يضم الكتاب تجليات محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري المتصوف العراقي والذي أتت في كتابيه "كتاب المواقف" و"كتاب المخاطبات" حيث جاء هذا العمل محققاً. فقد عمد المحقق إلى تحرير رموزه وإثباتها في مظانها، من خلال ما جاء عند المتصوفة بصورة عامة، وعند النفري بصورة خاصة.
النِّفَّري - Al-Niffari هو محمد بن عبد الجبار بن حسن النفري الملقب بالنفري، ولد ببلدة نفر في العراق وإليها ينسب. كان من كبار الصوفية وتنقل كثيرا بين العراق ومصر ومن أشهر كتبه كتاب المواقف والمخاطبات. ومن فرط تواضعه لم يكتب ما كان يقول، إنما كان يؤلف كتابه شفهيا لمريديه، ويكتفى بذلك. من أشهر ما ذكر عنه أنه قال "كلما إتسعت الرؤية، ضاقت العبارة"
يا عبد اجعلنى صاحب سرك أكن صاحب علانيتك ياعبد اجعلنى صاحب وحدتك أكن صاحب جمعك يا عبد اجعلنى صاحب خلوتك أكن صاحب ملائك
يا عبد لا تيأس منى فتبرئ منك ذمتى يا عبد كيف تيأس منى وفى قلبك متحدثى يا عبد أنا كهف التائبين وإلى ملجأ الخاطئين يا عبد أنا السند الذى لا يسلم و أنا السيد الذى لا يظلم
لم تحظى المواقف و المخاطبات بالعناية كما حظيت النصوص الصوفية الفلسفية الاخرى ربما حالت رمزية المواقف و المخاطبات الموغلة فى اعمق اعماق الصوفية والرمزية دون الاقتراب النفرى هو رائد عملاق فى حقل النجارب الصوفية كما ان كتاباته تقف على قمم الادب الرمزى الله سبحانه وتعالى لم يخاطب مباشرة الا كليمه موسى عليه السلام لكن مخاطبات الله للنفرى هى مجرد سياحة وجدانية رمزية عاشها النفرى فى مواقفه يدرك النفرى تماما رهبة المواقف امام المخاطب وعلوه وعظمته وهو الله سبحانه و تعالى ان الله هو الذى يتكلم وحده و يلتزم النفرى الصمت بكل معانى الصمت و يخشع بكل معانى الخشوع حيال الحضرة الالهية التى تمحو كل ما سواها لا يبقى اى مجال للعبارة ولا الكلمة
اقتباس من المواقف
قال لي ما الجنة، قلت وصف من أوصاف التنعيم، قال ما التنعيم، قلت وصف من أوصاف اللطف، قال ما اللطف، قلت وصف من أوصاف الرحمة، قال ما الرحمة، قلت وصف من أوصاف الكرم، قال ما الكرم، قلت وصف من أوصاف العطف، قال ما العطف، قلت وصف من أوصاف الود، قال ما الود، قال وصف من أوصاف الحب، قال ما الحب، قلت وصف من أوصاف الرضا، قال ما الرضا، قلت وصف من أوصاف الاصطفاء، قال ما الاصطفاء، قلت وصف من أوصاف النظر، قال ما النظر، قلت وصف من أوصاف الذات، قال ما الذات، قلت أنت الله، قال قلت الحق، قلت أنت قولتني، قال لترى نعمتي.
وقال لي الطبقة الأولى يتنعمون بالتنعيم والطبقة الثانية يتنعمون بالكرم والطبقة الثالثة يتنعمون بالعطف والطبقة الرابعة يتنعمون بالود والطبقة الخامسة يتنعمون بالحب والطبقة السادسة يتنعمون بالرضا والطبقة السابعة يتنعمون بالاصطفاء والطبقة الثامنة يتنعمون بالنظر.
وقال لي قد رأيت كيف يسري العذاب وكيف يسري النعيم وإلي يرجع الأمر كله فقف عندي تقف من وراء كل وصف.
((يا عبد انصرف اهل الورد حين بلغوه..و انصرف اهل الجزء من القران حين درسوه ..و لم ينصرف أهلى فكيف ينصرفون))
(( يا عبد بقيت الغيبة ما بقيت منى و منك المطالبة ...يا عبد لا تصح المحادثة الا بين ناطق و صامت))
(((يا عبد ..من صفة الولى لا عجب ولا طلب ..كيف يعجب و هو يرى الله و كيف يطلب و هو يرى الله))
((يا عبد قل للعبيد لو عرفتموه ما انكرتموه ..و لو انكرتم سواه عرفتموه))
و افرح فانى لا احب الا الفرحان
هذا كتاب عظيم القدر ..و من يصبر على قراءته سيغتنم غنما عظيما و لربما تحولت حياته الى ما طلبه شيخنا النفرى ..ان يصير عدما ..نسيا منسيا فى السبيل الى الله ..ان ينمحى و يترك للناس عالمهم بل واخرتهم و لا يطلب شيئا الا وجهه الكريم..من خلال مخاطبات النفرى و مواقفه فى ارض العزة تتساقط دموع المبعدين على ما فرطوا فى جنب الله ..و تتساقط دموع المحبين شوقا الى المنزلة العلية...هو رحلة انصحك الا تخوضها الا و قد تسلحت بايمان قوى و عبادة و حسن عمل ..و فى رأيى ان كتاب النفرى هذا هو اعظم و اجل ما كتبه انسان فى التصوف ..و الكناب ينضخ صدقا و مكابدة و شوقا و لا تصح قراءته الا لمحب
وقال لي العلم كله طرقات طريق عمل طريق فطنة طريق فكرة طريق كبر طريق تعلم طريق تفهم طريق ادراك طريق تذكرة طريق تبصرة طريق تنفذ طريق توقف طريق مؤتلفة طريق مختلفة
احمل علمك في تعلمك فاذا علمته فالق ما معك يا عبد من لم يستحيي لزيادة العلم لم يستحيي ابداً!
يا عبد انظر ما اتيتك من علم ومعرفة وما اتيتك من ذكر وموعظة وما اتيتك من حكمة وتبصرة فاجعل ذلك حرسا على ابواب قلبك وحجابا لسواي عنه
يا عبد اذا رأيتني فالعلم ماء من مائك فاجره اين شئت لتثبت به ما شئت
يا عبد اذا لم ترني فاسمع لعلمك بي واطعه انما علمك بي دليلك فاذا رأيتني فقف انت في مقامك وخل علمك ليقوم من وراء مقامك
ده تانى مره اقرأ فيها كتاب المواقف بالاضافه لاربع مرات سمعت فيها المواقف كتاب مسموع ...بقول كده مش للاستعراض ولكن لان مفيش حد هيستسيغ الكتاب من اول مره لكن بمجرد ما تكمل قرأته المره الاولى ستشعر انك التزمت بشكل ما ان تعود لتشرب من نفس النبع مرات لغه السهل الممتنع ، سلاسه الكلمات هيبه وجمال الحوار متعه لا توصف :)
بالرغم من عدم شهرة هذا المتصوف من بين المتصوفين العظام الا انة من كبار من تخرجوا من مدرسة الحلاج حيث كلماتة البديعه الرائعه واسلوب المخاطبة اثار استعجابى كيف استطاع ان يكتب بكل هذة البلاغة كيف عرف ان يوصف هذة المعانى العميقة قمة فى الروعه واستخلاصات المعانى والحب والقرب من الله
هذا كتاب استثنائي بكل المقاييس. على خلاف كتب الصوفية التي قرأتها مثل المثنوي المعنوي لجلال الدين الرومي ومنطق الطير لفريد الدين العطار وغيرها والتي تعتمد على قصص يتم سردها بأسلوب بسيط وإن كان ساحراً بهدف توصيل رسالة أو شرح رمز أو بناء دلالات معينة لصورة مألوفة لا يعتمد كتاب المواقف والمخاطبات على هذا النمط في الكتابة إطلاقا والكتاب ينقسم لقسمين الأول هو المواقف حيث يتم توقيف العبد في لحظة ما وهي لحظة حاسمة في أغلب الأحوال ويدور فيها الحوار بين العبد والرب ويقود الرب هذه المحاورات التي قد يعترضها في أحيان نادرة سؤال من العبد لاستيضاح ما يقال له ويحتوي القسم الثاني على المخاطبات وفيها يخاطب الله العبد بصورة مباشرة ولا تحمل سمة الحوار كما جاء في الجزء الأول. الكتاب مبهر وفلسفة النفري الصوفية متدفقة وعميقة وتفوق كل مراحل الجمال التي يمكن تصورها أو حتى وصفها ... هذا كتاب مختلف وينبغي أن تتم قراءته مرات ومرات لما يحوي من نظرة ثاقبة حول علاقة العبد بربه في إطار صوفي جميل
قال لي قصرت العلم عن معيون ومعلوم. وقال لي المعيون ما وجدت عينه جهرة فهو معلوم معيون، والمعلوم الذي لا تراه العيون هو معلوم لا معيون. وقال لي كل نطق ظهر فأنا أثرته وحروفي ألفته فانظر إليه لا يعدو لغة المعيون والمعلوم وأنا لا هما ولا وصفي مثلهما. وقال لي فعلك لا يحيط بي وأنت فعلي.
وقفني في ما لا ينقال وقال لي به تجتمع فيما ينقال. وقال لي إن لم تشهد ما لا ينقال تشتت بما ينقال. وقال لي ما ينقال يصرفك إلى القولية والقولية قول والقول حرف والحرف تصريف، وما لا ينقال يشهدك في كل شيء تعرفي إليه ويشهدك من كل شيء مواضع معرفته. وقال لي الحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني. وقال لي لا يعرفني الحرف ولا ما في الحرف ولا ما من الحرف ولا ما يدل عليه الحرف. وقال لي انظر إلى الحرف وما فيه خلفك فإن إلتفت إليه هويت فيه وإن التفت إلى ما فيه هويت إلى ما فيه. وقال لي إذا خرجت عن الحرف خرجت عن الأسماء، وإذا خرجت عن الأسماء خرجت عن المسميات، وإذا خرجت عن المسميات خرجت عن كل ما بدا وإذا خرجت عن كل ما بدا قلت فسمعت ودعوت فأجبت. وقال لي الأفكار في الحرف والخواطر في الأفكار وذكرى الخالص من وراء الحرف والأفكار واسمي ومن وراء الذكر. وقال لي العبارة حرف ولا حكم لحرف. وقال لي كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة. وقال لي إذا تعرفت إليك بلا عبارة خاطبك الحجر والمدر.
يا عبد لو كشفت لك عن علم الكون وكشفت لك في علم الكون عن حقائق الكون فأردتني بحقائق أنا كاشفها أردتني بالعدم فلا ما أردتني به أوصلك إلي ولا ما أردته لي أوفدك إلي. يا عبد أنا الذي لا تحيط به العلوم فتحصره، وأنا الذي لا يدركه تقلب القلوب فتشير إليه، حجبت ما أبديت عن حقائق حياطتي بما أبديت من غرائب صنعتي وتعرفت من وراء التعرف بما لا ينقال للقول فيعبره ولا يتمثل للقلب فيقوم فيه ويشهده. يا عبد إذا رأيتني رأيت منتهى كل شيء. يا عبد لست لشيء سواي فتكون به.
يا عبد كيف تأيس مني وفي قلبك متحدثي. يا عبد بيتك مني في الآخرة كقلبك مني في الدنيا. يا عبد ابن لقلبك بيتاً جدرانه مواقع نظري في كل مشهود وسقفه قيوميتي بكل موجود وبابه وجهي الذي لا يغيب
وقال لي إن خرجت من قلبك عبد ذلك القلب غيري. وقال لي إن خرجت من قلبك أنكرني بعد المعرفة وجحدني بعد الإقرار. وقال لي إن وقفت بين يدي لأنك عبدي ملت ميل العبيد، وان وقفت بين يدي لأني ربك جاءك حكمي القيوم فحال بين نفسك وبينك.
هذا كتاب استثنائي بكل المقاييس. على خلاف كتب الصوفية التي قرأتها مثل المثنوي المعنوي لجلال الدين الرومي ومنطق الطير لفريد الدين العطار وغيرها والتي تعتمد على قصص يتم سردها بأسلوب بسيط وإن كان ساحراً بهدف توصيل رسالة أو شرح رمز أو بناء دلالات معينة لصورة مألوفة لا يعتمد كتاب المواقف والمخاطبات على هذا النمط في الكتابة إطلاقا والكتاب ينقسم لقسمين الأول هو المواقف حيث يتم توقيف العبد في لحظة ما وهي لحظة حاسمة في أغلب الأحوال ويدور فيها الحوار بين العبد والرب ويقود الرب هذه المحاورات التي قد يعترضها في أحيان نادرة سؤال من العبد لاستيضاح ما يقال له ويحتوي القسم الثاني على المخاطبات وفيها يخاطب الله العبد بصورة مباشرة ولا تحمل سمة الحوار كما جاء في الجزء الأول. الكتاب مبهر وفلسفة النفري الصوفية متدفقة وعميقة وتفوق كل مراحل الجمال التي يمكن تصورها أو حتى وصفها ... هذا كتاب مختلف وينبغي أن تتم قراءته مرات ومرات لما يحوي من نظرة ثاقبة حول علاقة العبد بربه في إطار صوفي جميل
وقال لى اذا لم تقو على الحجاب عنى فقد أذنتك بخلافتى
وقال لى دخل الواقف كل بيت فما وسعه و شرب من كل مشرب فما روى فأفضى الى و أنا قراره و عندى موقفه
وقال لى الوقفة علمى الذى يجير و لا يجار عليه
وقال لى يا من صبر علىّ ابسط الكون لعطائى لا يسع , ابسط امانيك لعطائى لا تبلغ
فقف بين يدى لأنى ربك و لا تقف بين يدى لأنك عبدى
قال لى اتدرى ما صفتك الحافظة لك باذنى هى مادتك فى جسدك و ذلك هو رفق بصفتك و حفظ لقلبك , احفظ قلبك من كل داخل يدخل عليه يميل به عنى ولا يحمله الىّ و ارفق بصفتك فى عبادتى تجمع همك علىّ
وقال لى انا ناظرك و احب ان تنظر الىّ و الابداء كله ييحجبك عنى نفسك حجابك و علمك حجابك و معرفتك حجابك و اسماؤك حجابك و تعرفى اليك حجابك فاخرج من قلبك كل شئ و اخرج من قلبك العلم بكل شئ و ذكر كل شئ و كلما ابديت لقلبك باديا فالقه الى بدوه و فرغ قلبك لى لتنظر الىّ ولا تغلب علىّ
وقال لى المطلع مشكاتى التى من راها لم ينم
وقال لى حسن الظنّ طريق من طرق اليقين
وقال لى انت ضالتى و انا ضالتك و ما منا من غاب
وقال لى انظر الىّ و لا تطرف يكن ذلك اوّل جهادك فىّ
وقال لى استغفرنى من فعل قلبك اكفك تقلبه
وقال لى الوسوسة ردّى اياك الىّ بالقهر
و قال لى الوقفة هى مقامك منى و كذلك وقفة كل عبد هى مقامة منى
وقال لى ما ارتبط بشئ حتى تراه لك من وجه , ولو رأيته لى من كل وجه لم ترتبط به
وقال لى الشهاده ان تعرف و قد ترى و لاتعرف
وقال لى من سألك عنى فسله عن نفسه فان عرفها فعرّفنى اليه و ان لم يعرفها فلا تعرّفنى اليه فقد غلقت بابى دونه
قال لى المعرفة الصمتية تحكم و المعرفة النطقية تدعو
و قال لى الحكم كفاية و الدعاء تكليف
أوقفنى فى العظمة وقال لى لا يستحقّ أن يغضب غيرى فلا تغضب أنت أنك ان تغضب فتغضب وأنا لا اغضب فان غضبت أذللتك لأن العزه لى وحدى . فرأيت كل شئ قد دخل فى الغضب
وقال لى كرهت لك الموت فكرهته ألا أكره لأحبائى أن يفارقونى و ان لم أفارقهم
وقال لى من أهل النار , قلت أهل الحرف الظاهر, قال من أهل الجنّة , قلت أهل الحرف الباطن ,قال لى ما الحرف الظاهر , قلت علم لا يهدى الى عمل , قال ما الحرف الباطن , قال علم يهدى الى الحقيقة , قال ما العمل , قلت الاخلاص , قال ما الحقيقة , قلت ما تعرّفت به, قال لى ما الاخلاص , قلت لوجهك , قال ما التعرّف , قلت ما تلقيه الى قلوب اوليائك
نص جسور يتحدث بلسان الله عز وجل ،، يبدو أن الأزمنة السابقة كان الوضع اكثر استيعابا للأطروحات الجريئة لكن حين نقرأ النص نجد كثير منه موافق للاعتقاد السليم ،، والجميل في هذه النصوص هو أننا نرى بوضوح "ايمان التجربة" والتفكير الطويل في الدين والطريق الى الله عز وجل .. مع ذلك انا لا اقيم الكتاب بحسب شرعيته الدينية ولكن باعتباره نص كسائر النصوص لغته عذبة فريدة من نوعها وعبارات بلاغية جميلة
.. مما أحببت .. " وقال لي .. اذا لم ترني .. فنادني !! لا لأظهر ولا لتراني .. ولكن .. !! لأني احب نداء أحبائي "
الكتاب دة من الحاجات الحلوة الى بتخلى للقراءة معنى وطعم مذ بدات فى القراءة فى الكتب الصوفية اجد ذلك الكتاب اعظمهم وامتعهم يزداد يقينى يوما بعد يوما ان القراة نعمة من ربنا ورحمة لعباده ومن وجدها فقد اوتى خيرا وفيرا
اوقفتي وقال لي انت معني الكون كلة ----------------- اوقفتي وقال انا الحليم وان عظمت الذنوبانا الرقيب وان خفيت الهموم ---------------- اوقفتي وقال الذي يفهم عني يريد بعبادتة وجهي والذي يفهم عن حقي يعبدني من اجل خوفي والذي يفهم عن نعمتي يعبدني رغبة فيما عندي فمن عبدني وهو يريد وجهي دام ومن عبدني من اجل خوفي فتر ومن عبدني من اجل رغبتة انقطع ---------------- اوقفتي وقال انت ضالتي وانا ضالتك ما منا من غاب ---------------- اوقفتي وقال فعل القلب اصل لفعل البدن فأنظر ماذا تغرس وانظر الغرس ماذا يثمر ---------------- اوقفتي وقال إن عبدتني لأجل شئ اشركت بي وقال لي اذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة ---------------- اوقفتي وقال انظر بعين قلبك الي قلبك وانظر بقلبك كلة لي ---------------- اوقفتي وقال الليل لي لا للدعاء، إن سر الدعاء الحاجة وإن سر الحاجة النفس وإن سر النفس ما تهوي ---------------- من احببتة اشهدتة فلما شهد احب ---------------- اوقفني في العظمة وقال لي لا يستحق ان يغضب غيري فلا تغضب انت فإنك ان تغضب فتغضب وانا لا اغضب فإن غضبت اذللتك لأن العزة لي وحدي -------------- اوقفتي وقال كرهت لك الموت فكرهتة الا اكرة لأحبائي ان يفارقوني وإن لم افارقهم -------------- اوقفتي وقال وقال لي العلم يدعوا الي العمل والعمل يذكر برب العلم وبالعلم فمن علم ولم يعلم فارقة العلم ومن علم وعمل لزمة العلم ------------- اوقفتي وقال اذا رأيت القاسية قلوبهم فصف لهم رحمتي -------------
لو قلت بأنه كتاب مقدس لكفرت ، و لو قلت أنه كتاب مثل باقي الكتب لأشركت . . هو في حقيقته محادثة بين الله و الله بين الله الكامن بين الضلوع و الأحشاء و الله المحتجب الغائب و يكون الإنسان شاهدداًعلي الخطاب . كل شئ يتكلم به الله قدام الانسان يحدث رهبة عظيمة ، و كل شئ يتكلم به الضمير قدام الله هو الحق . . النور من يفهم عنه و تكون الرهبة صاحبته في دروب معرفته . . و ما احدثه الكتاب فِي من رهبة يجعلنى أقف قدام الله خاسئاً حسير
عادة ما اكتب بعض الملاحظات او لخواطر على ظهر كل كتاب بعد ان انتهي من قراءته ربما عن تاثير الكتاب او ما اشعرني به او ما فهمته واحيانا مقارنة بكتاب اخر ذكرني به .. مجرد انظباع على الاقل .. هذه المرة فشلت حين قرات المواقف والمخاطبات كنت اعود للموقف مرتين وربما ثلاث ولا امرر الصفحات ولا اريد للكتاب ان ينتهي اعجزتني كلمات النفري عن التعبير.. كم كنت عظيما رحمة الله عليك ايها الولي...
عجبني التصوف جدا يعطي طريقة مختلفة وخاصة للنظر في طريقة العبادة بين العبد وخالقة موقف العز أوقفني في العز وقال لي لا يستقل به من دوني شيء، ولا يصلح من دوني لشيء، وأنا العزيز الذي لا يستطاع مجاورته، ولا ترام مداومته، أظهرت الظاهر وأنا أظهر منه فما يدركني قربه ولا يهتدي إلي وجوده، وأخفيت الباطن وأنا أخفي منه فما يقوم علي دليله ولا يصح إلي سبيله. وقال لي أنا أقرب إلى كل شيء من معرفته بنفسه فما تجاوزه إلي معرفته، ولا يعرفني أين تعرفت إليه نفسه. قال لي لولاي ما أبصرت العيون مناظرها، ولا رجعت الأسماع بمسامعها. وقال لي لو أبديت لغة العز لخطفت الإفهام خطف المناجل، ودرست المعارف درس الرمال عصفت عليها الر��اح العواصف. وقال لي لو نطق ناطق العز لصمتت نواطق كل وصف، ورجعت إلى العدم مبالغ كل حرف. وقال لي أين من أعد معارفه للقائي لو أبديت له لسان الجبروت لأنكر ما عرف، ولمار مور السماء يوم تمور موراً. وقال لي إن لم أشهدك عزي فيما أشهد أقررتك على الذل فيه، وقال لي طائفة أهل السموات وأهل الأرض في ذل الحصر، ولي عبيد لا تسعهم طبقات السماء ولا تقل أفئدتهم جوانب الأرض. أشهدت مناظر قلوبهم أنوار عزتي فما أتت على شيء إلا أحرقته، فلا لها منظر في السماء فتثبته، ولا مرجع إلى الأرض فتقر فيه. قال لي خذ حاجتك التي تجمعك علي وإلا رددتك إليها وفرقتك عني. قال لي مع معرفتي لا تحتاج، وما أتت معرفتي فخذ حاجتك. قال لي تعرفي الذي أبديته لا يحتمل تعرفي الذي لم أبده. قال لي لا أنا التعرف ولا أنا العلم، ولا أنا كالتعرف ولا أنا كالعلم. موقف القرب أوقفني في القرب وقال لي ما مني شيء أبعد من شيء ولا مني شيء أقرب من شيء إلا حكم إثباتي له في القرب والبعد. قال لي البعد تعرفه بالقرب، والقرب تعرفه في الوجود. أنا الذي لا يرومه القرب، ولا ينتهي إليه الوجود. قال لي أدنى علوم القرب أن ترى أثار نظري في كل شيء فيكون أغلب عليك من معرفتك به. قال لي القرب الذي تعرفه في القرب الذي أعرفه كمعرفتك في معرفتي.وقال لي لا بعدي عرفت ولا قربي عرفت ولا وصفي كما وصفي عرفت. وقال لي أنا القريب لا كقرب الشيء وأنا البعيد لا كبعد الشيء من الشيء. وقال لي قربك لا هو بعدك وبعدك لا هو قربك، وأنا القريب البعيد قرباً هو البعد وبعدا هو القرب. قال لي القرب الذي تعرفه مسافة، والبعد الذي تعرفه مسافة، وأنا القريب البعيد بلا مسافة. قال لي أنا أقرب اللسان من نطقة إذا نطق، فمن شهدني لم يذكر ومن ذكرني لم يشهد. قال لي الشاهد الذاكر إن لم يكن حقيقة ما شهده حجبه ما ذكر. قال لي ما كل ذاكر شاهد وكل شاهد ذاكر. قال لي تعرفت إليك وما عرفتني ذلك هو البعد، رآني قلبك وما رآني ذلك هو البعد. قال لي لن تجدني ولا تجدني ذلك هو البعد، تصفني ولا تدركني ذلك هو البعد، تسمع خطابي لك من قلبك وهو مني ذلك هو البعد، تراك وأنا أقرب إليك من رؤيتك ذلك هو البعد. موقف الكبرياء أوقفني في كبريائه وقال لي أنا الظاهر الذي لا يكشفه ظهوره، وأنا الباطن الذي لا تراجع البواطن بدرك من علمه. وقال لي بدأت فخلقت الفرق فلا شيء مني ولا أنا منه، وعدت فخلقت الجمع فيه اجتمعت المتفرقات وتألفت المتباينات. قال لي ما كل عبد يعرف لغتي فتخاطبه، ولا كل عبد يفهم ترجمتي فتحادثه. قال لي لو جمعت قدرة كل شيء لشيء، وحزت معرفة كل شيء لشيء، ثبت قوة كل شيء لشيء. ما حمل تعرفي بمجوه، ولا صبر على مداومتي بفقد وجده لنفسه. وقال لي الأنوار من نور ظهوري بادية والى نور ظهوري آفلة، والظلم من فوت مرامي بادية والى فوت مرامي آثبة. وقال لي الكبرياء هو العز والعز هو القرب والقرب فوت عن علم العالمين. وقال لي أرواح العارفين لا كالأرواح وأجسامهم لا كالأجسام. وقال لي أوليائي الواقفون بين يدي ثلاثة فواقف بعبادة أتعرف إليه بالكرم، واقف بعلم أتعرف إليه بالعزة، وواقف بمعرفة إليه بالغلبة. وقال لي نطق الكرم بالوعد الجميل، ونطقت العزة بإثبات القدرة، ونطقت الغلبة بلسان القرب. وقال لي الواقفون بي واقفون في كل موقف خارجون عن كل موقف.
تلك المواقف والمخاطبات، لا أستطيع أن أقول عنها شيئا لأن لساني سيعجز عن وصف روعتها.. هذه المخاطبات لا تُقرا على عجلة، بل يجب فيها التأنّي كي تنهل من عبقها ويغترف قلبك من نهر الخطاب الرباني العذب والتهذيب الروحي السائغ شرابه.. إن النفري أخرج لنا نصا صوفيا روحانيا بالغ الأهمية، ستخلب كلماته عقلك وتسحرك معانيه وكأن الله يخاطبك انت.. كأن هذا الكلام لك.. كأن كل عبارة فيها إشارة لك أن انهض أيها العبد. هذه بعض عباراته العبقرية : "يا عبد أنا القريب منك، ولولا قربي منك ما عرفتني" "يا عبد ألجأ إلىّ في كل حال، أكن لك في كل حال" "يا عبد، الوجد بما دوني سُترةٌ عن الوجد بي" "أنا ربك الذي سوّاك لنفسه واصطفاك لمحادثته وأشهدك مقام كل شئ منه لتعلم ألّا مقام لك في شئٍ من دونه" "الملتفت لا يمشي معي ولا يصلح لمسامرتي" "يا عبد، اجعلني صاحب سرّك أكن صاحب علانيتك، اجعلني صاحب وحدتك أكن صاحب جمعك، اجعلني صاحب خلوتك أكن صاحب ملائك" "كلما اتسعت الرؤية ضاقت العِبارة"
أوقفني في الرحمانية وقال لي هي وصفي وحدي هي ما رفع حكم الذنب والعلم والوجد ما بقي للخلاف أثر فرحمة وما لم يبق له أثر فرحمانية إن استخلفتك شققت لك شقّا من الرحمانية، فكنت أرحم بالمرء من نفسه وأبلغتك مبلغ كل قائل فسبقته إلى غايته فرآك كل أحد عنده ولم ترى أحدا عندكن استخلفتك أقمتك بين يدي وجعلت قيوميتي وراء ظهرك وأنا من وراء القيومية وسلطاني عن يمينك وأنا من وراء السلطان واختياري عن شمالك وأنا من وراء الاختيار ونوري في عينيك وأنا من وراء النور ولساني على لسانك وأنا من وراء اللسان وأشهدتك أني نصبت ما نصبت وأني وراء ما نصبت ولم أنصب اتجاهك منصبا هو سواي فرأيتني بلا غيبة وجريت في أحكامي بلا حجبة إذا أشهدتك حجتي على ما أحببت كما أشهدتك حجتي على ما كرهت فقد آذنتك بخلافتي واصطفيتك لمقام الأمانة علي إذا رأيتني فانصرني فلن يستطيع نصرتي من لم يرني إذا لم تقو على الحجاب عني فقد آذنتك بخلافتي
+++++++++++ خلّ المعرفة وراء ظهرك تخرج من النسب ودُم لي في الوقفة تَخرج من السبب آليتَ، لا أقبلك وأنت ذو سبب أو نسب لو كان قلب الواقف في السوى ما وقف رلو كان السوى فيه ما ثبت أذكرني مرّة أمح بها ذكرك للسوى كل مرّة
++++++++++++ إن انتسبت فأنت لما انتسبت إليه لا لي وإن كنت لسبب فأنت للسبب لا لي إن جمعت بين السوى والمعرفة محوت المعرفة وأثبت السوى وطالبتك بمفارقته ولن تفارق ما أثبته أبدا إن طلبت من سواي فادفن معرفتك في قبر أنكر المنكرين
++++++++++++++ إن هلكت في سواي كنت لما هلكت فيه إذا بلوتك فانظر بما علّقتك فإن كان بالسوى فاشكُ إليّ وإن كان بي أنا فقد قرّت بك الدار إذا رأيتني في بلائي فاعرف حدّك الذي أنت به ولا تغب فيه عن رؤيتي فإن كان نعيما فانعم وإن رأيته بؤسا فلا تنعم
+++++++++++++ قال لي: لا تركب البحر فأحجبك بالآلة ولا تلق نفسك فيه فأحجبك به في البحر حدودك فأيها يقلّك إذا وهبت نفسك للبحر فغرقت فيه كنت كدابة من دوابه لا يسلم من ركب خاطر من ألقى بنفسه ولم يركب هلك من ركب ولم يخاطر في المخاطرة جزء من النجاة، فجاء الموج فرفع ما تحته وساح على الساحل
++++++++++++ قال لي : تعرّفت إليك وما عرفتني ذلك هو البعد، رآني قلبك وما رآني ذلك هو البعد تجدني ولا تجدني ذلك هو البعد، تصفني ولا تدركني بصفتي ذلك هو البعد، تسمع خطابي لك من قلبك وهو منّي ذلك هو البعد، تراك وأنا أقرب إليك من رؤيتك ذلك هو البعد
++++++++++++ قال لي دخل الواقف كل بيت فما وسعه وشرب من كل مشرب فما روي، فأفضى إلي وأنا قراره وعندي موقفه الوقفة من الصمدية فمن كان بها كان ظاهره باطنه وباطنه ظاهره لا ديمومة إلاّ لواقف ولا وقفة إلاّ لدائم من لم يقف بي أوقفه كل شيء دوني تطهر للوقفة وإلا نفضتك إن بقى عليك جاذب من السوى لم تقف
++++++++++++ قال لي: إن أردتَ أن تَثبُت بين يديّ في عملك فقِف بين يديّ لا طالِبا مِنّي ولا هارِبا إليّ إنَّك إن طلبت منّي فمَنعتُك رجعت إلى الطلب لا إليّ أو رجعت إلى اليأس لا إلى الطلب وإنّك إن طلَبتَ مِنّي فأعطيتُك رجعت عنّي إلى مطلبِك وإن هربت إليّ فأجرتك رجعت عني إلى الأمن من مهربك من خوفك وأنا أريد أن أرفع الحجاب بيني وبينك فقِف بين يديّ لأني رَبُّك ولا تقِف بين يديّ لأنَّك عَبدي إن وقفت بين يدي لأنك عبدي مِلت ميل العبيد وإن وقفت بين يديّ لأني ربَّك جاءك حكمي القيوم فحال بين نفسِك وبينك
++++++++++++++ العمل عملان راتب وزائر، فالراتب لا يَتَّسِع العلم ولا يَثبُت العمل إلاّ به والزائر لا يَتَّسِع العلم به إن عَمِلت الراتب ولم تَعمَل الزائر ثَبَت عِلمُك ولم يَتَّسِع وإن عَمِلت الزائر والراتب ثَبَت علمك واتَّسَع
++++++++++++++ قال لي: إذا سلكت إليّ من وراء الدنيا أتتك رسلي متلقين تعرف في عيونهم الشوق وترى في وجوههم الإقبال والبشرى أرأيت غائبا غاب عن أهله فأذنهم بقدومه أليس إذا قطع مسافة القاصدين وسلك في محجة الداخلين تلقوه أمام منزله ضاحكين وأسرعوا إليه فرحين مستبشرين وقال لي: من لم يسلك محجّة الصادقين فهو كيف ما كان في الدنيا مقيم ومما فيها آخذ أتته رسلي مخرجين وتلقته مرحلين مُزعَجين فسابق سبق له العفو فرأى في عيونهم آثار هيبة الإخراج ونظر في وجوههم آثار هيبة الإزعاج وآخر سبق له الحجاب فما هو من الخير ولا الخير خاتمة ما عنده
+++++++++++++++ اعرِف صِفَتك التي لا يغيب العلم فيها عَنك ثم اعرِف صِفَتك التي لا تَعجَز فيها عن عَملِك فتَعلَم ولا تَجهَل وتَعمَل ولا تَفتُر إن لم تَعرِف صِفتَك عَلِمت وجَهِلت وعَمِلت وفَتَرت فبحسب ما عندك من العلم تَعمل وبحسب ما عارضَك من الجهل تَتْرُك
+++++++++++++++ قال لي: آليت لا بد أن تمشي مع كل واحد أعماله فإن فارقها في حياته دخل إليّ فلم يضِق به قبره وإن لم يفارقها في حياته دخلت معه إلى قبره فضاق به، لأن أعماله لا تدخل معه علوما إنما تتمثل له شخصا فتدخل معه
+++++++++++ قال لي: إن ذهب قلبك عنّي لم أنظر إلى عملك إن لم أنظر إلى عملك طالبتك بعلمك وإن طالبتك بعلمك لم توفني بعملك إن لم تعرض عمّا أعرضت عنه لم تقبل علي ما أقبلت عليه إن أخذتك في المخالفة ألحقت التوبة بالمخالفة وإن أخذتك في التوبة ألحقت المخالفة بالتوبة
++++++++++++ قال لي: العلم بابي والمعرفة بوّابي اليقين طريقي الذي لا يصل سالك إلاّ منه من علامات اليقين الثّبات ومن علامات الثّبات الأمن في الروع
+++++++++++ الباطل يستعير الألسنة ولا يور��ها موردها كالسهم تستعيره ولا تصيب به الحق لا يستعير لسانا من غيره
+++++++++++++ إذا رأيتني فانظر إليّ أكن بينك وبين الأشياء وإذا لم ترني فنادني لا لأظهر ولا لتراني لكن لأني أحب نداء أحبائي لي
++++++++++++++ احفظ عينيك وكل الجميع إليّ إنّك إن حفظتهما حفظت قلبك حكومته بيتك هو طريقك بيتك هو قبرك بيتك هو حشرك انظر كيف تراه كذا ترى ما سواه
++++++++++++++ لا تحجبني عن بيتك فإنّك إن أقمتني على بابه وغلقته من دوني أقمتك على كلّ أبواب السوى ذليلا وأظهرت تعززهم عليك وجهي قبلته وعيني بابه أقبل عليه بكلك تجده مسلما لك إذا رأيتني وحدي في بيتك فلا ضحك ولا بكاء وإذا رأيتني والسوى فبكاء وإذا خرج السوى فضحك نعماء
+++++++++++++ اذا رأيتني في بيتك وحدي فلا تخرج منه وإذا رأيتني والسوى فغط وجهك وقلبك حتى يخرج السوى فإنك إن لم تغطّهما خَرَجتُ وبقي السوى أخرجك من بيتك إليه فلا أنا ولا بيت
+++++++++++++ اخل بيتك من السوى واذكرني بما أيسر لك ترني في كلّ جزئية منه أما تراه إذا ما عمرته بسواي ترى في كل جزئية منه خاطفا كاد أن يخطفك خذ فقه بيتك بنعمي تنعم به
+++++++++++++ العلماء ثلاثة فعالم هداه في قلبه وعالم هداه في سمعه وعالم هداه في تعلّمه القرّاء ثلاثة فقارئ عرف الكل وقارئ عرف النصف وقارئ عرف الدرس الكل الظاهر والباطن والنصف الظاهر والدرس التلاوة إذا تكلّم العارف والجاهل بحكمة واحدة فاتبع إشارة العارف وليس لك من الجاهل إلاّ لفظه
النفري "شيخ الصوفيين" جامع الحكمة في مختصر الجملة. صاحب الجملة الشهيرة :"إذا اتسعت الرؤيا ضاقت العبارة" و هذا الكتاب عباراته ضيقة لكن معانيها واسعه اتساع ما تحمله الأضداد من معاني. لذا نجد أغلب أقواله مبنية على الأضداد: النطق و الصمت، الظاهر و الباطن، القرب و البعد، الحياة و الموت… "اصمت لي الصامت فيك ينطق الناطق ضرورة" "إنما أحادثك لترى، فإذا رأيت فلا حديث"
لم يكتب النفري هذا الكتاب أو غيره، و لكن هي أقواله تم جمعها (يقال من طرف إبنه) مقسمة إلى مواقف العبد مع ربه على شكل حوارات، و المخاطبات حيث يصغي إلى خطاب ربه. لغة النفري أو بالأحرى فلسفته تعتمد الاختصار و الرمز و الإشارة فما الإسهاب في الكلمات سوى غطاء للحقيقة..حقيقة الروح المدركة بالتذوق و العرفان.
هناك عدة مؤلفات لشرح هذا الكتاب و لكني أضن أن العبرة كل العبرة هي فهم الرؤيا من الإشارة. كتاب لا يقرأ مرة واحدة فقط.
"و قال لي: إذا لم ترني فنادني! لا لأظهر و لا لتراني .. و لكن لأني أحب نداء أحبائي" " و قال لي: الوقفة تراني وحدي و المعرفة تراني و تراها" "و قال لي: من لم يكن جاذبه الله لم يصل إلى الله" ""و قال لي: سر، فأنا دليلك إلي" "و قال لي: انظر بعين قلبك إلى قلبك، و انظر إلي بقلبك كله" "و قال لي: حسن الضن طريق من طرق اليقين"
النفري يفوز في قلبي بلقب أجمل من تكلم عن العشق الإلهي كتابي المفضل على الإطلاق🤍
تصدر قائمة كتبي المفضلة! "وقال لي كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة."
"وقال لي ما أسفرت لك في الشباب لأشقيك في المشيب. وقال لي اعرف من أنت فمعرفتك من أنت هي قاعدتك التي لا تنهدم وهي سكينتك التي لا تزل." - "يا عبد إن لم تدر من أنت مني فما أنا منك ولا أنت مني، أي عمل تعمله لي وأنت لا تدري من أنت مني وفي أيّ مقام تقوم بين يديّ وأنت لا تدري من أنت مني. ياعبد استعذ بي من كل جهل إلا جهل بي."
"يا عبد ابن لقلبك بيتًا جدرانه مواقع نظري في كل مشهود وسقفه قيوميتي بكل موجود وبابه وجهي الذي لا يغيب."
"يا عبد الحروف كلها مرضى إلا الألف، أما ترى كل حرف مائل، أما ترى الألف قائمًا غير مائل، إنما المرض الميل وإنما الميل للسقام فلا تمل."
"يا عبد الحرف لغات وتصريف وتفرقة وتأليف وموصول ومقطوع ومبهم ومعجم وأشكال وهيئات، والذي أظهر الحرف في لغة هو الذي صرّفه والذي صرّفه هو لاذي فرّقه والذي فرّقه هو الذي ألفه والذي ألفه هو الذي واصل فيه والذي واصل فيه هو الذي قطعه والذي قطعه هو الذي أبهمه والذي أبهمه هو الذي أعجمه والذي هو الذي أشكله والذي أشكله هو الذي هيّأه، ذلك المعنى هو معنى واحد ذلك المعنى هو نور واحد ذلك الواحد هو الأحد الواحد."
قراءة ثم صمت ثم سكون محاولة لفهم...هذا الصدى المجهول حركة الحروف مستمرة...لا تنتهي ولا زلت أحاول أن اقبض على المعنى ان اكتشف بعض مخبوءات الذات والوجود وما بين الغموض والغموض لا تقول الحروف كثيرا ولكنها تحرك ما سكن فينا ونقطة البدابة: أن تعرف من تكون
"وقال لي...الحرف يعجز أن يخبر عن نفسه فكيف يخبر عني"
وما حاجتي للحروف وقد سكن المعنى في القلب ما أضعف الحروف....ما أقوى المعنى
"وقال لي...أنا الحليم وإن عظمت الذنوب، وأنا القريب وإن خفيت الهموم"
إن فوّتَّ على نفسك هذا فقد فوَّت على نفسك خيرًا كثيرًا، فقد فاتك علم كبير، وأسلوب فريد، وكلامُ عارفٍ من زمان بعيد؛ عباراته متسعة المعنى اتساع رؤيته وضيقة الكلمات شديدة الاختزال قوية البيان، حُر اللسان، بلاغته لا حد لها، أنعم الله عليه نعمةً عظيمة فرد الجميل وأنعم هو علينا. وإذا أمتعنا التركيب، وأطربنا الترتيب، وجذبنا السرد، وأسكرنا جمالُ المقال، وحجة المثال؛ أخذنا لكشف المعارف وتجليات الأولياء ورؤية الشهود، وأوقفنا في مواقف الأحوال، وعرفنا أحوال المواقف، وخاطبنا فأحسن، وشرح فأجاد. فلا يفوتك هذا، فليس لهذا مثيل، وليس لهذا مثيل.
باختصار. إذا اتسعت الرؤية ضاقت العباره. كلما كان ما بداخلك من كلام عظيم جدا وكلما كانت رؤيتك للأمور أشمل وأوسع كلما كانت اللغه لا تُسعفك في التعبير عن ما تراه بعين روحك وقلبك.. فالكتاب هو مناجاه بين العبد وبين ربه. عبارة عن شذرات من نور الله تُلقى في القلوب.