كانت فاطمة تقرأ القرآن على سالم، الشاب اليهودي، وتعلمه اللغة العربية. وكان يعلمها هو اللغة العبرية. أحبا بعضهما ولكنه حب محرم في ظل الخلاف بين اليهود والمسلمين في قرية ريدة اليمنية. مضيا غير مكترثين بالأصوات المعترضة. استقرا في صنعاء حيث بدأت رحلة أخرى من المواجهة... رواية حب قوية تنقل القارئ إلى أجواء الصراع الذي عاشه اليمن في القرن الثامن عشر
علي المقري كاتب وشاعر يمني ، مواليد 1966م ، مدينة تعز ولد الشاعر والصحافي والروائي علي المقري في اليمن وبدأ كتابة الأدب وهو بالغ من العمر ثماني عشر سنة. بعد إعادة اتّحاد اليمن عام 1990 أصبح محرّراً ثقافياً لمنشورات عدّة. منذ سنة 1997 هو محرّر منشور أدبي "الحكمة" لجمعية الكتّاب اليمنيين ويترأس أيضاً مجلة أدبية بعنوان "غيمان" أُسسّت سنة 2007.
أخبرني زميل فلسطيني -في الخمسينيات من عمره- أنه كان يعمل في مهن يدوية في الأراضي المحتلة. وفي إحدى المرات كان يؤدي عملًا لأحد المستوطنين وخاضوا في نقاش حول السعر، فإذا باليهودي يهتف به: صلي على النبي! تفاجأ زميلي وسأله عما قاله، فأخبره محدثه بأنه من يهود اليمن. يضحك زميلي دائما وهو يحكي القصة معقبًا: نحن العرب لا فلحنا في الإسلام، ولا فلحنا في اليَهودة.
مراجعة مليئة بالثرثرة، مراعاة لوقتك، اقرأ فقط مايثير اهتمامك. إذا أردت الإطلاع على نبذة عن يهود اليمن، اقرأ الفقرتيّن ٢-٣ لبعض المعلومات عن يهود اليمن الذين هاجروا لإسرائيل اقرأ الفقرتيّن ٤-٥ . ولمراجعة الرواية اقفز إلى الفقرة ٦ وأكمل ماتبقى.
عادت سيرة يهود اليمن إلى دائرة الضوء في أعقاب ثورة التغيير 2011، إذ كان الجميع متحمسين لمراجعة التاريخ والميل نحو التعايش. ظهر تعاطف بأثر رجعي لما تعرض له اليهود من عنصرية ومعاداة غادروا على إثرها البلاد في خمسينيات القرن الماضي. أذكر أن جدي أخبرني بأنه شهد هذا الموقف: كان هناك تاجر يهودي يسير في السوق وخلفه حمّال يحمل له متاعه. وثب أحد أصحاب الدكاكين وقبض على خنّاق اليهودي وكاد أن يضربه لأنه جعل المسلم يمشي خلفه. وأخبرني جدي الآخر أنهم عندما كانوا يسخرون من أحد اليهود في قريتنا صاح فيهم مهددًا بأن اليهود-يومًا ما- سيعودون لإلقاء القنابل عليهم من السماء. يبدو أن كِلا الفريقيّن لم يكن مؤمنًا بالتعايش والحياة المدنية. ليس الجميع بالطبع. وهذا من الأشياء القليلة التي طرحتها الرواية بنوع من الإنصاف.
الثابت هو أن اليهود غادروا اليمن وهم مغلوبون على أمرهم، فقد أظهر لهم اليمنيون أشد العداء بعد احتلال الصهاينة لفلسطين (تيمة مذكورة في رواية بخور عدني لنفس الكاتب). غادر اليهود وطنهم مجبرين وحملوا معهم حسرتهم على وطنهم. جدير بالذكر أن اليهود هم أكثر من تغنى وغنى لصنعاء، على سبيل المثال. بقيت من اليهود ثُلة بسيطة في صعدة، وظل عددهم في تناقص بالرغم من أن الرئيس السابق حرص على معاملتهم جيدًا، إلى درجة أنهم كانوا يلقبونه بـ"الوالد". مع المد الحوثي، تعرض اليهود للمضايقات مجددًا (قضية نوقشت في رواية جدائل صعدة لمروان الغفوري). وأخيرًا أنهت الحرب الطاحنة التي مازال رحاها دائرًا وجود اليهود في اليمن إذ غادر بقيتهم البلاد في عملية سرّية وحملوا معهم أحد أقدم المخطوطات التوراتية إلى إسرائيل.
وصل اليهود اليمنييون إلى إسرائيل، مكرهون من بني وطنهم، موعودون بالجنة الأرضية من قِبل بني ديانتهم، فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار. ذلك أنهم قوبلوا بعنصرية شديدة. كأن الأمر يبعث على الحيرة بشكل كبير. كنا في بلادنا نتعرض للتفرقة الدينية، مفهوم فنحن يهود أقلية وهم مسلمون وأكثرية. ولكن لِم يحتقرنا اليهود هنا؟ وعلى إثر تلك المعاملة هاجر العديد منهم -مرة أخرى- إلى أمريكا. أما من تبقوا فقد حافظوا ما استطاعوا على مورثهم اليمني وتجلى ذلك في مراسم الأعراس لديهم، الأطباق اليمنية وكذلك الغناء اليمني الذي حمل المطربة عفراء هزاع، أو أوفرا هازا- إلى العالمية.
بين الحين والآخر تظهر شخصيات يهودية من أصول يمنية لتعبر عن انتمائها وشوقها إلى وطنها الأصلي. يقال حتى أن البعض طالب بالعودة. لا نعرف إن كانوا يشتاقون إلى الموطن الأصلي كما هو، أم يشتاقون إليه كما يتخيلونه، أو كما يتمنونه. ونصل هنا إلى التساؤل الأخير: متى سيعيش العرب بسلام؟ كنا نظن أن طرد اليهود سيجعلنا نعيش بانسجام، ثم صرنا نظن أن طرد السنة/الشيعة سيجعلنا سعداء، وعلى هذه الوتيرة سنستمر حتى ننقسم إلى ألف قسم. متى ستنبت لنا عقول في رؤوسنا؟
تطرح رواية اليهودي الحالي مسألة التعايش بين اليهود والمسلمين اليمنيين أثناء فترة الحكم الإمامي. الفكرة رائعة، الفترة المنتقاة مميزة للغاية، لكن المعالجة تفتقر للكثير والكثير من الاحترافية. علي المقري روائي متمكن، أو هكذا وجدته في رواية بخور عدني، لكن أداءه في اليهودي الحالي كان متواضعًا للغاية. السرد سريع جدًا، ليس هناك وقت لملامسة الشخصيات، لتحسس الأشياء، ولاستشعار الأماكن. تخيل أن الرواية تكاد لا تصف حي اليهود بتاتًا؟ هو مكان مميز وفي حقبة مميزة، وهو مسرح مهم للأحداث في النص، كيف لا نحظى بصورة ذهنية عنه؟ هناك تساهل في تسلسل الأحداث، يمكن أن تقع العديد من الأحداث المهمة في صفحة واحدة فقط. لم أتعايش مع أحداث الرواية ولا مع شخصياتها قط.
أمر آخر هو عدم تقبلي لبعض الجوانب الاجتماعية في النص. كيف يمكن أن تقبل العائلة وجود الصبي اليهودي بهذه الحرية في بيتهم؟ حتى وإن كان السبب هي أنها تود دعوته للإسلام: ابنتنا تدعو هذا الصبي للإسلام فلندعها تختلي به؟ ثم يقول لنا المقري بأنه شبّ عن الطوق فتحرّج أهله من وجوده، لكنه عندما كان يعود كشاب مكتمل الرجولة سمحوا له بالدخول والإنفراد بابنتهم لأن الأب كان مشغولًا! تغدو الكتابة شيئًا سهلًا للغاية إذا لم يشغل الكاتب نفسه بسد ثغرات الرواية، فلنقص عليهم قصة مسلية وهادفة بغض النظر عن منطقيتها!
هناك جوانب جميلة في الرواية، منها تسليط الضوء على تلك الفترة المنسية من تاريخ اليمن، طرح اسئلة مهمة عن التعايش بين معتنقي الأديان المختلفة، تصوير المتسامحين والمتعصبين من كِلا الديانتيّن. لأول مرة أسمع عن سباتاي زيفي، وهو يهودي ادّعى أنه المسيح وآمن به كثيرون، وأثار اهتمامي لدرجة أنني قرأت عنه في مصادر أخرى.
أعتقد أنه لو أتيح للمُقري إعادة كتابة هذه الرواية في الوقت الحالي، لكتب عملًا أشد اتقانًا من هذه النسخة. نقطة أخيرة، ماهذا الغلاف يادار الساقي؟
اليهودي الحالي رواية للكاتب اليمني علي المقري و كانت من ضمن الروايات التي دخلت القائمة الطويلة للبوكر عام ٢٠١١..
تدور أحداث الرواية في اليمن خلال القرن السابع عشر و من خلال قصة حب وقعت بين فتاة مسلمة وشاب يهودي تلقي الرواية الضوء علي معاناة اليهود اليمنيين ،الاضطهاد والعنصرية اللي كانوا بيتعرضوا لها في هذه الفترة من قبل المسلمين إلي أن وصل الأمر لهدم كنائسهم ،مصادرة أموالهم و فرض عليهم ضرائب ضخمة حتي تم أجلائهم وتهجيرهم من اليمن ...
موضوع الرواية مهم جداً ودايماً بحب الروايات اللي بتتكلم عن فترات وأحداث تاريخية معرفش عنها كتير وهنا في الكتاب الصراحة مكنتش أعرف عنها حاجة...
المشكلة في الرواية إن أحداثها سريعة جداً وفي قفزات في التسلسل الزمني وحسيت إنها رواية متكروتة وكانت محتاجة تُكتب بتأني أكتر من كدة وكانت أكيد حتبقي أحلي من كدة بكتير.. المشكلة مش بس إن الأحداث سريعة لكن الشخصيات كمان مش مرسومة بعناية و الحبكات مش منطقية في أجزاء كتير...
الرواية حجمها صغير و يمكن الكاتب كان عاوز يكتب رواية مختصرة ولكن في رأيي دة أضعف الرواية و كان ينقصها حاجات كتير...
التقييم نجمتين ولكن عشان كان فيها معلومات جديدة بالنسبة لي فحرفع التقييم ل٣ نجوم..
لأنني من أصل يمني استهوتني كثيرًا هذه الرواية، فهي تصوّر معاناة حقيقية عن يهود اليمن امتدت على مدى أزمنة طويلة، فمثلاً لا يحق لليهودي أن يركب الحمار أو الحصان أمام المسلم وهذه حقيقة علمتها عندما أقمت في اليمن. لم يستوعب عقلي آنذاك لماذا هذا الإجحاف والعنصرية تجاه اليهود!؟ أليس اليهود هم يمنيون بغض النظر عن ديانتهم !؟ لماذا لا تتم المعاملة بالمثل لنصارى اليمن!؟ هل زمرنا ديننا بأن نعامل اليهود هذه المعاملة المُزرية؟ لماذا في مدينة عدن، التي خُلقت وترعرعت فيها كان هناك تعايش وإخاء بين كلّ الأديان!؟ أسئلة كثيرة كانت تجول في خاطري لم أجد لها أجوبة سوى الاستبداد والعنصريّة المبتدعة باسم الدين الإسلامي السمح.
تبدأ رواية اليهودي الحالي عن قصة حُب نما وترعرع بين فاطمة المسلمة وسالم اليهودي. حيث يتطرق الكاتب إلى العنصرية الدينية والاستعلاء بين طائفتين “اليهود والمسلمين” باعتبارهم من أصل واحد “يمنيين”.
اليهود يعتبرون أن اليمن وطنهم وسيأتي يوم ويظهر المسيح المخلّص المذكور في كُتبهم القديمة وحينها سينتقمون من مسلمي اليمن: “سترى، إذا ما ركّعناكم كثيرًا، وانتقمنا منكم، سندعكم تمشون حفاة؛ اليهود وحدهم سيلبسون الأحذية، أمّا أنتم فعليكم، فقط، صناعتها وإصلاحها لهم”.
والمسلمين يرون أن يهود اليمن كفرة ولا يحق لهم الإقامة في جزيرة العرب: متى تخرجون من بلاد العرب؟ - ارحلوا من بلادنا ... وإلّا سنرمي بكم في البحر”.
فيسأل اليهودي نفسه: "أليس لليهود وطن غير البحر، يغرقون فيه؟ - سأنتقم من كل المسلمين".
كل طائفة دينية تعتبر نفسها هي الأسمى والمفضلة عند الله عن بقية الطوائف الأخرى، وبذلك يحق لها أن تقتل وتسفك الدماء وتشرّد الطوائف الآخرة وتحتقرها باسم الدين وحُب الإله، الذي تتبع تعاليمه حسب ما وجدوه مكتوبًا في كتبهم الدينية. ثم تتفرع من كل ديانة ملل ونحل، عقائد وأهواء تحارب بعضها البعض .! بينما الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء والمرسلين لدعوة خلقه من إنس وجان لعبادته وحده، وأن يدخلوا جميعًا في اَلسِّلْم تحت راية السلام والإسلام بمعناها العميق لمن يفهم!
الكاتب على المقري استطاع أن يجذب القارئ لخوض معركة من التساؤلات للبحث والاستنتاج من خلال قصة حب بين فاطمة وسالم. رواية جميلة وسلسة عميقة المغزى تستحق أن تُقرأ بتمعن وتفكّر.
أنهيت قراءة هذه الرواية في يوم واحد ثم أعدت قراءتها مرة أخرى ، هي رواية شديدة الايجاز بالقياس إلى ما تصدت له . تصدت الرواية لحقبة تاريخية من تاريخ يهود اليمن ، و من جهة أخرى قضية فلسفية خاصة بالتعايش و تقبل الاخر و الخاصة بشقي النزاع في الرواية : المسلمين و اليهود .
أحداث الرواية تدور في القرن السابع عشر في عهد الامامة الزيدية الشيعية و بالتحديد الامام المتوكل إسماعيل بن القاسم الذي وحد اليمن و استقل عن الدولة العثمانيةووصل حكمه حتى حدود عمان ،و الحقيقة لم تكن لدي أي معلومات عن هذا الموضوع الذي أثارني ووددت لو استزدت و استوثقت منه و خاصة فيما يتعلق (بتمرد يهود اليمن و قصة المسيح المخلص ،إجلاء اليهود و كذلك أوضاع أهل السنة"؟" )
و في هذاالرابط ملخص لتاريخ اليهود باليمن ، و نبذه شديدة الاختصارعن الحقبة التي تناولتها الروايةوالخاصة باضطهادهم بسبب موالاتهم للدولة العثمانية و هو ما لم يتضح في الرواية ، حيث كان التركيز على الاختلاف العقائدي و لم يكن هناك تطرق لأي تطورات سياسية
بالنسبة لقضية التعايش فصورت من خلال قصة حب تكررت على جيلين يتبادل أطرافها الانتماء للديانتين ، لنستعرض أسرة مرفوضة من المجتمعين المسلم و اليهودي تصل لحد رفض لدفن رفات قضبيها في مقابر أي من الملتين ! مهما اختلفناأو اتفقنا مع منطق فاطمة بطلة الرواية المسلمة أو أفكاراليهودي الحالي (الجميل باللهجة اليمنية) بطل الرواية ، ستظل الفكرة الرئيسية ، فكرة تقبل الاخر و التعايش بين الطوائف الدينية و أوضاع أقلياتها هي القضية الرئيسة الشائكة و المؤرقة لاستقرار أي مجتمع حتى يومنا هذا .
كلنا من آدم و آدم من تراب ... سأنتقم من كل المسلمين متى تخرجون من بلاد العرب ؟
مرت الرواية بالعديد من أسماء الكتب التاريخية و الشخصيات التاريخية باقتضاب، من الأسماء التي لفتت انتباهي في القصة الحاخام الشاعر سالم الشبزي الذي يعد شكسبير اليمن و قبره باليمن له رواد من المسلمين المتصوفين !و كذلك محي الدين بن عربي أحد أكبر شبوخ الصوفية ، و قد شعرت الى حد كبير أن الروح الصوفية هي منبع روح التوافق في الكتاب و روح فاطمة ؟
أنا أحب الروايات التاريخية ، أحب التفاصيل و الغوص في الأعماق ربما كان هذا ما أثار غضبي عندما تسربت الرواية من بين يدي دون أن تترك الأثر الذي انتظرته ، لكنني لن أظلم الكاتب الذي كان واضحاً في طرحه الجدلي الذي سرد في قالب تاريخي ، و بغلاف و عنوان يوهم القارئ لأول وهلة أنها في الوقت الحاضر !!! كأنه يقول هل اختلفت هذه الصراعات الأيدولوجية حتى يومنا هذا؟
تعليق أحد أصدقائي عن فاطمة الحاضرة من أول الرواية لنهايتها دفعني لمراجعة العناوين :( كل الأيام فاطمة، مذهب فاطمة، ملحق بكتاب مذهب فاطمة، حوليات اليهود اليمانية، ملحق خاص بكتاب الحوليات، أنا حفيد اليهودي الحالي حفيد فاطمة).... كم شعرت أني أمام ثوب من القماش غني الألوان و التفاصيل أهدره صاحبه في تفصيل منديل صغير بتر زخارفه
The Handsome Jew is the English language translation of Al-Yahūdī al-Ḥālī (اليهودي الحالي in Arabic) by Ali al-Muqri (علي المقري), translated by Mbarek Sryfi and published by Dar Arab Press. The original Arabic edition was published in Yemen in 2009 and focused on the treatment of Yemenite Jews - a community present in Yemen for centuries before their departure en masse to Israel in the 20th century. In its original context, The Handsome Jew was quite provocative. The story follows Fatima, the educated daughter of a mufti, who falls in love with a Jewish man, Salem, eventually marrying him after a clandestine courtship. The main characters are portrayed with humanity while their relatives and community are shown to be less than tolerant. The most striking aspect of this work is separating the Jewish characters from Zionist ideology, a significant move in contemporary Yemen. But reading this in North America in 2022, it's hard to appreciate the significance of this work. In the context in which I read this, the story reads like an overfamiliar fable without much to hold my interest. I have read countless other tales of courtship involving members from opposing factions. There are also multiple passage where Jewish characters call for genocide of Muslims and prophesy worldwide Jewish domination, using words that could be lifted straight from the pen of a conspiracy theorist. In context, the passages are meant to distinguish Salem and more moderate Jews from extremists in their community. But clearly, this is problematic in a Western context. What may have been attempt to portray Jewish characters in a sympathetic light in the original has quite the opposite effect in translation, reinforcing stereotype and caricature. Issues like this call out for a translator's note or other editorial device to contextualize the book’s more troubling aspects for English language readers.
هذه رواية جيدة، ليس لأنها تطرح موضوعًا قلما تطرق إليه أحد، أعني تهميش اليهود واضطهادهم في اليمن (على الرغم من أنهم يمنيون) حيث المجتمع لازال متمسكاً بالأعراق والأنساب والأصول وبقية القيم البالية!
إنها رواية جيدة لأنها لا تنتهي بانتهاءك من قراءتها، بل تدفعك للبحث عن المزيد من التفاصيل لتشبع فضولك وتوقك للمعرفة عن تاريخ فئة سمعنا عنها كثيرًا ولم نعرف عنها إلا قليلاً!
وهذا ما فعلته، فقد بحثت في "جوجل" عن أحوال الطائفة اليهودية في شمال اليمن في ظل حكم الأئمة الزيديين، وقرأت عن النكبات التي تعرضوا لها جراء تصاعد موجات التعصب ضدهم وبخاصة خلال حكم الإمام المتوكل في القرن السابع عشر!
إنها رواية جيدة، مرة أخرى، لأنها لم تُكتب لقارئ كسول، تنتهي قراءته بوصوله لآخر نقطة من آخر سطر فيها، بل لقارئ فضولي يركل هذه النقطة ويغرس مكانها علامة استفهام كبيرة!
رواية جديدة للكاتب والشاعر اليمني علي المقري تدور حول علاقة حُب تربط مابين شاب يمني يهودي وفتاة يمنية مُسلمة , رواية جميلة تؤكد على أن الحُب لا دين له .. مأخذي الوحيد على الرواية هو تسارع أحداثها .. وددت لو تضمنت الرواية تفاصيل أكثر .. تجدر الإشارة إلى أن الكاتب علي المقري قد رُشحت إحدى رواياته لجائزة البوكر العربية للعام 2008/2009م ..
الحالي عند أهل اليمن هو العسل يوصف أحدهما بالحالي أى سكر عسل، ولعمري هذه الكلمة من أٍقوى مصطلحات الغزل الجنوبي.. أعتقد أن المقري على السنوات المقبلة لو يعتني فقط بكتابة الرواية ذات الطابع المحلي وأعني بذلك بلاده اليمن سنعي الكثير جوانب هذا البلد العزيز على قلوبنا.. يختار مواضيعه ليس بعناية تذكر هو بإختصار يتناول المسكون عنه وهذه مادة تجد قبول عند القارئ العادي وكذلك القارئ المتقدم وبإسلوبه ينجح
مسألة العشق والدين خط أحمد عند المجتمعات القلبلية لكن المقري وفق في نقل طبيعة وأرض المجتمع اليمني. والطبقية التي تظن أنك في بلاد الهند وأنت تشاهد المنبوذين على الصعيد الحياة اليومية
موضوع اليهود في اليمن لم اقرأ عنه أدبيًا من قبل ليس غير إشارات عند عبد العزيز المقالح والسقاف وقلة من أءباء اليمن خلال فترة الستينات والسبعينات وما بعد ذلك يختفي الوجود اليهودي في أدب اليمن.. ربما بسبب هجرتهم إلى الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.. لكن المقري يعيدهم إلينا ويبهرنا بسيرة عربية ساحرة اسمها سيرة فاطمة وهذا التوهج الخطير تجاه ذلك اليهودي الحالي.. يأتي عمله هذا عندي في المرتبة الثانية بعد طعم أسود
بإسمك أبدأ و به أنتهى. أما بعد فيا سيدة الجمال والكمال, و خلاصة النساء و الرجال, فرحت بوصول مكتوبك فرحة الولهان الذى شم فجأه رائحة من الجنةأو عطر الريحان فشكراً لحنان أصابعك التى سطرت حروف الحب و السلام, و نثرت عليها نقاط الرحمو و السلوان .
بالرغم من أنها كانت في السابعة عشر إلا أن فاطمة أحبت "يهوديها الحالي/المليح" ذو الإثني عشر عاما، وعلمته العربية والقرآن. ومنها عرف اليهود أهمية تعليم ابنائهم القراءة فأخذ سالم بدوره تعليمها العبرية والتوراة. وما إن اتم عامه الثامن عشر حتى فر بها وتزوجا دون أن تترك ملتها أو يترك ملته. بالرغم من قصر الرواية إلا أنها تستمر بنا للجيل الثالث من اليهودي الحالي. تعاطفت جدا مع أوضاع اليهود في اليمن في بداية القرن الثاني الهجري تحت حكم الإمام وأذهلني أن الجزية كانت تؤخذ من المسلمين السنة كما كانت تؤخذ من اليهود! إن كانت المعلومات التي وردت في آخر الكتاب حقيقية فلا أعرف أي نوع من الإسلام عاش اليهود تحت حكمه رواية تستحق القراءة أعتقد بأني سابحث عن كل رواية تصدر تحت اسم المقري بالرغم من أنه ليس له سوى هاتين الروايتين وكتاب اكتشفته هنا لتوي
احتجت إلى كثير من الحسم حتى أقرر كم نجمة أريد أن أعطى هذا الكتاب كثير من الآراء ها هنا فضلت لو كانت الرواية أطول لتصل حد الملحمة و أظنها لفكرة راجحة إلا إننى لم أر الرواية قصيرة إلى هذا الحد مرت فى الحقيقة كطيف ممتع من الحكاية المصحوبة بالتأريخ و ذلك لفترة من الزمن كانت خافية عل�� لذا قررت أن أعطيها النجوم الأربع فاطمة روح الحكاية التى ظلت تطل من صفحاتها حتى النهاية و لكنى رأيت فاطمة فى الحقيقة متساهلة إلى أبعد حد هى أبعد ما تكون عن التعصب لدينها و لكنها أيضا أبعد ما يكون عن الوسطيةو التى أراها كانت المشكلة الحدث فى الرواية فى حديث البطل فى الملحقات الأخيرة بالرواية شعرت بكم تعاطفه مع اليهود و ربما جنوح إلى تفسير ما أدى بهم بعد ذلك إلى إحتلال الأرض التى ظنوها ميعادهم ووعدهم و لكن بعد تروى وجدت الحل فى أبو سالم، أبو اليهودى الحالى الذى زعق بالغورة حين سمع ولده يرتل قرآنا و ظن أن بيت المفتى المسلم قد استقطبه ليحيد عن يهوديته و ثار و هدد بالويل و الثبور و عظائم الأمور الأمر الذى أدهشنى حينما هدأ فجأة بعد حديث فاطمة إليه و إخباره بكم هم يحترمون أديان الله و يبجلون أنبياء الله جميعهم و لا يفرقون بين أحد من رسله حينها قال اليهودى الحالى أن أبيه لم يعد يخشى المسلمين بل يرتاح إليهم لدرجة أنه يظن أن أباه لن يمانع لو تحول سالم نفسه إلى الإسلام الدين المعاملة، هذا هو ما وصلنى من الرواية بشدة العند و التعصب لا يأتى بخير و لنا فى رسول الله أسوة حسنة فى معاملته لأتباع الديانات الأخرى السابقة تلك المعاملة التى أدت بهم إلى اعتناق الإسلام بسماحة نفس و رضا أردت فقط و تمنيت لو رأيت فى الرواية شخصا وسطا ففاطمة اقتنعت بكلام هذا العالم الذى حلل لها الزواج من يهودى "طبعا خطأ بلا جدال" و المؤذن و أسعد كل منهم كان واثقا برأيه مجادلا بغضب أعجبتني الرواية و أشبعت متعتى و عشقى للتاريخ و جاءت النهاية شاعرية و محزنة على المقرى أمتعنى بالفعل فهو يملك أدوات الرسم بالكلمات، التشويق، و الحكاية دون أى استطراد، تكرار و بالتالى ملل
رواية عن إضطهاد اليهود في قرية ريدة باليمن، و قصة حب محرمة تنشأ في ظل كل تلك الظروف القاسية بين الفتاة المسلمة فاطمة و الشاب اليهودي سالم، كانت تعلمه اللغة العربية و القرآن و التعاليم الاسلامية وهو بدوره كان يعلمها اللغة العبرية.
من هنا نشأ الحب الذي سيرفضه الجميع دون استثناء و سيزيد من إقصاء و تهميش الأقلية اليهودية في القرية ، ليقرر الحبيبان الهرب إلى مدينة صنعاء لبداية جديدة و الهروب من ذاك الرفض و الإقصاء لكن هل سيلاقي هذا الحب المكلل بالزواج القبول في المجتمع اليمني المسلم ؟
رواية عن الحب المحرم، و عن معاناة اليهود المريرة مع رفضهم الدائم من المسلمين حتى و إن كانوا هم أيضا مواطنين يمنيين قبل كل شيء.
بكل ما أوتي الكاتب من أدوات و لغة و أسلوب ليجعل القارئ يتعاطف مع الثنائي و أن يحبب القارئ في سالم اليهودي المسالم ، و فاطمة الملتزمة التي بدأت البحث في كل النصوص الدينية الإسلامية من أجل إيجاد ثغرة تحلل هذه العلاقة و هذا الزواج دون أن يغير سالم دينه ، لكنني لم أحب القصة .
عمل استثنائي جداً وممتع رغم عدد صفحاته القليلة لكنه عميق في مناقشته بروح إنسانية عالية لفكرة الصراع الأيدولوجي بين ديانتين تتواجدان في محيط واحد ،، فاطمة واليهودي الحالي قصة حب رغم تاريخ من التضاد والتوتر ،، علي المقري هنا نجح في صياغة رواية ساحرة بروح يمنية بالغة الجمال
" إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه."
لم أكن أنوى قراءة شىء لعلي المقرى بعد (حرمة.. وطعم أسود ) ولكن بالمصادفة وجدت هذه الرواية أثناء شرائى لبعض الكتب وأخذتها فوق البيعة تقريبا.. الحق هذه الرواية مربكة جدا وموضوعها شائك ومحير بالنسبة لى ..الرواية بتحكى عن طائفة اليهود اللذين عاشوا فى يمن القرن السابع عشر وتتناول حياتهم واضطهادهم من المسلمين وجاء تناول الاحداث من خلال علاقة عشق تنشأ بين سالم اليهودى وفاطمة الفتاة المسلمة ..يهربان معا الى صنعاء ويتزوجا وينجبا طفل لايعرف ما هو.. هل هو يهودى لام مسلمة أم مسلم لاب يهودى؟ أسلوب المقرى فى القص ممتاز كعادته و نجد أيضا خلو الرواية من الابتذال فقط نجد رواية تثير فينا تساؤلات عدة
سلسه وعميقه !! نصفها قصه ونصفها تأريخ لفواجع اليهود تحت حكم الرحمه الإسلاميه رومانسيه بشده وصادقه خفيفه الظل العبره منها أن التعايش بين الأديان ليس بالمستحيل ويمكن أن يتم بشرط !!! أن يبتلع الديناصور قرص الشمس
أود أن أقاضي كل من ذكر لي أن هذه الرواية رائعة . وهذا ليس لإن الرواية سيئة ـ لاسمح الله ـ ولكن لإن الرواية جيدة فحسب، وإن كانت قد وصلت للقائمة القصيرة في البوكر، فإننا نعلم أن روايات بوكر ليست مما يعوَّل عليه، والشواهد ةعلى هذا تجل عن الحصر :) المهم أنها الرواية الثانية للمقَّري، والتي تؤكد على تمتعه بموهبة سردية عالية وقدرة على "حبك" قصـة شيقة بأبطال حقيقيين ... ، ربما أفرط في نهاية الرواية بما ذكر أنه "ملاحق" كان يمكن أن يضمنه المتن، وتكون أكثر جاذبية، ربما لم يعجبني ذكره لحوليات يهود اليمن، وشعرته خارجًا عن سياق الرواية لكن الرواية بشكل عام جيدة :)
اسم الرواية (اليهودى الحالي)، الحالي تعنى الحلو أو الجميل، (اليهودى الحلو)
الرواية ملحمة إنسانية حدثت فى القرن السابع عشر الميلادى فى ريدة باليمن، حيث يقع يهودى ومسلمة فى حب بعضهما، اليهودى سالم، والمسلمة فاطمة، الرواية تُلقى الضوء على محنة اليهود تحت حكم المسلمين فى اليمن، كيف أنه تم إذلالهم بشريعة الإسلام (التى تُعادى كل قيم الإنسانية والرحمة)، كيف يحرم مجتمع المتدينين اثنين أحبا بعضهما من أن يجتمعا معاً بإرادتيهما ..
فى نهاية الرواية ملحمة أخرى، تكشف لنا كيف تغتال مجتمعاتنا المتخلفة عدوة الإنسان، الإنسان حياً وميتاً، كيف يتم نبش قبرى سالم وفاطمة فى اليوم الثانى لمواراة جسد سالم العجوز التسعينى الثرى، كيف تُطحن عظامهما، وتُذرّ فى الريح ! حاربوهم أحياء واغتالوهم أمواتاً !
إنها مأساة مجتمعاتنا الدينية المتخلفة، التى تقيم الإنسان بدينه ! متى تُصبح بلادنا دولاً علمانية محترمة لا تقيم الإنسان بدينه ! متى نشعر أننا من بنى الإنسان كما يعيش الآخرون فى العالم كله من اليابان شرقاً للولايات المتحدة غرباً !
علي المقري من مواليد 1966 وهو شاعر وروائي يمني بدأ حياته الأدبية شاعراً وأصدر ديوانه الأول عام 1987.. وتوالت الإصدارات الشعرية ليتحول بعدها إلى الرواية فأصدر روايته الأولى "طعم أسود.. رائحة سوداء" عام 2009 وقد اختيرت ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر ثم كانت روايته الثانية وهي التي بين أيدينا اليوم وقد صدرت عام 2011 وقد اختيرت أيضاً ضمن اللائحة الطويلة لجائزة البوكر.
هي رواية قصيرة، في 148 صفحة. مقسمة بشكل غير متجانس إلى 6 أجزاء. عُنون كل جزء بعنوان مختلف. وكان كل جزء ينقسم إلى عدة فصول عدا الملحقات التي جاءت في أواخر الرواية وهما بالتحديد ملحقان، أحدهما لا يتعدى الثلاث صفحات والآخر لم يتجاوز الخمسة. كان الجزء الأول من الرواية والمعنون بـ "كل الأيام فاطمة" هو الجزء الأكبر منها.. وكان في 98 صفحة.. أي أكبر من ثلثي الرواية.. وهو في حقيقة الأمر يمثل معظم الحكاية تقريباً.. ثم تأتي الأجزاء الأخرى متممة، ومكملة للحكاية بل وخصص أحدها لسرد تاريخ اليهود في اليمن. كان هذا تفكيكاً لبنية الشكل الروائي.. ولهذا دلالته كما سنرى فيما بعد.
والآن، لندخل في عناصر الرواية..
الزمن: بدأت الرواية في عام 1637 ميلادية.. وكانت هناك قفزات زمنية مهولة لما يقارب الخمسين عاماً في أواخر الرواية. المكان: قرية ريدة اليمنية.
أما الحكاية ومنها سنتعرف إلى الشخوص، فهي تتلخص في شخص فا��مة والتي كانت في السابعة عشر من عمرها حين بدأ السرد من الراوي وهو سالم اليهودي وهو ابن نقاش يهودي.. وهو لا يزال ابن اثنتي عشرة سنة. ورغم ذلك، وفي لقائها الثالث بهذا اليهودي الذي كان يأتي إلى بيتهم لتقديم بعض الخدمات بين فترة وأخرى وكانت هذه المرة لجلب حزمة من الحطب. انتبه لابتسامتها وأنها لا تذهب من فورها لتأتي له بالأجر ليرحل سريعاً.. بل كانت تسمعه بعض الكلمات التشجيعية مثل: هكذا الرجال، وإلا فلا. بارك الله فيك.. أغناك وقواك.. حفظك.. حفظك. وقولها: أدام الله شبابك وأبهج عمرك. الذي كان له أثر يفرح سالم فهي تطريه ببلوغه مرحلة الشباب والذي كان يؤكد كل من يعرفه أنه لا زال بعيداً عنه لصغر سنه. وهنا، لعلي أتذكر تلك المقولة الساخرة والتي لا أذكر أين قرأتها من قبل: في شرقنا، تكفي عبارة صباح الخير.. لتنشأ حكاية غرامية ! هي عبارة تتردد دوماً بشكل ساخر.. أكاد أجزم أن صاحبها لم يكن ليصدق أن مثل هذا السياق قد يحدث حقاً.. بل وحتى في مثل هذا السياق الزمني وبين فتاة في أوج نضوجها الجسدي والعقلي –بمعطيات ذلك الزمان- وفتى يصل بالكاد مرحلة البلوغ ! لربما لا أحتاج للقول أن العلاقة بين فاطمة وسالم ستتطور إلى حب.
فاطمة ليست فتاة عادية حتماً، فهي ابنة مفتي القرية وهو رجل مسلم مهم في القرية.. أي من طبقة مختلفة عن طبقة سالم. ولكونها ابنة رجل علم.. فهي متعلمة وآثرت من تلقاء نفسها أن تعلم سالم القراءة والكتابة بنفسها. ومن البديهي أن يكون ذلك من خلال أمثلة من القرآن. وقد سبب هذا جزعاً لذوي سالم فمنعوه من الذهاب إلى بيت المفتي مرة أخرى. فما كان من فاطمة إلا أن ذهبت إليهم إلى البيت في الحي اليهودي من القرية كي ترى سبب غياب سالم عن دروسه. ولنا هنا وقفة. نحن هنا لا نتحدث عن مدينة حضرية. إنما هي قرية. وليست أي قرية. قرية يمنية قبلية. ومن المعروف اليوم مثلاً مدى تحفظ أهل القبائل في العلاقة بين الجنسين. فكيف يصبح الأمر بهذه البساطة أن تذهب فتاة وحدها إلى بيت في الحي اليهودي ؟ ألم يكن بالإمكان مثلاً أن ترسل أباها ؟ هل هذا دليل على انفتاح مفتي القرية وتحضره قبل 400 عام من اليوم ؟ هل كانت القرى اليمنية قبل هذه المدة الطويلة من الزمن متحضرة أكثر من الكثير من المدن العربية اليوم ؟ أشك في ذلك. ولا أخفي أن هذا الحدث لم يكن مقنعاً.
بشكل عجيب –ومتوقع- تقنع فاطمة والد سالم أن يرجع لدروسه عندها في البيت. ويرسل والد سالم إلى الحاخام كي يقوم بتعليمه دينه خوفاً على ولده من أن يعتنق الإسلام. ثم يصبح هناك تبادل في التعليم بين فاطمة وسالم. كلٌ يعلم الآخر دينه.
تتطور الأمور فيما يكبر سالم أكثر لترسل إليه فاطمة برسالة تزوجه بنفسها وتحتج في ذلك أنها استدلت بفتوى لأبي حنيفة أنه يجوز للمرأة البالغة العاقلة الراشدة أن تزوج نفسها بنفسها دون ولي. واستدلت أيضاً بفتوى أخرى من أبو المعارف بهاء الدين الحسن ابن عبدالله تجيز زواج المسلمة من يهودي.
ولربما هنا يتعين علي أن أشير لنقطتين، الأولى وهي أن اليمن في ذلك الزمان وكما هو مشار إليه في الأجزاء الأخير من الرواية كان تحت حكم المملكة المتوكلة والتي تتبع المذهب الزيدي الشيعي.. وكانت حسبما هو مكتوب في الرواية تضطهد اليهود والمسلمين السنة على حد سواء. ويمكنني أن أستنتج من المكانة التي كان المفتي عليها أنه كان على المذهب الزيدي الشيعي وكذلك ستكون فاطمة بالضرورة. إلا أنها لم تتحرج بالإستدلال بفتوى أبي حنيفة من أجل الزواج بسالم. أي أن تحصل على فتوى من عالم في مذهب آخر غير مذهبها. أما الفتوى الأخرى.. فعندما بحثت عن اسم العالم المذكور لم أجده في أي مكان. ثم خطر لي أنه قد يكون من مذهب آخر، شيعي أو بهائي حتى.. ما يهم هنا هو أنها حين أرادت –وأقول هنا أرادت لأن في سلوكها وعي وإدراك وإرادة حقيقية كي تحب- أن تحب أحبت "صبياً" من غير دينها.. أفلا تتجه في البحث عن شيء تريح فيه ضميرها اتجاه الزواج منه حتى ولو في مذهب آخر ؟ إنها حتى لم تستدل بدليل ما.. بل هي مجرد فتوى من فلان.. وهذا يكفي. وأي طالب علم يعلم أن الإستدلال إنما يكون بالدليل لا بفتوى جاهزة من فلان. فطالب العلم الحقيقي يهمه الدليل.. لا قائله. ومن يبغي أن يبحث لنفسه عن فتوى.. فما أكثرها.. وسيجد حتماً فتوى ما.. من فلان ما.. تبيح له ما يشاء.. أو بالأحرى تريح له ضميره.. كما يشاء. وما يثير الإهتمام هو تتمة رسالتها له: ولقد اكتملت لدي الفتوى، فاتخذت العبرة، وعزمت بعدها على الحيلة بما يرضي الله ويماثل صفته، الله الخالق لنا كلنا المسلمين واليهود والنصارى والمجوس والهندوس والكفار. انتهى الإقتباس. وهنا أقول: وهل كان يرضي الله كل تلك الأحضان لسالم طوال تلك السنين ؟ إن المرء إذا أراد شيئاً ما.. فلن يعدم الحيلة. ولن يتردد في القول بأنه يطلب رضا الله حتى في ذلك الفعل. ألم تقل هي نفسها حين سألها عن سبب بهجتها الدائمة: لأنني لا أشعر بخطيئة في أي عمل أقوم به.. لا أخالف رغبة روحي وعقلي. هذا يعني إما أنها لا تخطيء أبداً.. أو أن تعريفها للخطيئة هو ما تفعله مخالفاً رغبة روحها وعقلها. ولو فرضنا مقياسها صحيحاً.. فهل ستكون متسامحة مع سالم لو أنه نفذ رغبة عقله وروحه في أن يمسك نهدي صبا متسائلاً عما إن كانا قد أصيبا بمكروه في حادث انهدام بيتهم ؟ لا أظن أنها ستكون بهذا التسامح، فالغيرة أيضاً هي رغبة روحية وعقلية بشكل أو بآخر.
أجد صعوبة كبيرة في أن أتفهم تصرفات فاطمة ببراءة وهي فتاة في السابعة عشر وتغدق بالأحضان لفتى غريب وأن تدعوه بـ"الحالي" -وهي كلمة يمنية تعني سكر العسل وكما هو معروف بأن السكر لم يكن معروفاً في تلك المنطقة في ذلك الزمان وكان يستخدم العسل بدلاً منه في تحلية الأشياء وحسبما فهمت أن هذه الكلمة تعد من أقوى كلمات الغزل في تلك المنطقة-. وحتى في رسالتها التي تزوجه نفسها فيها نجدها تقول: أهب نفسي التي خلقها الله إلى أحد خلق الله، إليك أيها اليهودي الحالي. أهبك متعتي وبدني وأخطب قربك، متعتك وبدنك. فإذا قبلت قربي وراقك بدني، فلا تتأخر عن نداء رغبتي، وتدبر أمر سفرنا من بلدة يضيق أهلها بلقائنا، ويحرمون زواجنا. وليكن مسيرنا إلى أبعد مكان يحط فيه الرحال. انتهى الإقتباس. ولنلاحظ، وراقك بدني لربما تذكره بكلمتها هذه بتلك الأحضان وذلك الجسد الذي عرفت سابقاً من ردود أفعالها أنه يشتهيه لا محالة. فأنى له أن يرفض مثل هذا العرض ؟ ذلك الفتى الذي وجد أمامه فتاة كاملة النضوج تطري رجولته التي لم تنضج بعد.. بل وأشعرته ببدنها.. أنى له أن يرفض مثل هذا العرض ؟ هو الذي كانت صبا ابنة جاره اليهودية تريق ماءه حين يفكر في نهديها.. لا أظن أنه من الممكن له أن يقول لا. خاصة، بعد أن تكفل الكاتب بالتخلص من شخصيتي الأم والأب له.. أي أنه لم يعد لديه أي شيء يخسره. من المهم، أن نلفت النظر إلى عدة نقاط:
مسألة الحوار بين أسعد اليهودي والمؤذن في الأحقية التاريخية للقدس. وترجيح سالم لكونه حقاً لليهود وذلك من خلال التدليل بآيات من القرآن. وتحول الأمر إلى تأويل الآيات.. وقد كان المؤذن قبل ذلك قد اقترح عليهم أن يرحلوا إليها ! ومما قد يشير إليه كل ذلك بأن هناك حق لليهود في القدس.. وإلا إلى أي أرض عساهم يذهبون ؟
مسألة الفتيات اليهوديات الثلاث.. أو بالأحرى تلك الفتاتين اللتين تعرضتا للرجم حيث يقول سالم: أذهلني موقف المرأة الجميلة التي تقاتل الكثيرون من أجلها، ورفضت الزواج من أي أحد. صار من المؤكد لدى كل من عرفها أنها تفضل الرجم حتى الموت، عقوبة لممارساتها الجنسية الحرة، على أن يمتلكها زوج. انتهى الإقتباس. ومن المثير للإهتمام هنا، أن نجد الكاتب قد استخدم لفظ "الحرة" في التعبير عن الممارسات الجنسية لقوادة أو عاهرة.
هربا معاً إلى صنعاء، وهنا ماتت فاطمة وهي تلد سعيداً. ولم يقبل اليهود ولا المسلمين سعيداً.. حتى نجح سالم في أن يجد علياً ابن المؤذن والذي كان قد هرب مع صبا.. ووافقا على أن يكفلا سعيداً فقد أنجبت صبا بنتاً لتوها ويمكنها أن ترضعه. وهنا لنا وقفة أخرى حين يتضح لنا أن سعيد رفض ثدي صبا واضطروا لارضاعه من حليب البقر والغنم ! ومن المعروف أن حليب البقر لا يمكن للرضيع أن يهضمه فهو ثقيل للغاية ويسبب اضطرابات معوية قد تؤدي في زمن مثل ذلك للموت. والأطباء هذه الأيام لا ينصحون فيه قبل عام من عمر الرضيع. أما حليب الغنم فهو يسبب سوء تغذية للرضيع ولا ينصح به كذلك قبل ستة أشهر. فهل يفترض بمثل هذا الحدث أن يكون مقنعاً هكذا ؟
ثم يأتي سالم على سرد ذلك الملحق الخاص بحوليات اليهود اليمانية.. والذي لا يشكل سوى سرداً تاريخياً لمظالم تعرض لها اليهود زمن المملكة المتوكلة. وهو هنا يذكرني بتلك الرسائل في رواية ظل الأفعى ليوسف زيدان. مجرد سرد أكاديمي لا علاقة له بالسياق الروائي. ولكنه بكل تأكيد أخف وطأة مما كان عليه في ظل الأفعى.. حيث كان يشكل نصف الرواية دون مبالغة. بينما هذه كانت تشكل جزءاً واحداً وفيه 5 فصول في مجموعها لا تتجاوز السبعة عشرة صفحة. هي تضعف السياق الروائي دون شك.. لكن بشكل أخف بكثير مما كان في ظل الأفعى.
والحالة الأخرى المهمة، هي حين رفض اليهود والمسلمون أن تدفن جثة سالم وفاطمة في مقبرتهما. حتى اضطر سعيد في نهاية الرواية في أن ينبش قبريهما المعزولين ويضعهما في صرة ويتجه بهما إلى اللا اتجاه.
حسناً، وما الغاية من كل ذلك ؟ إن هذه الرواية ضد التعصب أو بالأحرى هي ضد التعصب بالمفهوم الذي يشكله لدى الكاتب. فلا بأس من كل الأديان والمذاهب. وهو بذلك يذكرني بكلام ميشيل فوكو في أن الأفكار إجمالاً ليست إلا حصيلة مجتمعاتها. وعليه فليس ثمة ما هو صحيح أو خطأ.. فكل شيء موجود هو مقبول. وهذا يذكرني بالكثير من النظريات الأدبية المشابهة كالإنطباعية والتفكيكية.. وقد رد نعوم تشومسكي على زعم فوكو بأنه لا معنى لمعارضتك إن لم تكن صحيحة وعادلة، بل وقتها تكون من جنس تعارضهم، إن الأمر يفتح المجال للعنف لحسم المسائل لا الحجج ! بل إن هذا يعد من نقد برتراند راسل للبراغماتية فهو يقول: فإنه إن استوت المعتقدات سيكون الترجيح بينها بالقوة. إذن، الأصل في التفريق بين المعتقدات هو الحجج والأدلة.. ولا يعني أبداً أن تكون كل المعتقدات صحيحة أو مقبولة. لكن المعتقدات التي يمكن الاستدلال عليها هي الصحيحة.
ويحضرني هنا الاستدلال المتكرر لابن عربي وسالم الشبزي الشاعر "الصوفي" اليهودي.. والذي كان له مريدون يهود ومسلمون مما يوحي بأن الصوفية توحد الأديان ونجد مثل ذلك في رواية قواعد العشق الأربعون لإليف شافاق ورواية "ألف" لباولو كويلهو.. وهي بالطبع، فكرة صوفية معروفة. وأقول بأن هذه الرواية لا تخرج عن هذا الإطار: دين الحب، دين الإنسانية.. لكن، بأسلوب أقل فنياً من قواعد العشق وروايات كويلهو إجمالاً. باختصار، هذه الرواية هي مثال على العمل الأدبي حين يطغى فيه الموضوع على عناصره الأدبية.. وهو بذلك يشابه إلى حد بعيد ظل الأفعى الآنفة الذكر. ولكنه أخف وطأة منها. فنلاحظ كيف أنه لا يوجد تمايز للشخوص فأين هي ردود فعل أبي فاطمة على كل ما فعلته ابنته ؟ غير موجودة. وأعتقد أن إخفاء ردود أفعاله كان مقصوداً.. فالكاتب يحاول منذ أول سطر أن يختزل كل الحكاية إلى أن يوصلنا إلى فكرته الرئيسية المتمثلة بدين الإنسانية وإنكاره لكل أشكال التعصب والدعوة إلى مذهب فاطمة.. وقد أحسن صنعاً إذ سماه مذهب فاطمة لأنه مذهب لا وجود له على أرض الواقع. ويكمن سر نجاح الرواية في هذا الموضوع.. فهي تقدم للكثيرين ما يريدون سماعه بالضبط، تماماً كما فعلت قواعد العشق الأربعون.. دين المحبة.. وإنكار التعصب.. وبالطبع، مع مثل هذا الطرح.. من ذا الذي سيهتم بثلج بغداد، أو ذلك الميول المرضي من فاطمة لصبي لم يكد يصبح رجلاً بعد ؟ ما يهم هو دين الإنسانية يا رجل ! إن العمل الأدبي يقيّم في مجمله لا بفكرته الأساسية. الفكرة دون شك لها قسم محترم من التقييم. لكن الطريقة التي توصل فيها تلك الفكرة هي التي تميز كاتباً جيداً ناضجاً.. عن كاتب لا يزال يحاول. ونلاحظ أن يوسف زيدان قد تعلم درسه جيداً.. وتلافى المشاكل الفنية الصارخة التي رأيناها مع ظل الأفعى في روايته التالية عزازيل. وأتمنى أن يكون الكاتب هنا قد تعلّم درساً مشابهاً ليعطي الأسلوب والحكاية ذاتها إهتماماً أكثر في الأعمال القادمة فلا يطغى عليها الموضوع.
أعلم جيداً بأن هناك من سيقول: أشير بأصبعي إلى القمر فينظر الأحمق إلى أصبعي. وأجيب، نعم.. أنا الأحمق الذي سينظر حتماً إلى أصبعك المفقود حين تشير إلى القمر. ماذا عساني أن أفعل ؟ الأصابع المفقودة دوماً تلفت انتباهي.. هذا بالإضافة إلى أن ما تشير إليه ليس القمر.
رواية مؤلمة وقاتمة، تتحدث عن الحب الممنوع بين ابنة المفتي فاطمة واليهودي الحالي في بلاد اليمن منذ ٤٠٠ سنة، كم هو مؤلم الحب... وما هو أشد إيلاماً الفراق بعد الحب.
فهمي ( الخاطيء ) لعنوان الرواية وحده كان السبب لإقتنائها فكل ما تبادر لذهني إنها تتحدث عن يهود الوقت الحالي !! فلو خطر على بالي ولو للحظة إنها تعني اليهودي الحلو بمعنى الجميل لما فكرت في قراءتها ..!
كل ما خرجت به فكرة مختصرة عن حياة اليهود في اليمن في تلك الحقبة من الزمن ويظهر لي تعاطف المؤلف مع اليهود وميله للتطبيع معهم لم يوفق من إختار الغلاف حيث لا يمت بصلة للزمن الذي تناولته الرواية
أول تجربة لي مع الأدب اليمني. رغم قصر هذه الرواية و عرضها لجزء من تاريخ اليمن بشكل مختزل،إلا أن جمالها يكمن تحديدا في هذا الايجاز الذي بدا أن الكاتب يأخذ وقت مستقطعا بين فصل و أخر لالتقاط آهاته،بينما يسرد حكاية حب مأساوية هدف منها نقل أوضاع فئة اليهود المهمشة ، و ما حدث حين ثار اليهود و طمعوا في السلطة .
مشهد ترحيل اليهود مؤثر ، شعرت بيتم الأرض اليمنية و هي تفقد جزءا من ملامحها .
هذه الرواية مثال صارخ للكسل الثقافي; فبينما كان بإمكان المقري تقديم عمل فني متكامل يقدم صورة واضحة لعصر ما ويجعلنا نعيشه كما عشنا مع روايات عالية مثل الزيني بركات مثلا اكتفى المقري بدغدغة المثقف العربي الذي ينظر إلى اليمن كأحجية عصية على الحل ورشق خلطة رديئة في بطن هذا العمل المخيب للآمال. كنت أتمنى من الكاتب أنه صرف جهدا يتناسب وفكرة الرواية الرائعة فيقرأ ويبحث وينقّب ليوظف ما وجده في إبداع سرد رائع. ولكنه ويا للأسف امتطى الكسل واستغل الصورة النمطية عن اليمن ليجد من المثقفين العرب من يكيل المدح لهذه الخيبة كما يكيل الغرب المديح لأعمال عربية تعزز من صورة العربي لديه. كان في إبقاء فاطمة على قيد الحياة تحدٍّ يمكن للكاتب من خلاله أن يصور أزمة الحب في مجتمعات خنقتها ألوان الصراعات, ولكنه اختار السلامة فأماتها وأبقى الزمان والمكان في إطار هلامي لا يصل القارئ معه إلى شيء واضح ولا يتمتع بتفاصيل تجعل من السرد شذى ووشما في عقل القارئ وقلبه لذلك لم يكن (اليهودي الحالي) حالياً!
في عام 2006 كنت في الصف السادس مدرسة مادة الإنجليزي كانت يهودية و درستني العام الدراسي كامل و كانت تضع لنا النجمة اليهودية بعد أن تصحح دفاترنا في البداية كنا البنات مبهورات بالنجمة هذه و لكن بعد أن علمنا إنها رمز لليهود ما تكلمنا و لم نضايق المعلمة أبدا و لم نخبرها بأننا علمنا ٱنها يهودية ^_^
و من قال إن اليهود كانوا ممنوعين من بناء بيوت ذات أساس قوي
بيوتهم في القاع و يافع مازلت كما هي صامدة هذه بعض المصطلحات اليمنية أو بالآحرى شمالية معنى سالي بلهجة شمال اليمن أي مسرور معنى حالي بلهجة شمال اليمن أي جميل معنى مابإللا بلهجة شمال اليمن غصب أو ضروري معنى النامس بلهجة أهل اليمن ككل البعوض معنى للمه بلهجة شمال اليمن أي لماذا ? المزاينة لهم اسماء أخرى كالخراز أو الشاحذ هم من لا تعترف القبيلة بهم و لا يسمح بالعرف أن يتزوج المزين بفتاة قبيلية و العكس مع القبيلي لا يسمح له أن يتزوج بمزينة *-* *-*
يُمكنك ولا شك أن تقرأ رواية "اليهودي الحالي" للكاتب اليمني (علي المقري) في جلسة واحدة- فهي رواية قصيرة من 145 صفحة صادرة عن دار الساقي عام 2009- لكنّك رغم قِصَر الرواية ستعيش مع شخوصها وأحداثها وتساؤلاتها المطروحة بكل ما فيك من يقظة وانتباه.
يُخبرنا الراوي سالم اليهودي عن قصته التي دارت أحداثها في القرن السابع عشر الميلادي في (ريدة) في اليمن، حيث كان صبيًا في الثانية عشرة من عمره عندما عرضت عليه فاطمة ابنة المفتي أن تعلّمه القراءة والكتابة. نتعلّم بين جنبات الحكاية عن وضع اليهود آنذاك، وصراعهم للحفاظ على ديانتهم وتراثهم اليهودي في مواجهة بيئة مسلمة ومسلمين يضطهدونهم بالكلام إن لم يكن بالفعل. بين هذا تبرز فاطمة رمزًا للتسامح والسلام والحب، فهي تنظر إلى جميع البشر على أنهم خلق الله بغضّ النظر عن دياناتهم. فاطمة تكسر المألوف وتزور بيتًا يهوديًا، وتتعلم العبرية وشريعة اليهود. ينمو الحبّ بينهما فتقرر بعد أن وجدت في كلام الفقهاء ما يساعدها الزواج من سالم اليهودي الحالي (أي المليح) كما كانت تسميه، والرحيل معه.
عقدة الرواية تبدأ حين تلد فاطمة ولدًا وتموت ويُكشف السرّ أنها ليست يهودية بل مسلمة، وهنا يكون السؤال المصيري؟ هل الولد (سعيد) يهوديّ نسبة إلى أبيه حسب الشريعة الإسلامية أم مسلم نسبة لأمّه حسب الشريعة اليهودية؟
وتتوالى الأحداث ليتّخذ سالم من فاطمة مذهبًا وجوديًا، وبعدها يدوّن "حوليات اليهود اليمانية" في زمن الإمام المتوكل، ويسجّل ما عاناه اليهود من صِعاب، وما اقترفوه من جُرأة على المسلمين ووعيد بالانتقام حين يظهر المسيح المخلّص، وعقاب الإمام الذي نزل بهم وطردهم من صنعاء. وقصّة سالم وابنه سعيد تتواصل إلى الحفيد في أسلوب مماثل وهوية ومصير حائر تُختتم به الرواية [ولا أستطيع التفصيل أكثر كي لا أفسد على القارئ متعته].
رواية جميلة جدًا وتطرح تساؤلات عديدة فيما يتعلق بالعلاقة بين أبناء الديانتين في التاريخ الماضي، والإسقاطات الممكنة على الوضع المعاصر. علي المقري روائي واعد له لغة سردية ممتازة، وخيال روائي خصب، وتمكّن من أدوات اللغة، كما أنه يجيد رسم الشخصيات وحواراتها. برأيي ما يعيب الرواية هو التسارع المفاجئ للأحداث بعد رحيل سالم وفاطمة، وكأنّ المؤلف اضطر إلى حذف أجزاء من الرواية. أقولها بكل أسف أنّ علي المقري أضاع على نفسه فرصة إنتاج رواية ملحمية رائعة تخدمها الحكاية والسياق التاريخي والقضية الكبرى التي يطرحها. على أية حال، هي قصة حبّ ساحرة تدور في فلك الصراع بين أبناء ديانتين.
✏️ . . اسم الكتاب: #اليهودي_الحالي المؤلف: #علي_المقري عدد الصفحات: 149 الدار: دار الساقي ✏️ ستعيش هنا حقبة زمنية قديمة في القرن السابع عشر .، عاشها اليمن في صراع بين المسلمين واليهود وتوتر العلاقة بينهم في مدينة ريدة .، وفي ظل هذا التوتر وهذه التشنجات بين الديانتين تظهر لنا فاطمة المسلمة التي تقع في حب سالم اليهودي أو كما تسميه هي "اليهودي الحالي" ينتصر حبهما .، يقررا الهرب بعيداً عن ريدة وهذه المشاحنات بين المسلمين واليهود .، حتى تنجب فاطمة وهنا يبدأ صراع وليدها .، هل يتبع ديانة أمه المسلمة أم أبيه اليهودي ؟! . . في هذه الرواية هناك تساؤل: هل نجحت فاطمة في إيصال فكرة أن الدين دين الحب والسلام ؟! هذا ما ستستشفه من قراءتك لـ #اليهودي_الحالي .! كانت رواية قصيرة تسلسل الأحداث فيها جميل .، أحببت بداية علاقة فاطمة بـ سالم اليهودي .، أحببت عشقها للقراءة والتي سعت من خلاله لتعليم سالم القراءة والكتابة بالعربية وهو بدوره علمها اللغة العبرية .! . . الرواية تناقش قضية المسلمين واليهود في تلك الحقبة في اليمن .، لفتني تساؤل تردد في الرواية وهو (متى سترحلون من بلادنا ؟! متى تخرجون من جزيرة العرب ؟!) يأتي الجواب من اليهود (أنهم سيذهبون إلى أورشليم أو القدس .، ويوماً ما سيحكمون العالم ويضطهدون كل المسلمين) أليس تساؤل و رد يحتاج لوقفة تفكير منا ؟! لنرى العالم اليوم واليهود اليوم ؟! .! . . ثاني عمل أقرأه لـ #علي_المقري ويعجبني .، رغم استخدامه لبعض الكلمات البذيئة إلا أنه يناقش قضايا مهمة في زمننا الحالي .! وختاماً لا يسعني إلا أن أقول "وما الدين إلا الحب" .! ✏️ كتاب رقم: 33 لسنة 2017 ❤️
الرواية لم تكتمل .. لم أرى فاطمة بعد ! رأيتها بعين سالم الذي رأى الأرض بعد رحيلها كلها قبراً و الحياة كلها موتاً ..
الخمس نجوم أهديها لحكاية يهود اليمن للقبور المعزولة و للأرواح المطرودة
الشيء الذي جعلني افكر في الرواية هو كيف لبعض المسلمين ان يطالبوا برحيل اليهود عن ارض اليمن و العودة إلى ارض أورشليم ( القدس ) اذ ان يهود اليمن لم يكون��ا من سلالة اسرائيل " يعقوب عليه السلام " حيث دخل الدين اليهودي اكرهاً بعد ان تهود احد ملوكها يسمى تبان أبو كرب و هدد أهلها ان لم يعتقنوا يحرقوا بالنار ! لذا من يعتقد ان يهود اليمن أرضهم هي القدس يكون على خطأ ؟
موضوع يهود اليمن و الوتر الذي تم اختياره في الرواية مشوق جداً لولا الاختيار السيء للغلاف :(