بعض النقاط الواردة في الكتاب: ** بعد حمد الله تعالى ، والثناء عليه ، والصلاة والسلام على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، بدأ المؤلف كتابه بقوله تعالى : ( إن الذين اتقوا إذا مسَّهم طائف مِن الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ، ثم قال : إلى هؤلاء أقدم هذه الرسالة . ** في مقدمة كتابه بَين المؤلف المبرر مِن كتابة رسالته ، وأن مما دعاه إلى ذلك : ضرورة الالتفات إلى العوامل الداخلية التي تنخر فينا دون أن نشعر .. ** في تمهيده للكتاب وقف المؤلف مع قوله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً ) ، ولفت النظر إلى الحقيقتين اللتين تشير إليهما الآية ، وأن معرفتنا لعداوة الشيطان لن تُفيدنا شيئاً إن لم نتخذه عدواً ! ** قال المؤلف : " إن من أخبث ألاعيبه ( الشيطان ) في المكر والاستخفاء نفاذه إلى نفوس تعتقد أنها مُعقَّمة ضده ، محمية من آثاره " ! ** شرع المؤلف بعد ذلك في الحديث عن ثلاث مداخل للشيطان ينفذ بها إلى النفس ، وهي : المدخل الأول : " العائق الوحيد " . فحين يرى الشيطان مِن المؤمن عزماً على مراجعة نفسه ، وسعياً للارتقاء الإيماني ، يُفسِد عليه عزمه من خلال ( العائق الوحيد ) ! ** يحاول الشيطان مِن خلال ( العائق الوحيد ) أن يُصَور للمؤمن وجود ( عائق وحيد ) ينبغي عليه أن يتخلص منه ، وأنه بمجرد زواله سيحقق كل ما يريد ! ** يُصَور للمزارع – مثلاً – أنه حال فراغه مِن حراثة أرضه ، أو قطف ثماره ، أو تسويقها ، فسوف يعتني بأسرته وينصرف للاهتمام بأولاده ! ** ويُصَور للطالب بأنه سيستقيم ، ويلتحق بركب الأخيار ، حال انتهائه مِن دراسته ! ** ويُري التاجر أن العائق الوحيد سيزول بمجرد إنهائه لصفقته ، ويُري الأبَ أن العائق كامِنٌ في بنائه لبيته ، و... إلخ ! وهكذا تشترك الأمثلة في اتحاد الجوهر وإن اختلف المظهر ! ** الغريب أنه بعد زوال هذا العائق يبدو أمام صاحبه عائق آخر ! .. وهكذا ! وصدق الله : ( يَعِدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ) ! ** إن الواقع يشهد ضد معظم أولئك الذين ينتظرون زوال العائق ليتفرغوا بعد ذلك لدينهم ، وكأن دينَهم شيء منفصل عن حياتهم ! ** والواقع يشهد – أيضاً – أن بالإمكان محاربة هذا العائق بخطوتين : الأولى : كشف هذه الحيلة ، وإدراك خطرها . والثانية : تنفيذ أي عمل أو برنامج من اللحظات الأولى التي تعقب الانتهاء مِن مرحلة التخطيط مباشرة ، التخطيط الذي قد يكون صريحاً ، أو ضمنياً ( العزم القلبي ) . ** لابد أن نكون على يقين بأن مَن عمل بما يستطيع مَكَّنَه اللهُ مِن عمَل ما لم يكن يستطيعه ، وأن ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) . ** المدخل الثاني : الكمال الزائف . وهو ذلك الشعور بالطمأنينة للوضع الفردي والاجتماعي ، والإحساس بأنه ما مِن شيء جديرٌ بأن يتغير ، فإذا أدى المسلم الفرائض – مثلاً – ، وزاد عليها ببعض النوافل ، فإن ذلك كافٍ ! ** إن تقصير المرء ، وضعف فعاليته ، وعدم تسخير وقته ووسائله لما هو نافع ، ثم اقتناعه ( وأي اقتناع ! ) بأن أسلوبه هو الحق الصحيح الكامل ؛ كل ذلك دليل مرضه ، وأن تصوره أوصله إلى درجة ( الكمال الزائف ) أو ( كمال العُقم ) ! ** صحيحٌ أنه ينبغي علينا ألا نيأس ، وأن نبقى متفائلين ، إلا أن هذا لا يعني أن نقع في المَزلق المقابل ؛ بأن نبقى في حالة مِن الركون والأمن المُفْرِط ! ** إن هذا المدخل يؤدي إلى عدم القدرة على النقد الذاتي الصحيح ، والتقويم الموضوعي . وكما يقول مالك بن نبي : " ومصدر هذا البلاء – أي : الشعور بالكمال – معروف ، فمِن المُسَلَّم به الذي لا يتنازع فيه اثنان أنَّ الإسلام دينٌ كامل ، وبما أننا مسلمون فنَتَجَ إذن أننا كاملون ! قياس خاطيء مشؤوم يُقَوِّض قابلية الفرد للكمال بالقضاء على هِمَّتِه نحو الكمال " . ** إن هذا ( شللٌ أخلاقي ) يعقبه ( شللٌ فكري واجتماعي ) ، مِن شأن الأول أن يمنع البناء الفردي السليم ( الثقافة ) ، ومِن شأن الآخر أن يحول دون البناء الاجتماعي السليم ( الحضارة ) . ** إن المقدمات السليمة تُعطي النتائج السليمة ، فإذا وجدنا خللاً في النتائج ، فإن علينا أن نُراجِع المقدمات ! إن مقدمتنا سليمة ( العقيدة الصحيحة ) فلماذا صِرنا على هامش التاريخ ؟! ( إن لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( ليس بأمانيِّكم ولا أمانيِّ أهل الكتاب مَن يعمل سوءاً يُجزَ به ) ** يقول دنيس دي رجمون : " إن مِن أمكر حِيَل الشيطان أن يُقنِعَنا بعدم وجوده " ! ** لابد مِن المعالجة الإيجابية لهذا المدخل ، وذلك يكون بالتحصيل المستمر ، والعمل الدائب ، والتجرد والموضوعية في الأحكام والتقويم – قدر الإمكان - ، وأن يتم كل ذلك ضمن إطار مِن طاعة الله وذِكره الدائم ( ومَن يَعْشُ عن ذِكر الرحمن نُقَيِّض له شيطاناً فهو له قرين ) . ** المدخل الثالث : تضخيم جانب واحد لتسويغ وضعٍ ، أو حالةٍ معيَّنة ! ** إن مِن أخطر الأمور حينما ينحرف المسلم ، أن يُقنِع نفسه بشرعية انحرافه ليبرر حالة معينة ، أو وضعاً ما ! وهذا بدوره يؤدي إلى الكمال الزائف ( المدخل السابق ) ! ** تجد بعض الناس إذا استبطن نفسه ، أو فُوتِح بالأمر من غيره ، يأتيه الشيطان ليُسَوِّغَ له انحرافه بالدليل الشرعي ! فلا يعود يتذكر إلا مثل قول الله تعالى : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) أو ( قل مَن حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات مِن الرزق ) ! صحيحٌ أن هذا مِن الإسلام ، لكن ليس هذا فحسب هو الإسلام ! ** لابد مِن الاتزان وإعطاء كل شيء حجمه وقَدره . ** بعضهم أشبع نفسَه بالعَظَمَة الفارغة ، وتراه يدافع عن نفسه قائلاً : أليست عِزة الإسلام مطلوبة ؟! وإذا كان مِن المنتسبين لأهل العلم قال : أليس احترام العلماء واجباً ؟! ** إن تضخيم جانبٍ على حساب الجوانب الأخرى مِن أمكر مداخل الشيطان ! وإن علاجه يكون بالنظرة الاتزانية ، لأن عدم الاتزان فيه يجعل الإنسان لا ينجو مِن مزلق إلا ويقع في مزلق آخر ! ** وختاماً .. إن عدم الوعي لهذه المداخل وأمثالها طريقٌ سهلٌ لتلاعب الشيطان بالإنسان ( ولقد أضل منكم جِبِلاًّ كثيراً أفلم تكونوا تعقلون ) ؟ إن في قول الشيطان يوم القيامة ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ) دلالة على أن الاستجابة للشيطان ليست إلا نتيجة لإغراء الدعوة التي يُطلقها ، والتي تدخل إلى النفس مِن حيث لا تتوقع ، ومِن طريقٍ إما تجهله ، أو تأمنه ، أو تُحبه.
يقولُ تعالى في كتابه العزيز " إنّ الذينَ اتّقَوْا إِذا مَسٍهُمْ طَائفٌ مِنَ الشَيّطان تَذَكَّرُوا فَإذا هُمْ مُبْصِروُن " إلى هؤلاء أقدم هذه الرسالة.... كانت هذه الكلمات الكريمة كفيلة بأن تستقطب انتباهي لما سوف يأتي ذكره... من مُنطلق عداوة الشيطان لنا وعداوتنا له بسلوكنا ، تطرح الكاتبة عدداً من ألاعيب الشيطان في المكر واستخفاء النفاذ إلى نفوسنا حتى يطول عليها الأمد فلا تعود تشعر بخطورة ما أصابها... فذكرت ثلاث مداخل للشيطان إلى النفس وهى : ١- العائق الوحيد : القائم على الإرجاء والتسويف. ٢- الكمال الزائف : الشعور بالطمأنينة فلا شيء ينبغي أن يتغير ولا يتبدل فتدخل النفس في حالة من الركون والأمن المفرط. ٣- تضخيم جانب واحد : لتسويغ وضع أو حالة مُعينة : ترى النفس تتعلق بالدنيا مع تسويغ ذلك من الإسلام والإتيان بجانب دون استكمال الجوانب الأخرى من الإسلام...مثال هؤلاء الذين تركوا معظم تعاليم الدين وتمسك بالجانب الأخلاقي ويقول لك أليس هذا يكفي ؟!... ويستدل بالذكر الحكيم فيما يؤكد تضخيم ذاك الجانب ... في حقيقة الأمر الرسالة طيبة وتذكرة بل وتكشف ألاعيب الشيطان الخبيثة نسأل الله أن يعيذنا منها..، ولكن الشيطان ليس العدو الوحيد ، تذكرت قول سيدنا أبي بكر الصديق حين قال " النفس ، الشيطان ، الهوى ، الدنيا كلهم أعدائي فكيف الخلاص " هنا ثمة أدوار نسبتها الكاتبة للشيطان وهى تعود للنفس أو الهوى...فكان هناك اختلاط في الأدوار بعض الشيء... وتذكرت قول سيدنا علي بن أبي طالب " أخاف عليكم الهوى وطول الأمل ، فالهوى يصد عن الحق وطول الأمل يُنسي الآخرة ، وإن الدنيا مُدبرة والآخرة مُقبلة ، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل " وأرى أن مدار الأمر على اليقظة ومعاهدة النفس بالمراقبة ، وتذكيرها بأنها ما بين الرجاء من الله عند الإتيان بالقليل مع التقصير ، والخوف من الله عند الإتيان بالزلل مع الطمع في عفو الكريم ...ورأس الأمر محبة الله ، عندئذٍ يتحقق توازنك.. نسأل الله أن يحفظنا ويعصمنا من الشيطان ، أنفسنا ، الدنيا وأهواءنا....آمييين.
كتيب جيد .. يليق به أكثر عنوان:"الحيل النفسية الإسلامية" أو "الحيل الشيطانية للمسلم" وذلك لأن العنوان يوحي بالتخصص النفسي المجرد، أو ما له علاقة بالسلوكيات عامة.
تناول الكاتب ثلاثة حيل نفسية على أنها مداخل للشيطان، وهى :
(١) العائق الوحيد ..
حين يُدرك الإنسان انحدار الخط البياني لإيمانه ويلمس الضعف المتسرب إليه، فإنه يعزم على تحسين وضعه، وهنا يتدخل الشيطان ليحُول دون تنفيذ ذلك، بأن يضع لهذا الإنسان عائقاً - أمر من أمور الحياة - يصوره له وحيداً ويُبديه أنه إذا زال هذا العائق فستزول كل عقبة وسيتحسن الوضع وسيمكنه التوجه إلى الإسلام أو العودة إلى ميدانه وكأن الحياة مجالاً والإسلام مجالاً آخر ! وكم من رجل انتهت حياته ولم يبدأ حياته، وانقضى عمره ولم ينب إلى الله ولم يتب مع أنه كثيراً ما كان يعزم على إنهاء ما يكره من أمره أو سلوكه وعاداته، بيد أنه كان يقفز من عائقه الوحيد الوهمي إلى عائق وحيد آخر، ذلك أن الشيطان (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا )، ولنعلم ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) ولكن ضعف كيده لن نتغلب عليه بضعف إرادتنا وقلة وعينا وعجز همتنا !
(٢) الكمال الزائف ..
وهو ذلك الشعور بالطمأنينة للوضع الفردي والاجتماعي، وبالإحساس بأنه ما من شيء يقتضي التغيير أو التبديل أو يستوجب التحسين، فإذا ما أدى المسلم الفرائض وزاد عليها بعض النوافل والتطوعات البسيطة الأخرى اطمئن واكتفى ووصل إلى درجة الشعور بكمال، ولم ولو لم يقر بذلك صراحة، ونحن كمسلمين قد نقترب من الإسلام في تطبيقنا أو نبتعد عنه مما يجعلنا غير كاملين ولا منزهين عن النقص والتقصير، و لكن واقعنا يفسر ما أقنعنا أنفسنا ضمنياً به وهو " أنه لكوننا مسلمين فإن الله قد أحبنا وسينجينا وسيرزقنا وسينصرنا و..." متجاهلين سنة الكون في الجد والعمل وبذل الجهود.. إن تغيير ما بالنفس من مفاهيم من شأنه أن يغير ما بالقوم من واقع (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ )، إذاً علينا أن نمحو من أنفسنا هذا الشعور بالكمال ونقضي على هذه الحالة النفسية التي تشعرنا خطأ بحسن أوضاعنا .
(٣) تضخيم جانب لتسويغ حالة معينة ..
من أخطر الأمور حينما ينحرف المسلم أن يقنع نفسه بشرعية انحرافه من الإسلام ذاته ليبرر حالة معينة أو وضع ما .. فللإسلام تصوراً معيناً للكون وللحياة الدنيا، فيطلب من المسلم أن يحيا دنياه ويسخرها وينتج فيها دون أن تستعبده وبأن يبقى متصلاً بالله( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) .. فنحن كمسلمون مطالبون بالسعي في الدنيا والعمل للآخرة، ولكن ما نجده أن الإنسان يصرف ٨٠ - ٩٠% من وقته أو طاقاته وإمكانياته للدنيا وللكسب وللسعي المادي، ثم يترك الجزء الضئيل الباقي لتربية نفسه وأولاده وأسرته ومجتمعه ... ثم تراه بعد ذلك مقنعاً نفسه بأنه لم يشذ عن الإسلام إنما هو مطبق لآيات القرآن التي تحث على السعي والتحصيل الدنيوي ... لذلك نجد ما يسمى إسلاماً (دنيوياً) و فى هذا الإسلام الدنيوى نرى أن صاحبه يلتزم بجانب واحد فقط من الإسلام ويهمل الجوانب الأخرى، ويضخم هذا الجانب ولا يرى من الدين إلا هذا الأمر فنجد أنه صار لدينا الآن إسلاماً( مظهرياً ) و إسلاماً (أخلاقياً) و إسلاماً (إقتصادياً ) و إسلاماً (سياسياً) و ....، وكلها نتيجة لتضخيم جانب وضمور أو تجاهل الجوانب الأخرى فى الإسلام ..
أكثر الحيل إرباكًا - بالنسبة لي- الحيلة الأولى: (العائق الوحيد) كم من أمرٍ يؤجل بسبب عائقٍ متوهم نظن أن إتمامه سيفسح المجال للقيام بما نُخطط له، وما أن نُتمه حتى يظهر عائقٌ آخر لنظن أنه الوحيد.. وهكذا دواليك رغم قلة الصفحات إلا أنها حَوَتْ إشاراتٍ مُهمة حول حيل النفس ومخادعاتها للتسويف والتأجيل والبقاء على الحال التي هي عليها دون سعيٍ لله سبحانه
ونبقى نردد: اللهم أعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
رسالة موجزة لطيفة تناقش ثلاث حيل نفسية هي من مداخل الشيطان: - العائق الوحيد: تسويف النفس ما يصلحها بعذر ما ( دراسة، مشاغل.. وغيره مما يشبه يوم السبت في أنظمة الرجيم) -الكمال الزائف وهو شعور وإن لم يُصرّح به يظهر في ميل الإنسان إلى الركون إلى حاله وعدم مساءلة نفسه وتطوير ذاته وواقعه، واقتبس الكاتب فكرة من تأملات مالك بن نبي حيث يستنبط المسلمون من حقيقة كمال الإسلام فكرة فاسدة وهي كمالهم الذاتي سواء على مستوى الفرد أو الأمة. - تضخيم جانب على حساب بقية الجوانب، والاستدلال على شرعية هذا الجانب بأصل وجوده في الإسلام.. والقضية هنا ليست الاهتمام بجوانب الإسلام المختلفة من أخلاق ومعاملات ونظم اقتصادية وسياسية، بل اختزال الإسلام كله في أحد عناصره لحاجة نفسية في قلب أحدهم ويعللها باستشهاد من القرآن أو السنة ليس هذا محلّه وإنما هو محاولة إضفاء صبغة شرعية على هوى ما. .. للكاتب ملاحظة عميقة وهي أننا وإن آمنّا بوجود الشيطان نظريًا فإنّ سلوكنا يخالف إيماننا فلا نتحرز منه ولا نبحث عنه في خطرات نفوسنا وكأننا سالمون من نفخه ونفثه.. فنتأمل سلوكيات الآخرين بتجرد باحثين عن الشيطان في تفاصيلها ونغفل عن أنفسنا. . والكاتب في كل ما يطرح لا يلوم الشيطان بل العبد المختار الغافل.
مضمون الكتاب هو (ما هي الحيل النفسية للتغلب على الشيطان) كان يجب بالطبع ان يكون العنوان واضحا.. لكن بصفة عامة الكتاب يتطرق إلى موضوع مهم وتم تناوله بطريقة مبسطة وواضحة
عنوان الكتاب يوحي بأن الحديث سيكون حول مواضيع علم النفس، ولكنه كان حول الحيل النفسية التي يوسوس بها الشيطان للمسلم ليتكاسل عن عبادته. تحدث الكاتب عن 3 حيل فكان قصيرًا في محتواه وشديد البساطة حاول الكاتب أن يوضح وساوس الشيطان بطريقة واقعية تحدث لدينا عند العبادة وبطريقة مختلفة عن الكلام الشائع عن الوساوس
العنوان فيه تضليل خفي بسيط لمن سيعتقد أن الكتاب يتحدث من ناحية نفسية بحتة ولكن بقليل من التبصر سنجد أن حياة المؤمن إنما تدور في فلك الجهاد والمجاهدة ضد النفس وهواها وضد الشيطان ووساوسه ،، جاء الكتيب في خمسين صفحة بعيد عن الإسهاب والتطويل ومركز في ثلاث حيل تواجهنا بها أنفسنا ضد التغير الإقدام والإصلاح،،
الكتاب رائع رائع كمحتوى قيّم وفعلاً كثير من الشباب خصوصاً يعاني من ما ذكر... وينفي ذلك ويظن أنّه على خير وأنّ الشيطان بعيد عنه! اللهمّ بصّرنا يا الله...
الكتاب عبارة عن رسالة تناقش مداخل الشيطان إلى النفس البشرية و بالخصوص نفس الإنسان المسلم الذي يظن أن إسلامه يعصمه من الفتور و النقصان و الوقوع في المعاصي و الآثام أشار الكتاب إلى3 أسباب يتشارك فيها أي إنسان مهما كان دينه: العائق الوحيد الكمال الزائف تضخيم جانب واحد و الحقيقة أن النفس البشرية و الشيطان يلعبان دوراً في غواية الإنسان لكن الكتاب لم يشر إلى ذلك مطلقاً
كما أعتقد أن العنوان لا يتناسب كلياً أو جزئياً مع المضمون و لا أعلم لماذا اتخذ الكتاب منحى علم النفس و لا أجد أنه أجاب بوضوح عن السؤال...ما هى الحيل النفسية
في المجمل من المهم مناقشة مداخل الشيطان إلى النفس البشرية و من المهم مناقشة طبائع النفس البشرية و التي قد تؤدي بها إلى التهلكة أو النجاة و برغم أهمية الموضوع فقد اكتفى الكتاب بالإشارة فقط الي بعض النقاط دون مناقشتها بموضوعية و ذكر أمثلة تؤكد وضوح رؤية الكتاب كان الكتاب سطحياً إلى حد كبير
الكتاب: الحيل النفسية الكاتب: نهاد درويش سنة النشر: 1988 الناشر: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر =========== اتفقنا في مرات سابقة إن وعي الإنسان بنفسه من أهم الحاجات اللي المفروض إنه يعملها في الحياة إن لم تكن أهم حاجة فعلًا، والوعي ده في أحيان كثيرة بيبقى متمثل بإنك " تقفش " نفسك وأنت بتعمل حاجة أنت مش المفروض إنك تعملها، وتقفش نفسك علشان في أحيانًا أنت بتعمل الشيء وأنت مش مدرك على الحقيقة إنك بتعمله، الموضوع بيتطلب منك وقفة كده أو فجأة حد يقول قدامك حاجة فتلاقي دماغك نورت، دا أنا فعلًا بعمل كده، ويمكن ده سبب شهرة المقطع بتاع " الإنسان كائن ممل " لإنه الناس فعلًا لقت حد بيقولهم اللي بيحصل وبيوصفه توصيف صحيح وبيقولك مستقبلك مع الامتحانات كمان هيبقى عامل إزاي، فالإنسـان المفروض إنه يتعلم إزاي يقفش نفسه.
من ضمن الأبواب اللي تقدر تعمل بيها ده باب الحيل النفسية، الحيل النفسية هو موضوع من أمتع وأجمل الموضوعات اللي ممكن تمر على إنسـان بيدرس علم نفس، عم فرويد بيقول إن الحيل النفسية هي عبارة عن وسايل بتلجأ ليها النفس بشكل لاواعي طبقًا لتقسيم النفس أو الشعور عنده لمنع التوتر اللي بيحصل من الصراعات النفسية الداخلية، ودي بتختلف عن آليات التكيف.
وفريد اتكلم عن كذا طريقة من طرق النفس في ده زي عملية التسامي، أو الكبت، أو النكوص، والإبدال، والإسقاط، ورد الفعل المعاكس، والاستدماج، والتبرير، والإبطال، والعزل وغيرهم.
وخلونا نضرب مثال نكسر بيه حدة الكلام عن " التبرير " مثلًا. والتبرير بيحصل لما تعمل شيء، أو متعملوش، وتبدأ صورتك تتهز أو تفقد ثقتك في نفسك فبتلجأ تلقائيًا للتبرير عن طريق إنك تلاقي أي سبب لنفسك ف أنت مروحتش تصلي علشان كنت مشغول جدًا، ومذاكرتش علشان الدكتور مبيعرفش يشرح، ومنزلتش الجيم علشان الجو برد، وما إلى ذلك.
كذلك مثال على الحيل النفسية دي " الإسقاط " ودي بينسب فيها الإنسان رغباته ودوافعه غير المقبولة على الناس اللي حواليه. فلو إحنا افترضنا إننا عندنا زوج مش مخلص، ممكن تلاقيه شاكك في زوجته طول الوقت وبيصفها بعدم الإخلاص له، أو الشخص اللي يبقى كداب أوفر فتلاقيه بيتهم الناس اللي حواليه كلهم بالكذب.
وموضوع الحيل نفسه موضوع مهم جدًا في العموم.
الكتاب بتاعنا بقى على عكس اسمه هو مش بيتكلم عن الحيل النفسية عمومًا، وربما كان المفروض يتم تغيير اسمه علشان يوضح موضوعه بشكل حقيقي، الكتاب بيتكلم من وجهة نظر إسلامية، متأثرة بشكل كبير أو كبير جدًا بعمنا مالك بن نبي، فهتلاقيه بيستعير مصطلحاته في النهضة والحضارة وقيام الأمم الإسلامية والفرق بين الإسلام والمسلمين، وعالم الأفكار وعالم الأشخاص، والأحداث وما إلى ذلك.
بيتكلم الكاتب عن 3 حيل نفسية باعتبار الحيل النفسية وسائل من الشيطان، الحيل دي هي العائق الوحيد، والكمال الزائف، وتضخيم جانب لتسويغ وضع معين.
اشهر الحيل دي هي العائق الوحيد، واللي فيها الإنسان بيظن إنه عنده مشكلة ما، أو موقف ما، أول ما ينتهي هيعمل كل حاجة، هيخلص امتحانات ويبدأ يشتغل، هيخلص الكلية ويبدأ يتعلم، هيخلص الثانوية وهيبدأ قراءة، هيخلف أول عيل وينتبه للعلم، ها ها ها، التسويف المقنع= العائق الوحيد، ابدأ، شمر، اشتغل، ارحم نفسك من التسويف والتبرير، التزم وراجع نفسك كل شوية.
الحيلة التانية هي الكمال الزائف واللي ملخصها إن الإنسان بيحس فيها إنه والله ما كله تمام أهو أنا مش محتاج أعمل حاجة أصلًا لإن كل حاجة ماشية كويسة وتمام.
الحيلة التالتة هي تضخيم جانب واحد علشان تثبت وضعك أو حالة من حالاتك، ودي هتلاقيها كتير جدًا حاليًا، ودي فكرتها هتلاقيها عند البشمهندس وهو بيتكلم عن إن أي محاولة لصياغة خط النهضة والرجوع للدين في شيء واحد هتبقى شيء مستحيل ومش هو المطلوب، يعني الإسلام فيه جانب سياسي لكنه مش كله سياسة، فيه جانب اقتصادي، فيه جانب شعائري، فيه جانب شكلي، في جانب معنوي، فيه جانب قيمي، الإسلام كل دول، تضخيمك لشيء في مقابل شيء آخر بدون حاجة ل ده هو حيلة نفسية أنت بتعملها.
الكتيب لطيف عمومًا، برغم ما فيه يعني، وكالعادة أنا بستغل وجود الأفكار في أي كتاب للحديث عن الفكرة نفسها بغض النظر عن كون الكتاب يحتوي على ده بس أو أكثر.
تقييمي للكتاب: نجمتين إلى نجمتين ونصف من 5 #الباحث_عن_المعنى #كتب 20
رسالة في ضرورة تبصر الإنسان في نفسه لسد مداخل الشيطان في سبيل تقدمه وإنجازه فيما مكنه الله سبحانه وتعالى به ومن ذلك معرفة مواطن قوتها وضعفها ومعرفة أساليب غواية الشيطان لتأخيره عن مراده وليس الهدف هو لوم الشيطان بقدر لوم من عرف بعداوته فلم يتحضر للتصدي لها.
يحتاج المرء لقوة دافعه ليتعرف على وقع خطواته الممتدة من هويته كمسلم، يعيد هذا الكتاب صياغة غيبيات المسارات الفائتة لتدارك خطوات الشيطان. صغير الحجم ينهى بقراءة واحدة، ولكن محتواه قيم وهادف.
"إنّنا لا نخشي علي النفوس الكافرة من الشيطان، فتلكمُ قد عاش فيها و رتع، يزيّن لها سوءَ أعمالها و يصدها عن سواء السبيل، حتي تولّته و ألِفته، فغدا جزءًا منها، جزءًا ينسجم مع نفسٍ غير مرمنة أو غير مسلمة حقًا، و لكنّ الخوف كل الخوف علي أنفسٍ لم تحسب للشيطانِ حسابًا واقعيا، بل إنّها و إن كانت تعترف نظريًا لألاعيبه و إغوائه، لكونها غير معصومة، تجدها في الواقع لا تلتفت إليه، و لا تقتنع أحيانا بوجوده فيها أو بدخوله إليها من طُرق خفية، طرق الحيل النفسية ".
كُتيب :"الحيل النفسية"، كتيب صغير في مضمونة كبير في قيمته، يتمركز حول أن الحيل النفسية من مداخل الشيطان ينفذ من خلالها إلى النفس الإنسانية عامة و إلى النفس المسلمة خاصة فيشلّها و يمنع فعاليتها،،
الحيل النفسية هي من أمتع و أجمل الموضوعات إلى ممكن تمرّ علي إنسان حابب يقرأ في علم النفس، كنت قرأت مرة تعريف الحيل النفسية لفرويد بيقول إن :"الحيل النفسية هي عبارة عن وسائل بتلجأ لها النفس بشكل لا واعي طبقًا لتقسيم النفس أو الشعور عنده لمنع التوتر إلى بيحصل من الصراعات النفسية الداخلية، و دي بتختلف عن آليات التكيف..
كتيب خفيف لطيف: إلا ان عنوانه غير معرف عما يحويه، وإن كنت بعد الخاتمة أتفهم تمامًا تسمية الكاتب إياه بهذا الاسم… الكتاب عمومًا يتناول ثلاث مزالق أو حيل نفسية يستخدمها الشيطان لتعطيل المرء عن العمل لرفعة نفسه ودينه…
١-العائق الوحيد… نحرم كثيرًا من المضي في مشاريع النفع الذاتي والجماعي بتوهم عائق وحيد يقبع أمامنا، ما يلبث أن يبرز غيره بمجرد زواله، هذا يغلب بديمومة العمل وإن قل…
٢-وهم المثالية، نوقف التحرك والعمل والبناء نتيجة للكمال الزائف الذي نتصور به أنفسنا لمجرد أدائنا الحد الأدنى من الواجبات، مما يعطلنا عن تطلب مراتب أعلى من العلم والعمل…
٣-ثم كيف تترك جوانب هامة عديدة من الإسلام جراء تضخيم ناحية أخرى، كتضخيم أهمية الدنيا مقابل الآخرة، أو السياسة أو الاقتصاد أو غيرها من الجوانب التي يختزل الإسلام فيها ويبرر لذلك بسيلٍ من الأدلة التي ما اريد منها حقيقةً تحييد جانب أو تضخيم آخر…
كتاب يتحدث عن أمور كثيرة غير الحيل النفسية!. يدل على ربكة أفكار صاحبته، ومحاولتها لقول ما بنفسها اسمته الكاتبة:" الحيل النفسية"، وطيلة الكتاب تتحدث عن مداخل الشيطان!
من رأيي أنّه أقرب لخواطر ونظرات شخصية عن مداخل الشيطان، لكن من الإجحاف للكاتبة والكتاب بوصفه "بحث"، أو محاولة علمية.. مليء بالإلباسات.
. . الكتاب: #الحيل_النفسية المؤلف: #نهاد_درويش . . #قراءتي: . - كتاب صغير الحجم، ذو فائدة كبيرة، يتحدث عن بعض الحيل النفسية التي يستخدمها الشيطان في إغواء البشر، ويسقط في فخها بعض المسلمين، وعنوان هذه المداخل: العائق الوحيد، الكمال الزائف، تضخيم جانب لتسويغ حالة معينة. . - الأسلوب المستخدم مناسب لجميع القراء، الموضوع كذلك مهم، مفيد بكل تأكيد.
العنوان مضلل من ناحية أن الحيل النفسية المقصودة هنا هي الحيل الشيطانية على النفس ومن ناحية أخرى أن الكاتبة لم تذكر سوى ٣ حيل فكان الأجدر اما ذكر مزيد من الحيل الاخرى التي يستعملها الشيطان وهي عديدة لا تحصى او توضيح ذلك بذكر كلمة بعض مثلا أو أي كلمة تبين أن الكاتبة لن تستفيض في ذكر الحيل التي وعدت بها في العنوان..
بالرغم من صغر حجم الكتاب إلا أنه عظيم النفع الحيل تقصد بها الكاتبة مداخل الشيطان ذكرني بكتاب قرأته منذ زمن عن مداخل الشيطان وطرق إغوائه لبني آدم وهو إغاثة اللهفان لكن الكتاب جيد في طرحه وقرأته في جلسة واحدة ووصلتني منه الفكرة العامة