يعتبر الملك "فؤاد الأول" من الشخصيات التاريخية التى اختلف عليها المؤرخون كثيرا، وكان لخلافهم هذا أسبابه ..فمن ناحية عرف عن هذا الملك مهادنته للإنجليز واصطدامه بالحركة الوطنية وجمعه لكل سلطات الحكم فى يده .. ومن ناحية أخرى عرف عن عهده انه عهد الاصلاحات المتعددة على كافة الأصعدة وهذا الكتاب دراسة موضوعية غير مسبوقة عن الملك فؤاد الأول،كتبه المؤرخ الشهير،الدكتور يونان لبيب رزق،بأسلوب سلس جذاب بحيث يناسب القارئ العادى والدارس المختص على وجه السواء وهنا موضع تفرده وتميزه اللذين يتسم بهما عن غيره
مؤرخ مصري معاصر، رأس قسم التاريخ الحديث في كلية الأداب بجامعة عين شمس، له صفحة خاصة في جريدة الأهرام بعنوان الأهرام ديوان الحياة المعاصرة وله العديد من المؤلفات والكتب كما انه عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشوري، والمجلس الأعلي للصحافة.
حصل على ليسانس الآداب قسم تاريخ من كلية الآداب بجامعة عين شمس سنة 1955 ثم ماجستير التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1963 ودكتوراه التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1967.
فقدت ذاكرة مصر أحد أشهر مؤرخيها المعاصرين برحيل المؤرخ الكبير الدكتور يونان رزق في السابعة من صباح الثلاثاء 15 يناير 2008 بعد صراع طويل مع قلبه المريض. وشيعت جنازتة من كنيسة السيدة العذراء بمدينة نصر، وأقيم العزاء بالكنيسة نفسها مساء. جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995 جائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004
ان اردنا ان نقرأ التاريه بما قررنا ان نسميه "الحياد" فسيكون دكتورنا يونان لبيب رزق اهل لتلك المهمة كعادته فى تلخيص و تبسيط التاريخ للقارئ العادى غير المتخصص و فى ظل سلسلة الشروق البديعة "الجانب الاخر: اعادة قراءة التاريخ" تكون المهمة ممتعة
و رغم ان الملك فؤاد جاء فى اهم فترات التاريخ المصرى, و هو الملك الذى اندلعت فى عصره ثورة 1919 و انتفاضة 1935 و كل ما بينهم من حركة سياسية نشطة الا ان تفرق الاحزاب فى الرواية عنه و تصويره كشيطان للحركة الوطنية -و هو ما يكن بعيدا كثيرا- حجب دراستنا الوقعية له و لظروف عصره و حكمه و نظام ملكه و بلاطه و عموما فالدراس و القارئ على السواء يهتمون بقصة فاروق الاول و الاخير ربما لزيادة جرعة الدراما بها جراء حركة ضباط يوليو ينقسم الكتاب بشكل واضح الى 3 اجزاء اولهم فترة التكوين عقب خلع الخديوى اسماعيل و كانت جرعة تاريخية مكثفة من دكتور يونان باحوال الاسرة العلوية ابتداء من خروج اسماعيل مطرودا بعد زيادة الديون و ما تبعها من تدخل اجنبى و من ثم تولى الخديوى توفيق المنقلب على الاب و عباس حلمى و انقلاب المسمى الى حين فى السلطان حسين كامل
خرج الامير احمد فؤاد فى معية الخديوى المخلوع فى التيه بين تركيا و ايطاليا و الباخرات و فى ظل رعب الخديوى المنقلب من الاب و الاخوه ليشارك فى "تركة مصر" فمنع العودة و لو للزيارة و ظل فؤاد مع المعية الخديوية 13 عام كامل ربما افادته لاحقا فى جزء من نهضة مصر بتربيه اوروبية و لكن لذلك حديث اخر *********************** رغم ان الخديوى عباس كان السبب فى انقطاع تيه فؤاد و عودته الى مصر -و ان كان منصب جانبى- الا ان خلع عباس اللاحق و تولى فؤاد و دأب الاول على محاولات العودة الى الحكم و ان كان بطريق عسكرى مصاحب لجيش تركى راغب فى اختراق مصر من قناة السويس انشأ ما اسماه المصريون "عقدة عباس" تجاه اى حدث او تحريض يذكر فيه اسم الخديوى السابق و هنا ردد المصريون فى حماس "الله حى عباس جاى"
و بعد حيرة انجليزية طويلة بين الامير كمال الدين و احمد فؤاد و يوسف كمال ...حسم كمال الدين ابن حسين كامل الامر حين قدم للانجليز و لمصر اعتذار و اعلن عدم رغبته فى الحكم اصلا , فكان دخول فؤاد على اعناق الانجليز من اللحظة الاولى
قضى فؤاد اعوامه الخمسه الاولى فى الحكم يحمل لقب "السلطان فؤاد الاول" قبل ان يتم التحول المثير للاهتمام لاحقا ... و نرى ان الالقاب لم تكن اعتباطا او سبيل للتغيير : اللقب الاول كان (باشا) و حظى به محمد على و ابراهيم عباس الاول و سعيد و اسماعيل حين كانت مصر مجرد ولاية عثمانية كغيرها ...و هنا حارب اسماعيل قليلا ليثبت الاستقلال الشكلى فى اللقب بكثير من الرشوة و الاموال فحظى بقلب (الخديوى) ضمن مزايا اخرى من الباب العالى.... التسمية الثالثة لحكام مصر كانت (السلطان) بعد اعلان الحماية البريطانية و قطع العلاقات الرسمية بتركيا فاختيرت التسمية خصيصا لتكون مطابق للسلطان التركى لمراعاة المساواة و استحالة وجود "سلطانين" فى بلد تابع و متبوع ... و بعد انهاء الحماية البريطانية اختير لقب (الملك) مرة اخرى لاستحالة وجود "ملكين" فى بلد التابع و المتبوع مصر و انجلترا ************************ و ربما لا يهم هذا كله القارئ غير المتخصص الذى جذب الكتاب من رفه خصيصا ليرى تفاعل فؤاد مع ثورة 19 و سعد زغلول و هنا لا يقدم لنا دكتور يونان رأى استثانئى بل يكتفى بصورة الملك المعتمد على الاحتلال بعد فشل مباحثات الاتفاق الاولى بين الملك و زغلول فراى كل منهما ان الاهداف تباعدت فلجأ الاول الى الانجليز و الاخر الى الشعب فى معركة ربما انتصر فيها فؤاد فى وقتها لكنه خسر حرب التاريخ و الاثر الاهم و الاطول امدا و يخصص لنا يونان باقى الكتاب لبيان نهضة مصر متمثلة فى الكيانات التالية: الجامعة المصرية , بنك التسليف الزراعى , مصر للطيران , بنك مصر , تمثال نهضة مصر , الاذاعة , بناء بورفؤاد , مجمع اللغة العربية , السينما .. و هو يرى ان تلك المؤسسات تمثل بحق شكل الحياة فى مصر فى عهد فؤاد و ان لم يدعمها كلها *********************** حالة الازدواج فى شخصية فؤاد الظاهرة فى قصة حياته و الصراع بين الملك العلمانى الحضارى و من مرت نصف حياته فى اوروبا و بين التمسك بالحكم الاتوقراطى المتحجر فنراه وقت الجد يقدم الاصول العلوية على الحركة الحديثة حين يوضع على المحك ما اسماه الهيبة الملكية و هو لا يرى فى الحركة الوطنية غير وسيلة لتدعيم حكم اتوقراطى و تخلى عنها عند اول اشارة لفشل ذلك
الرجل الذى اصدر دستور 23 هو نفسه من اراد ان يكون خليفة المسلمين قبل ان يجف حبر كل قوانينه العلمانية ... و هو لا يتوانى على استخدام علامه "مصر البلد الاسلامى" حين يريد اقصاء وزراء الوفد المسيحيين... و الرجل الذى دعم الجامعه المصرية الليبرالية هو من وقف فى صف الازهر القديم و استخدمه كسلاح فى وجه طلاب الحركات الوطنية ... و الرجل الذى منح الجامعه استقلالها هو من اطاح به حين طرد طه حسين منها لخلافه مع حكومة الحاكم ...و الرجل الذى تربى بين احضان الفن الايطالى هو من رفض قيام تمثال نهضة مصر
و دراسة الرجل الذى حصره البعض فى دور "والد فاروق" تتيح لنا فرصه ذهبية فى دراسة العصر المهم الذى ربما بدأ كل ما نحن فيه الان
أعجبني في الكتاب موضوعية الكاتب و محاولته الواضحة نشر التاريخ من جوانبه و بموضوعية. اتضح لي ان الكثير من المؤسسات الرسمية في مصر مثل بنك مصر و مصر للطيران تم افتتاحها في عهد فؤاد الأول. كنت أتمنى أن أقرا عن فؤاد الأب و الزوج و لكن لم يتناول الكاتب اي معلومات شخصية أو أسرية عن الملك فؤاد.
دراسة مركزة جدا حاول فيها المؤلف نقد عصرالملك فؤاد دون فؤاد نفسه. بمعني انه حاول ان يتعرض للعصر دون الشخص. لكن المحاولة رغم تقديري لها ويقيني التام بان هذا كان هدف المؤلف ولكنها كانت تصبغ بالضرورة بشخصية الملك وهذا ليس عيبا في محاولة المؤلف ولكن عيب في نظام الحكم في مصر او بالاحري عدم نظام الحكم في الشرق الذي يرتبط فيه القرارات والسياسات بشخص الحاكم وجودا وعدما . يبدأ التمهيد بنشأة فؤاد وتأثير تلك النشأة على حياته فيما بعد خاصة انها واكبت خلع ابيه الخديو اسماعيل من حكم مصر وخروجه (فؤاد) معه من مصر الي ايطاليا ثم تركيا وتأثير العيش في الغرب حياة وتعليما على سنين حكمه فيما بعد ثم عودته الى مصر وانخراطه مع المصريين في الحياة الاجتماعية واقترابه منهم وترأسه الجامعة المصرية كأول رئيس لها لما يقارب الخمس سنوات ثم ظروف اختياره خلفا للسلطان حسين كامل بعد رفض ابن الاخير كمال الدين حسين تولي السلطنة واسباب تفضيل اختيار الانجليز له على منافسيه الاميرين يوسف كمال وعمر طوسون (علي ما اذكر) ثم انتقل الكاتب الي توليه السلطة وقد قسمها الى فترتين فترة خمول واختفاء تتاكد من ذلك عندما تسترجع احداث ثورة 19 وعدم قيام السلطان فؤاد (الملك فيما بعد) بأي دور حتي انك لا تشعر ان هناك رأس سلطة في تلك الفترة تواجه او حتي تدعم الانجليز ويبدو ان فؤاد كان في تلك الفترة مواليا للحركة الوطنية ولكن دون اعلان منتظرا نتيجة تلك المواجهة ثم تحوله من بعد تصريح 28 فبراير 1922 الي ديتكتور يتلاعب بالوزارات ويحل البرلمانات بعد ساعات من انعقادها ال اخر تلك الفترة من احداث متسارعة ومليئة بالاحداث . ثم يورد لنا الكاتب في فصل اخير عن الكيانات التي تم انشاؤها في عصر فؤاد (مبرزا انه قد لايكون الفضل فيها راجعا الى فؤاد ولكنها تنسب الى عصر حكمه بل انه ماطل في انشاء بعضها ولكنه اكبر اخيرا الى افتتاحها) كبنك مصر وبنك التسليف الزراعي والاذاعة المصرية ومدينة بورفؤاد مشيرا ان تلك المنجزات انشئت في فترات انفراد الملك بالحكم وكان الوفد خارج الحكم مبررا ذلك ان التنازع بين الملك والوفد لم يترك لايا منهما الى الالتفات للمشاريع التنموبة ولكن عندما انفرد بالحكم اتاح له ذلك التفكير في محاولة انماء الدولة تحديا للوفد وللظهور امام اوروبا بمظهر المنفتح والمؤسس.
اكتشفت ان ماليش في القراءات التاريخية التفصيلية... كنت حابة أعرف اكتر عن الحياة الشخصية الملك فؤاد، بس الكتاب بيسرد الأحداث السياسية بشكل تفصيلي ماحسيتش اني حابة أعرفها لذلك للأسف ما كملتش الكتاب
دائما ما كنا في مادة الدراسات الاجتماعية حينما يتم الحديث عن العهد الملكي يتم وصمة بالفساد والتبعية ، يتم ذكر حوادث متفرقة ، نسمع عن دنشواي عن مصطفى كامل عن ثورة 19 وسعد سعد يحيا سعد ، يتم الحديث عن الخديوات وسذاجة سعيد وتبذير اسماعيل وملوك مصر من بعدهم هؤلاء المتخمين الممتلئي الاجسام الذين يتحدثون برطانة تركية ويصفون المصريين بالفلاحين ، حسنا هذه صورة الحكم الملكي " الفاسد" الذي انتهى على أيدي الضباط " الاحرار" أو هكذا يزعم كتاب الدراسات والتاريخ "الحكومي"
في التاريخ لا تصدق تاريخ كتبته سلطة ما هذا شيء بديهي ، وإن كان التاريخ القديم معرض لقلة الأدلة فالتاريخ الحديث يستدعي حذرا شديدا للاعتبارات السياسية والاجتماعية فهو الأكثر تعرضا للتشوه .
نبدأ مع الكتاب ثم ننتقل للشخصية ، يونان نبيل رزق مؤرخ جيد يعتمد على أكثر من مرجع ويسرد لك الحدث دون أن يتدخل بتعليق او رأي إلا قليلا وهذا شيء لو تعلمون عظيم في التاريخ فهو أكثر العلوم تعرضا للتشوه بسبب رأي شخص ما . أعتمد في الكتاب على ذكر الشخصية ثم سيرة كاملة عن عصره ثم يفصله في الفصول التالية ليناقشه من أكثر من ناحية ، علمية وفنية وسياسية وهكذا . الكتاب جيد في المجمل ويعطيك لمحة شبه صادقة لذلك العصر المضطرب بحق .
شخصية الملك فؤاد تتلخص عندي في كونه من حاول اعادة الخلافة الاسلامية بعد انتهائها على يد أتاتورك، إلى أن قرأت ذلك الكتاب ، ترسخ عندي بعد قراءات تاريخية عديدة ترك الحكم الشخصي على الشخصية والحكم الأحادي في كون هذا " جيد" وهذا " سيء"هذا ا��تصميف الذي يلازمنا كمصريين عموما. السياسة عموما قذرة هذه حقيقة ليست رأيا شخصيا أطلقه ها هنا ، والسياسي هو الشخص الذي يستطيع صنع أكبر عدد من الموائمات يرضي اكبر عدد ممكن من البشر ، إذا أطلقنا حكما على الملك فؤاد فهو سياسي فاشل ، لم يستطع أن يضم إلى جانبه أي فصيل سياسي قوي سوى أصحاب المكاسب في وقت كان يستطيع أن يكون خالد الذكر في التاريخ في ظروف عديدة ، ففي عصره بدأت النهضة المصرية والغيت الحماية وكانت مصر شبه مستقلة لأول مرة منذ زمن بعيد جدا وكان يحى في البداية بقرب كبير لسعد زغلول والوفد الذي كان حوله اجماع شعبي كبير ربما هو الأكثر تاريخيا في تاريخ مصر كلها واستطاع الملك بكل قوة أن يلقي بكل هذا عرض الحائط ويحى بكراهية الشعب كله باعلان العداء مع سعد والشعب حتى جاء في عهده أسوأ دستور شهدته مصر وهو دستور 1930 كما جاءت أسوأ حكومة في تاريخها وهي حكومة اسماعيل صدقي وحكومة زيور باشا الأكثر كراهية في تاريخ مصر .
الانجازات الحضارية التي تمت في عهد فؤاد مثل معهد التمثيل وتمثال نهضة مصر والاذاعة المصرية وغيرها لا أريى له أي دخل فيها فكلها بلا استثناء جاءت نتيجة اكتتاب شعبي ، لم يسع هو إليها وهذا الغريب ، فأغلب منجزات العصر كانت نتيجة دعاوي فردية من أناس عادية في الجرائد خاصة الأهرام ثم ينتشر الأمر ويبدأ الاكتتاب الشعبي لها وما أن يظهر المشروع حتى يسارع الملك ببسط " موافقته السنية " عليها وتتسمى باسمه كالجامعة المصرية وغيرها . من الأمور المثيرة في ذلك الكتاب كون ذلك العصر ليس فاسدا كما يبدو في الكتب الدراسية فالملك مقيد بالدستور إلى حد كبير والحراك الشعبي كان قويا جدا ومؤثرا والجرائد كانت منبرا للمواطنين فنجد في أغلب النقاط استشهاد الكاتب بمقالة في الاهرام لشخص ما " عادي" وليس كما يحدث حاليا في الجرائد ، الفساد السياسي والاداري لم يكن بذلك الحجم برغم سيطرة الطبقة الارستقراطية على كل شيء تقريبا - وكأن الأمر اختلف حاليا - إلا أنه كان هناك مجال قوي بالفعل لحدوث تغيير . المقارنة بين عصرنا الحالي وذلك العصر مرعبة على مستوى الأفكار والحراك ، قد يكون مستوى التعليم حاليا أكثر بكثثير من مثيله ، لكن مستوى الثقافة بالمقارنة لا يقارن أبدا يبدو أن التعليم المصري استطاع بكل جدارة أن يقضي على كل لمحة أمل في ثقافة ووعي الأجيال .
من الجيد أن تجد كتاباً تاريخياً يحاول إلتزام الحياد ،لا يكتب عن 52 بأعتبارها ثورة الخلاص والخروج من الجحيم الى الجنان . الكاتب يستعرض سيرة الملك فؤاد الاول بأعتباره حاكم "عادى" بمعنى ان فى تاريخه سقطات ،تصرفات ديكتاتورية وأيضاً إيجابيات ،وقبل هذا استعرض الاسباب التّى جعلت فؤاد الاول هكذا . الكتاب فى المجمل يصف حياة فؤاد باستفاضة ،بعض المواضع كانت تحتاج لدارس تاريخ ليفهمها ،خاصة الجزء الثانى من الكتاب ،ولكن كمجمل أعجبنى الكتاب ،وأعجبتنى رغبة الدكتور يونان فى كتابة عمل يصف التاريخ كما هو بلا تزوير أو تهويل .
من المرات النادرة التي تقرأ فيها كتاب يتناول شخصية تاريخية بشكل محايد او علي الأقل قريب جداً الي الحياد . سرد متوازن لفترة حكم الملك فؤاد بأحداثها ومنجزاتها والتحديات التي مرت بها . هذا العمل هو جزء من سلسلة للكاتب يونان لبيب رزق الذي يمتاز " علي حسب تقييمي" بالموضوعية في التأريخ.
الكتاب يبدأ بنبذة سريعة عن بداية حياة الملك فؤاد ونفيه في سن صغيرة مع والده الخديوي اسماعيل حتي عودته مرة اخري لمصر الي تقلده لرئاسة الجامعة المصرية في بدايتها حتي استقالته وعودته كسلطانا لمصر بعد وفاة السلطان حسين كامل 1917.
الجزء التاني وهو الحياة السياسية لفؤاد سلطاناً وملكاً بدايتها مطالباً السلطات البريطانية بمزيد من الاستقلالية بعكس سلفه السلطان حسين خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الاولي وفي سبيل ذلك دعم الحركة الوطنية في البداية حتي استطاع المندوب السامي الوقيعة بينه وبين الحركة الوطنية وما تلا ذلك من نفي سعد ورجاله و تفجر ثورة 19 ويصف يونان لبيب فؤاد وقتها بانه اختار وضع الكمون فبعد عن المشهد وكأنه اختار الحياد بين وضع متفجر في الشوارع واوضاع مضطربة حتي توجت الثورة اخيرا بالنجاح وباعلان رفع الحماية والاستقلال عاد فؤاد بعدها للمشهد باعلانه المملكة المصرية ومناداته بملك مصر والسودان ثم بعد ذلك يدخل الكاتب الي فترة الصراعات السياسية بين فؤاد والوفد التي تلت 1922 والحقيقة اني مررت بها سريعا بلا اهتمام لعدام اكتراثي لهذه الاحداث السياسية الي اتسمت بالشد والجذب بين فؤاد والوفد نعم كان فؤاد طامعا في مزيد من السلطات وكان الوفد علي النقيض الاهم ان نسأل هنا هل كانت هذه الصراعات السياسية تلقي بظلالها سلبا علي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في مصر ؟ بمعني هل كانت الاوضاع متردية بسبب تلك الصراعات ؟ الحقيقة انه علي العكس تماماااا وهو ما يتضح في الاجزاء التالية
الجزء الثالث من الكتاب وهو خاص بالاجراءات الاصلاحية للملك فؤاد يتحدث عن احداث فارقة وهامة بدأها بانشاء بنك مصر والاحداث التي سبقت وتلت انشاء البنك ودور طلعت حرب الرجل الذي وضع اسس النهضة الاقتصادية بل وضع الاستقلال الحقيقي لمصر. ثم عن انشاء مدينة بورفؤاد و مصر للطيران و بنك التسليف الزراعي. وينتقل بعدها للجزء الرابع للحياة الثقافية في مصر وحقيقة كانت في اوجها فتحولت الجامعة المصرية الاهلية الي جامعة اميرية ومن كلية واحدة فقط الاداب الي الطب والهندسة والعلوم والاداب ونبذة عن دور احمد لطفي السيد وقتها ، ثم انشاء مجمع اللغة العربية والاذاعة المصرية والنهضة الفنية فبرزت اسماء نجيب الريحاني و يوسف وهبي وجورج ابيض وام كلثوم و عبد الوهاب وسيد درويش - كأثر - و رمسيس نجيب و فاطمة رشدي وانشاء معهد الموسيقي العربية وبدايات السينما المصرية في عهده فظهرت شركة ايزيس فيلم ورمسيس فيلم وظهرت اول افلام مصرية صامتة في البداية ثم ناطقة ولم تكن لتمر دون لمسة ملكية فتم انشاء معهد فن التمثيل عام 1930 واختتم الحديث عن النهضة الفنية بتمثال نهضة مصر لمحمود مختار.
الكتاب يقدم لنا نظرة عميقة وشاملة عن حياة الملك فؤاد الأول، أول ملوك مصر بعد إعلانها مملكة مستقلة عام 1922. يسلط فيه المؤرخ البارع د. يونان لبيب رزق الضوء على الجوانب المعروفة والمجهولة من حياة الملك فؤاد، وعلى الأحداث السياسية والاجتماعية التي شكلت فترة حكمه.
دائما ما كنا نسمع في مادة الدراسات الاجتماعية عن الحكم الملكي بأنه كان مفسداً وتابعاً للقوى الأجنبية، وغالباً ما يُذكر تاريخ هذه الفترة بشكل سلبي من خلال حوادث متفرقة مثل حادثة دنشواي وثورة 1919، فجاء هذا الكتاب ليقدم نظرة مغايرة، فهو يعتمد على مصادر تاريخية متنوعة وموثوقة، ويسرد الأحداث بموضوعية دون تدخل كبير من المؤلف، مما يجعله مصدراً قيّماً لفهم تلك الفترة التاريخية بشكل أعمق.
الدكتور يونان لبيب رزق هو مؤرخ يتميز بدقة البحث وعرض الأحداث بدون تحيز. لذا تجد في هذا الكتاب، كيف استعرض د.يونان الخلفية التاريخية للملك فؤاد، قبل أن يسلط الضوء على دوره في بناء الدولة المصرية الحديثة، ثم التحديات التي واجهها.
يبدأ الكتاب بذكر الشخصية ثم سيرة كاملة عن عصره، ثم يفصلها في الفصول التالية ليناقشها من جوانب متعددة؛ علمية، فنية، وسياسية بطريقة جذابة وممتعة جدا.
على كل حال فشخصية الملك فؤاد تُعتبر معقدة ومثيرة للجدل. يُذكر مثلا أنه حاول إعادة الخلافة الإسلامية بعد سقوطها على يد أتاتورك، لكن سياساته الداخلية والخارجية كانت تفتقر إلى الفعالية والحنكة، فقد كان فاشلاً في كسب دعم الفصائل السياسية القوية، خاصة الوفد بقيادة سعد زغلول، مما أدى إلى تصاعد التوترات السياسية والشعبية خلال فترة حكمه في نهاية الأمر!
وعلى الرغم من الإنجازات الحضارية التي تمت في عهده، مثل إنشاء معهد التمثيل وتمثال نهضة مصر والإذاعة المصرية، إلا أن الكتاب هنا يشير إلى أن هذه الإنجازات كانت نتيجة اكتتاب شعبي ولم يكن للملك دور كبير فيها سوى الموافقة "السنية"
الكتاب يعرض أيضاً صورة مختلفة عن تلك التي نجدها في الكتب الدراسية، حيث يظهر أن الملك فؤاد كان مقيداً بالدستور والحراك الشعبي كان قوياً ومؤثراً، والصحافة كانت منبراً حراً للمواطنين، مما يعكس قدراً من الحرية والتفاعل السياسي غير المسبوق، وليس مثل الان!
في المجمل، "فؤاد الأول: المعلوم والمجهول" هو عمل تاريخي رائع يستحق القراءة لمن يرغب في فهم أعمق لهذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، ود.يونان لبيب رزق يثبت لنا مرة أخرى أنه واحد من أبرز المؤرخين الذين يثرون معرفتنا بالتاريخ المصري.
☘️ اسم الكتاب : فؤاد الاول المعلوم والمجهول ☘️ اسم المؤلف : د.يونان لبيب رزق ☘️ دار النشر : دار الشروق ☘️ صدر عام : 2000 م ☘️ عدد الصفحات : 211 صفحه . ☘️ مده القراءه : يوم واحد . .. .. ☘️ الذي اعجبني في الكتاب : الاسلوب الذي لا يمكن وصف جمالة وروعة بيانة في سرد هذا التاريخ ال��ائع. ... ☘️ الأطروحة / بعض محتويات الكتاب :- هذا الكتاب قسمتة علي جزئين الاول :- يتناول سنوات التكوين في قصر عابدين . فهو دراسة موضوعية عن الملك فؤاد الاول ويتميز هذا الجزء بأسلوبة السلس الذي يناسب القارئ العادي والدارس المتخصص . الجزء الثاني:- يتناول الحديث عن الملك فؤاد الاول الذي عرف عهدة بعصر الإصلاحات المتعددة على كافة الأصعدة في السياسة والاقتصاد والتعليم والبحث العلمي وغير ذلك، وما بين نواحي حياتة ضاعت حقيقتة وبات البحث عنها مطلبا ضروريا لكل مهتم بالتاريخ المصري الحديث . ... اتمني أن تستمتعوا بها وتنول إعجابكم . قراءه ممتعه 📚💚💚📚 #مراجعات_ابوشلبي