يقع هذا الكتاب خارج التجنيس، لم أعثر على صفة تناسبه، ولم أجد كتاباً عربياً يعتمد الكولاج كما هو الحال مع اللوحة أو المنحوتة.
لا أدري إن كان كتابي هذا أقرب إلى روح السيرة منه إلى جسد الرواية، لكنه يقترب منهما على استحياء، فهو مزيج من مذكرات مكتوبة وذكريات ما تزال وراء قحف الجمجمة، إلى جانب الذاكرة التي ساعدتني على تأليفه، مع أنني أقول:
هي فكرة خطفت مثل نيزك ذات ليل، أن أجمع بعض النصوص وأربطها بما جرى في حياتي، زائداً ما أملكه من معلومات عن أدباء العراق وما حل بهم من هجرة وموت وشتات وأسرار. الكتاب حزمة حقائق عن زمن أسود ما كان من أحد يصدِّق يوماً بأنه سينطمر ويمضي إلى الجحيم بعد أن تحرّرنا منه.
شيء واحد فعلته مرغماً، هو اسمي الذي تغيّر وصار عمّار جَواس البدري، لئلا يتكرّر عبد الستار ناصر بين السطور، فيزعجكم.
منذ الثالث والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 1999 حتى الثالث والعشرين من شباط (فبراير) 2007 نشرتُ عشرين كتاباً في الرواية والقصة القصيرة والنقد والمسرح، بينما كتابي هذا وحده الذي لا أعرف ماذا سيقال عنه، فهو دون هوية معقولة وبلا نسب أو أب أو عائلة أو عشيرة.
كونوا أنتم عشيرته إن شئتم، والمهم هو أنه جاء إلى الدنيا بعد ولادة عسيرة، وليس من الرحمة أن يعود إلى الرحم.
قاص وكاتب عراقي ولد عبد الستار ناصر جدوع الزوبعي في السابع من يونيو سنة 1947 عين عبد الستار ناصر في وظائف عديدة منها مدير تحرير (مجلة التراث الشعبي) البغدادية. بدأ الكتابة مبكراً: أصدر العديد من كتب القصة والرواية والنقد.
الجزء الأول من ثلاثية "الهجرة نحو الأمس" للكاتب العراقي عبد الستار ناصر سيرة أدبية وحياتية .. وذاكرة مُثقلة بالفقد والحزن ملامح من حياته وفكره وأعماله وحديث عن الأدب والكتابة والإبداع وذكريات عن أصدقاؤه وأحباؤه ما بين الوطن والمنفى والموت حالة من المكاشفة عمّا مر بالعمر من أحداث وتجارب وشخصيات
مواضيع الكتاب أشبه بمقالات منفصلة،يتحدث فيها الكاتب عن علاقاته بالأدب من جهة وبالأدباء العراقين الذين عاصرهم من جهة أخرى لم يستهويني الكتاب ربما لأنه يتطلب معرفة مسبقة بمن تحدث عنهم الكاتب. في نهاية الكتاب يستحضر الكاتب أسماء اصدقائه الأدباء الذين رحلوا عن الحياة،والغريب أن غالبيتهم تمت تصفيتهم لأسباب سياسية.
المشكلة لم تعد أمام خارطة الوطن الذي نحب المشكلة ياصديقي في نفوسنا التي حطمتها حفنة من البشر لاعلاقة لهم بروح الإنسانية على الرغم من أنهم يشبهون(الإنسان) ولهم انف وفم ولسان وعينان كما البشر لكنهم خارج قانون الإحساس وخارج بيت المشاعر وأفضل من فيهم تخرج بامتياز من المجزرة.
يجمع عبد الستار ناصر اوراق ايامة المثقلة بالعذابات في سيرة ذاتية مشوقة احببتها كثيرا كانت تستعرض حياة المبدعين في زمن دكتاتور العراق المقبور وكيف كانت السلطة تفرض هيمنتها لقتل وتدمير المبدعين