پیکادِلی نام سالن تئاتری در بیروت است که بخشی از هویت این شهر در دورۀ تجدد بهشمار میرود. این سالن در حال نابودی است تا آنکه یک بانوی استاد دانشگاه و فرزندش تصمیم به احیای آن میگیرند. این تصمیم، دشواریها و رنجهایی را فراپیش آنان قرار میدهد. رمان پیانیست پیکادلی نوشتۀ واسینی اَعرَج، نویسندۀ الجزایری ساکن پاریس و استاد زبان عربی در دانشگاه پاریس-۳ (سوربن جدید) شرح این ماجراست. این کتاب روایتی است از تلاشی هنری در دل تاریکی جنگهای داخلی لبنان که میکوشد بهرغم چهرۀ عبوس ویرانی، رهگشای جان اهل هنر و ادبیات باشد. داستان پیکادلیِ بیروت داستان زدودنِ خاکستر خاموشی از رخسار هنر است، و میعاد با نمادِ روبهفراموشی یک شهر زیبا که روزی روزگاری عروس شهرهای خاورمیانه بود.
جامعي وروائي يشغل اليوم منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس، يعتبر أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي على خلاف الجيل التأسيسي الذي سبقه تنتمي أعمال واسيني الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها، اللغة بهذا المعنى، ليست معطى جاهزا ومستقرا ولكنها بحث دائم ومستمر.
إن قوة واسيني التجريبية التجديدية تجلت بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية، فقد حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها ، ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات الأجنبية من بينها : الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، السويدية، الإنجليزية، الدنماركية، الأسبانية، الكردية، والعبرية وغيرها
حصل في سنة ٢٠٠١ على جائزة الرواية الجزائرية على مجمل أعماله، حصل في سنة ٢٠٠٥ على جائزة قطر العالمية للرواية على روايته : سراب الشرق، حصل في سنة ٢٠٠٧ على جائزة الشيخ زايد للآداب، على روايته كتاب الأمير، حصل في سنة ٢٠٠٨ على جائزة الكتاب الذهبي على روايته: أشباح القدس
كتاب تاريخي وقصة حب وحديث بين شخصين وتتواتر الاحداث ويلتقيان اخيرا. الشخص الاول يكتب كتابا عن مسرح البيكاديللي الذي أحترق جزءا منه ولم يعرفوا السبب وترك اكثر من ٢٠ عاما بدون ان يتم اعادة ترميمه! وعازفة بيانو تشترك مع مجموعات طلابية والجامعة الامريكية في بيروت لمحاولة فتح هذا المعلم التاريخي. وفي هذه الاثناء يحدث انفجار المرفأ في بيروت. ابنة عازفة البيانو تعمل في جريدة وتحاول ان تبحث في اسباب الانفجار في المرفأ وفي نفس الوقت يتحدث احد المصابين عن سبب لم يذكره احد عندما احترق البيكاديللي!! ويا للعجب اذ قد يكون أب الصحفية وزوج العازفة هو الفاعل!!
تدخلك القصة في السياسة والحرب والفلسفة والحب وتاريخ الرحبانيين وفيروز وكذلك استُهلكت صفحات عديدة في سرد بعض الاغاني (ربما كان هذا ضروريا لارتباط بيروت بأغاني بعض كبار الفنانين) .
احسست ان الكاتب اراد ان يربط قصة البيكاديللي بقصة المرفأ واستخدم شخصية العازفة ليضيف بعض البهارات على القصة.
كنت افضل لو انه كتب الكتاب كسرد تاريخي! ولكن القراء الاخرين احسوا بأنه ربما سيكون جافًا
اهم ما في الموضوع انه ممتع جدا ( ربما بعض المشاهد الجنسية لا داعي لها ولكن حبكة القصة تستدعي بعض مما ذكر وليس كل ما ذكر) أود ان اذكر هنا ان الكاتب بدا متأثرا بالعديد من القصص والروايات الاخرى كمثال رواية العطر (ولكنه هنا يبحث عن امرأة واحدة بذاك العطر) وروايات عديدة اخرى.
هي ليست رواية عن مكان(مسرح البيكاديلي) فقط هي حنين لبيروت الفن و الحب و الجمال. سطور الرواية تتنفس أحاسيس كاتبها (واسيني الاعرج)الذي يحضر بحبه لفيروز و الرحابنة من خلال حكاية لينا عازفة البيانو و ابنة المعلم جوزيف و بحثها عن رجل شبحي الوجود و حكاية ابنتها ايما الصحفية الباحثة عن الحقيقة و حكاية ماسي دبليو المصور و العاشق للبيكاديلي و الذي هو بالمناسبة الرجل الذي تبحث عن لينا منذ عقود . أحداث الرواية تمتد زمنيا من الحرب الأهلية إلى 2020 مع انفجار مرفأ بيروت في ذهاب و إياب . العمل يقدم تفاصيل موسيقية و ذكريات للحياة البيروتية في نسيج حكائي يمزج بين الخط الحياتي للينا و ابنتها و خط بوليسي للكشف عن من أحرق المسرح في بناء كلاسيكي فيه بداية و ذروة ثم نهاية اتركها للقراء لكي يكتشفوها بأنفسهم. النص كتب بلغة ذات بعد موسيقي مع وجود احالات لجمل و فقرات باللغة الفرنسية التي لم يتم ترجمتها للعربية و هذا فيه ارباك لغير قارئيها . عموما العمل فيه احتفاء و تكريم لبيروت و للفن
رواية عازفة للبيكاديللي للروائي الجزائري الشهير "واسيني الأعرج". هذه التّحفة الثقافيّة تعيد مجد إحدى المعالم البيروتيّة العظيمة ,بيكاديللي الرحابنة و فيروز , و عمر الشريف و أكبر المسرحيّات التّي شهدها الشرق الأوسط... المسرح الّذي حُرِق سنة ال 2000 بحادثٍ غامض إلى يومنا هذا , تكاثرت الأقوال و الأحاجي لكن النّتيجة واحدة , قتل روح الحمراء , المكان الذّي لم تنَل منه الحرب يوماً و لا الطائفيّة , بل كان كلّ من يدخله يتعرّى من عباءة الرواسب الإجتماعيّة البليدة التي عاشها لبنان و ما زال .
يروي الكاتب قسماً لا بأس به من حياة عازفة البيانو لينا , ابنة العازف الأوّل المعلّم جوزيف العاشقة لتفاصيل البيكاديللي , الّذي رسم بداياتها الإبداعيّة , و تفوقها على أبيها في عمرٍ طفوليٍّ صغيرٍ , لينا التّي أبهرت عاصي الرّحباني و الحضور في وصلتها المميّزة .
كبرت لينا و استمرت ذروة البيكاديللي لأعوامٍ و سنواتٍ كثيرةٍ قبل و خلال و ما بعد الحرب الأهليّة , لم يملّ يوماً و لم يخَف صوت الرصاص و لا رائحة الدّم . حتّى حلّت اللّعنة الألفيّة الأولى , بعامها الأوّل , بقضيّة حرق البيكاديللي و اغتيال ذكريات لينا و المتبقي من أحلامها الفنيّة , لتجد نفسها تائهة بين فنادق بيروت تبحث عن عملٍ لها. و في صفحةٍ أخرى من الرّواية نلقي نظرةً على حياة الصحافيّة"إيمّا" ابنة لينا , التّي كانت تزاول مهنتها في جورنال المحقق , تحاول جاهدةً أن تحرّك غموض حادثة الحريق فقد باتت على يقين تامّ أنّه لم يكن وليد الصّدفة , بل نتج عن فعل فاعل لتتقدم بها الأيّام و تشهد الإنفجار الأكبر إطلاقاً , إنفجار 4 آب 2020 بيروشيما . و ماذا عن ماسي دابِليو , المصوّر الشغوف الّذي سعى بالمستحيل ليدخل البيكاديللي , و يصوّر اغتياله الظالم , و ما علاقته ب لينا يا تُرى ؟
خلال رحلتي القصيرة داخل الرّواية , أذكر أنّي نسيت أنّني أقرأ , من شدّة الخيال الّذي رسمه لي الكاتب , الّذي لا شك أنّه أتمّ تحفة خالدة , فقد كنت أسمع صوت فيروز , كنت أرى لمعة الثريّا الكريستال الأفقيّة , و لينا الصّغيرة , و المعلم جوزيف على يمين المسرح ينظر إلى ابنته بيده المكسورة و الكثير الكثير...
أتساءل مع ذاتي , لماذا نحن جيل ال 2000 لا نعرف البيكاديللي ؟ لماذا لم يحدّثونا عنه في المدرسة مثلاً , أو في الجامعة , أليس رمزاً مسرحيّاً كان قلباً لبيروت في يومٍ من الأيام ؟ لماذا لم يُرمَّم و بقي برماده و غباره ؟لماذا لم يطالب أحد به , كالسيّدة "فيروز" مثلاً و عائلة الرحابنة ؟ لا أنتظر جواباً واضحاً فأنا حزينةٌ جدّاً على جيلنا , علينا , و على من سيأتي بعدنا , فقد حُرِمنا من هذا المكان مذ وُلِدنا . عندما التقيت بالروائيّ العربيّ و الأستاذ الكبير "د. واسيني الأعرج" في معرض بيروت الدّولي للكتاب , و قبل أن يوقّع لي الرواية , قال لي :"هل تعرفين أين يقع البيكاديللي يا هدى" , قلت له "لا , لم أسمع به من قبل " , فأجابني:" إنّه هنا في بيروت , في شارع الحمراء"... و أنا عائدة إلى المنزل فكّرت و قلت لأبي:"البيكاديللي يقع في الحمراء , أين ؟ لماذا لم تحكي لي عنه من قبل ؟ لماذا؟" بلهجة عتابٍ شديدٍ , حقّاً حزنت...
نهايةً , شكراً للكاتب الكبير الذّي التفت لهذا المعلم العظيم , فقد جعلني أعيش لحظات ممتعة و ساحرة في البيكاديللي حتّى و لو لم تطأه قدمي من قبل .
يروت الرمزية، المدينة الكوزموبوليت المتعددة ثقافيا وحضاريا، التي احتلت مشهد السبعينيات، انكسرت، وفقدت بعض نسغها، يوم انكسر البيكاديلّي (البيكادللي) وتحول إلى بقايا عظام لزمن انتهى
الرواية تتناول مدينة بيروت، المدينة الجميلة ذات الكوارث المتكررة، التي لا تزال تتعرض للهجمات بطريقة او باخرى لاطفاء شعلتها...لكن كلي امل انها تنهض كما عودتنا من الرماد بالاخص تتناول الرواية مسرح البيكاديللي كرمز لثقافة بيروت و تاريخها الجميل، كيف تطاولت عليه الايدي، و ياخذنا الكاتب في رحلة داخل ذاكرة عازفة البيانو في المسرح وكيف انها (وغيرها) لم تتجاوز ازمة البيكاديللي.. في رمزية واضحة ان بعض الازمات لا يمكن تجاوزها و لو بعد حين
هذه ثاني مرة اقرأ لواسيني الاعرج... واكتشفت اني لا احب اسلوبه الكثير من التكرار لنفس الجمل و نفس الكلام والمعنى، ربما قلت انه يريد ان يرسخ فكرة اهمية المكان في ذاكرة الناس و لكني شعرت بنفس الملل من التكرار عند قراءة العربي الاخير تعيش الكاتبة بذكرى علاقة عابرة قبل اربعين سنة، و هو شيء يبدو مبالغا به و يعود الكاتب للتكرار الى حد الملل في هذا الموضوع و ربما بتفاصيل شوهت رقي القصة - على الاقل بالنسبة لي-
كنت مترددة هل اعطي الرواية نجمة ام اثنتين... في الحقيقة وصفه للمسرح كان جميلا، حتى اني بحثت عن صور حقيقة وكانت كما وصفها و تخيلتها، و الثانية لانه ذكر معلما للاسف لم اكن سمعت به ابد مع اهميته الثقافية.. ولكني و لشديد الاسف لم استمتع بشدة بهذه الرواية
أعادتني هذه الرواية إلى التسعينات عندما كنت طالبة في الجامعة الأميركية… أعادتني إلى نزلة البيكاديلي التي كنت أمر فيها عند ذهابي إلى الجامعة… أعادتني إلى أيام الحرب التي حرقت الكثير من المعالم الثقافية لبيروت لكن بيروت أبت إلا أن تقوم من تحت الردم تنفيذا لطلب ماجدة الرومي : قومي من تحت الردم…. بيروت فيها الكثير من الغرابة .. تحبك تطعنك، تكرهها تتحول إلى قطة عند رجليك، تتحكك بك، إلى أن تراضيها قبل أن تعضك ثانية، في اللحظة القاسية التي لم تكن تنتظرها فيها. هو الإصرار على الحياة. لا شيء آخر. والاقتناع أن هناك شيئا ثمينا يجب ألا يندثر… مسرح البيكاديلي هو جزء من معالم بيروت التي لن تندثر ….
واسيني وان غرد خارج المجتمع الجزائري يبقى مبدع متفرد .. يسقينا مشاعره وهو يروي احداث حساسه اثرت به وبجيل الفتره ذاتها.. عشنا تنشقنا احببنا وتصورنا كل مشهد وتجسدنا فيه.. لكل منا تجربه اوقفنا الزمن عندها .. فهل يجود الزمن ان نعود لها وننطلق عاقدين يدا بيد !!؟
استاذي وكاتبي واسيني الاعرج .. لافض فوك ولا يجف قلمك🤍