البدائع والطرائف (1923): كتبه جبران باللغة العربية، وهو مجموعة مقالات وبعض قصائد لم تنشر، كتبت في عهود مختلفة ورسوماً لبعض مفكري العرب، وضع جبران أكثرها يوم كان طالباً في الحكمة، وأهم ما في هذه المجموعة مقال "القشور واللباب" الذي يعبر فيه جبران عن كنه الفن، والمقالات "وعظتني نفسي" وهذا المقال هو بمثابة فعل التوبة للذي يتلوه الضال عندما يرتشد إلى الحقيقة، وثمة نظرة مثالية عبر عنها في مقال "لكم لبنانكم ولي لبناني" إذ ندد بالكذب الذي يحتجب وراءه السياسيون والمحترفون، وحارب الرياء الذي يختبئ في رداء من التقليد والتصنع، ويعيش عليه المحنطون وأعداء التطور.
جبران خليل جبران هو أديب ناقد وفنان وفيلسوف ومفكر ومصلح اجتماعي. توجه إلى الإنسانية جمعاء وإلى النفس البشرية في جميع نزعاتها وأهوائها مخاطباً إياها في كل زمان ومكان داعياً إلى الإصلاح.
Kahlil Gibran (Arabic: جبران خليل جبران) was a Lebanese-American artist, poet, and writer. Born in the town of Bsharri in modern-day Lebanon (then part of Ottoman Mount Lebanon), as a young man he emigrated with his family to the United States where he studied art and began his literary career. In the Arab world, Gibran is regarded as a literary and political rebel. His romantic style was at the heart of a renaissance in modern Arabic literature, especially prose poetry, breaking away from the classical school. In Lebanon, he is still celebrated as a literary hero. He is chiefly known in the English-speaking world for his 1923 book The Prophet, an early example of inspirational fiction including a series of philosophical essays written in poetic English prose. The book sold well despite a cool critical reception, gaining popularity in the 1930s and again, especially in the 1960s counterculture. Gibran is the third best-selling poet of all time, behind Shakespeare and Lao-Tzu.
فوجئت باعجابه بالغزالى.. رغم اصوله المسيحية .. و حقيقة اعتقاده في اللاأدرية !(على أغلب الظن) ، .. فوجئت حقا بمدى الاستنارة الروحية التى كان عليها هذا الرجل و التى خالفت كل ظنونى عنه :) ! رحلة روحية رائعه ، سعيده حقيقة انى اكتشفت جبران خليل جبران ، اعجبتني جدا مسرحية (ارم ذات العماد) .. طبعا ! ، لانها بتصب فى نفس الاتجاه الروحي و فى المقابل لم اؤخذ كثيرا بحديثه السياسي ، .. على رأي اللبنانيين بمناسبة انه لبناني :) (موش لابقله الحكي بالسياسه :) ! ) ، عموما لن تكون تجربتى الاخيره مع الكاتب بكل تأكيد *****
الأدب نعمة رقيقة غرسها الله في روح تتنفس عطر الورود من حدائق بساتين اللغة ... ما سأقوله عن جبران ماهي إلا دندنت خرساء تريد أن تغي نشيدا .... يا الله كم هو بهي وجميل الحديث عن جبران ورؤى جبران ، هل تعمقت بحروفه ؟.. هل استنشقت التفاؤل من رحم الأحزان ؟ جبران روح نقية كأشعة الشمس ،قلب متقد كالنار ، وفكر صافي كبحيرة بين الجبال ، عبق الزهور وندى الصباح ، سحر يختلب الالباب .. جبران شخصية عالمية مستأثرة ، من الادباء من يستولى على عقلك وفكرك ويحظر عليك التجاوز الى غير مايحدثك به بين سطوره جاذبا إياك لك حرف خطته يداه ، ومنهم من يفتح ببيانه وادبه وفلسفته عالما مختلفا عن العالم الذي حولك ويعرضه أمامك ، وينشر وراء أفقه افاقا لايدري أهي محض خيال أم هي حقائق محسوسة ! لكن جبران جامع بين هذا وذاك في نظر الذين يفهمون أسلوبه وكتاباته .. وكأني بك ياجبران قد بلغت خفايا الروح وأسرارها بأسلوب عبقري متمكن ...
_ جبران اديب ناقد فنان وفبلسوف ،مفكر مصلح ، توجه إلى الأنسانية جمعاء مخاطبا النفس البشرية في جميع نزاعاتها وأهوائها في كل زمان ومكان داعيا الى الأصلاح وتجلى ذلك في كتاب البدائع والطرائف .. أخر ما أصدره جبران باللغة العربية مجموعة مقالات وبعض قصائد لم تنشر كتبت في أزمنة مختلفة ورسوما لبعض مفكري العرب ، القشور واللباب نفسي مثقلة بثمارها حفنة من رمال الشاطئ سفينة في ضباب وعظتني نفسي لكم لبناني ولي لبناني أيتها الأرض البحر الأعظم مستقبل اللغة العربية العصر الجديد الوجود والانفراد إرم ذات العماد _عرض من خلالها انطباعاته الوجدانية و نظراته الفلسفية واحد يشرب كأسا مريرة فيجد في الثمالة حلاوة ويخلع الرداء الذي ستر ألمه فيرى الألم قدتحول الى بهجة وحين يصحو من سكرته لايجد بين الناس لا حمالا ولاذئابا بل أشباه من البشر ... دعوة للتعاطف مع الغير فنفسه التي اثقلت بثمارها تبحث عن جائع لتطعمه وعن صائم يريحها من ثقل نتاجها ، فآثر أن يكون شجرة لاتنمو ولاتزهر وبئرا جافة بدلا أن يكون ينبوع ماء حي ... حوار ذاتي يصغي فيه الى موعظة نفسه ليدرك أنه ليس أرفع من الصعاليك ولا أدنى من الجبابرة .. إيمان بلبنان جديد ينفض عنه غبار الجهل والفقر ليكون جديرا بالمدينة الفاضلة ثائرا على الرباء المختبئ في رداء التقليد ... اللغة عند جبران كائن حي يجب أن يتطور ليواكب العصر وإلا سيطر عليها الجمود والجهل .. وأنهى كتابه بقصائد لاتزيد بمضمونها عن النصوص النثرية ...... بعض الأقتباسات /
ما شربت كأسا علقمية الا كانت ثمالتها عسلا. وما صعدت عقبة حرجة الا بلغت سهلا اخضر .... وما اضعت صديقا في ضباب المساء الا وجدته في جلاء الفجر .... وكم مرة سترت ألمي وحرقتي برداء التجلد متوهما أن في ذلك الأجر والصلاح ..... _ إن ما نراه بأعيننا ليس بأكثر من غمامة تحجب عنا ما يجب أن نشاهده ببصائرنا _ يا أخي لاتستدل على حقيقة امرئ بما بان منه ، ولا تتخذ قول امرئ او عملا من اعماله عنوانا لطويته . فرب من تستجهله لثقل في لسانه وركاكة في لهجته كان وجدانه منهجا للفطن وقلبه مهبطا للوحي . _ لا تدعني محبًا حتى يتجلى لك حبي بكامل ما فيه من النور والنار، ولا تدعني خليا حتى تلمس جراحي الدامية". _ لا تقل: هو بخيلٌ قابض الكف قبل أن ترى قلبي، أو هو الكريم الجواد قبل أن تعرف الواعز إلى كرمي وجودي..... _ "لا ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم، بل بقلوبهم". _ وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة . وقبل أن تعظني نفسي كنت أظل مرتابا في قيمة أعمال وقدرها حتى تنبعث إليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها . أما الآن فقد عرفت أن الأشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء . وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولا تخشى الملامة............ واخيرا .. آتسأل هل يكفي الكلام في حضرة الجمال !؟ ............
يا سلام! الكثيرُ من الرّوعة والجمَال مُختبئ بينَ دفتي هذَا الكتاب تحدّث فيه جبرَان عن السياسة والحبّ وعرَض انطباعاته الوجدَانيّة ونظرته الفلسفيّة. وجدتُ في مقالاته دَعوة للعطاء والتّجديد والتعاطف مع الغير، كما أنّه ثار على التقليد واحتقر المقيدين.. و دعا للبحث عن الجوهرِ دون الاكترَاث بالمظهر لأنّه قد يخدع. عرّفنا أيضًا شخصيّات عظيمة في سطور قليلة (ابن سينَا، الغزالي، جرجي زيدان، ابن الفارض...). أكثر مقالة أعجبتني "مستقبل اللّغة العربيّة" و قد قال فيها: "إنمّا اللّغة مظهرٌ من مظاهر الابتكَار في مجموعِ الأمّة أو ذاتها العامّة فاذا هجعَت قوّة الابتكار توقفت اللّغة عن مسيرها، وفي الوقوف التّقهقر وفي التقهقر الموت والاندثار"، إذًا فمستقبَل اللغة العَربيّة يتوقف على مُستقبل الفكر المبدع الكائِن -أو غي الكَائن - في مجموع الأمم التي تتكلّم اللّغة العربيّـة." ولقد رأى أنّ مستقبل العربيّة بيد الشّاعر الذي يصفُ ما يراه بعينه و ما يعيشه في وَاقعه وخياله هو دون تكلّف ولا تقليد. أعجبتني أيضا حواريّة "إرَم ذاتِ العماد" والتّي تَعكس نظرة جُبران الصوفيّة! اِقتبستُ منها: "كلّ مكَان و زمان حَالة روحيّة، وكلّ المرئيَات والمعقولاَت حالاتٌ روحية. فإذَا أغمضتَ عينيك ونظَرت في أعمَاق أعماقِك رأيت العَالم بكليّاته وجزئيّاته، وخبرت ما فيه من النّواميس وعلمت ما يُلازمه من الذرائع وفهمت ما يتلمسه من المحجّاتِ. أجل إنّك اذا أغمضت بصرك و فتحتَ بصيرتكَ، رأيت بدَاية الوجودِ و نهايته، تلكَ النهاية التي تصير بدورها بداية وتلك البداية التي تتحوّل إلى نهاية " وأيضًا :" يستَطيع كلّ إنسان أن يتشوّق ثمّ يتشوّق ثمّ يتشوّق حتّى ينزع الشوق نقابَ الظواهر عن بصرهِ، فيشَاهد إذ ذَاك ذاتهُ، ومن يرَى ذاته يرى جوهر الحيَاة المجرّد فكلّ ذاتٍ هي جوهر الحياة المجرّد. اختتم الكاتب كتابه هذا بمجموعة من القصائد المشبّعة بالرّوعة. أجملها: (سكوتِي إنشاد ،ماذا تقول الساقيّة البلاد المحجوبة، يا نفس).
27.08.2017 تعديل على بعض الأخطاء الإملائيّة: 09.01.2024
- ولكن مهلًا، لقد غادرت عالمنا منذ زمن يا جبران. فكيف لي أن أتحاور معك؟ ألن يكون هذا الحوار بلا فائدة لأن زمنك مضى؟ - كلا،" ففي الهنيهة الحاضرة كل الزمن".
- مرحى، هكذا أستطيع أن أستفيد من عبقريتك. - "لا ياأخي ، ليست الأيام والليالي بظواهرها ، وأنا ، أنا السائر في موكب الأيام والليالي. لست بهذا الكلام الذي أطرحه عليك إلا بقدر مايحمله إليك الكلام من طويتي الساكنة ،إذن لاتحسبني جاهلاً قبل أن تفحص ذاتي الخفية ، ولاتتوهمني عبقرياً قبل أن تجردني من ذاتي المقتبسة."
- عجبت لأمرك، أتقول ذلك وهناك من هم أقل منك مقامًا لا يخجلون بوصف أنفسهم بالعبقرية والابداع؟ - "أنا برئ ممن يتوهم الثرثرة معرفة،والصمت جهالة والتصنع فناً."
- حسنًا عزيزي جبران، دعني أبث لك ما يشغلني. أنا أشعر أنني قد فقدت حماسي للسير قدمًا لتحقيق ما أحلم؟ - "يظل النهر جادًّا نحو البحر، انكسر دولاب المطحنة أم لم ينكسر."
- كيف هذا وأنا أشعر، ومعي الكثيرون بالتشويش؟ - وإذا ما ظهر التشويش في أمّة لم تزل على شيء من الفطرة ، فهو أوضح دليل على وجود قوّة الابتكار في أفرادها ، والاستعداد في مجموعها . إنّما السديم أوّل كلمة من كتاب الحياة ، وليس بآخر كلمة منها ، وما السديم إلا حياة مشوّشة. إذاً فتأثير التطوّر الاجتماعيّ السياسيّ سيحوِّل ما في الأقطار العربيّة من التشويش إلى نظام ، وما في داخلها من الغموض والإشكال إلى ترتيب وإلفة ، ولكنّه لا ولن يبدِّل مللها بالوجد ، وضجرها بالحماسة ، إن الخزّاف يستطيع أنْ يصنع من الطين جرّة للخمر أو للخلّ ، ولكنّه لا يقدر أن يصنع شيئاً من الرمل والحصى."
- ولكن كيف نصل لنقطة نظام، وبيننا الكثيرون ممن ارتضوا الاستقرار سبيلًا ويخشون من أن يتبدل الحال؟ - "يقولون لي: إذا رأيت عبدًا نائمًا فلا تنبهه لعله يحلم بالحرية. وأقول لهم: إذا رأيت عبداً نائمًا نبهته وحدثته عن الحرية ."
- ولكني أبغض مثل هذا العبد، فكيف ينام وحريته مسلوبًا. - "ما أَبْغَضْتُ إلاَّ وكان البُغْضُ سِلاَحًا أدافِعُ بهِ عَن نفسي, ولكن: لو لم أكن ضعيفًا لما اتَّخَذْتُ هذا النوع من السلاح."
- ومن أين أتي له ببرهان لكي يدرك الحقيقة؟ - "الحقيقة التي تحتاج إلى برهان هي نصف حقيقة."
- ولكن هل كل من ارتضى العبودية برئ؟ - كلا. "بين الناس قَتَلَةٌ لم يسفكوا دمًا قط, ولصوص لم يسرقوا شيئًا البتَّةَ وكَذَبَةٌ لم يقولوا إِلاَّ الصحيح."
- فكيف أخاطبهم؟ - قل لهم : "لكم مصركم ولي مصري لكم مصركم وأبناؤها ، ولي مصري وأبناؤها. ومن هم ياترى أبناء مصركم؟ ألا فانظروا هنيهة لأريكم حقيقتهم. هم الأشداء الفصحاء البلغاء ولكن بعضهم لدى بعض، والضعفاء الخرسان أمام الطامعين في أحلامنا. هم الأحرار المصلحون المتحمسون ولكن في صحفهم وفوق منابرهم، والمنقادون أمام الغربيين. هم الذين لا يعرفون المجاعة إلا إذا كانت في جيوبهم، فإذا ما التقوا من كانت مجاعته في روحه ضحكوا منه وتحولوا عنه قائلين: ما هذا سوى خيال يسير في عالم الأخيلة. هم أولئك العبيد الذين تبدل الأيام قيودهم المصدأة بقي��د لامعة فيظنون أنهم أصبحوا أحرارا مطلقين. هؤلاء هم أبناء مصركم، فما أكبرهم في عيونكم وما أصغرهم في عيني..! هل بينهم من يتجرأ أن يقول : إذا ما مت تركت وطني أفضل قليلا مما وجدته عندما ولدت ؟! لكم مصركم ولي مصري لكم مصركم وأبناء مصركم، فاقتنعوا بها وبهم إن استطعتم الاقتناع بالفقاقيع الفارغة، أما أنا فمقتنع بمصري وأبناؤها وفي اقتناعي عذوبة وسكينة وطمأنينة."
- جبران، لماذا لم تعد للبنان وبقيت حتى رحيلك في الغربة؟ - "وهل يعود المرء من غربة لغربة"؟
- ولذلك قررت أن تعود إلى الوطن بفنك فقط. - "الفنُّ خطوة من المعروف الظاهر نحو المجهول الخفي."
- وأين تكمن القدرة على طرد الغربة داخل الوطن؟ - "هي، في الأفراد، النبوغ، وفي الجماعة، الحماسة، وما النبوغ في الأفراد سوى المقدرة على وضع ميول الجماعة الخفيّة في أشكال ظاهرة محسوسة."
- ولو سألني فرد من بني وطني عن أهمية نبوغه الفردي لمصلحة الجماعة، كيف أجيبه؟ - قل له:"هل سألت ذاتك أيها الشاب المصري ما إذا كنت من أبناء الأمس أم من أبناء الغد؟ هل خلوت بنفسك متفحّصاً أعماقها مستجوباً خفاياها لتعلم ما إذا كانت سائرة كأسير يجر قيوده في موكب الماضي أو ماشية كالحُر بقدم ثابتة ورأس مرفوع في موكب المستقبل؟ هل أنت ساكن في المنزل المعنوي الذي بناه آباؤك وجدودك أم أنت مجدّ في بناء منزل لأبنائك وأحفادك؟ "
... "ذاك ما قالتْه تلكَ السَّاقية لِصُخورٍ عن يمينٍ ويسارْ رُبَّ ما قالتْه تلكَ السَّاقيهْ كان من أسْرار هاتيك البِحارْ"
حين يكتب جبران خليل جبران يقرأ العالم في خشوع، حين يكتب جبران فإنه يُفجّر انهاراً من الجماليات الفكرية و اللغويه. مُحزن جداً ان يكتب جبران في ٩٥ صفحه فقد بينما يكتب من لا ناقه لهم و لا جمل في الكتابه ما يربو عن ثلاثمائه صفحه!! جبران في ٩٥ صفحه تحدث عن طبيعه البشر و فكرهم، و عن الحب، و عن لبنانه و آلامه، عن ابن سينا و الغزالي و عن مستقبل اللغه العربيه و عن الكثير الكثير.
بعض العبارات التي استوقفتني: •لا ليست الحياة بسطوحها بل لخفاياها، و لا المرئيات بقشورها بل بلبابها، و لا الناس بوجهوهم بل بقلوبهم. •ما أبغضت الا كان البغض سلاحاً ادافع به عن نفسي، و لكن لو لم اكن ضعيفاً لما اتخذت هذا النوع من السلاح. •وعظتني نفسي فعلمتني أن لا أطرب لمديح ولا أجزع لمذمة . وقبل أن تعظني نفسي كنت أظل مرتابا في قيمة أعمال وقدرها حتى تنبعث إليها الأيام بمن يقرظها أو يهجوها . أما الآن فقد عرفت أن الأشجار تزهر في الربيع وتثمر في الصيف ولا مطمع لها بالثناء . وتنثر أوراقها في الخريف وتتعرى في الشتاء ولا تخشى الملامة. •انما الحب كنجم في الفضا… نوره يمحى بأنوار الصباح.
جبران هو أفضل من يترجم مافي الروح من مشاعر عبر كتاباته، فتجد فيها النفس عارية على حقيقتها قد جردها من كل ما يشوبها، بعيداً عن البهرجة والمظاهر الخادعة التي وصفها بفقاقيع فارغة، لم يدخر جبران جهداً في تأكيد تلك الحقيقة التي يراها فالحقيقة ليست فيما نراه بأعيننا، وانما ما يخفى في صدورنا، عند قراءة كلمات جبران لابد من الوقوف قليلاً لنتذوق جمال كلماته نتأملها ونستشعرها، فنراه يبث في مقالاته هذه افكاره وآراءه.. وينهي الكتاب بأشعار كتبها.. وهذا الكتاب هو آخر ما أصدره جبران باللغة العربية.
البَدائِع: أنْشَأه على غير مِثال سابِق فهو بَدِيع/ ممَّا بَلَغ الغايَة في بابه الطرائف: ما يُستَحْسن ويُستَمْلح/ طَرائِف الحَديث: مُخْتاراتُه
وفي هذه المراجعة تخيّرت بعض المقالات وكتبت عنها، ومنها ثلاث مقالات استقرت في نفسي وأحببتها فكان لها في قلبي مكان، أذكرها سريعاً: (وعظتني نفسي، لكم لبنانكم ولكم لبناني، العهد الجديد)
-------- تعليقي على المقالات حسب تسلسلها في الكتاب:
مقالة (القشور واللباب): يوغل في هذا المقال إلى عمق النفس البشرية بعيداً عن الظواهر فيعرض ما هو مكنون في النفس ولأن المظاهر خادعة كان لابد من التبصر. فالحقيقة في ما يخفى في الروح والقلب النابض والنفس وما يختلج فيها. لتضمحل كل تلك المضاهر، وقد قال جبران في ذلك "ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم"
وفي مقال (حفنة من الشاطئ): تجد فيها حكم جبران، باختصار أرى فيها جبران حكيم زمانه.
مقالة (وعظتني نفسي): حوار ذاتي يصغي فيه إلى عظة نفسه، ويصارحها، وقد اتسم بخطاب وجداني رائع.
في مقالة (لكم لبنانكم ولي لبناني)؛ قد ظهر فيها جلياً رأي جبران وفكره وما فتأ يقرع في ذلك المجد الذي يتصوره الناس في المناصب والمؤسسات ويرمي بها عرض الحائط ليؤكد وجهة نظره تلك بعيداً عن البهرجة والظواهر الخادعة ليؤكد أن المظاهر التي يحفلون بها ما هي إلا فقاقيع فارغة.
في مقال لم يتجاوز صفحة واحدة بعنوان (الكمال): قد وضع فيه جبران شروطاً وصفات متناقضة من المستحيل أن تجتمع في شخص واحد.. ثم قال هو ذا الكمال.. فكتبت تعليق -جال في خاطري فكتبته- تعقيباً على ما كتبه ولكل من بحث عن الكمال المستحيل الذي ذكره جبران.. لا كمال يا سيدي .. وهو ما لم يحدث في بشر ولن يحدث. ألسنا بشر! ولا كمال للبشر.. بل إن كل واحد مكمل للآخر، لا يستغني عنه، ولكلٍ دور في الحياة، كلوحة جميلة من الطبيعة تراها العين كل يوم تمتع نظرها فيها، رأت فيها شمس دافئة، وهي ملتهبة حارقة في الوقت ذاته، ونسمة من هواء عليل وتارة ريح عاتية تارة أخرى، وكتلك الأشجار الطوال الباسقة التي تمد عروقها إلى لب الأرض، وكالأزهار الجميلة بأنواعها المتجددة في كل فصل من فصول السنة، باختصار الإنسان كالكون الشاسع، وقِس مافي هذا الكون من تنوع الأصناف واختلافها، سترى أنها مكملة للآخر لتنتج صورة خلابة أبدع فيها خالقها.. والآن ألا ترى اختلاف البشر وتنوعهم، ألا ترى أن كل واحد منا يكمل الآخر. إن الشمس والقمر يا سيدي ليسا متشابهين مع ذلك نراهما يلتقيان في وقت من الأوقات فلا تعجب من اختلاف البشر ورغم ذلك فهم يلتقون فترة من الزمن ليتم الوئام وتصفو الأجواء ويكمل كل منهم مسيرته في الحياة مؤدياً رسالته وإن كان في غياب الآخر.. فكل منهم لديه آراء وتوجهات وأفكار ربما كونتها صعاب وتحدياتها وشدة، ورخاء في أحايين أخرى، وكل ذلك في حياة الدنيا الزائلة ..
مقالة (العهد الجديد): أحببت أسلوب المفارقة الذي اتخذه الكاتب بين هذا وذاك، ففي الشرق فكرتان متصارعتان، ليُظهر كل واحد ونتيجة اختياره وحقيقته التي خَفيت عليه ربما ومدى قوته ومن هو الأصلح في هذا العهد الجديد. فكان أن كتبت بعد إنهائها (إن في هذه الحياة عظام البشر وصغارهم فهناك من اهتم ببناء العقول وهناك من اخذ سفاسف الأمور ليبني فيها مجده فكان بنيانه على شفا جرف هارٍ متخلخل معرضاً للسقوط في أي لحظه.
مقالة (الوحدة والإنفراد): ما أراد أن يوصله هو الإنفراد بالنفس ليرى كل شخص نفسه على حقيقتها. فيقول في ذلك "حياتك النفسية يا أخي محاطة بالإنفراد، ولولا هذه الوحدة وذاك الإنفراد لما كنت أنت أنت، وأنا أنا".
مسرحية (إرم ذات العماد): هذه المسرحية التي قرأتها أكثر من مرة لأستوعبها! هي مسرحية رمزية غامضة كتبت بأسلوب فلسفي، اتخذت شكل حوار، وقد قيل أنها أهم ما كتب جبران في هذا الكتاب، لم أجدها كذلك أو لم تؤثر فيّ كما أثرت المقالات المفضلة التي ذكرتها سابقاً، وجدتها فكرة غامضة وفلسفية إلى حد ما، استطعت تبين بعض ما جاء فيها. ثم إني لست من محبي الفلسفة بشكل عام، فأنا أراها لا تؤدي إلى نتيجة فتبقى غامضة، حتى بعد طول الشرح. --------
ظننت أن هذا الكتاب الصغير لن يأخذ مني أكثر من سويعات لأنهيه في يوم واحد.. لكنه أخذ مني أكثر من ذلك، كنت أتحرى الوقت الأنسب لأكماله فأكون حاضرة العقل والقلب.. ولو أنني كنت أقرأ رواية مثلاً وكانت ضعف هذا الكتاب لما أخذت مني ذاك الوقت .. فوصلت لنتيجة أن كلمات جبران لا تُقرأ في أي وقت، وإني لأكاد أجزم بأنه من يزعم أنه أنهاه في وقت أقل أو في جلسة واحدة ويفتخر أنها ما أخذت منه غير سويعات تعد على أصابع اليد الواحدة، أنه ما فهم منها إلا القليل اليسير! إلا إن كان قد تخير وقت أنسب من الذي اخترته.
شئت وضع بعض من اقتباسات لجبران في هذا الكتاب، ولكني وجدت بأن الكثير من القرّاء قد وضعها في هذا الموقع ولم أشأ أن أزيد.. أكتفي بأن أقول أقرأ الكتاب وتذوق حلاوته بنفسك .. :)
جبران خليل ليس بحاجة تعقيبات .. جرعة مركّزة من فلسفة الروح
بعض الاقتباسات من الكتاب: - من لا يساهمنا الألم.. لن يشركنا في شيء آخر.
- أعلم أننا إذا جرّدنا الأديان مما تعلق بها من الزوائد المذهبية والاجتماعية وجدناها ديناً واحداً.
- لا... ليست الحياة بسطوحها، بل بخفاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبلابها، ولا الناس بوجوههم، بل بقلوبهم. لا... ولا الدّين بما تظهره المعابد وتبيّنه الطقوس والتقاليد، بل بما يختبئ بالنفوس ويتجوهر بالنيات. إذاً لا تحسبني جاهلاً قبل أن تفحص ذاتي الخفية، ولا تتوهمني عبقرياً قبل أن تجردني من ذاتي المقتبسة.
- الحقيقة التي تحتاج إلى برهان هي نصف حقيقة.
- عين الإنسان مجهر تبيّن له الدنيا أكبر مما هي حقيقة.
- هم أولئك العبيد الذين تبدّل الأيام قيودهم المصدأة بقيود لامعة فيظنون أنهم أصبحوا أحراراً مطلقين.
- يقولون لي: إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبّهه لعله يحلم بحرّيته. وأقول لهم: إذا رأيت عبداً نائماً نبّهته وحدثته عن الحرية.
كانت مدرّستي للغة العربية ( الله يذكرا بالخير ) تقول : لكل إنسان شمعة هي حياته , وجبران كانت شمعته تتوهج أكثر من اللازم لذلك توفي باكراً ! في هذا الكتاب نرى جبران شاعراً ورسّاماً وأديباً مرهفاً .. نرى هنا توحده مع الطبيعة ومثاليته ( الشديدة , وعلى الرغم من أني أمقت المثالية عادةً إلّا أنّي استمتعت بعذوبة ورقة الألفاظ والروح .. جبرات روحه احترقت أكثر من اللازم .. لأنّه شفاف أكثر من اللازم في عالم تسوده المادية فقط ..
جبران أفضل من يخوض غمار نفسك ليسظهر الخافي والكامن فيها أجمل من يعبر عن المشاعر والمواقف كتابه البدائع والطرائف عبارة عن مجموعة من المقالات والخواطر التي وضعت لتصف جوانب سياسية وثقافية وشعرية وليس ذلك بالغريب ولا البعيد على الجبران وهو المعلم والمرشد النفسي والقادر بصورة جذابة على مداعبة الكلمة لتبلغ مدى الوصف والكمال.. كم هو جميل ملامسة حروفه..
فلسفة وعمق تفكير جبران لطالما كمنت بداخل عقله المثعنجر، ولطالما أبهرتنا تلك اللغة الرخاخة الرغدة. بداخل كل مقال تجد الحقيقة الموجزة فى قلة من السطور التى تسلب العقل، تجعلك تعيد التفكير فى الكثير من الأمور وتعطى الأخرى حقها المنصف فتدرك أنك قللت من أهمية هذا الامر على حساب الأهم. ما تراه أمامك ملموسًا هو باق، وبقاؤه دليل على وجوده فأعد تلك النظرة للأمور ولكن بالمنطق الأصح كى ينزاح الستار من على جفنيك وتستطيع أن ترى جوهر الحياة.
قد يجده البعض عبارة عن الآلاف من الاقتباسات مقسمة على هيئة مقالات لكل مقال عنوان، وصدقًا ماذكر به من كل حرف جمال خلاب. ((وعظتنى نفسى فعلمتنى ألا أقيس الزمن بقولى: كان بالأمس وسيكون غدًا. وقبل أن تعظنى نفسى كنت أتوهم الماضى عهدًا لا يرد والآتى عصرًا لن أصل إليه. أما الآن فقد عرفت أن فى الهنيهة الحاضرة كل الزمن بكل ما فى الزمن مما يرجى وينجز ويتحقق)).
وجدته غريبا يحمل بشكل عام ما يشبه الرسائل الانسانية في التعاملات و النظر إلى الحياه..
أخذت منه:
" إن ما نراه بأعيننا ليس بأكثر من غمامة تحجب عنا ما يجب أن نشاهده ببصائرنا"
" إن في الحياة فسحات تجتازها أرواحنا و لكننا لا نستطيع أن نقيسها بالمقاييس الزمنية التي ابتدعتها فكرة الإنسان"
"و كم أرتجي خلا و خلي بجانبي و كم ابتغي أمرا و في حوزتي الأمر"
" و سرور الحب وهم لا يطول و جمال الحب ظل لا يقيم و عهود الحب أحلام تزول عندمايستيقظ العقل السليم"
"إن روح الغرب صديق و عدو لنا. صديق إذا تمكنا منه و عدو إذا تمكن منا. صديق إذا فتحنا له قلوبنا و عدو إذا وهبنا له قلوبنا. صديق إذا أخذنا منه ما يوافقنا وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه"
و حديثه عن اللغة أعجبني : " إنما اللغة مظهر من مظاهر الابتكار في مجموع الأمة، أو ذاتها العامة ، فإذا هجعت قوة الابتكار توقفت الأمة عن مسيرها، وفي الوقوف التقهقر و في التقهقر الموت و الاندثار" " مستقبل اللغة العربية رهن قوة الابتكار في مجموع الأمم التي تتكلمها، فإن كان لتلك الأمم ذات خاصة أو وحده معنوية وكانت قوة الابتكار في تلك الذات قد استيقظت بعد نومها الطويل كان مستقبل اللغة العربية عظيما كماضيها، و إلا فلا" " إن اللهجات العامية تتحور و تتهذب و يدلك الخشن فيها فيلين لكنها لا و لن تغلب_ ويجب ألا تغلب_ لأنها مصدر ما نراه فصيحا من الكلام و منبت ما نعده بليغا من البيان. إن اللغات تتبع مثل كل شيء آخر سنة بقاء الأنسب، و في اللهجات العامية الكثير من الأنسب الذي سيبقى لأنه أقرب إلى فكرة الأمة و أدنى إلى مرامي ذاتها العامة. قلت إنه سيبقى و أعني بذلك أنه سيلتحم بجسم اللغة و يكون جزءا من مجموعها"
!جبران ، كل هذا الحب ، استمتعت جدا بقراءة الكتاب ، مقالات .وخواطر ، ومسرح ، وشعر ، ولوحات بقلم جبران وكم سكرت بخمرة الذات فحسبتني وجليسي حملا" و ذئبا ، حتى إذا ما صحوت من نشوتي رأيتني بشرا ".و رأيته بشرا
كتاب جميل .. أحببت قراءته لحبي ﻷسلوب الكاتب اﻷدبي الرائع .. أعجبتني أقسام من الكتاب و من أهمها .. "لكم لبنانكم و لي لبناني" !! حيث وصف الكاتب ما يدور في لبنان في زمنه بشكل مفصل بأسلوب أدبي رائع .. و مع مقارنة ما يحدث حاليا على أرض لبنان بما كتبه جبران رأيت العجب العجاب !! تطابق بكل تأكيد !!
أيضا من الأقسام الجميلة .. ذكره لشيخ اﻹسلام الغزالي و مدحه إياه بإنصاف رغم أن جبران نصراني ..
من اﻷقسام التي أحببتها أيضا .. قسم "وعظتني نفسي" .. يستحق القراءة فعلا
اقرأ قسم "مستقبل اللغة العربية" .. أعجبني رأيه
في قسم "العهد الجديد" .. أعجبتني الفقرة التي تكلم فيها عن أنواع اﻷزواج .. و صنفهم إلى صنفين .. أعني الرجال .. لا تتردد في قراءته
أنهيت أغلب مؤلفات جبران خلال مرحلتي الإعدادية. أحببتها ووقعت في غرامها لذلك قرأتها متتابعة. عدت قبل فترة وقرأت كتاب الموسيقا لجبران ولم يعجبني إطلاقاً. وسألت نفسي ماذا استفدت كقارئة من كتاب يتمحور حول وصف الموسيقا؟ أوعزت ضجري في ذلك الوقت لكونه الكتاب الأول لجبران وعدت من جديد لقراءة البدائع والطرائف هذه المرَّة وسألت، من جديد، نفسي نفس السؤال: ما الذي استفدته كقارئة من الكتاب؟ لم أجد جواباً إطلاقاً. لم يعد جبران يغريني بكتاباته مثلما كان يفعل قبل أكثر من عشرة أعوام.
With Kahlil Gibran sometimes I don't know if I'm too stupid to understand his writing or his being a woke dude who doesn't make sense. But the parts which do make sense to, they hit me in the feels.
مر من الزمن برهه ما وجدت فيه كتاب يزرع فيني هذه الدهشة ووجدتها كالمعتاد بكتاب آخر لجبران خليل جبران لم أكن أعلم بوجود هذا الكتاب ولم أسمع عنه من قبل ووجدته صدفة ولم يدفعني لقراءته الا اسم الكاتب، وما أجمل الصدف التي تلقاك بلا موعد كما حدث معه جبران والروح وترجمتها واستشعارها وتنوع المقالات بجل مواضيعها مابين الحب والروح والى أي مدى تنم عن جوهر الحياة والتأمل بأعمق رؤى المرئ وترك السطوح خلف احكامه ويختمها باشعاره وقصائده، كلها ترضي ذائقتي مثلما أرغب, وكما استمتع واستشعر, وأجدني اتأرجح بين سطر وآخر وكأن كل حرف يصف جزءًا مني، حتى أجدني أخشى أن انهي كل أحرفه
• وماذا عسي نفعل ونحن بما يُساورنا من الغرور غافلون عما فينا من الحق ! • لا تستدل على حقيقة امرىء بما بان منه ولا تتخذ قول امرىء او عملا من اعماله عنوانا لطويته , فرب من تستهجله لثقل في لسانه وركاكة في لهجته كان وجدانه منهاجاً للفطن وقلبه مهبطاً للوحي ورب من تحترقه لدمامة في وجهه وخساسة في عيشه كان في الارض هبة من هبات السماء وفي الناس نفحة من نفحات الله . • إن الوقاحة المبهرجة ليست ببسالة والخجل الصامت ليس بجبانة ! • ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها .. ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها .. ولا الدين بما تظهره المعابد وتبنيه الطقوس والتقاليد بل بما يختبىء في النفوس ويتجوهر بالنيات ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم • ليس التقدم بتحسين ما كان بل بالسير نحو ما سيكون ! • تتنفس الأرض فنُولد , ثم تستريح أنفاسها فنموت . • عين الإنسان مُجهر تُبين له الدنيا أكبر مما هي حقيقة . • أنا برئ من قوم يحسبون الوقاحة شجاعة واللين ضعف ,, أنا برئ ممت يتوهم الثرثرة معرفة والصمت جهالة والتصنع فناً . • بين الناس قتلة لم يسفكوا دماً قط , ولصوص لم يسرقوا شيئا البته , وكذبة لم يقولوا إلا الصحيح ! • الحقيقة التي تحتاج الي برهان هي نصف حقيقة • وعظتني نفسي فعلمتني أن أقول لبيك عندما يناديني المجهول والخطر . وقبل أن تعظني نفسي كنت لا أنهض إلا لصوت مناد عرفته , ولا أسير إلا على سبل خبرتها فاستهونتها . أما الآن فقد أصبح المعلوم مطية أركبها نحو المجهول , والسهل سلّما أتسلق درجاته لأبلغ الخطر • إذا شاء الانسان بلوغ محجة الكمال فعليه إن شعر بكيانه أن يشعر بأنه الطفل المتكل على أمه والشيخ المسؤول على عياله والشاب الضائع بين أمانيه وغرامه والكهل الذي يصارع ماضيه ومستقبله والعابد في صومعته والمجرم في سجنه والعالم بين كتبه والجاهل بين ظلمة ليله وظلمة نهاره والراهبة بين أزهار ايمانها وأشواك وحشتها والفقير بين مرارته وامتثاله والغني بين مطامعه والشاعر بين ضباب أمسائه وشعاع أسحاره .اذا استطاع الانسان أن يختبر ويعلم جميع هذه الأمور يصل الى درجة الكمال ويصير ظلا من ظلال الله . • حياة الانسان موكب هائل يسير دائما للأمام , الأمم التي تسير في مقدمة هذا الموكب هي المبتكرة والمبتكر مؤثر , والأمم التي تمشي في مؤخرته هي المقلدة والمقلد يتأثر ! • كل مافي الوجود كائن في باطنك وكل مافي باطنك موجود في الوجود . وليس هناك من حد فاصل بين أقرب الأشياء وأقصاها أو بين أعلاها وأخفضها أوبين أصغرها وأعظمها , ففي قطرة الماء الواحدة جميع أسرار البحار ، وفي ذرة واحدة جميع عناصر الأرض ، وفي حركة واحدة من حركات الفكر كل مافي العالم من الحركات والأنظمة . • هل في كل خيال حقيقة ؟! وهل في كل تصور معرفة ؟! نعم . إن مرآة النفس لا تعكس سوي ما انتصب أمامها ولو شاءت لما استطاعت , إن البحيرة الهادئة لا تُريك في أعماقها خطوط جبال ورسوم أشجار وأشكال غيوم لا وجود لها بالحقيقة , ولو شاءت البحيرة ما استطاعت .... إن خلايا الروح لا تُرجع إليك صدي أصوات لم يرتعش بها الأثير حقا , إن النور لا يُلقي علي الأرض ظل شئ لا كيان له ولو شاء النور لما استطاع ! • يا نفس إن قال الجهولْ ... الّروح كالجسم تزولْ ... وما يزول لا يعودْ قولي له إن الزهورْ ..... تمضي و لكنّ البذورْ ... تبقى و ذا كنه الخلودْ • شاخت روحي بجسمي وغدت ... لا تري غير خيالات السنين • ما الحكيم بالكلام بل بسر ينطوي تحت الكلام ما النعيم بالثواب إنما الجنة بالقلب السليم ما الجحيم بالعذاب إنما القلب الخالي كل الجحيم ما الجمال بالوجوه إنما الحُسن شعاع للقوب ما الكمال للنزيه رب فضل كان في بعض الذنوب !
عندما بدأتْ رحلتي مع جبران، كنتُ أتشوق إلى تذوّق هذا الأدب الراقي الذي لطالما سمعتُ عنه. كنتُ أريد أن أغمس ناظري في رحيق كلماته حتى أستطيع رؤية الأشياء والعالم كما رآها هو... إلا أنه تجلى لي بعد سنة من قراءته أنه أبعدُ بسنواتٍ ضوئية عما توقعت! فهذا الأديب الذي يصبغ كلماته العذبة بروحه الشفيفة الصادقة، هو أيضاً فيلسوف يطرح التساؤلات والافتراضات عن سر الحياة والوجود بأسلوب جميل لم يسبق أن قرأته. وهذا الشاعر مرهف الإحساس وغزير الوصف الخلّاق، هو أيضاً مفكّرٌ لا يفتأ يناقش أفكاره الجديدة أو يحاول بلورة ما اكتسب من أفكار سابِقيه. وهذا العاشق الولهان والروح الهائمة في أنهار الحب الجارفة، هو أيضاً مصلحٌ اجتماعيّ.. أرّقته قضايا العالم العربي السياسية والاجتماعية عامةً ..وقضايا موطنه،لبنان، خاصة! هذا الذي تتجلى إنسانيته وطهارة روحه ونقاء كلماته، لم يكتفِ بأسري مع كتاباته هذا العام.. وإنما يغريني على المزيد -وإن اقتضى إعادة القراءة لما سبق- في العام القادم.. لا بد له يُخلّد في أعماق الوجدان.
مما أعجبني:
" ليتني كنتُ بئراً جافة والناس ترمي بي الحجارة فذلك أهون من أن أكون ينبوع ماء حي والظامئون يجتازونني ولا يستقون"
..
"تتنفس الأرض فنولد ثمّ تستريح أنفاسها فنموت"
..
" يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبهه لعلّه يحلم بحريته . وأقول لهم: إذا رأيت عبداً نائماً نبهته وحدثته عن الحرية "
..
" الحب سعادة ترتعش"
..
" بين الناس قتلة لم يسفكوا دماً قط، ولصوص لم يسرقوا شيئاً البتة، وكذبة لم يقولوا إلا الصحيح" ..
هناك ما هو أجمل إلا أن الإقتباس سيبدو أشبه بعرض أغلب الكتاب هنا! :)
-وقد تلتقي بين صباحك ومسائك رجلين فيخاطبك الأول وفي صوته أهازيج العاصفة وفي حركاته هول الجيش أما الثاني فيحدثك متخوفا وجلا بصوت مرتعش وكلمات متقطعة, فتعزو العزم والشجاعة إلى الأول , والوهن والجبن إلى الثاني , غير أنك لو رأيتهما وقد دعتهما الأيام إلى لقاء المصاعب , لعلمت أن الوقاحة المبهرجة ليست بسالة والخجل الصامت ليس بجبانة
-ولا الدين بما تظهره المعابد وتبينه الطفوس والتقاليد بل بما يختبئ في النفوس ويتجوهر في النيات
-في سكون الليل سارت ابنة الملك الأكبر في جنتها تبحث عن حبيبها ولكن لم يكن في مملكة أبيها من يحبها. ألا ليتها كانت ابنة زراع ترعى أغنام أبيها في الأودية وتعود مساء إلى كوخ أبيها وعلى قدميها غبار المنعكفات وبين طيات ثوبها رائحة الكروم حتى إذا ما جن الليل ونام سكان الحي اختلست خطواتها الى حيث يترقبها حبيبها
-يظل النهر جاداً نحو البحر,انكسر دولاب المطحنة أم لا -الحماسة بركان لاتنبت على قمته أعشاب التردد -عين الإنسان مجهر تبين له الحياة أكبر ممي هي حقيقة -العلم يستنبت بذورك ولا يلقي بك بذراً -عندما يجوع المتوحش يقطف ثمرة من شجرة ويأكلها وعندما يجوع المتمدن يشتري ثمرة ممن اشتراها ممن اشتراها ممن اشتراها ممن قطفها من الشجرة. -يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا تنبهه لعله يحلم بحريته وأقول لهم:إذا رأيت عبداً نائماً أيقظته وحدثته عن الحرية.
-يستطيع كل إنسان أن يتشوق ثم يتشوق ثم يتشوق حتى ينزع الشوق نقاب الظواهر عن بصره فيشاهد إذ ذاك ذاته
كتاب رائع وبديع وقيم ، استمتعت بقراءته ، هو عبارة عن مجموعة من المقالات وفي نهايته مجموعة من القصائد الشعرية الرائعة وبالكتاب أيضا رسومات بريشة جبران، اعجبت بهذه المقالات بدرجة كبيرة ولكن من أكثر المقالات التي جذبتني هى " وعظتني نفسي " ، " الغزالي " فمقالته عن الغزالي شجعتني أن أقرأ عنه وأقرأله، " لكم لبنانكم ولي لبناني " ،" الاستقلال والطرابيش " ،" مستقبل اللغة العربية " ، " جرجي وزيدان" و " ارم زات العماد " فهو كتاب يحمل رسائل إنسانية وروحانية وفلسفيات وعمق فكري ويدعو إلى إعادة النظر في الحياة بشكل مختلف والدعوة إلى الابتكار وعدم التقليد أعجبتني قصائده التي في نهاية الكتاب ومن أفضلهم لي(بالله يا قلبي ، أغنية الليل،حرقة الشيوخ ،وبالأمس ) فهو كتاب يستحق القراءة
مقتطفات من الكتاب أعجبتني
من لا يشعل سراجه لا يرى في الظلام سوى الظلام
قل لا إله إلا الله ولا شيء إلا الله وكن مسيحياً
الحب سعادة ترتعش"
المحدود من الناس محدود على حب المحدود من الحياة ، وشحيح البصر لا يرى غير ذراع من السبيل التي تطأه قدماه ،وذراع من الحائط الذي يسند إليه ظهره
و كم أرتجي خلا و خلي بجانبي و كم ابتغي أمرا و في حوزتي الأمر"
Even though this is by no means the best o Gubran s oeuvre ,this book appeals to me.As usual,his ability to intermingle philosophy with literature,pain with wisdom,and experience with art is beyond description.It seems my thrist for Gubran s writings will never be quenched...Appearantly,we will have another meeting,dearest Gubran.This wasnt the first,and it will never be the last!!