"الأرض تمتد أمام عينيها، ساعة الغسق، مثل بساط رمادي يشطر المدى جهتين. ونهار من جهة، وليل من جهة. يلتقيان في حدقة صافية كالنبع. وعلى ضفاف الحقول، هناك، تركض الأرواح الضالة باحثة عن مأوى. صيفاً بعد صيف، في مثل هذا الوقت، تمكث العجوز أمام بابها المفتوح، ترقب الطريق، وتُرضع الأفق كيف يبشرها بقدوم الأنبياء ما إن يشم شذى خطواتهم. صيفاً بعد صيف، تزركش شعرها الأبيض بالورود لئلا يمر الأبناء ولا يطرقوا باب نومها الطويل". لحظات مرت في خياله أو أمام ناظريه، حفظتها ذاكرته، فعمد إلى رسمها بصورة قصائد قصيرة تغنى فيها بالطبيعة والأرض والإنسان ولم ينسى في خضم سرده أن يطل ولو بقصائد قصيرة على نفسه قارئ ذاتها وآهاتها.
مواليد 1950، المنامة، البحرين. خريج الثانوية العامة سنة 1967 يكتب القصة القصيرة، الرواية، الشعر، السيناريو السينمائي والتلفزيوني، المسرحية. مترجم، ومهتم بالسينما بشكل خاص. صداراته:
توقعت أن تكون دهشتي مع الموت الطفيف أكبر لكن الشرفة التي تعتم، والفراشة المنقادة لحتفها،والشمس الواهنة، والخيانات القريبة كلها سيناريوهات لمشاهد سينمائية بأجواء رمادية غير مبررة .ينقص أمين صالح في هذا الديوان الكثير من الدفء غير المصطنع.اللغة المتماسكة والمشهد المشغول بعناية والزخم التصويري لم تنفخ الروح في الديوان الرخامي . سأعود سريعا لمقالات أمين السابقة حين كان أقرب وأكثر قدرة على قدح زناد الدهشة.
أحب كتابة أمين صالح ، شبيهة بالسفر على ظهر غيمة . قرأت له شمالا نحو بيت يحن إلى الجنوب و عرفت - قبل أن أعرف أمين صالح شاعرا- أن كاتب الرواية شاعر . و فتنت بها حقا ، ثم قرأت له إصدارا آخر ، و لم يخيب ظني .. و لا أقول أن هذا الإصدار زعزع ثقتي في هذا النتاج ، أبدا .. غير أن لكل تجربة صوتا خاص ، و أعتقد أن خصوصية " موت طفيف " تكمن في خفة التجربة و بساطتها المرشوشة على شوارع الروح .
تجربة شعرية أولى سيئة لأمين صالح مع ان معظمها يفيض بالحزن والوحدة والشيخوخة والصمت التي دائما ما تجعل للشعر معنى لكنها لم تعجبني كثيرا
مضى المسافر محدودب الظهر كمن يحمل على ظهره كومه من الرصاص وكلما توقف ليستريح، مسح عرقه وتمتم: كم هو ثقيل هذا الوطن.
شرع الباب، شرع النوافذ، شرع قلبه لزوار قالوا انهم سيأتون وها قد انتصف الليل وهو ينتظر قائلا لنفسه: ربما حال دون مجيئهم ظرف طارئ هكذا يفعل، هكذا يقول منذ ان غابوا ولم يعودوا
بخطى واثقه يدخل جحيمه غرفته ليسلي وحدته بالبكاء.
الباب موصد لان احدا لم يطرقه
حين يحل المساء يعود الى داره مثقلا باليأس وفي الداخل يسهر مع حلمه الاثير: ان يتحدث مع شخص ما
مظلات كثيرة في هذا اليوم الماطر شعر المطر بالكآبه لان احدا لا يريد ان يلعب معه
في داخله هاوية سحيقه عليه ان يعبرها بقلب شجاع اذا اراد ان يفهم شياطينه
Grab this book when you're too exhausted from the day, I held it and it laid on my heart so gently, no complications, no extreme metaphors, just a breeze of thoughts into the billions of poetry verses written. This is something the writer wrote for the love of writing, how could I tell? When you read his small pieces and the spaces in the papers you'll feel how effortless it is. Effortless does not mean bad, nor boring, it made me read every single page and I don't usually do that with books written for the swift of writing itself. So thank you, Mr.Amin. The butterflies and wounded children in your book are the most beautiful.
لم يكن موتًا طفيفًا أبدًا! كان عميقًا موغلًا بكل الأشياء, بالجمادات والروح والأماكن المنسيّة كان موتًا غارقًا في الكلمة التي تنسج الحياة على هيئة طريق طويل ليسَ له مدى أو حدود
مازلنا بخير, ونحن نكتب دواوين عن الموت الثقيل مثلَ وطن يجرّ خلفه ألفَ سفرٍ وهِجرة ودماء الشهداء تُكمِل الصورة.
الريح لا تعرف أن تحفظ سراً تقطف الأسرار المتدلية من الشبابيك، وتبعثرها مع الأوراق الجافة وذرّات الغبار، فتحتدم السرائر في الطرقات، ويعلم القاطن هنا أهواء القاطن هناك.