اللغة والدين والتقاليد

by زكي مبارك

136 pages, Paperback

First published January 1, 1936

About the author

ولد زكي مبارك في قرية سنتريس بمحافظة المنوفية في عام 1892، التحق بالأزهر عام 1908 وحصل على شهادة الأهلية منه عام 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921، الدكتوراه في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1924 ثم دبلوم الدراسات العليا في الآداب من مدرسة اللغات الشرقية، في باريس عام 1931 ثم الدكتوراه في الآداب من جامعة السوربون عام1937" زكي مبارك مجموعة من الدكاترة اجتمعت في شخص واحد ... إنه كشكول حي مبعثر بل مسرحية مختلطة ، فيها مشاهد شتى ، من مأساة وملهاة ومهزلة ، أو لكأنه برج بابل ، ملتقى النظائر والأضداد ...فهو أديب عربي قح ، ومفكر عروبي محض ، يملكه الإيمان بالعربية والغيرة على العروبة ، على الرغم من تحليقه في أفاق أخرى من الثقافة والتفكير ... ولعل زكي مبارك يباين الذين انصرفوا إلى اللغات الأجنبية ودراساتها في أنه لم يطلب بها علما وأدبا وإن اكتسب ما تيسر له من مناهج البحث وطرق التدريس ، فكأنما كان مبعوثا إلى فرنسا لأداء مهمة والاضطلاع بخدمة ، هي التعبير عن اعتزازه بأدب العروبة وحضارتها، وإقناع المستشرقين بطول الباع والقدرة على التخريج والإبداع ... والبحوث التي توفر عليها زكي مبارك متوج أهمها بشهادة الأعلام الجامعيين في مصر وفي فرنسا أولئك الذين أناله اعترافهم أعلى الإجازات الجامعية قدرا ... وشعر زكي مبارك يتميز باثنتين : فصاحة ودماثة ، فهو لين اللفظ والأسلوب متين النسج والقافية ، وفي معانيه العاطفية طراوة وعذوبة ، وليس يعوزه الطابع الموسيقي على الإيقاع العربي المتوارث ... وأحاديث زكي مبارك تكشف عن موهبة فيه هي موهبة المسامرة والمناقلة ...فأنت متنقل في حديثه الذي تقرؤه له بين نقدات ومعابثات ونوادر ، في غضونها استدراك فلسفي أو استطراد عاطفي أو تعليق نحوي أو شكوى شخصية وكأنك تستمع إلى مذياع يتنقل مفتاحه من تلقاء نفسه بين محطات الإرسال في شرق وغرب ... وأما مشاجراته القلمية فقد كان فيها مطواعا لفطرته منساقا معه الشيمة البدوية أو الريفية في إيثار الصراحة العارية ، فهو إذا رأى شيئا ينكره انبرى ينقده ويشهر به غير آبه بما تواضع الناس عليه من الكياسة والحصافة والتزمت وتجنب الاحتكاك والهجوم ... ولا يعوز القارئ أن يلتمس صفاء نفس زكي مبارك في كثير مما كتب إذ يصادف في تعليقاته تحية لرجل كانت بينهما علاقة في درس أو مجلس وذكرى لراحل كان أستاذه أو كانت بينهما مشاركة في عمل ...ولعل أصدق وصف لزكي أنه طفل كبير ، احتفظ بما للطفولة من سرعة النسيان للإساءة ، وترك الاحتمال للحقد ، وخلوص الضمير من كوامن الضغن ، فإنك لترى الطفل غضوبا على رفيقه في شئ من الأشياء و لا تلبث أن تراه ملاعبا له ، ناسيا ما كان بينهما من مغاضبة وشحناء ، بل لعل ذلك كان منه سبيلا إلى توطيد صداقة وتمكين إخاء
سلام على زكي مبارك .. كان مثلا للجد والدأب في التكوين والتحصيل وكان شعلة في التأليف والتدبيج ، وكان شخصية بارزة في مجتمعنا الأدبي ، أحس وجودها من هو لها ومن هو عليها ..والرجل العظيم لا تخلو حياته من صديق وخصيم .".


كلمة من طه حسين أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب، بالرغم من حصوله علي الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابا، وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشاً للمدارس الأجنبية في مصر ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة واخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلا للوزارة.

وعمل في الصحافة أعواما طويلة ويحدثنا انه كتب لجريدة البلاغ وغيرها من الصحف نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وانتدب في عام 1937م للعراق للعمل في دار المعلمين العالية، وقد سعد في العراق بمعرفة وصداقة كثير من أعلامه، وعلي الرغم مما لقي في العراق من تكريم إلا انه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه اصدق تعبير بقوله " إن راتبي في وزارة المعارف ضئيل، وأنا أكمله بالمكافأة التي آخذها من البلاغ أجرا علي مقالات لا يكتب مثلها كاتب ولو غمس يديه في الحبر الأسود… إن بني آدم خائنون تؤلف خمسة وأربعين كتاباً منها اثنان بالفرنسية وتنشر ألف مقالة في البلاغ وتصير دكاترة ومع هذا تبقي مفتشاً بوزارة المعارف"
وفاته

في 22 يناير 1952 أغمي عليه في شارع عماد الدين وأصيب في رأسه فنقل إلى المستشفى حيث بقي غائبا عن الوعي حتى وافته المنية في 23 يناير 1952

Reviews

[Ingy]

البحث الأصلي كتب عام 1936، لكن الكلام ينطبق بدقة مرعبة على واقعنا الحالي..
بحث قيم جدا، أنصح كل مهتم بشأن المجتمع المصري والعربي بقراءته، حتى لو اختلفت معه، فستستفيد منه استفادة كبيرة.

[بسام عبد العزيز · Rating 5 out of 5]

نادرة هى تلك الكتب التي تجعلني أغير من قناعاتي بعد الانتهاء منها.. وهذا الكتاب واحد من تلك النوادر..

الدكتور زكي يطرح دراسة عن دور الدين و التقاليد و اللغة في مساعدة مصر في الحصول على استقلالها..وبالرغم من أن الطرفين يبدوان للوهلة الأولى كأنهما غير مرتطبتين إلا أن الدكتور يشرح رأيه بشكل أقنعني بشدة..

اللغة.. كيف يمكن لدولة أن تحصل على استقلالها وهى لا تزال تحتقر لغتها وتتبع لغة مستعمريها؟ كيف يمكن أن تكون لنا ثقافة حقيقية ونحن لا نملك لغة حقيقية؟!! و إذا لم نكن نملك ثقافة حقيقية فكيف يمكن أن يكون لدينا فكر حقيقي يطالب بالاستقلال و ينادي بالتقدم؟؟ بالقطع لن يمكن أبدا أن يكون لدينا ثقافة حقيقية.. ولا فكرا حقيقيا دون أن نهتم اولا بلغتنا..

هذا كله أنا بالفعل مقتنع به تماما.. لكن ما تغير في تفكيري هو رأي الدكتور زكي المؤيد لتعريب العلوم.. فإذا كانت دول مثل ألمانيا.. فرنسا. .اليابان.. جميعها تدرس العلوم بلغتها... فلماذا لا نقوم بتعريب العلوم نحن أيضا؟ هل اللغة قاصرة؟ لا ليست كذلك.. نستطيع بكل سهولة تعريب أي كلمة أجنبية و اختراع كلمات عربية مناسبة لها.. و في أسوأ الظروف نستطيع ان نستورد الكلمة كما هي من الخارج... تعريب العلوم خطوة لتعميق الانتماء للغة.. ووسيلة لتسهيل الدراسة.. و بل و عامل مشجع على الاهتمام بالعلوم أكثر و اكثر..
هذا كان رأي الدكتور الذي أقنعني و جعلني أغير من قناعاتي السابقة برفض تعريب العلوم.. تلك وحدها نقطة تجعل الكتاب يستحق العلامة الكاملة..

و لكن حتى القسمين الآخرين .. الدين و التقاليد.. كانا على نفس المستوى الرائع.. فالدكتور لا يرفع شعارات مطاطة من نوعية "الإسلام هو الحل".. وهو نفسه الأزهري السابق!.. لكنه يتحدث عن دور الدين في تنمية الضمير الشخصي للفرد.. فالدين لا يتم فرضه من أعلي بقانون.. لكن الدين هو عامل داخلي يؤثر على أخلاقيات الفرد و بالتالي يؤثر على قرارته الحياتية.. هل كان الدكتور زكي علمانيا؟؟! لا أعتقد.. فكل صفحات الكتاب تظهر عاطفة دينية قوية تماما.. خصوصا في خواطره بخصوص أهمية دور الاعياد الدينية كفرصة للم شمل المسلمين و تنمية العلاقات الاجتماعية و تحقيق التكافل الإجتماعي..

الكتاب بالرغم من صغر حجمه لكنه بالفعل كبير في قيمته..

[Ahmed Elsebay · Rating 5 out of 5]

"نرجو ان يكون عندنا أساتذة يزورون تلاميذهم فى بيوتهم ويرافقونهم فى لحفلات والسهرات ويطوفون بهم على الأحياء الشعبية ليعلموهم كيف تكون الثورة على ما فى حياة الشعب من بؤس وشقاء.
نريد أساتذة يربون تلاميذهم على مرافقة العمال والصناع والفلاحين ليكونوا فى المستقبل من حملة الأقلام النورانية التى تبدد غياهب الجهل والخمول.
نريد أدبا يبعث فى الشعب روح التمرد على الفقر والمسكنة والذل"

كتاب اللغة والدين والتقاليد ألفه زكى مبارك ليشترك فى مسابقة موضوعها عن نفس عنوان الكتاب ، ما يميزه عن كل الكتب اللى تكلمت فى الموضوعات الثلاثة انه وضع حلول عملية نحتاجها الان أكثر من ذى قبل

[Tamim Diaa · Rating 3 out of 5]

في هذا المقال بعض بذور معضلاتنا المعاصرة، فهو مكتوب خلال أحد محطات التحول الرئيسية في تاريخ المجتمع المصري وهو ما يلاحظه القارىء في الجدل حول حروف اللغة و ملابس الطلاب و الأزهريين على سبيل المثال. الكاتب متأثر بشدة بالظرف التاريخي الذي تواجد فيه لذلك ربط كل شيء بالاستقلال و كانت ردود فعله متشنجة في بعض المواضع و هو شيء طبيعي و متوفع فالتطرف (تطرف الاستعمار) يولد تطرف مضاد (تطرف القومية). يلاحظ على كتابات ذلك الجيل التشوش الظاهر في الأفكار والسذاجة إذا نظرنا إليها بعين زمننا المعاصر، لكنهم معذورون فقد كان النصف الأول من القرن العشرين فترة عصيبة جدا وربما في ذلك درس لنا ان نرى السياق التاريخي لواقعنا ولا نندمج كثيرا في اللحظة الراهنة.

[قسمت خالد · Rating 4 out of 5]

كتاب رائع.. واعتقد عمل ضجة ف وقتها
عجبتني جدا الجملة دي:
خاصِم رجلا واحدا،على سبيل التجربة، ثم انظر كيف يطعن في عرضك، وكيف يلغ في دمك، وكيف ينسى أنه مسئول أمام الله عما يقترف لسانه النجس الخبيث!

[Fatmah · Rating 4 out of 5]

كتاب صغير الحجم ذو فائدة كبيرة وقيمة عالية.
ارى أن بعض حلوله وافكاره غير منطقية كتغيير تشكيل حروف اللغة مثلًا لكن لما اتذكر انه كُتب عام 1936 في وقت الآلات الكاتبة ارى انه مقنع قليلا.

رقي فكر الكاتب وسهولة اللغة جعلت من الكتاب سهل الفهم يعالج الفِكر. ولو طبق ما في الكتاب لتغير الكثير لكن الامر ليس بسهولة الكلمات.

[BAKOUR ABKAR · Rating 4 out of 5]

"حفظ اللغة هو الأساس في حفظ الاستقلال فعضوا عليها بالنواجذ إن كنتم تعقلون.!"