عبر مجموعة من الكتابات النقدية، امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا يعرض الكاتب والأديب عددًا من القضايا النقدية والأدبية والتي يعتقد البعض أنها قضايا تتصل باليوم، وإنما هي في حقيقتها قضايا متواصلة وممتدة لارتباطها بمفهوم الأدب في جميع العصور.
يُعد رائداً لفن القصة القصيرة العربية؛ فهو أحد الرواد الأوائل لهذا الفن، وخرج من تحت عباءته كثير من الكُتاب والمبدعين في العصر الحديث، وكانت له بصمات واضحة في أدب وإبداع العديد من أدباء الأجيال التالية.
وُلد يحيى محمد حقي في 7 يناير 1905، ونشأ في بحي السيدة زينب، وكانت عائلته ذات جذور تركية قديمة، وقد شب في جو مشبع بالأدب والثقافة، فقد كان كل أفراد أسرته يهتمون بالأدب مولعين بالقراءة.
تلقى تعليمه الأوليَّ في كُتَّاب السيدة زينب، ثم التحق عام 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بالقاهرة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، فالتحق بالمدرسة السيوفية، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية لمدة عام، ومن بعدها إلى المدرسة الخديوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا، وكان ترتيبه من بين الخمسين الأوائل على مستوى القطر كله، ثم التحق في أكتوبر 1921 بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وحصل منها على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
عمل يحيى حقي معاوناً للنيابة في الصعيد لمدة عامين من 1927 إلى 1928، وكانت تلك الفترة على قصرها أهم سنتين في حياته على الإطلاق، حيث انعكس ذلك على أدبه، فكانت كتاباته تتسم بالواقعية الشديدة وتعبر عن قضايا ومشكلات مجتمع الريف في الصعيد بصدق ووضوح، وظهر ذلك في عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجي"، و"قصة في سجن"، و"أبو فروة". كما كانت إقامته في الأحياء الشعبية من الأسباب التي جعلته يقترب من الحياة الشعبية البسيطة ويصورها ببراعة وإتقان، ويتفهم الروح المصرية ويصفها وصفاً دقيقاً وصادقاً في أعماله، وقد ظهر ذلك بوضوح في قصة "قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز".
في عام 1991 صدر له كتاب "خليها علي الله" مبيناً علي غلافه الداخلي أنه "السيرة الذاتية لأديبنا الكبير يحيي حقي، عاشق اللغة العربية تحدثاً وكتابة وقراءة، وأحد أبرز رواد الرواية والقصة القصيرة واللوحة القلمية في الأدب العربي الحديث والمعاصر والحائز علي أكبر جائزة عالمية تمنح للعلماء والأدباء وهي جائزة الملك فيصل العالمية، التي نالها تكريماًَ وتقديراً لعطائه الإبداعي وجهوده الأدبية". نال يحيي حقي أكثر من جائزة في حياته الأدبية، من بينها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983، كما نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة؛ جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي
بسم الله.. “فالمهارة أن ترفع السلاسة عن الابتذال وأن يكون هناك فارق واضح بين البساطة والكلام الركيك”. إن يحى كان مندفع في انتقاداته بشكل كبير، الكتاب عبارة عن مقالات نقدية مجمعة له نشرها في عدة صحف، أما وأنه ناقد محنك، لكنه كان _وكغيره من الكتاب وقتذاك_ صدره محمل بما استطاع أن يحمل من كلمات الأمل المنشود نحو تطوير الأسلوب القصصي، وتطوير الأدب العربي تطويرا كاملا، وفك قيود السجع التي هوى فيها الأدب منذ قرون، فتراه يأمل جادا في استعمال ألفاظ عربية جذيلة، ليكون هناك تنوع وإثراء لغوي، والتحرر من القوالب المحفوظة كأن يقول الكاتب "في سهولة _ولابد أن يتبعها بـ_ ويسر"، أو أن يقول "في خفر وحياء" فوضعت اللغة في سجن من كلمات شائعة معروفة، وقوالب محفوظة، وإهمال للمفردات العربية التي عفى عنها الزمن كتلك: الصُّهْبة: حمرة تضرب إلى بياض الكُهْبة: صفرة تضرب إلى حمرة القُهْبة: سواد يضرب إلى خضرة وكذا الدكنة، الشربة، الشهبة، العفرة، الصحرة، الدبسة، القمرة والطلسة، مرادفات غنية، لا تتخيل كم سيرتقي الأدب العربي لو استعملت هذا الكلمات وشبيهاتها، لو أزحنا التراب عن المرادفات المعتادة، لنثري العمل الأدبي ونعيد إحياء هذه الألفاظ مجددا. كل هذا وأنا اقرا وأتعجب، ماذا لو كان يحى حقي معاصرا لما يحدث الآن في الأدب؟ ماذا كان سيقول؟ ثم أتعجب من هذا النص ويزداد الحزن لفقد هذا الأمل واندثاره فيقول: "والأدب شخص ذو حياء وتواضح يحب _وإن سما_ لأن يضيع بين عامة الناس كأنه واحد منهم، وأن تكون أناقته متحشمة متخفية، لا متعمدة متكلفة تلفت الأنظار. ولكن هذه عيوب لا تتضح إلا عند الغلو، والغلو في كل شئ ضار، حقا إن الوصول إلى الوسط أمر عسير، يتطلي كاتبا عني الروح والذهن، شديد الانتباه للصدق والحق، والزيف والافتعال، ولكن إذا خيرت فس هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا بين الطرفين لفضلت الأسلوب الذي انادي به رغم تعرضه لهذه الأخطار لا لشئ إلا للقاضاء _ولو بثمن فادح_ على السطحية والميوعة، وهما علتان ما بقيتا ستمنعاننا من التقدم إلى الأمام خطوة واحدة في الطريق الصحيح. ومما يزيد المشكلة تعقيدا أننا في سبيل المحافظة على وحدتنا نحس بغريزتنا بضرورة التمسك بالفصحى والمحافظة عليها. هذا مبدأ مسلم به في مصر. إن الدعوة إلى العامية تلفظ أنفاسها الأخيرة، كما ماتت الدعوة إلى اعتناق الأحرف اللاتينية، أما الجدل الطويل الذي لا طائل تحته في تبسيط النحو والكتابة فنفخ في قربة مقطوعة لن يسفر عن شئ.." ماذا لو عاش يحى حقي وشهد ما يحدث اليوم؟، إن التاريخ يعيد نفسه، الأدب الركيك المتحرر من أبسط قواعد اللغة من نحو أو فصحى، والشعر العامي بلا لون لا تفهم منه حرفا وهو بلا وزن ولا قافية بدعوى التحرر من _لا أدري ماذا_ القوالب الموضوعة؟ إن القواعد النحوية والوزن والقافية والكتابة بالفصحى ليست بقوالب كي يتم التحرر منها، لكنا أصبحنا في عصر لو قلنا فيه مثل هذا القول لتم اتهامنا بالرجعية والفكر المتجمد ولنترك للشباب الحرية في الإفصاح عما يريدون بالشكل الذي يريدون! تمّـت
الي صاحب القنديل الذي سيظل مضيئا في افق الأدب العربي نهى حقى .................... الكتاب ملئ بنقد للعديد من الكتب التي لم اقرأها (لم اقرأ و لو حتى كتاب واحد منها !( لكن المشكلة الاكبر ان معظمها لكتّاب لم اسمع عنهم مطلقا، فيوجد الصعوبة في الحصول عليها .. لكن سأذكر هنا اسماء هذه الكتب لعل و عسى ان يفيدنى احد و يرشدني كيف اصل الي احد تلك الكتب .. . . عذراء اسيوط : كتبها عام 1924 باليونانية كوستي ساجاراداس عميد الجالية اليونانية بأسيوط و ترجمها للعربية الاستاذ عبد السميع المصري غصن الزيتون : وهى للكاتب "الكبير " محمد عبد الحليم عبدالله في المقهى : للكاتب الجزائري محمد ديب رسالة الي امرأة : ليوسف الشاروني ............................. في الكتاب محاضرة اكثر من رائعة القاها يحيى حقى في جامعة دمشق عام 1959
:D :D :D الكتاب رائع جدا بس هو كان بينتقد كتب انا مقرأتهاش اساسا وماشاء الله طلعت معرفش حد من اللي قال عليهم غير بنسبة 10% اعظم شئ عرفتة ان مشوار النقد من أطول مايمكن ومحتاج اجتهاد عالي ماشاء الله علي الاسلوب وكل شئ الحاجة التانية انا اتمنيت اعيش في الفترة اللي الاشخاص دي عاشت فيها وعرفت لية سمو أحمد شوقي امير الشعراء أحمد رامي طلع كل شعره يتغني ماشاء الله بصراحة رائع يحيي حقي رائع
عبر مجموعة من الكتابات النقدية، امتدت لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا يعرض الكاتب والأديب عددًا من القضايا النقدية والأدبية والتي يعتقد البعض أنها قضايا تتصل باليوم، وإنما هي في حقيقتها قضايا متواصلة وممتدة لارتباطها بمفهوم الأدب في جميع العصور.