هل نحن بحاجة إلى تأسيس مركزية إسلامية على المستوى المحلّي عن طريق ترسيخ هذه المفاهيم وبناء المعرفة انطلاقًا منها؟ أم نحتاج بالأحرى إلى زحزحة المركز الإسلامي محليًا ولو نسبيًا من أجل إتاحة مساحة أكبر للحرية الفردية وحقوق الإنسان الطبيعية؟ هذا هو السؤال الذي قفز إلى أمامية ذهني بعد قراءة هذا الكتاب. إن المسلمين لا يعانون من المركزية المعرفية الغربية قدر معاناتهم من الاستبداد الداخلي المحلي. وليس من الصالح العام للفرد والجماعة على السواء إعطاء هذا الغطاء الأيديولوجي للحركات الإسلامية، فهو كفيل بإخلال التوازن السياسي الذي يميل في مستوى الجمهور إلى الإسلاميين اصلاً. لا أعتقد أن المعرفة معزولة عن سياقها التاريخي والثقافي، فالمشاهدة تكذب ذلك. لكني لا أومن أيضًا أنها يمكن أن تُمأْسَسَ مركزيًا على مفاهيم محلية أيًا كانت إسلامية أم غير إسلامية. والبحث عن أساس موضوعي للمعرفة البشرية (المنطق الصوري+المنهج التجريبي في أحدث صياغاته) أجدى ألف مرة من اليأس من القضية وانتهاز حالة ما بعد الحداثة (بتعبير ليوتار) وفورة النسوية وما بعد الاستعمارية والزنجية.. إلخ وشتى فلسفات اللا مركز وحركاته من أجل الدعم الأيديولوجي لحركات لها انتشارها المحلي فعلاً (!). البحث الدءوب الحثيث عن أساس موضوعي للمعرفة البشرية يجب أن يستمر.
في الحقيقة كتاب رائع لكن للأسف العنوان ليس له أي علاقة مع المحتوى وايضا في الوصف والشرح هناك بعض الملل حيث لم اصل الى تلك النتيجة من الاستيعاب في القراءة ملاحظة: هذا رأيي الشخصي
كتاب مهم في موضوعه، مؤلفاه متميزان في ميدان التجديد والتأصيل. الكتاب في وجهة نظري موجه لطبقة معينة من المثقفين والباحثين؛ بسبب لغته الصعبة في بعض المواضع، إضافة إلى موضوعه الذي يهم الباحثين والمتخصصين.
لكني - في الحقيقة - كنت أتوقع من المؤلفين مخرجًا أفضل؛ نظرًا لما يمتعان به إمكانيات تؤهلهم لذلك. لكني أجد لهم العذر بسبب وجود مؤلفات أخرى لهما ذات صلة، وقد أشارا إلي ذلك في الكتاب، إضافة إلى مرض الدكتورة منى الشديد ووفاتها رحمها الله بعد إنهاء الكتاب بفترة يسيرة.
الرسالة الهامة التي أرادا إيصالها واضحة وقوية في الكتاب، وأنصح كل باحث، وبالذات المشتغل منهم بالفقه والعلوم الشرعية أن يقرأ الكتاب؛ لأهمية الموضوع، ولوجود محفزات ذهنية في ثناياه، تفتح آفاقًا واسعة فيما يتعلق بالمنهجية في البحث.
أهم ما خرجت به من الكتاب: عدم التساهل في استعمال وتفسير المصطلحات أو النصوص، أهمية السياق التاريخي، أهمية تفكيك الواقع، أهمية توقع المستقبل بناءً على ما سبق.
لم أستطع فهم مطابقة العنوان لبعض مضامين الكتاب، لكني أُسند ذلك إلى القصور في نفسي، لأن الموضوع من الأساس جديد بالنسبة إلي. لكن الكتاب أفادني، خاصة فيما يتعلق بموضوع المشكلات العالمية، والعلمية التكنولوجية منها على وجه أخص.. عموما، هذا ثاني كتاب أقرأه للدكتور طه، وكان الأول "فقه الاختلاف"، قرأته قبل عشر سنوات. د. عبد الوهاب المسيري أثنى على كتب د. العلواني في "الحوارات"، نريد أن نفهم لماذا :)