كانت العباءة هي أمي بقلبها الأبيض فلا أحد يعرف شكل شعرها ولون ثوبها غير أبي وجدتي ونحن , كانت عباءة جدتي قديمة تينع بها عرق الصحراء وعذوبة الضوء الخامد ولمسات جدي الهلامية التي تمتد كألف عام من الطهر والقيم , ومع دراجتي التي وجدتها للحظات أجمل من حضن أمي , كنت أرى في الدراجة كل شيء جميل , كبرت مع تلك الرحلات التي بدأت تطول كل يوم , وهناك تعرفت على الملاعب الرملية المجاورة للحي , ومن هنا بدأت علاقتي الأجمل مع الأقدام الحافية في الملاعب الرملية وما كنت ادري بالضبط كم تصبحني ملاطفة العالم بهذا الشكل وحين بدأت اعتنق اللعبة وادفعها أمامي بكل هذا الغبار قرر والدي أن يكلم " الحجي حسين " ليقوم بعملية الختان في فجر أحد الأيام الباردة ..
لم تكن القراءة له تكفيني، تماما كما لم تكفيني القراءة عنه.. لا بد أن أكتب عنه كي أكمل فرحتي بحرفه، محمد حسن أحمد يشبه رجال وطني الباحثين عن ما هو مختلف، المنقبين بين أكوام الكلمات عما يخلقهم.. و يمنح العالم بهجة ميلادهم، محمد يكتب عن الموت.. عن الوطن.. عن الحب.. عن السعادة.. عن النجاح.. عن الحزن.. عن الغربة.. عن الظلم الذي ينهش لحم الفقراء، و يبدد عرقهم في رطوبة الهواء المالح رغما عن الشمس “التي لا تعرق”..
” صمتكِ يوقظ الليل، دعيه ينام” .. و لأنه أراد لليل أن ينام كتب محمد عن حزنه ذي الخمسة أصابع، ذلك الحزن الذي نبت فجأة من الأرض التي دفن فيها جسد مراد.. مراد الذي رفض الوطن أن يمنحه اعترافا بأبوته فعاش غريبا كما الليل، يتنفس ملح حزنه المنسكب مع كل زفرة.. مراد الذي عرف الحب في أرض وعرة، و قطف زهرته ليسكن سعادة كانت تفر منه.. مراد الذي أوقف لحظات الزمن بعدسة كاميرته، لونها بالأبيض و الأسود كما لون أيامه.. كانت نورة هي فرشاة ألوانه التي جعلت لحياته معنى.. و حين جاء الموت ليقطفه، آثر أن يأخذهم معا، كي لا يحزن أحدهم أو يتألم لفقدان الآخر..
قراءته لم تكن سهلة أبدا، فهو شاعر يجيد نقش الحزن فوق ناصية الحرف، و هو مصور يعرف كيف يمنح الضوء سلطة في المكان، و هو سينمائي يجيد هندسة الأماكن كي تليق بأفكار الكلمات، كنت أضع خطوطا كثيرة تحت الجمل، و أعيد القراءة أكثر من مرة.. كي أفهم أحيانا.. و كي أغرق أحيانا أخرى في أعماق المعنى.. لكني حين انتهيت، أدركت أن الوطن يترك غصة في حلق أبنائه، حين يتذكرهم بعد موتهم… و هم الذين تعثروا طيلة ساعات عمرهم بقوانينه و أوراقه الرسمية التي يطالبهم بخلقها من العدم..!
اقرؤوا لمحمد حسن أحمد، فهو الذي كتب عن وطن مجفف في طوابع البريد..
للحزن خمسة أصابع للكاتب محمد محسن أحمد . . . تبدا القصه في سنه ١٩٩٣ صيف الامارات ناصر وكفاية اخوان جمعتهم الحب والبراءه وصديقهم مراد من سميّ بالـ "بدون" لأن لم يسمح له بأن يكون مواطن في الإمارات ولكن هذا لم يحزنه فحبه للبلاد كانت كفيله بان لا يحزنه مراد لشده حبه للتصوير الفوتوجرافي بالابيض والاسود مثل حياته كان يقف تحت اشعه الشمس لساعات فقط ليلتقط صوره واحده مناسبه ومعبره زينب وقعت بحب مراد وولعه في التصوير وخالفت كل العادات والتقاليد وتزوجت من مراد فكانت لا تشعر بالسعاده ولا اكتمال حياتها الا معه ولكن موت مراد وزوجته زينب وابنتهم نورة جعلت من ناصر وكفاية يعيشون حياة من البؤس صداقتهم كانت اكبر من اي شيء كأنهم أخوه من ام واب واحد . . . شتاء ١٩٩٦ سافر ناصر الى بيروت ليرثي حياة مراد بطريقته الخاصه . . . بصراحه ما توقعت اتعلق بهالكتاب لهالدرجه ما اعرف عن الكاتب شيء بس خذت جي الكتاب وقريته بس جي لاني شفته صغير بس ما توقعت اني بسهر ساعات بس عشان اوصل للخاتمه صحت لصياحه وضحكت لضحكاته حسيت باحساسه رثيت لحاله . . . نصيحتي ان الكتاب ما يتفوت .
محمد يكتب بلغة دافئة ، حنونة ومع شاعرية اللغة إلا إنه يكرر بعض الكلمات ويكثر من التشبيهات كما إن أسلوب السرد الشخصي كان غالبا على النص وجود شخصية رئيسية تروي همومها وتظهر بقية الشخصيات من خلالها لذلك لم استطع أن أرى الشخصيات الأخرى إلا بعين الشخصية الرئيسية
طابع السرد ممتلىء بالحزن والذي وجدته مبالغا به في أحيان كثيرة في مشاهد محايدة ومشاهد الحب جاءت بنفس الروح التجربة الروائية الأولى للكاتب لا بأس بها بالمجمل وأعتقد أن خط محمد يشبه في مناطق عديدة خط الروائي محمد حسن علوان شخصيا مؤمنة بقلم هذا الكاتب وقدرته على رسم المشاهد التصويرية والسينمائية وأن هذه القدرة بإمكانها مع قلم جميل أن تترجم لرواية أكثر نضجا في المستقبل
تزخر الرواية بتشبيهات و استعارات وصور بديعة كونت أدبية راقية تستمتع بالتأمل فيهـا
تعطيكـ لغـة جديدة و زوايا مختلفة لبعض اللحظـات الاعتيـادية ولكنهـا وبنظري ليس قوية المضمون حيث تعد حبكتها قصتهـا عادية إذا مـا قورنت بالروايات المعلومـاتية ( التي تحمل معلومـات و مضامين تثقيفية )
من وجهة نظري الخاصة كثرة التشبيهات و الاستعارات المبالغة أفقدت الرواية جماليتها و أبعدت القارئ نوعا ما عن الاحداث و التي شعرت انها متفككة و متخمة بعض الشيء . أحببت تناول قضية مراد وحبه لوطن مات دون أن يستطع الحصول الرسمي ع جنسيته
استعرتُها من المكتبه اليوم وبدأت بقرائتها ، احسست بالملل فالبدايه لكني اكملت قرائتها ( انا من النوع الذي اقرأ الكتاب كاملاً حتى لو كان مملاً) لكنني فشلت جداً في تكملتها ، احسست انني ضائعه جداً و لم افهم اشياء كثيره . *لا يدل عدم اعجابي بهذا الكتاب على فشل الكتاب او الكاتب لكنها لم تجز لي.
لغة الراوي شعرية ،شجية وفاتنة حدّ الفاجعة ! لكلمات الراوي موسيقى وأجراس، و ترانيم الكنائس! للحزن النبيل، للطهر العاري، لوجع الحياة 5 نجوم ،فالإنسان يولد من الألم !
الكاتب مبدع،،يعجبني اهتمامه بالتفاصيل وتصويره الحسي للاماكن والروائح والالوان،،لكن اسلوبه الادبي يحمل الكثير من التشبيهات التي في رأيي اخذت من جمال الحبكه والسرد اكثر من ما اضافته،،