What do you think?
Rate this book


174 pages, Paperback
First published January 1, 2013
لا أدري ما حكايتي مع السجون؟ أصبحت أقرأ أكثر في أدب السجون ومذكرات الإعتقال..
هذه المرة، قرأت كتاباً لـ سعد زهران كتب فيها عن معتقل الأوردي في أبو زعبل في مصر،،
الأوردي سجن كبير ومعسكر للتعذيب كان يضم الآلاف من المسجونين الشيوعيين في عهد جمال عبدالناصر ،ولم يمنع كونه شيوعي أن يتحدث عن مايواجهه الإسلاميين من الإخوان وغيرهم من بطش وتنكيل يقارب أو يزيد عما يرونه في الأوردي ..
سعد زهران حكى مؤلمة قصة كان أبطالها آلاف المسجونين من الإخوان المسلمين والشيوعيين وغيرهم..
بعد نهاية قرائتي للكتاب الذي خرج عن المركز الثقافي العربي وأثناء الإعداد لهذه المراجعة لفت نظري أن النسخة التي قرأتها غير كاملة : (، وأن هناك نسخة أحدث منها مكتملة الأحداث عن مركز المحروسة ..
الغريب أن الكتاب تم الإنتهاء من كتابته عام 1969 م (وليس عام 1979 كما تقول بعض المواقع) ويحكي فترة إعتقال سعد زهران من عام 1959 إلى 1960 ومع ذلك فلم يطبع إلا عام 2004 في طبعة غير كاملة ثم طبع مرة أخرى عن طريق مركز المحروسة في طبعة كاملة تجدونها هنا..
الكتاب يتكون من 19 فصل بالإضافة إلى مقال ختامي يتحدث الكاتب فيه بالتفصيل عن السجن ومحتوياته وبعض المعلومات عن الضباط وغيرهم من إدارة السجن وينتهي بصورة مرسومة للسجن مع توضيح وتفصيل لكل المباني وماتحتويه..
الكتاب باللغة العربية الفصحى مع بعض الجمل باللهجة المصرية، الكتاب يضج ألماً وفيه أسطر تحكي قصة القهر والظلم وسطوة القوة، ولأخبركم نماذج عن السجّانين فهذا أنموذج لسجّان لم يدخل سجن الأوردي إلا لسمعته الطيبة!! اقرأوا قصته هنا/
في إحدى الليالي اشتد المرض على سجين، فصاح زملاؤه يطلبون الدكتور... تمت الإجراءات فعلا تحت ضغط الصياح، ووجد الطبيب أن السجين قد مات وعهد كالمعتاد إلى التمرجي بتشريح الجثة، ويكتفي هو بتوقيع الأوراق. وفي الصباح حين ضرب التمرجي المشرط في بطن المتوفى بدأت الجثة في التحرك. أدرك الشاويش بسرعة أن الطبيب أخطأ في تشخيص الحالة فقد كان السجين في حالة غيبوبة بسبب شدة المرض، فلما ضرب المشرط في أحشائه حركه الألم. لم يتردد الشاويش لحظة، اتجهت يداه بسرعة نحو عنق السجين، وكتم أنفاسه حتى أجهز عليه، وهو يصيح بانفعال شديد، ارقد يا ابن الكلب!! ارقد! الدكتور كتب في الأوراق الرسمية أنك مت، موت يا ابن الكلب حتعمل مشكلة للدكتور، موت، موت!!!
أمّا عن معنى كلمة الأوردي وتاريخ هذا السجن فهذه أسطر تحكي شيئاً من قصة هذا المعتقل/
وبمناسبة الأوردي، نذكر أن الأوردي كلمة تركية معناها "معسكر". وقد كان الأوردي معسكراً لقوة حراسة ليمان أبو زعبل وقت أن كان كثير من مفردات مصلحة السجون مأخوذاً من اللغة التركية، (مثل: يَمَكْ، جراية، شفخانة،..). ثم أصبح الأوردي سجناً صغيراً ملحقاً بالليمان يعزل فيه بعض المسجونين لأسباب خاصة. وقد أُودع فيه الشيوعيون المصريون أثناء الحكم الناصري مرتين: الأولى 1954 - 1956، والثانية 1959 - 1961. وأذكر أننا عثرنا في عنبر (2) عام 1955، على بقايا محتويات مخبأ قديم لمسجونين سياسيين سبقونا تدل أوراقهم على أنهم كانوا من مناضلي ثورة 1919!!
عبدالرحمن منيف كان على اتصال بـ سعد زهران واتفقوا على أن يكتب منيف مقدمة لكتاب الأوردي أو لكتاب حول أدب السجون، فمنيف تأثر من مسودة كتاب سعد زهران وحرك مشاعره ذلك النص الهادر المغرق في الألم والأمل لكن مالبث أن توفي منيف بعد ذلك بأيام ..
سعد زهران أحد قدميه مبتوره ولم يشفع له هذا بأن يبتعد عن التعذيب، بل سُجن وعُذب وحُبس حبساً انفرادياً لأيام..
هنا صورة له التقطت في 2005 أثناء تكريمه من قِبل ديوان العرب /
وبإمكانكم الضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الأصلي..
أثناء بحثي عن بعض المعلومات حول الرواية أو الكاتب وجدت صفحة جديرة جداً بالإهتمام فيها لقاء قصير مع الكاتب سعد زهران وفيها عشرة فصول كاملة من الرواية من أصل 19 !!
بإمكانكم قراءة الـ 10 فصول أو بعض منها لتكملوها إن أعجبتكم على الورق،،
اضغطوا هنا للتوجه للرابط الذي ذكرت ..
- اقتباسات من الكتاب:
الحرية كالحب والمعرفة نفقدها حين نغفل لحظة عن النضال من أجلها
هل يمكن أن تستمر صداقة ولدت في جو من انعدام الوزن الاجتماعي، لتعيش في جو تعود فيه الحواجز الاجتماعية إلى الظهور؟
قراءة ممتعة للكل واعذروني على الإكثار من ذكر السجون -كفانا الله شرها - : ) ..
- معلومات أكثر عن [ الأوردي ] /