أليست الأيديولوجيات هي أصل الداء في زماننا؟ إن الفكر المبدع الخلاّق تخنقه النظريات والمفاهيم الدوغمائية، وتقدم الإنسان تعوقه القواعد التي لا تتغيّر. أحلم بثورة دون أيديولوجيا. لا يكون فيها قدر الإنسان وحقه في الطعام والعمل والحب والحياة خاضعاً للمفاهيم التي تفرضها أيديولوجية ما.. إنه حلم مستحيل. أليس كذلك؟ ليس لدينا حق أكثر استقامة وأكثر ثباتاً من حقنا في الحلم. إنه الحق الوحيد الذي لا يستطيع أي دكتاتور أن يقلص من حجمه أن أن يلغيه.
Jorge Amado was a modernist Brazilian writer. He remains one of the most read and translated Brazilian authors, second only to Paulo Coelho. In his style of fictional novelist, however, there is no parallel in Brazil. His work was further popularized by highly successful film and TV adaptations. He was a member of the Brazilian Academy of Letters from 1961 until his death in 2001. In 1994, his work was recognized with the Camões Prize, the most prestigious award in Portuguese literature. His literary work presents two distinct phases. In the first, there is a clear social critic and political focus, with works such as Captains of the Sands and Sea of Death standing out. In his more mature phase, he adopts an aspect of good-humored and sensual chronicler of his people, abandoning ideological motivations, with works such as Gabriela, Clove and Cinnamon, The Double Death of Quincas Water-Bray and Dona Flor and Her Two Husbands.
4,5* Para o menino grapiúna - arrancado da liberdade das ruas e do campo, das plantações e dos animais, dos coqueirais e dos povoados recém-surgidos -, o internato no colégio dos jesuítas foi o encarceramento, a tentativa de domá-lo, de reduzi-lo, de obrigá-lo a pensar pela cabeça dos outros.
Breves e encantadoras memórias de Jorge Amado descritas nuns quantos episódios empolgantes ou burlescos da sua infância. Foi bom voltar aos coronéis do cacau, aos cabras, aos jagunços e a um sem número de frutas exóticas que povoam também a minha infância de boas telenovelas brasileiras.
Para pensar e agir por minha cabeça, pago um preço muito alto, alvo que sou do patrulhamento de todas as ideologias, de todos os radicalismos ortodoxos. Preço muito alto, ainda assim, barato.
يقول طه حسين في تحفته "الأيام" عن ذكريات طفولته "ولكن ذاكرة الأطفال غريبة ، أو قل إن ذاكرة الإنسان غريبة حين تحاول استعراض حوادث الطفولة ؛ فهي تتمثل بعض هذه الحوادث واضحا جليا كأن لم يمض بينها وبينه من الوقت شيء ، ثم يمحى منها بعضها اﻵخر كأن لم يكن بينها وبينه عهد." مذكرات طفل من حقول الكاكاو، جورجي أمادو صاحب أغرب وأقصر سيرة ذاتية رافضا استكمالها فقال "إذا كتبت مذكراتي، سأفقد أصدقائي لبقية عمري. لدي أصدقاء لا يفكرون بطريقتي، والأمر نفسه في الأدب. هناك كتب أحبها، وهناك كتب أنا معجب بها. يمكن أن أعجب بكتاب ولا أحب، ويحدث أن أحب صديقًا ولا أشاركه طريقة تفكيره."
بسيطة هي هذه السيرة يكتبها الروائي العالمي البرازيلي "جوجي أماود" عن ذكريات طفولته دون أن يتجاوزها فما بعد طفولته تأتي حياة الجماعات الشبابية وتجارب السجن التي بلغت (12) تجربة قاسية. وحياة النفي والطرد من دولة لدولة وهذه لن تجدها بين هذه الصفحات فهو يكتفي بمرحلة عمرية هي الطفولة ويعلق على ذلك في سيرته : “إذا كتبت مذكراتي سأفقد أصدقائي لبقية عمري - كتب السيرة 1986م - لديّ أصدقاء لا يفكرون بطريقتي، والأمر نفسه في الأدب. هنالك كتب أحبها وهناك كتب أنا معجب بها. يمكن أن أعجب بكتاب ولا أحبه، ويحدث أن أحب صديقًا دون أن أشاركه طريقة تفكيره".
إنه جورجي أمادو الذي تخبرنا كل رواياته وفق ماقال : ماذا كُنت سأصبح لو لم أكن روائيا للبغايا والمتشردين؟..
بعيون الطفل الذي سمع مئات الحكايا فكون نسخته السردية الخاصة به؛ يحكي لنا أمادو طفولته في حقول الكاكاو، أرض الصراعات الدامية والأوبئة القاتلة. عرف الموت وسار جنبا إلى جنب معه. إن لطفولتنا تأثير عظيم علينا، فالموت الذي صاحبه أمادو في صغره انعكس على أعماله، فأصبحت أعماله الروائية لا تخلو من موضوع الموت. أمادو هو صوت المحرومين، النساء المنبوذات، المشردين، أو البقايا الآدمية كما وصفهم البعض "في الأدب وفي الحياة أشعر بي دائما أبعد عن القادة وعن الأبطال، أقرب إلى أولئك الذين ترفضهم وتحاكمهم الأنظمة والمجتمعات."
"ماذا كنت سأصبح لو لم أكن روائياً للبغايا والمتشردين؟"
في صفحات قليلة وفقيرة يكتب جورج أمادو الروائي البرازيلي العملاق عن طفولته، عن ذكريات الأراضي الموحشة والتي تستوطنها الحمى والأفاعي وقطاع الطرق، كتاب صغير جداً، تمنيت لو أن أمادو كتب عن نفسه أكثر، لو أنه مدد تجربته وحياته على مئات الصفحات.
بعيدا عن الإطناب والثرثرة الفارغة في سرد السيرة الذاتية .. يستعرض امادو بعضا من طفولته في شكل قصص واحداث متقطعة من أيام رسخت في ذاكرته .. وبلغة شاعرية نقلتنا الى حقول الكاكاو والى شواطئ بونتال.
إدواردو جاليانو، يقول في رسالة لروائي انجليزي اسمه سدريك بلفريج:" أشعر بالفخر لأنني ولدت في أمريكا اللاتينية. في هذا البراز"
ماركيزأيضًا يقول: " هذا قدرنا وليس لنا خلاص، نحن قارة خلقت من نفايات العالم أجمع بلا لحظة حب. أبناء الاختطاف والاغتصاب والتعذيب و الخداع. قارة الأعداء ضد الأعداء."
هذا أيضًا ما ذهب إليه جورج أمادو_ صاحب ( حرب القديسين ، تيريزا باتيستا) ، الذي نقل مع ماشادو دي أسيس الأدب البرازيلي إلي العالمية _ تتصدر أعماله الروائية موضوعا الحب و الموت . شكلت طفولته أراضي اُغتصبت ، رجال مدججون دومًا بالأسلحة ، في عالم بدائي حيث تسود الأفاعي و الدم و الطاعون ،
يقول أمادو : " ماذا كنت لأصبح لو لم أكن روائيًا للبغايا و المشردين ؟ إذا كان في ما أكتبه مسحة من جمال فمصدره هؤلاء المحرومين وتلك النساء اللائي يحملن علامة الحديد الأحمر ، و اللائي كن علي حافة الهلاك في أقصي درجات الاهمال . في الأدب و الحياة أشعر بي دائمًا أبعد عن القادة و عن الأبطال ، أقرب إلي أولئك الذين ترفضهم و تحاكمهم الأنظمة و المجتمعات "
"تولد الانسانية من الذين لا يملكون جاذبية خاصة ، و من الذين لا يملكون ذرة نفوذ ."
لم أكن متحمس لقراءة سيرة أمادو ، و خصوصًا أنها سيرته ما قبل الجامعية ، لكن أكثر ما أعجبني ، أنه اختصر بلا رحمة .
Como Moacyr Scliar menciona no posfácio, “o menino grapiúna mostra o início de uma trajetória literária que marcou o nosso país e o nosso mundo” e assim o é, pois, a obra mencionada é como uma breve cronologia de formação de Jorge Amado. Na qual o escritor narra partes de sua infância que foram basilares para explicar os temas que abordava em seus romances, bem como o porquê de estar mais próximo dos vagabundos, dos trabalhadores, dos boêmios, das prostitutas, dos jagunços e dos coronéis, do que dos heróis.
Nesse segmento, o escritor conta fatos da infância: desde uma emboscada para o pai coronel, sua fuga do internato, as epidemias, as execuções sumárias, o encantamento com o tio e outras mais passagens que acabam por corroborar a fala do escritor quando diz que, “temas permanentes, o amor e a morte estão no centro de toda minha obra de romancista”. Foi uma boa leitura para mim.
خسارة كبيرة ان الكاتب لم يكمل مذكراته. فهي رائعة وفي نفس الوقت محزنة. لا اصدق ان كل بلد في العالم قد حدث له نفس المآسي التي حصلت للكاتب. ولكن تعجبي اجيب عنه وبسرعة فبلد الكاكاو لابد ان تنتهك وعلى الخصوص ان المزارعين لا يجنون ما يجنيه التجار الجشعين بعد بيع هذه الفاكهة الجميلة الى مختلف البقاع.
والجدري وما ادراك ما الجدري فقد عانت منه معظم بقاع الارض. وحتى البحرين (والدي رحمة الله عليه فقد عينه بسبب الجدري وعمتي تنقط وجهها بسببه) وبالطبع لم نجد له علاجا الا بعد وقت طويل. مما يحيرني كيف وجدنا التحصين للكورونا بعد وقت قصير من حدوث الجائحة ؟
اتمنى لو اقرأ كتب هذا الكاتب كلها. كلامه منعش
اقتباسات: تولد الانسانية من الدين لا يملكون جاذبية خاصة ، ومن الذين لا يملكون ذرة نفوذ، هل ستعجب بنابوليون او نحبه اذا نحن تذكرنا باستور وشارعي شابلن؟
في مدرسة اليسوعيين دلني الراهب المارق الاب كابرال على "رحلات غاليفر " وعلى سبيل الحرية. فتحت لي الكتب افاقا في سجني. وكان مروق الاب كابرال محدودا جدا، لانه لم يكن مارقا سوى فيما يتعلق بمناهج تدريس مناهج اللغة البرتغالية المستعملة
أليست الايديولوجيات هي اصل الداء في زماننا؟ ان الفكر المبدع الخلاق تخنقة النظريات والمفاهيم الدوغمائية ، وتقدم الانسان تعوقه القوانين التي لا تتغير. احلم بثورة دون ايديولوجيا، لا يكون فيها قدر الانسان وحقه في الطعام والعمل والحب والحياة خاضعا للمفاهيم التي تفرضها ايديولوجية ما ؟ إنه حلم مستحيل اليس كذلك؟ ليس لدينا حق أكثر استقامة وأكثر ثباتا من حقنا في الحلم.
توقعت شيئاً آخر تماماً… بعضاً من الحيوية التي تميز الأدب اللاتيني ربما، أو شيئًا ما لا أذكره الآن مثل الذي جعل "ميتتان لرجل واحد" كتاب مميز… شيءٌ ما في الكتاب جعله مفككاً، غير مترابط، لا أدري ولكن ربما لأني اعتدت على "البهرجة" و"السرعة" اللاتينية بدا لي هذا الكتاب بطيئًا ومملاً.
كمذكرات، لا بأس به، رغم أنه لم يترك انطباعاً قوياً أو يعجبني كثيرًا، ولكن أعجبني في النهاية تشجيع المعلم له على الكتابة، وبشكل عام أعطانا الكتاب لمحة عن وضع البرازيل السياسي والاجتماعي ووو..
أحلم بثورة دون أيدولوجيا..حيث لا يكون قدر الإنسان وحقه في الطعام و العمل والحب والحياة خاضعا للمفاهيم التي تفرضها أيدولوجيا ما.. انه حلم مستحيل ..أليس كذلك؟!! ليس لدينا حق أكثر استقامة وأكثر ثباتا من حقنا في الحلم.انه الحق الوحيد الذي لا يستطيع أي دكتاتور أن يقلص من حجمه أو أن يلغيه.. جورجي آمادو...روائي البرازيل الأعظم
إذا كتبت مذكراتي، سأفقد أصدقائي لبقية عمري. لدي أصدقاء لا يفكرون بطريقتي، والأمر نفسه في الأدب. هناك كتب أحبها، وهناك كتب أنا معجب بها. يمكن أن أعجب بكتاب ولا أحب، ويحدث أن أحب صديقًا ولا أشاركه طريقة تفكيره.
مذكرات طفولة جورج أمادو، كاتب البغايا والمشردين..
مذكرات بسيطة، في عدد وريقات قليل جدا يكتب فيها عن الحب والموت.
Una breve autobiografia dei primi anni di vita di Amado, in cui parla degli spostamenti, dei personaggi che lo hanno segnato e degli avvenimenti che lo hanno portato a diventare lo scrittore di puttane e vagabondi.
Nella mia infanzia e adolescenza, le case delle donne di vita, in paesi e villaggi, in piccole città, nei sobborghi di Bahia, hanno significato calore, protezione e allegria. In certo qual modo, in esse sono cresciuto e sono stato educato, parte fondamentale delle mie università.
L’infanzia di Amado condensata in un brevissimo racconto. E così comprendiamo le fondamenta del pensiero e della scrittura del grande scrittore brasiliano. Un’infanzia di miseria, di continui pericoli mortali da affrontare provenienti dalla natura selvaggia che viene conquistata dai fazendeiros per destinarla alla coltivazione del cacao, della lotta per la sopravvivenza contro minacciosi jagunços che rubano con la violenza ciò che ci si era conquistati pacificamente, un’infanzia fatta anche di giochi su spiagge inondate di sole e di vento, tra distese di palme da cocco, e colma di tenerezze materne ricevute dalle “donne perdute”, le prostitute con le quali il bambino Jorge Amado veniva lasciato dagli adulti, dediti ai loro piaceri. “Che altro sono stato se non uno scrittore di puttane e vagabondi? Se qualcosa di bello c’è in quello che ho scritto, proviene da questi diseredati, da queste donne segnate da un marchio di fuoco, da coloro che sono sull’orlo della morte, sull’ultimo gradino dell’abbandono. Nella letteratura e nella vita, mi sento sempre più lontano dai capi e dagli eroi, più vicino a coloro che tutti i regimi e tutte le società disprezzano, respingono e condannano”.
صفحات قليلة حملت بين طياتها ذكريات امادو الطفل بعضها جاءت ناصعة واضحة ونقية اما بعضها الاخر جاء مقتضب كانه يحاول ان يتذكر لا ألومه كونها جاءت من ذاكرة سحيقة
لم اقرا اي رواية لامادو لحد الان الا انه اشار بان الموت والحب هما الموضوعان الذي ابدع فيهما رواياته ويعزي ذلك بانه طبيعي ان تدور مواضيعه عنهما فقد شهد في طفولته كيف للارض ان تغتصب وسمع صوت الاسلحة ورأي الموت بأم عينيه في اكثر من صورة من أوبئه وامراض وقتل اما بخصوص الحب فقد استشعره في احضان الفتيات في الحانات بكل عطف وحنان مما اثر فيه
من ابزر الجمل التي مرت علي قوله بان الشخصيات الروائية مصدرها شخصيات حقيقية تطبع الكاتب وتشكل جزءا من تجربته الذاتية لذلك تحدث عن بعض الشخصيات والفئات التي عاصرها في طفولته وصباه وأثرت فيه
اخيرا بشكل عام الكتاب يستحق نجمتين الا انني اضفت الثالثة لانها عرفتني على امادو اختم مراجعتي باحدى عباراته ليس لدينا حق أكثر استقامة وأكثر ثباتاً من حقنا في الحلم. إنه الحق الوحيد الذي لا يستطيع أي دكتاتور أن يقلص من حجمه أن أن يلغيه
جورج امادو الذي يعيش بحاول الكاكاو في البرازيل و يعيش طفلة ما بين الحالة المتوسطة و الفقيرة و الذي يعيش وسط الصراعات و الحروب المشتعلة في منطقته.. يحكي لنا بعض من طفولته و كيف تعلم لعبة الورق و قصته مع الفرس و هو ابن سنة من العمر و ايضا لتعرضه لمرض الجدري الذي كان يحصد الأرواح في تلك الحقبة حيث لا دواء له غير حقنة لا تقي من المرض و لا الموت الذي ينتظرهم .. و لقد تأثرت كتابتها بموضوعيا الحرب و الموت و انه ينتمي إلى الفقراء و المتشردين و يعيش بينهم خصوص بعد هروبه من المدرسة بعمر ١٣ سنة ... تحدث عن عمه الذي تعلم على يديه القمار و مهارات النصب و الاحتيال و كيفة تحقيق الفوز ... يتحدث عن الدروس التي تلقاها في المدرسة و أهمها الفلسفة و تاريخ البرتغال...
اكثر شئ لفت نظري فى هذا العمل هو أولا : أنه حقا الايديولوجيا هى الداء الحقيقى فى هذا الزمن ؟ ثانيا : تركيز الكاتب على أنه على الرغم من تنوع المصادر التى تحس على جعل الإنسان مبدع فى الكتابة أو فى فن ما إلا أنه ينبغي أن يكون هناك نافذة خاصة به يستنشق من خلالها سحره الخاص وقدرته على الارتجال . عمل رائع امنحه أربعة نجوم من أصل خمسة. My review.
"Não possuímos direito maior e mais inalienável do que o direito ao sonho." Jorge Amado é gigante e as lembranças aqui escritas são como crônicas. Ele com certeza é um marco na cultura nordestina e o livro, apesar de curto, não deixou de trazer toda essa vivência.
اذا كتبت مذكراتي سأفقد اصدقائي لبقية عمري، لدي أصدقاء لايفكرون بطريقتي والأمر نفسه في الأدب. هناك كتب أحبها وهناك كتب أعجب بها. يمكن أن أعجب بكتاب ولا أحبه، ويحدث أن أحب صديقاً دون أن أشاطره طريقة تفكيره.
Vim à Bahia, justamente para a região do cacau, relutei em trazer um livro de Jorge Amado, li um outro livro dele recentemente e há outras coisas que gostaria de ler agora.
Por coincidência havia esse livro na pousada que trata da infância do escritor vivida justamente alguns quilômetros ao sul de onde estou e o charme foi irresistível, não consegui largar.
A figura de Jorge Amado segue pra mim sendo indissociável do estado da Bahia que tanto amo.
ماذا كنت سأصبح لو لم أكن روائيا للبغايا و المتشردين ؟
عندما كتب جورج امادو سيرته الذاتية إختار ألا تتجاوز هته السيرة مرحلة الطفولة . مقدما لنا حياة كاتب في طفولته، وكيف كان لها الأثر الكبير في سيرته الكتابية التي تعني حياته كلها . تعليقاً على هذه السيرة كتب أحد النقاد الفرنسيين مقالاً في «نوفيل أوبزرفاتور» في 11 يوليو سنة 1996 يقول فيه: «إن جورج لم يكتب سيرته الذاتية، بقدر ما سرد سيرة بلاده ، وكشف الأوجه الحسية والألوان المتباينة للناس والطبيعة في البرازيل، وخاصة باهيا أرض الكاكاو التي تنام في أحضان البحر».
ولدت سنة 1912 في ضيعة الكاكاو المسماة أوريسيدا . كان والدي قد غادر مدينة إيستانيا منذ مراهقته. كانت إيستانيا مدينة متحضرة تعيش فترات تدهور جلي . ذهب والدي ليغامر في تقليب الأرض بجنوب باهيا، وليزرع مع آخرين ساهموا في ملحمة الكاكاو الطويلة، وأسسوا حضارته، ثم كونوا فيه جنس الغرابيونا . على بعد كيلومترات من فيراداس وعلى حدود إلهوس وإينابونا حيث توجد اليوم جامعة تضم آلاف الطلبة في ذلك الوقت، كانت والدتي تضع البندقية تحت الوسادة وتنام .
تتصدر أعمالي الروائية موضوعنا الحب والموت . وهي ملاحظة أوردها إيليا إيهنبورغ في مقدمة الطبعة الروسية لرواية بقاع في أقصى العالم» و كررها عدد من النقاد . نجد تبريرها وجذورها في طفولتي الأولى . طفولة شكلتها أراضي اغتصبت، ورجال مدججون دوما بالأسلحة في عالم بدائي حيث تسود الأوبئة و الطاعون والأفاعي والدم والصليب على امتداد الطرقات، وهو أيضا عالم البحر ونسائمه والشطئان والأنغام والجميلات . بين بونتال وبيرانجي أحسست بالحب ولامست الموت . كانت حياة الطفل كثيفة و دافئة .
في طفولتي و صبای کانت بيوت نساء الهوى في الحواري والقرى و أزقة باهيا تعني الكثير من الدفء والحنان والمرح. هناك كبرت بشكل من الأشكال . هناك تعلمت وثمة جزء بالغ الأهمية من . . لم يكن البيت مثل مبغى . إنها كلمة لا يحق لنا أن نطلقها على أماكن حافلة بالألفة والبساطة، حيث لمست حدود البؤس ولمست القيمة الإنسانية في أقصى تجلياتها . في المزرعة ، وقت الاستحمام، كانت ماروكاس الفتاة العانس المخلصة والتي تعاني من حرمان كبير تتأمل عضو الطفل . تقترب منه بوجهها وتتنهد . كانت أول من لمس الطفل . وفي بيوت النساء کان آرجميرو أو هونوریو . لم يبد قط من إحداهن أي سلوك خال من الحنان و الأمومة .
نساء ضائعات . هكذا كن يوصفن . بقايا آدمية . بالنسبة لي ومنذ البدء كن عطوفات ، ثم صديقات ، ثم عاشقات حافلات بالخجل واللوعة . كن يهدهدن أحلامي ويحمين تطلعاتي المتمردة ، وكن يمنحنني ما أحتاجه لمقاومة الألم والوحدة . كن محرومات من كل الحقوق ، ترفضهن كل المجتمعات ، تطاردهن، تخدعهن ، تحط من قيمتهن ؛ ومع ذلك كن يفضن حنانا ويتوفرن على طاقة من الحب لا تنضب .
إذا كان في ما أكتبه مسحة من جمال فمصدره هؤلاء المحرومين وتلك النساء اللاتي يحملن علامة الحديد الأحمر ، واللائي كن على حافة الهلاك في أقصى درجات الإهمال .
أما المتشردون فقد مثلوا بدورهم جزءا من حياتي اليومية ومن عالمي . بدأت معاشرتهم و أنا في سن الثالثة عشرة . كنت قد هربت من المدرسة الداخلية لدى الرهبان وعبرت البيرتاو نحو سرجیب حيث يوجد بيت جدي . ثم أصبحت صديقا لعدد كبير منهم خلال مراهقتي في مدينتي سالفادور وباهيا
کنت صديقا للمتشردين وللبحارة ، لعمال المعارض ، الراقصي الكابويرا ، للباعة وللمهرجين .. بل كنت أكثر من ذلك : كنت واحدا منهم. في منطقة غرابيونا لم يكن ثمة مكان للمتسكعين، وكان العمل شاقة والصراع على أشده . عرفت وعاشرت مغامرين من كل الأصناف. كانوا يأتون إلى حقول الكاكاو بحثا عن المال السهل . وكانوا يضفون على أنفسهم كثيرة من الصفات ليتمكنوا من خداع الكولونيلات السذج .. إلا أن الكولونيلات لم يكونوا سذجا. كانوا يمسكون أوراق البوكر كما المسدسات والبنادق . كثير من هؤلاء المغامرين لقوا حتفهم في ملاهي إيلهوس ، وإيتابونا، وفي بيوت القمار باغوا بريتا وبير انجي .. وآخرون استطاعوا أن يتأقلموا مع عادات المنطقة فسكنوها وأسسوا فيها مزارعهم .. .
بين المحاربين والمغامرين والمقامرين كبر الصبي وتعلم القراءة قبل أن يذهب إلى المدرسة وعلى صفحات جريدة «المساء» عندما كان في بونتال . تعلم قواعد البوكر عندما كان يجلس خلف عمه آلفارو أمادو بفندق كويلو ويتابع اللعب والمزايدات . كان يخمن لعب كل واحد. وكان خداع الآخر قاعدة من قواعد اللعبة . في القرية كانوا يلعبون ثلاثي إيتابونا، والثنائي والأول أو الملك، ثم ثلاثي بيرانجي المكون من ثلاث ورقات متتالية ومن لون واحد. إلا أن الكسب كان صعبا في المزايدات الخطيرة . إذا أردت أن تخادع الكولونيلات الأغنياء فعليك أن تكون داهية من طراز خاص .
قضيت أمسيات بكاملها أتتبع اللعب . وحتى اليوم لا أستطيع أن أفهم لماذا لم يقم أحد من هؤلاء الرجال بطرد ذلك الطفل الفضولي والمشاغب الذي كان مفتونة باللعبة . كان العم آلفارو پربت على رأسي ويغمز بعينه .
في الأدب وفي الحياة أشعر بي دائما أبعد عن القادة وعن الأبطال، أقرب إلى أولئك الذين ترفضهم وتحاكمهم الأنظمة والمجتمعات .
إن القادة والأبطال فارغون . بلداء . مستبدون . غير محبوبين و أشرار . يكذبون حين يدعون أنهم يتكلمون باسم الشعب، لأن الراية التي يحملونها هي راية الموت .
من أجل بقائهم يمارسون القمع و العنف . وكيفما كان موقعهم، في أي نظام أو أي مجتمع، فإنهم يطالبون بالطاعة وعبادة الشخصية . لا يستطيعون أن يتحملوا الحرية ولا الإبداع ولا الحلم . إن الفرد يرعبهم . يضعون أنفسهم فوق الشعب ويشيدون عالما حزينا رديئا . لقد كانوا دائما هكذا . فمن يستطيع أن يميز البطل من القاتل والقائد من الطاغية ؟
تولد الإنسانية من الذين لا يملكون جاذبية خاصة، ومن الذين لا يملكون ذرة نفوذ . هل سنعجب بنابليون أو نحبه إذا نحن تذكرنا باستور و شابلن؟!
بالنسبة للطفل الذي اعتاد على الحرية في الأزقة والحقول والمزارع، وعلى الحيوانات وأشجار الكاكاو و على الأحياء الجديدة ، كانت المدرسة الداخلية عند اليسوعيين سجنا حقيقيا وكانت محاولة لترويضه وإرغامه على التفكير بأدمغة الآخرين . لم يكن والده يرغب سوى في تعليم ابنه في أحسن المدارس وأشهرها . لم يكن يعلم أنه كان يمارس عنفا شديدا و من نوع خاص على ابنه .
سأعاني من هذا الإحساس بالاختناق والإكراه أكثر من مرة في حياتي . كنت أرغب في خدمة القضايا النبيلة والعادلة . الشيء الذي جعلني أقبل مهامة لا تروقني . مثلا كنت نائبا فيدراليا لسنتين . لم أكن قط أتمتع بموهبة البرلماني ولا بالرغبة في عمل من هذا النوع . ولنفس الأسباب، وفي ظروف معينة، وافقت على أفکار ونظریات لم تكن أفكاري ولا نظرياتي . کنت أفكر بأدمغة الآخرين .
علمتني التجارب القاسية الطويلة على مدى السنين أهمية أن تفكر أنت بدماغك . ولكي أفكر أنا وأتصرف حسب ما أراه أنا أديت الثمن باهظا . وأصبحت مستهدفا من طرف كل الدوريات والأيديولوجيات والأورثوذوكسبات الجذرية . أديت الثمن باهظا ولكنه مع ذلك كان ثمن بخسا .
أليست الأيديولوجيات هي أصل الداء في زماننا ؟
إن الفكر المبدع الخلاق تخنقه النظريات والمفاهيم الدوغمائية، وتقدم الإنسان تعوقه القواعد التي لا تتغير
أحلم بثورة دون أيديولوجيا . لا يكون فيها قدر الإنسان وحقه في الطعام والعمل والحب والحياة خاضعا للمفاهيم التي تفرضها أيديولوجية ما ..
إنه حلم مستحيل. أليس كذلك ؟
ليس لدينا حق أكثر استقامة وأكثر ثباتا من حقنا في الحلم . إنه الحق الوحيد الذي لا يستطيع أي دکتاتور أن يقلص من حجمه أو أن يلغيه .
أنقذني البحر. بحر إيليوس وشاطئ بونتال . أنقذني هدوء الماء وأنقذتني العواصف من حصار المدرسة الداخلية .