثيرا من القيم والمفاهيم. كان من أفظع نتائجها قتل 10 ملايين شاب من أوروبا وأمريكا، ونتج عن ذلك أن الملايين من الأسر وجدت نفسها بلا عائل، ومعظم من نجوا من الحرب لم يكونوا على استعداد لأن يتزوجوا أو يكفلوا أسرة، فقد خرجوا من الحرب منهومين يريدون الاستمتاع بالحياة، يريدون الخمر والنساء والمباهج.. ومن ناحية ثانية، فإن الدمار الفظيع الذي أنتجته الحرب كان يستلزم طاقة إنتاجية هائلة للتعويض. فوجب على المرأة أن تعمل، لتسد الفراغ، ولِتسُدَّ جوعتها، ولم تكن جوعة المرأة وحدها التي تواجهها، بل جوعة الجنس أيضا، فموت العشرة ملايين، أحدث خللا شنيعا في نسبة النساء إلى الرجال، فراحت تبحث عن نصيبها من الجنس، في علاقات غير شرعية.. وبعد أن عملت المرأة بأجور زهيدة أصبحت لها قضية، وهي قضية المساواة في الأجور، ومضت بعد ذلك في إصرار ودأبٍ تطرق كل ميدان، وتُلح في طَرقه إلى أن يستجيب، وطالبت بحرية التحرر من الأخلاق، وخرجت تطلب بنفسها متعة الجنس.. وسمي هذا، بأنه عصر تحرر المرأة ورفعها إلى مستوى الإنسانية.
#الفصل_الثاني: حقائق وأباطيل.
يناقش في الفصل الثاني، التصورات التي انتشرت بعد دارون وغيّرت نظرة الإنسان لنفسه، ولمركزه من الكون، ومهمته في الحياة، وحَصرها في ثلاث تصورات:
1) حيوانية الإنسان: التي أظهر بطلانها، وفساد الأسس التي قامت عليها، وبيّن إنسانية الإنسان التي لا تحتاج في نظري لأي إثبات، "فعجيب أمر من يؤمن بنظرية ترجع أصله للحيوان، ويكفر بالدين الذي يرفعه ويكرمه، ويقول إنه إنسان عريق الإنسانية منذ نشأته. " وأظهر أيضا تناقض وضعف نظرية دارون، وتحليلات فرويد.
2)التطور الدائم الذي يلغي عنصر الثبات: وقد كان التفكير الديني في أوروبا قد ألّح على فكرة الثبوت في في العصور الوسطى، حتى جعلها عقيدة، حين ظن رجال الدين، أن ثبوت الخالق سبحانه وثبوت قصده من الخلق، معناه ثبوت كل شيء، ومعناه ثبوت الإنسان بنظمه وعاداته وتقاليده.. لذلك كانت فكرة التطور -بعد إثباتها من جانب العلم- صدمة أفقدتهم اتزانهم. بينما كان علماء المسلمين قبل ذلك بقرون قد فرّقوا تفريقا واضحا بين ثبات الخالق سبحانه وتطور خَلقه، فالعقيدة في الله عنصر ثابت، والأخلاق عنصر ثابت، أما تغيّر التقاليد فليس ضارا في ذاته، ولا يحتاج إلى حلول، إنما الذي يضر هو خروج التقاليد على القواعد الخلقية ومقررات العقيدة والإيمان بالله.
3) حتمية التطور الذي لا يد فيه للإنسان، ولا رأي ولا اختيار: يقول محمد قطب إن إيمان الإنسان بالله وبنفسه، هو السبيل الوحيد لكي لا تلحقه حتمية التطور هته، فبذلك لن يخضع للتفسير المادي للتاريخ، ولا لأي تفسير غير التفسير الإنساني الكامل، الذي يضع الإنسان في موقف المُوجه الفاعل المريد.
#الفصل_الثالث: فلنكن صرحاء.
يدعو فيه محمد قطب لكي نكون صرحاء، ونصارح أنفسنا بحقيقة موقفنا من الدين والأخلاق والتقاليد.. ويتساءل، هل هناك أسباب موضوعية للانحلال الخلقي الذي نمارسه؟ لقد انحلت أوروبا للأسباب التي بيّنها في الفصل الأول، وإن كانت لا تبرر الانحلال ولا تعطيه صفة الشرعية. فلمذا انحللنا نحن؟
فيقول: هل كانت لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا؟ هل قامت في تاربخنا كله عداوة بين الدين والعلم؟ وهل آمنا بحياونية الإنسان، كي ننحل مثلهم؟ فلنكن صرحاء ونقول إننا نقلد الغرب تقليد العبيد، أو تقليد القرود.
ويواصل متسائلا، هل لدينا فكرة واضحة عن المجتمع الذي نريده؟ فلنكن صرحاء .. ولنقل إننا لم نتخذ بعد فكرة واضحة، وإننا نعيش بلا هدف مرسوم.
هل نحن شعب محافظ؟ أم نحن شعب متحرر؟ أم ليس هذا ولا ذاك؟ فلنكن صرحاء.. ولنقل إننا لسنا شعبا، وإنما حالات متفردة متناثرة.
ويستعرض بعض ما يطالب به دعاة الحداثة والتحرر، ويدعوهم ليكونوا صرحاء في طلبهم، وألا يَتستروا وراء التحرر والتقدم، وليقولوا بشجاعة إنهم لا يريدون الدين والأخلاق والتقاليد، وإنهم يريدون تخريج جيل من الأناسي يعيشون كالحيوان.
#الفصل_الرابع: حين نكون مسلمين.
يقول محمد قطب إن صورة المجتمع المسلم في أذهان الكثيرين مغلوطة، لذلك تفزع منه النفوس وتخاف منه القلوب، ويجب علينا أن نعمل جاهدين لتصحيح هذه الصورة.
فهناك من يرى المجتمع المسلم مجتمعا ظلاميا رجعيا تصلت فيه السيوف على الرقاب، وتضطهد فيه المرأة، ويختفي فيه المرح من الوجوه والقلوب... وآخرون لا يسوء ظنهم إلا هذا الحد، أولئك الشباب الذين تحركهم الشهوة، ويفزعون من ذكر الإسلام، ويرونه غولا مفترسا يقف بالمرصاد لكل متاع مرغوب.. وآخرون يستنفعون من تحطيم الفضيلة وإشاعة الفاحشة في المجتمع، أصحاب الأفكار العارية المنحلة، وعبيد الاستعمار.. هؤلاء يفزعون من الدين ويكرهونه.. وهذه الفئة الأخيرة لا تهمنا بل تهمنا الفئة الأولى والثانية، لأنه حين يعرف هؤلاء الإسلام على حقيقته ويؤمنون به، فلن تستطيع الفئة الثالثة أن تصرفهم عنه.
وصورة الإسلام المشوهة هته، هي العدو اليوم للفكرة الإسلامية. لذلك ينبغي أن نعرف كيف يكون المجتمع المسلم، والصورة التي يأخذها "الإنسان" في مفهوم الإسلام، وصورة الرجل المسلم، وصورة المرأة المسلمة، التي خصص لها معظم هذا الفصل فلا يخفى علينا أن بصلاحها يصلح المجتمع، وكذلك لكونها دائما محور النقاش عند ذكر الإسلام، وكونها الحجة المغلوطة التي يتحجج بها الغرب وكثير من المنتسبين للإسلام لاتهامه ظلما وبهتانا بأنه دين يضطهد المرأة ويحرمها من أبسط حقوقها.
يقول محمد قطب، من الضروري قبل أن نسأل كيف يكون المجتمع المسلم، ��جب أولا توضيح مفهوم "الإنسان" في الإسلام، فالإنسان هو قبضة من طين، ونفخة من روح الله، فإذن هو عنصران ممتزجان، القبضة من الطين هي التي يشترك فيها مع الحيوان، ومنها تنبثق شهواته، شهوات الطعام والجنس وحوائج الجسد. ونفخة الروح، هي التي جعلته إنسانا عريق الإنسانية منذ نشأته، رفيع المقام، وهذه النفخة الإلهية في الإنسان تهتدي دائما إلى منشئها، تهتدي إلى الله ما دامت الفطرة سليمة.
ويبدأ بعدها بذكر صور الإسلام الحقيقية، فيقول، حين نكون مسلمين نكون مجتمعا يقوم على المودة، والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نكون مجتمعا لا يسرق ولا يكذب ولا يغش ولا يخدع. فحينها، نكون على علم أن الإنسان منذ البدء مكرم مفضلٌ رفيع المقام، " ولقد كرمنا بني آدم..." ومن ثم هو مطالب بأن يزكي نفسه ولا يفسدها، وألا يكون عبد غرائزه الحيوانية.
حين نكون مسلمين ستتحرر المرأة والرجل على السواء.. فالله هو المعبود الأحد، لا المال ولا الجاه ولا المنصب ولا الشهوة ولا الهوى ولا الإنسان، فحينما يعبد الإنسان الله حق عبادته، يتحرر من الضغط الواقع عليه من داخل نفسه، ومن خارجها على السواء، ويتحرر من ضغط الشهوات، ومن ضغط المجتمع وقواه الاقتصادية والاجتماعية.
حين نكون مسلمين لن تُستعبد المرأة للرجل، لأنه ليس أحد عبدا لأحد قط غير الله، ولن تُستعبد للمجتمع ولا لأي قوة من قوى الأرض، فحين تستمد قوتها من اتصالها بالله، ستكون لها شخصيتها المستقلة، وتحس بنفسها على أنها إنسان، وتصغر القيم الأرضية كلها في نفسها.
إن المرأة في عرف الإسلام ليست آلة للولادة والحضانة والإرضاع، وإلا فلمذا يحرص الدين على تهذيبها وتعليمها وتقوية إيمانها؟ يفعل ذلك لتقوم المرأة بدورها الأسمى وهو الأمومة و تنشئة الأجيال، ومن أجل هذا وفّر لها ضمانات الحياة، ولم يحوجها إلى أن تعمل لكفالة نفسها وأسرتها، وذلك يعينها عل أن تكرس كامل طاقتها لمهمة الإنتاج البشري، ورعايته وصيانته من الفساد، أما الانتاج المادي فذلك مهمة الرجل، وإن أرادت المشاركة فيه، فالدين لا يمنع العمل حين توجد الضرورة.. وهي توجد على الدوام. فباختصار، الإسلام هو الحياة في صورة نظيفة.
#الفصل_الخامس: وبعد.
يقول محمد قطب، أعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمين بمجرد قراءة هذا الكتاب أو آلاف الكتب مثله، ولكن واجب الكاتب المخلص أن ينبه الناس ويطلق النذير، بأننا نواجه أعداء لن يكفوا لحظة عن عدائنا ومحاولة القضاء علينا، نواجه الصليبية العالمية والصهيونية العالمية، ونحن بحاجة إلى كفاح، وليس الكفاح بالتمني، وبالحماسة الجوفاء في داخل النفوس، الكفاح عَرق ودماء ودموع.. والأمم المنحلة لا تعرف الكفاخ، فإذن: لا بد من عقيدة... لا بد من عقيدة... لا بد من عقيدة... وبالعقيدة نصنع المعجزات.
تتميز مؤلفات محمد قطب بأن لها طابع خاص ومميز، فأسلوبه سلس وتستشعر مدى حبه للدين في رده على من ينكرونه ويهاجمونه ويدعون للادينية والإلحاد، بأسلوب عقلي وعملي وبالأدلة التي تستشعر وتستوثق من مدى قوتها وهي تضحض ادعاءات خصوم الدين والتدين. الكتاب بصورة عامة يتحدث عن التقاليد. تقاليدنا في الوطن العربي والإسلامي، هل يجب أن نتخلص منها لأنها أصبحت من الماضي السحيق، ونعمل على إستبدالها بتقاليد وعادات جديدة من الغرب لمواكبة التطور؟
يجيب الكتاب عن هذا السؤال في خمسة عناوين رئيسية بخلاف المقدمة. أبدء مع العنوان الأول وهو "جولة مع التاريخ" حيث يلقي المؤلف -حفظه الله- نظرة مبسطة على قارة أوروپا قبل نظرية دارون وبعدها، وأعطاء فكرة مبسطة عن طبيعة النظرية؛ موضحًا كيف استطاعت هذه النظرية تحويل نظرة المجتمع الأوروپي إلى الإنسان من طبيعته الإنسانية الراقية إلى النظر إليه على أنه ذات طبيعة حيوانية في الأساس، وكيف أثرت بصورة مباشرة على نظرة المجتمع للدين والكنيسة. ثم ينتقل للحديث عن الثورة الصناعية كسبب من أسباب ابتعاد ورفض ومهاجمة الناس للدين، كما يتحدث عن نظرية فرويد والتي تقول بأن الجنس هو أصل كل شيء في حياة البشر، والتفسير المادي للتاريخ الذي يقول أن تاريخ الإنسان هو تاريخ البحث عن الطعام وكيف أثرت هذه النظريات والعوامل والتي أدت مجتمعة إلى التحرر الجنسي في أوروپا، ويتحدث بالطبع المؤلف عن جزء أساسي في هذا الموضوع وهو إنتقال المرأة من حياة الأسرة إلى حياة العمل وكيف تدرجت لتصل إلى هذا بعد أن كان مكانها هو المنزل وما هي العوامل التي أدت إليه؛ لتصل في نهاية الأمر للمساوة الكاملة مع الرجل بعد أن كان لا يأبه لرأيها ولا يؤخذ به.
ينتهي العنوان الأول لننتقل للعنوان الثاني -وهو أكبرهم- "حقائق وأباطيل"، ويناقش المؤلف تحت هذا العنوان نظرية دارون بصورة تميل للعمق؛ عارضًا رأي عالِم دارويني ملحد هو "جوليان هكسلي" في الإنسان، وكيف يرى هذا العالِم تفرد الإنسان عن الحيوان من حيث تركيبهما و المقاييس التي يتطور على أثرها كل منهما. ثم يتعرض لنظرية التفسير المادي للتاريخ لماركس، والتي تقول بأن تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام ! فكيف للإنسان إن كان تاريخه هو البحث عن الطعام (جل تاريخه) إلا التساوي مع الحيوان في طريقة العيش؟ وكيف له أن يتطور عن الحيوان في الحياة؛ مشيدًا حضارة ضخمة هائلة، ماداما يتفقان في نفس حتمية الحياة؟
يستمر المؤلف -ومازلنا تحت نفس العنوان- في مناقشة بقية النظريات التي حولت المجتمع الأوروپي والغرب لما هو عليه، فيناقش بطريقة مبسطة أسس نظرية "فرويد" التي ترجع الدافع وراء كل شيء لعامل واحد فقط وهو الجنس ! كل شيء في حياتنا نفعله بدافع من هذا العامل -وهو يؤسس هذه النظرية على قاعدة نظرية دارون التي تقول بحيوانية الإنسان-، فيقوم "محمد قطب" بعرض الأسطورة التي تقوم عليها النظرية -والتي أتركها لكم لتقرئوها من الكتاب-، والقيام بتحليل منطقى وعقلي من داخل النظرية نفسها فيعمل على هدمها ولا يتبقى منها شيء.
التطور الدائم الذي يلغي عنصر الثبات، وتحول الإنسان وتطوره من عصر إلى عصر، ثبات الطبيعة البشرية أم تغيرها، وهل للإنسان دوافع ثابتة على مر العصور؟ أم أنها تتغير بتغير الزمان؟ هذه الأسئلة المهمة التي يتسائل ويدور حولها دائمًا من يفكر في طبيعة النفس البشرية دون أن يجد لها جوابًا، (عليها كلها) يجيب عنها محمد قطب. بعد المناقشة والإجابة عن الأسئلة السابقة، يذهب الكاتب للحديث عن التطور والعقيدة، الأخلاق والتقاليد، ويقارن نظرة أوروپا لهذه المرتكزات الحياتية في القرن العشرين وتفسيرها لها بناء على نظرية دارون، ويقارنها بالفطرة الإنسانية المزروعة بداخل الإنسان و التي يثبتها التاريخ من أحداثه التي تتكرر. يعود قطب بعد هذا إلى "جوليان هكسلي" في حديثه عن الإنسان وتفرده بيولوجيًا عن سائر الكائنات، وأن تاريخ تطوره متفرد عن الحيوان أو أي كائن آخر، ويرد من كلام جوليان نفسه على النظرية الداروينية ومن يعتنقها.
"فلنكن صرحاء" العنوان الثالث من عناوين الكتاب، وعلى الرُغم من أن هذا الجزء كُتب في الستينات -على الأرجح- إلا أن جزء من وصفه للمجتمع -وليس كله ولله الحمد- ما زال متبقيًا إلى الآن، وهو مظهر الفتيات وطريقة لبسهن وشكله، فالنمط يتفق مع النمط الأوروپي وإن كان قد تحول من الملابس القصيرة إلى الملابس الضيقة، فتغير في الشكل والمضمون واحد، ويعمل على نقض المجتمع في هذه الحقبة، وهذه التجاوزات التي كان لا يُنظر إليها على أنها شيء حرام. العنوان قبل الأخير "حين نكون مسلمين" يلقي فيها المؤلف الضوء على ملامح المجتمع المسلم المنشود، وكيف لنا أن نحول مجتماعتنا إلى مجتمعات إسلامية، وما هي ملامح الإنسان في تفسير القرآن.
الأخير معنون بـ "وبعد !"، ويتحدث عن أثر الإستعمار في الـمائتي عام الماضية على العالم الإسلامي؛ مرشدًا القارئ لبعبض المؤلفات التي تلقي الضوء على السبب الرئيس في إحتلال الغرب للشرق الإسلامي.
كتاب صغير الحجم وكبير الفائدة .. يجيب فيه المؤلف عن ثلاثة أسئلة أساسية تتخللها أمور أخر اولا: كيف انهارت القيم الدينية ومن ثم الاخلاقية ويتبعهما التقاليد وحسب تحليله كان من أهم العوامل لاهمال الدين والتقاليد والاخلاق نظرية"" دارون "" فى أصل الإنسان ونظرية فرويد فى النفسية الإنسانية ! كل هذا فى إطار التفسير المادى للتاريخ ..وهو تاريخ البحث عن الطعام .. ثانيا: عوامل إنهيار الأخلاق والدين فى أروبا فى الميزان ! يكمن أن نطلق ذلك على الفصل الثانى وفيه يناقش أفكار دارون فى أصل الإنسان وفرويد فى التحليل النفسى للإنسان واستدلالاً بمقولات بعض العلماء الملحدين مثل جوليان هكسلى يبين كيف أن الإنسان له من الخصائص ما ينفى كون أصله حيواناً.. ثالثاً:هذه أروبا فما بالنا نحن! هكذا يمكن أن نعنون الفصل الثالث ..يستعرض فيه المؤلف أسباب إنهيار الاخلاق والدين_ إلى حد ما _ عندنا خارجاً بنتيجة واحدة هى ..أننا ليس عندنا دارون ولا فرويد ولا كنيسة متسلطة ولا كهنوت ولا ..... وبالتالى فإننا فى ذلك فقط نقلد أروبا!!!! رابعاً: عندما نكون مسلمين ! عنوان الفصل الرابع وفيه باختصار شرح لطريقة التخلص من هذا السخف فى المجتمع المتمركز فى دعاوى تحرير المرأة ...هذا فى شق وفى شق ثانى يصف المجتمع المسلم ..وطريقة تكوينة أخيراً : يؤخذ على الكاتب أنه فى سياق عرضه لطريق النهوض ..جعل نهضة المجتمع هى الخطوة الاولى ! والأصح أن يقول إن بناء الفرد هو أصل بناء المجتمع
الكتاب فى المجمل جيد ..ينقسم إلى ثلاث اقسام أساسية
القسم الآول :يأرخ للصراع التاريخى بين العلم والدين فى الغرب وكسف ا�� العلم انتصر وأدى الى تحرر الغربمن كل التقاليد ..
القسم الثانى:يبين باطل بعض النظريات العلمية التى أدت الى هذا الانحدار فى اوروبا (النظرية الدروانية ...) كما انه يردعليها من خلال الاستشهاد بكلماتهم ..
القسم التالت : يعرض معركة التقاليد قى الشرق واختلافها اختلاق تام ..وكيق اننا نقلد الغرب فى اشياء دون فهمنا لما تحدث ..كما يقد قهم بسيط عن طبيعة الاسلام وان العقيدة التمسك بيها هى السبيل الى النصر ..وان الآسلام لم يقيد المرأة بل حررها
الكتاب جيد واستطاع ان يوضح السجال الدائر بين الشرق والغرب ..وتقليدنا دون فهم ..اعيب عليه تكرر بعض النقاط بشكل كبير كانت من الممكن ان تتلخص فى اقل من ذلك
بعد انتهاءي من قرابة الكتاب , مباشرة اختلطت المشاعر في نفسي فكتبتُ خاطرة حول موضوعها ! لكن لأنها اعتمدت على العاطفة فحسب دون مراعاة جودة الأسلوب سأبقيها حبيسة صفحات الكتاب الأخيرة.
كتاب مختصر لكنه رائع .. يقف على معلومات و حقائق هامة .. بالنسبة لي .. وجدت فيه راحة من فكر ألح على عقلى فى الفترة الاخيرة فأقر بعض مما راودني من أفكار و هذب و جمل البعض الآخر ...
و خير من قرائته تحري ما جاء به فى العمل و السلوك و التربية ...
باختصار بعد التقديم و توضيح الهدف من الكتاب الذى يتلخص في المعركة بين الأصالة .. المعاصرة .. المزج بينهما و تورط مفاهيم الدين و العقيدة .. الأخلاق .. التقاليد فى هذه المعركة ... يبدأ الفصل الأول فى سرد بعض الحقائق عن تطور موقف أوروبا المسيحية من الدين و الأخلاق .. و استبدالها لهما بالعلم المادى البحت -و اسهام أفكار فرويد و دارون و نظرياتهما فى هذا التحول- و السعى الدؤوب فى بناء حضارة مادية تجردت تدريجيا من كل انتساب روحي و كل صفات انسانية كريمة و غلبت عليها الاعتبارات الحيوانية .. فجلبت على نفسها و على غيرها عواقب لا تحمد ستؤدى حتما لانهيار حضارة الرجل الأبيض
يناقش الكاتب فى الفصل الثانى -تحت عنوان حقائق و أباطيل - ما عرضه فى الفصل الاول بالتفنيد و عرض حتى اراء الملاحدة فى ادعاءات دراون و فرويد فى حيوانية الانسان و ان تاريخه تاريخ البحث عن الطعام ... الخ منتهيا الى ان تلك الافتراضات التى انطلقت على اساسها الحضارة الاوروبية عارية من الصحة و المنطق و يرفضها كل ذى عقل حتى الملاحدة أنفسهم أمثال هكسلى و غيره . انتهى بهم المطاف الى رفض تلك الافتراضات ..
ثم يأتي الفصل الثالث ليتحدث فيه الكاتب عن وضعنا نحن كمسلمين .. فإن كان للغرب مبرراته او من أحداث التاريخ التى انتهت به الى ما هو فيه من انحلال و تحلل أخلاقى و انساني .. ما مبرراتنا نحن .. و هل دعواتنا الى التحرر دعوات حقيقية .. هل حقا ما ندعو اليه هو المعنى الحقيقى للتحرر و الحرية أم وراء تلك الدعوات فهم خاطئ و استخفاف بالعقول و الأعراض و رغبات مشبوهة لتدمير كل ما تتميز به هذه الامة من خلق و دين ..
الفصل الرابع ... عندما نكون مسلمين ... يتحدث عن كيف هى العقيدة و الاخلاق و التقاليد فى الاسلام و ما موقفنا منها كمسلمين .. يوضح هذا بشكل موجز لكن يبني أساسا لفكر متزن .. و لا يجعل فجوة بين الواقع و ما يجب ان نكون عليه ... و يشترط لتحقق ذلك ان يكون هناك دولة اسلامية بكل جوانبها
أما الفصل الخامس .. فهو كلمة أخيرة ... أساسها .. التنبيه الى حقيقة المعركة الدائرة بيننا و بينهم هى ليست معركة تقاليد و لا تقدم علمي و لا معركة موارد و لا هى أطماع مادية .. هى المعركة الخالدة بين الحق و الباطل ... المعركة الدائمة بين الصهيونية و الصليبية العالمية و بين الاسلام .. هى معركة التحلل من الدين و البعد عن الله .. هى معركة تتخذ مظاهر عدة تدور فى فلك فكرة واحدة ..
و نهاية .. يشير الى ان الغرب عاجلا ام اجلا لن يجد الا الاسلام نظاما للحياة و مناهجا حتى و لو لم يعتنقوه دينا .. لكنهم لن يجدوا سواه يعتنى بجنبات حياتهم الروحية و المادية معا فى تناغم ..
و بالتالى بالأحرى بنا نحن المسلمين اذ أنعم الله علينا بهذا الدين و جعله بين أيدينا أن نتجه لتلك الثروة و نستغل هذا النعمة و نقبل عليها عوضا عن أن ندبر .. ففيها الصلاح كل الصلاح ...
هو كتاب جميل و رائع إلا انه يناقش كما ناقشت كل كتب محمد قطب تقريبا بعض الأفكار التي كانت سائدة قديماوإختفت حاليا لأنه نشر قديما لا أرى انه يناسب الوقت الحالي ،، ب
في عنوانه الأول " جولة مع التاريخ" يسرد الكاتب –رحمه الله- سرد رائعا بسيطا لانهيار التقاليد والاعراف والقيم في القارة الأوربية أو الغرب عامة .. من ظهور دارون لفرويد والثورة الصناعية والحرب العالمية الأولى.... الخ فالملاحظ في هذا السرد هو الخطوات التي أدت الى هذا الانهيار بعد ان كانت اروبا مسيحية محافظة نوعا ما حتى وقت قريب ..! وكما نلاحظ أيضا كيفية حصول الفلاحين " المذلولين" من قبل الرأسمالين على حقوقهم بعد صراع طويل (الشكلية على الأقل) .... وذلك عند انتقالهم من القطاع الزراعي الى القطاع الصناعي ... وكذلك المرأة ( التي صدع الغرب رؤوسنا اليوم بحقوقها) تجد أنها – إلى حد قريب- كانت عبارة عن ( لا شيء ) إن صح التعبير ! هذا بالإضافة إلى العوامل الحقوقية والانسانية وكيفية نشؤها كنتيجة لظلم مرعب كان يقع على المرأة والعمال والبسطاء عامة ( لا تفضيلا وكرما وإنسانية من الرجل الأبيض على المرأة) .... وفي الفصل الذي يليه " حقائق وأباطيل" يسرد الكاتب وبأسلوبه الجميل كيف انحدر الغرب " اخلاقيا" استنادا إلى نظريات كنظرية دارون ويقوم بالرد عليها من خلال المفكر الملحد "هكسلي" في إثبات أن الانسان إنسان وليس كما يصوره دارون على أنه من أصل حيواني ..الخ بالإضافة إلى ما آلت إليه البشرية بفعل سلطة " الرجل الأبيض" . ثم يقوم بالتعليق – وبأسلوبه البسيط الشيق- على فرويد ونظريته الجنسية وسخافتها ! والتأكيد على إنسانية الإنسان مرة أخرى .... وفي عنوان " فلنكن صرحاء" يبدأ الكاتب – رحمه الله- بالتساؤل حول الاسباب التي أدت إلى ما نحن عليه من انحلال ( إلا من رحم ربي)، فيقوم بطرح بعض الأسئلة كــ هل كانت لنا كنيسة تطارنا وتطالبنا بالإتاوات والخضوع لرجال الدين .. الخ ؟ وهل قامت في تاريخنا كله عداوة بين الدين والعلم كالتي قامت في أوربا؟ وهل قمنا بإعطاء المدرسات مثلا راتبا أقل من راتب المدرسين بحجة أن المرأة تأخذ إجازة حمل وولادة (كما تفعل بريطانيا إلى يومنا هذا )؟ وغيرها من الاسئلة التي يطرحها الكاتب لمحاولة عقد مقارنة بين أسباب الانحلال الأوربي – كما شرحها في فصول هذا الكتاب- وأسبابنا نحن؟ وفي هذا الفصل نفسه " فلنكن صرحاء" فقد ناقش الكاتب وبصراحة تامة حال الداعين إلى ما يسمى " التحرر" وطرح العديد من علامات الاستفهام حول التركيز على المرأة وتعليم المرأة ووظيفة المرأة وإطلاق العشرات من المصطلحات التي يستتر خلفها " المحررون" كالحرية الشخصية والخصوصية ...الخ الصحيحة في ذاتها والخاطئة في مقصدها! . وفي عنوانه " حين نكون مسلمين" يبين ما آلت إليه الحال في اذهان الكثيرون وحتى المخلصون منهم ، والتصورات المتخيلة والتي نعتقد بها – أو يعتقد الكثيرون بها- في حال " حين نكون مسلمين" ومن هذه التصورات : ( اللحى تملأ الشوارع، المرأة لا تخرج ولا تتعلم ولا توظف في عمل ولا تشترك في نشاط!، الرجال في المساجد والنساء في البيوت....الخ) أختفى المرح من الوجوه وخيم السكون والجمود !. وبالعموم هو كتاب لطيف مسل مفيد .....
" وبعد ، فأنا أعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمين بمجرد قراءة هذا الكتاب ، ولا ألف كتاب . " هكذا ختم مولانا محمد هذا الكتاب ، وهو علي حق فالقراءة اذا لم تكن مرتبطة بالوجدان كما هي مرتبطة بالعقل فلن تحدث أثرا ، خاصة فيما يختص بأمر العقيدة .
وهذا الكتاب في توضيحه لقيمة العقيدة الإسلامية وروعتها من باب مقارنة تصورات الغرب المنحرفة عن الإنسان والكون والغاية من وجود الإنسان والغاية من وجود علاقات بين البشر وبين الرجل والمرأة ، تجعلنا نري بوضوح ما يحمينا الإسلام منه وما يترفع ان يوقعنا فيه نحن البشر المكرمين لدي الله عز وجل .
العرض التاريخي لمسار إنحلال الدين والأخلاق والتقاليد في الغرب قمة في الروعة والتماسك وكأنك تدلف إلي عقل الكاتب وتستخلص تصوره كاملا عن ترابط ظهور داروين ثم فرويد ونظريات ماركس والحرب العالمية والإقطاع وطغيان الكنيسة في انتكاس الغرب . ويأتي نقيضه فصل " حين نكون مسلمين " في غاية الروعة موضحا كيف يكون المجتمع المسلم بفضل العقيدة في أمان من أغلب انتكاسات الغرب وفطرة الإنسان علي السؤاء .
" إن الإسلام هو الحياة بأكملها في صورة نظيفة .. الصورة التي تلتقي بفطرة الحياة كلها ، الفطرة التي لا تكتفي بأداة الضرورة إنما تهدف إلي الإحسان "
الكتاب جميل وعلى قدر رائع من جمال العرض للفكرة المنشودة منه |. ومن يقرؤه يدرك مدى الفرق البين بين التقاليد وما ننسبه نحن باهوائنا الى التقاليد وبين الاخلاق الاساسية والتى لا يجب علينا ابدا ان نفرط فيها حتى لوو جى العرف على غيرها ...
الكتاب ليس سردا لمعلومات تقرا وتخزن وانما ارى فيه تدريب ذهنى على الحكم على الواقع المعاصر وكيف توازن بين معطيات الاخلاق والاعراف والتقاليد وتحديد مدى وجوب التمسك بكل منها .
عهدنامن الاستاذ الكبير محمد قطب رحمه الله على تنظيره الرائع بين ما يدعيه الغرب وبين الاسلام
ففى هذا الكتاب الرائع ينسف فيه الكاتب نظرية دارون وربطها بالتحرر بالنسبة للمجتمع المسلم ويضع الاسباب التى دعى إليها الغرب للتحرر من هيمنه الدين والكنيسه الى التحرر ومن ثم يقارن ذلك بالنسبه للمجتمع المسلم
تصادف انتهائي من قراءة هذا الكتاب في انتهاء عمر الكاتب فيا لها من صدفه. فرحم الله محمد قطب و اسكنه فسيح جناته. ترك الكاتب ذكرى خالده هذا الكم من الكتب القيمه التي استفادت منها اجيال سابقة وستسفيد منها . اجيال لاحقة
يستعرض محمد قطب سيرة انهيار وانحلال الأخلاق والتقاليد أو ما يسميه نقلا عن راسل انهيار الرجل الأبيض وحضارته ويعدد الأسباب في رأيه مثل ظهور منهج دارون ومنهج فرويد وتسلط وتعنت الكنيسة الذي أدى لانعتاق الناس منها والثورة الصناعية التي غيرت المجتمع وكذلك في ختام الأسباب الحرب العالمية الأولى . وينتقل محمد قطب إلى ما يسميه انحلالنا في العالم العربي والإسلامي وبعد أن ينفي أسباب الانحلال الأوروبية عن واقعنا يعزو السبب إلى الاستعمار الأوروبي الذي كما يقول احتل الأرض والعقول والقلوب ، ثم يركز بشكل كامل على أسئلة استنكارية في مضمونها يطرحها عن سلوك الرجال والنساء وخاصة النساء وحدود العلاقة بينهم وما يسميه الاختلاط ويخلص لأن ذلك دعوة للعيش كالحيوانات تحت ستار زائف كما يسميه من الدعوة للتحرر والتقدم والانطلاق ويختم في النهاية بفصل عنوانه حين نكون مسلمين يستعرض فيه أسئلة منطقية تتبادر لأذهان الناس وخاصة المتخوفين عن صورة المجتمع المسلم كما يسميه ، ويطرح أسئلة بلا إجابات عن نفس القضايا المشار لها سابقا عن علاقة الرجل والمرأة وسلوكهما ، ويختم بأن إجابات ذلك هو قيام مجتمع مسلم كما يسميه ويقصد أنه يتعامل ويستلهم حياته من الدين ضاربا مثلا لما يقصده بالمجتمع في العصر النبوي ومشيرا لأن ذلك قد حدث سابقا وليس خيالا ويمكن أن يحدث ثانية ، ويعرض محمد قطب رأيه - الذي ينسبه للإسلام - أن الإسلام لا يستريح له ويكره عمل المرأة في غير ميدانها الأصيل إلا في الأعمال النسوية الخالصة ويحسم رأيه أنه ضد ما يسميه الاختلاط بين الرجال والنساء بسبب مضاره التي يراها . ويختم بعبارة غريبة : (فأنا أعلم أن الناس لن يصبحوا مسلمين بمجرد قراءة هذا الكتاب ولا ألف كتاب) وأستغرب من هذا الوصف (لن يصبحوا مسلمين) الذي يصف به مسلمين يقرأون هذا الكتاب ، فحتى لو كان في بعضهم فساد أو فسق أو انحراف أو خطأ فهم لا يزالون مسلمين . الكتاب بشكل عام فكرته جيدة تدعو للتمسك بالدين والأخلاق التي بعث النبي ليتممها ويشرح أسباب الانحلال في الغرب وفي مجتمعات الشرق العربية المسلمة وكان يمكن أن يكون مختصرا أكثر ويتفادى التكرار للأفكار ، وإن كانت بعض آرائه عن ما يسميه الاختلاط على سبيل المثال تظل موضع تساؤل في رأيي لأن الإسلام قابل للتطبيق في كل زمان ومكان وقوم وهناك مساحة للأعراف والتقاليد طالما لا تخالف أصوله ، فهل نموذج المجتمع المسلم في البرازيل مطلوب أن يكون مطابق لنموذج المجتمع المسلم في اليابان ؟ وهل نموذج المجتمع المسلم في السعودية سنة ١٩٠٥ مطلوب أن يكون هو نفسه سنة ٢٠٥٠ ؟ تخوفات الناس وتساؤلاتهم مشروعة ومبررة عند سماع ما يسميه محمد قطب بقيام مجتمع مسلم - فضلا عن أنهم مسلمين بالفعل - لأن الواقع به تجارب فاشلة أو أمثلة متشبعة بسياقها وواقعها في أماكن وأزمنة مختلفة ، مثل طالبان في أفغانستان أو إيران أو السعودية أو العصر العثماني على سبيل المثال ، المجتمع المسلم "المثالي" استمر فترة قصيرة في العهد النبوي وبدأ يتراجع بعد وفاته ، والمطالبة به أمر مشروع وصعب المنال وإن كان سيتحقق يوما وأن اختلفت نماذجه في هامش العرف والتقاليد حسب المكان والزمان والقوم .
# كانت الفكرة السائدة في المجتمعات الأوروبية قبل 3 قرون : " الثبات"، حيث كانت تحكمهم الكنيسة وفقا للمسيحية و كان ذلك بأغلال ثابتة من تقاليد و أوامر ثابتة في أصلها و متغيرة في بعض فروعها. # كان مجيء دارون و كتابيه ( أصل الأنواع) و (أصل الإنسان) الأثر المهم في هدم فكرة الثبات، و الدين ،و الخلق المقصود، الأخلاق و القيم التي كانت فيما مضى ثابتة، و قد ساهم في تشجيع الإنقلاب على الكنيسة و ظهور تيار الإلحاد و تيار فصل الدين عن الحياة. # مع الداروينية ولد التفسير المادي و التفسير الإقتصادي للتاريخ، فهو يقول أن تاريخ البشر هو تاريخ بحث عن الطعام، و أن القوة الإقتصادية هي ما تكيف حياة البشر و تنشئ عقائدها و تقاليدها. # الإنسان لا يسعى للخير و العدل بل مجرد حيوان يسعى لإشباع رغباته. # ليس شعور الناس من يكيف وجودهم بل العكس. # جاء فرويد ليكمل ما جاء به دارون حيث أصل لحيوانية الإنسان و قال بأن الجنس هو محرك البشر، و أن أي سلوك يصدر منهم دافعه جنسي، من رضاعة الطفل من أمه إلى التبول و التبرز. # و نظرة فرويد للدين هو أنه محاولة من البشر من التخلص من عقدة قتل الأب التي قال بها داروين في الثيران و البقر. # و يقول أن هناك تعارص بين الحضارة و النمو الحر للطاقة الجنسية. # قد لاقى هذا مقاومة في البداية لكن سرعان ما تأثر به الشباب الأوروبيون مقاومة منهم لأفكار الكنيسة، و قد وجدو في أفكار فرويد حول الجنس متنفسا لهم. # سمي هذا بالفهم الواقعي للطبيعة البشرية. # لقد أدت الحرب العالمية الأولى إلى إختلال رهيب في نسب الإناث مقارنة مع نسب الذكور، حيث قضت الحرب على نسبة كبيرة من الشباب، و من تبقى منهم لم يكن قادرا على الإلتزام الأسري، فصار همه الإستمتاع بالنساء و الشراب. # كما أدى هذا إلى خروج المرأة السافر للعمل و جنوحها نحو الرذيلة و ذلك لوجود الحرمان الجنسي. فقد قاوم الرجال هذا التيار في البداية لكنهم أذعنوا كونها صفقة مربحة بالنسبة إليهم، فعمل المرأة معناه راتب إضافي و سهولة للوصول إليها احتجاجا بالزمالة. # لقد انحصرت تصورات الرجل الأوروبي بعد داروين و فرويد في 3 تصورات رئيسة: - حيوانية الإنسان و ماديته. - التطور و فكرة اللا ثبات. - و حتمية التطور الذي لا يد للإنسان فيه و لا ثبات.
# و إنه من السذاجة أن تنزع المرأة من تخصصها الذي لا يحسنه غيرها، لكي تشارك في الإنتاج المادي الذي يستطيع الرجل و الآلات القيام به. # الإسلام لا يحرم عمل المرأة لكنه لا يستريح إليه، فهو يبيحه عند الضرورة و لا يجعله الأصل.
في بلداننا العربية وفي الشرق الإسلامي كله سادت منذ عقود القرن الماضي "هيجة" تتعلق بالتقاليد تريد اقتلاعها وتنعتها بالبالية والعتيقة وبالرجعية والمتزمتة، فما حكاية هذه "الهيجة؟" وكيف جاءت؟ وإلامَ تهدف؟
ذلك ما حاول محمد قطب أن يتقصاه ويجيب عنه في كتابه "معركة التقاليد" افتبس منه ما نصه: إذا كانت تلك قصة حدثت في أوروبا فما بالنا نحن؟ هل كانت لنا كنيسة تطاردنا في يقظتنا ومنامنا بالإتاوات الثقيلة والخضوع المذل لرجال الدين؟ هل قامت في تاريخنا الديني كله عداوة بين الدين والعلم كالتي قامت في أوروبا واضطهدت غاليليو لقوله بكروية الأرض؟ ماذا حدث في حياتنا من وقائع تبرر الانهيار الذي نعانيه أو نفسره على أقل تقدير؟ ماذا غير العبودية التي اندست في نفوسنا للغرب المستعمر الذي لم يستعمر الأرض بجنوده فحسب، وإنما استعمر كذلك القلوب والأرواح والمشاعر والأفكار؟
إذا كان شيئا من ذلك لم يحدث فعلينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا.
فلنكن صرحاء، ولنقل إننا نقلد الغرب المستعمر تقليد العبيد.
فلنكن صرحاء، ولنقل إن النداءات التي تدعو إلى نسف التقاليد هي في حقيقتها تمرد على ضبط رغبات الإنسان، لأنها لا تريد لهذه الرغبات أن تبقى في إطارها الإنساني، وإنما أن تستجيب لشهوات بهيمية مجنونة.
فلنكن صرحاء، ولنقل إنه تحت عنوان تحرير المرأة تتحرك رغبات مريضة بالحصول على المرأة بطريقة لا تحكمها ضوابط ولا توقفها حدود، وباسم عمل المرأة تمارس تجارة الرقيق الأبيض وراء الجدران وخارجها.
معركة التقاليد، محمد قطب. 176 ص. يأخذنا الكاتب أولا في جولة قصيرة عبر التاريخ الأوروبي ليبيّن من أين جاء عداء الغرب للدين و الأخلاق والتقاليد من خلال تصورات و مفاهيم خاطئة عن الإنسان و دوره في الحياة ، ثم يقوم بنقد تلك التصورات الأوروبية وبيان بطلانها وأنها مجرد دعوة لحيونة الإنسان وماديته، كما يبرز دور القواعد الثابتة (العقيدة و الأخلاق) في توجيه الإنسان، أما التقاليد على مرونتها فإنها خاضعة للثابتين العقيدة والأخلاق. وبما أننا في منأى عن الأسباب التي أدت بالغرب للقطيعة مع الدين فإن المشكل عندنا هو تقليد الغرب المستعمر (الإستعمار بشتى أنواعه)، لذلك يحاول الكاتب تصحيح الصورة الخاطئة عن المجتمع المسلم الذي يفزع غالبية الناس عند ذكره، فوجب توضيح صورة المجتمع المسلم الحق. كما لم يفوت الكاتب فرصة مناقشة مشكلة "التحرر" بصفة عامة و "المرأة " بصفة خاصة كونها من أكثر القضايا التي تثار ضد الإسلام. كتاب قيم لما يحتويه من أفكار إبراز للحقائق من دون لف ودوران، بأسلوب بسيط و منظم يستحق القراءة.
معركة التقاليد، كتاب لم يحمل في طياته ماوضعتهُ في مُخليتي حين اخترتُ أن اقتنية .. كنت أظن الكتاب يناصر المتضررين من التقاليد ،والقيود الي تسببها لنا التقاليد ،لكنني وجدتُ العكس من ذلك تماماً فقد كان الكاتب يتحدث في معظم كتابة عن إنتقادهُ لِنظرية داروين وفرويد الذين انكرا أصل الأنسان .. ومن هنا بدأ ينهال بأفكاره وكلماته ،وكل جزء في الكتاب هو ناسخ للجزء الذي قبله ،لم يُنصف الكاتب أي جهه سوى افكارة فقط .. لم يكن ما ابحث عنه👍
This entire review has been hidden because of spoilers.
كتاب سطحي جدا، لا يرقي حتي لمستوي الفكره الكتاب بدأ بدايه كويسه وشرح علي حسب رايه سقوط اوروبا والعالم الغربي ومفروض ان باقي الكتاب انه هيفند الاراء دي، لكن للايف الكتاب كله هري نظري ولطميات ، ونظريات مؤامره علي الاسلام نفس تفكير الاخوان في كل عصر كلام نظري بدون اي مناقشه جاده للنظريات اللي تعرض ليها
وتاريخنا كله هو هذه الحقيقة.. نتمسك بالعقيدة فترة اول نفئ إليها فتدب فينا روح البطولة وروح الجد وروح الكفاح ونصنع في فترة قصيرة من الزمن أعاجيب تحتاج في صنعها إلي أجيال.. ونتخلي عن العقيده أو نتبلد عليها فإذا نحن فتات متهافت لا قوام له يمسكه عن الانهيار !