لمحت بريقاً متقداً يطل من فسحة عيني زياد، قائلاً بمرحة المعتاد: "اسمعي، أريد أن أراك في الخمار الأسود!!". ضحكت معلقة: هل تفكر في تنقيبي من رأسي إلى أخمصي قدمي، وضمي إلى واحدة من الجماعات الإسلامية المتطرفة؟!" "بل أريد اختراق الأزمنة الغادرة التي تحول بيني وبينك، أمحو من خلالك كل المؤامرات التي حيكت لتفريقنا، كسر القيود التي تعزل روحينا، هناك قصيدة جميلة قرأتها ورست في ذاكرتي لشاعر عربي من مكة، ذكرها الأصفهاني في كتابه الأغاني يقول مطلعها.. (قل للمليحة في الخمار الأسود/ماذا فعلت بناسك متعبد؟) آه يا سارة!! أنا العبد الفقير الهائم في محراب حبك. مولاتي شهرزاد، هل تقبلين بي عاشقاً؟ هل توافقين سيدتي أن يحبك رجل لا يملك سوى قلب مكسور وسائح على باب الله أمنيته أن تكوني وطنه الصغير؟!". يومها غمرتني الفرحة، انعكست آثارها على صفحة وجهي، حضرتني عبارات ربييكا (لا تكترثي بعادات التخلف التي جاء منها والدك. لا تفسحي أمامها المجال لتهزم حبك
سيقان ملتوية النوع : رواية المؤلف زينب حفني الطبعة الأولى : 2008 الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر التقييم : نجمتين
رواية تقليدية عن المهاجرين في بلاد الغربة وعن رغبة ذويهم بأن يحتفظ الأبناء بتقاليد بلادهم الأصلية . وهذا الأمر لايقتصر فقط على العرب.
كل ما في الرواية متعارف عليه، عبث الطلاب مع نساء تلك البلاد دون مسؤلية. الشخصيات الضعيفة لهم امام الأهل والرضوخ لأوامرهم دون اخذ قرارات مصيرية بأنفسهم.
المجتمع السعودي وسطوة هيئة الأمر بالمعروف، الشعور بالإختناق بالنسبة للنساء . المغامرات الفاسدة للشباب من الجنسين بسبب الكبت الشديد.
الكاتبة لها آراء قبيحة عن الدين إنه تكرهه وكل مشاكل ابطال الرواية بسببه وحتى عندما تتكلم سارة البطلة محاولة ان تدافع عنه قليلا - كون من بيدهم امره لم يفهموا اياته وتشريعاته جيدا- إلا إنها تقتنع كما يبدو بكلام ربيكا عن كونه تخلف. تم وصف العالم العربي وكذلك الإسلامي بمتخلف في الرواية. الدين لم يكن متخلف يوما ولكن المجتمع بلى فيه تخلف.
الذين يعيشون بالغربة يمتلكون حرية وانفتاح اكثر عن مافي بلادهم. عادة تكون شخصياتهم قوية وحقوقهم محفوظة لهذا يشعرون بالأمان. لهذا استغربت من كون سارة فتاة رخيصة . ببساطة عاشت في احضان رجلين في مرحلتين عمريتين مختلفتين. حقا هي فتاة بلا دين.سمعنا عن فتيات مغتربات ولكنهن لسن بهذا الضعف والحمق والإنحلال. هذه ليست حرية.
في البداية ظننت ان الأب مخطىء لأنه صفع ابنته دون ان يتفاهم معها ويسمع ما تريد قوله واين كانت. ولازلت لأ اتوافق مع فعله. ولكن سارة شخصية قبيحة لم تحاول التفاهم مع عائلتها عن حبها. فقط هربت وقامت بما تريد . لم تواجه وتقنع وتحاول. بل سببت الأذى والقلق لعائلة بأكملها لأجل سعادتها هي . وفقط هي . ولم تبني سعادة لها ولمن حولها بالمواجهة حتى ولو كانت عسيرة مريرة.
اعطيتها نجمة لأستخدامها لمفردات جميلة وغير اعتيادية وكذلك لقدرتها على تجسيد المشاعر ببراعة. النجمة الثانية لأنها تتكلم في مواضيع مجتمعية جريئة وإن كنت اخالفها الرأي في كثير من الأمور.
رواية من خمسة فصول تتمحور حول سارة، إبنة رجل الأعمال السعودي مساعد القاطن في لندن. نتعرّف إلى صديقتها ربيكا وتتشعّب الحكايات ومركزها لندن نحو العراق والسعودية وفلسطين حيث لكلًّ من هذه البلدان همّها وصراعها ووجعها.
رواية تتناول قضايا الهجرة والحرب والعائلة وحقوق المرأة والزواج والوطن في قالبٍ جدّيّ واضح ممتع وممنهج، دون مأساوية أو انفعال مفرط. لذا تُقرأ سريعًا كحكايةٍ أو فيلمٍ سلس.
أعجبني أسلوب الكاتبة بتقسيم الرواية والأحداث وفي الحوارات. كما تخلّل الرواية العديد من الاقتباسات التي أعجبتني، ومنها:
'أحيانًا يغفو حبّ في قلوبنا، إلى أن تقع زوابع وعواصف تهدّد وجوده، ويتسلّل لأعماقنا شعور غامض بأنّ هناك من يفكّر بنزعه من أيدينا، لحظتها قد نهبّ بحماسة لنجدته."
"القلب مثل الصندوق، إذا امتلأ بالقذارة فلن يكون فيه متّسع لأشياء أخرى."
"الأوطان لا تُورَّث. هي مثل نبتة الصبّار الصحراويّة.. تربو في دواخلنا ونعشقها دون أن تُرغمنا على حبّها."
"ليس سهلًا أن تنبش قبرًا قديمًا، لتستخرج رفات ذكرى أليمة واريتها بيديك تحت التراب."
تقييمي (2.5/5). بشكل عام العمل جيد لكن لا جديد فيه. حيث يتطرق لموضوع حريات النساء المقيدة في المجتمع السعودي والخلاص الذي يجدنه في المجتمعات الأوروبية التي تبعدهن عن سيطرة وتحكم الرجال. لا أقصد أن هذه المواضيع غير مهمة، لكنها مطروقة ومطروحة جداً، ولذلك لم يقدم لي هذا العمل أي جديد!
بأسلوب سهل وشجاع، تعالج الكاتبة "زينب حفني" قضايا متعدّدة، كاشفةً السّتار عن أفكار جدليّة، عبر شخصيّتها الرّئيسة سارة. تلك الصّبيّة الّتي تتحدّى مجتمعها وعائلتها لتكون مع مَن تحبّ.
تعكس الرّواية صراعاتٍ معروفةٍ ما بين الأهل والأبناء، ما بين فكرة الهجرة وما تحمله من انفتاحٍ وأفكار عصريّة من جهة، وقكرة التّمسّك بالتّقاليد والعادات من جهة أخرى. نرافق "سارة" في هذا الكتاب، لنرى مَن الّذي سينتصر في حياتها، وكيف سينتهي الصّراع.
"لكن أحيانًا يغفو حبٌّ في قلوبنا، إلى أن تقع زوابع وعواصف تهدّد وجوده، فيتسلّل لأعماقنا شعور غامض بأنّ هناك من يفكّر بنزعه من أيدينا، لحظتها قد نهبُّ بحماسة لنجدته."
رواية تتحدث عن الغربة، الابتعاد عن الأوطان، وكيف للغربة أن تكون وأنت في وطنك عائداً إليه لتزوره وبعد انقضاء المدة تعود فيها إلى الاغتراب الذي تشعر بأن الأرض تلك أصبحت موطنك. رواية جميلة وخفيفة، هدفها واضح وهي عن بعض البلدان العربية وكيف أنها لا تعطي من يسكن أراضيها حقهم بمن فيهم مواطنيها ولذلك يلجأون إلى الاغتراب، أبطال الرواية من تلك البلدان كالسعودية والعراق وفلسطين وغيرها. أحببت الرواية وأحببت أجوائها وأجواء لندن، أسلوب الكاتبة كان سهلاً وخفيفاً.
إزدحم عقلي بالكثير من الأفكار بعد أن أنتهيت من قراءة هذه الرواية القصيرة للكاتبة السعودية زينب الحفني . أول ما خطر ببالي كان قصص الكثير من الفتيات اللاتي عرفتهن عن كثب أو سمعت بقصصهن في يوم ما ، قصص لفتيات يتحدين عوائلهن أو مجتمعاتهن للإقتران بمن يقعن في حبه ، وغالباً ما يكون هذا الشخص مختلف عن الفتيات إما في الجنسية أو الديانة أو حتى المستوى الإجتماعي أو الثقافي وأحياناً المادي في بعض المجتمعات وكل ذلك يندرج في بعض المجتمعات تحت بند ( الكفاءة ) ، لن أتناول هنا وجهة نظري حول صحة أو خطأ مسألة الكفاءة ولكن سأتوقف أمام سؤال فرض نفسه على تفكيري وأنا أقرأ الرواية أو أسترجع قصص هؤلاء الفتيات .. هل نجحت تلك الزيجات ؟ أو هل استمرت ؟ أم أن مباركة الأهل قد ألقت بظلالها أو لعنتها فأصابت تلك الزيجات في مقتل ، الحكايات التي يلوكها عقلي وذاكرتي ترجح ذلك ، فما من زيجة استمرت إلا فيما ندر ! ورغم أن الكاتبة زينب حفني قد حكت في لقائي الأخير معها في البحرين عن الحدث الذي دفعها لكتابة الرواية إلا أن مسألة شكوى بطلة الرواية من قمع مجتمعها لم تقنعني خاصةً وأنها ولدت وعاشت في بريطانيا حتى أن والدها رفض دراستها في أكاديمية الملك فهد مما يحيل إلى فكرة أن الوالد لم يكن ليرفض إقتران إبنته من رجل يحمل جنسية مختلفة وبالتالي يجبرها ذلك على إتخاذ قرار الهروب . وجدت هذا المبرر غير مقنع لهروب الفتاة خاصةًوأنه لم تجدر أي إشارة في الرواية عن تقدم البطل للزواج وبالتالي رفضه . بعض الممارسات التي كانت تحدث في المملكة العربية السعودية تجاه النساء قد تغيرت في وقتنا الحالي ، رغم أن الكاتبة أشارت في معرض حديثها معي بأنهن مازلن يناضلن لنيل الكثير من حقوقهن التي مازالت معلقة .
يستطيع القارئ أن يلمس مستوى ثقافة ووعي الكاتبة من خلال عباراتها وكلماتها الرائعة، ووصفها للأشياء الملموسة وغير الملموسة بحياتنا بعمق أكثر مع إضفاء جمالية مثالية لها ، العبارات بحاجة لتروي عند قرائتها لفهم فلسفتها وكلماتها وقد كانت تلك العبارات موجودة بكثرة في الرواية ، وبما أن الرواية القصيرة وتلك العبارات كثيرة أحسست بضعف بنص الرواية، لو كانت الرواية أكبر لكان النص سيكون أجمل وسيتعمق أكثر القارئ بأحداثها.
قلم متقن وجميل لـ زينب حفني اعجبني ، الرواية خفيفه بتفاصيل قليله لمغترب سعودي عشق العيش كمغترب ببريطانيا ونسى مع مرور الايام والسنين ان الخليجي الشرقي لا يستطيع ان يقبل لبناته ان يعيشوا حياتهم كالغربيين متحررين من العادات والتقاليد والقيم فعض بنان الندم وكانت ابنته الضحية
سيقان ملتويه -------------لم يعد ظهور رواية تنتسب للسعودية ببيئتها او بجنسية كاتبها حدثا مثيرا منذ بداية الانفجار الروائي فيها بداية العقد الماضي، و لذلك اصبح صعبا الا علي شديدي التخصص ان يتابعوا ما يزيد علي خمسين روايه سنويا،و شخصيا أصبحت شديد الانتقائية في قراءاتي نظرا لاسراف الكثير في الحديث عن المسكوت عنه و خاصة الجنس و السلطة الدينيه كما يشار اليها عن حق و عن غير حق،......و رغم ذلك لم أتردد كثيراً قبل ان أقرر قراءة رواية زينب حفني رغم انها لم تختلف عن غيرها في الإغراق في انتقاد ما يحلو للبعض الإشارة اليه علي انه نمط الكبت القائم علي سلطة الدين بشكل ما و التي تتوسل بالجنس لإيصال رسالتها،شدني العنوان و الغلاف الذي يظهر الجزء السفلي غير المغطي من ساقي فتاه تحمل حقيبتها و هي تسير في درب الحياة و قد بدت قدماها ظاهرتا التشوه و الضعف الي حد يشكك في قدرتهما علي حمل صاحبتهما الي مرادها........،و الصورة غنية بالتعبير عن الرسالة التي تحملها الرواية . لكن الرواية تنجح ببراعة في تفجير التناقضات التي تشكل تحديا نوعيا لا بد لهذا المجتمع ان يتعامل معه بمهارة و الا فستفلح في تشظيته و أضعافه .....تبدو لي خيارات الأبطال موجعه، اذ يصبح الوطن هو المستقبل لا الوطن التاريخي و الجغرافي الذي ربما شكل لزياد الفلسطيني فقط مخزنا وجدانيا ضروريا لإعطاء الفن رسالته و نكهته و ربا تميزه،و لكنه ايضا لم يعد يشكل حضورا كبيرا لا لريبيكا و لا لسارة السعوديتين .... ،فربيكا التي تحمل اسم زوج أمها الذي وهبها اسمه حين تخلي أبوها عنها مرغما امام والديه الذين خيراه بينهما و بين زوجة انجليزية ،هي ابنة العائلة الانجليزية التي رعته في سنوات تحصيله العلمي في غربته،فوجد نفسه يعيش علاقه زواج لم توثق بإطار كان النتيجة المنطقية لتطلعات شاب باحث عن المستقبل..... متعطش للحنان ....و الحب والرضاء الجسدي،لكن لمجتمع يفتح لذكوره فضاء العالم دونما أعداد لاستيعاب تفاعلات ذلك علي نفوسهم و مستقبلهم،اما ساره التي تنهي علاقتها بوالدها الاقتصادي السعودي الناجح ،و الذي كون ثروته في إنجلترا بميكانيكيات الحياة الانجليزية فإنها تتحرر تدريجيا من مجتمعها السعودي الذي تعيشه في شهور الصيف و الذي تخرج منه عاطفيا و نفسيا بالتدريج،خاصة و ان حياة بنات أعمامها في الرياض و جده تشكل أمامها الحياة التي لا تملك ابنة المجتمع الانجليزي الا ان تهرب منها......،و هكذا تنتهي علاقاتها بالتدريج عاطفياً بموت جدتها ثم بانتحار ابنة عمها نتيجة التدمير النفسي الذي أصابها حين ألقي القبض عليها في احد مقاهي الرياض مع رجل ،،،،،،اتيا للتفاهم علي إمكانية زواج يشكل لكليهما تجربة ثانية بعد زواج فاشل.....،و رغم علاقتها المريحة بأبيها الذي أتاح لها كل مؤهلات الحياة الناجحة في مجتمع إنجليزي ،و رغم أمها .....التي تمثل كل ما في الوطن من عاطفة غنيه تحررها و أخواتها من سطوة ابيها الذي لا زال بداخله شرقي بدوي لم تغيره خبراته الانجليزية و لا شهاداتها المرموقة......أمها التي نجحت في احتضان بناتها عاطفياً نجحت ايضا رغم ضعف موهلاتها و لكن بالاعتماد علي روح المرأة السعودية التي تغتني بالتجربة الصعبة و بمرور السنين نجحت في إغناء زوجها عن المجتمع الانجليزي المفتوح الذي أتاح له قبل زواجه كافة العلاقات الجنسيه و في كل الإطارات و ربما بتشجيع مبطن من مجتمعه الذكوري و لكن الخطأ الوحيد ..... الصفعة التي نالتها ساره منه مرة واحدة، في الليلة الاخيرة،التي تغادرهما فيها تاركة لهما جوازها السعودي،رغم انها لو صارحتهما في نيتها الاقتران بسليل الاسره الفلسطينيه لربما حصلت علي مباركتهما،بحكم واقعية والديها التي جعلتهما مختلفين قليلا عن أعمامها في الوطن الام،....لكنه التحدي الذي يجعلها لا تتطلع الي الوراء ولا تشتاق للحب الذي لم يبخلا به و لا لعلاقات مستقبلية مع اختيها الذين غيبتهما الكاتبه عن عمد لتبرز الصورة المهشمة اكثر و اكثر و ليكون وطنها هو مستقبلها (سارة...قد تكون جذوري عربية،لكنني تربيت علي ان اصنع قدري بيدي،لم اهتم ابدا بالمكتوب في صفحات الآخرين عني،ان الحب الذي لا يتربي امام عينيك،و لا يزرع بصيص أمل في وجدانك،يفقد لمعانه الأصلي ،و بالتالي لا يملك القدرة علي إغراءك بتقديم تضحيات جليلة من اجله)
لا شك في ان الرواية ناجحة في وصف مشهد مستقبلي نتحرك باتجاهه و هذا التوصيف هو اهم وظائف الرواية،و لا يعاب علي الرواية عدم تقديم الحلول او تقديم دفاع في محكمة يطلب الرأفة بالحالة الخاطئة من باب الأخلاق فهذه ليست وظيفة الرواية، .....ان تفجير الأسئلة داخلنا هو اهم ما تطمح اليه الروايه في قالبها الفني الذي يثير لواعج القلوب،و يحرك العواطف و يضعها علي الموجة الصحيحة إنسانيا لتتفاعل التفاعل الصحيح لحماية الانسانية و الحياة و حفظها في إطار الحق و الخير و الجمال
إنّها لوثة الأوطان التي مزّقتها السياسات، ربّما. أوّلًا وآخرًا هي لوثة الحنين إلى الأنا... إلى المكان المشتّت والآخر الضائع. أرصفة كثيرة في هذه الرواية، ولا موانئ. عنجهيّة الشوق وداء الغربة... والاستغراب. تقطف لك شيئًا من انكساراتك وتزرعها شتلةً في تربة حاضرك المزنّر بشوك البارحة. "في داخل كلّ منّا كتل من الانكسارات. أحيانًا نفلح في جزّ بعضها من أرضيّة حياتنا، وأحيانًا أخرى تعجز سواعدنا عن بتر أيّ منها." أبطال هذه الرواية معلّقين ببندول التيه، ينتظرون من يسكب رحيق الوطن في ريقهم، أو ربّما رحيق الحب... فالحبّ والوطن كانا سيّان لسماء واحدة تتعثّر الطيور في غيماتها لكثرة ما لهجت خلف ابتسامة، عناق... أو ربّما صوت دافئ حجبه ضباب الفراق. "أصعب لحظة في حياة الإنسان هي حين يترك خلفه الأرض التي وُلد وترعرع فيها، يظلّ يجاهد بإخلاص ليتخلّص من خوفه الطاغي الذي يوحي له على الدوام أنّه لن يلتقي ثانية بمعشوقته الأولى." لأنّ العشق يتجاوز حدود الجسد، يتعدّى الغريزة والحاجة والرغبة، عانت سارة، وهي تبحث عن شتات نفسها في سمرة وجه ورثتها عن سعوديّة والدها. زياد نال نصيبه من صراخ الهجرة، فحملّته عائلته وزر النزوح عن فلسطين. تلاقيا في ندف الثلج في شوارع لندن. فهل كانت تلك المدينة القاتمة رسول خلاص إليهما؟ أم سخط كرباج انحطّ عليهما من علل ليذكّرهما أبدًا أنّ من عاش في أطلس الغربة، ذاق أزلًا من علقم التغريبة؟ زياد ينحت التماثيل. يصبّ الطين ليخلق حياة فشل في صنعها. من الصلصال ركّب شخوصّه، عجنهم، بثّ فيهم روحًا غادرته. فهل كان الطين والماء ما صنع سبيل نجاته من دوّامه أمس يطارده وحاضر لا يأبه به؟ "داخل كلّ حجر وكلّ مشهد، وكلّ وجه تقبع روح وهّاجة. المبدع الحقيقيّ تستفزّه هذه الكينونة الخفيّة لأن يعرّيها بيديه أو بريشته أو بأدواته." زياد عرض حبّه على سارة "توافقين سيّدتي أن يحبّك رجل لا يملك سوى قلب مكسور؟" ترى من كسر قلبه؟ بيت جدّه في فلسطين ذو المفتاح الذي مضغه الزنجار بانتظار الأوبة؟ هل هي صورة المسجد الأقصى التي حاكتها أمّه قبل أن تموت وتتركها تميمة منحوتة في قلبه؟ هذه حكاية من لا أوطان لهم، فالأوطان الحقيقيّة تربو في دواخلنا ونعشقها دون أن ترغمنا على حبّها، أو ربّما كرهها. زينب حفني كاتبة شجاعة. تقف بسلاطة الحق أمام من يحاول أدلجة الإنسان وسحق كينونته. تمضغ الفتاوي التافهة، والأحكام المجحفة. تمضغها وتأبى ابتلاعها. تبصقها في وجوههم غير مكترثة بلحاهم. هذه الرواية تعرية دينيّة وسياسيّة وعائليّة. كفر بالمسلّمات الرابضة على صدورنا منذ قرون. "عندما تنطلق مآذن المساجد وتقرع أجراس الكنائس، فهذا لا يعني أنّ الجميع سيستجيب لندائها." هل حان الوقت لفعل اللااستجابة العمياء؟ رواية أشبه بتمثال، مهارة صانعه تتجلّى في قدرته على كشف معاناة صاحبه. رواية مختلفة، حالمة، صادقة، شرسة، عنفوانيّة...
كانت الرواية تتكلم عن سعودي يعمل في بريطانيا وظروف العائلة والتربية بطلة القصة سارة وصديقها زياد العراقي .. الرواية اعتبرها ضرب من تحت الحزام للمجتمع السعودي ! وحقوق المرأة لكن زينب حنفي في رايي تهاجم حتى بعض اساسيات الدين
الموضوع المطروح مهم ��دا وفيه الكثير من الانتقادات البنّائة ضد الشواذ الموجود في المجتمع السعودي خاصةً والعربي عامة وعن علاقة السعوديين مع الغربة ووطنهم الأم ولكن أعتقد أنّه كان يمكنها التوّسع وربط الأفكار بطريقة أفضل وإنجاز رواية تجمع كل الأطراف الذين ذكروا في هذه القصة
كتابتها جميلة , والأجمل أنها طرحت مواضيع المغتربين لاسيما السعوديين نجمة للتفاصيل الجميلة ونجمة للغة المتقنة و الاسلوب و نجمة لطرحها مواضيع بناءة الفكرة اعتيادية أو فلنقل مكرره لذلك فقدت نجمتين . أتمنى أن أراها تتقدم في كتاباتها أكثر .
" اوصاني ابي لاتكن احمق مثلي، حل لغز حياتك مبكرًا. . في شبابي لم اسعَ لمعرفة ذاتي الا بعد ان الفيتُ نفسي مزويًا عند سفح جبل خالٍ من العشب الاخضر! كانت قد انهكتني الضربات وهدتني الصدمات.. وسلبتني الشيخوخة عافيتي! "