عدت بنظري مكملاً طريقي إلى بوابة المعسكر، التي أخذت أقترب منها بينما أتخيل ذلك الطفل القلق الباكي الذي عبر منها منذ سنوات بعيدة مدفوعاً بالأوامر والصياح والضرب، يتلفت يميناً ويساراً مع زملائه الصغار، يتأمل ذلك المكان الذي سيصبح عالمه لسنوات طويلة قادمة، لا يعلم هل ستنتهي أم سينتهي قبلها؟!
توقفت أسفل البوابة، عند الخط الوهمي الفاصل بين أرض المعسكر وما خارجه، أتأمل الأفق في قلق، ذلك العالم المجهول الذي ينتظرني هناك، ذلك العالم المجهول الذي كان الأشد ألفة لي في حين كان المعسكر هو المجهول الأشد ظلمة.. أصبح عالماً معكوساً، أصبح كل شيء الآن عكس ما كان، لقد ذهب ذلك الطفل بمشاعره وعالمه وأمنياته مع إحدى ليالي الصحراء التي شهد فيها نور القمر على دموعه وخوفه، وكأنه قد استجاب له وأخذه إليه.
قارئ، كاتب، رسام ومصمم، أحب التفكير وإعادة التفكير.. أعشق السينما والموسيقى.. ويسعدني أحيانًا أن أروي أحداثًا لم تحدث في هذا العالم، لكنها حدثت في عالم داخل هذا العالم.
اسم العمل: كازارشان "أمنيات محارب" الكاتب: احمد عزالدين دار النشر:مسار للنشر و التوزيع عدد الصفحات:522
كازان ذلك الطفل الذي أجبر فور أن تخطى العشر أعوام أن يلتحق بالعسكرية لكي يتعلم فنون القتال و الحرب لكي يستعد من أجل الحرب التي يتجهز لها ملك الجنوب لكي يسيطر على مملكة الشمال و يحظي بها و ينشر شره و فساده ، فكان يعد جيشه من أجل ذلك اليوم حيث انقسمت المملكة إلى مملكة جنوبية و مملكة شمالية يحكمها أخيه ، فأراد أن ينتصر عليه و يستولى عليها. كان يتم أخذ الأطفال من أهاليهم مقابل أن يأمنوا لهم مستقبلهم على حساب سلب البراءة و الطفولة من أطفالهم. يسرد لنا كازان في تلك الرواية عن طرق التعذيب التي كان يواجهها الجميع إذا أخطأوا أو حاولوا الهروب من المعسكر و عن أنهم يفقدون حياتهم و أنه تم حرمانهم من العيش بجوار أهاليهم و أن ينعموا بطفولتهم . استطاع كازان أن ينجو بنفسه و أن يتخطى تلك الاختبارات حتى مؤهلا للحرب و لكنه اكتسب القسوة و الجفاء و فقد الحب ناحية أهله إلا أن قابل راسيا و تعرف عليها. خلقت الحرب من كازان شخص مقاتل،يقتل بعنف و لا يبالي و يحارب بقوة و كان لديه حكمة و تدبير أثناء الحرب استطاع أن يثبت نفسه أمام القواد و كان ينقذهم أثناء فتح البلاد بخططه التي كانت تجني بثمارها،حتى أصبح قائدا أيضا بأمر من الملك نفسه. و لكن هل يستطيع كازان أن يحارب حتى النهاية ؟هل سيفقد حبه لراسيا؟هل سيستطيع هو و الجيش أن يستولى على المملكة الشمالية؟
رأيي الشخصي: - السرد و الحوار كانوا باللغة العربية الفصحى القوية و التي لا يكون العمل بتلك المتانة بفضلها. ـ أسلوب الكاتب كان جذابا و صادق. ـ الوصف كانت يشبع فضولي و يجعلني اتأثر بكل موقف و أنفعل مع أحداث الرواية. ـ مشاعر الرواية كانت صادقة تسللت إلى قلبي ، و لن أنسى تلك الرواية أو أي حدث من أحداثها بسهولة . ـ كنت أشعر أنني أشاهد فيلما بسبب دعم الكاتب للرواية بأدق التفاصيل . - الرواية بها طابع رومانسي لطيف أحببته. ـ الحبكة كانت قوية و الأحداث كانت مترابطة مع بعضها و لم أكد أتسائل عن أي شئ حتى أجد تفسير له و توضيح بين السطور. - مشاعر الحب و الصداقة كانت تخفف عني الألم الذي جعلني أتأثر كثيرا بالرواية. ـ الصراع النفسي الذي كان داخل البطل كازان كان يشعرني بالحزن و الرغبة في البكاء. - أحببت كثيرا تلك الخريطة التي وضعها الكاتب في بداية الرواية حيث كانت تساعدني على الإندماج في الأحداث و كانت تعرفني على المدن و كنت من خلالها أتتبع الحرب و سير الجنود . ـ أرشح الرواية بشدة و على يقين أنك عزيزي القارئ لن تخرج منها كما بدأتها
من امتع الروايات التي قرأتها.. فهي تأخذ القارئ في رحلة رائعه طوال عدد صفحاتها في مزيج من الاثاره و الرومانسيه و الترقب... دقة وصف الأحداث و الأماكن و الأشخاص.. تحرك خيال القارئ حتى انه يشعر انه يشاهد الأحداث أثناء القراءه.. خيال الكاتب الخصب جدا و المتميز جدا اضفى سحر خاص و ظهر بوضوح في الأحداث و اختيار اسماء الأشخاص و الأماكن و خريطه الأماكن.. حوارات متميزه مليئه بالاحاسيس بين الشخصيات بالاضافه لأسلوب راقي في الحوار. امنيات المحارب هي إبداع حقيقي بين غلافين يستحق القراءه
من اعظم الحاجات اللي قرأتها من مدة طويلة جدا الرواية فيها تفاصيل كتير تخليك متخيل انها حاجات حصلت في الحقيقة مش خيال الفرق بين السلم والحرب مشاعر المحارب نفسها بتكون ازاي بجد رواية من كتر تفاصيلها تفتكر روايات عالمية زي هاري بوتر
حقيقي من اجمل الروايات اللي قريتها ، اسلوب الكتابه بيخلي قراءة الروايه تجري معاك وكانك بتشوف مسلسل او فيلم ، كمان في ابعاد فلسفيه ودراميه واسقاطات تخلي فعلا ان الرواية ليها بعد انساني كبير غير الفكره الحربيه و الدراميه فقط .. انصح بيها اي حد حابب يجرب قراءة نوعيه مختلفة فعليا من الروايات ..