هذه كلمات من النثر اشتملت على معان شتى الصور وأغراض مختلفة الخبر، جليلة الخطر منها ما طال عليه القدم وشاب على تناوله القلم وألم به الغفل من الكتاب والعلم ومنها ما كثر على الألسنة في هذه الأيام وأصبح يعرض في طرق الأقلام وتجرى به الألفاظ في أعنة الكلام، من مثل الحرية والوطن والأمة والدستور والإنسانية وكثير غير ذلك من شؤون المجتمع وأحواله وصفات الإنسان وأفعاله أو ما له علاقة بأشياء الزمن ورجاله يكتنف ذلك أو يمتزج به: حكم عن الأيام تلقيتها ومن التجاريب استمليتها وفي قوالب العربية وعيتها وعلى أساليبها حبرتها ووشيتها وبعض هذه الخواطر قد نبمع من القلب وهو عند استجمام عفوه وطلع في الذهن وهو عند تمام صحوه وصفوه.
ولد لأب ذو أصول كردية و أم تركية الأصل و كانت جدته لأبيه شركسية و جدته لأمه يونانية، دخل مدرسة "المبتديان" و أنهى الابتدائية و الثانوية بإتمامه الخامسة عشرة من عمره ، فالتحق بمدرسة الحقوق ، ثم بمدرسة الترجمة. ثم سافر ليدرس الحقوق في فرنسا على نفقة الخديوي توفيق بن إسماعيل. أقام في فرنسا ثلاثة أعوام حصل بعدها على الشهادة النهائية في 18 يوليو 1893م. نفاه الإنجليز إلى إسبانيا واختار المعيشة في الأندلس سنة 1914م وبقي في المنفى حتى عام 1920م. لقب بأمير الشعراء في سنة 1927. و توفي في 23 أكتوبر 1932 و خلد في إيطاليا بنصب تمثال له في إحدى حدائق روما.
اشتهر شعر أحمد شوقي شاعراً يكتب من الوجدان في كثير من المواضيع، فهو نظم في مديح الرسول صلى الله عليه وسلم، ونظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس، ونظم في الشوق إلى مصر وحب الوطن، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصص شعرية، نظم في الغزل، وفي المديح. بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة يمتدح مصطفى كمال أتاتورك بانتصاره على الإنجليز، فيقول:( يا خالد الترك جدد خالد العرب)، وتارة ينهال عليه بالذم حين أعلن إنهاء الخلافة فيقول:(مالي أطوقه الملام وطالما .. قلدته المأثور من أمداحي)، فهو معبر عن عاطفة الناس بالفرح والجرح. معبراً عن عواطف الحياة المختلفة. ومن أمثال الإختلاف في العواطف تقلبه بين مديح النبي صلى الله عليه وسلم، وهو تعبير عن عاطفة التدين لديه، إلى الفرح بنهاية رمضان ومديح الخمر بقوله:(رمضان ولى هاتها يا ساقي .. مشتاقة تسعى إلى مشتاق). مما يؤكد الحس الفني والفهم لدور الفنان في التعبير عن العواطف بغض النظر عن "صحتها" أو "مناسبتها" لأذواق الآخرين من عدمه، وهذا من بوادر إبداع الشاعر في جعل شعره أداةً أدبية فنية، قبل كونه بوقاً لفكرة ونظام ما.
كتاب مليئ بالحكم ومما استفدته منه هو تعلم الاسلوب الراقي لكتابة النثر وتعلم كيفية قراءة الادب الاصيل شكرا شيخنا الدكتور محمد العوضي على تعريفك الكتاب لنا فما كنت لاعرفه لولاك
اللهم خلصني من التسويف والتأجيل لأكتب عن الكتاب وغيره :$
--- عدنا
شوقي الذي عرفناه في كتب الدراسة، و في انتحالنا لشخصية المراهق المثقف الجاد عندما نحفظ بيتاً أو بيتين من قصائده، يكتب نثراً منذ اقتنائي للكتاب وأنا أفكر كيف سيكتب الشاعر؟ من يغلب من؟ شوقي الشاعر؟ أم شوقي الكاتب؟ عندما بدأت الكتاب تلاشت هذه المقارنة، وحلت مكانها انطباعات أخرى تمكن شوقي من اللغة مذهل، وخارق بالنسبة لمن تعيش في عالم ركيك لغوياً، كنت أقرأ الجملة مثنى وثلاث ورباع، حتى أتحسس جمال تركيبها وبلاغة معناها كذلك المواضيع لا تختلف عن مواضيع شوقي في الشعر، تحدث عن الوطن كثيراً، عن مصر، وأنا عرفت شوقي من قصائد حب مصر، عن النيل، عن الهرم، عن السياسة، وكذلك عن الحج والشعائر الدينية ورسائل للشباب والعلم وغيرها
هل أعود للمقارنة الآن بين شعر شوقي و نثره؟؟ لا غنى عن شعره أبداً ولا منافس وإن كان نثر شوقي نفسه
شوقي الشاعر..يصبح ناثراً هذه المرة.. جميل جداً هذا الكتاب ومنسي..لم يجد الشهرة التي نالها كاتبه..رغم أني أجزم أنه لو لم يكتب غير هذا الكتاب طوال مسيرته لكفاه.
اليوم انتهت رحلتي مع أحمد شوقي التي بدأتها منذ اسبوع، عندما أردت بشدة التعرف عليه مرة أخرى بعيداً عن كتب المدرسة لمادة اللغة العربية، أردت أن أعرف ماذا قال أمير الشعراء عندما لم يكتب الشعر، فوقع اختياري على كتاب نثري. " أسواق الذهب" اختار الكاتب هذا الاسم تيمناً بـ " أطواق الذهب" للزمخشري و " أطباق الذهب" للأصفهاني. حدثنا في نصوصه المنثورة عن مواضيع شتى، عن الوطن والحرية، والإسلام والفروض، والأخلاق والنُبل، أنهاها بـ خاطرة واصفة موجزة لكل ماقد قيل وسيقال:
"لو طُلِبَ إلى الناس أن يحذفوا اللغو وفضول القول من كلامهم، لكاد السكوت في مجالسهم يحلُّ محلَّ الكلام. ولو طُلِب إليهم أن يُنَقُّوا مكاتبهم من تافه الكتب وعقيمها، وألا يدَّخروا فيها إلا القيِّم العبقريّ من الأسفار؛ لما بقي لهم من كل ألف رف إلا رف."
الحياة توهِّم عِشنا بالوهم الزمنَ الرغد، و عِشنا بالوهم الزمن النكد. طافَ بنا الوهم على السعادة احيانا، و مرَّ بنا على الشقاء آناً فآناً. و بالوهم عادَينَا و بالوهم والَينَا. و بالوهم مرضنا و بالوهم تداوَينَا، حتى اذا جاءت سكرةُ الموت كان ذلك اوّل العهد بالحقيقه، والحياة لعب قضينا الطفولةَ باللعبِِ, و قطعنا الشباب مَلاهىَ و ملاعب. ولعبنا في ظلَّ المشيب، حتى اذا جاءت سكرةُ الموت كان ذلك اولَ العهدِ بالجِدِّ
أحمد شوقي قامة أدبية وعلم أدبي عريق رحمه الله تعالى صديق الطفولة وكان دائماً حاضر معنا في مناهج الابتدائية للثانوي حتى صار كأنه قريب منا نعرف شعره ونحفظ قصائده وهذا الكتاب لايختلف عن مادرسناه وحفظناه سابقاً وفي مراحل التعليم الأولى شعره يتميز بالبساطة وسهولة الكلمات والمصطلحات كما أنه غزير وزاخر بالفوائد والنصائح والقيم ممتع كثيراً قراءة وتأمل كلمات أمير الشعراء
مقالات متنوعة حول الأمور الدينية والدنيوية، يفيض أمير الشعراء فيها بأعذب العبارات والحكم المسجوعة، التي تطرب وتثري في الآن نفسه؛ فتطرب نفسك لألفاظه ومصطلحاته، وتذهلك سعة اطلاعه وإحاطته بها.
لم يرق لي اعتماد السجع في عباراته كلها لمآلها في بعض المواضع إلى التكلف أو الإطناب.
فيه من سحر البيان الجميل السائغ، استخدام رائع للألفاظ مرتبطة مع ما بعده من الأبواب، عليه مآخذ عقدية وبعض الأفكار لم تستهويني، لكن الخواطر كانت جميلة جدًا. 🌱✨
اسم الكتاب: أسواق الذهب (مقالات) الكاتب: أحمد شوقي (1868-1932) تاريخ صدور الكتاب: 1932. التقييم: 4/5.
كتاب (أسواق الذهب) لأمير الشعراء (أحمد شوقي) يحوي خواطر نثرية، كُتِبَت في مواقف وأوقات مختلفة. ومما لا شك فيه أن مواضيع تلك الخواطر كانت أكثر فائدة وأكثر ملائمة للفكر العام وقت كتابتها. ورغم أن تلك المواضيع ماتزال لا تخلو من فائدة في زمننا المعاصر إلا أن أهمية الكتاب تتجاوز المحتوى الفكري لتلك الخواطر. وأحاول تفنيد تلك الأهمية في النقاط التالية:
١- الكتاب يقدم شهادة تاريخية على اتجاهات شوقي الفكرية، ومعتقداته، ومواقفه الشخصية. فنلمس في تلك الخواطر ثقافته الواسعة المتنوعة، ودرايته العميقة بالتاريخ، ووعيه الديني المستنير، وحرصه على غرس الأخلاق القويمة، وانشغاله بالحفاظ على المبادئ والقيم.
٢- الكتاب يقدم أسلوب شعري جديد؛ وهو الشعر المنثور، أو النثر الشعري. فنثر شوقي يتميز بقوة البيان، ويعتمد على السجع، الذي يعطي للنص موسيقى شعرية تجعل نثر شوقي ربما يكون أشعر من شعره، أو لا يقل عنه شاعرية وموسيقى وبياناً. وهذا الأسلوب ربما كان نواة للاتجاهات الشعرية الحديثة التي تجعل الشعر أكثر حرية، وأكثر قدرة على التعبير عن موضوعات هامة ومتنوعة، لم يكن متاحاً التعبير عنها شعرياً مع قيود الشعر القديم من التزام بوزن وقافية.
٣- الكتاب يقدم لون أدبي مبتكر؛ هو المقالة الشعرية. وهو لون أدبي لم يتطور بعد ذلك للأسف، ولم يخرج للنور على الأرجح. فالتخفف من قيود الشعر القديم يتيح تنوع في المواضيع، وعمق في التناول، والحفاظ على الموسيقى الشعرية يمنح النص سلاسة محببة، ومتعة لغوية عظيمة، مما يجذب انتباه القارئ، ويعمق في ذهنه المضمون الفكري المقدم.
٤- ربما كانت إجادة شوقي في كتابة الشعر المنثور خطوة في طريق التطوير الذي سلكه شوقي لينقل الشعر العربي إلى مكانة مختلفة. وربما لم تساعد ظروف العصر شوقي في تطوير الشعر فالتزم بقواعد الشعر التقليدي في نصوصه الشعرية. ولكن ملامح هذا التطوير تظهر بوضوح في مسرحيات شوقي الشعرية، والتي بها خطا شوقي بالشعر العربي خطوة عملاقة سبق بها عصره بكثير. ويقف هذا الكتاب كشاهد إضافي على جهود شوقي العظيمة في تطوير الشعر العربي، والتي ربما لا نستطيع أن نلمسها بوضوح في شعره. فقد كان شوقي في ذلك العصر يعمل على استعادة الشعر لمكانته المفقودة، فكان من الطبيعي أن يرسخ الشكل التقليدي للشعر قبل أن يفكر في الخروج عنه لأشكال جديدة.
استمتعت كثيراً بقراءة الكتاب استمتاعاً لغوياً وشعرياً وفكرياً وأخلاقياً.
كتاب يفيض بالحكمة والبيان الآسر، رغم غلبة السجع على جميع نصوصه، السجع الذي رأى فيه شوقي "شعر العربية الثاني". تفاجأت بوجود نص الصلاة الذي درسناه في المرحلة الابتدائية: رياضة أبدان، وطهارة أردان، وتهذيب وجدان، وشتى فضائل يشب عليها الجواري والولدان. وأجمل فصوله هو الفصل الأخير المعنون بـ خواطر، وهو عبارة عن نصوص نثرية قصيرة من سطر أو سطرين، أو ما يسمى الشذرات، فيها روعة البيان وخلاصة الحكمة
كتاب فاجئني كثيييييرا بمن يسمونه "أمير" الشعراء!!! مافجعني هو أن السيد أحمد شوقي عيف عقائديا,,,,وكان هذا واضح وجلي في بعض أقسام الكتاب من أبرزها "دعاء الصلاة العامة" صـ 50,,,,
أسأل الله أن يغفر لأحمد شوقي ويرحمه,,,ولاأنصح أحد بقراءة الكتاب,,فهو حتى أدبيا غير شيق!!
لو طُلِبَ إلى الناس أن يحذفوا اللغو وفضول القول من كلامهم، لكاد السكوت في مجالسهم يحلُّ محلَّ الكلام. ولو طُلِب إليهم أن يُنَقُّوا مكاتبهم من تافه الكتب وعقيمها، وألا يدَّخروا فيها إلا القيِّم العبقريّ من الأسفار؛ لما بقي لهم من كل ألف رف إلا رف. 146