الناشر: لقد غشيت البشر في عصرنا الحاضر موجة هائلة في المادية القاسية، سدّت عليهم منافذ الجانب الروحي من كيانهم، ولفتهم ظلمة صاروا معها لا يستبينون طريق الحق ولا معالم الصواب. ولا يزال ركب الإنسانية موغلاً في سيره في هذا الدرب المظلم، مستسلماً لهذه الموجة المادية الطاغية.
إن هذا الكتاب يضم أبحاثاً جيدة، ونافعة إن شاء الله تعالى في الإيمان بالله تعالى، واليوم الآخر، وإثبات وجود عالم روحي غير عالمنا المادي، وإن الإنسان مادة وروح.
كل هذا وغيره كتبه المؤلف بأسلوب واضح جذاب مع نقول من كتب مختلفة تؤيد ما ذهب إليه. وحسب المؤلف أن يثيبه الله تعالى أجراً على نيته وجهده في إخراج هذا الكتاب سواء رضي الناس عنه أن سخطوا فما ينبغي للمسلم أن يعمل لمرضاة الناس أو سخطهم.
فاضل بن صالح بن مهدي بن خليل البدري من عشيرة " البدري " إحدى عشائر سامراء ، ويكنى بـ (أبي محمد ) ومحمد ولده الكبير .
ولد في سامراء عام 1933 م في عائلة متوسطة الحالة الاقتصادية، كبيرة في الحالة الاجتماعية والدينية
أخذه والده منذ نعومة أظفاره إلى مسجد حسن باشا أحد مساجد سامراء لتعلم القرآن الكريم ، وكشف ذلك عن حدة ذكاءه ، حيث تعلم القرآن الكريم في مدة وجيزة .
أكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية في سامراء ، ثم انتقل إلى بغداد في مدينة الأعظمية ليدخل دورة تربوية لإعداد المعلمين ، وتخرج فيها عام 1953 م ، وكان متفوقا في المراحل الدراسية كافة .
عين معلما في مدينة بلد عام 1953 م ، وبعدها أكمل دراسته في دار المعلمين العالية بقسم اللغة العربية ( كلية التربية ) عام 1957 م وتخرج فيها عام 1960 م ـ 1961 م .
حاز درجة (البكالريوس) ، بتقدير امتياز ، ورجع إلى التدريس في الثانوي . وفي أول دورة فتحت للدراسات العليا في العراق دخل في قسم الماجستير ( القسم اللغوي ) وحاز درجة الماجستير في كلية الآداب وفي السنة نفسها عين معيدا في قسم اللغة العربية بكلية التربية بجامعة بغداد
ومن جامعة عين شمس في كلية الآداب في قسم اللغة العربية ، نال شهادة الدكتور عام 1968 م . ثم عاد إلى العراق ، وعين في كلية الآداب / جامعة بغداد بعد دمج كلية التربية بكلية الآداب . وعين عميدا لكلية الدراسات الإسلامية المسائية في السبعينات إلى حين إلغاء الكليات الأهلية في العراق .
بعدها أعير إلى جامعة الكويت للتدريس في قسم اللغة العربية عام 1979 م ثم رجع إلى العراق ، أصبح خبيرا في لجنة الأصول في المجمع العلمي العراقي عام 1983 ، وعين عضوا عاملا في المجمع العلمي العراقي عام 1996 م ، وأحيل إلى التقاعد عام 1998 م ، بعد ما قضى ما يقارب أربعين عاما أستاذا للنحو في جامعة بغداد في التدريس ثم رحل إلى الخليج ، ليعمل أستاذا في جامعة عجمان التي أمضى فيها سنة ثم انتقل إلى جامعة الشارقة أستاذا لمادة النحو والتعبير القرآني عام 1999 م وإلى الآن ...... أمد الله في عمره
يضم الكتاب مبحثين ، أولهما عن الإيمان والثاني عن الإيمان باليوم الآخر... جاء المبحث الأول غزيراً ودافقاً يغمر القلب بالإيمان ، وقد كان نداء الروح مُلحاً بالثبات واليقين ونزع الشك والإلتباس... بينما المبحث الثاني يفتقر إلى الأدلة والشواهد العلمية الحديثة، وخاصة إن العلم في تقدم مُطرد فيتبدى لك قِدم النظريات المطروحة وضيق رؤيتها.... وبالرغم من ذلك لا تلبث أن تصيغ السمع إلى نداء الروح وتدعو ربنا بأن يُلبي بزيادة يقين وإزالة شُبهة ورد باطل وتثبيت حق من لدنه إنه هو السميع البصير...
احترت بين التقييم بأربع نجمات أو خمسة . ولأن الكتاب جاء بعرض لطيف، مُحبب .. لم أتنازل عن النجمة الخامسة.
السامرائي شخص له مكانة عندي وخاصة أني أجده باحث دقيق ومفكر ذكي ويُجيد ربط الرسالة الدينية بالعلمية الطبيعية. لذلك تممت النجوم لأني أحببت الكتاب أولاً ولأن الكاتب ليس كأي كاتب.
جميع العناوين جاءت تخاطب الروح والقلب والعقل وتستحث الإيمان بعد التفكير في الحقائق الكُبرى التي تُعرض في حياة الإنسان. تخاطب المؤمن والملحد على سواء ... يصل كل واحد الرسالة التي يدركها ويستشعرها إذا كان حقاً يريد معرفة مراد الله من خلقه ويعمق الإيمان إن وُجِد في نفسه.
هو في الأساس محاضرات في الإيمان بالله واليوم الآخر جمعها وأضاف عليها حتى خرجت سلسلة من الموضوعات الجميلة، باسلوب ممتع، وبسيط.
إنه يبدو سواء من الجهة النفسية أو أي جهة أخرى يستسيغها العقل أن الإنسان خلق وهو مجبول على الاعتقاد في عقيدة ما والتصرف حسبما يؤمن به، فالإلحاد مرض عقلي والإيمان بالخرافات أفضل من عدم الإيمان بشيء! -هنري لنك.
من الممكن أن يضمحل ويتلاشى كل شيء نحبه وكل شيء نعده من نعيم الحياة ومن الممكن أن تبطل حرية استعمال القوة العقلية ولكن يستحيل أن ينمحي الدين أو يتلاشى! بل سيبقى أبد الآبدين حجة ناطقة على بطلان المذهب المادي الحاصر للفكر الإنساني في المضائق الدنيئة للحياة الأرضية. آرنست رينان.-
بسم الله الرحمن الرحيم التقييم: 2.5/5 ___________________
ينقسم الكتاب إلى مبحثين أولهما كان عن قضايا الإيمان بالله وبراهين وجوده سبحانه في النفس والعقل والعلم وعن تنوع الدلالات على وجوده وعن فطرية الإيمان . أعطيه أربع نجمات من خمسة 4/5 ☆☆☆☆\☆☆☆☆☆ .
أما الثاني فتحدث عن الروح وإثبات وجودها وعن اليوم الآخر والحساب والبعث. أعطيه نجمة واحدة من أصل خمسة سأتحدث عن الأسباب لاحقا 1/5 ☆\☆☆☆☆ _____________________ المبحث الأول:
أشار في بداية الحديث أن إيماننا لا يعتمد وفقط على الأدلة والبراهين وفقط بحيث إذا انتقض الدليل انتقض ايماننا جملة ففي الواقع إيماننا أعمق وأقوى لأنه يعتمد على رحمة الله وتيسيره وقذفه بالحق في نفوسنا . فقد يكون إيمان العامة أقوى من إيمان مصنفي الأدلة كما يقول الغزالي: إيمانهم كخيط معلق في مهب الريح يثبت مرة ويضعف مرة أخرى. فاللهم برحمتك ثبتنا ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. ______
• تحدث بعدها عن حاجة النفس إلى الإيمان بالله مما يورثها الطمأنينة والقوة في القلب والشخصية وعدم الخوف من الجهر بالحق والتوكل على الله. (لمست هذا مؤخرا الحمد لله) فلا يجد الملحد إلا هوة سحيقة في نفسه وقلبه تؤدي إلى شخصية مذبذبة مضطربة.
• انتقل بعدها إلى نقد الماديين وأفكارهم المتناقضة أو المغلوطة عن طبيعة التدين وعن ضعف المذهب المادي في تفسير كل شيء وعن قصور الوسائل عن تقرير الحقائق المفصلة .وعن ما لا يمكننا رؤيته من أشياء لها تأثر جوهري كالجاذبية مثلا.وعجزنا عن سماع أصوات أكد العلماء وجودها. • ثم أقر رأيا مهما في العقيدة التوحيدية وفي الطعن في أسبقية التوحيد علي الوثنية أنقله لكم لأهميته: يعتقدون أن العقائد الأولى للبشرية وثنية وذلك يعود لجهل الإنسان المطبق بكل ما هو حوله ..بينما عقيدة التوحيد حديثة العهد. -فنقول: لقد أجمعوا أن معرفتهم تقصر عن إبداء الرأي الصحيح في تلك العصور وأنه ينبغي عدم الأخذ بأي حكم في هذا الصدد ..إذا لن نقبل أي شيء بخصوص المجتمع الأول قطعا.
فإن نتيجة التنقيبات أظهرت هذا وغيره فالمنقبون لم يصلوا لنتيجة واحدة فبينما توصل جماعة منهم إلي دين يدعى أنه أول دين. توصل غيرهم لدين اخر معاصر أو سابق .
-الجهة الثانية أن البشرية لا تسير على خط مستقيم في طريقها للحياة إنما هو ترق وانتكاس. فإذا رأينا مجتمعا من تلك العصور ليس في أثاره رقي ومعرفة فهذا لا يدل على أنه وجد هكذا من البداية فقد يحدث التردي بعد حقبة مزدهرة . فهل نملك البرهان على عصور ما قبل التاريخ ؟ ثم الجهة الثالثة والأقوى: إذا كانت البشرية جاهلة ثم بدأت بالترقى ثم وصلت لفكرة التوحيد بعد ان اتسعت نظرتها شيئا فشيا ..
فمتى كان العلم والدين والحضارة والعبادة يسيران جانبا إلي جنب في خط واحد وعلى منهج واحد على طول العصور ؟ ..أليس من الجائز أن يكون في مجتمع ما تقدم علمي وحضارة ومع ذلك فهو متدهور دينيا ومنحط عقائديا ولنأخذ ((اليونان)) مثالا لتعبدهم الوثن في أوج التقدم !
فليس بالضرورة ارتباط خط سير الحضارة بالدين.
وسؤال اخر ؟ هل أثر التقدم العلمي على حضارة الغرب الزاهرة في مجتمعهم وتخلوا عن عقيدة التثليث وانتقلوا للتوحيد كما كانت في عهدها الأول ؟
____
• انتقل بعدها إلى الأدلة العقلية التي نلمسها في الكون الذي نراه من تناغم ونظام ووحدة ومن تعقيد للكائنات الحية ووظائفها ووظائف جسم الإنسان الإعجازية كالعين مثلا ومكونات البيئة وعناصر الحياة الأساسية هواء ماء غذاء وعن استحالة مناسبتهم لهيئتهم الحالية بدون تقدير مقدر حكيم عليم. • ___
يقولون أن الطبيعة كيفت الكائن الحي بما يحفظه فهل تحس الطبيعة بالكائن الحي وتهبه خلقتها؟ أهكذا تنبع الرحمة من طبيعة صماء؟ أم أن هذا اعتراف صريح بأن هناك قوة عاقلةة مدبرة رحيمة تنظر حاجات الكائنات وتزودها بما تحتاجه !
إن في هذا الوجود وحدة شاملة بين موجوداته وأسبابه وإنه إن كان لموجود وحدة فصدوره يكون من الواحد. فالبداهة تحكم بأن الموزون بالميزان الحساس (حجم الكرة الأرضية-سمكها-بعدها-كميه الماء والأكسجين-ثوابت فيزيائية ...إلخ) لا يصدر إلا عن يد واحدة لا من أياد عمياء متعددة متضادة مختلفة مختلطة لا شعور لها ولا سمع ولا بصر إنما مجرد تلاطم!
• انتقل بعدها إلى برهان التسخير: أوضح هنا أن الإنسان هو المقصود بالخلقة وأن ما سواه له تُبَعْ. 《وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ》
• سخر له الهواء والماء والمعادن والنبات والحيوان والطير فلماذا حدث هذا التسخير وكيف ولماذا انفرد به الإنسان وحده لو كان الأمر قائما على التخبط؟ كيف يستعين الإنسان ببعض الحيوانات على بعض ووبعض المعادن على أختها وبالقوة على ضدها؟ولم لا يوجد من ينازع بني البشر على التسخير؟ أترى لو اجتمعت كلمة الحيوانات على الخلاص من تحكم الإنسان ماذا كان يحدث؟ من صرف أنظارها عنه وأشاح بوجهها لغيره بل وملء في قلوبها الرعب منه! إن الإنسان وحده قد قلب هذا التوازن الذي للطبيعة بنقله النباتات والحيوانات من مكان لآخر ولم يقدر أي حيوان مهما زادت قوته ومكره على السيطرة على العالم وتوظيفه لخدمته.
• انتقل بعدها إلى أصل الحياة : باختصار: ((هذه عناصر الخلية، هاتوا لنا خلية حية)) أن الأمر يتخطى المكونات وينتقل إلى حفظ الخلية لوجودها وتجمع عناصرها وتمسكها من التحلل. هذا بجانب صفات النمو والعمل على منوال معين في الكائنات الحية عموما.
فالحياة قوة منظمة مفكرة تسري في المادة فتنظمها وبدونها تكون المادة مختلة النظام، فهي إذن لا يمكن أن تكون جزءا من المادة. فالحياة قوى تقصر عنها القوى المادية أودعها الخالق في جماداته.
• وعن أهم ما جاء في جزئية البراهين الفوق مادية هما برهانا الأخلاق والمباديء الذهنية الفطرية: (في هذا السياق أرشح فيديوهات سي إس لويس عن القانون الأخلاقي للبشر) C.sLewis وهي سلسلة شيقة وماتعة: لا تفوتك! دونكم الرابط : https://www.youtube.com/watch?v=QmHXY... وقامت صفحة المحجة حديثا بعملية ترجمة للفيديوهات:
• نقولات عن البرهان الأخلاقي. : الأمانة والوفاء والإخلاص والتفاني والتضحية والصدق والعفة والنزاهة وغيرها من الصفات تستحسنها البشرية وتدعو لها وتلك أشياء ثابتة لا تسقطها الأعراف بعكس الغدر والجبن والقعود عن نصرة المظلوم والرشوة والاختلاس والسرقة. فمهما تغيرت المعايير فإن تلك الخلال تظل ثابتة. فمن أين جاء الإقرار بالصواب والخطأ ؟ من الذي وضع ميزان الأخلاق هذا والذي يشعر به الأطفال أيضا وغير مقتصر على البالغين.
-إن هناك من إذ رأى أحدا يعتدي على ضعيف وعاجز تراه مندفعا لنصرته ولو لم تكن له مصلحة في ذلك بل يتضرر هو وتتأذى مصلحته في بعض الأحيان. فما الداعي لهذا إلا لما هو مغروس بداخله من حب عمل الخير وكره الشر والسلوك السيء.
وهناك من يقول أن القيم الأخلاقية عادة استحسنها الناس ؟ ولكن: إن العادة يا هؤلاء ليست تعليلا! فالعادة لا تنشأ إلا أن يقوم بها فرد أو أفراد يعملون بها مدة وبتكرار المشاهدة يألف المجتمع حدوثها ويألفها.
فمن حبب إلى أولئك الأفراد الأوائل ممن لم يشاهدوا أحدا يعمل بها لأن يقوموا بها ويشحوا أحيانا بمصالحهم في سبيلها. أما عن اقتضاء المصلحة الاجتماعية للسلوك القويم فنحن نسأل: لماذا كانت المصلحة الاجتماعية عند الأفراد هي المفضلة على حساب المصلحة الخاصة؟
ولم كانت المصلحة الاجتماعية هي التي لابد من إقرارها في الدنيا؟ ثم أية مصلحة اجتماعية في أن يدفع ذلك الغيور الأذى عن عاجز ضعيف؟ ألم تكن تلك الحركة صدا للاعتداء وفقط! فأية مصلحة اجتماعية اقتضت الأمر إذن؟
وعلى كل، فإن الأخلاق لو لم تجد سندا في النفس وأصلا في الفطرة فليس من الممكن أن يفرضها عليها أحد من الخارج فرضا ويجبرها على ما لم تهيأ له
"من الذي قال للإنسان الأول هذا عيب ولا يجوز عمله؟ " "فلولا أن الطبيعة البشرية في ذاتها قابلة للتهذيب لما أمكن تهذيبها مهما كانت المحاولة المبذولة لذلك!"
• أما عن غرس المباديء الذهنية الثابتة في الإنسان (كمبداأ الاستحالة والسببية والبديهيات وعدم التناقض.....) فهي أشياء يجدها الإنسان حاضرة في نفسه فمن أوجدها؟ إن لم يكن هناك قسطاس للعلم يغرس فيه هذه المباديء العامة المسلم بها لجميع البشر (كما الأخلاق) وكما قال أرسطو: لو احتاج كل شيء إلى برهنة لاستحال العلم!
ولو كانت المباديء الأولى متكونة على التدريج من تداعي التجارب المحسوسة وتراكمها لزم أن توجد في البهائم أيضا لأنها تشاركنا في الإحساس بل بشكل أقوى منا فيه. ____________________________________ • شبه اختتم المبحث بتوضيح الأدلة الفلسفية للمتكلمين المسلمين وهي الإلزامات المنطقية والعقلية التي أقرها العلماء؛ بتبسيط واختصار جميل نوعا ما وغير اختزالي عن أهم ما قيل سابقا في قضية إثبات الخالق. ومقدمتها كالتالي: • الموجود: وهو إما واجب أو حادث. • والواجب الوجود: هو الله وحده لأنه لا يحتاج وجوده لسبب ووجوده واجب لأنه على العلل ولامتناع تسلسل العلل إلى ما لا نهاية. • والحادث هو ما سوى الله تعالى من الموجودات وهو الذي حدث بعد أن لم يكن . • والمعدوم: هو الممكن أو المستحيل • الممكن : ما يمكن وجوده وحدوثه إذا وجد السبب والعلة التي ترجح وجوده. فإن وحد الممكن فهو حادث. • فكل ما هو موجود إذن ممكن قبل أن يوجد = حادث بعد أن وُجد. • المستحيل هو ما لا يمكن وجوده إطلاقا ولا يتصور حدوثه ككون الشيء معدوما وموجودا في آن واحد. ثم فسر أدلة الكلام بناءا على المقدمة السابقة : كالدليل الكاني ودليل الحدوث ودليل الخلق ودليل امتناع التسلسل. من الصفحة ٨٢حتى الصفحة ٩١. لمن أراد الإطلاع السريع على التبسيط. ___
أما عن المبحث الثاني:
فإنه جاء مخيبا للآمال للأسف وتضمن العديد من الأشياء المغلوطة علميا والتي تصنف كعلم زائف ولكنه أقر بها كعلم طبيعي!
كالتنويم المغناطيسي وجلسات تحضير الأرواح! وخزعبلات الطاقات الروحية التي تنتشر كالنار في الهشيم في وطننا العربي!
فيا أخي ضاقت بنا الظروف لنثبت وجود كيان متجاوز للمادة وهو الروح بأن نشير لجلسات تحضير الأرواح! هذا إلى جانب عدم جوازه شرعا وأن الاجتماع بالسحرة كفر بين. وأن الاتصال الروحي في الإسلام لا يتخطى المنامات والرؤى! فيقول: "لقد أثبت علم تحضير الأراوح خلود الروح لقد أقر العلم التجريبي بوجود الروح" ص154
فيا أستاذي أين أقر وما هو علم تحضير الأرواح هذا وبأي جامعة يدرس؟ أما بقية الحديث عن التخاطر والتواصل الفكري وتصوير الروح وقراءة الأفكار إلى آخره من أشياء لا تعد ذات موثوقية. فلم نستدل بأشياء ليست قطعية بل ويحتمل الشق الأكبر منها الخرافات. ؟
فإنني قد أقبل بهذا في سياق معين كتواتر خبر تخاطر عمر بن الخطاب رضي الله عنه والصحابي الآخر في حادثة سارية الجبل. ولكن كدليل تسوقه لإقناع ملحد مادي بوجود الروح؟ فأي لغط هذا ؟ كل ما دار في ذهني هل ضاقت بنا الدنيا والأدلة على وجود الروح؟ __ على العموم لا يُرَد المبحث ككل لما فيه من نقولات واقتباسات رائعة وأحاديث عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خلا ذلك فهو أقرب للخرافة والعاطفة بصراحة. (في هذا السياق أرشح كتاب الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للتدليل على البعد اللا مادي للمسيري رحمه الله ) _____ • مآخذ على الكتاب ككل:
-الكاتب أسهب في مواضع كثيرة في الكتاب وكرر الكثير من الأفكار بل وحتى النقولات. -غلب حماسه حرفه في الأحايين الكثيرة ولم يعط المستلق فرصة للتأمل أو سؤال نفسه تمثل ذلك في وضع سؤال (من فعل ذلك ؟ أليس الخالق ) بعد كل فقرة. -افتقر النقاش لبعض الهدوء كما كان النقاش مهينا في بعض الأحيان. -بعض الكلام الإنشائي أو العار من الدليل تكرر بكثرة مثل (وقد أثبت العلماء بلا شك، ولقد أكد الباحثون، ولقد قرر المنقبون...) في مثل تلك النقاشات يجب ولا بد ذكر المصادر. ____________ على العموم في المجمل الكتاب جيد ومباشر بارك الله في كاتبه وجعله في ميزان حسناته. . وربما أعجبني أكثر من ذلك إذا اختلف توقيت قراءته، لذلك أرشحه كبداية مبسطة جدا. هذا كل شيء. والحمد لله رب العالمين. ٣١-١-٢٠١٩ -----
ما قادني إلى هذا الكتاب هو مقابلة مع فاضل السامرائي تحدث فيها عن الكتب التي ألفها، نداء الروح هو أول كتاب ألفه وهو ما زال طالبا في الكلية، إذ كان يعيش في صراع في وسط شيوعي، وتلبسته حالة من الشك والتزعزع وعدم الإيمان والمعرفة والأسئلة الكثيرة عن الله والوجود وكل شيء، فبحث بصدق عن الأجوبة، رحلة بحث طالت بين الكتب والتفكر والإجهاد العقلي والروحي، فكما قال في المقابلة، أنه عندما رأى الله منه "صدق التوجه" أكرمه بالجواب والمعرفة والتيقن، بيوم أسماه " يوم الإيمان"، نزل فيه عليه الإيمان مرة واحدة.. فألّف هذا الكتاب.
وكنت أفكر، أليس الشك بداية الإيمان؟ ألا يقود الشك المُجدي إلى البحث والسؤال وصولا إلى إيمان حقيقي؟ كل ما أعرفه أن الإيمان لا يتجذر بنا بسهولة محضة دون تعب، وأننا لا نولد بإيمان خالص موروث، لكننا نولد بفطرة تقودنا بأسئلتها إلى الإيمان وإلى معرفة الله، وسنبحث طويلا..
لولا الاقتباسات المنقولة فيه لرميت به بعيدًا، لكن بعيدًا عن محتواه الكتاب حاول تجميع عدد من الأدلة على الله واليوم الآخر، ولكنه شطح كثيرًا في ذلك ولم يعرف كيف يثبت شيئًا.
يتحدث الكتاب عن الروح وآثارها في العالم الذي يخيل إلى البعض أنه محض مادة، وأننا قاصرون عن استيعاب كل الحقائق بحواسنا أو عقلنا، قرأت هذا الكتاب بعد ذكر الدكتور فاضل له في احدى مقابلاته، ولو أني اعطيته ٤ نجوم لبساطته الزائدة نوعا ما في نظري لكن محتواه لايخلو من الفائدة العظيمة والتي قد ترشد الكثير، جزى الله الدكتور فاضل السامرائي كل الخير
,, و أخيرا أكملت قراءة الكتاب ليس لطوله فهو يحتوي على 152 صفحة فقط و إنما لإنشغالي لن أنكر أني شعرت بالملل في المبحث الأول ربما لأنه تمحور حول الفيزياء و العلوم الأخرى في إثبات وجهة نظره أما البحث الثاني فقد و جدت فيه ضالتي ,, إذ كنت أفكر كثيرا في الروح و مميزاتها و التي عجز العلم أن يفسرها بدقة و قد عبر الكاتب عن آرائه مستعينا بأقوال العلماء , الفلاسفة , الأدباء و غيرهم مما يعطينا لمحة عن كتب أخرى لنفس الوضوع ,, و قد إستمتعت بهذا المبحث الذي حقا يعبر عنه العنوان و يتمركز حول الروح
المبحث الأول جميل والتقييم له أما المبحث الثاني لو يُحذف لكان أفضل الكتاب بالمجمل يفتقر إلى ذكر المراجع والمصادر للدراسات المذكورة بالإضافة إلى أنه مليئ بالنقولات وهذا يرجع غالبا إلى أن الكاتب أراد بالأساس تجميع أدلة وعرضها في محاضرة لا تأليف كتاب كما أنه كان شاب في بدايات طريقه العلمي عندما حضر هذا وكتبه.
أنهيته رغم قصره في فترة طويلة بالنسبة لي، لعل ذلك يرجع لاضطراري للبحث الذاتي، ولأني لا أحبذ إستقبال المعلومات والاقتناع بها دون التأكد من صحتها بالطريقة الصحيحة. اما عن الكتاب فهو بلا شك كتاب رائع جداً، وهو عبارة عن بحث مسطر في كتاب قليل الصفحات عظيم المعاني والمقاصد، وينبغي أن يُشكر الكاتب على اجتهاده رغم أنني اختلف معه في بعض النقاط، ولكن لا شك بأنه كتاب مفيد جداً ورغم أنه يحمل بين طياته الكثير لكنه رغم ذلك كانت محاولاته في تبسيط الأفكار جلية وهذا مايجعله سهل القراءة لمن هم في بدايات حياتهم القرائية في هذا الاتجاه.
ربما السبب الذي جعلني انتقص النجمة الأخيرة في تقييمه كثرة الإقتباسات من الكتب الأخرى، فلو أنه استفهم ما تحمله الاقتباسات وسطر الفكرة التي يريد استخدامها في سياق البحث بطريقته الخاصة لكان ذلك أفضل، فالبحث في النهاية اجتهاد لا اقتباسات.
وآخيراً، عالم الأرواح عالم عميق، لا يقدر على الخوض فيه الا من يستطيع أن يسمح لخياله برسم لوحات عما يقرأه، وهو عالم مدهش ويستحق المعرفة ولا يُمكننا رفض وجوده لكثرة الدلالات عليه، ولأن الروح هي الشيء الوحيد الذي يجعل من كل منا فرداً متميزاً بذاته عن غيره، ولولاها لكنّا جميعاً أجساداً مجردة لا تستطيع أن تمارس إنسانيتها، وسبحان الله القادر على خلق روح بهذه الصفات التي تحمل من العظمة مايكفي ليجعلك تشكره عليها ليلاً ونهارا��.
لا أعلم لمَ ركنت الكتاب جانباً كل هذه الفترة الطويلة، أول قراءة لدكتور فاضل السامرائي لم أعرفه إلا من مقاطعه لتفسير القرآن الكريم، والآن عرفته كاتباً يأخذ بتلابيب القلوب ليجعلها تتفكر في آلاء الله تعالى.
في البداية تحدث عن سبب كتابته لهذا الكتاب وأنها كانت خلاصة تفكير وشك أدى إلى اليقين الراسخ، في نظري الكتاب ينفع لأن يقرأه الغير مسلم ايضاً فهو يعرض أدلة وجود الله وأصل الحياة وبرهان الذات واخيراً في جولة في معارج الروح بأسلوب جميل ومتسلسل، الكتاب مطعم بالاقتباسات لعلماء وكتب تنفع كمراحع لرجوع إليها، أعجبت كثيراً بالكتاب وبالدكتور نفسه حفظه الله.
كتاب جميلا في مطلعه. ناقش مواضيع حساسه و يشاكِس العقل بمسئلتها. بحثه الثاني لم يكن طرح الأدلة كافي لإثبات الروح فبدلا من مناقشة الأدلة الكاتب إتخذ طريق سرد القصص و الاحداث الدي تفيد بإثبات الروح. الكتاب ناقص لسرد المصادر للأبحاث العلمية والتجارب مما يضعف التصديق بها.
العنوان جذاب. أصدر هذا الكتاب ردا على الملحدين والمنغمسين في الشك بوجود قوة فوق كل شيء. المحتوى قائم على أدلة شرعية وحجج وبحوث ودراسات ومستعين بالكثير من الكتب والتجارب.
كتاب خفيف على الروح و العقل هو أشبه بمحاضرة أو مواضيع نناقشها في أحاديثنا من الإيمان و التوحيد و كيف لعقيدتنا بقوتها أو ضعفها أن تؤثر على حياتنا و جودتها استعرض الدكتور فاضل بعض الإعجازات العلمية و تفسيرها من القرآن بطريقة مبسطة و سهلة يستطيع الجميع من الصغار أن يفهموها الكتاب أفكاره منظمة و متسلسلة قد يبدو الطرح سهلاً لكن العناوين عميقة جداً اختتم الدكتور الكتاب بدعاء هو أكثر ما شدّني و خفف عن روحي ثقل الحياة " إلهي أغلقت الملوك أبوابها و بابك مفتوح للسائلين إلهي نامت العيون و هدأت الجفون و أنت الحي القيوم إلهي ها أنا أطرق إليك أبواب السماء فلا تردني خائباً و أضرع إليك بالدعاء فلا تردني صفراً يا رب العالمين اللهم يا خير مأمول و يا أكرم مسؤول انقطع الأمل إلا منك و الرجاء إلا فيك إلهي أنا العبد الفقير و الخادم الأجير و أنت اللطيف الخبير فالطف بي لما تشاء إنك على ما تشاء قدير إلهي أنا الذي أمرتني فقصرت، و نهيتني فعصيت، فلا حول ولا قوة إلا بك و الأمر منك و إليك سبحانك ربي لا إله إلا أنت وحدك إني كنت من الظالمين إلهي إليك أشكو ضعف القوى و غلبة الهوى، فلا تؤاخذنا بوساوس النفوس يا أرحم الراحمين إلهي ها أنا أدعوك و الناس نيام و أناجيك و الخلِيّون هاجعون، و أنت أعلم بسري و جهري لا يخفى عليك شيء من أمري اللهم يا عالم السر و النجوى وفقنا لما فيه خيرنا و طاعتك يا رب العالمين إلهي ! سيدي ! إنك قلت و قولك الحق :( و إذا سألك عني عبادي فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ ) فهنا أنا أدعوك باسمك العظيم و بسلطانك القديم أن تحرك سواكن القلوب و تحيي موات النفوس اللهم يا أنيس المستوحشين و يا حبيب العارفين و يا رب العالمين، آنس وحشتي و ارحم غربتي يوم يعزُّ الأنيس و يفقد الجليس يا الله اللهم إنا منك و إليك فلا تُخزنا يوم العرض عليك ولا حول و لا قوة إلا بك و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم و آخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين "
يناقش الدكتور السامرائي في هذا الكتاب الجانب الروحي في الإنسان متناولا قضية الإيمان بالله واليوم الآخر بشكل أساسي. يخاطب السامرائي في كتابه هذا العقل ويحاوره ليثبت له أن هناك جانبا روحيا فينا وليحاول أن يبين له حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر بالأدلة والبراهين العقلية وليس بالأدلة النقلية من الكتاب والسنة. يتناول في الكتاب أقوال الماديين ويرد عليها ويفصل فيها بالمنطق والعقل. ----- اعتدنا على الدكتور السامرائي حديثه في اللغة العربية واللمسات البيانية في القرآن الكريم، لكن في هذا الكتاب يستخدم السامرائي لغته السهلة والمنظومة بأبهى ما يمكن في طرح فكرته. فهو يتناول أفكارا خاض فيها غيره وصالوا وجالوا، لكن بأسلوبه ولغته يوضح هذه الأفكار بسهولة ويسر، مبتعدا عن الخطاب الديني لإثبات أفكاره ومبرهنا بأدلة عقلية على كلامه. رغم حساسية الأفكار التي يتناولها إلا أن الكتاب سهل في إيصال الأفكار ومناسب لجميع القراء.