سليمان علي الشطي ولد في الكويت سنة 1943 أديب و قاص بدأ كتابة القصص القصيرة حصل على الليسانس والماجستير من جامعة الكويت سنة 1974 والدكتواره من جامعة القاهرة سنة 1978. تربّى في بيت يحب القراءة، فبدأ بقراءة القصص والمجلات وانفتح على الكتب الشعبية مثل عنترة وألف ليلة وليلة بعدها دخل عالم الكتب والمشاركة في المسابقات، درس في مدرسة الأحمدية ثم مدرسة المباركية، وفي عام 1966 التحق بجامعة الكويت قسم اللغة العربية، وفي عام 1974 حصل على الماجستير في أدب نجيب محفوظ و رسالة الدكتوراه كانت في الشعر الجاهلي وبالتحديد حول المعلقات السبع تعتبر الدراسة الأكاديمية بالنسبة له ليست إبداعًا وإنما منهج، فهو ليس ناقدا لأن الناقد له رؤية وتصور جمالي من وجهة نظره، فدائمًا يحاول توظيف حسه الجمالي و ثقافته المحدودة لفهم النصوص وقراءتها.
لغة الأشياء / الكتابة عن الألم بأناقة مفرطة | باسمة العنزي | «عشت زمنا أتقلب بين الشكوك، أرتب الكلمات وأملأ الفراغات، ولكني بقيت عند حدود الخيال والتصورات، تنفرط خيوط تصوراتي فتعود الأشياء كما كانت من منطقة لا ملامح لها». *** عندما تصل إلى يدك رواية بتوقيع سليمان الشطي، ستعد نفسك لقراءة مختلفة متماهية مع توقعاتك. في عمل سليمان الشطي الأخير «صمت يتمدد»، سيكتشف المتلقي منذ الصفحات الأولى أن النص الممتد بإيقاعه السردي المتمهل، بحاجة لقراءة متأنية ومتذوقة يكون التوقف فيها لالتقاط الأنفاس أكثر تكرارا من الاسترسال السريع، وهو ما أخالف به الزميلة منى الشافعي التي كتبت في تعليقها عن الرواية أنها تقرأ بيوم ونصف! الشطي في عمله تجاوز توقعاتي كقارئة، مما تطلب مني زمنا إضافيا أثناء فعل القراءة، وإدراك جوانب العمل، كمتلقية كنت أصغي لصوت الراوي وهو يتنقل زمنيا باقتدار بصحبة الأحداث والأشخاص، ويفرغ الذاكرة الممتلئة من محتواها تدريجيا. الكاتب حرص طوال العمل على إبقاء المتلقي في حالة توتر وصدمة، مع شيء من التحفيز وفتح باب التكهنات. النماذج البشرية التي قدمها الشطي- باستثناء الأم- ليست غريبة تماما على القارئ، الموضوع أيضا المبني على حكاية جريمة شرف متناول في الأدب العربي، هذه الرواية المحلية الثانية التي قرأتها خلال العام الحالي ومحورها جريمة شرف بعد «أغرار» ناصر الظفيري، العملان بهما بعض النقاط المشتركة رغم الاختلاف في اللغة وتقنيات السرد وملامح الأبطال والزمن. في «صمت يتمدد»... كانت هناك عشرات نسخ النيجاتيف بصحبة كل باب من أبواب النص، الروائي بدا لي كما لو أنه يكشف عن حياة مستترة خلف عباءة الوضع الاجتماعي للمرأة، التي عانت كثيرا من التمييز والظلم في ما مضى وما زالت. «في الذاكرة خلايا شيطانية تتمرد علينا فتجمد لحظات نتمنى لو أنها تهبط في حمم الاحتراق... راكمت ودفنت الذاكرة خلالها الكثير وأبقت منها ما كان حده مسنونا جارحا يمزق الجدران». صالح بطل الحكاية لم يكن خلاصه في الهروب الديبلوماسي ولا الشعور الغامر بالذنب، الأم- بطلة العمل البارزة- لم تستطع السنون أن تخفف من فجيعتها ولا أن تزيل الغبار الكثيف المسود من المشاعر داخلها، وحده عيسى الجاني و«جالب المصائب» تغدق عليه الحياة من نعيمها ويصبح قامة كبيرة، لها حسابها في مجتمع يغفر للأقوياء ذنوبهم ويجمل صورهم القبيحة. من أجمل المشاهد في الرواية، ولعلها أحد أجمل المشاهد في الرواية العربية مشهد تصوير الكاتب للأم والمختزل في صفحة ونصف، وهي تدخل منزلها عصرا فتكتشف أن الأخوين قتلا أختهما مريم، يبدأ المشهد بصرختها الأولي «فعلتوها يا سفلة وتنهمر المشاعر الغاضبة بقوة، كقارئة أعترف أن الدموع ترقرقت في عيني وأنا أشهد أم عيسى ترفع رأسها للسماء وتقذف بنفسها على الأرض. الكاتب كان حريصا ألا يكشف سر الحكاية سوى في النصف الثاني من العمل، بعد أن يبلغ الفضول بالقارئ أقصى الدرجات. عيسى الجاني... العاق... غير السوي... قابيل القاسي مضى في حياته يحقق النجاحات المبنية على الفساد، وفي إشارة لها دلالتها بأن انحرافه العائلي، ما هو إلا وجه واحد لانحرافات اجتماعية وسياسية وانسانية. «امتصت الأكوان كلماتها فاحتفظت بها ولكن، هذه الأكوان أمهلت أخي لم تضق به، لم تكن الأبواب مفتوحة للدعوات، فاستمر أخي يستولي كل يوم على أرض ويشيد عمارة، صنع إمبراطورية من المال والأولاد. انحرفت العدالة زمنا لتصب نيرانها في داخلي، فأنا وهو طرفان أحدهما يكتوي والآخر تربت المياه الباردة على جسده، لاترقص روحه طربا للنجاح وأبقى في زاويتي». صالح المعزول بسبب خطأ الماضي وعلاقته الغريبة المتوقعة بوالدته، التي لم تقصه تماما لكنها منعت عنه أمومتها وعاملته كالغرباء مع شيء من الرعاية المادية، صالح بسرده ذكرياته الملطخة بسواد حادثة المشاركة في قتل مريم وهو ابن الرابعة عشر، لم يتمكن من النجاة من عقدة الذنب، لم يتزوج ولم ينجب ولم يستقر في بلده، يعاقب نفسه رغم شعوره بالندم. عيسى كان حضوره في النص أقل لكن بصدى واضح، مثيرا عدة اشكاليات أبرزها العلاقة بين الفساد والنفوذ أيهما أولا؟! العنوان «صمت يتمدد»، لم يجذبني كقارئة لكن بعد الانتهاء من العمل، أدركت أن الصمت كان هو المعادل الأمثل لذاكرة يتسرب إليها النسيان فتحتمي، بما لم تفصح عنه من الأسرار، لتدور في صمتها الطويل غير مكترثة بدوران الزمن. الخير في مواجهة الشر الثيمة الأكثر تكرارا وواقعية في الأدب, في رواية الشطي الشر يعني عيسى والخير تمثله الضحية مريم والأم التي لم تعرف سوى الدعاء والإقصاء، بقي صالح نصف المجرم ونصف الضحية في منطقة وسطى بين ضفتي الخير والشر لم يعرف الى أيهما ينتمي! «بعد سنوات... في احدى زياراتي القليلة الى الكويت، وعندما كان عيسى يريني متفاخرا آخر عماراته التي بناها حديثا لتنضم الى سلسلة العمارات التي بناها وتحمل اسمه، كنت ألمح, في آخر الشارع، منارة المسجد الذي شيدته أمي باسم مريم وأنفقت فيه كل فلوس التثمين». في النهاية لا يمكنني القول سوى ان «صمت يتمدد»... رواية محكمة الصنعة تستحق قراءة استثنائية محلية وعربية. «صمت يتمدد» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2009. متوافرة في فيرجن ومكتبة دار العروبة.
This book is written with emotions. They prevail, and I feel ambivalent about it. It was interesting reading about Saleh and what drove him to live in exile. You get inside his head and feel his suffering. He offers really good insights from the experiences he has lived. However, I think one of the things that did not work well is character development. The novel takes place in different times: the 50s, 60s, and 80s. I did not see how the main characters change during these times, except for one probably.