بحيرة عجيبة تلك التي اختارت غادة السمان ان تسبح فيها في المجلد الثالث من \"اعمالها غير الكاملة\" انها تسميها بحيرة الشيطان، وهي في الحقيقة بحيرة كل ما يتجاوز الحدود الظاهرة والضيقة للعقل البشري المتوارث.
"السباحة في بحيرة الشيطان" لن يكون مجرد عنوان لكتاب جديد تضيفه غادة السمان إلى لائحتها، بل سيكون في المقام الأول مدخلًا إلى نوع جديد وغير مألوف في الأدب العربي المعاصر، وإن يكن قد أصاب الآداب العالمية المحدثة شهرة ولقي إقبالاً: إنه أدب "الباراسيكولوحيا". أي علم الظاهرات النفسية الخارقة للمألوف والتي لم يتمكن العلم الوضعي بعد قول الكلمة الفصل فيها.
لقد جمعت غادة السمان في \"السباحة في بحيرة الشيطان\" بضعة نصوص اساسية وموضوعاتها كلها تدور حول طاقات وقدرات الانسان ما فوق العقلية وحول ظاهرات الطبيعة اللاطبيعية.
المحاور التي تتحرك ضمنها مقالات \"بحيرة الشيطان\" هي الجنون والمخدر والسحر والتقمص والتنويم المغناطيسي ورقي الشياطين وحضارات الكواكب الاخرى. وميزة هذه المقالات جميعا أنها تجمع بين الفتوحات الموضوعية لعلم الباراسيكولوجيا المحدث بين التجربة الشخصية للكاتبة وهذا ما يعطينا نكهة خاصة تميزها عن الأدب المعهود في هذا المجال. فغادة السمن لا تكتفي بأن تلبس دور العالمة النفسية لتحدثنا عن عالم المجنون والمجانين من وراء قضبان العلم. بل تقتحم أسوار "مستشفى العقلاء" لتحاول أن تأخذ الحكمة والشعر والحقيقة من أفواه المجانين بالذات.
كما انها لا تحدثنا عن عالم مدمني المخدرات من خارجه، بل تقدم طائعة مختارة على تعاطي أقراص من مخدر "ل.س.د" لتصف لنا، من الداخل، الأحاسيس والمشاعر والخيالات التي تعمر عالم المدمنين.
ومع أن "السباحة في بحيرة الشيطان" هي، كما ذكرنا، أول محاولة باراسيكولوجية من نوعها في أدبنا الحديث، لكن غادة السمّان هيأت لها بذخيرة ومؤونة وافرة من خزانة الأدب العالمي.
English: Ghadah Samman. غادة أحمد السمان (مواليد 1942) كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية عريقة، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيرا به بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.
:الدراسة والاعمال
تخرجت من الجامعة السورية في دمشق عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية في بيروت، عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهر إثر ذلك في مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت غادة إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وظهر أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966 التي أظهرت نضجا كبيرا في مسيرتها الأدبية وجعلت كبار النقاد آنذاك مثل محمود أمين العالم يعترفون بها وبتميزها. ورغم أن توجها الفكري اقرب إلى اللبرالية الغربية، إلا أنها ربما كانت حينها تبدي ميلا إلى التوجهات اليسارية السائدة آنذاك في بعض المدن العربية وقد زارت عدن في اليمن الجنوبي في عهدها الماركسي وافردت لعدن شيئا من كتاباتها. كانت هزيمة حزيران 1967 بمثابة صدمة كبيرة لغادة السمان وجيلها، يومها كتبت مقالها الشهير "أحمل عاري إلى لندن"، كانت من القلائل الذين حذروا من استخدام مصطلح "النكسة" وأثره التخديري على الشعب العربي. لم تصدر غادة بعد الهزيمة شيئا لفترة من الوقت لكن عملها في الصحافة زادها قربا من الواقع الاجتماعي وكتبت في تلك الفترة مقالات صحفية كونت سمادا دسما لمواد أدبية ستكتبها لاحقا. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" والتي اعتبرها البعض الأهم بين كل مجاميعها حيث قدمت بقالب أدبي بارع المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكرة وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الأهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب.
إن لم تمارس تعاطي حبة مخدر مع بارعة كغادة السمان , جرب خوض هذه الإنتشاءه مع حروفها, عمق في بحيرة الجنون والقلق واليوتوبيا , منفى الى ماوراء المنطق والفكر والعقل .
لقد حاولت أن أكتب أمرًا عن هذا الكتاب، منذ زمن بدايةً أنا لا أحب ماتكتب غادة إطلاقًا ، لأن طريقتها في الكتابة الأدبية لا تتوافق مع ذائقتي في القراءة، ولكن هذا الكتاب لا يُصنف كتابًا أدبيًا ، إن قُلنا أنه مغامرات بنت صحفية .. وهو عبارة عن رصد أفكار وتجارب في الحياة ، الغالب يتحاشاها سواءً بحديثه أو بفعله، الحقيقة أن جميع ماتناولته يثير الفضول .. ولقد كان هذا الكتاب بمثابة السباحة في الذهن البشري ومخاوفه ورغباته ، في السوء الفطري الذي كانت النفس أمّارة به ، إن كنت لا أُعدهُ سوءًا فهو على الأرجح المخاطر الملموسة والمحسوسة .. حينما تتحول لمغامرات تُثير شغف الذهن والحواس ، وأكثر ما توافق مع ذهني هو تطرقها للجنون وأمراض النفس ، وبمجمل المعلومات .. أثارت شغفي وفكري ، سوى ظاهرة التقمص ، حتى إنها حينما أوردت جزءًا للقصص تجاوزتها ، حيث وإن أطالت الشرح والتحليل ، عقلي المجرد لايؤمن بها حيث لم أشهد حالة واحد في مجتمعاتنا فلماذا تصدق لمن يؤمنوا بها والمجتمعات التي لاتؤمن لا تمرها قصص مشابهة ! استطيع اعتبارها مرضًا نفسيًا كما تصنّف إلتباس الجآن بالبشر مرضًا أيضًا ..
ككل ملئتني تجربة قراءة هذا الكتاب بالشغف والتفكير .
لقد احتفظت ببعض الاقتباسات التي مست حكمة لغوية :
كي تعيش الامواج يجب أن تظل في حالة اضطراب وخفقان ، ونحن كالامواج ، الاستقرار في الامان يقتل شيئًا في داخلنا .
- لسنا في حاجة إلى شهود أو إجماع الرأي العام ليقرروا أن شيئًا ما قد حدث لنا حقًا .. لا يمكن جلب شهود على أحلامنا مثلاً ، إنها تقع لنا وكفى .
- يجب أن يظل أحدنا محتفظًا برأسه.
- كم نحن بحاجة إلى الآف من عربات الإسعاف ، تكنس من شوارعنا وأقبيتنا ، أحياءنا الموتى .. الذين صرعهم الجهل !
مع غاده كل الناس عندها شيزوفرانيا الكتاب بيفكرني بفيلم اسماعيل ياسين [image error] وسع من وش العقلاء لاء لاء اربط فرمل يا سواق ااء خشي يا نحله من البلكون اربط ياغراب الببيون
انتي مجنونه [image error] انت مجنون [image error] "فالمفروض- أن تعلن له عن اكتشاف عقار جديد لمداواة هذه الأمراض. . .
أما أن يجد بدلا من هذا كله كتابا يدافع عن الجنون، و يروّج له، و يأسف للذين يشفون منه. . . فتلك بلا شك مفاجأة. . .
طبيب نفساني يطبق الاساليب العلمية هو في نظره موظف للتعذيب في مستشفى ! . .
الطبيب النفسي الحقيقي يجب أن يكون مجنونا متقاعدا ! ! أو مجنونا محترفا !
الدكتور لينغ لم يعمل كطبيب على تطوير أساليب مداواة المرضى و إنما عمد إلى نسف فكرة ((المرض)) من أساسها.
في نظره، الطب النفسي على طول تاريخه انطلق من أسس خاطئة اعتمدها لتصنيف المجانين، و حاول (معالجتهم) على ضوئها. . . و إنه من الضروري العودة إلى نقطة البداية : إلى تعريف، من هو المجنون؟
النظرية القديمة تقول:
المجنون في نظر المجتمع هو إنسان يسلك سلوكا يختلف عن السلوك المتعارف عليه. [image error] وانا بصراحه بعد التجميعه دى انصح الجميع بعدم القراءه لانه كتاب يجنن كتاب عنبر العقلاء
(تقول غادة السمان (في ما معنى قولها إنك قد لا تصدق الحقائق - أو المعلومات - ولكنها في الطرف المقابل ستغير من ثوابتك القديمة و ستزعزعها ! و ليس بالشرط أن تؤمن بها .
و فعلا . بعد قراءة بعض الفصول كفصل (التقمص)و (جيراننا في الكواكب الآخر) تلاحظ أن ثوابتك السابقة بدأت تتزعز و لكنها لم تنهر تماما .
بغض النظر عن جمال اسلوب غادة السمان في هذا الكتاب (و قد أعجبت بكيفية خلطها و مزجها للأدب و العلم ) فالعمل يؤكد نظرية وجود الرأي الآخر!
أي أنك قد لا تؤمن بوجود الفضائيين و لكن في الطرف الآخر - و قد لا تتوقع ذلك - هناك مئات . بل آلاف من يؤمنون بالفضائيين . قد لا تؤمن بالتقمص لكن هناك شريحة كبيرة للغاية تؤمن بها .
الكتاب أيضا يعرفك على غادة . الجريئة . العربية . الصريحة . و الشجاعة . و أكثر ما أحزنني هو عدم وجود الصور الفوتوغرافية أو الرسوم الفنية !
أنصح بقراءته من باب التسلية وليس أخذ الحقائق و المعلومات بالضرورة
غادة السمان الأعمال غير الكاملة السباحة في بحيرة الشيطان: _______________________________________________________ ربما مراجعة قريبا بعد إعادة قراءة الفصل الثاني من الكتاب الذي يتحدث عن الجنون ولأنني أراه يتحدث بطريقة فلسفية تستحق التأمل أكثر
أحببت بشكل كامل الفصل الأول وهو المخدر والفصل الثاني... مراجعة قريبا جدًا بغض النظر عن باقي الفصول.. اظنني غير مهتم في التأمل أو التفكير في باقي الفصول أو ليست من اهتماماتي اطلاقا على الأقل في الفترة الحالية...
_______________________________________________________ يقول جريجوري:
انت امرأة قوية. أسلوبك في التعامل مع المخدر ساحر ومدهش» ! أحاول أن أرد ولا أجد صوتي. هنالك أغنية تجرفني إليها. تقول كلماتها: .. فقط عدني يا حبيبي بأن حبنا سيظل صادقا الى الابد). كم تبدو الكلمات مراهقة وهشة! كلمة (عدني » مثلا. من يستطيع أن يعد بأي شيء في العالم.. من يملك نفسه أصلاً ليملك تحقيق وعوده؟ ألحظ أن قدرتي على أن أكون وحيدة تضايقني. لعلها تحرمني من جو أكثر حرارة وألفة... قدرتي على عدم الارتماء بين ذراعي جريجوري ترعبني؟ تدهشني؟ تثير فضولي؟ احتقاري؟
— " كي تعيش الأمواج يجب أن تظل في حالة اضطراب وخفقان. ونحن كالأمواج، الاستقرار في الأمان يقتل شيئاً في داخلنا " • — فى هذا الكتاب تغوص غادة السمان في بحيرة عجيبة ، بحيرة تسبح فيها باحثة عن بر للأمان واليقين والجنون انها بحيرة الشيطان ؛
هذا الكتاب ينتمي إلى أدب "الباراسيكولوجيا" وهو أدب علم الظاهرات النفسية الخارجة عن المألوف والتي لم يتمكن العلم الوصفي بعد من قول الكلمة الفاصلة فيها ، يعد هذا الأدب نوع جديد وغير مألوف في الأدب العربي المعاصر ، وتعتبر غادة السمان هي أول من أقتحمه ، في بحيرة الشيطان مواضيع مختلفة حول طاقات وقدرات الإنسان العقلية وحول ظاهرات الطبيعة اللاطبيعية ،
المحور الأساسي في الكتاب هو الجنون والمخدر والسحر والتقمص والتنويم المغناطيسي وحضارات الكواكب الآخري ، في هذا الكتاب تقتحم غادة أسوار عالم العقلاء لتأخذ الحكمة والشعر والحقيقة من افواة المجانين ،
ما هو الجنون ؟! هل هو درب من دروب الحياة الواقعية ؟ هل العقل نقمة أم نعمة ؟ هل يحب إن نمجد الجنون ؟ ولماذا نهتم بالعقلاء الناجحين وننسي المجانين الخاسرين المهزومين رغم كونهم في النهاية هم الأكثيرية وأكثر الناس واقعية ! هل يجب إن تفخر بكونك مجنون ؟ وهل الاختلاف في السلوك والأفكار الاجتماعية يسمي جنون ؟ وهل قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده وأفكاره ما تدفع الانسان للجنون ؟ أو ربما العكس تدفع الانسان للتعقل عن مجتمع مجنون !
الكثير من الأسئلة ستطرحها علي نفسك وانت تقرأ هذا الكتاب ذو الطابع #الباراسيكولوجي ،
والذي كاتبته غادة السمان بأسلوب أدبي رائع ومميز لتجعلنا ندرك إن الجنون هو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم المزيف ،
وكونك مجنون يعني كونك حقيقي أو ربما جمعينا في النهاية مجانين ..!!
من اظرف الكتب التى قرأتها فى مجال الماورائيات المكتوبة بالعربية ..اسلوب جاد و يكاد يكون علمى ...ميزة اسلوب غادة الشماع هو الاهتمام ب المشاعر حتى اثناء وصف مادة علمية ...ملخصها لرواية the exorcist رائع و يغنيك عن شمهادةا لفيلم و قراءة الرواية ...و كذلك ملخصها ل كتاب عربات الالهة.... كنت شديد البطء اثناء الخوض فى نصف الكتاب الاول ...ما يتعلق ب النفس البشرية و الجنون و الفصام ....و الشخص العصابى .....
قرأت نصف الكتاب القانى ما يتحدث عن السحر و التقمص و التلبس الشيانى و الكائنات الفضائية و التنويم المغناطيسى بشكل اسرع كثيرا
اعجبنى جدا نصف الكتاب التانى و الذى كان بمثابة بحث او تلخيص للكتب السابق ذكرها .... و فيه تتحدث عن التنويم المغناطيسى و فكرة ان الارض لم تقم الحضارة فيها من الصفر و انما بمساعدة من كائنات فضائية , و التى اعتقد الارضيين انهم الهة و الاستحواذ الشيطانى و التلبس و التقمص .....الفصول الاخيرة هى مجرد ملخصات للاغلب القائمة ب الاعلى
الفصول الاولى ل تجربة هلوسة ب عقار ال LSD و تجربة هلوسة تحت تاثير البنج و تجربة العيش فى مصحة نفسية مع المجانين و زيارة لاماكن السحر و الدجل وا لشعوذة ما اعجبنى فى هذا الجزء من الكتاب ان كل ما حكته المؤلفة هو من واقع تجارب مرت بها و هو ما احسدها عليه و ععلى شجاعتها ك انثى عربية للقيام به
ما لم يعجينى فى الكتاب : محاولاتها المستمرة اسقاط كل شىء على السياسة ...ربما كانت وجهة نظرها صحيح لكن ما لكتاب عن الماورئيات و مشاكل السياسة ؟ هل عمرك سمعت عن استحواذ شيطانى يزداد او يقل حسب الظروف السياسية ؟ قرأت مرة ان قصص مصاصى الدماء تزداد فى الدول الرأسمالية ( لاحظ الاسقاط شخص يمتص دم اشخاص اخرين) فى حين تزداد قصص الموتى الاحياء الزومبييز فى الدول الشيوعية الاشتراكية( لاحظ ايضا الاسقاط جموع جعانة متهالكة) ....
أخذ مني هذا الكتاب وقتًا طويلًا لأنهيه، لا لأنه يحتوي على كم هائل من المعلومات ما فوق التصور البشري بل لأن غادة تصبح مملة بالسرد في بعض المواضع، فهي في هذا الكتاب تطرح فرضيات حول أمور شغلت بال الإنسان منذ غابر الزمان، وتخوض في عدة مواضيع خارجة عن نطاق الوعي البشري (كالمخدر، الجنون، السحر، اسرار طاقة الدماغ، التقمص، التنويم المغناطيسي، الشيطان، الحياة في الكواكب الأخرى) وهي أمور مثيرة للإهتمام إن التفتنا إليها إلا إن غادة تعطيك المادة الخام، وتقول بصراحة أنا شخصيًا لا أؤمن، وبذلك تجعلك حائرًا فيما تصدقه ولا تصدق.
شخصيًا، استمتعت فقط في بعض مواضع الكتاب، وبعض الأمور لديّ آراء خاصة فيها سواء كنت أؤمن بها أو لا، لا شك أن هذه الظواهر قد شغلت عقل الإنسان منذ آلاف السنين، أما دور غادة هنا هو سرد الحقائق واضافة بعض الرتوش على المعلومات الموجودة أساسًا.
في نهاية الكتاب يُذكر بأن هذه المقالات قد نشرت تباعًا في مجلّات، وحقيقة لو كنت أقرأ في مجلة لمّا فوّت عددًا واحدًا منها. هذا الكتاب ليس من الأعمال الأدبية البحتة لغادة، فليست هي العاشقة أو الوالهة أو الإبنة، ولا تحكي عن قصة غرائبية بل تحاول أخذ القارئ في رحلة ذهنية إلى الماورائيّات.
كالعادة غادة السمان كانت موفقة جداً وكالعادة كل ما نيجي نكتب تعليق على كتاب ليها بنحتار
في رأيي الكتاب ده شبيه في مادته الادبيه بكتاب لأنيس منصور اسمه " الذين هبطوا من السماء " كلا الكتابين يبحث فيما وراء الطبيعة والظواهر الغريبة
بس كتاب انيس منصور فيه رعب اكثر بما انه منصب تماماً على علم الارواح والاشباح وماوراء الطبيعة
اما هنا ، فغادة كعادتها اختارت اسم حلو جداً وجذاب جداً للكتاب لكي تسجل تحته كل ما ليس له علاقه بالماديات الانسانية
فبدأت الكتاب مثلاً بالسباحه في بحيرة الشيطان بالمخدارت و الحبوب والسباحة في بحيرة الشيطان بالشعوذة و السحر ثم اختتمتها بالسباحة في بحيرة الشيطان بالكائنات الفضائية وغيرها مما لم يستطع العلم حتى الان ايجاد تأكيد له
في رأيي سباحتك في بحيرة شيطان الكتابة مع غادة السمان أفضل بكثير من رُعبك وبحثك عن تأكيد لوجود كائنات اخرى سقطت ع الارض مع انيس منصور رغم احترامي الشديد للأخير
هو ليس عمل أدبي بحت أو قطعة روائية أو ما شابه، إنه أقرب إلى أن يكون دراسة موضوعة في قالب أدبي، فالكتاب بشكل عام يوحي بأنه مجموعة مقالات عن أمور متنوعة مجموعة في غلاف واحد..
تناولت غادة السمان عدة موضوعات حساسة والكثير منها لا نجد له تفسير واضح، مثل السحر والتقمص والجنون والمشكلات النفسية وغيرها، فجاءت فصول الكتاب منفصلة عن بعضها الآخر ولا تحمل سمة معينة سوى أنها ظواهر غامضة.. والجميل في الكتاب أن الكاتبة تصف تجاربها الشخصية في هذه المجالات فلم تترك الكلمة لمواقف الآخرين ودراساتهم فقط إنما دعمتها بتجربتها الشخصية، وأضافت إليها لمساتها الأدبية وتصويراتها الدقيقة..
إنه كتاب يستحق القراءة بتأنٍ وأن ندع مجالاً لتقبل تلك الأمور الغامضة حتى وإن كنا شخصياً لا نؤمن بها
اقرأ لغادة.. وانا كلي ثقة انني سأكون في حضرة اللغة العربيه بأبهى حلة لها.. وانها ستتناول مواضيع ذات مغزى نفسي انساني بحت يجعلك تفكر في بعض الاشياء والخرافات وثقافات المجتمع.. التي غابت.. والتي عادت بعد اختفائها وأسبابها..
سواء آمنت أم لا فإن قصص هذا الكتاب النادر مذهلة وتفاصيلها تدعو الى التوقف طويلا عند ظاهرة التقمص والتخدير والتنيوم المغناطيسي والكائنات الفضائية من كواكب أخرى
في البداية شعرت بالملل الشديد وهممت بالتوقف عن قراءة الكتاب والبدء بكتاب آخر ! ,,, خاصة خلال قرائتي لل"تريب " التي مرت بها نتيجة أخذ جرعة من ال ال اس دي ! ,,,, ولكني الآن وأنا في الصفحة 86 أحمد الله أني لم أجد الكتاب الذي كنت أنوي أن أقرأه مع بعض الامتنان لجملة " أنت لن تستفيد ما دمت تقرأ ما تحب فقط ! " التي كانت عزاء لي ودفعتني لأكمل قراءة الكتاب !
مستمتعة بمتابعة القراءة ,,, تحدثت غادة عن مخدر الال اس دي واثاره ,, جرعة صغيرة من المخدر كفيلة بخلق قصص خيالية وعوالم وأكوان لا تخطر على بال أحد, وكفيلة بقتل متناولها أحيانا ,, (الحالة التي يدخل بها الشخص تسمى "تريب " وفي الكتاب جولة !), من ثم تحدثت عن شعور الشخص عندما يدخل في حالة تخدير كامل كالتخدير قبل العمليات الجراحية الكبرى ,, وتحدثت عن " المجانين " وعن انفصام الشخصية ومرض العظمة ! ,عن طريق تحدثها عن مجموعة من الكتب لأطباء نفسايين بعضهم قد مر بتجربة الجنون , او الانفصام ولكنه شفي منها ,,,
مجموعة مقالات فيها اجزاء مملة واجزاء مشوقة ....... واقعية غادة مامنعهاش انها تنشر اراء العلماء والدكاترة حتى لو ماتوافقهمش في الفكر. ماندمتش على قرايته، عطلت فيه لان اصابني الملل وماحبيتش يخيب ظني وماخابش :)
This entire review has been hidden because of spoilers.
يتحدّث هذا الكتاب الرائع عن الكثير من الخفايا التي نجهل, و طبعاً بالأسلوب الرائع لكتابة غاد�� السمان. يعرض الكثير من قصص الشواهد على حالات مثل التخدير, التقمّص ...
السباحة من فوائد الأصدقاء الحقيقيين أن يدلوك على كتاب مفيد ولذيذ ويرشدوك إلى أهم وألذ جزء فيه كي تقرأ بدايته وتضعه جانباً .. وهذا ما فعله الصديق الرائع نوار يوسف .. أشكرك على هذا الكتاب الذي يجمع بين الرواية والمقالات العلمية والأدبية المضمخة بلغة الشعر ...
اعتقدت بأن الكتاب رواية بدءاً من الاسم ثم في جزؤه الأول الذي يسرد بأسلوب روائي هلوسات متعاطية لمخدر (إل إس دي) . لكن الكتاب في الأجزاء اللاحقة يتخذ منحىً آخر نحو المقالات العلمية المكتوبة بلغ�� أدبية مشوقة وقصص عن الجنون والسحر والشعوذة والتقمص والتنويم المغناطيسي وعبادة الشياطين وتلبسهم جسد الإنسان وأخيراً عن أرباب الفضاء الذين غزوا الأرض وبنو حضاراتها !
فصل الجنون كما سبق وأن قال صديقنا نوار يوسف من أروع فصول الكتاب . مكتوب بلغة تجمع بين لغة العلم ولغة الشعر والأدب. وفيه أفكار عن الجنون والمجانين ستجعلك تعيد النظر في تعريف الجنون والمجانين وتدرك بأن العقلاء هم المجانين حقا وهم من يجب أن تخاف منهم .. !
وأنا أقرأ فصل الجنون عادت بي ذاكرتي إلى عبارات كتبتها عن الجنون قبل حوالي سنتين مطابقة لفكرة الكتاب وكتب أخرى أجنبية عن الجنون . تلخيص الفكرة قائم على إعادة الاعتبار لمفهوم الجنون وفهمه إيجابياً والتخلي عن نظرتنا السلبية له ..
من أقوالي السابقة عن الجنون والمجانين والتي كتبتها قبل الاطلاع على هذا الكتاب والتي يمكن الرجوع إليها وإلى تاريخ نشرها في مدونتي على الرابط التالي :
"شجرة العقل - عندما كان آدم مجنوناً"
(الانتقال من العقل إلى الجنون هو عودة لحالة الإنسان الأولى – الحالة الآدمية – عودة إلى حالته الفطرية قبل تكون أو تطور العقل وبالتالي هو عودة إلى الجنة. الحنين إلى الجنة هو حنين إلى الجنون والعكس صحيح .
” الإنسان في الجنة لم يكن قد صار إنساناً بعد . وبطريقة أصح , لم يكن الإنسان قد قُذف بعد إلى مدار الإنسان. أما نحن الذين قذفنا منذ زمن بعيد فلا تزال في داخلنا بقية من خيط رفيع يشدنا إلى الجنة البعيدة المغبشة .. الحنين إلى الجنة إذاً هو رغبة الإنسان في ألا يكون إنساناً . ” (*) أو رغبته في أن يكون مجنوناً .
الجنون هو الدخول المبكر إلى الجنة . حيث يتخلص المجنون من كل قيود العقل وكوابحه . والحنين إلى الطفولة هو حنين إلى آدم الطفل العريان عندما كان يسكن الجنة قبل أن يأتي الأب بقوانينه وتعليماته التي أجبرته على ستر عريه .)
الشعر والجنون
"إن أي دارس حيادي لشعرنا المعاصر, سيجد كل شيء إلا الجنون. سيجد فيه الفلسفة وعلم الاجتماع والتاريخ والجغرافيا والفيزياء وعلم المحاسبة وحتى الطب والتشريع والاقتصاد , ولكنه لن يجد فيه لمسة جنون ملتهبة. وتلك شهادة ليست في صالح شعرائنا الكبار الذين أتقنوا تدجين أنفسهم وفقدوا لمسة الجنون: أي الشعر !"
الكاتبة محقة في نظرتها تلك عن الشعر كقاعدة نستثني منها شعر محمد الماغوط وبعض نماذج لقصائد لاحقة جعلت من الجنون ملهمها الرسمي . مرة كتبت نص (لا أجرؤ على تسميته قصيدة) بعنوان : "قمر مجنون يبحث عن أرض أكثر جنوناً" :
سأقتص لكم
أيها المرضى والقتلى ,
والعمال والعاطلين عن العمل ,
وضحايا الطرقات والأناشيد ,
والخطب والمؤتمرات والوعود الكاذبة .
سأنتزع اعترافا بالصوت والصورة
لأعماق السماء وهي تتثاءب مللا
للنجوم وهي تضع أصابعها في مؤخرة الثقوب السوداء
للقمر وهو يفر رويدا, رويدا
بحثا عن أرض جديدة أكثر جنونا
لا يقطنها عاقل
يفكر بالكائنات الخارقة
التي تدير رأسه بالريموت كونترول
وتلهوا بمصير المجرات
ولا يصدق شيئا من الشريط المسجل بالصوت والصورة
ويفضل ألواحه الخشبية والحجرية
وأوراق برديه المهترئة
وحكايا جداته الأُسطورية
عن رجال أنشدوا أطول كذبة في التاريخ
بالصوت والصورة
للسماء وهي تتثاءب ضجرا
للنجوم وهي تضاجع الثقوب السوداء
للقمر وهو يهرول بعيدا
بحثا عن أرض جديدة
يقطنها إنسان غير عاقل
لا يجيد نسج الحكايات الخرافية
أو تلحين الأكاذيب الملحمية
ولا يفكر بالكائنات الأسطورية
التي تدير حياته بالريموت كنترول
وتلهو بمصير المجرات
يسجل كل ذلك على كمبيوتره اللوحي
بالصوت والصورة
بالدموع والدماء
بالضحك والبكاء
بالغش والخداع والكذب والرياء
ثم يشرشره على صفحته في الفيسبوك
وحسابه على اليوتيوب
وينتظر عبثا أن تفتح له موسوعة جينيس
رقما جديدا
لأطول فيلم في التاريخ
بالصوت والصورة والألوان
لرجل – غير عاقل – مات
قبل أن يقتص للمرضى والقتلى
والعمال والعاطلين عن العمل
وضحايا الثورات والأناشيد الوطنية
وتحية العلم والتراتيل والأكاذيب
والمؤتمرات والوعود والصلوات
و.. و .. و…..
29/7/2011
لحلاوة الفصل المخصص للجنون وشعر المجانين تعتريني نية إعادة تلخيص معظم مقالات هذا الفصل لولا مشقة إعادة كتابته ذلك أن الكتاب مصور ب يدي إف .. ويصعب تحويله إلى نص برمجياً ..
التقمص
كلنا قابلنا في حياتنا أشخاص غرباء وشعرنا أننا نعرفهم . التقمص يتدخل لتفسير تلك الألفة التي نشعر بها تجاههم. أرواح كانت تعرف بعضها في حياة سابقة وعندما التقت من جديد تعرفت الأرواح المتقمصة على بعضها دون أن تعي أنها قد تقابلت من قبل . وهذا التفسير (الذي يطرحه فصل التقمص في الكتاب ) ينطبق على الحب من أول نظرة !
في فصل التقمص انتهت غادة السمان إلى أنها لا تدري لكنها سردت كثيرا من قصص التقمص "المقنعة" والتي جرت في لبنان والهند ومناطق أخرى من العالم اقتبستها من كتاب "20 حالة توحي بالتقمص" للبروفسور ستيفنسون , ثم التقت بعضاً منها بنفسها. فهل التقمص حقيقة أم وهم ؟!
قصص التقمص التي سردها الكتاب مقنعة إلى درجة كبيرة لكن المتشككين قد يجدون فيها ثغرة وهي أن أغلبها حدثت في مناطق معينة من العالم دون مناطق أخرى ! فهناك كثير من مناطق العالم لا تنتشر فيها قصص التقمص ! بينما كثير من قصص التقمص يتم تداولها بين الدروز في لبنان ! وكذلك في بعض مناطق الهند ! أي في الأماكن التي تنتشر فيها عقيدة وثقافة التقمص !
لكن لو أن التقمص حقيقة واقعية فما الذي يحدث يا ترى ؟!
من وجهة نظر دينية , ربما يكون التقمص نوع من أنواع العذاب ! أي هيمان الروح من جسد إلى آخر دون استقرار ! وإذا عرفنا أن روح الإنسان يمكن أن تتقمص حيوانا يمكن أن يكون العذاب مضاعفاً !
يلاحظ أن كثير من قصص التقمص تحدث لأرواح صاحب وفاتها غموض وجرائم قتل ! وكأن هذه الأرواح تعود في أجساد أخرى للكشف عن خبايا جرائم القتل التي تمت في حقها ولم ينل المجرمون جزائهم عما ارتكبوه في حقهم !
هذه الملاحظات تدعوا للتفكير في التقمص واعتباره حالات فردية يصاحبها الغموض والجدل بالرغم من أن البرفسور ستيفنسن يقول بأن التقمص يحدث في مناطق كثيرة من العالم ولأرواح كثيرة لا تعي تقمصها أو لا تتذكره لأن حياتها السابقة لم تكن بصمة مميزة يستدعي تذكرها أو استرجاعها في الحياة الثانية !
أترككم مع قصيدة من قصائد المجانين الأكثر عقلانية منا ..
شعراء .. وليسوا مجانين ..
..
هل أنا الصياد العجوز
أم تراني البحر؟
أو لعلني سوار قديم
وُجد في خزنة
مفتاحها قد ضاع ؟ ..
يا للظلام , والحلم الغريب !
هل أنا حزن كئيب ,
هل أنا تساؤل كامن ومرعب
يظن أنه يرقد في أعماق حمأة الوحل البارد ؟
أم تراني بئراً مهجورة في الحديقة ؟ ..
يوماً إثر يوم ,
أنا ,
أمير الحزن المسكين
أكتفي بالتمرغ في النواح القاسي الناعم
بينما الدقائق الفارغة
تشكل جسراً يعبر فوقي ..
يا أيها الشفق الأحمر الدموي
والفجر العاصف الموحش
لقد جعلتني أعول وأئن ,
فأنا رهينة
في قبضات اليأس .
"هذه القصيدة كتبها مجنون في مصح "الجرانج" في هنغاريا , وهو شاب من سرة ايجليت , والده كاتب مشهور , وشقيقه الأصغر أيضاً كاتب معروف , أما هو فقد أصيب برغم موهبته (أو بسببها !) بالفصام , وأُدخل مصحاً عقلياً. كان وسيماً كأمير في رسوم العصور الوسطى , حالماً ورقيقاً ويلقب نفسه بـ "أمير الحزن" ولكنه كان يشكو مما يسميه "مرض التقلص الشيطاني" الذي يوجعه ويدنس كل ما حوله . وإلى جانب الكتابة كان يقضي وقته في مسح كل ما حوله بورق التواليت , وكان يغتسل طوال الوقت , ثم يرتدي ثيابه , ثم يعود إلى الاغتسال بثيابه كلها صيفاً وبمعطفه شتاءً , ثم ينهمك بتنظيف فراشه , فيظل ينثر عليه الماء ويمسحه حتى يسقط إعياء (أليس العالم حولنا قذراً إلى هذا الحد . وكل ذنب "أمير الحزن" أن يلحظ ذلك أكثر منا , ويحس بمطاردة الموت الأكيدة له ولا يفاجأ بذلك مثلنا ؟ )
"أشعر أنني سأموت هنا ,
سوف أرقد على الحشائش
وببساطة ,
أموت !
أيتها الحياة ,
يا شعلة الدماء والأشواق
والمثل والأحزان وأطياف الأحلام
أنا أدير لك ظهري
وأغادرك !
..
الطيور تجثم حزينة فوق الأشجار وتمر الساعات البليدة
خلال ثقوب ساعة الحياة الرملية ! ..
أوه !
ما أشد شوقي إلى أن أكون بعيداً ...
أن أتلاشى بعيداً ... هذه هي النهاية . "
..
**
"وهكذا فالجنون يريد أن يكون قانوناً في حد ذاته . جوهر الجنون والفصام , كما يقول الدكتور "استيفان بنديك" , هو الحنين إلى الحرية. الحرية بمعنى أن يعيش المرء وفقاً لقوانينه الفردية. وقوانين المجتمع تقوم على قوانين الأكثرية , والقادرون على التكيف معها يلقبون بـ "الأسوياء" , وهم أكثرية. فالامتثال سهل بالنسبة إلى الكثيرين (وتلك ليست بالضرورة شهادة في صالحهم !) وبعض الناس يجدون صعوبة في التكيف وتنتابهم نوبات الكآبة والقلق والرفض لكنهم بالنتيجة يتكيفون على مضض. بعض الناس يرفض قانون الأكثرية , ويتمرد , يصير من الثوار أو من العلماء أو من المجددين أو الفنانين ... أو من المجانين !
أما البروفسور "لينغ" في كتابه عن الشيزوفرانيا فيقول :
"الجنون هو ثورة الأقلية العاقلة ضد الأكثرية المجنونة في عالم مجنون يمضي إلى الدمار" .
وهذا العالم المجنون , السائر إلى الدمار , قد يكون سر آهات "أمير الحزن" وغيره من الشعراء المجانين ... وها هو يصرخ بإحساس لا بد أنه مر في قلوبنا ولو مرة في العمر :
"انفراجة في السماء
حيث السحب الداكنة الغريبة تتدلى من السموات المحمومة
زهور الحزن الدموية , الحمراء العملاقة
ترقبها العيون
الطافحة بالأسرار .
الظباء الصغيرة تعدو
في صمت
وقلوبها تغني أغاني مشرقة للنهار
عن أحلامها الصغيرة
بينما الأرض الزرقاء
لا تتوعدها إلا بالموت والفناء ."
**
"قطرات المطر المتساقطة
تقرع الليلة كطبول زنجية
وفتاة حزينة ,
تختلس النظر عبر المدخل الخارجي ,
ولم تختف في الظلام ...
سوف يحل الحزن غداً هنا .
الكلمات البالية
لا تستطيع أن تعبر
عن هذا الحزن الغريب الجارف
الحديقة تبكي
الأكمات والأشجار تبكي
السلم , وعتبات الأبواب
مغطاة بالدموع
وتتنهد
محاطة ببحر عميق من الأوحال
أصيخوا السمع ,
تبكيان
الفتاة , والحديقة ! "
جوهر العذاب الإنساني ..
من منا لم يحس أحياناً بأن العالم كله يبكي , وأن الحزن هو الضيف الثقيل الذي لا سبيل إلى طرده والتخلص منه ؟ ...
________________..
تحميل كتاب "السباحة في بحيرة الشيطان" لغادة السمان
كتب تعيد التفكير في الجنون والعصاب والتقمص :
كتاب عصفور الجنة ومبادئ التجربة تأليف الدكتور لينغ (R.D. Laing) منشورات بنغوين
The politics of experience and the bird of paradise
كتاب " كن سعيداً لأنك عصابي" Be glad You are Neurotic تأليف الدكتور لويس بيش Dr. Louise Bisch
كتاب "القفص المطلي بالذهب" The Guilded Cage تأليف الدكتور استيفان بنديك Istvan Bendek
ترجمه إلى العربية الدكتور قدري حنفي والأستاذ لطفي فطيم وقدم له الدكتور أحمد عكاشة وصدر بالعربية في حزيران 1975 بعنوان "الإنسان والجنون" عن دار الطليعة
كتاب "20 حالة توحي بالتقمص TWENTY CASES SUGGESTIVE OF REINCARNATION" تأليف البروفيسور إيان ستيفنسون Dr. Ian Stevenson ------------------------------- اقرأ الموضوع بشكل أوضح في الرابط التالي http://wp.me/p1uwcV-Vl
جعلني الكتاب أغوص في بحيرة عميقة مجهولة اﻷبعاد رحلت في أعماقها إلى عوالم ماوراء الطبيعة.. أعتقدت أحيانا بأن الكاتبة مجنونة أو أنا المجنونة، العالم مليء بالمجانين، و وربما قد يكون بأكمله مجنون ... ﻻ أعلم ...
الجميل في الكتاب موضوعيته، أي أنه لا يفرض رأيه على القارئ، لك الحرية في تصديق خرافاته أو تكذيبها .. لا أنصح ضعفاء النفوس بقرائته.
تقول غادة " لعل الكتابة وحدها تجعلني أحافظ علي وعيي (وهذا شئ مؤسف). تحميني من السقوط نهائيًا في التجربة، أي تجربة، مادام عليّ باستمرار أن ألعب دور موظف المخابرات علي حواسي وأعضائي وأدوّن التقارير حولها! "
دائمًا ما استبصرُ علاقةً وطيدة بين الجنونِ والإبداع، فمثلًا من يكتب تحت تأثير المخدرات_ كغادة_ يكون مجنونًا، أو في رواية أخرىٰ مُبدع، ربما لأنه يكتب دون قيود، وبعفوية عارية من الأربطة، وقليلٌ هم. إذا كنتَ تطوقُ إلىٰ قراءة كلمات نابعة من الضحايا الأولون علىٰ مذبحِ معرفة الذّات الإنسانية، وإذا كنت مُغرمٌ بدهاليز النفس البشرية والغوص في أعماقها.. إذا كان الحظُّ لم يُسعفك لتدخلَ إلىٰ مستشفى المجانين من قبل، هنا، تُهديكَ غادة تجربتها. لتخطو إلىٰ الكتاب، ولتبتلعك حقائقهُ المروعة، ولكن أعلم أنّك تمضي إلىٰ جحيم الوعي، وأنك تدخلُ علىٰ ندفة ثلجٍ ربما تذوب تحت قدميك قبل أن تخرج من بحيرة الشيطان.
تبدأ غادة السمان رحلتها ..بالتجول في دهاليز عقلها أو بالأحرى السباحة في بحيرتها ( وهدف الرحلة ..معرفة أسرار الإنسان في داخله ..وأفكاره بالغيبيات ..ومشاعره المتناقضة والثائرة والفضول للمعرفة لأجل كشف حقائق الكون التي تنكشف من نفس الإنسان أولاً ثم من الفضاء الخارجي ) وللسفر إلى أعماق دماغها ..تستخدم غادة مخدر LSD ( ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك وهو من المهلوسات القوية المؤثرة على العقل جرعة صغيرة جدا تكفي لاحداث اضطرابات في الرؤية، والمزاج والفكر) والمخدر هذا بمثابة "شيطان " ..تركب على ظهره وتغوض إلى داخلها ...إلى أعماقها لنكتشف معها أسرار رؤيتها للعالم الذي من حولها والذي تعيش فيه ..متجاوزة كل الحدود الثقافية والمعرفية والعلمية ...بطريقة أدبية ممتعة , وكأنها في داخلها وجدت فوضى عارمة.. ليست عاطفية , وإنما معرفية , وتلك الفوضى تسمى " حيرة "
وتنتهي هنا الرحلة الأولى ...لتبدأ بعدها بالخروج من عالمها الخاص فيها لتنتقل إلى عوالم أُخرى ( الجنون , والسحر , والتنويم المغناطيسي , التقمص , واسرار طاقة الدماغ , والكائنات الأخرى ) منقلة بين عالم وأخر . في رحلة غادة لا نبحث معها في تفسير علمي لهذه الظواهر ,إنما تخرجنا من هذه الحدود التي فرضها العلم ...بل متحدية العلم بخوراق العقل الطبيعية ..لا بخوراق الآلات والتكنولوجيا ..لتعرفنا على علوم ..لم تثبتها المعادلات الفيزيائية والرياضية ..لكنها ..وبقليل من منطق عقلي ..وآيمان روحي ..قد تعتقد بصحة بعضها !
(سأدون تعليقي حول عالمين فقط ..من التي آثرت فيي بشكل كامل وجذري )
*الجنون إذ لم تفهم معادلة فيزيائية هل يتجرأ أحد باتهامك بالجنون أو الهستريا ؟ لا طبعاَ , إذا لماذا تلك النظرة إلى "مجنون"؟ ( بالمعنى الحرفي للكلمة ) هو فقط لم يفهم الحياة ..التي نعيشها ..فانفصل عنها بطريقته غير مفهومة ..وخرج عن المجتمع الطبيعي ..ليخلق لنفسه طبيعة خاصة فيه ..ويعبر عن آراءه بطريقته هو لا نحن ..لا بعقلية القطيع و"المجتمع الواحد" ..فهو يعتبر عن "لا" بطريقته ..ويقول "نعم " بطريقته ...نحن فقط لم نفهم طريقته ..واخطأنا الفهم ..لأننا كما يقال عنا ..معشر العقلاء ؟ في رحلة غادة في هذا العالم ..نمر بقصص "مجانين" ( والذي نكتشف إنهم عقلاء لكن بطريقة أُخرى ) يحكون لنا قصصهم مع فهمهم للعالم ..ومع انشقاقهم لهذا العالم الهستيري والوحشي ..فنجد من خلال هذه القصص والشخصيات ( ومن بينهم أمير الحزن وحسان ) أن لديهم الكثير من المنطق ..و"التعقل" ..بل نجد إننا نحن ..الأكثرية "المجنونة" أمام هذه الأقلية" العاقلة" ..ولأن الأغلبية تطغى على الأقلية ...فحبسناهم ..وعذبناهم ..وصعقناهم بموجات كهربائية ..وغيرها من الطرق المجنونة !
*التقمص شخصياً لا اؤمن بالتقمص , (ما جدوى الحياة إذ كنت سأنتقل من جسد إلى جسد ..دون نهاية؟ ) , لكن الموضوع نفسه " التقمص " أثار لدي الكثير من الاسئلة حول الروح والحياة ..والفناء خاص بقراءة القصص التي ترجمتها غادة عن الدكتور النفساني أيان ستيفنسون ( وأنا من أشد المعجبين بآسلوبه في البحث العلمي ) والتي لم تكتفي بالترجمة ..بل أيضاً ذهبت والتقت بأبطال هذه القصص ...مما يزيد في منطقية القصص وواقعيتها لكن هذا المنطق كله لم يحل اللغز خلف الموت ..والروح ..إذا كانت فانية ( وهذا الذي اؤمن به) أو تنتقل من جسد إلى جسد ( منذ الآمس..وانا ابحث عن شيء من حياتي السابقة !! ) عموماً...أنا آميل إلى الرأي الأول بفناء الروح ..لكن لا أشك بقدرة تنقلها خلال الحياة نفسها ( في هذا الموضوع كثير من الأبحاث والنظريات ..أهمها ما يسمى بالأسقاط النجمي ) ..وفي اعتقادي أن الروح شيء مادي ..ليس مجرد "شيء" عاطفي في القلب في المجتمع العلمي أجد خير حصيلة علمية ..كتاب "الفرضية المذهلة" للحديث عن هذا الموضوع بشكلٍ وافي
كتاب ممتع، قرائته عبارة عن رحلة مميزة إلى عالم غريب. في الموضوع الأول عرفتني غادة السمان على عالم تعاطي "المخدرات"، و بطريقة كتابتها و وصفها لذلك اعطتني القليل من المعرفة حول ما يشعر به المتعاطي لهذا النوع من المخدرات و بماذا يفكر. - الموضوع الأخر تتكلم فيه الكاتبة عن الجنون و المجانين و هو افضل ما في الكتاب و يستحق ال 5 نجمات، فقد وجدته موضوع فلسفي وجودي و ليس مجرد مقالة عن الجنون و المجانين العاديين بل هو أعمق من ذلك، يمكننا القول إنه عن العباقرة و الفنانيين. بعد قراءته قد تقتنع بان كل منا بداخله عاقل، لكن معظمنا أحسن اخفائه و تكيف مع المحيط المجنون، إلا المجانين لم يسطيعو التكيف مع المحيط كالاخرين فوصفو بالمجانين. إضافة إلى ذلك، قراءة قصص التقمص كانت ممتعة بشكل كبير. - أما الموضوعات الأخيرة فهي قد تكون ممتعة للقراء الذين يخوضون لاول مرة في مواضيع الكون و السحر و التخاطر عن بعد وصولاً إلى التسائل عن وجود مخلوقات -فضائية- في هذا الكون و النقاش باحدث النظريات (في زمن كتابة المقالات) في هذا المجال، أما بالنسبة إلي فلدي معرفة مسبقة دقيقة بالتفاصيل و المعلومات التي يقدمها الكتاب حول هذه الموضوعات جميعاً و مع تفسيرات علمية لمعظمها لذلك وجدته بسيط جداً و مكرر. - استغربت حقاً بان تكتب غادة السمان عن هذه الموضوعات و لكن كان يخف استغرابي كلما تذكرت أنها كانت صحفية و ليست كتبة و أديبة فقط، و إن هذا الكتاب عبارة عن مقالات كانت قد نشرت في المجلات على شكل مقالات صحفية.
في البدء لا أقرأ ولا أحب أن ان أقرا لغادة السمان, او شاكلاتها, لإتخاذهم سمة التجارة لا الأدب او الفن في منشوراتهم وثانياً لكونها انتهكت قدسية علاقتها بغسان كنفاني فنشرت رسائله بعد وفاته من أجل الشهرة, وهذا ما أخلها للأمانة من قبل القراء واولهم أنا. أما كيف قرأت لها هذه الرواية, فالأمر محض صدفة في أثناء بحثي عن روايات مشابهه لموضوعٍ ابحث عنه مؤخرا لأجل التدوين, أستغربت أن تتطرق اليه غادة السمان ولا يكون مشهوراً بين أوساط متابعيها المراهقين, وكنت محقة, لا يمكنها أن تأتي بهذا الموضوع او تنشر عنه فهي تحب اجتذاب المراهقين ممن كانو يتابعون روايات عبير واحلام, فلا علاقة لما قيل أنه موضوع الراوية عما وجدته هنا, ولأكن منصفة, كان الرواية مذهلة وأسلوبها رائع, يختلف كثيراً عن ما لحقهُ, هذه اولى رواياتها بلا رتوش ولا عجب ان غسان كان يكتب لها, ساءت أحوالها بعد نشر أسراره, أجدني في موضع نقد, لكن لا بأس, "الجو حار واريد اطلع ضوجتي بأحد!"
عندما قرأت الفصل الاول ويسمي السباحة في بحر الشيطان لم انجذب اليه مطلقا بل وجدتني لدي رغبة للاستمرار في القرأة فقط من اجل ثقتي في كتابات غادة السمان وبالفعل كعادتها دائماً لم تهز هذه الثقة مطلقا بل إزادتها قوة فهذا الكتاب يحتوي علي كم هايل من المعلومات والأفكار أعجبني كثيراً الفصل الخاص بالجنون كم هو رائع طريقة سردها وتبسيطها للأشياء فكل فصل من فصول الكتاب يجب ان تخرج منه بالكثير فيما يخص هذا الموضوع وحتي ان كنت قد قرأت في احدي هذه الموضوعات قبل ذلك ولكنك عندما تقرأها بنكهة غادة السمان فتصبح ذات مذاق خاص مختلف ومميز