أصبحت لا أقيم للتاريخ وزناً ولا أحسب له حساباً لأني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم هواء الناس، إذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الأباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة. ولأن أرضيت الحقيقة بما أكتبه لها لقد أسخطت الناس عليَّ، ولكن لا يضرني سخطهم إذا أنا أرضيتها، كما لا ينفعهم رضاها إذا كانت على أبصارهم غشاوة من سخطهم عليَّ، وعلى قلوبهم أكنة من بغضهم إياي.
معروف الرصافي وهو معروف بن عبد الغني بن محمود الجباري، شاعر عراقي من أب كردي ينتسب لعشيرة الجبارة التي تسكن مدينة كركوك، وأم تركمانية من عشائر القره غول والتي يرجع أصولها إلى قبيلة الشاة السوداء التركمانية التي حكمت العراق وقسماً من إيران زمناً ماقبل العثمانيين.
ولد في بغداد عام 1877/1945م، ونشأ فيها حيث أكمل دراسته في الكتاتيب، ثم دخل المدرسة العسكرية الإبتدائية فتركها، وأنتقل إلى الدراسة في المدراس الدينية ودرس على علماء بغداد الأعلام كالشيخ عبد الوهاب النائب، والشيخ قاسم القيسي، والشيخ قاسم البياتي، والشيخ عباس حلمي القصاب، ثم أتصل بالشيخ العلامة محمود شكري الألوسي ولازمهُ أثنتي عشرة سنة، وتخرج عليهِ وكان يرتدي العمامة وزي العلماء وسماهُ شيخهُ الألوسي (معروف الرصافي) ليكون في الصلاح والشهرة والسمعة الحسنة، مقابلاً لمعروف الكرخي.
وعين الرصافي معلماً في مدرسة الراشدية التي أنشأها الشيخ عبد الوهاب النائب، شمال الأعظمية، ثم نقل مدرساً للأدب العربي في الأعدادية ببغداد، أيام الوالي نامق باشا الصغير عام 1902م، وظل فيها إلى أعلان الدستور عام 1908م، ثم سافر إلى استانبول فلم يلحظ برعاية ، ثم عين مدرساً لمادة اللغة العربية في الكلية الشاهانية ومحرراً لجريدة سبيل الرشاد عام 1909م، وأنتخب عضواً في مجلس المبعوثان عام 1912م، وأعيد أنتخابه عام 1914م، وعين مدرساً في دار المعلمين في القدس عام 1920م، وعاد إلى بغداد عام 1921م. ثم سافر إلى الإستانة عام 1922م، وعاد إلى بغداد عام 1923م، وأصدر فيها جريدة الأمل، وأنتخب عضواً في مجمع اللغة العربية في دمشق، عام 1923م، وبعد ذلك عين مفتشاً في مديرية المعارف ببغداد عام 1924م، ثم عين أستاذاً في اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1927م.
ولقد بني لهُ تمجيداً لذكراه تمثالاً في الساحة المقابلة لجسر الشهداء عند التقاطع مع شارع الرشيد المشهور قرب سوق السراي والمدرسة المستنصرية الأثرية.
توفي الرصافي بدارهِ في محلة السفينة في الأعظمية ليلة الجمعة في ربيع الثاني عام1364هـ/16 مارس 1945م، وشيع بموكب مهيب سار فيهِ الأدباء والأعيان ورجال الصحافة ودفن في مقبرة الخيزران، وصلى على جنازتهِ الشيخ حمدي الأعظمي، وشهد الصلاة عليه الشاعر وليد الأعظمي، ولقد قالوا في تأبينهِ قصائد كثيرة.
الكتاب مرعب وهو يتحدث عن النبي محمد بطريقه محايده جدا ً محللا ً ومنقبا ً بتاريخ الرجل سيصدم كل من يقرأه يجب أن تكون من أصحاب العقل المستنير ، الصبور ، المنطقي الرصافي قدم بحثا ً كبيرا ً وعميقا ً للشخصيه المحمديه أقلام المستشرقين واضحه بالبحث أصاب حينا ً وأخطأ حين سيغير من نظرتك من المفيد أن تقرأه ثم تحكم عليه : ملاحظه الكتاب ليس لأصحاب الأحكام المسبقه والخاتمين للعلم
قراءة في كتاب : كتاب الشخصية المحمدية / معروف الرصافي من الكتب التي أخافتني في حياتي القرائية، هذا الكتاب. قرأته في مرحلة الجامعة، وأعظم كارثة قرائية تواجهك كقارئ عندما يتم تصويب عقلك تجاه كتب لتحمل عينيك أفكار موجهة ضده. فأنا أحد الذين حملوا أفكارًا مبدئية تجاه الكتاب من قبل رجال دين – أصدقاء بحث في يومنا هذا هم ذو مكانة – رغم فسق البعض منهم. لكن الغريب أن هذا التوجيه لم يؤثر فلكتاب عامل تأثير سلبي منذ البداية. يُنسب الكتاب لمعروف الرصافي، الشاعر العراقي الكبير. لم ينشر في حياته – حسب ما أعرفه – وإنما بعد وفاته. هذا الكتاب المقلق الذي لو صح نسبته له فهو كارثة بكل المقايس – وليس هذا موضوعي – فالكتاب واضح المادة من خلال عناوينه حيث يتناول شخصية الرسول – صلي الله عليه وسلم – من عدة جوانب من ناحية العقل والنقل ويجعله في العارفين أي ليس بالأمي وعدة أمور خطيرة، ويتحدث عن الوحي وأنه من عند الرسول الذي أصبج جزء من كل مع الله!!. وقريس وبداية الإسلام والسير والغزوات... الخ ويخصص جزء عظيم من الكتاب للقرآن. أي أن الكتاب يتناول سيرة الرسول لكن وفق تأويل ونسق المؤف. الذي لا أعلم هل هو الرصافي أو غيره.
لم يذكر هذا المؤلف مطبوعًا أو مخطوطًا للرصافي في دراسة تناولته أو تناولت نتفًا من سيرته وذكرًا لمؤلفاته. لكن الدار تهبني وصية للكاتب "بأن يطبع بعد وفاته”!! وهذا يضاف لكمية الشك تجاه الكتاب، بينما (بعض) الدراسات الحديثة تقول بأن ثمة نسخة (مجهولة المصير) قد تكون تجمل نفس العنوان ولكن لا نعلم عن محتوى المادة ومدي مطابقته للنص الذي نشرته دار الجمل.
يضم الكتاب أطروحات غريبة تجاه اليهود (زمن الرسول عليه السلام)، وأطروحات عن المسيحية وصلب المسيح تقف إزائها بدهشة.
لو ثبت هذا الكتاب حقًا للرصافي أين هو من ذكره عن حساده وأعدائه وأقول ذلك لأنه كتاب لن يمر مرور الكرام على من عاش وسطهم من رجالات الدين سنة وشيعة في العراق ورجالات الدين في مصر والحجاز والشام في ثلاثينيات القرن الماضي لما فيها من أخطاء يفقه لها رجالات ذلك الزمن ببديهة سريعة لمكانتهم العلمية التي كانت دينية في مقامها الأول وأدبية. بعيدًا عن التمجيد هنا في هذا الموقع لجيل (( بعضه )) غارق في قراءات جلها لا يسمن ولا يغني من جوع وكل ماهو ممنوع إلا مانذر لأجل التسلية.
أؤمن بالمدرسة الديكارتية في التشكيك وعندي أول العلم الشك فيه. لكن المؤلف جعل الشك نهجه الأول في كل مواضيع حياة الرسول ولم ينظر حتى في الأحاديث وأكتفى بالقرآن الذي لم يسلم منه هو الآخر فأين الموضوعية؟! فعادة الشك تكون بين ما يحتاج تأويل، وعندما يرغب المؤلف في الأخذ من بعض الأحاديث يأخذ من ضعيفها ما يناسب فكرته.
قلة المصادر حيث لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، والكتاب يناقش قضايا مفصلية لا يمكن مناقشتها دون مصادر وهذه أصابتني بحيرة من المؤلف، والأنكى من هذا الجملة القديمة الذي يظنها صاحبها أنها تنجي من الملاحقة : ((ذكر في أحد المصادر، أو ذكر في بعض كتب السيرة....)) ولا نعرف ماهي هذه المصادر. ناهيك عن نقطة توقف أمامها وهي توثيقه لمصادر مطبوعة رسميًا أى بدار النشر والدولة والتاريخ وهي لم لم تطبع بعد (أي قبل 1933م) سنة الإنتهاء من الكتاب مثل كتاب الزمخشري (ط 1966م)، وربما الدار عمدت لمطابقة المصادر في طبعات حديثة وأوصلتها أي المصادر لـ(30 مصدر) وهذا ضد المنهجية لكن لو أردنا النزول عن هذه النقطة لربما كان هذا الجواب من الدار دون أدنى شك وشخصيًا لن أتقبل مثل هذا الدليل..
يغلب على الكتاب الأخذ من مصدر يتيم وهو يضم الأحاديث الصحيحة والضعيفة والأسطورية، وهو كتاب (السيرة الحلبية) لعلي الحلبي من رجالات (ق 17م).
تشكيك الكتاب بجميع مراحل السيرة النبوية للرسول – صلى الله عليه وسلم – وهذا غريب طوال نهجه في الكتاب الذي وصل لـ(766) صفحة، وهو يشكك في السيرة المحمدية في الوقت الذي تظنه يدافع ويمدح هذه السيرة.
وصف الرسول - صلي الله عليه وسلم – بالظلم وعدم العدل.
رغم الحيادية التي يحاول جاهدًا المؤلف تبنيها إلا كان يميل بعض الميل في بعض المواقف، ولا بأس بذلك فهذه من سمات المفكرين والكتاب العرب، إدعاء المثالية والحياد، أو هي سمة ذكية تزرع في الكتاب ليتم بها إثبات نسبته للرصافي وإذا ما عدلنا عن هذا الإدعاء فأين الحيادية بصفة عامة مطلقة في المنهج البحثي.
يتلاقى الكتاب في نهجه مع كتب مثل (صدام الحضارات) لـ"صموئيل هنتنغتون" وما يسوقه من تهم ضد الإسلام
التشكيك في ثوابت قرآنية وهو وحده من يثبت عكس م أخبرنا به الله في القرآن.
قوله بأن القرآن من كلام محمد وليس من عند الله.
النيل من غير العرب على طول الكتاب بعنصرية وقومية مقيتة.
الغريب هنا في هذا الموقع أن الكثير يخبرك أن الكتاب لأصحاب العقول المنفتحة ولأصحاب العقول المتجردة.. لأصحاب العقول النيرة.. لأصحاب العقول غير المتدينين وغير الملحدين .. الكتاب ليس لأصحاب الأحكام المسبقة... حسنًا حسنًا من منحكم هذه الوصاية وهذا التخصيص؟.
أول قراءة لي في أعمال معروف الرصافي. تعرض معروف الرصافي في هذا العمل رفيع المستوي لركام الروايات في التراث الإسلامي وعرضها علي ميزان العقل ولم يتوقف عند مسلمة من المسلمات إلا ونبشها ونقحها وكشف ما فيها من عوار. وهو علي حسب تعبيره يكتب للحقيقة لا للتاريخ ولا يخشي في سبيل الحقيقة لومة لائم.. وقد فعل.
استعان الرصافي بمعرفة راسخة باللغة العربية والبلاغة, أيضا دراسته لأمهات كتب التراث ويبدو أنه تعرض أثناء دراسته بشكل جيد لعملية التطور في تفسير وتداول النص القرآني خلال القرون الثلاثة الأولي وعلاقتها بالصراع السياسي الذي دار وقتها. هذه المعرفة مع المنهج العقلاني انتجت عملا نادرا في التراث المعرفي الإسلامي.
تتناقض أفكار الرصافي مع الشكل السائد حالياً من تدين المسلمين في العالم العربي, فالشكل السائد يصدق الروايات وفقا لإسنادها لا للفكرة التي تحملها حتي وان كانت مخالفة لنص القرآن أو مخالفة لمنطق العقل السليم. والدين نفسه اصبح طلسما لغويا وبلاغيا لا يتلقاه المؤمنون إلا من خلال وسطاء يصيغون لهم علاقتهم بخالقهم ويظبطون إيقاع إيمانهم فيتلاعبون بهم وبأفكارهم و يحملونهم علي أي وجه يشاؤون. لكأن أكثرية متديني اليوم عادوا الي عبادة الله من خلال الوسطاء مرة أخري!
يستاء الرصافي بشدة اثناء سرده للعمل من هذا الشكل من التدين وينزع القدسية عن الوسطاء مهما علت درجاتهم ويضعهم علي طاولة النقد من أول إبن اسحق- إبن هشام - الزمخشري -البخاري- إبن سيرين - السيوطي- الحسن البصري- إبن القيم - إبن تيمية. وعادة وجدت منطق قوي وقيمة عالية في النقاط التي أثارها.
عرض الكاتب فكرته الخاصة عن العقيدة فهو مؤمن بفكرة وحدة الوجود وهي فكرة في الفلسفة الإسلامية تفترض ان الخالق موجود في كل شيء ولكن أشخاص موهوبة فقط هي التي تستطيع التماهي والغوص في الذات الإلهية أو الموجود المطلق وتستقي منها الحكمة الإلهية. ومن هذا المنطلق لا ينكر نبوة الرسول ولا ينكر رسالة الخالق وإنما هي عنده صحيحة داخل هذا الإطار. هي فكرة فلسفية لا أدري كيف يمكن إثباتها إلا أنها جديرة بالتأمل
تذكرت اثناء قراءتي هذا العمل كتاب نقد العقل المسلم لعبد الحليم أبو شقة ورأيت مسارا فكريا يسير علي استقامته بينهما مع فارق الزمان والمكان. انها نفس فكرة التحرر من الخوف وطلب الحقيقة اينما وجدت وكيفما كانت.
حاول الرصافي أن يأتي بتفسير مقبول عقليا لفكرة الوحي والنبوة أيضا حلل الأفكار الأساسية للقرآن وتعرض لطريقة تنزيله وبلاغته وفكرة الإعجاز الكامنة في معناه. وفي النهاية اقنعني الرصافي بأن العقلانية مذهب واعد قد يزيح مذاهب الخرافة والوسطاء إذا كان مقدراً للأمة الإسلامية أن تستمر وتشارك الحضارة البشرية في البناء والإضافة للتراث الإنساني بدلا من حالة العداء والعجز التي يكرسها يوميا وسطاء الدين الحاليين.
أنصح بقراءة العمل واعتبره نسقا فكريا متميزاً
إذا كنت قرأت هذا العمل وأعجبك قد يعجبك أيضا كتاب تاريخية الدعوة المحمدية- الوحي والقرآن والنبوة لهشام الجعيط أيضا نقد العقل المسلم لعبد الحليم أبوشقة أيضا نقد الخطاب الديني لنصر حامد أبوزيد
الكتاب وجبة دسمة لمن أراد متعة القراءة ولعله أجدى للباحث من الهاوي واستخلاص النتائج ولب المقصود يتطلب اجتهاد وصبر على ما هو مكتوب...طلب الرصافي نشر كتابه هذا بعد موته لانه احتوى على كثير من المتناقضات التي اكتشفها في سرد السيرة بالتواتر عن الرواة كما أنه أشار الى عظم ما اقترفه الناقلون من مبالغات وافتراءات وأكاذيب كتبت لأغراض في هوى الناقل وتعددت أسبابها...كتب الرصافي الشخصية المحمدية بطريقة لم تكتب من قبل .....كتاب رائع
بوصوا يا حبة جهلة النبي بتاعكم دا نبي جدع و طيب بس مش هو اللي كتب القران ومفيش وحي دي كدا المقدمة
الراجل كذاب بشكل بسيط
يعني مثلا فيه فصل بيتكلم علي ان النبي كان بيعرف يقرأ الكتابة و القراءة بس كان مخبي واللي يعرف السر دا العباس
و ضرب موقف ان العباس كان بيكلم يهودي ف سئله ع النبي ف اخبره علي اللي قاله النبي وصفاته وجه عند سؤال هل النبي يعرف القراءة و الكتاب ف الكتاب غير كلمة ف خلي الحديث انه بيعرف يقرأ
تدور وتعمل سيرش تقرأ انه كان يتمني يقول انه بيعرف يقرأ ويكتب
طول ما انت ماشي بتلاقي حاجات كدا
اعتماده علي السيرة الحلبية بنسبة 90% واختياره للمواقف بعينها وعدم التراجع ولا البحث يضعه ف مجال الشك و الكذب
الموقف النهائئ لما كان بيتكلم علي ستنا خديجة وبما اني أحب ستنا خديجة و علاقتها بالنبي
ف اتي بموقف غريب ان النبي اختار وقت مرض موتها ودخل عليها وقال لها بما معناه ان الله سيزوجه من ستنا مريم و اسيا عوضا عنها ف الجنة ف اكتئبت و توفت
بينما هو الكاتب عامل يقول النبي واد ايه كان حنين وبيتعامل برقي مع زوجاته
بحثت عن الحدديث ف وجدته مذكور بالفعل ف 7 كتب للسيرة كبيرة وهامة بس بكل بساطة اجماع علي ضعف الحديث و الرواة
الاشارات كلها ، ان محمد كان لا يريد مجد ولكن يريد ان يتم ذكر اسمه ، النبي كان مختال بنفسه اي اشارة للقرآن ف هي قرآنه ، كتابه ، اياته بكل بساطة كل الحاجات اللي انت بتسمعها اعتقد مصدرها الكتاب دا
من تقديس للنبي او التبرك بالبول الخاص بالنبي و زواج القاصر وكل الادعاءات القابلة للكلام
فين الحياد؟ فين الابحاث؟ فين المجهود المبذول غير ف لي عنق الاحاديث واختيار كل الاحاديث الضعيفة
خلصنا من دا ، يتفضل لينا اللهجة الجازمة القاطعة بالعلم والفهم وف النهاية يقولك باسم الحقيقة المطلقة
بأسم الحقيقة المطلقة اللانهائية أني أكتب للحقيقة لا للتاريخ هكذا يبدأ الرصافي بسرد أحداث أكثر شخصية مؤثرة في تاريخ البشرية محمد بن عبد الله رجل واحد من قريش ينتهي بأمه تعدادها مليار ونصف يرددون اسمه كل يوم ياله من مجد.! لكن هل المجد يأتي بسهوله؟ هل التاريخ يرحم العظماء؟ صفحات الكتاب صادمة موجعة تضعك في حيرة هل هذا الشخص الذي سمعت عنه من ابواك وشيوخك هو نفسه الذي يتكلم عنه الرصافي، هل هذا الشخص الذي هو " رسول الإنسانية " هو الذي يذكره الرواة هنا؟
كانت أول وأخطر عملية في تنقيح كتب التراث الإسلامي والتي تقع برأيي مصاف الجنح الثقافية الكبرى ما قام به إبن هشام من تشذيب السيرة النبوية التي كتبها ابن إسحاق والتي تعد المصدر الأساس والأصل الذي نقل عنه جميع من كتب سيرة محمد أو ارخ لحياته. لذلك فقدنا وثائق تاريخية بالغة الأهمية تؤرخ الصراع بين محمد ومناوئيه في تلك الحقبة.
وهنا يسأل سائل : إذا هذا بعض ما جاء ما كتب في السيرة النبوية بعد التنقيحات والحذف فما بالك لو قرأت السيرة بلا حذف أو تعديل.
أوصى الرصافي أن ينشر الكتاب بعد مماته لما فيه من حقائق تاريخية ربما تكون صادمة لنسبة كبيرة من المتشددين تضعه في مواقف خطيرة. .
"محمد في نظري أنا الذي لا أؤمن بالله وبالوحي ولا أقول بنبوته أعظم بكثير من محمد الذي تنظر إليه بعين النبوة." هذه العبارة التي قالها الملحد شبلي شميل مخاطباً الشيخ محمد رشيد رضا، تلخص ما يود الرصافي قوله بكتابه الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس.
الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي صاحب الأبيات التي حفظناها في صغرنا: انظرْ لتلك الشجرة ** ذاتَ الغُصُون النضرة. يفاجئنا بتحليل جريئ للسيرة النبوية بتجرد يدعو للإعجاب بحق لا يُتصور صدروه عن "كافر" فضلاً عن "مؤمن" عاش ودرس في بيئة إسلامية. فلا عجب من منعه في أغلب الدول العربية
الكتاب ذو الـ770 صفحة ظل طي الكتمان لـ70 سنة نشرته بعدها دار الجمل في 2002 ليثير جدلاً سواء حول محتواه أو بالشكوك الحائمة حول نسبته للرصافي، إلا أنك بلا شك ستقرأ السيرة كما لم تقرأها من قبل.
وقد استفسرت من دار الجمل عن التهم الموجة لهم حول الكتاب فجاءني الرد من الشاعر خالد جابر بالتالي:
((هذه الترهات أعرفها واطلعت عليها في حينها. ثمة نسخة من المخطوطة في المجمع العلمي العراقي وهي موصوفة في كتاب "مخطوطات المجمع العلمي العراقي" لكوركيس عواد، النسخة الأصلية موجودة في جامعة هارفرد. نسخة أخرى بخط مصطفى علي، أصلية مكتوبة في 23 دفتر مدرسي تحمل صورة الملك غازي بحوزتي. الإشارة الى مصادر اعتمدها الرصافي وذكرناها بتواريخ لاحقة، من أجل التحقق من الاستشهادات، فالرصافي كان يستشهد غالبا من الذاكرة، ولم نجد نفس الطبعات التي قرأها أو كانت بحوزته، عدنا الى ذات المصادر ومن أجل الدقة، تحققنا من الإستشهاد وذكرنا الكتب التي عدنا اليها بطبعاتها اللاحقة. ))
يبتدئ الكتاب بإعادة تركيب مسلمات كالتوحيد وحال قريش قبل النبوة ومعنى النبوة ثم يناقش مصداقية المرويات ثم يبدأ في وصف محمد وبعدها يتسلسل البحث زمنيًا حتى آخر الغزوات. ثم ينتقل لوصف ما حول محمد من أموال وأملاك وموارد وزوجات ويسهب في ذلك. بعدها يحلل الشريعة الإسلامية وطقوسها من صلاة وحج وعمرة وصلاة ثم ينتقل لقضية المعجزات التي يرفضها تمامًا ويعطي تحليل "عقلاني" لها حتى ينتهي إلى المعجزة الكبرى وهي القرآن،
فيخصص الثلث الأخير من الكتاب لتحليل القرآن: ماهيته وتفاعله وإعجازه وتوثيقه وقراءاته ويخلص بعد إستنباط وإستقراء موسع بأن "عبارة القرآن لمحمد وإن كان المعنى منزلاً إليه بطريق الإلهام"
ثم يوضح نوع هذا الإلهام بلغة صوفية قائلاً: "إن محمد ببلوغه هذا المبلغ الأسمى من إدراك أنه لا موجود إلا الله قد استطاع بقدرة فائقة أن يندمج في الوجود الحق الكلي المطلق اللانهائي فانياً فيه، متلاشياً به، غائباً عن وجود نفسه الجزئي، ولذلك جاز له أن يقول ويفعل عن ذات الله" ويجيب على "ثغرات" طرحه قبل أن تخطر على بال القارئ. إجابة العالم المطلع بالإسلام واللغة.
واليوم بينما تنهال الطعون في علم كل من ينتقد إعجاز القرآن البياني نجد الرصافي مفندًا الإعجاز القرآني بعشرات الصفحات، فهل الرصافي أيضاً جاهل بالعربية لكي لا يُقبل نقده؟! ولو لم يكن نقد الرصافي للإعجاز حجةً فليت شعري نقده يبقى لمن !
الجدير بالذكر أن علي الدشتي كتب (23 عاماً دراسة في السيرة النبوية) بالفارسية ثم تُرجم للعربية، فأطلعت عليه وما هو إلا سرقة بائسة لكتاب الرصافي هذا. فالكتاب بديع بلغته، مستفز بتجرده، مثير بقضاياه، مفيد بمداخلاته، صريح بذكر المسكوت عنه، يفوته الكثير من لم يقرأه.
كنت قد كتبت مطولاً عن هذا العمل ضمن الفيس بوك ،لذلك لن اُطيل . العمل ليس عمل عادي ،٧٦٨ صفحة قد تقلب حياة قارئها إن لم يكن مستعد لهضم وجهة نظر معروف الرصافي .فالكاتب يُقدم شخصية الرسول من ناحية انسانية بحتة ويُزيل غطاء المعجزات و الخوارق عن كل ما حدث ،اعتقد بأن أي قارىء لا يتمتع بنضج ديني عام ،سيعتبر هذا العمل اهانة أو تحريف للحقيقة أوسيرميه ببساطة . شخصياً استمتعت جداً بالغوص في اعماق شخصية قلبت العالم رأساً على عقب وانصح كل الجاهزين لخوض تجربة دينية بحثية ،بقرائته . شكرا لمعروف الرصافي لهذا الإنجاز
كتاب جميل صراحة ومقنع جدا ومنطقي، يحتاج من القارئ أنه يكون عقله متفتح ويتقبل مختلف الآراء والانتقادات حتى لو كانت تتعلق بمقدساته. شي حلو إنك تقرا عن دينك اللي ورثته عن آبائك وأجدادك من غير تفكير وتبحث عن الطريق الصحيح بنفسك. عيب الكاتب الوحيد إنه طائفي والموضوع هذا واضح جدا رغم إنه يقول في مقدمة الكتاب إنه يكتب للحقيقة بعيدا عن الأهواء والعواطف ولكنه ماقدر يتغلب على هذا الجانب.
قد لا يجد الساخطون على موضوع هذا الكتاب شيئاً يعيبونه على الكتاب ومؤلفه سوى استخدامه للسيرة الحلبية كمرجع شبه حصري مع عدم موثقيتها، لأن الرصافي بعكس غيره من النقاد كان شديد الاحترام في حديثه، ومنطقيًا في كل أطروحاته ودائما يترك مجالا لاحتمال خطأه من دون تعنت لرأيه ويسأل القارئ أن يعتقد في النهاية ما يرى. ومسألة الاعتماد على السيرة الحلبية أشكلت في البداية لدي أيضاً، ثم ادركت ان الأمر سواء.. لأن الرصافي يناقش الموروث الإسلامي بكليته.. بموثوقه ومعلوله.. والأهم بما هو مترسخ في عقول عامة المسلمين.. ولذلك لا يعيب عليه أي مصدر اتبع.. فهو لا يناقش مسائل محددة وضيقة بقصر نظر.. وإنما يمحض المنظومة كاملة
لو كان لي أن أعيد تسمية الكتاب لقلت أنه "محمد العربي" بل "العروبي، كنت في بداية الكتاب أعود لأوله بين حين وآخر لأتأكد أن الكاتب ليس صدام حسين. الكاتب كما أورد في مقدمة الكتاب؛ يؤمن أن محمد هو أعظم قائد للأمة العربية وأن رسالته لم يشبها إلا دخول الأجانب فيها، خاصة من الفرس، مع أن التاريخ العربي-الإسلامي مليء بالإنجازات ��لثقافية والعلمية لغير العرب. الخلاصة أن الرجل يرى أن كل سلوك القائد الإسلامي كان مبرراً ومحموداً لأن كان يهدف إلى توحيد العرب وتشكيل الأمة العربية الواحدة القادرة على منافسة باقي الأمم. وأن كل شيء من بعده مباح في سبيل القضاء على الشيعة. أسلوب الكاتب في البداية بدا سلساً، لكنه بعد 500 صفحة من التكرارات يصبح مملاً سمجاً، ما جعلني أبطء في قراءة نصفه الأخير. يغرق الكاتب في تفاصيل جانبية ويسوق لها كل ما يتوفر له من الأدلة لدرجة أنه في بعض الأوقات ضعّف بعض الروايات ثم استشهد بها في إثبات نقاط لاحقة، وهو يورد الرواية التي توافق طرحه مهما كان المصدر ثم يشكك فيما ينافيها مهما كان المصدر. وفي الفصل الذي يناقش النص القرآني من ناحية علمية كان في بعض الأحيان "يهرف بما لا يعرف". لم يتطرق الكتاب إلى آخر أيام محمد، والتي كانت بنظري العامل الأساسي في هدم ما بناه محمد طوال أيام الدعوة، فالأيام الأخيرة كانت مليئة الشك والخوف من المؤامرة والتخويف من الإبداع والمخالفة وما إلى ذلك مما يتمسك به الكثير من سلفيي قرننا هذا. للكتاب الكثير من الجوانب الإيجابية، أظن أن ثلثه الأول يستحق خمسة نجوم، إلا أن بقيته وما غاب منه تعيب عليه الكثير وتوحي لي أن الكتاب ربما كان مجرد نسخة أولية بحاجة للكثير من التحرير وإعادة التشكيل قبل نشرها.
السخصية المحمدية لمعروق الرصافي, رؤية أخرى لحياة النبي محمد, استطاع فيها الكاتب عرض زوايا لم يسبق لنا أن قرأنا عنها في حياة النبي محمد مستشهدا بأمهات كتب التاريخ الإسلامي, أنصح به جدا
واخيرا بعد أربعة أشهر من القراءة المتقطعة أسدل الستار عليه ، تواجد هذا الكتاب لدي منذ عام 2011 والشكر موصول للزميل عبد العظيم المحيميد لتزويدي به ولكن ضخامته وقلة معرفتي جعلتني أأجل قراءة الكتاب مرة تلو الأخرى حتى شاهدت اقتباسات منه على يد القارئ الزميل حسين كاظم والذي أعطاني دفعة قوية لأقرر البدء به وعدم تركه حتى آخر صفحة
يتناول الرصافي في هذا الكتاب حياة النبي محمد صل الله عليه وآل وسلم ليس كنبي مرسل ولكن كشخصية عظيمة جدا فالكاتب لا يؤمن بنزول ديانات سماوية ولست بصدد الرد على اشكالاته فالمختصون لذلك هم من يتصدون للرد على تلك الاشكالات ، الواضح من التطلع إلى هذا الكتاب يتضح أن الرصافي اصطدم بموروث روائي متناقض وحياة غلب عليها الفساد في ديار المسلمين لذا طفى الشك على مفاصل فكره فما كان منه إلا طالع وبحث عن كل صغيرة وكبيرة في حياة النبي وبحث فيها والأساس الذي اعتمد عليه هو البحث عن الحقيقة وهذه نقطة تحسب له وإن كانت نتيجة بحثه لا ترضينا فتلك نقطة أخرى
البحث كان موضوعي من ناحية ومتطرف من نواحي شتى فالمصادر التي اعتمد عليها الرصافي قليلة جدا ولا تكفي لتبني رأي رصين ، كما أن الرصافي فسر العديد من الأمور بالرأي وحيث أنه شاعر وليس بعالم دين لا يجدر به القيام بذلك منفردا بمعزل عن المختصين ولكن ذلك حدث لنتيجة معروفة ، فالرصافي يعلم أنه لو اطلع على هذا الكتاب أحد لأقصي ونقم عليه لذا نرى أن هذا البحث لم يخرج للنور إلا بعد وفاة كاتبه
بالنسبة لي وبعد قراءة هذا الكتاب لابد من البدء في التغيير والاشتغال من قبل المختصين على تنقيح الموروث الديني ، فالرصافي وكثير من أمثاله ما وصلوا إلى نتائج كهذه إلا نتيجة لما تحصل لديهم من وجود هذا التضارب في الموروث الذي وصل إلينا ، الزمن اليوم غير الزمن بالأمس البحث والقراءة والنقد أصبح شغل الكثيرين وليس مقصورا على فئة الباحثين
v تعليق: ليس من التبجح في شيء إذا قلت أنني قرأت بعض الكتب التي تتناول موضوع نقد الفكر الديني، وللأمانة فجلها إن لم يكن كلها قد غرف غرفة من بحر الدين وركز عليها ونسي أنه يغرف من بحر، ولكن هذا الكتاب الذي بين يدينا يختلف عن سابقيه فهو فعلاً يحاول أن يسرد سيرة المصطفى وينكر كل ما جرى معها يخالف العقل. ينطلق الكتاب من بيان مبدأ وحدة الوجود وأن محمد قد أدرك ذلك وصار لسانه لسان الله وفعله فعل الله على الأرض وعندها أنكر الوحي وشبهه بحالة عصبية تنتاب الرسول الكريم ..مع أن الكاتب لا ينفك في كل بحث من أبحاث الكتاب أن يبدي إعجابه بشخصية النبي محمد. وهو يطعن في رواية الأحاديث ويقول أن الكثير منها قد تم تلفيقه وبناء عليه لا مصدر للتشريع عنده إلا من القرآن مع أن القرآن عنده أيضاً ليس توقيفياً إنما روي بالمعنى عن صحابة رسول الله..... لست متخصصاً في الرد على هكذا كتب ولكن هناك الكثير من الإشكاليات التي يطرحها الكتاب وليس عندي إجابات عنها وقد أختلف مع الكاتب في بعض النقاط ولكن لا يمكنني إلا أن أشهد بعلم وافر حازه هذا الرجل.. هل الكتاب هو تجديد في الفكر الديني أم هو سبة لهذا الدين؟ لا أملك إجابات واضحة عن ذلك. هناك بعض النقاط أشار إليها الكاتب أحببت أن أسلط عليها الضوء وهو نقد بسيط مني لما جاء في الكتاب: • يرجع الكاتب معظم الأحاديث إلى السيرة الحلبية والسيرة الحلبية معروف أنها من أوسع السير وبالتالي فهي تحوي على جميع الأحاديث صحيحها وضعيفها على سبيل الجمع وليس الإقرار فلو ذكر الكاتب تخريج أحاديثه الواردة في الكتاب لكان أقوى وأفضل. • مر في الكتاب الجملة التالية: "الصدق ليس ما وافق الواقع، ولا الكذب هو ما خالفه، بل الصدق هو ما وافق المصلحة، وإن خالف الواقع والكذب هو ما خالفها وإن وافق الواقع.. وهذا لعمري حكمة بالغة لأن الصدق المثير للفتنة هو الكذب عينه فإن الكذب لم يستقبح إلا لكونه مضراً، فالصدق المضر كذب أيضاً." وقد بنى الكاتب على ضوء هذه العبارة الكثير من أحكامه.!؟ • في بداية الكتاب عندما يتحدث الرصافي عن بيعة العقبة ويسأل أحد الأنصار النبي بأنه بين اليهود وبين الأوس والخزرج عهود ومواثيق وإنهم لقاطعوها فقال لهم الرسول الدم الدم والهدم الهدم. هنا علق الكاتب بأن الرسول كان يبيت قتل اليهود وإبادتهم قبل مجيئه للمدينة.ولكن وقبل نهاية بحثه يعود لنفس الموضوع ويتكلم عن اليهود في المدينة فقال: أخذ محمد يداريهم في أول الأمر فبذل جهداً كبيراً في مداراتهم واستمالتهم إليه، ثم تبين له أنهم لن يصافوه وأنهم سيبقون عثاراً في طريقه فقر الرأي عنده على استئصالهم فاستأصلهم بالجلاء والقتل.! فأقول: هل كان الرسول يبيت قتلهم أم أنهم لم يستقيموا وجهد في مداراتهم ثم أستأصلهم.؟ فسبحان معطي العقول ومعميها كما يقول الكاتب. • يتكلم الكاتب على آية مرج البحرين لا يلتقيان ويقول كيف لا يلتقيان ونحن نرى أن ماء دجلة والفرات يصبان في شط العرب وفي الخليج العربي ولا نميز بين الماء العذب والماء الأجاج، وهنا لا أعلم إن كان الكاتب قد سمع بالتيارات البحرية.!؟
v هوامش على الكتاب: • إن النصارى لم يكفروا بجعلهم المسيح إلهاً، وإنما كفروا لتخصيصهم ذلك بالمسيح..ابن عربي. • أول من دوّن الأحاديث هو محمد بن إسحاق صاحب المغازي والأخبار في عهد أبي جعفر المنصور، ومنه أخذ من جاء بعده من الرواة وكتاب السير، فكلهم فيما كتبوه عيال عليه. • قصة نوم الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عائد من إحدى غزواته مذكورة في كتب السيرة في أكثر من واقعة فهي ذكرات عند مرجعه من تبوك وعند مرجعه من الحديبية وعند مرجعه من حنين وعند مرجعه من وادي القرى، ومن البلاهة أن نقول كما قال صاحب السيرة الحلبية بأنه لا مانع من تكرر الحادثة. • "من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء له" مسند الإمام أحمد. • قصة قتل خالد بن الوليد لقريش يوم فتح مكة وكلام الأنصاري للرسول أردت أمراً وأراد الله غيره .. السيرة الحلبية 3على 84. • إذا أردت أن تعرف تاريخ ولادة النبي ورجعت إلى كتب القوم فإنك ترى العجب العجاب، ففي رواية أن ولادته كانت في عام الفيل، وفي أخرى كانت في يوم الفيل لا عامه وفي رواية كانت ولادته بعد الفيل بخمسين يوماً وفي أخرى كانت بعد الفيل بخمسة وخمسين يوماً وفي أخرى بعده بعشر أيام وفي (79)أخرى بعده بأربعين يوماً، وفي أخرى بعده بعشر سنين وفي أخرى بعده بثلاث وعشرين سنة وفي أخرى بعده بثلاثين سنة وفي أخرى بأربعين سنة وفي أخرى بعده بسبعين سنة وفي رواية أخرى كانت ولادته قبل الفيل بخمس عشرة سنة وإذا حسبنا عدد السنين مما قبل الفيل بخمس عشرة سنة إلى ما بعده بسبعين سنة كان عددها خمساً وثمانين سنة وذلك أكثر من الزمن الذي قضاه محمد في الحياة يزيد عليه اثنتين وعشرين سنة فهل هذا اختلاف في الرواية أو هذا اضطراب..؟ للتأكد من صحة هذا الروايات ارجع السيرة الحلبية, الجزء الأول 58,59> • العقل الفطري من حيث انه مصدر للحجة يقال له عقل، ومن حيث انه مصدر للانتباه والفطنة وسرعة الفهم يقال له ذكاء. • عبيد الله بن جحش ابن عمة الرسول، هاجر إلى الحبشة وكان مسلماً وعندما وصل الحبشة تنصر ومات نصرانيا في بلاد الحبشة وكان يمر على المسلمين هناك ويقول فتحنا وصأصأتم. • خلأت الناقة وألخ الجمل وحرن الفرس. • قصة توزيع الغنائم الآتية من بلاد الفرس وبينها ثلاث بنات لملك الفرس ودفاع علي بن أبي طالب عنهن. • بلغت غزوات الرسول التي خرج فيها بنفسه سبعاً وعشرين غزوة، كما بلغت سراياه سبعاً وأربعين سرية. • الكتاب يقرر عبر فصوله أن النبي محمد لا يعلم الغيب مستشهداً "ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء". • الفرق بين الفقير والمسكين، الفقير من يجد القوت والمسكين من لا شيء له، وقيل الفقير: المحتاج، والمسكين: من أذله الفقر أو غيره من الأحوال. وكان يونس يقول: المسكين هو شد حالاً من الفقير، قال: وقلت لأعرابي:أفقير أنت؟ فقال: لا والله بل مسكين، وفي الحديث لي المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، وإنما المسكين الذي لا يسأل ولا يفطن له فيعطى. • قالوا في تفسير "وهم صاغرون" أي تؤخذ منهم على الصغار والذل وذلك أولاً: بأن يأتي بها بنفسه فلا يجوز أن يرسلها مع غيره، ثانياً بأن يأتي بها ماشياً غير راكب، ثالثاً: بأن يسلمها وهو قائم والمستلم جالس، رابعاً: وهذا أغربها بأن يتلتل تلتلة ويؤخذ بتلبيبه ويقال له: أد الجزية وإن كان يؤديها وأن يدفع في قفاه. أي يساق بعنف. • "وهم صاغرون" أي ذليلون حقيرون مهانون فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين بل هم أذلاء صغرة أشقياء كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه» ولهذا اشترط عليهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تلك الشروط المعروفة في إذلالهم وتصغيرهم وتحقيرهم وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح نصارى من أهل الشام: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديراً ولا كنيسة ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي منها ما كان خططاً للمسلمين وألا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ولا نؤوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوساً ولا نكتم غشاً للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركاً ولا ندعو إليه أحداً ولا نمنع أحداً من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم في قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولانكتني بكناهم لا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئاً من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤوسنا وأن نلزم زينا حيثما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضرباً خفيفاً وأن لا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين ولا نخرج شعانين ولا باعوثاً ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ولا نجاورهم بموتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم. قال فلما أتيت عمر بالكتاب زاد فيه ولا نضرب أحداً من المسلمين شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا عليه الأمان فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق. تفسير ابن كثير الصفحة 191. • جملة أموال الفيء هما حصنا الوطيح وسالم، وفدك، وأرض بني النضير، وحوائط مخيريق، قال الحلبي في سيرته : إن ذلك كله كان للنبي خاصة فكان ينفق من ذلك على أهل بيته سنة وما بقي جعله في الكراع والسلاح في سبيل الله. • إن المرأة الغيراء لا تعرف أعلى الوادي من أسفله.. حديث. • زوجات النبي هن: خديجة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة وميمونة وزينب وجويرية. • لم يقم الحد على على عبد الله بن أبي بن سلول في حادثة الإفك. • تلقَ ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هجيت لست بشاعر. • مذمماً أبينا... ودينه قلينا... وأمره عصينا... أم جميل امرأة أبي لهب. • أرائيك فليغفر لي الله زلتي..... فديني ودين العالمين رياء. المعري. • وفي النفس ما أعيا العبارة كشفه..... وقصر عن تبيانه النظم والنثر. الرصافي. • إن تعلق إرادة الله بأمر من الأمور في الأزل هو القضاء، وإن إيجاد ذلك وإظهاره في الوجود على الوجه الذي أراده الله في الأزل هو القدر. فالسبب القديم الأول الذي ليس له ابتداء كما أنه ليس له انتهاء هو الله. وتعلق إرادته في الأزل هو القضاء الذي هو مسبب الأسباب، والأقدار كلها مسبَبة عنه بالتسلسل على الوجه الذي ذكرناه. • الحب يعمي ويصم، ولا ريب أن الإيمان كالحب يعمي ويصم أيضاً فكما أن الحب يعمي صاحبه عن معايب الحبيب، كذلك الإيمان بكمال شيء يعمي صاحبه عن نقائصه. • نحن بما عندنا وأنت بما..... عندك راض والرأي مختلف. • قصة ارتداد كاتب الوحي عبد الله بن أبي سرح وعودته لمكة ودخوله في جوار عثمان بن عفان(صديقه) يوم فتح مكة وعفو الرسول عنه. • يذكر أن رجلان رأيا شبحاً من بعيد فاختلفا فيه فقال أحدهما: إنه عنزة، وقال الآخر: إنه رخمة، وتجادلا كل في إثبات مدعاه، واشتد بينهما الجدال وبينما هما في ذلك إذ طار الشبح المرئي فتحقق القائل إنها رخمة، وقال لصاحبه: انظر إنها قد طارت، فقال صاحبه: عنزة ولو طارت... والرخمة طائر أبقع يشبه النسر. • أخذ الكاتب على حديث الرسول لعلي بن أبي طالب عندما أخبره بأن من يقتله أشقى الآخرين وأن أشقى الأولين هو قاتل الناقة من قوم ثمود.. حيث قال الكاتب كيف يمكن أن يكون قاتل الناقة أشقى الأولين مع أنه تعطى مئة ناقة دية في قتل أقل إنسان.. استغربت جداً من هذا النقد ولكن الكاتب كرر ذلك أكثر من مرة في الكتاب فهل يمكن أن الكاتب لا يعلم بأن ناقة صالح هي معجزة إلهية وأنها خرجت من الصخر وأنها ليست كأي ناقة وأنها أخرجت لما طلبت ثمود ذلك.!؟. • يقول تعالى"وخلق الجان من مارج من نار" ويقول"والجان خلقناه من نار السموم".. ويقول "وجعلنا من الماء كل شيء حي". • الدين إيمان بالغيب ولذا لا يخاطب العقول وإنما يخاطب العواطف والنفوس الحساسة، حتى أنه في الأكثر ينزل بمخاطبيه إلى منزلة صغار الصبيان. • كان أبو موسى الأشعري عامل عمر بن الخطاب على البصرة فلما بلغ عمر أن أبا موسى اتخذ كاتباً نصرانياً كتب إليه بإقصائه عنه، وقال في كتابه لا تكرموهم إذ أهانهم الله ولا تأمنوهم إذا خونهم الله ولا تدنوهم إذا أقصاهم الله فكتب إليه أبو موسى: إنه لا قوام للبصرة إلا به، فأجابه عمر قائلاً: مات النصراني والسلام، يعني هب مات فما كنت صانعاً حينئذ فاصنعه الساعة واستغن عنه. السنن الكبرى للبيهقي. • كيف استطاع إبليس أن يدخل الجنة ويوسوس لآدم وحواء بعدما قيل له "اخرج منها فإنك رجيم".. والوسوسة هي الكلام الخفي كالهمس ولا يكون إلا من مكان قريب..؟ • الأئمة ألاثني عشر هم: الحسن والحسين وزين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ومحمد الجواد وعلي التقي والحادي عشر هو حسن العسكري والثاني عشر هو محمد المهدي صاحب الزمان وهو حي باق إلى أن يجتمع بعيسى عند نزوله من السماء. • إن العقول والأفكار أقل وأحقر من أن تدرك كنه الذات السرمدية، ونحن في كلامنا هذا نحوم حول معرفة الله فلا نرى في أبعاد اللانهاية سوى لآلاء نور سرمدي نلحظه من طرف خفي كل الخفاء. •
هذه القراءة هي الثانية لهذا الاكتشاف والأعمق.. لا يزال الكتاب صادما بالنسبة لي و مقنعا لدرجة كبيرة.. حق علي المسلمين لو كانوا يؤمنون بأحقيتهم في دين الله وأنهم هم وحدهم من هداهم الله أن يقرأوا ويحققوا في هذا الكتاب و ينظروا في نظرة الرصافي في التاريخ وللنبي!!! ولكن هيهات أن ينهظوا أو يفعلوا كل ذلك
ورثنا الدين عن والدينا ووالد والدينا ولم نأخذه لأنه مقنع أو معجز ولكن صدفة ككل البشر حين يختار لهم الوالدين دينهم قبل أن يولدوا حتى..
أليس جديرا بنا أن نتوقف للحظة ونتساءل عن معنى هذا الذي ورثناه وصدقه من كذبه!!
كلام منمق وأدبي وجميل ولكن مالفائدة إن كان كله مبني على افتراض باطل.. ظهر هكذا فيض الخاطر دون دعم او دليل .. افترضت افتراضاً وبنيت عليه وما زلت أبني وأعلي في البناء ولكن كل ذلك كان على شفى جرفٍ هار فانهار بالبنيان كله. وكما قيل: عِيُّ اللّسان مع الحق خيرٌ من فصاحتهِ مع الباطل. -وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناهُ هباءً منثوراً- -وأما الزبدُ فيذهبُ جُفاءً وأما ما ينفعُ الناس فيمكث في الأرض- - ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب-
اي محاوله لنقد المقدس و تفكيكه فهي محاوله تستحق عناء التجربه و التفكير و الجدل ... وهذا الكتاب من الكتب التي تنقد كل ماهو مقدس وتفككه و تحاول اعاده بناءه في نسق فكري متكامل و مختلف عن الانساق الفكريه المهترئه التي يتبدي فيها المقدس الان ... وبرغم كل ماقراته وماساقراه عن هذا الكتاب و محاولات وضع الكتاب في اطار و حجم مغاير لما عليه فهو في رايي كتاب من الكتب المهمة في محاولة فهم ( الله-الرساله - الرسول- القران-الروايات) بشكل مختلف و محاوله لوضع الاسلام في اطار من العقلانيه و نفي الاسطوره عنه.
سيحتاج هذا الكتاب مني الي عملية بحث موسع واعاده قراءه السير و الاخبار خصوصا ان الكاتب اعتمد بناء افكارة ع مرجعين او ثلاثه ع الاكثر ( السيرة الحلبيه- الكشاف للزمخشري و السيره الهشامية
الكتاب وضعني في صدمة، لا أعلم من هو المخطئ، ربما معلوماتي في هذا المجال ليس كمعلومات الكاتب، فأذهلت منه، الكاتب لم يعترف بمعظم الاحاديث الشريفة ومعتمد على القرآن المريم فقط، ولكن لا اعرف مقصد الكتاب هل هو تحديث لديننا الاسلامي ام هو فقط نقد هدام يجعلك تشعر بالشك دائماً في دينك
أجمل شيء كتبه الرصافي من شعر و نثر يفاجئك بقدرته على الإستنباط و النظر ، الشعراء العرب ليسوا مجرد كلام فارغ يتبعه الغاوون إذن يؤخذ عليه طائفيته أحياناً في تفسير الأمور
لولا كتابات المستشرقين ما عرفتُ هذا الكتاب؟؟ ينبغي عليك أن تقرأة الكتاب كاملاً حتى تخرج بنظرية عن الكاتب وكتابه.. ربما قد يعتريك الغضب وتخرج بنظرية مخالفة لما يُريده الكاتب... الكاتب معروف الرصافي، مؤمن بأن لا إله إلا الله، فهو ليس بملحد... كما أنه مؤمن بأن محمد رسول الله، ولكن بتفصيل غير ما هو معروف لدى الناس... الله واحدٌ لا شريك له، وهو لم يُرسل محمدًا كرسول عنه، ولا ارسل له جبريل، بل جاءه الإلهام من الله، كونه من أكمل الناس جسمًا وعقلاً، بل أكثر من عاصرهم ذكاءً وفطنة، ولا يعني ذلك أن لم يسبقه أو سيأتي بعده من هو أذكى منه (حسب تعبير المؤلف)، وبالتالي لوجود هذه اللدنية؛ التي اتصف بها محمد، كان أكثر من استطاع معرفة الله والشعور بسلطانه، وأفاده التحنث في غار حراء (حسب عادة قريش وخصوصًأ في شهر رمضان)، حتى استطاع الذوبان في المطلق النهائي أي ذاب في وحدة الوجود، مناديًا بوحدة الوجود، والإيمان باليوم الآخر، كأساسين لدعوته، فصار ما يتكلم به وما بتفوه به كوحي هو من عند الله، وهو ليس بكاذب على الله (هذا قول المؤلف)... ولكن المؤلف قام بتحليل مسألة الوحي ومسألة جبريل والملائكة غيره، وخرج بأن رسول الله يُعاني من مرض عصبي، وأن هذا المرض يزداد عند التفكير وعند الغضب وعند قيانه بالخطابة، فيرى ما لا يراه من حوله، فيرى الملائكة ويرى جبريل (الذي لم يُطلق عليه اسم جبريل إلا بعد النبوة)، وأن كتاب الله (القرآن) ليس كتابًا من الله، بل هو قرآن محمد، ألهمه الله به إلهامًا، (بالمعنى لا باللفظ)، واللفظ يأتي من عند رسول الله... وأن هذا الكتاب إنما هو من ابتكاره، وأنه يأتي بالسور والآيات حسب الظرفية... وهكذا دواليك. يريد رسول الله من قريش أن تتوحد، ويتوحد بها العرب، ليحكموا الأرض، لذا قال بأن الأئمة من قريش، ومنع غيرها بأسلوب مباشر أو غير مباشر. وقد نجد بذلك في توحيدهم، واستطاعوا في بضع وعشرين سنة أن يبسطوا ملكهم أو حكمهم على بقاع الأرض، (وهي أكبر معجزة لمحمد حسب تعبير المؤلف)، ولكنها انتهت بانتهاء الدولة العباسية. القرآن (حسب تعبير المؤلف) يتضمن إعجازًأ بلاغيًا، في الأسلوب (قرآن يُقرأ ويحفظ وليس شعرًأ أو نثرًا)، وكذلك في التقسيم في ما يُشبه الشعر (الفواصل تُشبه القافية، كما تُشبه السورة القصيدة، ويُشبه القرآن ديوان الشعر)، ولا يمكن لأيٍ كان أن يأتي بمثل هذا القرآن، لا أن يُقلده، وهذا شيء طبيعي بين الناطقين بنفس اللغة، فتحديه لقريش بأن يأتوا بآية (وهذا سهل حسب تعبير المؤلف لذا قام رسول الله برفع مستوى التحدي) ثم بسورة ثم بعشر سور، ويستحيل على معارضيه أن يأتوا بمثله، فإن قلدوه فليس بهذا تحدي. ينتقد المؤلف رواية الحديث، ويرى أن قاعدة أهل الحديث وعلماء الجرح والتعديل هو قبول الحديث ممن قال (بعد التحري عنه أنه ثقة)، ولا يهتمون بما قال، ولو خالف الكتاب أو العقل، ويرى أن الموالين (من كانوا عبيدًا لدى العرب) أو من دخلوا الإسلام قهرًا، قد كادوا للإسلام، سواءً كانوا يهود (وهؤلاء واضح كيدهم)، أو كانوا من الفرس وغيرهم، فهو من لعبوا بالدين وألفوا الأحاديث وأدخلوا التفاسير الخرافية في الإسلام، ومن أمثالهم ابن اسحاق والحسن البصري (وهو أخطرهم حسب تعبير المؤلف؛ كونه أول من استخدم أول معول في التفرقة المذهبية في الإسلام معتمدًأ عندما كان يتعمق في المسائل الدينية التي تفرض الاختلاف، فكان عزله لواصل بن عطاء عن مجلسه فظهرت بذلك المعتزلة). يرى المؤلف أن وصف المسلمسن لم يأت من إبراهيم، وإنما هو من الله، وأن إبراهيم ليس له علاقة نسب بقريش، وإنما هو اختلاق قديم، من أيام قصى، وأن الإبقاء على الحج للكعبة المشرفة أو تغيير القبلة نحو الكعبة، إنما لغرض الفائدة لقريش؛ قبيلة محمد، وهم من يريدهم أن يملكوا الأرض ويحكموها. ناقش المؤلف مسائل منها حادثة الشق ورحلات رسول الله إلى الشام واليمن والإسراء والمعراج، فأخرج الخرافات، وابقى على الحوادث، ورجح أن الإسراء والمعراج ربما يكون روحيًا (كما يذهب الصوفية)... كان رسول الله رجل مخابراتي، لذا كان له جواسيس ورجال مخابرات خاصين وعامين، وأعلاهم هو عمه العباس، فهو مؤمن به منذ البداية، ولكنه أخفى إسلامه حتى فتح رسول الله مكة، وكان يأتيه بالأخبار ويُعينه في كثيرٍ من الأمور، وأن مسألة الشيخ النجدي في دار الندوة كانت من صنع العباس، وليس لإبليس دورًا في ذلك، وكذلك كان لسراقة دورًأ في هزيمة كفار قريش في غزوة بدر، عندما نكص على عقبيه، وغادر الحرب، وظن المفسرون أنه إبليس، بل هو سراقة، وحتى لا يكشف رسول الله دوره (الذي تم الاتفاق بين رسول الله وبين سراقة وبين العباس)، لذا وصفه بالشيطان، سترًأ له عن أن يفتك به قريش عقب الغزوة. يذهب المؤلف إلى بعض التعابير التي كانت تصدر عن رسول الله بشأن ربطها بالله، كناقته عند تأسيس المسجد النبوي، كان من محمد فقط، لشيء في نفس رسول الله، وقد فصله المؤلف في هذا الكتاب. وكذلك نزول الملائكة في بدر وغيرهما من المصارحات. يذهب المؤلف إلى أن الصلاة مرت بمراحل: المرحلة الأولى: صلاة ليلية بلا ركوع ولا سجود، ومدتها طويلة. المرحلة الثانية: صلاتين: قبل طلوع الشمس، وصلاة العصر، وكلاهما ركعتان. المرحلة الثالثة: فرض الصلوات الخمس. يذهب المؤلف (وهذا عند غيره من المفكرين والكُتاب) أن رسول الله لا يعلم الغيب، وقام بتفسير وتحليل الأحداث التي جاءت في السيرة، بتحليل دقيق واضح، كما أن رسول الله ليس لديه معجزات سوى معجزتين: القرآن كمعجزة بلاغية، ومعجزة توحيد العرب، وانتقد المعجزات الأخرى (كما هو حال المتاب الآخرين كجورج طرابيشي)، وأن كون محمد ليس برسول مرسل كبقية المرسلين أصحاب المعجزات، كون القرآن من تأليفه (حسب تعبير المؤلف)، لذا يستحيل عليه صنع المعجزات، ولهذا اعتذر لقومه عن اصطناع المعجزات، وهذا من أهم الركائز التي استند عليها المؤلف في نقد الشخصية المحمدية. بالنسبة للحقائق القرآنية، فحاول المؤلف انتقاد بعض الحقائق، وبعضها قد ظهر صحتها في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الواحد العشرين، أي بعد موته، ومن ذلك خلق السماوات والأرض، وبعضها ما تزال غيبية. كما أنه انتقد بعض القصص القرآنية كقصة آدم والمسيح، وقد خرج بعض المفكرين بعد موته على نظريات ترد على ما جاء به المؤلف. أخيرًا... الكتاب صادم، وليس بالسهل تقبل كل ما يقوله المؤلف، لكن المؤلف قد اجتهد في ظل انعدام المصادر المقرؤة في زمن ومكان المؤلف، (ثلاثينيات القرن العشرين الميلادي)، ولكن المؤلف كان شجاعًا، ويستحق الشكر والتقدير، ولا يمنع من قبول بعض ما جاءه، والرد على بعض، والتوقف على بعض.
اصبحت لا اقيم للتاريخ وزناً و لا احسب له حساباً لاني رأيته بيت الكذب و مناخ الضلال و منشجم اهواء الناس. .. ان الغاية التي يرمي اليها محمد من الدعوة الى الله او من النبوة ليست بدينية محضة، بدليل انه قبل الجزية من غير العرب من اهل الكتاب و المجوس، اذ لاريب ان اخذ الجزية منهم و تركهم على ما هن عليه من الكفر ينافي انه لم يرسل الا لدعوة الناس كافه. .. غاية محمد هي احداث نهضة عربية دينية اجتماعية سياسية، تكون عربية المبتدأ عالمية المنتهى، اي ان يقوم بها العرب في بدء الامر ثم تعم و تشمل الناس جميعاً في النهاية. .. كان محمد واسع الخيال، فإذا تفكر في امر تخيله و تصوره و اخذ يصوره للعيان حتى يكون كأنه يراه بعينيه و يسمعه بأذنيه و يلمسه بيده. .. عن محمد: هذه الحالة التي كانت تأخذه عند قدوم الوحي، ليست الا حالة صرع، لا علاقة لها بالوحي، و ليست هي من لوازمه بدليل انها كانت تعتريه قبل النبوه و قبل ان يوحى إليه. .. الإنسان لا يمنعه من التفكير في الامور الا التقاليد الموروثه و العادات التي هو خاضع لها و الاي منها تتكون له عقلية مكتسبة بها يتعقل بحيث لا يرى الامر مقبولاً الا اذا كان موافقاً لتلك التقاليد، فتكون حينئذ عقليته المكتسبة قد تغلبت على عقله الفطري و منعته من التفكير في الأمور. .. إن الشرائع ألقت بيننا راصناً وعلمتنا أفانين العداوات *ابي العلاء المعري* .. الذين دخلوا في الاسلام مدة حياة محمد في المدينة كان اكثرهم يدخلون خوفاً من السيف، و ان الذين اعتنقوه كمبدأ ذو غاية شريفة قليلون. و يؤيد هذه النتيجة ارتداد اكثرهم بعد وفاة محمد. .. لا يليق بمن يقاتل الناس لإعلاء كلمة الله ان يظهر كل ما عنده من عنف و قسوة في قتل امرأة عجوز كأم قرفة بحجة انها كانت تسب النبي. .. لا ريب ان الإنسان اذا تكلم في امر ديني يؤمن به و يعتقد بصحته كان منحازاً اليه في كل ما يقوله عنه، و كان ايمانه به و اعتقاده بصحته حجاباً دون كل ما خالفه او ازرى به. .. المعارض إن لم يقلد القرآن و لم يماثله بل جاء بما يغايره كان مغلوباً لا محالة لان القرآن كله عندهم في الذروة العليا من البلاغة و الفصاحة، و لانه المقياس الاعلى التي تقاس بلاغة الكلام به فكل ما غايره و خالفه لا يمكن ان يكون بليغاً في رأيهم. .. الحقيقة الناصعة التي لا غبار عليها هي ان الدعوة الاسلامية قامت بالسيوف المرهفات لا بمعجزة القرآن ولا بغيرها من المعجزات. .. خلق السماوات والأرض في ستة ايام خرافة مذكورة في التوراة، و بما ان التوراة عند محمد كتاب مقدس اخذ ذلك منها و ذكرة في القرآن. .. العرش هو القصر و يطلق ايضاً على المظلة، ولا ريب ان خالق الكائنات الاعظم اجل و اعظم من ان يكون له عرش بأي معنى كان.
كتاب من العيار الثقيل. استغرقتني قرائته قرابة الثلاثة أشهر. يقوم الشاعر والأديب العراقي معروف الرصافي بوضع الدين الاسلامي والسيرة النبوية تحت المجهر لغرض الدراسة التحليل والتمحيص. وهل حرية الفكر والعقيدة والايمان السليم يقومون بغير ذلك؟. قد يكون الكتاب صادم ولكن كثيرا ما تكون الحقيقة صادمة. ولعمري لو تمثلت لنا الحقيقة يوما ما في هيئة بشرٍ سوي ٍ فما أظنها تكون الا قبيحة الخلقة تأنف من رؤيتها الأبصار.
لا أدعي اني أوافق ما جاء به الكتاب بالكامل ولكنه فتح عيني على أمور كثيرةٍ لم أكن على اطلاع عليها ومنها ان القرآن لم تكن قرائته توقيفية. ولمن لا يعرف معنى ذلك اشرح له بأن القرآن لم يُدَوَّن حتى أمر بتدوينه الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله- عنه وكانوا قبل ذلك -وحتى بعده -يقرؤن القرآن بحسب ما يستقيم به المعنى ولايلتزمون بالنص القرآني. فقد يغيروا بعض الكلمات أو يضيفوا بعضا حسب ما يقتضيه فهمهم لمعنى الآية. وهو أمر في غاية الأهمية كما لا يخفى ذلك على اللبيب.
ومن الأمور الأخرى هي الرواية عند العرب وفي الاسلام والكم الهائل من السخافات و الخزعبلات والروايات التي اضيفت الى السيرة النبوية والإسلام مما تأنف من تصديقه العقول السليمة. وحجتهم في قبول مثل هكذا روايات -وان تنافت مع العقل- انها رويت عن شخص موثوق رامين بعرض الحائط ان فحوى الرواية يتنافى مع العقل. وما أكثر هذه الروايات والتي اكاد اجزم انها عادة نراها حتى في عصرنا الحالى في منشورات المسلمين على منصات التواصل الاجتماعي كالمنشورات من قبيل شجرة تسجد لله او كلمة الله منقشوة على حبة بطاطا فلا تخرج دون ان تقول سبحان الله وغيرها من الامور السطحية التي اضحكت علينا الأمم. الله تعالى الذي ابدع هذا الكون العظيم لن يحتاج لحبة بطاطس عليها اسمه ليخبرنا انه خالق الكون. كل ما في كوننا اعجاز عظيم يقتضي الحمد والتسبيح وايس هذه الترهات.
بالتأكيد هنالك كثير من الأمور التي لا أتفق فيها مع معروف الرصافي في بحثه هذا ومنها على سبيل الذكر لا الحصر "هل في الزواج حصانة من الزنا" او قضية الوحي وان النبي كانت تنتابه نوبات عصبية يتخيل فيها خيالات الوحي وجبريل وغيرها.
إن كان للكتاب رسالة فاظنها كما يلي" تمسكوا بالدين السوي المستقيم والتوحيد الذي فيه وحدتكم وصلاح امتكم. لتنهضوا بالأمة الى مصاف الأمم العظمى وهذه كانت غاية رسولنا الاعظم محمد ودعوا السخيف من الامور والتوافه التي لا يرتضيها العقل والجدال فيه لانها مما لا يغني ولا يؤدي في خدمة قضيتكم شيئا"
لقد قرأت منذ سنوات ترجمة و أشعار معروف الروصافي المعاصرتين لحقبته(ستينيات القرن العشرين) ويبدو غريبا بالنسبة إلي أن لم يكن فيها ما يأتي على ذكر هذا الكتاب. لذا فنقدي الأول لهذا الكتاب هو :هل قد كتب حقاً بواسطة الشاعر معروف الروصافي؟ الكتاب عبارة عن أفكار تعبر عن كثير من أراء ممن (يحسدون) على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام شخصه أولاً ثم نبوته و إختصاصه بالرسالة ثانياً، ذلك لأن شخصيته العبقرية الفذة الفريدة التي أحارت كل دارس لها ؛ لم تكن في الأولين ولن توجد في الآخرين ، لذا فما يحاول الكتاب أن يسبغه من صفة بغيضة على الرسول وهي أنه اصطنع هذا الدين من عنده لتسود أمته التي ينتمي إليها (العربية) وأنه اخترع القران من عنده ألخ من الأفكار؛ ليس بأمر جديد ولا فكر جريء كما ذهب إليه بعض المعلقين فقد صرح بها من قبل مئات السنين، القرشيين وغيرهم من الأمم حين بُعث النبي بالرسالة وصاروا يتهمونه بالكذب والإفتراء وبالإكتتاب عند أهل الرسالات السابقة،لكن ذلك كله لم يمنع أن تتم كلمة الله ويبلغ الدين ما أراد الله أن يبلغه وينال محمد عليه الصلاة والسلام الشرف الذي حفظه له الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها و هو شرف كونه خير البشر أجمعين . هذا الكتاب يدعو القارئ إلى أن يشك بمنحى النقد العقلي ، ولكن ما يجهله أياً كان كاتبه أن الذي يؤمن برسالة محمد وبأن الله قد أرسل محمداً لا تقوم عقيدته على الشك وإنما على اليقين ،لذا فإن إيراد الشك على التواتر التاريخي للدعوة الإسلامية يقوم على أساس متخلخل ، لأن من يؤمن لا يؤمن بالتاريخ وإنما باليقين أن هذا هو الحق ، فالإيمان حالة قلبية يتوافق معها العقل الفطري السليم ،فحين تكون حالة القلب عدم التصديق وعدم الإيمان فمن الطبيعي أن يكون حال العقل الشك و التخبط ، فالأم مثلا ً لا تحتاج إلى تفكير عميق و مجادلة عقلية طويلة ونقد تاريخي لمن سبقها من الأمهات كي تقرر إن كانت ستحنو على وليدها وتعتني به أم لا .
لاأستطيع الا ان اقول اني متعجب لهذا العقل الكبير الذي اسمه معروف الرصافي الذي تشعر وانت تقرأ كتابه انه شخص متجرد لاهدف له الا خدمة الحقيقة كما يراها ،وبلا اي ايديولوجية او حزبية وبمعزل عن مشاعر الحب او الكره ،فكان عادل وأنصف رغم عدم ايمانه برسالة محمد (ص). يقول في مقدمة كتابه كلمات تكتب بماء الذهب وهي: اصبحت لاأقيم للتاريخ وزنا ولا احسب له حسابا لاني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم اهواء الناس , اذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الاباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة . ولئن ارضيت الحقيقة بما اكتبه لها لقد اسخطت الناس عليَ ولكن لايضرني سخطهم اذا أنا أرضيتها , كما لاينفعهم رضاها إذا كانت على ابصارهم غشاوة من سخطهم علي , وعلى قلوبهم اكنة من بغضهم اياي . فأن قلت ايها القارئ الكريم من يضمن لك انك ترضى الحقيقة ؟ وهل رضاها عنك فيما تكتبه هنا الا دعوى مجردة . قلت كفى بحرية الفكر ضامنا لي رضاها وما علي في نجاح هذه الدعوى مني وصدقها الا ان افتكر حرا واكتب حرا فأن اصبت مااردته لها فقد ارضيتها , وأن اخطأت فلي مايعذرني عندها من انني لااقصد الا رضاها ولا انحاز الا الى جانبها . واذا كنت لااتبع هوى النفس فيما اكتبه عنها فما انا بمسؤول عما لاطاقة لي به عنها . اما سخط الناس من اجل انني خالفتهم لوفاقها وصارحتهم في بيانها جريا على خلاف ماجروا عليه من عادات سقيمة وتقاليد واهية فلست مباليا به ولا مكترثا له . واني لأعلم انهم سيغضبون ويصخبون ويسبون ويشتمون , فأن كنت في قيد الحياة فسيؤذيني ذلك منهم , ولكني سأتحمل الاذى في سبيل الحقيقة والا فليس لي ان اهتف باسمها ولا ان ادعي حبها كما يدعيه الاحرار , وان كنت ميتا فلآينالني من سبابهم خير كما لاينالهم منه خير فأن سب الميت لايؤذي الحي ولا يضر الميت , كما قال محمد بن عبد الله عظيم عظماء البشر .