Jump to ratings and reviews
Rate this book

نقد الليبرالية

Rate this book
والذي جعلني أخص هذه الفلسفة السياسية والاقتصادية بالنقد هو أنها باتت تقدم حاليًا بوصفها الأنموذج الوحيد لتسيير الشأن السياسي والاجتماعي. حيث صارت الليبرالية، منذ نهاية تسعينيات القرن العشرين؛ تسوق بوصفها "الدين الخاتم"! الذي لا يعرض فحسب على غير المؤمنين به ويُترك لاقتناعهم من عدمه، بل يُفرض بوصفه إلزامًا لا خيار معه. وقد تنوعت طرائق الإلزام حتى وصلت في بعض لحظات تاريخنا المعاصر للتدخل العسكري المباشر، بغرض إشاعة نمط "اقتصاد السوق" وما يرتبط به من آليات سياسيّة وقيم اجتماعية!

وتناولي لليبرالية بالنقد لا يعني أنني أعارض مبدأ الحرية الإنسانية، أو أعارض التنظيم السياسي وفق مبدأ الديمقراطية، فأنا أراهما شرطين ضروريين لترقية الواقع وضبط اختلافاته وتصريفها. وإنما نقدي لليبرالية سببه أنها ليست في جوهرها تحريرًا للكائن الإنساني، إنما هي تحرير لرأس المال، ليتحول من أداة إنتاج تخضع للمراقبة الاجتماعية، إلى كيان كُلّي مهيمن يتحكم في الاقتصاد والسياسة والإعلام ... ويوجه مسار الحياة الإنسانية وفق منطقه المادي القاصر.

176 pages, Paperback

First published January 1, 2007

53 people are currently reading
2465 people want to read

About the author

الطيب بوعزة

22 books400 followers
باحث وكاتب مغربي حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، من كلية الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط. ويعمل حاليا أستاذا للتعليم العالي في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين/ طنجة، له مجموعة كثيرة من المقالات والدراسات منشورة في مجلات وصحف محلية ودولية. صدر له مجموعة من الكتب من بينها: كتاب "مشكلة الثقافة". كتاب "قضايا في الفكر الإسلامي المعاصر". كتاب "مقاربات ورؤى في الفن" كتاب "نقد الفكر الفلسفي من جزأين. يشرف الطيب بوعزة على التحكيم العلمي لبحوث قسم الدراسات الفلسفية والعلوم الاجتماعية بمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
167 (33%)
4 stars
222 (43%)
3 stars
84 (16%)
2 stars
23 (4%)
1 star
9 (1%)
Displaying 1 - 30 of 115 reviews
320 reviews426 followers
December 18, 2018
كتاب جيد للقارئ غير المتخصص وغير الباحث لأن هذا الكتاب يعد بحثاً
الليبرالية المصطلح الذى شغل أوساط المثقفين لعقود وسنوات وما أن لبث مفهومه يتشكل وينضبط عند الكثيرين حتى أتى المصطلح الأحدث النيوليبرالية
فماذا بين الليبرالية والنيوليبرالية من فوارق ؟
الليبرالية التى كتب دستورها رسولها آدم سميث - حسب كاتب الكتاب - منذ أكثر من مائتى عام محاولاً رفع يد الدولة عن أى مرحلة من مراحل الاقتصاد وترك السوق على حالها حرة تضبط نفسها بنفسها وشجع على التقشف بغية تراكم رأس المال والاستفادة منه فى استثماره لاحقاً وشجع على التصنيع وشدد على فكرة التخصصية وتقسيم العمل لتحقيق أفضل وأعلى إنتاجية ممكنة
فى أوروبا و فى أعقاب الكساد الكبير مطلع ثلاثينيات القرن الماضى ظهر الاقتصادى البريطانى جون كينز والذى دعى الدولة إلى التدخل فى السوق الحر وإقامة المشروعات الكبيرة لتخفيض نسب البطالة فانتعشت السوق الاقتصادية وظهرت ما يعرف بدولة الرفاهة والتى كانت الدولة توفر فيها الحاجات الأساسية لأفراد المجتمع وتساعد على التشغيل
وفى هذه الأثناء ظهرت موجة رفض عالية من جانب علماء الاقتصاد الامريكيين ميلتون فريدمان وفريدريك هايك على أن يعيش غير العاملين أو غير القادرين على العمل فى ظل دولة تضمن لهم كل حاجاتهم الأساسية فى الوقت الذى لا يقوم فيه هؤلاء بأى نفع للاقتصاد ويعيشون كما العالة على العاملين الكادحين - ودعت إلى رفع الدولة يدها عن الخدمات الأساسية لأفراد المجتمع والتخلى التام عن دورها فى التعليم وتوفير تأمين صحى يستظل به غير القادرين وغيرها من الخدمات التى يرى اللليبراليون الجدد أنها تعدى من الدولة فى شكل فرض ضرائب على العاملين يرى الليبراليون الجدد أن فرضها يعد استقطاعاً غير مستحق للدولة
وتبنى ذلك الفكر كلاً من مارجريت تاتشر ورونالد ريجان فى خضم غضب شعبى من تزايد الضرائب خصوصاً على الأغنياء وتمت خصخصة الشركات المملوكة للدولة وتقليل الإنفاق العام وإلغاء التسعيرة الموحدة وغيرها من الضوابط التى كانت تفرضها الدولة على السوق الاقتصادية فى كلاً من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة
Profile Image for عبدالرحمن عقاب.
802 reviews1,017 followers
June 22, 2019
كتابٌ حسن الصياغة، مرتّب الأفكار. يناقش الليبرالية بوصفها "موضة" عصرية، ‏كاشفًا عنها بموضوعية من خلال نقاش مقولاتها التأسيسية التي طرحها منظروها ‏الأُوَل، ومن خلال شرح ظرفها التاريخي الحاضن لها، والدافع لتشكّلها. واستكمل ‏الكاتب موضوعه من خلال تبيانه للخطّ التاريخي والفكري الذي نتج عنه الابن ‏الطبيعي لليبرالية متمثلاً بما سمي بالنيوليبرالية (الليبرالية الجديدة)، وما فيها حقيقة ‏من الجدّة والتجديد. ‏
كما أنّ الكاتب التفت إلى الصورة العربية من الليبرالية. وأنهى كتابه بنقاش حقيقة ‏مقولتي الحرية والأخلاق في الليبرالية. ‏
الكتاب مفيد لكلّ من يريد فهم "الليبرالية" بغية نقدها أو تبنّيها. وإن نجح الكاتب ‏في نقدها بمنهجه الذي التزم به وبيّنه إلا أني وجدت انجرارًا إلى الإنشائيات في بعض ‏نواحي الكتاب خاصة عندما أراد الحديث عن بديل ممكن لها، وما كان يلزمه ذلك ‏بحكم موضوع كتابه وعنوانه الذي اختاره. ‏
Profile Image for Ibrahim Abdulla.
213 reviews517 followers
May 2, 2016
ما سمّاه "الوظيفة الآفاقية" للمثل هي الفكرة الأهم ربما في هذا الكتاب. الليبرالية - هذه الأيديولوجيا التي تقدم من قِبل الكثيرين على أنها نهاية التفكير ونهاية التاريخ - ليست هي الحرية ولا التحرر، ما يُغفل ويُتغافل عنه في هذا الصدد هو أن الليبرالية محاولة لتطبيق مثال الحرية، وبالتالي هي ليست المِثال ( الحرية في حالتنا) نفسه، ومن هنا تأتي أهمية "الوظيفة الآفاقية" للمثل، أي هذا البعد الوظيفي الذي يجذبنا نحو التفكير والفعل بصفته أُفقًا لا ينحبس في تطبيق ( أو بلغة المناطقة : ماصدق ) واحد. بحث ماتع ومهم.
Profile Image for  عبـد الرَّحْمَٰن   فَتْحــي.
189 reviews822 followers
December 3, 2019
وبما أننا أمة الرسالة السماوية القرآنية رسالة الرحمة للعالمين ونفي الإكراه والاستعباد، فإننا نتحمل مسئولية الشأن الثقافي العالمي، مسئولية مواجهة هذه الهيمنة الغربية بتقديم المفهوم القرآني عن الإنسان والحياة; إنسان يتعاطى مع دفق الحياة وعالم الأشياء ولكن بشعور كريم ناظرا إلى الأشياء باعتبارها مسخرة له، فلا يليق به من ثم أن يسخر نفسه لها وهو الكريم عند ربه! فينشغل بها انشغال العبادة حتى يسقط في درك استذلال ذاته في سبيل امتلاكها!.
بسم الله الرحمن الرحيم

ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين؟

Smart-Select-20190915-182727-Gallery
لطالما رأيت أن د. الطيب بو عزة أحد أكثر المفكرين المسلمين والفلاسفة المهدور حقهم في بلداننا، وكذلك مشروعه المهم حيث يسعى الدكتور حفظه الله إلى إتمام سلسلته في نقد التمركز الأوروبي بدءً من النشأة الفلسفية الأولى، والسلسلة صدر منها 8 أو 9 أعداد، أتمها الله على خير.
وإن كل ما أخشاه هو أن نلتفت متأخرين إلى هذا المجهود الجدير بالثناء.
_
أما بعد فالكتاب على صغره إلا أنه أجهدني وأنهيته في قرابة أسبوع مثلا، ذلك لوجود العديد من المصطلحات الأكاديمية الفلسفية وللكثير من الإحالات التي توقفت عندها كثيرا، حتى أن أحدها اتخذ يوما كاملا لأفهمه ثم أعود للكتاب (جزئية تخص الاقتصاد).
لذا نحن الآن أمام مشروع مهم، مكثف، مركز، بوجهات نظر جديدة تتفوق على كثير من الأطروحات النقدية المتشابهة.ومما يميزها أيضا ضلاعة الكاتب في الفرنسية فهو يقرأ للمنظرين بلغاتهم الأصلية أو بأقرب لغة لهم.
وبالعودة للمنابت التاريخية ثم اقتلاعها من جذورها وهو أكثر أسلوب نقدي أحبه حيث لا تُعزل الظاهرة عن ماضيها، وبتركيز على الكيف لا الكم، وهذا ما لاحظته في فصل الليبرالية في الخطاب العربي، أنه يكفينا نموذج أو اثنين لنفهم ألف نموذج ليبرالي آخر في وطننا، كلهم سواء، في ضحالتهم وإنهزاميتهم سواء.
إن شاء الله نحاول إجمال أهم أفكار الكتاب، والذي أعده أهم كتاب قرأته أهم مدخل لقراءات أخرى في هذا العام.
(1)
الليبرالية في دلال المفهوم والنظرة السياسية

بادئ ذي بدء ينتقد الطيب كون الليبرالية يتم تصديرها بوصفها النظام الوحيد لتسيير الشأن السياسي والمجتمعي، أو بتعبير فوكوياما (نهاية التاريخ)، او كمحدد للحضارة وشرط لها بتعبير المسيري.
يجادل بعدها الطيب بأن وصفنا لليبرالية لا ينبغي أن يقتصر على التعريف المعجمي لها(والذي يعتمد على التبسيط والاختزال والتنميط)، كونها مثلها مثل المفاهيم السياسية الأخرى ليست مجرد دوال لفظية بل أفكار محايثة للواقع وموصولة بالتاريخ، ونحن أمامنا ليبراليات كثيرة، مثلما لدينا اشتراكيات كثيرة، لذا وجب الاحتراس من مزلق الاختزال في تعريف أحادي، وكذلك الاحتراس من صياغة تعميمية بدون وعي بنسبة التعميم، ومن هنا يستحضر الطيب السياقات التاريخية وطور نشأة الليبرالية وتطورها وتمذهبها وتنوع أفكار منظريها بل وتناقضهم في الكثير من الأحيان، باغيا الوصول لنقاش جاد، وقد كان.
ومن ثم يضع تعريفا أوليا
"إن الليبرالية هي فلسفة/فلسفات اقتصادية وسياسية ترتكز على أولوية الفرد بوصفه كائنا حرا، فمقولة الحرية هي المقولة المركزية التي يبرزها ويحددها المذهب الليبرالي وانطلاقا منها يتم تحديد باقي مجالات كينونة الإنسان:
حرية الاعتقاد، الفعل الاقتصادي، الملكية الشخصية، حرية التحزب، مع الوعي بأن لفظ الحرية ليس لفظا محدد الدلالة.

وما يؤكد على منهجية الكاتب باستحضار الشروط التاريخية لطور النشأة كون الليبرالية ظهرت أول ما ظهرت كمعطى تاريخي لا كلفظ اصطلاحي، أي لم تظهر كلفظ إلا لاحقا لوجودها كواقع(حيث لا يظهر النسق فجأة بدون تراكم يجسده فيما بعد)، وجود معرفي ومجتمعي قبل التبلور الاصطلاحي 1819 م.
طور التكوين التاريخي للمصطلح:

بدءً من الحراك الثقافي الأوروبي التجاري والانفتاح على ثقافات عربية ورومانية واغريقية تقع خارج النص الكنسي الضيق أدهشت الأوروبي القروسطوي، وكانت النزعة المهيمنة عليه النزعة الإنسانية، انفتاح تسبب في معارضات الكنيسة واستشعار الأوروبي النزوع لمثال الحرية في شكل مذهبي يجسده.
ومن حيث الحراك الواقعي ونمو التجارة الإيطالية الساحلية وبروز فئة التجار وانتقال مركز الثقل الاقتصادي لكل أوروبا غير مقتصر على إيطاليا بفضل الكشوفات الجغرافية، ومن ثم تطورت المعرفة العلمية، وحدثت النقلة النوعية وتحولت القوة التجارية لقوة صناعية.
تلك القوة الصناعية تحتاج للمعدن والبشر.
أما المعادن، فقد فتحت الكشوف الجغرافية باب النهب على مصراعيه في أكبر سرقة في تاريخ البشرية.
والقوة البشرية: عن طريق القضاء على الإقطاع كمانع ثقافي واجتماعي ونقض نظام القنانة وتفكيكه، ليحرر القن من الحقل ليحبسه بالمصنع بمعنى أدق.

ونقتبس من الكاتب: "لذا كان لا بد من توظيف المثال(الحرية) لكسر النظام ولحظته.
وولدت مقولة الحرية بمدلولها الليبرالي كتحرير للقن ليتحول إلى عامل، أي أنها لم تنشأ كتأكيد لحرية الإنسان، بل نتيجة الحاجة لاستغلاله بطرق مغاير للاستغلال القناني، طريق تناسب الثورة الصناعية، ودليل ذلك أن إبادة الهنود الحمر جاءت مقترنة مع انهيار النظام الاقطاعي، وكذلك استعباد شعوب إفريقيا واستعمارها ونهب مقدراتها، وتلك لم تكن صنعة النظام الإقطاعي، بل النظام الليبرالي الرأسمالي، وكان المسوغ التشريعي لهذا الاستعباد صادرا عن برلمانات ليبرالية ترفع شعار الحرية والإخاء والمساواة!"

وبعد كشف المصطلح من منابته نلحظ انفعال الكاتب من المزاوجة بين المفهوم والمثال (الحرية،) فالليبرالية وغيرها من المفاهيم (مذهب) أما الحرية والحق والخير والعدل قيم مثالية لا يمكن الإمساك بها بل هي قيم عليا تنجذب نحوها النفس الإنسانية، قيم متعالية/ترنسندتالية لذا فعملية حصر المثال في مذهب هي عملية مسخ للمذهب ، ودعاية جاهلة تعاكس حركة الوعي، ومن ثم نتعدى السياج الاستقرائي وننجذب نحو المُثُل.
النظرية السياسية الليبرالية:
وفي نظري هذا الفصل هو الأهم بالكتاب، وعلى أني سأعيد قراءة الكتاب مرة أخرى متى تسير لي إن شاء الله، إلا أن هذا الفصل هو أهم ما سأعود إليه.
يضع هنا بنظرة ناقد خبير المحددات المشكلة للنسق الليبرالي السياسي الحالي ويعزيه إلى إسهامات ثلاثة منظرين مهمين في المشهد السياسي (بدون الفصل بين الإسهامين الإبستمولوجي والسياسي)"
وتلك النماذج هي (ميكيافيللي، جون لوك، مونتسيكيو) وأكد في الفصل تلك النتائج:

1- محدد الفصل بين السياسي والأخلاقي في الرؤية الليبرالية يعود إلى تنظيرات ميكيافيللي: متجاوزا المفارقة بين كتابيه (الأمير) و(أحاديث) وجامعا بين الكتابين بشكل أدق. (حيث الأول في إطار تأسيس دولة قومية قوية والثاني فيما بعد تأسيس الدولة)، لذا بعد استحضار الكاتب للرؤية الميكافيلية وحل التناقض فيها وتحليلها وتفكيكها يخلص إلى توضيح (نفعيتها ونزوعها نحو الفصل بين القيمة والمنفعة وتقديم المنفعة وهامشية الأخلاق). أي نزع القداسة عن العالم(وهو الظاهر في موقف الرؤية المادية النازعة لأية قيمة والمنكرة لها).
2- محدد جون لوك وهو الرؤية الذرية للوجود والتي تظهر في الخاصية الفردانية التي تسم قيم النظرية (منظور نظري تجزيئي يبلور فلسفة فردانية) والخلوص إلى مبدأ لوك وهو (اعتماد الأكثرية) "فإذا كان أساس المجتمع المدني هو المواقفة التي يعطيها عددا من الناس لتشكيل جسم سياسي واحد فإنه لكي يتصرف هذا الجسم لابد أن ينتظم وفق مبدأ الأكثرية وإلا انفرطت الوحدة المجتمعية، وهو المبدأ الأساس لكل حكومة شرعية.
3- محدد مونتسيكيو وهو الفصل بين السلطات لتحرير الفرد المالك من استبداد السلطة السياسية المطلقة ، وأساس نظرية الفصل النظري هو توزيع السيادة لضمان عدم الاستبداد (سلطة تشريعية منتخبة، سلطة تنفيذية) وهي فكرة متبلورة وثابتة في بناء المجتمع الليبرالي الحالي، ويجادل هنا الطيب بأن التحرير لم يكن للفرد بإطلاق بل الفرد المعتبر هو المالك والاقتصادي من قيود الدولة.

(2) النظرية الاقتصادية الليبرالية والنيوليبرالية.

تناول هنا محددات النظرية موضحا الرؤية المادية الكامنة في النمط الليبرالي وفي إدراكه للإنسان
1- في تعريف الإنسان بوصفه كائنا اقتصاديا:
يوضح هنا أنها نقطة الانطلاق والانتقال من الذات العاقلة للذات المستهلكة، في قلب دلالي جذري يصل لوصف الإنسان بالحيوان الاقتصادي(في قاموس فوكوياما)و سواء بنظرة اشتراكية أو رأسمالية، وردود الأفعال المتمثلة في المدرسة الفرانكفورتية وغيرها من نقد مثل مشروغ باومان(سواء نقد الأداتية أو الاستهلاكية).
واستحضر في تلك الجزئية مقارنة بديعة نظمها مالك بن بني بين (نموذج حي بن يقظان) ونموذج (روبنسن كروز) لبحث نمطي الرؤية الغربية والشرقية. يشغل الأولى هاجس الحقيقة والأخيرة تغوص في المادة وتنكر الماوراء، تنزع الأولى نحو نظرة كلية كيفية والثانية نظرة تحليلية كمية، طريقتين مختلفتين في ملء الفراغ، ما بين النظر إلى السماء والنظر تحت القدمين إلى الأرض!
والسؤال هنا: أليس للإنسان دوافع أخرى ومقاصد قيمية أخرى؟

إن حرص الليبرالي على الدفاع عن هيمنة الرؤية الاقتصادية في الكائن الإنساني واختزال دوافعه في مجموعة نوازع أنانية خسيسة يكشف ضمنيا إفلاس تلك الرؤية في استيعاب كينونة الإنسان، ونحن لا نرى عيب في ذكر هذه الدوافع، أما العيب يكمن في الرؤية الاختزالية، رؤية تستوعب التنوع كمدخل منهجي ضروري، لا الاستجابة للإنسان كجسد، آلة حاسبة لا شعور لها!

2- الليبرالية الفيزيوقراطية:
وهي الفلسفة التي رأت العلاج للأزمة الاقتصادية بالعودة للأرض كمصدر للثروات كصرخة ضد التصنيع وتكمن ليبرالية النظرية تلك في قداسة الملكية الخاصة وحرية الفرد في تصرفه في ملكيته ورفض تدخل الدولة في الواقع الاقتصادي وحريته، ويوضح الطيب هنا أن نشأة تلك الحرية الاقتصادية كانت بسبب رؤية تلك العملية باحتقار وبلا قيمة، نظرا لاحتقار فعل التجارة بشكل عام واستهجان لل(المركنتالية)

3-إسهامات تنظيرية تمثلت في الفلاسفة الثلاثة -سميث، ريكارد، مالتوس-: مع نقد سريع تجده في الكتيب.
آدم سميث : ومتنه (ثروة الأمم) كتثبيت لحرية الفعل الاقتصادي والاعتقاد بوجود قانون طبيعي يحكم تلك الحرية بدوت تدخل الدولة، ورفض تحديد حرية الفرد بدعوى المصلحة العامة لأن الفرد عندما بعمل لنفسه فهو يعمل للمجتمع بشكل غير مباشر وتحديد العمل كمحدد للقيمة لا الأرض.(الأرض والرأسمال معا)(إدخار الفائض وتراكمه وتقسيم العمل وتقديم الصناعة على التجارة).
ريكارد: مع بلورة وتعميق لفكر سميث ومحورية مفهوم العمل كمحدد للقيمة والثمن. ويحلل ريكاردو مشكلة التوزيع مميزا بين ثلاث طبقات (المأجورين والرأسماليين والملاك العقاريين) وككل منظر ينحاز للرأسماليين على حساب المأجورين. (أي يخون مبدأ العمل بشكل ما)
مالتوس: هذا الراهب البروتساتني المجنون! المؤسس الأول لفوبيا النمو السكاني(أوقفوا النمو السكاني! نحتاج لإبادة نصف سكان العالم ليعيش النصف الآخر!،...إلخ)، وهو أكثر ما رأيت تبديات نظرياته في الواقع المعيش والماضي، وهو أكثر من دعوت الله بأن يحشره في أدنى قاع الجحيم! تلك الرؤية المتحيزة للملاك على حساب الطبقات الفقيرة ووصم الطبقات الفقيرة بالعار وبأنها المخطئة في كونها فقيرة!
نشأت أفكار مالتوس في غضون تحولات الثورة الصناعية واضطرار الحكومة لإعانة الفقراء باقتطاع 14% من الميزانية.والذي قوبل باعتراضات ترجمها في مبادئه.

وضح هنا الطيب أن افتراضات مالتوس الشهيرة عن متوالية النمو السكاني(2-4-8-16) مقابل النمو المواردري(1-2-4) لا تقوم على استقراء واقعي.
وجود معطيات توضح أن نقص التغذية لم يزدد بمرور الزمن في المشهد البريطاني كما تنبأ مالتوس . كما أن النظرية نشأ عنها تبديات كارثية مثل المجاعات البشرية والإبادات الكاملة للأجناس الفقيرة وإيقاف إعانة المحتاجين والتعقيم القسري المباشر والغير مباشر.
ورغم ذلك ورغم ثبوت خطأ الكثير من التنبؤات ولا إنسانية بواعثها، إلا أنها لا زالت متبدية في تحليل الرؤية الليبرالية للوضع الدولي وسياسات اقتصاد العالم الثالث، وفي الكثير من الآراء الفجة للمسئولين وغير المسئولين (تجد على الفيسبوك طفل تافه لم يبلغ الحلم بعد ينظر ويعلم ويدعو الفقير بألا ينجب لأنه فقير)! لعنك الله أينما تكون الآن يا مالتوس! لا سامحك الله ولا تجاوز عنك!
وخطر كل الرؤى السابقة يكمن في الأساس اللا مادي الكامن فيها.

-مر الكاتب بعدها بالنوليبرالية(عولمة السوق المفتوح) بدء من الليبرالية الكلاسيكية ثم الأزمة الاقصادية ثم النظرية الكينزية ثم الأزمة الاقتصادية ثم النيوليبرالية. ويخلص من استعراض مبادئها ومنظريها إلى نقد شرطها الاجتماعي (رغبة الفئة المهيمنة على اقتصاد الأرض بمصالحها فقط) ونقد المنهج (النزوع الفرداني للمصالح المادية وكسر الأخلاق والقيم) نقد المفهوم (القائم على المنفعة الغير مرتبطة بقيمة السلعة بل الثمن داخل السوق). وانتهى بتوضيح آليات النيوليبرالية في تأليه السوق وجعله كيانا مقدسا لا مساس له! ومن ثم عولمة وفرض هذا النسق ولو بالقوة ليهيئ للقروش الرأسمالية المزيد من التوغل والمزيد من التقييد والسحق للفقراء والطبقة المتوسطة! ولتأسيس فضاءات مجتمعية على مبدأ اللذة بمبدأ حسي نفعي.
_________

(3) الليبرالية والحرية والسؤال الأخلاقي

تاسيسا على ما سبق من الكتاب يبلور الطيب هنا ويبرز عدة أفكار تبدء بتقرير أن الحرية ليست مطلقة بل مقننة بحدود تحفظ المجتمعات، وتصور المذهب الليبرالي الوحيد الداعي للحرية تصور قاصر.
يوضح بعدها مدلول الحرية تاريخيا وانتقالها من التحرير بوصف المدينة من السلطة الغازية ثم بعدها تحرير وعي الفرد، أي من مفهوم جمعي (ضمن القبيلة) لمفهوم فرداني من مجتمع إقطاعي إلى مجتمع برجوازي ليبرالي.
وفي العودة للسياق التاريخي يعود لحركة الإصلاح الديني (ديكارت، اسبينوزا، لايبنز) وتحرير فعل التفكير المختص بأفراد معينة لا بجموع الشعب، أي بمفهوم غير مطلق، يعاير بالبداهات الفطرية والعقلية. لذا فحركة ديكارت تحرير للذات المفكرة لا تحرير للذات السياسية.

ثم ينتقل بعدها للحركة الليبرالية وقلب المفهوم ليصل لحرية الفرد المالك رغم شرطها الاجتماعي المضطر لتحرير القن من السلطة الإقطاعية، منتهية بتأسيس الواقع الرأسمالي المستبد.((تحرير للكائن المالك تحديدا بإطلاق فعله دون حاجز قيمي أو مصلحي عام)) وفي توضيح هذا المنحى الهام بتغليف الحرية بمفهوم اقتصادي يذكر قول نوزيك (ينتهي كل فرد مالك إلى أن بيبع نفسه بصفته مساهما) فتتحول الحرية من مدلول أنواري (كائن انساني) إلى مدلول اقتصادي. بل أكثر من ذلك، ينتهي بوصف الإنسان بالمباع ، مادة تسحق في الترس الاقتصادي.

___
أما عن هامشية الأخلاق فهو يرصد قول أهم منظر ليبرالي موريس فلامون في الدفاع عن أخلاقية الليبرالية:
ويذكرهم فلامون في التالي :
1- التأكيد على فعل الادخار ، وهو نوع من التقشف.
2- احترام العقود مكتوبة ومنطوقة.
3- تحمل مسئولية الإخفاق وإيجاب ثمنه من صاحبه.
هذا دفاع فلامون عن كونها أخلاقية! والذي يؤكد بنفسه هامشية الأخلاق في (صفحة ونص في كتابه الأصلي) أي باستحياء فاضح.
كما أنها كأخلاق مصاغة في لغة تجارية تنحصر في مفاهيم الثمن.
إن ما انتهت إليه الليبرالية يمنع استحقاقها لمسمى فلسفة أخلاقية وآية ذلك هو الإسهام البنثامي، كون بنتام أول من أسس للنسق النظري الأخلاقي، والذي انتهى بنزعة تجريدية لكل مرجعي متعال إلى مبدأ أخلاقي وحيد هو المنفعة بمدلول فردي! حيث كل شيء يمكن معايرته بالمال. ثم يسرد بعدها مقارنة بديعة ما بين البنتامية والأبيقورية، توضح لنا كم كنا ظالمين لأبيقور بجوار هذا البنثام المتطلب للاشباع والالتذاذ.
ثم نختم بهذ الاقتباس الرهيب:
إن كان لليبراليين أن يفخروا بشيء فليفخروا بالمقياس الكمي البتنامي، إذ أكدوا بذلك أنهم الوحيدون من أهل النظر والفكر الذين استطاعوا أن يمسخوا القيم والمبادئ الأخلاقية ويعبئوها داخل صندوق كمي قابل للقياس!
فهل ثمة قيمة أخلاقية عندما توزن بالكيلو وتعاير بالدولار؟


الخاتمة:

في خواتيم الكتاب مر الكاتب بتاريخية الخطاب الليبرالي العربي ولحظات الاتصال الأولى ما بين تأصيل واستثمار بعض المفاهيم (الطهطاوي، خير الدين التونسي)
وما بين محق تاريخنا واستبداله واستنساخ البنية النسقية في الخطاب الهائج الانفعالي الانهزامي البائس (سيار الجميل أنموذجا).
ثم يختم الفصل بالحديث عن ملامح بسيطة للنموذج البديل، هذا أتركه لك لتتأمله مليا.
______
ولنختم تلك المراجعة الطويلة في كلمات:

إن حرية الإنسان لا يمكن اختزالها بمذهب وحيد أو نشأة مذهب، وما ولادة الديمقراطية في مجتمع اليونان قبل الليبرالية إلا دليل على هذا المطلب، وكذلك التجربة الإسلامية الفريدة في عصور الخلافة تحديدا المعلية من قيمة الفرد وضبط السلطة وتساوي الخليفة بباقي الأفراد في الدولة إلا دلالة على السبق في تثبيت هذا المفهوم، وعلى الاختلاف الواضح بين الرجوع لقوة الفكر القرآنية والرجوع لقوة فكر المادة.
إن الليبرالية حررت الإنسان من سلطة السياسة لتستعبده سلطة الاقتصاد، وخلاصة القول في هذا التحرير الليبرالي بأنه طلبا للتحرير ضل الطريق.

إن حلول مشكلات واقعنا لا تكون باستنساخ نماذج جاهزة واستيرادها وفرضها! إنما لابد من استصحاب مدخل منهجي يشمل الوعي بطبيعة المجتمعات وخصوصيتها، ولكل حراك نهضوي تأصيل لكي يتجذر.
_
_
إن عصر العولمة هذا يسكنه إصرار غريب على تشيئ الإنسان، ولهذا فالبشرية اليوم تحتاج إلى ثقافة جديدة ترتقي باهتماماتها وأشواقها ورغباتها.
فهل من نموذج بديل؟ :")
_
والحمد لله رب العالمين.
Profile Image for Zeyad Elmortada.
161 reviews114 followers
May 11, 2020
صحيح أن وضعنا المجتمعي يحتاج إلي الحرية، فهو سواء في مستواه الثقافي أو السياسي مثقل بالاستبداد وفكره وأدواته، لكن مجرد الوعي بالمشكلة لا يعني الاقتدار علي حلها، كما أن معالجتها لن تجري بمجرد استقدام مذهب جاهز وفرضه، إنما لا بد من إعمال الوعي النقدي، وتأصيل مفاهيم التفكير، إن أردنا لتلك المفاهيم أن تكون مؤثرة وفاعلة .

في هذا الكتاب تعريف وتعقيب شامل علي تاريخ الليبرالية والنيوليبرالية ومدي سوء تلك الايدولوجية التي صُورت للناس علي أنها تلك الايدولوجية التي حلت كل المشاكل الاقتصادية والسياسية وتسعي بالإنسان نحو مستقبل أفضل وكل هذا أوهام وتحقيق لمصالح وايدولوجيات كُتاب ومنتميين لها، في الأسفل محاولة بسيطة لتلخيص اهم النقاط في الكتاب عسي أن ينتفع بها غيري او ان انتفع بها نفسي بعد ذلك .

في الفصل الأول، نبه الطيب علي ضرورة النظر لمصطلح الليبرالية خارج المعجم، فمصطلح الليبرالية تحرر من الورق وأصبح مذهب مجتمعي في الواقع الأن لذلك ينظر له من هذا المنطلق، كما يجب الفصل بين الحرية كواحد من المُثل العليا والليبرالية كمذهب يسعي لتطبيق الحرية وأكبر مثال علي هذا هي الولايات المتحدة الأمريكية والتي يعدها الليبرالين في العالم الان الأنموذج المثالي في تطبيق الليبرالية وعلي كل دول العالم الإقتداء به مع إزالة أو إضافة ما يناسبهم، في هذا الفصل وقع الطيب في مغالطة منطقية ألا وهي مغالطة التعميم فقد أنهي بجملة "ان كل مذهب يزعم تجسيده لواحد من المُثل فهو يمسخه" ولم يذكر أدله او امثلة علي تلك المقولة فقط أدرجها كالمثال الشعبي وأستخدمها كمحدد او دليل للتأكيد علي زيف الزعم الليبرالي .

في الفصل الثاني، أستخدم ثلاث نماذج لشرح مفهوم الليبرالية وهم (ميكافيلي - لفصله بين الأخلاق والسياسية - وجون لوك - لتبنية الرؤية الذرية للمجتمع - ومونتيسكيو - لتشجيعه علي تخليص الفرد المالك من السلطة السياسية - ) وثلاثتهم يمثلون المنهج الليبرالي لما دعوا له في ما كتبوا طيلة حياتهم وما دعوا إليه سياسياً، فميكافيللي علي سبيل المثال يمكن أن ينظر لنصائحه الشهيرة في "الأمير" علي أنها اللبنة الأولي في علم السياسية الحالية فقديماً كانت السياسة كفرع من فروع الفلسفة قائمة علي الملاحظة والتدوين من أجل إتخاذ القرار لحالة من ال(ميكافلية) من مراوغة ومكر للوصول للهدف السياسي، أما عن جون لوك صاحب النظرية الذرية المجتمعية فهو ينظر للفرد في المجتمع كما ينظر للذرة وسط ذرات كثيرة للتأكيد علي فردنيه كل شخص وأهمية حرية كل فئات المجتمع رغم أنه كان تاجر عبيد وهو ما يناقض كل ما يدعوا له من حرية فردية من وجهة نظري ووجهة نظر الكاتب، اما بالنسبة لمونتيسكو فيمكن القول أن كتابه (روح القوانين) جاء ليؤكد وجهة نظرة أن حرية الأفراد في المجتمع هي العامل الأهم في الدولة الحديثة ما لم تتعارض حريتهم مع القوانين المشرعة.

إذاً فالليبرالية في النهاية قائمة علي ثلاثة محددات : أولها فصل السياسة عن الأخلاق فتتحول السياسة لهدف مرجو بدلاً من أن تكون غاية لرخاء الشعوب وحيث لا أخلاق في السياسة، وثانياً النزعة الفردية للمجتمع فالفرد فيها هو القيمة الأساسية التي يبني عليها المجتمع كله، ثالثاً الحرية هي العامل الأساسي في العقد الاجتماعي الحاكم ولكن ليست الحرية هنا بمفهومها العام – حرية الأفراد جميعهم - أكثر ما تقصد حرية الفرد المالك فقط .

في الفصل الثالث، يشرح الطيب النظرية الليبرالية الاقتصادية القائمة علي التملك فالإنسان في الغرب تحول من (كائن عاقل) إلي (كائن متملك) كل هذا نتيجة نظرة الغرب الكمية للأشياء من حولهم، أدرج أيضاً في هذا الفصل مقارنة الأستاذ مالك بن نبي حول قصتين (حي بن يقظان) و (روبنسون كروز) فكلاهما عزلة للإنسان بعيداً عن البشر ولكن الأول أهتم بغير المحسوس حتي توصل إلي الله الخالق والثاني ملئ وقته بصنع طاولات وكراسي وكل قصة منهم تمثل التفكير السائد في المجتمع التي خرجت منه، ثم يبدئ الفصل بحكاية الليبرالية بداية من الفيزيوقراطية مرحلتها الاولي حيث كانت الليبرالية تزم الصناعة ف في الفيزيوقراطية تقديس للزراعة والتجارة ولكن دون إشراف حكومي عليهم، ثم يتطرق لأدم سميث وريكاردو علي سبيل المثال لا الحصر .

أما الفصل الرابع، فجاء للمقارنة بين الليبرالية والنيوليبرالية والتي جاءت لتعالج ثغرة ارتفاع نفقات الدولة علي الخدمات العامة التي تقدم للطبقات المتوسطة والفقيرة، وكان الحل في تقليلها وترك السوق ككينونة مستقلة – والذي تحول فيما بعد لمفهومهم عن الحرية فحرية السوق تساوي الحرية كلها – دون أي تدخل خارجي، والتي ظهرت لأول مرة في سبعينات القرن الماضي نتيجة لبروز طبقة اقتصادية ثرية جداً وهذا بفضل تطور وسائل الانتاج وإزياد المد الاستعماري الأوروبي لخارجها.

في الفصل الخامس، نقد لتعريف الحرية عند الليبرالين، فـفلاسفة الليبرالية عرفوا الحرية من منطلق التعريف النفسي فقط علي أنها "رائحة تُشم" و " نحس أننا أحرار .. او لا نحس بذلك " وهو تفكير خاطئ للحديث عن الحرية فما بالك إذا كان هذا الحديث عن الحرية الاقتصادية والتي تطمح الليبرالية لتحول فيها الكائن العاقل إلي كائن مالك، ثم تُغالي النيوليبرالية وتريد ان تحول الانسان لسلعة تباع وتشتري بين الحدود بدعوي الحرية، يصف الطيب في هذا الفصل الاخلاق الليبرالية علي انها الاحق بأن توصف بالأبيقورية فحتي أبيقور نفسه أكد علي وجود حدود للذة والحرية دونها تفقد الحياة حكمتها ويصبح الإنسان كالحيوان يجري وراء رغبات ولذات .

في الفصل الأخير والخاتمة، ناقش كيف أستقبلنا نحن كعرب الليبرالية أول ظهورها ومحاولات مفكرين مثل محمد عبده وجمال الأفغاني والطهطاوي في محاولة دمج المفاهيم الليبرالية ومؤامتهم مع المنظومة الإسلامية وكيف يحدث الأن من بعض المتأسلمين الذين يبتغون العلو الليبرالي علي الفكر الإسلامي وكيف كانت حججهم واهية، فالبعض يربط بين الليبرالية والحرية رباط دائم فمن ينتقد الليبرالية فهو محب للاستعمار والتخلف الفكري ويربط الليبرالية بالديموقراطية ومن يخالفها فهو ديكتاتور من الدرجة الأولي، ومع مبالغتهم تلك من الطبيعي أن يلتف حولهم العديد من صغار السن ممن يبحثون عن حبل يلتفون حوله خصوصاً إذا أعلنت لهم ك"نهاية التاريخ" او "الايدولوجية الاخيرة" .

تم بحمدالله
10 - 5 -2020
Profile Image for هَنَـــاءْ.
342 reviews2,698 followers
October 14, 2016
‏تحليل نقدي تاريخي هادئ وعميق، ربط مذهل وتسلسل منطقي، مقنع ..
‏من أفضل الكتب التي قرأتها في هذا الموضوع !.
Profile Image for Mohamed.
914 reviews908 followers
April 4, 2016

فى البداية أحب ان اسجل اعجابي بهذا الكتاب الرائع , لغة اكاديمية واضحة الي حد كبير , تنظيم لمحتوي الكتاب وتقدمة وتوطئة تتضمن منهج الكتاب الذي ستكمل صفحاتك وانت تدرك تماماٌ تفكير الكاتب وما الذي يسعي للحديث عنه

تحدث الكاتب عن موضوعان أساسيان يتعلقان بالليبرالية
الموضوع الاول كان دلالة مفهوم الليبرالية نفسه وكيف أن مفاهيمها وضعت فى موضع التقديس بحيث تصبح كامنة خارج سياق التاريخ والزمان والمكان بحيث لا يمكن سوي مناقشة كيفية تطبيق مفاهيمها ولا يمكن مناقشة المفاهيم نفسها لان ذلك سيعد ردة عن الحرية كما عبر عن ذلك بكل وضوح ميلتون فريدمان عندما قال

"إن الذي يكمن خلف غالبية الحجج المقدمة ضد إقتصاد السوق ، هو نقص الإيمان بالحرية ذاتها"
صحيح ان فكرة اقتصاد السوق نفسها وتغوله كقيمة أولي للحياة والنظم الاجتماعية هو من ابداع النيوليبرالية الا انه يمكننا القول فى النهاية ان النيوليبرالية هي فى النهاية هي المحاولة التي وضعت كرد فعل لمحاولة تحديث الليبرالية خصوصاٌ بعد فترة انتهاء الحرب الباردة

اما الموضوع الثاني فالكاتب تحدث فيها عن التطورات السياسية للفكر الليبرالي وأهم المفكريين الليبرالين الذين قاموا بصياغة المبادئ الاولي لليبرالية وتحدث فيه عن الظروف المحيطة بهم التي أثرت فيهم ليقوموا فى ظلالها بصياغة الفكر الليبرالي وهنا سنجد العجب العجاب من أن أحد أهم منظري الفكر الليبرالي كان تاجر رقيق !!

من اهم النقاط التي وضحها الكاتب فى توطئته التي أعتبرها افضل أجزاء الكتاب هو اجماله للنظرية السياسية الليبرالية علي المبادئ الثلاثة التالية

1- الفصل بين السياسي والاخلاقي : بحيث تكون القيمة نفسها غير قائمة علي المعايير الاخلاقية او الدينية وبالطبع لا علاقة لها بفكرة الغائية والاسئلة التي تضطرنا الغائية الي الاجابة عنها

2- النظرة الذرية للوجود الاجتماعي : بحيث يكون النواة المجتمعية ليست جماعات مثل مؤسسة الأسرة بل يتم النظر الي الفرد باعتباره القيمة المركزية فى الوجود الاجتماعي كله وذلك بالطبع يلغي كل ما يمكن الحديث عنه من مصلحة للجماعة وما يرتبط بها من مفاهيم لذ�� فان تفكيك الأسرة كلبنة أساسية للمجتمع هو الوضع المتفشي فى النظم الليبرالية


3- نزعة تحرر الفرد : بحيث ان تحرير الفرد هو القيمة الأعلي ولكن التحرير هنا تحرير مادي وليس روحي أو تحرير للفرد باعتباره الانساني , أو يمكننا أن نكون أكثر دقة ونقول تحرير رأس المال
من حقك أن تفعل أي شىء ما دمت لا تؤذي الآخر مادياً وهذا هو جوهر فكرة اعتبار الإنسان كائن إقتصادي

بعض الاقتباسات التي أعجبتني فى الكتاب


“أولئك الذين لا يؤمنون بالمُثُل، ولا يعتقدون بآفاقية مثال الحرية، يكفي وعيَهم المُبْتَذَل ونظرَهم القاصِر تمثالُها الرابض في مياه منهاتن!”

“ان نمط تفكير الحضارة الغربية نمط ذو نزوع كمي متمحور حول الأشياء”

“نلاحظ ان المنظرين للفكرة الليبرالية سيحرصون علي إختزال الدوافع والأشواق والغايات الإنسانية - حتي التي تخرج عن نطاق العلاقة الإقتصادية- إلي رغبات وأشواق جسدية لتؤول إلي محض رغبة إقتصادية ! ”

Profile Image for عمرو  عزازي.
275 reviews379 followers
December 4, 2013
هذه الورقة البحثية رائعة .. في خلال ستة فصول يتبع كاتبنا أسلوباً علميا في نقد الليبرالية و تجلية مفهومها الصحيح مظهرا المحاسن و المساوئ كي يقف القارئ وقفة متأنية مع هذه الكلمة . " الليبرالية "

بدأ الدكتور الطيب بوعزة بتوضيح مفهوم الليبرالية و نشأتها و دلالتها ثقافيا و تاريخيا ثم انتقل إلى النظرة السياسية لليبرالية شارحا لأفكار ثلاثة ممن يعتبرهم الكاتب من منظري الليبرالية و هم ميكيافيللي وجون لوك ومونتيسكيو .

وتناول المؤلف كذلك النظرية الاقتصادية الليبرالية بحث من خلالها الرؤية الليبرالية للإنسان وذلك بوصفه كائنا اقتصاديا ..

انتقل الحديث بعد ذلك إلى ما يُسمى بالليبرالية الجديدة شارحا معناها و مدلولاتها.

كما ناقش الكاتب ما يتعلق بالليبرالية والحرية والسؤال الأخلاقي و هو جزء هام في نقد الفكرة الليبرالية.

وختم فصول الكتاب بالخطاب الليبرالي العربي الكلاسيكي والخطاب الذي سماه النيوليبرالي العربي (الليبرالية الجديدة) .

وفي الخاتمة طرح هذا التساؤل هل حقا لا بديل عن الليبرالية؟ محاولا الإجابة عنه.


بحث قيم و يفتح للقارئ آفاقاً جديدة للقراءة :)
Profile Image for Imane.
87 reviews289 followers
July 15, 2016
"وهل كان للفلس يوما قيم حتى يخجل او يحتشم". الليبرالية الراسمالية الرافعة لشعار الحرية الاخاء الحرية و المساواة كانت المسوغ التشريعي لنهب استعباد و استعمار شعوب افريقيا ونهب ثرواتها. اذا كان تعريف الليبرالية هي حرية التفكير و حرية الملكية الشخصية "اقتصاد السوق" و حرية تكوين الاحزاب و اختيار السلطة فان الوجه الاخر لها هو تحويل الانسان الى شيء الى كينونة بيولوجية تنتج و تستهلك قانون الغاب واقع تصارعي متوحش واكبر دليل على ذلك هو نموذج الولايات المتحدة الامريكية و احتكارها للثروات الطبيعية حيث تجاوز استهلاكها في القرن الماضي ما يجاوز استهلاك البشرية جمعاء طيلة عيشها. اللبيرالية مذهب الحرية ليس سوى شعار مثل اعلى و كباقي المذاهب تتعدد اشكاله هناك ليبراليات و ليست ليبرالية واحدة فالحرية كالقيم والاخلاق و المبادئ توجد بداخل الانسان كمعطى متعال وبعيدا عن مثالية كانط فان اي مذهب يزعم تجسيد المثل هو في الواقع يقوم بمسخها. نشات اللبيرالية تاريخيا مع ظهور الصناعة حيث كانت هناك الحاجة الى تحرير العبيد و تحويله الى عمال والى جانب هذا الشرط الواقعي هناك شرط ثقافي فلسفي فكري حيث ارتكزت اللبيرالية السياسية على النماذج الثلاث (ميكيافيلي لوك مونتيسكيو). الفصل بين السياسي و الاخلاقي ميكيافيلي( كتاب الامير و الاحاديث الكتاب الاول يدعو الى انشاء نظام استبدادي في ايطاليا بسبب ظروف تاريخية و ياتي الكتاب الثاني للدعوة الى فكرة الجمهورية و الحرية بعد استقرار النظام) الرؤية الذرية للوجود الاجتماعي جو لوك ( فيلسوف انجليزي يمكن اختصار اطروحته الابستمولوجية في كونها تاسيسا للمذهب التجريبي و نقض نظرية العقلانية لديكارت اما اطروحته السياسية فترتكز على وجود قانون طبيعي الحرية و المساواة و للتوفيق بين الجانبين هناك النظرية الذرية التي تتمحور حول الفرد) وتحرير الفرد المالك من السلطة السياسية و الاستبداد مونتيسكيو( الذي سعى الى التخلص من الاستبداد و ضمان الحرية). ثم انتقل الكاتب لدراسة النظرية الاقتصادية الليبرالية التي ترى ان الانسان حيوان اقتصادي وطرح النظرية الاقتصادية لمجموعة من الاشخاص من بينهم ادام سميث( مؤسس الاقتصاد السياسي ورسول اللبيرالية بكتابه ثروة الامم الذي اعتبر ان العمل هو مصدر الثروة وشدد على فكرة تقسيم العمل وعمق من الرؤية النفعية القائمة على المصلحة الفردية) وريكاردو و مالتوس.
واخيرا انتقل الكاتب الى شرح النيوليبرالية بعد ظهور النظرية الكينزية التي تدعو الى تدخل الدولة في النظام الليبرالي الاقتصادي للحد من حرية لمعالجة الازمة التي تسبب فيها فان النيوليبرالية هي المناداة الى العودة الى الليبرالية في اشد تمظهراتها التحررية.
Profile Image for نورة.
791 reviews893 followers
February 6, 2025
لكل كسول عاجز يود القراءة عن الليبرالية، أسسا ونظرية وظروف نشأة وتطور، في سياق نقدها ومراجعة أصول أفكارها، بلغة رصينة، هادئة، مرتبة الأفكار، أقول لك: يا ابن المحظوظة.. ها قد عثرت على ضالتك في كتاب لا يجاوز ال٢٠٠ صفحة!
هذا الطيب أبو عزة تفضل بعصر قراءاته وأبحاثه الطويلة في كتيب صغير جامع مانع، فكفى المشغول مؤونة الجولان بين أزقة كتب الفكر طولا وعرضا، وضمن له بجودة خبرته أن يستند إلى كتابه عند مقارعة خصومه.
كان الأوجب في حقه أن يعنون الكتاب بـ"موجز في الليبرالية - عرض ونقد".

عن الليبرالية التي صارت "تسوق بوصفها الدين الخاتم"، أو كما عبر عن ذلك فوكوياما بـ"نهاية التاريخ"، الذاهل -في وثوقيته- عن الطاقة الإبداعية للفكر والفعل البشريين، وانطلاقا من رفض الطيب النزوع الاحتكاري للحرية في الليبرالية، الذي يتجاهل مثالية هذا المفهوم "أفقا" لحركة الفكر والفعل، ويمذهب المثال؛ فيستحيل بذلك إلى وثوقية سياسية وفلسفية مغلقة، ويوقف عجلة المراجعة النقدية، وطلب التجويد والتطوير، جاء هذا الكتاب.

تمتاز قراءته النقدية باستحضار الشرط التاريخي، وعدم الاكتفاء بالمعاجم اللغوية، حيث دحض كثيرا من مزاعم الليرالية عبر التتبع التاريخي والمجتمعي، أولها الحرية، وآية ذلك أن الاستعمار، وما ارتبط به من استعباد، كان نتاج الرأسمالية الليبرالية، ولم يكن نتاج المجتمع الإقطاعي.

يوثق التطور الدلالي الهام، الذي شهده مفهوم الليبرالية في تاريخ الثقافة والاجتماع الأوروبي؛ وهو أنه في القديم لم تكن الحرية ترتبط بالكائن/ الفرد، بل ترتبط بالمدينة/الدولة، وكانت اللفظة تعني باللاتينية: الشخص الكريم النبيل الحر (يلحظ التشابه الدلالي بين اللاتينية والعربية قديما).
لقد كان وعي الحرية في المجتمعات التقليدية وعيًا بمفهومٍ جمعي، يخُصُّ أرضًا أو شعبًا أو جماعةً. أما الفرد، فلم تكن له هويته كينونةً مُتفرِّدة مُتميزة؛ بل كان يُنظر إليه من جهة انتمائه إلى قبيلة أو عشيرة... بمعنى أن هويته كانت موصولة ومتماهية مع هويَّة الجماعة، وكان أناه الفردي ذائبًا في أنا الجماعة، التي ينتمي إليها عضويًّا وإثنيًّا ودينيًّا.
ولذا، يحرص الفكر الليبرالي على إرجاع ميلاد الحرية -بمدلولها الفردي- إلى القرن الثامن عشر، أي إلى (نظرية العقد الاجتماعي).
‏لكن من أجل الإحاطة بنظرية الحرية في الفكر الغربي، لابد من الرجوع إلى ما قبل زمن الاستنارة، وإلى القرن السادس عشر تحديدًا؛ حيث سنجد مفهوم حرية المَلَكَةِ الفكرية للفرد، قد تبلور مع حركة الإصلاح الديني؛ إذ معها برزت المناداة بإطلاق التفاعُل الحر للفرد مع النص المقدَّس، وتحريره من سلطة التأويل الكنسي. وهنا يمكن أن نعُد هذه الحركة أول تمظهُر لإرادة الحرية المعرفية.
وقد كان مقام العقل في النسق المعرفي للإصلاح الديني الأوروبي مقامًا خفيضًا مُحتقرًا، فسواء عند لوثر أو كلفن أو هولدريخ زْوينكَل، لن نجد للعقل أي تقدير. إن رفضهم لوصاية الكنيسة على الفرد لم يكن يُرادف إطلاق فعالية التأويل العقلاني، بل كان مجرد إطلاق لتفاعُل وجداني وشعوري مع النص، خارج الوصاية البابوية وتفسيرها الأحادي (وهذه ملاحظة ولفتة هامة).
لكنَّ هذا الجانب الذي أغفلته حركة الإصلاح الديني، أي: تحرير فعل التفكير والتأويل العقلاني؛ هو ما سيأتي القرن التالي (السابع عشر) للتوكيد عليه، مع تأسيس الأنساق العقلانية (الديكارتية، والسبينوزية، واللايبنتزية).
وإذا كانت حركة الإصلاح الديني حرَّرت الفرد من إطلاقية السلطة التأويلية الكنسَّية، والديكارتية قد حررَّته بوصفه ذاتًا مُفكِّرة؛ فإن القرن الثامن عشر سيُحرر الفرد بوصفه ذاتًا سياسية، وذلك بالتأكيد على مفهومي الحق الطبيعي والعقد الاجتماعي.
غير أن ليبرالية القرن التاسع عشر ستنقلب على هذا المفهوم؛ إذ لم تعُد الحرية معها تُقدَّم بوصفها استحقاقًا طبيعيًّا للكائن الإنساني برسم إنسانيته، بل تم تغير مدلول الحرية هو الآخر؛ فأصبحت لا تعني سوى حرية الفرد المالك! وذلك قلب جذري للمدلول الماهوي للإنسان؛ من إنسان عاقل إلى إنسان اقتصادي؛ وبذلك، استوت الفلسفة الليبرالية بوصفها منظورا اقتصاديًّا يبتذل الحرية، ويختزلها إلى مُجرَّد دال على حرية القوة الاقتصادية. ولا يزال هذا التصور ناظمًا للوعي الليبرالي، ومهيمنًا على خطابه إلى اليوم.
وبذلك، يصح القول إن الليبرالية -بدءًا من القرن التاسع عشر، وإلى اللحظة الراهنة- ليست دعوة إلى حرية الفرد بوصفه كائنًا إنسانيًّا، بل هي دعوة إلى حرية الفرد بوصفه مالكًا اقتصاديًّا لأدوات الإنتاج، ليس بمدلولها المادي المختَزَل في السيولة النقدية والتقنية الآلية والثروة الطبيعية، بل بمدلولها الموسَّع باعتبارها ثروة.
ويخلص في كتابه هذا إلى القول: بأن الليبرالية في جوهرها ليست تحريرا للكائن الإنساني، إنما هي تحرير للرأسمال؛ ليتحول من أداة إنتاج تخضع للمراقبة الاجتماعية، إلى كيان مهيمن يتحكم في الاقتصاد والسياسة والإعلام، ويوجه مسار الحياة الإنسانية وفق منطقه المادي القاصر.

منهجه البحثي:
‏اشتغل بمنظورين اثنين:
‏ الأول، وهو الناظم لرؤيته النقدية يقوم على مقاربة فلسفية تتناول الأسس المفاهيمية والمعرفية الليبرالية، بقصد الكشف عن زيف مزاعمها (نقد مثالي).
‏الثاني، يرتكز على المقاربة التاريخية والسوسيولوجية للنسق الليبرالي، من حيث هو نظام مجتمعي.

‏في الفصل الأول؛ يبحث دلالة مفهوم الليبرالية، بسؤال ناظم، هو: ما المدخل المنهجي المناسب لهذه المقاربة الدلالية؟

أما الفصل الثاني؛ فخصَّصهُ لبحث الليبرالية، من حيث هي نظرية سياسية. محدداتها:
١- الفصل بين السياسي والأخلاقي.
٢- الرؤية الذرية للوجود الاجتماعي.
٣- النزوع نحو تحرير الفرد المالك (للقوة الاقتصادية) من استبداد السلطة السياسية المطلقة.
والأطروحة التي يتبناها، هي إنه يعد ميكيافيللي مؤسِّسًا للنزعة السياسية الليبرالية؛ بفصله بين السياسي والأخلاقي.
ثم سينتقل إلى بحث الإسهام الفلسفي/ السياسي لجون لوك، حيث سيقف عند بنائه لمفاهيم النسق السياسي الليبرالي.
ولاستكمال صورة النظرية السياسية الليبرالية، لا بُد من بحث مسألة فصل السلطات، وهنا سيكون من اللازم دراسة إسهام الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو، والتساؤل عن دوره في بناء المنظور السياسي الليبرالي.

في الفصل الثالث؛ ينتقل إلى بحث بُعدها الاقتصادي (الذي يرى الإنسان كائنا اقتصاديا)؛ حيث يحلل مرجعيتها الفكرية، لكن دون اختزالها في الاقتصاد السياسي الإنكليزي (عند سميث وريكاردو ومالتوس)، كما هو مسلك غالبية الدراسات. بل يستحضر أيضًا مرجعيتها الفيزيوقراطية، وجدلها مع المركنتالية.

أما في الفصل الرابع؛ فيبحث النيوليبرالية، بدءًا من تحليل سياق نشأتها، وإلى بحث اتجاهاتها النظرية التي تبلوَرَت مع المدارس الثلاث: المدرسة النمساوية مع كارل مينغر وبوم فون باڤرِك، ومدرسة لوزان مع فالراس وڤيلفردو پارتو، ومدرسة كمبريدج مع ستانلي جيفُنس وألفريد مارشال.
وفيه حصر المحددات النظرية للنيوليبرالية في:
١- انتقاله من أن العمل هو محدد القيمة في الليبرالية، إلى أن المنفعة المتعلقة بذاتية المستهلك هي محدد القيمة، وعليه انتقل من مستوى الموضوعية إلى الذاتية.
٢- توسم المدارس الثلاث بالمدرسة الحدية، وذلك أنها في تحليلها الاقتصادي تتقصد دراسة الوحدات الاقتصادية الأخيرة، فالرأسمال الحدي هو آخر مقدار استثمر من الرأسمال، والأجر الحدي هو أجرة آخر عامل، والسعر الحدي هو سعر آخر وحدة أنتجت من مادة معينة.
٣- النزوع الخيالي التجريدي، وذلك أن هذه المدارس تنزع إلى بلورة ما تسمية الاقتصاد الخالص أو المحض.
٤- استمداد الصياغة الرياضية التي تنظر إلى الوحدات الصغرى وتؤسس باستقرائها مفاهيم وأحكام عامة.
ونظرًا لمحورية مفهوم السوق داخل النسق النيوليبرالي، أعطاه اعتبارًا استثنائيًّا؛ فخَصِّص له ما يكفي لبيان وضعه في الرؤية النيوليبرالية.

في الفصل الخامس؛ ولأن الليبرالية ليست محض نظرية، بل هي منظومة مجتمعية تتجاوز الحقلين الاقتصادي والسياسي، إلى حقل الإنسان ببُعده الأخلاقي؛ سيقف لمساءلتها؛ من حيث علاقتها بالحرية والأخلاق. ‏وسيذكر محدداتها، ثم يستعرض ملاحظاته عليها: الشكلية؛ من حيث أن بحث فلامان المسألة الأخلاقية في كتابه لم يجاوز صفحة ونصفا، والمضمونية؛ من حيث تحليل هذه المبادئ الأخلاقية ذاتها وتفكيكها؛ مؤكدا إفلاسها الأخلاقي، لكتابتها بلغة تجارية، تقوم على مفاهيم الثمن والبيع والشراء ومقدار الادخار.
‏ناهيك عن أن أكبر أصل نظري للأخلاق الليبرالية يتمثل في الإسهام الفلسفي لجيرمي بينثام، الذي انتهى بنزعة موغلة في تجريد القيم الأخلاقية من كل أساس مرجعي متعال، إلى أن المبدأ الأخلاقي الوحيد هو مبدأ المنفعة بمدلوله الفردي الخاص، واضعا معيارا لقياس السلوك الأخلاقي والعملي قياسا كميا من خلال سبعة محددات، هي:
- المدَّة: مُحدِّد لقياس المدة الزمنية للذَّة؛ فاللذة المستمرة - أو الممتدة زمنيًّا-أفضل من العابرة.
- الشِدَّة: قياس مدى قوَّة اللذة، أو ضعفها.
- التيقُّن من الإنجاز: فإن اللذة المؤكَّد حصولها، أفضل من التي نشك في إنجازها.
- القُرب: فإن اللذة العاجلة أفضل من الآجلة.
- الخصب: النظر في مدى إثمار اللذة لِلَذَّاتِ أخرى!
- الصفاء: أن تكون اللذة خالصة غير مصحوبة بألم!
- الامتداد: أي قياس مدى تعدي اللذة من الفرد إلى الآخرين.
‏لذا، يصح القول إن الفلسفة الأخلاقية الليبرالية في جوهرها لا أخلاقية، بل لن نبالغ لو قلنا: أنه لم يسبق لمذهب فلسفي أن ابتذل الأخلاق، وقاس قيمها بأوراق البنكنوت، مثلما فعلت الليبرالية.

وفي الفصل السادس؛ يلقي نظرة على الخطاب الليبرالي العربي، بدءًا من لحظة دخول المفاهيم الليبرالية مع أولى لحظات الصدام العسكري الذي حدث بين العالم العربي وأوروبا في القرن التاسع عشر، حيث انطلق الوعي العربي نحو مسألة أناه الحضاري، بالتفكير في أسباب ضعفه ومكمن قوة الآخر. وعند الاطلاع، وجد الليبرالية هي الأيديولوجية الفلسفية المهيمنة.
‏وينبه إلى أن كثيرا ممن يتم إرجاع الليبرالية العربية إليهم من رواد الفكر النهضوي، مثل الطهطاوي والتونسي والأفغاني ومحمد عبده ليسوا بالضرورة ليبراليين، لكن الصحيح أن كثيرا من المفاهيم الليبرالية استحضرها هؤلاء الرواد، ودخلت من خلالهم في شكل مفاهيم وأفكار، وليس مذهبا أو نسقا جاهزا. فقد استوت في شكل نسق مع لطفي السيد. ثم انتهى إلى تحليل مفاهيم ونقائص الخطاب النيوليبرالي العربي المعاصر، التي تتجلى خاصة في ضعف تحليلها النقدي للأطروحة الفلسفية الليبرالية الأوروبية وضعف فهم شروط إنتاجها، والاختزالية في فهم مفهوم الحرية، منبهًا إلى إدراك أن تجديد أي حضارة لا بد من أن ينبع من تجديد نسقها الذاتي، لا من استمداد مذاهب وأنساق جاهزة، وتغليفها باصطلاحات أصيلة؛ لإخفاء عجمتها أو المستورد منها.
ومع ذلك فيرى أن الخطاب الليبرالي النهضوي القديم أفضل من الخطاب الجديد الذي يقدم هذا المفهوم في صورة فكرة حمقاء على ظهر دبابة غربية، مدعومة بلغة الإملاء والتهديد.

وبعد هذه الفصول الستَّة، ينبغي أن تتوفر مادَّة معرفية كافية؛ تمكننا من الإجابة على سؤال:هل ثمة بديل عن الليبرالية، أم أنها نهاية للتاريخ البشري؟
وأجده دار عند معالجتها في دائرة مغلقة، تؤكد على أهمية الوعي وتأصيل الأفكار -بصفته منظرا-، فكانت المعالجة هنا قاصرة وغير كافية.

يؤكد لي هذا الرجل الطيب -كما اسمه- أنه ممن جمع بين جودة العطاء الكتابي والمرئي، فأنا من خريجي مدرسة شروحاته اليوتيوبية، ومحاضراته القيمة النوعية، واليوم يثبت لي هذا التكامل في العطاء لديه، فاللهم بارك في علمه وارزقنا من واسع فضلك.
Profile Image for Anas Abdullah.
8 reviews11 followers
March 18, 2018
من أجمل ما قرأت في نقد الليبرالية. هو نقد موضوعي هادئ بعيد غاية البعد عن الانفعال وأيضاً هو نقد عميق تعدى تحليله إلى ما وراء اللفظ وتعريفه واشتقاقاته فتناول الواقع التطبيقي لليبرالية واستصحب معه السياق التاريخي والاجتماعي لنشأتها وتطورها لكون الليبرالية هي نسق حياة وليس فقط رؤية ونظرية.
لفت انتباهي وأنا أقرأ هذا الكتاب الاحترازات الكثيرة للمؤلف في مقارباته ومنها تأكيده كثيراً على نسبية منهجه الذي تناول به دراسة الليبرالية. أظن أنه من المفيد جداً ذكر هذه الاحترازات وتكرارها على مسمع ومرأى الجمهور العربي نسبة لما نعانيه من مشاكل كبيرة في التفكير النقدي.
ومن أجمل ما قاله الدكتور بوعزة في هذا السياق: "إن المقاربة المنهجية هي شعاع من الضوء بمقدار ما يسمح بإضاءة منطقة ما فإنه يلقي على ما يحيطها ظلالاً تخفيها. "

الكتاب غني جداً بكتب ومصادر للفكر الليبرالي والمؤلف كان حريص جداً أن يكون مصدر أي فكرة ليبرالية يريد أن يحاكمها هو كتاب معتبر عند الليبراليين أنفسهم. وهذا الأمر على بداهة ضروريته لكني لاحظت عدم اهتمام بعض الباحثين بهذا الأمر في كتبهم ناهيك عمن هم دونهم مما يوقعهم في فخ الإسقاط فينسبون للمنهج المراد دراسته ما ليس منه خاصة عندما يتعلق الأمر بمحاكمة مناهج فكرية مخالفة.

تفاجأت وأنا أقرأ مقدمة الكتاب اعتبار المؤلف ميكافيللي "مؤسساً للنزعة السياسية الليبرالية "، وميكافيللي فيما هو مشهور عنه أنه يكرس ويبرر لاستبداد الحاكم في كتابه المشهور "الأمير"، وهذا مما استثارني وشوقني أكثر لإكمال الكتاب ومعرفة مقومات هذا الادعاء. فيما تلا ذلك بين الدكتور أن لميكافيللي رأياً آخر في كتابه "أحاديث على المقالات العشر في تاريخ تيتو ليفيو " رأياً مناقضاً لما هو معروف، بدا فيه مدافعاً عن الحرية، لم تصمد كثيراً هذه المفارقة الكبيرة عندما لجأ الدكتور لاستصحاب السياق التاريخي والمجتمعثي –اتساقاً مع منهجه- وبالفعل تخطاها.

آنسني هذا الكتاب حد الإمتاع في ليالي "الهند" الباردة، خاصة وأنني كنت أعايش في تلك النهارات مجتمعاً متنوعاً إثنياً ودينياً واختار الليبرالية لتكون حلاً لإشكالات كثيرة يسببها ذلك التنوع في ظل الدولة الحديثة.
يقول العقاد رحمه الله: (اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب مفيدة).
تجربة كانت أكثر من رائعة والكتاب أكثر من جيد ولابد لي أن أعاود قراءته مرات إن شاء الله.
Profile Image for Hanan elyousefi.
32 reviews6 followers
Read
May 13, 2014
الطيب بوعزة ، من المفكرين الذائعين الصيت بالمغرب والذين أشرف بالقراءة لهم وعنهم، والكتاب قد أضاف فائدة كبيرة ومعلومات جيدة لمن ألقى له السمع لكن عندي ملاحظات لا تلغي الفائدة العظيمة من الكتاب لكن لابد منها :
ان كانت الليبرالية كفلسفة تطلقُ القول بالحرية ؛ فالحقيقة إنني أعتبر نفسي مناهضةً لهذا التوجّه وحامليه. أما إن كان الغرض إشاعة قيم التسامح والقبول بالرأي الآخر ؛ فأنا كذلك.! لكننا عندما نحاول أسلمةَ هذا "الإطار المتسامح" بتأصيله شرعاً ؛ فإننا لا نخرج عن المرجعية الإسلامية، وحينها سيكون الانتساب إلى الليبرالية ادعاءً بلا معنى ولا دليل في الحقيقة، إذ الليبرالية لا تتقيّد بالمرجعية الإسلامية أصلاً، ولذا فإن المنتسب -منّا معشر المسلمين- إليها إما جاهل بحقيقتها، وهذا حال أكثر الشباب. أو أنه يمارسُ التقيّة، بمعنى أن يظهر شيئاً ويبطن شيئاً آخر، أي ينافقُ بكل صراحة، طبعاً ليتُ مخولةً بتكفير أحد، كما أنني لا أنفي أنني متوقفة في كثيرٍ من المسائل المتعلقة بما سبق، كمقولة الحرية، أو تعريف العلمانية، وغير ذلك..

هذا أولا وتانياً وأخيراًالتكلم عن الليبرالية السياسية والاقتصادية و مخالفةُ السائد ستبدو جذّابةً ومغرية، خصوصاً لمن هم مفلسون من الأفكار الحقيقية الخلاّقة، فاللجوء إلى شتم المجاني للمجتمع أسهل بكثير من البحث المضني عن الحلول الناجعة لمشكلاته، كما أن الهجاء الاجتماعي قد يوفر للهجّائين شعوراً زائفاً بأنهم بمنأى عن سلبيات مجتمعهم، فترى طروحات بعضهم كما لو كانت محاولة اغتسال "علنية" من كل أدران المجتمع، ثم لا شيء..

الكتاب بعمومه جيد ..
Profile Image for Amr Hassan.
42 reviews53 followers
February 3, 2014
يٌعتبر كتاب "نقد الليبرالية" للطيب بو عزة نصاُ جديدا رائداُ في نقد الليبرالية بل لا أُبالغ اذا قلت أنه من أثري وأعمق ما قرأت في نقد اليبرالية ..وثمة شعور صاحبني طيلة قراءة مُنجز الطيب بو عزة ان ثمة تقارب جزئي في طريقة نقده من طريقة الفيلسوف الشهير "كارل بوبر" حيث توجه عملية النقد الي قلب وأساس النظرية بعد إعادة صياغتها وقراءتها بشكل كلي غير مجتزأ م�� سياقه أو ��لتركيز علي الجانب الأضعف في النظرية وتكثيف النقد علي هذا الجانب دون غيره
مثلما يفعل كل من ينتقد الليبرالية فيركز علي جانب الأخلاق والليبرالية وكونها تنزع إلي إطلاق الحريات الفردانية دون قيود ..فرّكز الطيب بو عزة نقده علي الاساس المعرفي والفلسفي للنظرية الليبرالية وتجلياته علي الجانب السياسي والاقتصادي في قراءة تاريخية واعية جدا ودقيقة وغير مغرقة في الإسهاب والسرد غير الخادم للسياق كما عند الاخرين
كما أنه قدّم قراءة جديدة وعميقة للغاية لمتن ميكيافيلي غير مقتصر علي كتابه الأمير بل أعماله الأخري في رؤية بانورامية فوق التأويلات والقراءات المتعددة له ..وذكر الباعث علي هذا القراءة في سياق نقد الليبرالية مع كون المشهور عنه هو التنظير لإستبداد الفرد وليس لإطلاق الحريات ..ويجيب عن هذه الإشكالية ويذكر ان الباعث لاستدعاء النص الميكيافيلي في سياق نقده لليبرالية هو ان متن ميكيافيلي هو من فصل الأخلاقي عن السياسي وهذه سمة بارزة في الليبرالية .
ينتقل بو عزة عبر تطور فكرة الليبرالية وما تم عليها من تحديث ويري ان التحديث والتطوير كان بمثابة انتكاسة وتوحش اكثر من لحظة الابتداء الكلاسيكية فمثلاعلي المستوي الاقتصادي فبعد ان كان العمل هو محددا للقيمة صارت المنفعة هي المحددة وأن الصوت النيو ليبرالي " ليس صوت فكر يصدر عن ذات إنسانية بل هو صوت الشراهة القاصدة إلي الربح المادي فقط .وصيرورة الانسان الي كائن مستهلك بل هو ذاته أصبح سلعة فصار قابلا للتشيؤ (أي الإنسان لا يستهلك الأشياء بل تستهلكه الأشياء ) وبالطبع في هذا السياق يكون الحديث عن مراعاة البعد الاجتماعي واحتياجات الفقراء شيء من العبث والخيال . وأن الانتكاسة في ملامح فكرة الحرية كانت في القرن التاسع عشر ..فكان الأمر في البدء تحرر من سلطان التأويل الكنسي ثم حرية الفرد كذات مفكرة (رؤية ديكارت) ثم حرية الذات السياسية من الاستبداد في القرن الثامن عشر في عصر الأنوار (منجزات جون لوك ، مونسكيو ، روسو ...) ثم حصلت الانتكاسة في القرن ال 19 حيث انقلب المفهوم الليبرالي وضاق وانحصر في حرية الفرد المالك وهذا التحول كما يري المؤلف " قلب جذري من الانسان العاقل الي الانسان الاقتصادي ..واستوت الفلسفة الليبرالية بوصفها منظوراُ اقتصادياُ يبتذل الحرية ويختزلها إلي مجرد دال علي حرية القوة الاقتصادية .
ويكرر الطيب بو عزة ضرورة التفريق بين الحرية "كمثال" وأصل وسمة من سمات الفعل الانساني وبين كون هناك مذهب وتوجه ينزع الي الحريات وأن التماهي بينهم خلط واختزال يقع فيه الكثيرون .
وعند تعرضه للخطاب اليبرالي العربي فوصفه ب " حزمة من المفاهيم التي يجري تسويقها بالأسلوب الشعاراتي الذي يشتغل بمنطق الدعاية والتسويق لا بمنطق التفكير والاستدلال"
Profile Image for آلاء عابد.
36 reviews41 followers
March 14, 2016
عظيم جداً،لا تفوت قراءته أبداً،شكراً أيها الطيب على هذا المنهج العلمي،وهذه القريحة الناقدة،وهذا الجهد الجبار.
Profile Image for Sara Limona.
147 reviews132 followers
February 12, 2024
الكتاب مهم، بل أعده من أهم الكتب التي لا بد أن يضمها الإنسان لتاريخه القرائي. والكتاب رغم صغر حجمه -نسبيًا- إلا أنه يحتاج لوقت، وتحتاج بعض الأجزاء فيه إلى التكرار لتمام استيعابها وهضمها.

-وهذه بعض النقاط التي أرجو أن توضح شيئا يسيرا من متن البحث:
* تتخلص المقدمة التي ترسم خارطة قراءة الكتاب في نقطتين: الأولى؛ إبانة السبب الدافع للانشغال ببحث يقرأ فيه المذهب الليبرالي قراءة نقدية. ثم من بعدها، ذكر المنهجية التي أسس عليها البحث وتوضيح موجز لمدار فصوله الستة.
ومن ثَمَّ، فإذا كان السبب الدافع للبحث كما ذكر، هو: "الحالة التي يتميز بها المذهب الليبرالي عن غيره من المذاهب السياسية في لحظتنا الراهنة؛ حيث لم تعد الليبرالية اليوم تقدم بوصفها أنموذجًا أو نظامًا سياسيًا واقتصاديًا من بين أنظمة أخرى، بل يصح القول: إنها تكاد تقدم بوصفها الأنموذج الوحيد لتسيير الشأن السياسي والمجتمعي، دونما منافس لها أو بديل. ولذا يغدو السؤال عن دلالتها وتشغيل الوعي النقدي لبحث قيمها ومبادئها وتطبيقاتها المجتمعية ضرورة ماسة نابعة من طبيعة لحظتنا التاريخية"
فإن السؤال الذي يفترض أن يجيب عليه نهاية الكتاب: هل ثم بديل عن الليبرالية، أم أنها خاتمة للتاريخ البشري؟
ومحاولا ذلك، فقد فعل.

* أما الفصل الأول: فيخرج فيه د. الطيب بو عزة مصطلح الليبرالية من حدوده المعجمية، ثم يعيد صياغته طبقًا للسياقات التاريخية التي تبلور فيها، ومن ثم يجعله مصطلحا ديناميكا دال على أنظمة اجتماعية متعددة لا لفظ نظري معجمي جامد.

* وفي الفصل الثاني، النظرية السياسية الليبرالية: إنطلاقًا من ثلاثة محددات تكمن في جوهر النظرية السياسية الليبرالية، وهم:
-الفصل بين السياسي والأخلاقي.
-الرؤية الذرية للوجود الاجتماعي.
-النزوع نحو تحرير الفرد المالك من استبداد السلطة السياسية المطلقة، يعتمد الكاتب دراسة ميكيافيللي في ضوء المحدد الأول، وجون لوك في ضوء المحدد الثاني، ومونتيسكيو في ضوء المحدد الثالث كنماذج مؤسسة للنظرية. ودراسته تلك دراسة ملمة بعيدة عن الاختزال الذي قرأت به أفكارهم من قبل (ميكيافيللي مثال). والفصل على طوله ممتاز.

* الفصل الثالث، النظرية الاقتصادية الليبرالية: المميز في هذا الفصل هو طريقة التحليل المتبعة فيه، والتي تبحث في المرتكز التحتي الذي قامت عليه الاقتصادية الليبرالية؛ أي تبحث في مولد الأفكار لا الأفكار النهائية ذاتها فقط. وهذا المرتكز اعتمد الكاتب أنه: "الرؤية المادية التي نراها كامنة في النمط الليبرالي، ومبلورة لطريقة إدراكه لحاجات الإنسان وقيمه"
وجاءت أفكار هذا الفصل مسلسلة كالتالي:
- التعريف الليبرالي للإنسان بوصفه حيوانًا اقتصاديًا، وذكر نمط التفكير الكمي المتجذر في العقلية الغريبة. وتحت هذا العنوان يلتقى فكر الدكتور بفكر مالك بن نبي، الذي اتخذ من قصتي حي بن يقظان وربنسون كروزو نموذجا لتوضيح أسبقة الشيء على الفكر في الفكر الغربي. لكن إن كان مالك قد اعتمد أسلوب المقارنة، فالكاتب هنا اعتمد أسلوب الأخذ والترك -اعتمادا أن ديفو قد قرأ قصة ابن طفيل من قبل-.
- الليبرالية التي تكمن في المذهب الفيزوقراطي، ثم ذكر الانتقاد الفيزوقراطي للميركانتيلية. وللكاتب هنا رؤى خاصة، منها على سبيل المثال اعتباره: "النزعة الليبرالية التي تسكن النظرية الفيزيوقراطية لا ترجع إلى إدراكها لقيمة مبدأ الحرية في الواقع الاقتصادي كما يشيع غالبًا في الكتابات الليبرالية، بل إن مفهوم الحرية ومناداتها بعدم تدخل الدولة لم يكن بسبب تقدير العملية الاقتصادية، بل بالأحرى بسبب احتقارها والتقليل من قيمتها! حيث كان مفهوم حرية الفعل الاقتصادي حاضرًا في تحليلها للفعل التجاري تحديدًا، ولم تكن دعوتها إلى حرية هذا الفعل إلا بسبب كونها تراه فعلاً لا قيمة له! حيث كان تصورها للثروة ينحصر في الأرض والفعل الزراعي لا في العملية التجارية، ومن ثم لم يكن لديها مانع من ترك العمل التجاري خارج سيطرة الدولة؛ لأنه لا قيمة للتجارة حسب رؤيتها الفيزيوقراطية المشدودة إلى الفعل الإنتاجي الزراعي"
- ويختمه بالفكر الليبرالي الانجليزي، في رؤى سيمث وريكاردو لقيمة العمل، ثم هوس الديموغرافيا عند مالتوس -والذي ثبت خطأه فيما بعد-.

* الفصل الرابع، النيوليبرالية: متبعًا طريقة تعريف الحركات طبقًا للسياقات التاريخية المولدة لها، يذكر في هذا الفصل نشأة المذهب الكينزي عقب أحداث 1929 ، ثم الحركة النيوليبرالية الناقدة المذهب الكينزي، لكن الكاتب لم يتوقف عند ذلك، بل سيرجع للبحث عن بداية أصولها النظرية فيرجعها إلى نهاية القرن التاسع عشر حيث ظهور ثلاث مدارس على نحو متزامن؛ النماسوية، لوزان، وكمبردج (سيرجع سبب التزامن بعد ذلك إلى أن ثمة رابط مشترك أدى إلى هذا التزامن، وهذا يدفع إلى تحديد مبادئ النظرية النيوليبرالية، والتي سيحددها في أربعة مبادئ ويفصلهم).
أما بقية الفصل، فيدرس فيه موقع السوق في النظرية النيوليبرالية بإسهاب.

* الفصل الخامس، يخلص فيه إلى:
- نفي حرية الفرد ككائن إنساني عن الليبرالية، بل بداية من القرن التاسع حتى الآن فالليبرالية ما هي إلي دعوة لحرية الفرد بوصفه مالكًا إقتصاديًا، مالكًا لأدوات الإنتاج بمدلولها الواسع -كثروة-
- وعن العلاقة بين الليبرالية والقيم الأخلاقية، ف أعتقد أن نهاية تحليلها يمكن تخلصها بتلك الكلمات: "لذا يصح أن نقول: إن الفلسفة الأخلاقية الليبرالية هي في جوهرها غير أخلاقية، بل لن نبالغ لو قلنا: إنه لم يسبق لمذهب فلسفي أن ابتذل الأخلاق وحول قيمها إلى تعاير بأوراق البنكنوت، مثلما فعلت الليبرالية بنزعتها البنتامية الموغلة في الرؤية النفعية."

* الفصل السادس والأخير: فيوضح فيه بداية الصدام بين الوعي العربي والأفكار الليبرالية، والتحول الذي طرأ على الخلف من بعد السلف. وسردية الكاتب فيه أراها سردية منصفة وحيادية.
..
*وختامًا، فأريد أن أنهي بما أنهى به الدكتور الطيب كتابه، قائلا:
"وخلاصة القول: إن الليبرالية ليست تحريرًا للفرد، بل منتهى ما نعترف لها به هو كونها طلبًا لهذا التحرير أخطأ الطريق إلى إنجازه. هذا من جهة النقد الداخلي القائم على المقاربة النسقية لبنية النظرية الليبرالية، والمقاربة التاريخية لصيرورة نشأتها وسياق تحولها داخل الواقع الأوروبي.
أما من جهة النقد الخارجي من حيث علاقتنا نحن بها، فإن الدعوة الليبرالية في العالم الإسلامي أخطأت فهم النظرية التي تتلمذت عليها، مثلما أخطأت فهم خصوصية الواقع الذي تعيش فيه. ونختم هنا بالإشارة إلى أمر منهجي هو أن حلول مشکلات واقعنا المجتمعي لا تكون باستنساخ نماذج جاهزة واستيرادها، إنما لا بد من استصحاب مدخل منهجي يقضي بوجوب الوعي بطبيعة المجتمعات وخصوصياتها، فالحضارات بطبيعتها أنساق منتظمة، ولذا ليس من السهولة إحداث تغيير فيها، فكل حراك نهضوي لا بد له لكي يتجذر من تأصيل .
صحيح أن وضعنا المجتمعي يحتاج إلى الحرية، فهو سواء في مستواه الثقافي أو السياسي مثقل بالاستبداد وفكره وأدواته، لكن مجرد الوعي بالمشكلة لا يعني الاقتدار على حلها، كما أن معالجتها لن تجري بمجرد استقدام مذهب جاهز وفرضه. إنما لا بد من إعمال الوعي النقدي، وتأصيل مفاهيم التفكير، إن أردنا لتلك المفاهيم أن تكون مؤثرة وفاعلة وقادرة على تحريك الوجدان والوعي والفعل."

والسلام.
Profile Image for Wael Al-Shail.
12 reviews22 followers
October 18, 2017
يبدأ المؤلف بالتأكيد على فصل مفهوم الحرية عن الليبرالية، إذ أن المثل -ومنها مثال الحرية- تعتبر أفقا وليست محصولا، أي أنها معانيٍ متعالية غير قابلة للتجسد على نحو مكتمل ونهائي. فالكائن الإنساني مسكون بنزوعه نحو هذه المثل، والتجربة الإنسانية لا تنفك تقترب من المثل ولكن لا تتملكها. وبوصف الحرية مثالا من المثل السياسية الإنسانية؛ فإنها ترتفع عن أن تختزل في مذهب أو فلسفة، أو اتجاه من اتجاهات الفكر أو نمط من أنماط الحياة. ومن هذا المنطلق فنقدنا لليبرالية ليس نقدا للحرية، إذ ليس ثمَّة ترادف بينهما.
والخطاب الليبرالي الذي يرادف بين الليبرالية ومعاني الحرية والعدل والمساوة، والسعادة؛ يذهل عن إدراك البعد الفلسفي والديني لهذه المفاهيم، فهذه المعاني مثلٌ عليا تجتذب الرؤيا والفعل البشريين، لتضمن إمكان ترقي الإنسان واستمرار مسيرة تطوره. وأي مذهب يزعم أنه جسد مثالا من المثل، هو مذهب فقير، مفلس؛ إذا ليس ثمَّ إلا إعلان نهاية التاريخ وهذا هو المنزلق الخطر الذي وقعت الليبرالية الجديدة في شركه على يد فوكوياما، واستحالت وثوقية سياسية وفلسفية مغلقة، لأنها عدمت المثال/الأفق المفتوح الذي تسعى إليه.

يستهل الباحث الفصل الأول من الكتاب بالسؤال عن دلالة المشروع الفلسفي والسياسي لليبرالية. ويؤكد أن هناك عدة ليبراليات وليست ليبرالية واحدة؛ وبالتالي فرسم أي دلالة كلية لليبرالية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار وجود اختلافات نظرية ومعرفية تصل -أحيانًا- حد التناقض!. فليبرالية لوك تباين ليبرالية ماديسون، والليبرالية عند هايك تختلف عن الليبرالية عند توكفيل. وبعد هذا الاحترازات يقدم المؤلف تعريفا أوليا لليبرالية، يقول: إن الليبرالية فلسفة اقتصادية وسياسية ترتكز على أولوية الفرد، بوصفه كائنًا حرًا. فالحرية هي المقولة المركزية التي يحرص المذهب الليبرالي على إبرازها؛ وكأنه المذهب الوحيد الذي ينزع نحوها ويسعى لتجسيدها!. فالحرية -مع أنها ليست محددة الدلالة- لا تشكل مبدأ من عدة مبادئ؛ بل هي مرتكز لتأسيس غيرها من المبادئ في الفلسفة الليبرالية.

يبحث المؤلف من ثم السياقات التاريخية التي صاحبت ظهور الليبرالية، ويؤكد أنها -أي الليبرالية- ظهرت كمعطى تاريخي قبل أن تتشكل كلفظ اصطلاحي. فمع الكشوف الجغرافية الجديدة، وتطور المعرفة العلمية حدثت نقلة نوعية في طريقة التعامل مع الطبيعة؛ أسست بدورها للثورة الصناعية. ومعلوم أن الصناعة تحتاج إلى جانب المعادن، القوة البشرية/الأيدي العاملة. أما المعادن فقد كفت الكشوف الجغرافية أولئك الجشعين ومهدت لأكبر حركة نهب عرفها التاريخ!. وأما القوة البشرية فكان يحول دونها نظام الإقطاع؛ إذ أن القوة البشرية العاملة في النظام الاقطاعي/الحقل، قوة أقنان/عبيد مرتبطة بالأرض، تعيش فيها، وتعمل فيها، وتدفن بداخلها؛ ولذا لزم تفكيك نظام القنانة وتحرير القن، لا ليكون حرًا وإنما لينتقل من عبودية الأرض إلى عبودية المصنع!. فالليبرالية لم تنشأ كتأكيد لحرية الإنسان، بل نتيجة الحاجة إلى استغلاله بطرق مغايرة للاستغلال القناني؛ طرق جديدة تناسب الثورة الصناعية.

ينتقل الكاتب من الشرط التاريخي لنشأة الليبرالية الذي أرجعه إلى حاجة التصنيع لتحرير القن، إلى الشرط الثقافي الذي تمثل في صيرورة الفكر الفلسفي وانتقاله إلى التفكير في مثال الحرية من مدخل سياسي لينتج نظرية العقد الاجتماعي.
يضع الباحث ثلاثة نماذج رئيسية مؤسسة للفكر الليبرالي: ميكافيللي، لوك، ومونتسيكو. وهذا الاختيار ليس اعتباطيًا بالطبع، وإنما اختيار مبرر وواعي؛ يقوم على ثلاثة محددات رئيسية: الفصل بين السياسي والاخلاقي عن ميكافيللي، والرؤية الذرية للوجود الاجتماعي عند لوك، وأخيرًا النزوع نحو تحرير الفرد المالك من استبداد السلطلة السياسية المطلقة عند مونتسيكو. يعرض الكاتب بعدها لأعمال كل من هؤلاء ويقدم قراءات رصينة لنسقهم الفلسفي كاملًا.

يتطرق المؤلف في الفصل الثالث للبعد الاقتصادي، ويحلل مرجعيته الفكرية، ويعرض أعمال أهم المنظرين الاقتصاديين آنذاك: آدم سميث، وريكاردو، ومالتوس. مع استحضار الجدالات الحاضرة في هذا السياق. ثم ينتقل في الفصل الرابع لبحث الليبرالية الجديدة، ويعرض مفهوم السوق كمفهوم مركزي ومحوري في الفلسفة الليبرالية. ولأن الليبرالية تعد منظومة مجتمعية تتجاوز الحقلين الاقتصادي والسياسي إلى الحقل الإنساني الأخلاقي يخصص الكاتب الفصل الخامس لبحث هذا الموضوع، ويخلص إلى أن الفلسفة الليبرالية فلسفة غير أخلاقية في جوهرها، يقول: لن نبالغ لو قلنا إنه لم يسبق لأي مذهب فلسفي أن ابتذل الأخلاق وقاس قيمها بأوراق البنكنوت، كما فعلت الليبرالية بنزعتها البنتامية -نسبة إلى بنتام المنظر الأول للأخلاق الليبرالية!- الموغلة في النفعية.

وأخيرًا يعرض للخطاب الليبرالي العربي، ويذهب إلى أن الليبرالية حاضرة في الفكر العربي كحزمة من المفاهيم التي يتم تسويقها بالأسلوب الشعاراتي الذي يشتغل بمنطق الدعاية والتسويق لا بمنطق التفكير والاستدلال. فبعد أزيد من قرن على حضور الليبرالية في الفكر العربي ليس ثمَّ بحوث نقدية مستوعبة للفكر الليبرالي، يقول: وحتى في لحظتنا هذه التي تشكل فيها ما يسمى بالليبراليين العرب الجدد لا نجد في خطابهم أي ارتكاز على تحليل معرفي وبحث علمي للنظريات والتطبيقات الليبرالية والمجتمعية. بل نزعم أن حالة الوعي التي تمظهر بها المفكر الليبرالي العربي في نهاية القرن التاسع عشر أفضل من الحالة التي يتمظهر بها هؤلاء الجدد!.
ويؤكد أن رواد الفكر النهضوي العربي: عبده، الطهطاوي، الأفغاني، لم يتمذهبوا بالليبرالية؛ وإنما استحضروا كثيرًا من المفاهيم الليبرالية وحاولوا أن يجدوا لها سندًا/ أصلًا في التراث الإسلامي، وكتاب الطهطاوي تخليص الإبريز طافح بمثل هذه المحاولات. وفي نهاية الفصل يقدم الكاتب نماذج مخجلة لخطاب الليبراليون العرب الجدد تتميز بالضعف المعرفي، والوثوقية العالية، والهجاء وتجهيل الآخر والاستعلاء عليه!.

على كل الكتاب على صغر حجمه -حوالي مائة وسبعين صفحة- ممتاز ويقدم تحليلات عميقة، ويطرح سؤالات مقلقة، ويفتح آفاقًا رحبة للتأمل، والبحث. والكاتب الدكتور الطيب بو عزة باحث جاد ورصين ومتمكن من أدواته النقدية.
184 reviews276 followers
April 1, 2016
من المهم بمكان الاتفاق على تأصيل فكري وفلسفي لمعنى الحرية قبل الانتقال الى محاولة فهم الفكر أو الفلسفة الليبرالية وذلك بسبب جنوح الكثيرين الى اختزال الفكر الليبرالي بالدعوة الى الحرية متناسين النشأة التاريخية والقيمية لليبرالية كفلسفة أو أيدولوجيا يتم الدعوة اليها كأنها الحل الأوحد أو الحتمية النهائية للتاريخ.

إن الحرية كفعل أو إطار قيمي يتمركز بالأساس على مقدرة الإنسان على الإختيار وما يترتب عليها من حالة إدراك ووعي وإرادة ورغبة تتجاوز الحتمية الموضوعية التي تحكم عالم الأشياء (كما يسميها مالك بن نبي) أو العالم البراني (كما يسميها علي عزت بيجوفيتش) أو الطبيعة. ومن هنا يمكننا القول أنه لا يوجد هناك حرية مطلقة فهي بالأساس حرية مقيدة أولاً بسبب انتمائنا أو وجودنا في عالم مادي تحكمه حتميات وجودية تتمثل بدوران الأرض حول الشمس مثلاً أو أننا نتنفس الهواء كي نعيش. كل هذه المحددات لا تنتمي بالضرورة الى الفعل الأخلاقي أو القيمي الذي ينتمي اليه فعل الحرية لكن هي حتميات لا يمكن تجاوزها بالضرورة.

ثَم هنالك أيضاً عوالم أخرى تحكم فعل الحرية وهي العالم الجواني كما يسميها علي عزت بيجوفيتش وهي نزعتنا المستمرة نحو تلك القيم العليا أو المقدسة، نحو فعل الإختيار والإرادة والرغبة. هذه النزعة أو التوق المستمر نحو فعل الاختيار سواء نحونا الى الحقيقة في طلبنا للعلم أو الجمال في طلبنا للفن ونحوها هي طبيعة جبلية خُلق عليها الإنسان أو ما نسميه نحن فطرية التدين. فكل هذه الأفعال هي بالضرورة تكّمل وعينا بوجود قوة أكبر منا قادرة على الفعل.

ومما يزيد من نسبية الحرية وعدم إطلاقها هو انتمائها ونسبتها للإنسان. فعلاقة الإنسان بالإنسان مبنية بالأساس على فعل ناقص لا يكمّله الا انطلاقنا نحو المقدس نحو الله وهي العلاقة التي تمنحه صفة الكمال. أما من ناحية سوسيولوجية (اجتماعية) فنسبية الحرية تنطلق فعلاً من انتمائها الى إطار محدد يتمثل بالييئة أو الموروث الثقافي لأي مجتمع انساني. وإن أردنا مقاربة أكثر واقعية للتباين والتمايز بين المجتمعات وبالتالي نسبيتها وعدم إطلاقها هو ما أورده مالك بن نبي من مقاربة بين قصة إبن طفيل حي بن يقظان وقصة روبنسون كروزو.

ففي قصة حي بن يقظان، يجد حي نفسه بعد نفوق الغزالة أسال في حالة توجه مستمر الى عالم الأفكار الى ماهية الروح والفكر متدرجاً في الوصول الى فكرة الإله والتي بها يتغلب حي على وحدته. بينما قصة روبنسون كروزو نجد توجه مستمر نحو عالم المادة والمتمثل بالعمل وكيفية إيجاد سبل الاستمرارية والحياة. ان المقاربة بين هاتين القصتين يوضحان البون الشاسع بين الفكر الشرقي والغربي النابعين من موروث تاريخي وثقافي وحضاري كبير لا يمكن تجاوزه بالأساس.

بالعودة الى الطيب بوعزة، من خلال هذه الدراسة المتعمقة بالفكر الليبرالي، ينطلق بوعزة في نقده لهذه الفلسفة بناءاً على منهجية مردها:
1- مقاربة فلسفية للأسس المعرفية والمفاهيمية لليبرالية.
2- مقاربة تاريخية وسوسيولوجية للنسق الليبرالي المجتمعي.

ويخلص هنا الى تعريف الليبرالية على أنها "فلسفة اقتصادية وسياسية ترتكز على أولوية الفرد بكونه كائناً حراً". فبعد دراسة الفكر الليبرالي تاريخياً على أيدي منظريه المتضارب على ما يبدو فيما بينهم، تبين أن أساس ظهور هذا الفكر هو دخول الثورة الصناعية ومحاولة تحرير الشعب من سيطرة الإقطاعيين حتى يتم استغلالهم في المصانع. "فالليبرالية لم تنشأ كتأكيد لحرية الانسان، بل نتيجة الحاجة الى استغلاله بطرق مغايرة للاستغلال القناني، طرق جديدة تناسب الثورة الصناعية". والأمثلة على هذا كثيرة ابتداءاً من ابادة الهنود الحمر وليس اتهاءاً باستعمار شعوب افريقيا.

بعد وضع الليبرالية في اطارها التاريخي، يمكن مناقشة الجوانب السياسية والاقتصادية منها كما يلي:
النظرة السياسية: بعد مناقشة وتحليل كل من ميكافيلي وجون لوك ومونتيسيكيو، نخلص الى ما يلي:
1- الفصل بين السياسي والأخلاق��، بحيث تنحصر السيا��ية بنظرة مادية شيئية بعيدة عن القيمية والغائية أي أنها قائمة على أساس المصلحة المرتبط تحديداً بالمنفعة الخالصة للفعل السياسي.
2- الرؤية الذرية للوجود الاجتماعي، أي أنها قائمة على أساس الفردية ومجموع قيم الأفراد مقابل قيمة الجماعة.
3- النزوع نحو تحرير الفرد، والفرد المقصود هنا هو الفرد المالك ذو الدلالة الاقتصادية، أي أصحاب رأس المال.

* يعتبر هذا الفصل من الفصول الدسمة فكرياً وفلسفياً، ويمكن الاحالة على سلسلة دروس العدالة من جامعة هارفارد للوقوف على النظرة الفلسفية والأخلاقية لهؤلاء. سعيدة بمشاركة من يرغب بحضور هذه السلسلة ومناقشتها :)

النظرة الاقتصادية: ويمكن تلخيصها بكون الانسان كائن اقتصادي بحيث يتم تأطير الانسان بنمط مادي يحكم تفكيره وتصوراته ووجوده بالأساس. تم هنا مناقشة أفكار أدم سميث بما يخص اقتصاد السوق ورأس المال. ويمكن أن نخلص من هذا الفصل بالقول أن الفسلفة الليبرالية قائمة على المنفعة الخالصة كما قام برسم معالمها كل من بنتام وجون ستيوارت ميل.

* أحيل هنا الى كتابي جون ستيوارت ميل "عن الحرية" و"النفعية" لمن أراد الاستزادة عن هذا الفكر.

النيوليبرالية أو الليبرالية الجديدة: ومن أهم مدارسها المدرسة النمساوية ومدرسة لوزان ومدرسة كمبردج. وبدراسة هذه المدارس خلص الطيب الى أن "المشروع النيوليبرالي لا يهدف الى تحرير الانسان، بل تحرير الرأسمال الاقتصادي من كل قيد، بما فيه قيد القيم، وتحجيم سلطة الدولة لتتصرف القوة الاقتصادية كما تشاء". أو كما يقول دوغورناي دعه يعمل دعه يمر.

ويختم أطروحته بالحديث عن الخطاب الليبرالي العربي وهو كما قد توصلت اليه مسبقاً هو خطاب يخلو من أي نقد أو تطوير ويتبنى هذا الأفكار المقولبة جاهزاً بدون أدنى وعي تاريخي وقيمي لهذه الأيدولوجية. وهي دعوة قائمة أيضاً على التخلي عن الفكر الأوروبي والذي يضع حقوق الانسان كحجر أساس في منظومته الفكرية (وهنا لا بد أن نذكّر أن حقوق الانسان في الفكر الغربي قائمة بالأساس على إلزامية قانونية أكثر منها أخلاقية وبالتالي فهي لا تختلف بالأساس عن علمانية الفكر الغربي القائم على فصل الفعل السياسي والاقتصادي عن الفكر الأخلاقي) والتأكيد فقط على الفكر الأمركي حتى لو جاء على ظهر دبابة في سبيل تحقيقه (ولنا في صندوق النقد الدولي وقفة هنا أيضاً ).

خلاصة قول الطيب بوعزة هو نقد مقولة الفيلسوف الأمريكي فوكوياما أن الليبرالية تمثل نهاية التاريخ وأنها صيرورة حتمية لجميع العالم، وأنه ما دام هناك فكر وعقل ينقد سيأتي اليوم الذي سوف تنهار بها هذه الفلسفة كما انهارت من قبلها الماركسية والشيوعية لانفصالها عن روح التاريخ وانفصالها عن القيم والموروث الشعبوي للأمم والشعوب.

وأختم بما قاله الرافعي: "الدّين حرية القيد لا حرية الحرية، فأنت بعد أن تقيد رذائلك وضراوتك وشرّك وحيوانيتك – أنت من بعد هذا حر ما وسعتك الأرض والسماء والفكر، لأنك من بعد هذا مكمِّل للإنسانية، مستقيم على طريقته"!

* عن الحرية: https://www.goodreads.com/book/show/1...
** النفعية: https://www.goodreads.com/book/show/1...
*** Justice Harvard Series: http://www.justiceharvard.org/watch/
Profile Image for imane.
496 reviews418 followers
December 16, 2017

"وهل كان للفلس يوما قيم حتى يخجل او يحتشم". الليبرالية الراسمالية الرافعة لشعار الحرية الاخاء الحرية و المساواة كانت المسوغ التشريعي لنهب استعباد و استعمار شعوب افريقيا ونهب ثرواتها. اذا كان تعريف الليبرالية هي حرية التفكير و حرية الملكية الشخصية "اقتصاد السوق" و حرية تكوين الاحزاب و اختيار السلطة فان الوجه الاخر لها هو تحويل الانسان الى شيء الى كينونة بيولوجية تنتج و تستهلك قانون الغاب واقع تصارعي متوحش واكبر دليل على ذلك هو نموذج الولايات المتحدة الامريكية و احتكارها للثروات الطبيعية حيث تجاوز استهلاكها في القرن الماضي ما يجاوز استهلاك البشرية جمعاء طيلة عيشها. اللبيرالية مذهب الحرية ليس سوى شعار مثل اعلى و كباقي المذاهب تتعدد اشكاله هناك ليبراليات و ليست ليبرالية واحدة فالحرية كالقيم والاخلاق و المبادئ توجد بداخل الانسان كمعطى متعال وبعيدا عن مثالية كانط فان اي مذهب يزعم تجسيد المثل هو في الواقع يقوم بمسخها. نشات اللبيرالية تاريخيا مع ظهور الصناعة حيث كانت هناك الحاجة الى تحرير العبيد و تحويله الى عمال والى جانب هذا الشرط الواقعي هناك شرط ثقافي فلسفي فكري حيث ارتكزت اللبيرالية السياسية على النماذج الثلاث (ميكيافيلي لوك مونتيسكيو). الفصل بين السياسي و الاخلاقي ميكيافيلي( كتاب الامير و الاحاديث الكتاب الاول يدعو الى انشاء نظام استبدادي في ايطاليا بسبب ظروف تاريخية و ياتي الكتاب الثاني للدعوة الى فكرة الجمهورية و الحرية بعد استقرار النظام) الرؤية الذرية للوجود الاجتماعي جو لوك ( فيلسوف انجليزي يمكن اختصار اطروحته الابستمولوجية في كونها تاسيسا للمذهب التجريبي و نقض نظرية العقلانية لديكارت اما اطروحته السياسية فترتكز على وجود قانون طبيعي الحرية و المساواة و للتوفيق بين الجانبين هناك النظرية الذرية التي تتمحور حول الفرد) وتحرير الفرد المالك من السلطة السياسية و الاستبداد مونتيسكيو( الذي سعى الى التخلص من الاستبداد و ضمان الحرية). ثم انتقل الكاتب لدراسة النظرية الاقتصادية الليبرالية التي ترى ان الانسان حيوان اقتصادي وطرح النظرية الاقتصادية لمجموعة من الاشخاص من بينهم ادام سميث( مؤسس الاقتصاد السياسي ورسول اللبيرالية بكتابه ثروة الامم الذي اعتبر ان العمل هو مصدر الثروة وشدد على فكرة تقسيم العمل وعمق من الرؤية النفعية القائمة على المصلحة الفردية) وريكاردو و مالتوس.
واخيرا انتقل الكاتب الى شرح النيوليبرالية بعد ظهور النظرية الكينزية التي تدعو الى تدخل الدولة في النظام الليبرالي الاقتصادي للحد من حرية لمعالجة الازمة التي تسبب فيها فان النيوليبرالية هي المناداة الى العودة الى الليبرالية في اشد تمظهراتها التحررية
Profile Image for Kadhem Al-Jabr.
40 reviews22 followers
January 22, 2015
" والذي جعلني أخص هذه الفلسفة السياسية والإقتصادية بالنقد هو أنها باتت تقدم حالياً بوصفها النموذج الوحيد لتسيير الشأن السياسي والإجتماعي . حيث صارت الليبرالية منذ نهاية تسعينات القرن العشرين بوصفها الدين الخاتم " هذا الإقباس من مقدمة الكتاب يوضح هدف الكاتب ومحتوى الكتاب .
الفصل الأول : في دلالة مفهوم الليبرالية .
في هذا الفصل تعرض للسياق التاريخي والثقافي لنشأة الليبرالية .
الفصل الثاني : النظرية السياسية الليبرالية
وقد تعرض لنظرية ميكافللي للفصل بين السياسي والاخلاقي ، وجون لوك والتأسيس الفلسفي للنظرية السياسية ، ومنتيسكيو وفصل السلطات .
الفصل الثالث : النظرية الإقتصادية الليبرالية
ذكر وحلل نظرية آدم سميث ، وريكاردو ومالتوس الاقتصادية .
الفصل الرابع : الليبرالية الجديدة - النيوليبرالية
في ذكر النشوء التاريخي ، والمدارس النيوليبرالية
الفصل الخامس : الليبرالية والحرية والسؤال الأخلاقي
الفصل السادس : الخطاب الليبرالي العربي
الكتاب يحتاج من القارئ اطلاع سابق على بعض النظريات الفلسفية ولو بشكل إجمالي ، الكتاب مليء بالمفاهيم بكلمة أخرى دسم
Profile Image for لُبنى .
380 reviews353 followers
Read
July 1, 2021
محاولة جادة لقراءة هذا النوع من الكتب لكن للأسف كانت محاولة فاشلة، ما لبثت أن اغلقته لتعذر استيعابه وعسر ربط معلوماته، ليس لسوء الكتاب لا، ولا أستطيع الحكم على الطرح بشكل واضح فالخلل فيّ لا في الكتاب فكل الكتب التي تطرح مواضيع مُشابهة في النقد والرد لا أتمكن من فهمها!
Profile Image for سُندُس عَبدُاللَّه.
268 reviews222 followers
March 23, 2020
أكثر ما لفتني: طريقة طرح الأفكار وكيفية التوصل إليها، للرجل طريقة منهجية في التفكير، طريقة واضحة ومستقيمة في الغالب وإن كنت لا أستطيع أن أجزم بالنتائج لقلة اطلاعي عما اطلع، ولكنه نقد جيد منهجي وعميق.
لغة الكتاب متقدمة وليست يسيرة فلا يصلح كمدخل لفهم الليبرالية.
Profile Image for طارق حميدة.
371 reviews98 followers
February 13, 2015
-هل من الحرية ان تقيد و تحتكر المفاهيم الاخلاقية العظمى بين دفتي نظرية و تنسب ما هو سرمدي ازلي الى عالم الصيرورة الزمانية و المكانية؟؟و تدعى انك صاحب السبق او تحتكر التحدث باسم هذه القيم العصية على التمثيل الكامل او التقييد؟؟

-و هل من الاخلاقية ان تدعى تمثيل قيمة الحرية بكامل قيمتها الإطلاقية و تكون ممارستك في الواقع من تجارة رقيق و استعمار أراض و إلغاء حضارات و سرقة ثروات هي الحرية التي تدعيها بتمثال حريتك الكاذب ؟؟؟و تتناقض بين النظرية الفردوسية و التطبيق الشاذ للقيم؟؟

-هذه الجرائم كلها يتم تجاهلها امام لحظة ((الصدمة الحضارية )) من المنجز الغربي التي شهدها العالم و هو يتم استعماره او تحديثه كما يقال!!!،

-هل من الحرية فرض هذا النموذج بقوة الواقع و المؤسسات لا بقوة الفكرة و الجذب !!

-اذاً هذا الكتاب الفذ لا يبدأ بالنقد الا بعد استقراء مراحل نضوج النظرية الليبرالية بشقيها السياسي و الاقتصادي مع تبيان اثار الشروط الزمانية و المكانية على نضوج هذه الظاهرة و تبيين اثار ابرز الفلاسفة و المنظرين من جون لوك الى مونتسكيو الى روسو الى ميكافيلي الى ادم سميث و غيرهم من المنظرين و الفلاسفة،،،،

-بعدها يبدأ بالنقد و الكشف للثغرات الفكرية على المستوى الفلسفي و الشذوذ في الممارسة البشرية التي بالأصل يعتريها النقص فكيف ان كانت تعتمد على أساس يعتريه النقص،،،

-مع ��لتعريج على التفريق بين الليبرالية و النيوليبرالية ،،من حيث الحوادث التاريخية التي أدت الى تحديث النظرية الليبرالية و الفوارق في التطبيق،،،

- يعرض فراغية الليبراليين العرب من حيث ضعف اطلاعهم و تحليلهم على المنتوج الليبرالي،و قصور إصدارتهم للنظرية الليبرالية بما يوازي الشرط الزماني و المكاني للأمة العربية ،،،حيث انهم اكتفوا ببضعة كتب و مقالات لا تتعدى كونها بضع من الحروب الشعاراتية و الاتهامات و السباب على الجميع...فكم من البئس يحملون!!

-مع الاعتراف بالمسافة التي قطعتها الليبرالية الغربية من تحرير الفرد و تقويض سلطات الدولة و نزع أغلال الاستبداد و استكمال حرية السوق و حرية حركة السلع....لكن هذا أنجز على جثث المستعبدين في الحضارات الاخرى و ثروات الامم الضعيفة و ذلك لانه لا القيمة للانسان بوصفه انسان بل لقيمته الاقتصادية فلا عزاء للإنسان الذي لا يملك،،،،و بمكنني القول بأنها حرية الانسان الأبيض و حرية سلعه ،،، لا حرية الانسان !!!

فكم هم للكذب خائضون وبادعائعم زائفون
كتاب نوعي و مهم جداً انصح بقرائته و دراسته مع سبق الإصرار و الترصد ^___^....
Profile Image for Abu Hasan محمد عبيد.
532 reviews182 followers
January 19, 2016
المشروع الليبرالي لا يهدف إلى تحرير الإنسان، بل تحرير الرأسمال الإقتصادي من كل قيد، بما فيه قيد القيم [...] الرؤية النيولبرالية [...] هي رؤية تسعى إلى استعادة البداية المتوحشة للنظام الرأسمالي مع لحظة الثورة الصناعية [...] حيث كان للرأسمال الحق في طحن المعادن والبشر على حد سواء، من أجل نفخ حافظة النقود

الليبرالية بتقليصها لدور الدولة أعلت وأطلقت دور الدرهم. فهي حررت الإنسان من سلطة السياسة لستسعبده لسلطة القتصاد الذي استحال لقوة مهيمنة

الحكم بكون الأفق المستقبلي للبشرية محكوما بأن يكون ليبراليا حتما [...] ليس إعلانا لنهاية التاريخ بمدلوله عند فوكوياما فحسب، بل هو [...] إعلان نهاية التفكير

الحرية ليست مقولة سياسية مرتبطة بنموذج فلسفي أو مجتمعي معين، وإنما هي أفق ينتمي إلى حقل المثل [...] نزعت نحوه العاديد من الفلسفات والأديان والنظريات [...] إنه من الخطأ أن نختزلها في نسق فكري أو سياسي [...] اختزالها في واقع أو نظرية سياسية هو مسخ للمثال وكبت للحلم ودعوة إلى إيقاف صيرورة الفكر والحياة. وهذا هو بالضبط مكمن افلاس النزعة الليبرالية القائلة بنهاية التاريخ

أحببت افتتاح المراجعة بهذه الإقتباسات التي تلخص فكرة المؤلف... المؤلف الذي أقرأ له كتابا للمرة الأولى بعد أن كنت معتادا قديما على قراءة زاويته الأسبوعية في جريدة الخليج الإماراتية

لم يخيب المؤلف ظني، فجاء كتابه وافيا في بابه، من جهة أسلوب العرض ولغته السلسة ومنهجيته العلمية الواضحة وسعة استيعابه للفكرة في تطورها التاريخي ومرجعياتها الفكرية وتطبيقاتها الواقعية وبيان مجافاتها للقيم والأخلاق وفقرها للتأصيل الفكري

كتاب مهم أنصح به
Profile Image for Ahmed Omer.
228 reviews70 followers
March 31, 2017
يفرق الطيب بوعزة بين الليبرالية كمنهج والحرية كقيمة ويقوم التجربة بالرجوع للبعد التاريخي التطبيقي ويزري بالمناهج الشكلية والبنوية التي ترى اخذ اي تنظير بعيداً عن اي مدلول خارجي .. يخالف المألوف في تبصره لجذور الفكر الليبرالي ويربطه بالميكافيلية او بصورة مخالفة مما هو معتاد عن الميكافيلية , ميكافيلية جمهورية لا تسلطية تفصل بين الاخلاق والسياسية وينتقل لجون لوك واستعارته للذرية من روبيرت بويل واطلاق الفردانية ومونتسيكو وفصله بين السلطات.
في عموم الكتاب حجج مقنعة ونقاش رزين , يحاول الكاتب ان يقنعك بان الليبرالية موجهة الى مناحي معينة وانها لا تشمل كل شئ يدلل باشياء كثيرة اقتبس منها مثلا حرية انتقال راس المال وعدم السماح للايادي العاملة بالانتقال , السماح باحتكار جمهوريات الشركات العابرة للقارات وعدم السماح للدول النامية بالتدخل لحماية شركات القطاعات الانتاجية لديها من هذه المنافسة غير المتكافئة.
يبين ان النيوليبرالية في ابهى صورها هي اعادة انتاج المنظومة الكلاسيكية ما قبل تعديلات لورد كينز والحديث عن اي جديد نوع مراء لا يستند لواقع .
.يناقش في الفصول الاخيرة الفردانية وثقافة الاستهلاك والليبرالية العربية وزعم نهاية التاريخ
Profile Image for Badreah.
115 reviews20 followers
April 7, 2014
أضاف هذا الكتاب الكثير ووضع النقاط على الحروف بالنسبة لي، كنت مؤمنة ان الليبرالية كمذهب غير قابل للتطبيق لا قديما ولا حديثا خاصة في المجتمعات المتدينة كمجتمعاتنا
ورأيت كيف يدعو ويدافع الليبراليون العرب عنها بشراسة وهم لا يطبقونها!! وكنت أتعجب وأتسائل لماذا؟
والجواب بعد قراءتي لهذا الكتاب الرائع أنه لا وجود لليبرالية إلا كنظريات فقط لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع

عيب الكتاب الوحيد في نظري هو انه لم يكتب بلغة عربية سهلة سلسة بل كتب بلغة صعبة على القارئ العادي مثلي.. والمصطلحات العلمية أيضا لم تكن مشروحة في الحواشي
وهذا لا يعيبه وأنصح بقراءته للمهتمين بمعرفة الليبرالية وتاريخها
Profile Image for سماح العرياني.
318 reviews269 followers
March 20, 2017
الكاتب يفرض رأيه قبل تقديم الحجح والأدلة!
يبدأ بالحديث عن السياسة الليبرالية وهامشية الأخلاق في المنظومة الليبرالية، ثم النظرية الاقتصاد الليبرالية وهي التي تركز عليها الكتاب بشكل كبير ..

خلاصة قوله: إن الليبرالية ليست تحريراً للفرد، هي حررت الإنسان من سلطة السياسة لتسقطه تحت سلطة الاقتصاد الذي استحال إلى قوة مهيمنة!

في الخاتمة قرأت "نكتة" مع الأسف! يدعو الليبراليين إلى الاستفادة من التجربة "التاريخية" الإسلامية التي أعلت من قيمة الفرد الإنسانية حيث يتساوى الملك مع الشعب أمام القانون! -على حد قوله-
ما هذا الجنون ؟؟؟ عن أي تاريخ يتحدث !!! لم يوجد مجتمع اسلامي بهذه الصورة!
Profile Image for أميرة بوسجيرة.
403 reviews283 followers
October 10, 2024
"
ينبغي إعادة النظر في المذهب الليبرالي والاحتراس من الوقوع في شرك لغته الدعائية التي تسوقه بوصفهة مذهب الحرية، لأنه في حقيقته مجرد أيديولوجية تتقصد تحرير القوة الاقتصادية، وبالتالي فهي تنتهي إلى التأسيس لاستبداد رأس المال.
"
"
وخلاصة القول إن الليبرالية ليست تحريًا للفرد، بل منتهى ما نعترف لها به هو كونها طلبا لهذا التحرير أخطأ الطريق إلى إنجازه
"

كتاب فخم، قوي على صغر حجمه.. ممتنة الحمد لله الذي هداني لقراءته


ربيع الآخر 1446
Profile Image for Muna Abboush .
194 reviews138 followers
August 31, 2020
أهم ما يمكن أن أخرج به من هذا الكتاب هو: مو كل مين صفّ الصواني صار حلواني D:

وبالمثل ليس كل من ادعى أن مذهبه هو التمثل الأسمى للحرية صار مذهبه (مذهب الحرية)

وددت فقط لو كان الكتاب أطول وأكثر تفصيلا في بعض المواضع، خاصة موضع الليبرالية والاقتصاد، لأني أظنه حرجاً في الوقت الحالي ولأن الاختصار حال دون فهمي الواضح لهذا الجزء.

أما غير ذلك فهو حقيقة كتاب ممتاز وواجب القراءة
Profile Image for عزام الشثري.
616 reviews751 followers
August 29, 2021
من أوائل القراءات عن الليبراليّة، مذهب الحرّيّة
وعن أبعادها 3: السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة
وتحليل أفكار مؤسّسيها، بدايةً بميكافيلّي ثمّ جون لوك
مع نقد الآثار الأخلاقيّة لليبراليّة، ومسوّقيها العرب
Displaying 1 - 30 of 115 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.