What do you think?
Rate this book


Description in Spanish: Me interesa conocer mi relación con ese niño que fui. Ese niño está en mí, siempre ha estado y siempre lo estará. «Un adulto escribe memorias de adulto, acaso para decir: Miren qué importante soy . He hecho memorias de niño, y me he sentido niño haciéndolas; quería que los lectores supieran de dónde salió el hombre que soy. Así que me centré en unos años, de los cuatro a los quince.»
188 pages, Paperback
First published March 1, 2006
"ما نحن إلا ذكرياتنا والمسئولية التي نتحملها. فمن غير ذكرى لا وجود لنا، ومن غير مسئولية لا نستحق الحياة"
"أحيانًا كثيرة ننسى ما نحب أن نتذكره وأحيانًا أخرى ننسى وبشكل متسلط لا فرار منه مقاومين المؤثر نفسه، تأتينا من الماضي صور كلمات متناثرة، اشراقات،إلهامات، بدون أن يكون لها تفسير، بدون أن نستعيد ذكراها، لكنها ها هنا موجودة"
"هكذا كنّا مجروحين من الداخل، قاسين في ظاهرنا، والحياة دائمًا كما هي، نولد الآن؛ نعيش بعده، ثم يأتينا الموت في النهاية، فالحياة لا تستحق كل هذا العناء!"
"أبدًا لن نعرف كل شيء ولن نحيط علمًا بكل شيء أبدًا، لكن أحيانًا نعتقد أننا قادرون على معرفة كل شيء ربما لأن في هذه الأحيان لا شيء يستطيع أن يملأ روحنا أو ضميرنا أو عقلنا أو أيًا كان اسم هذه الكينونة التي تجعل منّا بشرًا"
يكتب ساراماجو و قد تجاوز الثمانين عن زيزيتو الصغير الذي كان يمثله عندما كان طفلا. ذكريات صادقة يبحث فيه عن ما كانه قبل أن يصبح واحدا من أهم أدباء العالم. زيزيتو الصغير الفقير ابن الشرطي البسييط الذي نشأ في القرية لجد من أصول عربية و عاش في العاصمة صغيرا فقيرا في غرفة فوق السطوح مع أبويه و أخيه الذي توفي مبكرا و كان بحثه عنه في سجلات الأحوال المدنية سببا لكتابة روايته كل الأسماء كما كان صانع الفخار جارهم سببا لكتابة رواية الكهف و جاره الأعمى الآخر الذي استوحى منه بعض السمات الشخصية في رواية العمى. ذكريات صغيرة نشأت عنها روايات عظيمة و ذكريات أخرى صنعت منه رجلا صاحب فكر متسامح و ثقافة اتسعت لكل أطياف العالم. زيزيتو الذي كان متفوقا في دراسته رغم تنقله في عشرة منازل في فترة الطفولة متدرجا من غرفة السطوح حتى شريكا في شقة مع أسرة أخرى إلى أن أصبح لهم أخيرا شقة مستقلة. زيزيتو الذي دخل المدرسة الثانوية الصناعية رغم تفوقه الدراسي. زيزيتو الذي كانت أمه ترهن البطانيات و الأغطية في نهاية الشتاء و لا تفك رهنيتها إلا عند قدومه مرة أخرى لتستعين بالمال على قضاء احتياجات الأسرة. زيزيتوا الذي عاش حياة بسيطة و فقيرة استطاع أن يكون في النهاية هذا الساراماجو العملاق الذي وصل أدبه كل أطراف الأرض.
كانت الأمطار تتساقط. و الرياح تغربل الأشجار المتساقطة أوراقها. و من الأزمنة الماضية تأتي صورة. صورة رجل طويل القامة نحيف البدن عجوز. الآن يقترب عبر طريق مغمور بالماء. يحمل عصا الراعي إلى كتفه. يرتدي معطفا قديما ملطخا بالطين. تنزلق عليه كل قطرات مياه السماء. أمامه تأتي الخنازير. برؤوس مطرقة. تحك الأرض ببوزها. هذا الرجل الذي يقترب هكذا غير واضح الملامح بين أحبال المطر هو جدي. يأتي متعبا. هذا الرجل العجوز. يجر خلفه سبعين عاما من الحياة الخشنة. من الحرمان. من الجهل. و مع كل هذا هو رجل حكيم. صامت. يفتح فمه فقط ليقول ما هو ضروري. يتحدث أقل القليل لدرجة أننا نصمت لننصت إليه عندما يعتلي وجهه شيء هكذا كضوء الإنذار. له طريقة نادرة في النظر لما هو بعيد. و قد يكون هذا البعيد هو الجدار المواجه له. يبدو وجهه منحوتا بقادوم. ثابتا بالرغم من أنه معبر. بعينين صغيرتين و حادتين. تلمعان من حين لآخر كما لو كان شيئا مما يفكر فيه قد أدركه بشكل نهائي. إنه رجل شبيه برجال كثيرين آخرين من أبناء هذه الأرض. من أبناء هذا العالم. ربما هو آينشتاين لكنه محطم تحت جبال المستحيلات. أو فيلسوف. أو كاتب أمي عظيم. إنه شيء لا يمكن أبدا أن يكون.









