هذا الكتاب ليس عن الثورة الإسلاميّة في إيران. إنّهُ عن الثورة الإسلاميّة القادمة، وعن الثورة التي ستليها. لقد اعتزمتُ إخراج هذا الكتاب منذ عدّة سنوات. وكان المقصود إلحاقهُ بالورقة التي كتبتها بين عاميّ 1988 و1989م؛ بعنوان: "تقويم الفكر السياسي الإسلامي". إذ كان الغرض من هذه الورقة هو استكشاف مدى القبول الذي يُمكن أن تُلاقيه مثل هذه المقاربة في تلك المرحلة.
ويهدف هذا الكتاب القصير لتعيين الأفكار الكامِنة والمناهج المستخدمة، ولم شعثها. وهو يُسلّط الضوء على الحاجة لثورة ثقافيّة داخل الإسلام، وذلك قبل أن يتمكَّن المسلمون، كرَّةً أخرى؛ من التحكُّم الكامل في تاريخهم ومصيرهم. وتذهب هذه الدراسةُ إلى أن مثل هذه الثورة تجري وقائعها بالفعل. فقد اتخذت هذه الثورة، في طورها المُبكّر؛ صورة فكرٍ سياسيٍ جديد، وإجماعًا عالميًّا بين المسلمين في كل أرجاء المعمورة.
مفكر ومنظِّر سياسي بريطاني مُسلم. ولِد في الهند "البريطانية" عام 1931م، وتوفي في جنوب أفريقيا عام 1996م. جمع الجهد النظري إلى الحركي، وهي حالة نادرة في أوساط المثقفين المسلمين في الدول ما بعد الكولونيالية.
نشأ وقضى سنواته المبكرة في الهند والوجود البريطاني يلفظ أنفاسه الأخيرة، وانخرط في صفوف عدَّة تنظيمات "إسلامية"، منها ما كان يسعى لإنشاء دولة إسلامية في بعض أجزاء الهند "البريطانية".
وبمجرد أن ظهرت دولة پاكستان للوجود؛ أدرك صديقي أليس ثم فارق حقيقي بينها وبين الحكم الكولونيالي البريطاني الذي خلَفَتهُ. فانضم لاحقًا لحركة الخلافة في كراتشي، والتي كانت تسعى لتحويل پاكستان لدولة إسلامية "حقيقية"؛ ثم أصبح محررًا لصحيفة "ذي إندپندنت ليدر"، لينتقِل مع بعض رفاقه في الحركة إلى لندن مطلع عام 1950م، رغبة منه في مواصلة دراسته بما يُعزِّز خدمته للحركة الإسلامية. وهناك حصل على درجة جامعية في الاقتصاد، وتلاها بالدكتوراه في العلاقات الدولية عام 1972م.
أسس "المعهد الإسلامي للبحوث والتخطيط"، عام 1977م؛ و"البرلمان الإسلامي لبريطانيا العظمى"، في عام 1992م. وقد كان هذا النشاط جزءًا محوريًّا من حياته، لكن تظل دُرَّة أعماله هي تحليلاته الفريدة، والتي تكشِفُ عمق استيعابه لتاريخ وحاضر للعالم الإسلامي، وهو ما طوَّره وطرحه في سلسلة من الكتابات المفتاحية والمحاضرات طوال ما يزيد على ربع قرن، وهي الكتابات التي تَصُبُّ في تجديد الحركة الإسلامية ومفاهيمها ومجال حركتها.
في هذا الكتاب المهم، أو الشهادة الأخيرة كما أطلق عليه مؤلفه؛ والذي نشر بعد وفاة الدكتور صديقي بعدَّة أيام، يسعى المؤلف لتجريد "نظرية ثورية إسلامية" من واقع الثورة الإسلامية في إيران، وهي التجربة التي تركت أعمق الأثر في كتابات جيل بأكمله من الإسلاميين، بل وكانت إيذانًا بتحوّل كثيرين من اليسار إلى الإسلام، كما في حالة الأستاذ منير شفيق والكتيبة الطلابية لحركة فتح.
ورغم أن الكتاب مُتخَمٌ بالتحليلات والملاحظات شديدة العمق والذكاء، إلا أنه يطوي كذلك اعتسافًا نظريًا للواقع ليوافِق نظرية مُسبقة يبدو فيها تأثر أستاذنا الدكتور صديقي بالأدبيات الغربية في التنظير للثورة، كأداة وحيدة للتغيير الاجتماعي؛ وخصوصًا الأدبيات الماركسية وعلى رأسها كتاب لينين الأشهر: "الدولة والثورة". لكنه على كل حالٍ ليس تأثُّرًا سطحيًا يُمكن تتبُّعه بسهولة، وإنما هو أثرٌ كامنٌ يتجلى على الخصوص في تعامُله مع الثورة بوصفها محض سُلَّمٍ للدولة التي يعتبرها "إسلامية"، وهو ما علَّقنا عليه في مواضعه من الترجمة.
One of the most inspiring books I have ever read. I read it once before, and this was the second reading. It is an essential reading for anyone who is concerned with movement, state, and revolution in the Muslim tradition, and their shaping and reshaping in the future. I have started translating it into Arabic, hopefully it will be published soon.
هذا الكتاب يمتاز بعمق فريد وخاص في الفكر والنظر الحركي الإسلامي أن الراحل المفكر كليم صديقي صوت جزل وقوي وخارج عن مألوفات الطرح البالي والمجتر للحركة الإسلامية. يطرح كليم نظرية الثورة بحسه الاكاديمي الرفيع ويناقش ادواتها والياتها وطرق عملها يبدأ من القرآن ويعود إليه وينقد محاولات المنهزمين لعقد قرآن الأصالة والحداثة كليم في كتابه هذا لم يحاول أن يصالح بين الإسلام الصحيح وبين الإسلام الأمريكي لم يسعى لأن يخطب ود الجماعات الإسلامية التي شذت واتبعت بنيات طريق المعاصرة في الفكر والحركة كتاب قوي برايي فقط يحتاج لتبسيط اكثر لمحتوى افكاره المركزية لان الجهل شديد هذه الأيام
مضمون الكتاب والأفكار المهمة به يمكن اختصارها في ١٠ صفحات، أما الباقي فهو سرد تاريخي عن موضوعات شتى -لا شك مفيدة- لكنها لا تتسق مع العنوان الكبير للكتاب.