الكتاب فيه ما هو عميق ومفيد، وفيه ما ليس كذلك.. أحيانا يتعمق وأحيانا يكتفي بالقشور... وأكثر ما اعترض عليه موقفه من فلسفة الإلهيات ... وعلم الكلام ... واعتبارهما أحد أسباب تأخر العقل المسلم ...وهناك مئات الأدلة على عكس ذلك ... منها على سبيل المثال.. أن النظر الفلسفي مرتبط في الأساس بالعقل الإنساني.. وحسب علمي فإن ازدهار الفلسفة وعلم الكلام في الحضارات الإسلامية لم يكن يعني بحال هيمنة فكرة أونظرة فلسفية محددة، بقدر ما عني التنوع وحرية الفكر والبحث والنظر.. ولا نكون منصفين إن قلنا أنه كانت هناك فكرة فلسفية واحدة مهيمنة .. على العقل الجمعي مثلا .. على العكس كانت عصور الاضمحلال والتراجع مرتبطة بتراجع الفكر الفلسفي عموما .. واختفاء صنف الفلاسفة من الحواضر الإسلامية تقريبا.
كتاب أزمة العقل المسلم يحتاج إلى عقل إسلامي كي يقرأه ويستخلص فوائده، فمشروع نقد العقل المسلم جدير أن يكون مشروع الباحثين الإسلاميين في القرن الحالي..فكثير من انعكاساتها سببها سطحية أو جهل العقول التي تتصدر العمل الإسلامي..هل تأمل أحدهم لماذا يختطف الخوارج أو التكفيريون (أعني بها فئة محددة، ولا أقصد من يقصده الإعلام المتصهين أو الإعلام الرافضي الطائفي) ، يختطفون مشاريع جهاد الشعوب وينجحون في تصدر المشهد، لتنتكس ثورة الشعوب بعد ذلك؟!
لماذا انتكست الأمة، ولم تعد تسير الغزاة لنشر الدين وتبليغه، في حين صار شغل كثير منهم الرقص في المولد، والحديث عن كرامات الولي الفلاني [من كرامات الحلاج كما زعموا هي أنه كان يخطب عاريا على المنبر!]، بل صنفت الكتب في كرامات الولي، وفي أماكن قبورهم، وما تحويه من أولياء، بدلا من تصنيف كتب في كرامة الأمة بين الأمم، وكيفية الخروج من هذه النكسة؟
الكتاب وإن لم يهتم بدراسة تاريخ الأمة، وهو ما أعيبه على الكتاب، إلا أنه ناقش أسباب هذه الأزمة من ناحية فكرية ومعرفية. فتحدث عن الفقهاء الذين وقعوا في بحث الجزئيات على حساب تكوين الصورة الكلية، وعن إفراطهم في البحث الفقهي، على حساب البحث المقاصدي.
لم تقف حدود نقد عبد الحميد أبو سليمان عند المجتمع والسياسة وتاريخ تطور الفقه، فقد جاء جزء من نقده للفقهاء بنظر الأصولي،فانتقد انقطاع الفقهاء عن الانتفاع بالمنسوخ من الشرع وهدم فهم المقاصد من وراء الحكم المنسوخ، تمهيدا لاستنباط حكم ينتفع به في مرحلة أو واقعة ما. قد تكون فكرة نافعة ولكنها بحاجة إلى تمحيص وتحرير بين الأصوليين
..ويبدو أن لعبد الحميد آراؤه في النظريات السياسية والاقتصادية، فقد أورد بعض تحفظاته على معاصريه دون إيراد لمسمياتهم، ربما كي لا يدخل في مهاترات معهم.
وقد لفت نظري، عدم وقوع أبو سليمان في فخ توقير علم الكلام لكونه تراثا إسلاميا..فهو يعتبر أن وقوع العلماء في حفرة علم الكلام، جعل علم العقيدة الي ارتبط بعلم الكلام علما نخبويا جدليا، قد عزل هذا الأمر العلم ومريديه عن باقي الناس وجعل انتفاع الناس بعلم العقيدة شحيحا. هذه الفكرةالتي قد يعتبرها البعض كلاما نظريا، قد يجد أعضاء هذ الموقع دليلا عليه من خلال مراجعة تعليق أحد الأعضاء على كتاب ابن رشد الفيلسوف (الكشف عن مناهج الأدلة)..فقد خلص زميلنا بسبب قراءة هذرمات ابن رشد الكلامية إلى عدم جدوى دراسة علم العقيدة!..شاهدوا الصورة أدناه
الكتاب ينبغي أن يعاد كتابته، أو يُتعقب على يد أبناء جيل جديد..فلو أردت اقتباس فكرة جميلة مجردة من كتاب أبو سليمان كما هو، فستجد نفسك تقتبس فكرة بسيطة سطحية لا تؤدي الغرض للمقتبس ولا يمكن للناظر لها أن يعرف قيمتها..أما لو قرأ الكتاب وهو على اطلاع شرعي وتاريخي فسيجد أن ما كتبه أبو سليمان قيما لا يقدره سوى القارئ المثقف. لذلك أوصي المهتم بإعادة كتابة أزمة العقل المسلم على شكل بنود مستقلة وواضحة، كي يسهل الانتقال إلى أفكار أكثر فائدة وأكثر دقة ونقدا..فالكتاب يحدد الأطر العامة التي ينبغي للمفكرين أن يلتزموها، ولا يمكن للباحث أن يثري الفكر الإسلامي بترداد تلك الأطر دون الخوض في التفاصيل.
Very interesting book on the crisis of thought within the Ummah and the need to develop a methodology of thought based on Islamic principles. I might do a full review when I've finished my notes.
الكتاب ملفت إلى الحد الذي يجب قرأته أكثر من مرة -بدأ الكاتب - والذي أظنه كتب مواضيع الكتاب على مراحل طويلة نظراً لعمق النظرة وتفصيلاتها بتأكيد أحقية الحل الإسلامي بالصورة المعاصرة والأصيلة ليشرح معنى الأصالة ويطرح نماذج من الواقع التي أسيء فهمها منتقلاً إلى عرض الحل الدخيل والحل المتوارث التاريخي وتبيان نقاط الضعف التي جعلت منهما حلولا ليست ملائمة لطبيعة الامة والفطرة السوية ليعرض في الفصل الثاني المنهج التقليدي الإسلامي بين النقد و التقويم ليكون هذا الفصل مدخلاً وتمهيداً للمدخل الثالث الذي تكلم عن المنهج الإسلامي بتفصيلٍ بديع بدأه بتحديد إطار المنهجية العام ثم تحديد مصادر الفكر التي تستند عليها هذه المنهجية وحد المنطلقات الأساسية لها ورسم مفاهيم المنهجية الإسلامية وحدد خصائها بطريقة أكاديمية سلسة وبانتقال جميل وكان الفصل الرابع يتحدث عن متطلبات بناء العلوم بنظرة اسلامية غير تقليدية ولا مقلدة بل بأسلوب أصيل منبثق من فكر الأمة وعقليتها الخصبة وعرض لنا بعض العلوم الا<تماعية الإنسانية تبياناً منه على أهميتها وتعقيدها وتأكيداً على الجهود التي يجب أن تبذل من أجل تأصيلها وتأطيرها اسلامياً بيما يتلاءم مع الفطرة السوية وكان الفصل الأخير نظرة وربطاً بين الإسلام والمستقبل وتأكيد إنسانية المنهج الإسلامي وغايته السامية والتي تشمل البشرية قاطبةً كان الكتاب نهماً بالشغف الذي يملأ النفوس أملاً لكن نقد هذا الكتاب لا يتم بصوة واضحة إلا عندما يصبح خطة عمل ليتم مجابهة كلماته مع الواقع والظروف والإمكانيات وكل ما يحيط هذه التجربة من صعاب علينا قرأت هذا الكتاب وفهم أهدافه ونظرته ونقده ليصل إلى أقصى ثماره لأنه يتحدث عن منهج ينقل الإنسانية من الظلمات إلى النور
كتاب أزمة العقل المسلم، من تأليف: الدكتور عبدالحميد أحمد أبو سليمان، وإصدار: المعهد العالمي للفكر اﻹسلامي. المؤلف كان يرأس الجامعة اﻹسلامية العالمية في ماليزيا، وكان من مؤسسي المعهد العالمي للفكر الإسلامي وأول رئيس له. الكتاب يعالج أساس النهضة والحضارة، وهو الفكر، وتحديداً الفكر الإسلامي. ويبدأ باستعراض الحل اﻷجنبي الدخيل، والحل التقليدي التاريخي ويوضح سلبيات هذين المنهجين، ثم يعرض الحل اﻷقوم (من وجهة نظره) وهو؛ اﻷصالة اﻹسلامية المعاصرة. ثم يناقش في الفصول اللاحقة من الكتاب، منهجية الفكر اﻹسلامي، قواعده وأسسه، متطلباته ودعائمه. الكتاب يعكس فكر عميق بلغة دقيقة واعية. الكتاب به جهد فكري وعقلي كبير. أيضاً الكتاب به حشد لعدد كبير من الأفكار واﻷفكار الجريئة والمتنوعة، والتي يصعب التسليم بها جملة واحدة من القراءة اﻷولى ودون البحث والتمحيص.
كتاب من اروع ما قرأت اللهم الا اخر بابين لكن الابواب الاولى في اقصي بريق و لمعان هذا الكتاب كمحفز لانفجار بركان من الافكار داخل عقلك كأنه مغناطيس قام بتجميع كل الافكار و المعلومات المتناثرة داخل عقلك ليضعها في اجمل صورة و اقوى اثاث
الكتاب لا يخاطب القارئ صاحب الاهداف الدنية او الذي يقرأ لمجرد الاطلاع و لكنه يخاطب من اراد فعلا ان يستخدم عقله في نصره هذا الدين
الكتاب يلفت نظر عقلك للعديد من النقط المهمة مثل : ة 1- ما هو السبيل الامثل للقيام بنهضة اسلامية ( التوجه للماضي ام التوجه للمستقبل ) 2- ما سبب التأخر الذي حل بأمتنا الاسلامية و منذ متى بدأ منحنى الهبوط 3- القواعد الاساسية التي يجب ان يتحرك عليها عقلك 4- نظرتنا للغرب و كيف نستفيد منهم
كل هذا و اكثر و بتفاصيل يمكن ان تكون هذه اول مرة تسمع عنها ....... في رأيي انه يجب على كل مسلم يريد ان يغيير من واقعه المرير و ان يحرر العقول و ان يوجهها في دربها الصحيح ان يقرأ هذا الكتاب
The writer goes beneath the surface on the identity crisis and confusions that a Muslim face in the modern world. The methodological rigour that was part of the consultative process of Islamic theology has declined to the degree that Islam as a code of life has reduced to few rituals. The writer talks about the education system, intellectual development and scientific experiments that were part of the Islamic tradition during its peak. The Muslim identity has adopted its Western concoction, to view Muslim as Barbarians and backwards. But on the contrary the most scientific advancement and literary work that is the foundation of the current scientific progression has been laid by the Islamic civilization.
كتاب مفيد بشدة .. وبقدر صعوبته كانت افاداتى العديدة منه و بالتالى استغراقى وقت كبير فى قراءته و بحثه .. هو يعرض حلول للعديد من المشاكل وستتعجب كثيرا لبساطة الحل بالنسبة لضياعنا فى غيابات هذه المشاكل الفكرية والنفسية التى ضيعتنا وأضاعت علينا الكثير ...