كانت قطرات المطر تبين تحت أضواء السيارة البيضاء، خيوطاً ناعمة تتواصل بين الأرض والسماء، وكنت على حذر، متراخياً في جلستي أسوق بانتباه واتزان. كان شارع الكرامة/ خارج خالياً هذه الساعة من الليل، وكنت أتجه نحو ساحة "كمال جنبلاط" مصمماً أن أعبر الجسر المعلق بعد ذلك لأصل إلى البيت في وقت وجيز... كانت الساحة على بعد مائة متر، تبدو ساطعة الأنوار. كنت مسترخياً مستسلماً لتعبي، حين وصلت إلى مشارف الساحة، خطر لي، هنيهة، أن كافة التجارب التي يمكن أن يعيشها الإنسان خلال حياته، يجب أن تكون، ولو بجزء بسيط، مفهومة أو قابلة للفهم على الأقل، من قبل البشر الآخرين. واستناداً لهذا المفهوم كانت السيارة السوداء الطويلة التي برزت فجأة من بطن الظلام على الجهة اليمنى، مطفأة الأنوار؛ وكانت تتقدم بسرعة وتهور لافتين للنظر، نحو وسط الساحة بمواجهتي. ولما كنت بكامل انتباهي، ولأن السيارة السوداء صدمت الرصيف وتوقفت وسط الساحة على بعد أمتار قليلة أمامي، فقد أدركت عن يقين أنني بصدد معاناة حادث مرور" خاتم الرمل رواية هي حكاية العراق وما يدور فيه من توتر حاد بين الفرد والمجتمع، لفرد والسلطة.
فالرواية تعي، ويعي راويها منها، أن لكل الأقوال المنطوقة قرائن معتمدة لا بد أن يأخذها السامع بعين الاعتبار، فلكل قول منطوق قرينة الذي يستعصي على الإفصاح، ولكن فعاليته في الحدث لا تقل عن فعاليته المفصح عنه، إذ لم تزد عليها. وهذا الوعي بين المنطوق والمضمر هو الذي يكسب هذه الرواية أهميتها منذ البداية الإشكالية المدهشة التي يمكن دعوتها بالبداية التخيلية التي يصير فيها عالم يحدث حدثاً؛ وهي بداية تبني علاقتها الاستهلاكية ببقية النص من خلال المفارقة والتوازي، أو بالأحرى التناقض مع ما حدث الذي يراد له يصبح وكأنه لم يحدث، والإرهاص يتحول ما لم يحدث إلى حدث.
فؤاد التكرلي روائي عراقي استطاع أن يحصد أوقات نجاحه بحرية وبلا صخب روايات قليلة، إلا أن مساحة تأثيرها كانت أكبر انها نموذج للروايات الكلاسيكية الحديثة ببنائها ،روائي عراقي أسهم في تطور الثقافة العربية وأثرى المكتبة العربية بالكثير من قصصه الأدبية،
ولد التكرلي في بغداد عام 1927 ودرس في مدارسها ، تخرج من كلية الحقوق عام 1949 ثم عمل ككاتب تحقيق وبعدها محاميا، ثم قاضيا، وتولى عدة مناصب في الدولة ومنها في القضاء العراقي حيث تم تعيينه قاضيا في محكمة بداءة بغداد عام 1964، وبعدها سافر إلى فرنسا ثم عاد ليعين خبيرا قانونيا في وزارة العدل العراقية. وعاش في تونس لسنوات بعد تقاعده، وعمل في سفارة العراق بعد حرب الخليج عام 1991، وألف القصص بأسلوب أبداعي متميز.
ينتمي التكرلي إلى عائلة ذات حظوة دينية ومكانة اجتماعيّة متميزة، وإذا كانت هذه العائلة بتفرّعاتها المختلفة قد تمتّعت بمباهج السلطة في بداية الحكم الملكي في العراق، فإنّها سرعان ما تخلّت عن الدور الذي أنيط بها موقتاً لجيل جديد من السياسيّين نشأوا تحت الراية العثمانية وتعلّموا صرامة عسكرها، لكنّهم تعلموا أيضاً من الاحتلال البريطاني بعض عناصر الحداثة الأوروبية. وقد أدى ذلك إلى فترة انفراج نسبي اجتماعيّاً أسهمت في إظهار ذلك الجيل الذي لا يتكرّر من المبدعين أو ساعدته على إنضاج تجاربه.
نشر التكرلي أولى قصصه القصيرة في عام 1951 في مجلة الأديب اللبنانية، ولم ينقطع عن نشر قصصه في الصحف والمجلات العراقية والعربية، كما صدرت له في تونس عام 1991 مجموعة قصصية بعنوان (موعد النار). وفي عام 1995 صدرت له رواية (خاتم الرمل). وكتب روايته الأخيرة (اللاسؤال واللاجواب) عام 2007. وكانت له أيضا مؤلفات أخرى مثل خزين اللامرئيات و الرجع البعيد الأعمال الكاملة 1و القصص الأعمال الكاملة
قرأت ٤٠٪ من الرواية و مقدرتش أستوعب القصة ومش عارفة حتي أربط الأحداث ببعض.. الإسلوب صعب ومش ممتع في القراءة.. للأسف مش حقدر أكملها..حتحتاج محاولة أخري في وقت تاني..
لا يعرف الإنسان أبداً متى سيتخذ قراراً مصيراً تنقلب فيه حياته رأساً على عقب، قرار لا يتخذه الإنسان عن تفكير مسبق، قد يأتي بدون مبررات، بدون سوابق، وبدون معنى أيضاً، لا أتحدث هنا عن الأشياء والأفكار المزاجية، بل تلك التي تتخذ على هيئة إنسحابية من حدث ما، هل هو الخوف أو الجبن أو النذالة ، لا أدري حقاً، هذه الرواية تاتي لتخبرنا عن حقيقة ذلك الشيء، ذلك الشيء الغامض والمحير في قرارات الإنسان، في مغريات تفكيره، في ماضيه الدفين العالق برطوبة الذاكرة، الإنسان حين يفكر في الماضي لا يستطيع السيطرة على مشاعره، لا يقدر على الهرب، ولن بعد ذلك أي قلق سيتولد من جراء التغيير ذلك، كيف سيبرر الإنسان لنفسه ما فعل قبل أن يقنع الآخرين حتى، أن شيئاً ما في قراره وأختياره تم تحديده على هيئة صفعة ، صفعة وجودية ميتافيزيقية ، لا تقدر أن تُفعم الآخرين عن سبب تغييرك، إنه شيء يحترق في الداخل لا تقدر على تفسيره لأحد ولا أن تتجنبه حتى، سيقذفك الآخرون بالجنون وبالأنانية وبالجبن ، كما حدث هنا في الرواية تماماً ، إنك لا تستطيع أن تهرب من الناس حتى لو أدرت أن تعيش حياة مستقلة كاملة الإستقلال، كل قرار تتخذه قد يصيب الجميع ولست وحدك من تتحمل نتائجه ..
هذه الرواية كانت بمثابة ممارسة للتفكير بالحياة وبالواقع وبالأشياء التي ربما سأقدم عليها، يقدم لنا فؤاد التركلي نموذجاً رائعاً من الأدب العراقي، رواية حميمية للغاية، طافحة بالتساؤلات والألغاز البشرية، اللغة الفذة وجمالية السرد جعلت الرواية بالنسبة لي دسمة ، والصدفة وحدها أوقعتني في فخ هذه الرواية الجميلة حقاً ..
لا أعلم إن كان ابتعادي الطويل عن القراءة أم أسلوب فؤاد التكرلي المعقد هو من جعل هذه القراءة عسيرة عليّ ، حيث أمضيت الثلث الأول من الرواية أعيد جمل و فقرات كاملة و ردة فعلي : 😅
لحسن الحظ مع الثلث الثاني دخلت في جو القراءة و بدأت تتوضح لي شخصية البطل و خفاياها ..
الرواية في عمقها هي الحدث الذي يزلزل تكوينك النفسي و تستمر حياتك في الدوران حوله حتى مع مرور الوقت .. فيغلب عالمك الداخلي على الخارجي و تطغى ذكرياتك على الواقع و تستبدل الأشخاص بالأطياف و يصبح اللاوعي هو المتحكم في قرارتك عوضاً عن سلطة الوعي .
و بطل خاتم الرمل هو شاب مترف يتخذ قرارات مصيرية مبهمة الأسباب ، لا يجهد نفسه في شرحها أو حتى تصحيح نتائجها ، الأمر الذي يسبب له خلافات و اضطرابات مع محيطه ..
بالتغلغل بذكرياته تتبدى لنا مأساة يتمه المبكر و رحيل والدته عن عالمه و بقاءها ممسكة بتلابيت أفكاره ، و مع مرور الزمن يطغى حضورها على حياته و تصبح بشكل ما ضليعة في اتخاذ القرارات ..
يستمر و بخطى ثابتة بالتقدم نحو المجهول غير عابئ بإشارات الخطر المتناثرة حوله ، وصولاً إلى تلك النهاية الكارثية و التي كانت متوقعة بالنسبة لي .. فماذا ننتظر من مجابهة بين إنسان فانٍ و بين جبروت المطلق بكل أبعاده غير الهزيمة ؟
-تمّت- *اقتباس : "إن طبيعة الأمور في هذا العالم لا تلائمني، وحقيقة ذاتي لا تمتزج تماما بما هو حولي .. "
هذا الاقتباس هو ما يلخص هذه الرواية .. هي رواية لا تخلو إلا قليلا من المونولوغ (أو الحديث النفسي) .. لشخص نكتشف في التقدم بالقراءة أنه مريض نفسي أو يعاني من اضطرابات نفسية منذ طفولة ... مرتبط بوالدته المتوفاة حدّ المرض .. وعلاقته بوالده متباينة غير مفهومة .. من خلال الرواية يتبين أن بطلها يتغيب عن ليلة زفافه فجأة ودون مقدمات لسبب لا يعرفه لا هو ولا من حوله ولا يتم الكشف عنه في النهاية .. وجدت هذه الرواية كنوع من البوح أو اعترافات أو تخليلات يقوم بها البطل بينه وبين نفسه انطلاقات من تفسير بعض الأحداث التي مرت به وهو طفل .. لا أدري ما الذي دفعني على إتمامها بالرغم من ثقل الهالة التي تحيط بي أثناء قرائتها .. الثلاث نجمات هذه وضعتها ربما لأسلوب الكاتب .. ❤️
المصادفة هي التي وضعت هذه الرواية التي لم اكن اعلم عنها شيئا امامي ، قراتها باعادة عدة صفحات في كل جلسة ،، الروايه فعلا مختلفة عن ماسبق " المسرات والاوجاع ، الوجه الاخر ، بصقة في وجه الحياة " ، بالفصحى كاملة لاجنس ولا محرمات ، الجانب النفسي للشخصيات موجودة ومكثفة لدرجة ان تعيش حاله الحلم ورؤى هاشم لسناء، يخاف المشي على الارض كي لايلتصق بها مر كغيمة، جميلة الشخصية ونقية جدا كالدراويش ، موسيقى شوبان وكم زوغان البطل بين الواقع واللاواقع كانت منسجمة بشكل لامعقول،،،،
القصة ليست بالمبهرة لكن مايحوطها من اسلوب وتبحر عميق بالحديث مع النفس'الجانب النفسي وتطور فهم الشخصيه' لانسان غير سوي "منذ الطفولة شبه متوحد والصديق الوحيد كان معوق" كان هي الغالبة باخذ جمالية الرواية لكن هناك التفسير الرمزي السياسي الذي لايغيب ، شاب لا يحضر في ليلة زفافة لا احد يعرف مالذي جرى ولانحن فالمعلومة تاتي بشكل استرجاع لذكرى وقد تتشابك مع حدث مشابه للحاضر ، حاله الجو متاثرة بالأحداث او العكس، اجواء بغداد السبعينات اجمل فترة في تاريخ وحصرة الاجيال اللاحقة موثقة بطريقة جديدة ....
" فهو زمن #الاآيمان ، أو أذا اردت حقيقة اخرى ، فهو زمن من #الأيمانات_المتعددة .. هذا صحيح لغوياً ؟ أو أذا امكن ان اقولها بصيغة اخرى .. فهو زمن #الايمان_الملائم .. اترى ؟! "
هذه مراجعتي الأولى لعام عام 2023 ، وأنا سعيدة بكتابتها بعد توقفي عن كتابة المراجعات لقرابة عام كامل ، ولكن هناك نصوص تجبرك على البوح عنها وخاتم الرمل هو أحدها ، في الحقيقة لم يخذلني فؤاد التكرلي سابقاً ورغم عن شبه هذه الرواية بما سبق وقرأته سابقاً إلا أنها رواية عظيمة - ويصدف أنني أكتب هذه المراجعة في يوم ميلادي عسى أنيكون عوداً مجيداً -
ظاهر الرواية هي قصة بطلها هاشم الذي ترك عروسه في ليلة زفافه ولم يعبأ بشيء والأنكى من ذلك لا هو أكمل زواجه منها ولا هو أعتقها ،ونرى بشكل غريب عدم تدخل الوسط المحيط بهاشم بشكل جدي رغم فداحة الفعل الذي من الممكن أن يؤدي إلى ضياع حياة زوجة مع وقف التنفيذ فيها هو أبيه المرشح للحصول ترقية ومديره الذي يحابيه عمته بل حتى أب زوجته يعامل كل أمر بنصاب فلا ضرر في أن يزور هاشم في المستشفى إلا أنه لا يمكن أن تعود المياه إلى مجاريها
أغلب القراء أفادوا بمرض هاشم النفسي ، لكن لم يتعرض أحد لمسألة كونه يعاني من عقدة أوديب بسبب الغموض الذي لف قصته ،وهو ما يكشف عنه التكرلي في مرحلة متقدمة من الرواية ويتضح ذلك في ترك هاشم زفافة والتوجه لقبر أمه ، رفضه الشديد لكون أمه سبب في تعاسة أبيه فهو قرر أن يلغي إصابة أمه بمرض عصبي ويبقي فقط أصوات أبيه العالية الرافضة لتعنت الأم وهو ما عرفه في مرحلة متأخرة ورفض تصديقه لكن السؤال المطروح هنا هل عقدة أوديب سببتها له أمه أم أنه كان ميالا بطبيعتة بشكل مستقل ؟؟
لبساطة الأحداث وقلتها قد يعتقد القارئ أنها رواية أقل مستوى من باقي روايات التكرلي المعروف بعبقريته ، ولكن القليل. من التفكر ستجد أن صورة العراق بعمقها متواجدة في الرواية فهاهي الأم هي العراق الأصل ولكن مابها من ضعف وغيابها منذ الطفولة جعل هاشم يقوم بأخذ البديل آمال الزوجة ولكن ذكريات الطفولة التي لم تقطع الخيط الذي يربط هاشم بأصله العراقي لذلك لا يتم الزفاف ، ولكن في ذات الوقت لا يستطيع هاشم ترك بريق ماهو جديد لكنه يحاول مراراً وتكراراً في المحافظة على روح العراق ممثلاً ذلك في خرائطه التي لم تغفل أصالة العراق وجماله
لم ينسى التكرلي ذكر الفساد المستشري في جسد العراق. فها هم الظالمين يودون أن يحضوا بجزء من الكعكة ( آمال ) تحاول سلمى وهي صورة حداثية أخرى تم الاستيلاء عليها في تنب��ه هاشم من أن يترك العراق لهم وإلا سيتم التخلص منه لصالح الأقوى إلا أن توترات هاشم لا تجعله يدرك مدى العبثية وما استشرى في جسد العراق من فساد اإا في اللحظة الأخيرة التي يدرك أن من يتمسك بأصالته لا يوجد أمامه سوى خيارين إما أن يعزل نفسه كما فعل رؤؤف بالذهاب إلى دار العجزة أو الإقصاء والقتل .
فؤاد التكرلي ياله من روائي مميز.... بدات بقراءة هذه الرواية الثانية بعد منتصف الليل ولم استطع انهائها الا وانا مذهولة بقدرة هذا الروائي على التحليل النفسي ووصف كل المشاعر والاحاسيس والخلجات التي تسكن الشخصية الرئيسية هاشم ... لطالما كان فؤاد التكرلي مميزا جدا ومبدعا وهذه ليست اول مرة .....قرات له بصقة في وجه الحياة وكنت ماخوذة بها تماما دائما تاتيني رواياته في اكثر وقت احتاج لمثل هذه الروايات ...انصح بها بشدة
هذه الحياة قد تجعلك تعيش بمشاعر لا يمكن تصنيفها وفهمها أبدًا ويمكن أن تجعلك تتقبلها ذاتك وتتعايش معها ومن ثم تصبح جزء منك على قساوتها حتى تألفها وتعتادها وتنسى شخصيتك السابقة ، إلى أن تُثار تساؤلات من حولك ويطلب منك أن تفسر لهم ، تقف عاجزًا عن قول حرف ولا تريد منهم التدخل ولكن حياتك لست الوحيد داخلها ولا يمكن أن تكون معزولًا وتتخذ الصمت رفيقك بشكل دائم أنت مطالب بأكثر من ذلك بكثير ، كل هذه الأفكار والمشاعر التي نطيل الهرب منها تجد التكرلي يضعك في مواجهة عنيفة برفقتها
" مثلَ هبةِ دخانٍ لا لونَ لها مثلَ أنغمارِ طائرٍ في الماءِ. مثلَ شيءٍ بهيمٍ هو لا شيءَ "
"إنّ كلّ هذه الأمور في الحياة، لا علاقة حقيقية تربطها بنا، رغم أنّها تغرز سكينًا في الكبد. نحن عابرون؛ مثلهم .. مثلهم. وهم مثلنا "
ماذا يمكنني أن أفعل كإنسان، للقاء مصير محتم ومظلم ولا رادَّ له !
أحب الأنفصال الكامل عن الواقع الذي توهبني إياه كتب التكرلي تجعلني بمعزل عن حياتي وظروفها بشكل تام ، وأصبح كأني جزء من النص ، لا أعلم ماذا يمكنني القول عن هذا العمل المبهم الرائع سوى أنه يستحق القراءة
《أمر آخر ... أمر آخر ، هكذا ألفُ وأدور ثم ارجع لأموري الاخرى.》 من هذا الاقتباس يمكنني ان اقول ان بطل رواياتنا المهندس المعماري هاشم الذي تدور حياته وتعود لتلك النقطة، عند لحظة وفاة والدته امام عينيه عندما كان طفل الثامنة. وما خلقته تلك الحادثة في نفسه من امور وبعثرت حياته المستقبلية داخلياً بالطريقة التي لم يلحظها أحد . إلا ان جاء ذلك اليوم حين غادر هاشم حفل زفافه تاركاً كل شيءٍ خلفه .
عدد صفحات الرواية ١٦٠ رأيي: ما جعلني استمر بالقراءة هو اسلوب الكاتب السردي الجميل لا غير . لقد وصلتُ الى نصف الرواية تقريباً وانا لا استطيع ان اعرف هذه الرواية عن ماذا تتحدث، كانت الاحداث تتدفق ببطأ شديد جداً لدرجة انني فكرت بترك الرواية ثلاث مرات . ولم استطع التعلق بالشخصيات . لا أُحب ان اظلم روايةً ما في تقييمي واتمنى دائما اجد الجزء الجميل فيها ، لذلك لا يمكنني نكران جمال اللغة التي تحملها هذه الرواية لكنها كانت تفتقر للتشويق. #مينا
رواية خاتم الرمل لفؤاد التكرلي تسلط الضوء على صراع الفرد مع المجتمع والسلطة، مستخدمةً تقنية تيار الوعي لكشف أعماق الشخصيات وصراعاتها النفسية. تتسم الرواية بأسلوب سردي متقن، حيث تتداخل الأصوات والرؤى لتعكس تعقيد الواقع العراقي. كما تستفيد من نظريات باختين، مثل تعدد الأصوات والزمكان، مما يضفي عليها عمقًا سرديًا. بفضل لغتها الرفيعة وتقنياتها الحديثة، تُعد خاتم الرمل عملًا أدبيًا مميزًا يستحق القراءة والتحليل.
حكاية عراقية من ثقافة المجتمع العراقي عن حياة مهندس معماري وعن طبيعة العلاقات بين مكونات العائلة والاقارب وطبيعة السلطة والتسلط بين المجتمع . اسلوب الرواية التجريدي ياخذنا الى فلسفة عميقة حول الذات الانسانية التي تعيش في صور الماضي والذكريات محاولة اختراق ضبابية عدم الادراك في فترات الطفولة . الرواية تحتاج تركيز عالي لفهم ثقافة وطبيعة المجتمع العراقي واسلوب التكرلي قيم لا يمكن تجاهله
رواية فيها نفس كامو الوجودي و ذلك عبر الشخصية القلقة التي يجسدها بطل الرواية الشاب العراقي هاشم و تدور احداثها في وقت ما في الثمانينات او السبعينات. راق لي جدا ان اقرأ عن الاعظمية و الكرادة و غيرها من معالم و احياء بغداد بلغة فؤاد التكرلي الجميلة او وصفه الشاعري للمطر و الشتاء في بغداد فهذه الاماكن اصبحت للأسف الشديد اليوم مرتبطة في أذهان غير العراقيين بالتفجيرات الارهابية و الدمار
اخر رواية قرأتها لفؤاد كانت الرجع البعيد، وحين بدأت بهذه الرواية توقعت عمل يشابه عظمة الرجع البعيد، لكن هذه الرواية كانت مختلفة أشد الاختلاف عما توقعت، لم أجد أي متعة في القراءة المتكررة عن مشاعر الشخصية واضطراباتها.
القصة جميلة سرداً وغريبة من نوعها وممتعة لحدٍ ما لكن دور أو شخصية هاشم مزعج بعض الشيء. شخصية أنانية وتحاول التبرير لأنانيتها غير مبالية لما يدور حولها, وأحسست أيضاً انه في كثير من المواقف إنهزامي.
الإنسان في روايات التكرلي عموماً لا يخجل من حزنه ، لا يواريه عن الانظار بل يجهر به و يستخدمه كوسيلة دفاعية ضد التوقعات المثالية فرصيد الفرد من الشقاء يمنحه الحق في التبرير لذاته في مواجهة الآخر و هكذا كان هاشم عاجزاً عن الشعور بالذنب عن اخطائه لأنه اعتقد دائماً ان حزنه جديرٌ بالتقدير من قبل الآخرين وان الاحداث التي مرت عليه كفيلة ان تُسقط عنه فرض ان يكون انساناً مسؤولا عن نتائج افعاله أو حتى عن حزنه ويأسه ، كان مهزوماً بفخر، ذلك الفخر الذي مآله الغرور ، لقد تماهى هاشم مع جروحه الشخصية للحد الذي شوه رؤيته للحقائق و للحياة . كان يصر اصراراً غريباً على ان يكون الطرف المسيء في علاقاته _ والتي أُختزلت بعلاقته مع والده ، آمال ، خاله ، و سلمى من خلال توجيه الاحداث التي تؤدي في النهاية إلى نبذه كان يستمتع باضطراره لتفسير سلوكياته غير المنطقية للأشخاص القليلين في محيطه، و ربما كان يجد في ذلك معناً لوجوده الهش ، يبدو هاشم_ البطل او الضحية _ في الرواية شخصًا مضطرباً في معظم المواضع لكننا لا نستطيع أن ننكر انه أيضا يعبر عن جوانبنا المضطربة ،قلقنا و فقداننا في كثيرٍ من الأحيان للجواب الذي يلازم وجودنا في من نكون نحن دون ماضينا و جروحنا ، و عندما أشار التكرلي في بداية الرواية إلى أن " الفرد هو غاية ذاته ، اما الشخص فغايته تتجاوزه " كان يشير إلى أن التجربة الفردية في غايتها هي أما تحقيق ذات الفرد او التقرب منها بالشكل الذي قد يظلل إمكانية التعرف على الحياة كما هي دون أن تُقيم بمنظور الذات المقهورة في حالات التجارب القاسية و تأثيرها على هذا الفرد ، الا ان تجربة الشخص الذي ينتمي للعالم ( المندمج به ) الذي يمتلك إمكانية تقييم التجارب وفقاً للمعطيات فهو بالضرورة خاضع للقوانين التي تنطوي على بديهية التعرض للاذى والشرور وبذلك تكون الغاية من هذه التجارب هو صقل مقاومة الشخص في مواجهة الاحداث القاهرة لا تجريده من حس المسؤولية و الاستسلام . أما تجربة هاشم فهي فردية بامتياز ، تجربة عجز معها عن تعريف نفسه بمعزلٍ عن معاناته ما جعله محبوساً في ذاته والذي أدى به للاعتقاد بأن كل غاية تكمُن خارجه هي محض أوهام ..
ليس في الأمر إستمرار, بل تكونٌ وتجمعٌ لتشكيل المواقف..هذا كل شيء. إذ لا ديمومة في الكون, وأنا أحب ذلك. أحببت ذلك النحات الذي كان يدّمر في الصباح, تماثيله التي عانى في نحتها طوال الليل. كلها, كلها. ذلك أنّ التشكيل بحد ذاته, هو الجوهر وهو المهم
إن كنت تبحث عن غلاف جميل وإسم مشهور, فهذا العمل لا يعدك بذلك على عكس محتواه. رواية نفسيّة, تعتمد على الحوار النفسي الداخلي للشخصية البطل. هذا العمل فيه الدوافع والظروف أهم من الحدث نفسه, فلا تكاد تمسك خلال الرواية كاملة واقعاً لها. فؤاد يصيغ تساؤلات جميلة ممثلّة في الحوار بين البطل ونفسه, يميزها الوعي الكبير للمؤلف بقضيّة الوعي واللاوعي وأحداث الطفولة التي تؤثر كثيراً بدوافعنا المحرّكة لأفعالنا. لم تكتمل الرواية بنظري للنهاية البسيطة, والأحساس الذي يأتيك وأنت تقرأها بأن المؤلف يريد أن يدخل تجربته الثقافيّة كاملة داخل صفحات الرواية. الإنتقال الزمني بين إستذكار أحداث ماضية وبين الأحداث التي يمرّ بها البطل كان متقناً
"الفرد هو غاية ذاته, أما الشخص فغايته تتجاوزه" شيفالييه