هو الشيخ العلامة الزاهد الورع الفقيه الأصولي المفسر عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي من نواصر من بني عمرو أحد البطون الكبار من قبيلة بني تميم. ومساكن بعض بني عمرو بن تميم في بلدة قفار إحدى القرى المجاورة لمدينة حائل عاصمة المقاطعة الشمالية من نجد، قدمت أسرة آل سعدي من بلدة المستجدة أحد البلدان المجاورة لمدينة حائل إلى عنيزة حوالى عام 1120هـ أما نسبه من قبل والدته فأمه من آل عثيمين، وآل عثيمين من آل مقبل من آل زاخر البطن الثاني من الوهبة، نسبة إلى محمد بن علوي بن وهيب ومحمد هذا هو الجد الجامع لبطون الوهبة جميعاً وآل عثيمين كانوا في بلدة أشيقر الموطن الأول لجميع الوهبة ونزحوا منها إلى شقراء فجاء جد آل عثيمين وسكن عنيزة وهو سليمان آل عثيمين وهو جد المترجم له من أمه. ...للمزيد
صنّف الشيخ هذه الرسالة بعد مطالعته لكتاب دايل كارنيجي "دع القلق وابدأ الحياة"، حيث قرأه الشيخ أثناء رحلته العلاجية في بيروت، ولشدة اعجابه بالكتاب، اقتنى منه نسختين أودعهما مكتبة عنيزة وقد صنف الشيخ هذه الرسالة في معنى الكتاب، فقال في مقدمتها: (فإن راحة القلب، وطمأنينته وسروره وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم، فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالاً ومآلاً) وقد جاءت رسالة صغيرة الحجم عظيمة الفائدة، فيها إشارة لأهم أسباب راحة القلب وطمأنينته وزوال همومه وغمومه، ومنها: - الإيمان والعمل الصالح - الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل - دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب، واشتغال القلب ببعض المكدرات من خلال الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة - اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي - الإكثار من ذكر الله - التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة - قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة - الإعتماد على الله والتوكل عليه - المقارنة بين النعم الدينية أو الدنيوية الحاصلة للإنسان، وبين ما أصابه من مكروه - توطين النفس على أن لا تطلب الشكر إلا من الله إلى آخر ما ذكره الشيخ رحمه الله
وسائل بسيط تكمن في انبعاث الراحة النفسية .. كتاب مختصر لمعاني جلية ..
تُختصر في ثلاث نقاط أساسية ..
- أفكارك ومردودها تعكس إتجاهك٫ وإتجاهك الذي تسير بهِ يحمل المردود الفعلي لبعض تصرفات الشخص ..
- [ ومن يتوكل على الله فهوَ حسبه ] آية تريح القلب عند الخوف، القلق، والشعور بالقلق .. فـ لما القلق على المكتوب دام الثقة بالله عظيمة .. نقلق من خوفنا للمجهول ولكن بتقوية ثقتنا بعلام الغيوب كفالة لإزاحة كل مكدر وكل عجزٍ في النفوس ..
- النظر في حجم الإيجابيات " النعم " بجانب السلبيات " النقم والمصائب " .. فعند ذلك نحمد الله حمدًا كثيرًا .. لعلمنا أن حتى في الإبتلاء يثاب المرء بصبره .. فأي رحمة هذه من ربٌ كريم رحيم ..
أشكر من دلني على هذه التذكرة .. جزاه الله خير .. ثلاثون دقيقة كان لها من التذكير والتأثير الكثير ..
رسالة وجيزة نافعة، جامعة ومُذكّرة لبعض أسباب السعادة وطمأنينة القلب.. من تفكر بالنعم، وذكر الله والدعاء، والمداومة على العمل الصالح وتعزيز الإيمان، والإشتغال بما ينفع ويزكي الروح، ويشغل عن المكدرات التي تعكر صفو الحياة؛ مما يجلب للقلب والنفس الراحة، ويرفع شأن المرء في دنياه وآخرته..
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لنا دِينِنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنا، وَأَصْلِحْ لنا دُنْيَايَنا الَّتِي فِيهَا مَعَاشِنا، وَأَصْلِحْ لنا آخِرَتِنا الَّتِي فِيهَا مَعَادِنا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لنا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ، واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين يا حيّ يا قيّوم..
رسالة صغيرة في حجمها، ترسم لنا طريق الوصول إلى السعادة الحقة من أبوابها الصحيحة، ومما جاء فيها:
▪︎أعظم الأسباب الموصلة للسعادة، وأصلها هو الإيمان والعمل الصالح، قال سبحانه وتعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، فأخبر تبارك وتعالى ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة في هذه الدار، وبالجزاء الحسن في هذه الدار وفي دار القرار.
▪︎الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف.
▪︎الإكثار من ذكر الله عز وجل، فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه وغمه، قال عز وجل: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
▪︎التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الله به الهم والغم، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها.
▪︎السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردَّها، ومعرفتِهِ أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها. وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته، فإنها بيد العزيز الحكيم.
▪︎يقدر أسوء الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر الذي يشغله، ويُوطن على ذلك نفسه، فإن توطين النفس على احتمال المكاره يُهونها ويزيل شدتها.
▪︎توطين النفس على ألا تَطلب الشكر إلا من الله، فإذا أحسنت إلى من له حق عليك، أو من ليس له حق، فاعلم أن هذه معاملة منك مع الله، فلا تُبالِ بشكرِ من أنعمتَ عليه.
"من أنفع الأمور لطرد الهم؛أن لا تطلب الشكر إلا من الله،فإذا أحسنت إلى من له حق عليك،أو من ليس له حق،فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله،فلا تبالي بشكر من أنعمت عليه"
كتاب خفيف الحجم، ثقيل الفائدة. مثل هذه الكتب تغنيك عن الآفٍ من كتب التنمية، كيف لا وهو يعيد ربطك بالسماء، يضبط لك البوصلة، يذكّرك بأن ما تمرَّ به من ضيقٍ في النفس والعيش طبيعي جدًا، فأنت المسلم الذي إن مسَّه سوء صبَر واحتسب، وإن مرَّ بضائقةٍ آمن باقتراب الفرج.
استوقفني حديث النبي ﷺ: “لا يفرَك (لايبغض) مؤمنٌ مؤمنةً إن سخِطَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ”، وهذا هو الأصل في كافة علاقات المسلم، فلا بد من أن تجد من الآخر النقص، والعيب، وهذه العيوب تُعامل بالتغاضي والصبر وأن تتذكّر محاسنه الأخرى، لا بما هو رائجٌ اليوم! (ارفض أي شيء لا يشبهك ولا يعجبك).
نحن المسلمون لا نمشي وفق رغباتنا وأهوائنا، بل نحن من نتحكّم بها لا هي، ولا تكون العلاقات مستدامة وطويلة إلَّا بالصبر على مساوىء الآخر، وبتذكّر محاسنه، ووضع الأعذار له. فقد خلقنا الله مختلفين لنكمِّل بعضنا، أما خاصية (التخطي والتجاوز) فليست لنا، ولسنا منها.
رسالة غنية ومختصرة وليتها طالت، ومن الجميل جدًا أن يقرأ الإنسان مثل هذه الكتب بين فترة وفترة.
الكتاب نظمه جميل جداً و رسالته هى الأجمل ، لكن اسلوبه احسست انى اقرأ كتاب لا تحزن حتى العبارات احسست انى قراتها قبل ذلك الآف المرَّات ، اعلم ان هذا الكتاب هو الأصل لذلك كانت له الاربع نجمات .. اعتقد انه من تلك الرسائل التى ينبغى مراجعتها بين الوقت والآخر حتى يهدأ بالنا
العلامَة المُقدّمة بالتَنبيه على أن السعادَة هيَ مَرمى و هَدف الجَميع على وَجه الأرض ، و أن ت��قيقها يكون باتباع هُدى الله عَزّ و جَل ، و التعاسَة تكون بالزَيغ عن طريق الله و هُداه ، ثُم بدأ بسَرد طرق السعادَة و الطمئنينة و أسبابها ، و لخّصتها بالتالي :
1- الإيمانُ بالله و العمَلُ الصالِح ن ��الإيمان بالله يجعلُ من المُؤمن مُستقبلاً جَيّداً للضراء و السرّاء ن فيتلقّى المحاب و المسارّ بقبولٍ لها و شُكرٍ عليها ، و إذا أصابته الضرّاء صَبَر عليها و قاوَمها ، و كل ذلك خير ، و ليس لأحدٍ هذا إلا للمُؤمن ، قال صلى الله عليه و سلم : ” عجباً لأمر المُؤمن إن أمره كلّه خير ، إن أصابته سراءٌ شكر فكانَ خيراً له ، و إن أصابته ضَرّاءٌ صَبر فكانَ خيراً لَه ، و ليس ذلكَ لأحدٍ إلا للمُؤمن “.
2- الإحسانُ إلى الخَلق بالقولِ و العمَل ، قال تعالى : ” لا خَيرَ في كَثيرٍ من نجواكُم إلا مَن أمَرَ بصَدقَةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بينَ الناس و من يفعَل ذلك ابتغاءَ مرضاة الله فسوفَ نُؤتيه أجراً عَظيماً “.
3- تَعلُّم العلمِ و الإنشغالُ بِه ، أو الإشتغالُ بعملٍ من الأعمالِ و ذلكَ بإخلاصٍ و احتِسابٍ عند الله تعالى و بنيةٍ صادقةٍ صالحَة .
4- الإهتمامُ بعمَلٍ اليومِ الحاضِر و قَطعُ الإهتمام بالمُستقبَل و الحُزن على الماضي ، و لهذا استعاذَ النبي صلى الله عليه و سلّم من الهَم و الحَزَن ، و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ” احرص على ما ينفعُك و استعن بالله و لا تعجَز ، و إذا أصابَكَ شيء فلا تقلُ : لو أني فعلتُ كذا لكانَ كذا و كذا ! ، و لكن قُل : قدّرَ الله و ما شاءَ فعَل ، فإن لو تفتَحُ عملَ الشيطان “.
5- الإكثارُ من ذكرٍ الله عّزّ و جَلَّ ، قالَ تعالى : ” ألا بذكرِ الله تَطمئِنُّ القُلوب “.
6- التحدّثُ بنعمِ الله تعالى الظاهرَة و الباطِنَة ن و م قارنتها بالنِقَمِ و البلايا.
7- استعمال ارشاد النبي صلى الله عليه و سلم في حديث : ” أنظروا إلى من هوَ أسفلَ منكُم و لا تَنظروا إلى من هوَ فوقَكُم نفإنه أجدرُ إلا تَزدروا نعمَةً الله عليكُم “.
8- السعي في جَلب الأسباب الموجبة للسرور و دَفع الأسباب الموجبة للهموم ، و ذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردّها و أن اشتغال فكره فيها من باب العبث و المحال ن و أن ذلك حمقٌ و جُنون ، و أن الأمور المستقبلية مجهولٌ ما يقع فيها من خير و شَر ، و آمالٍ و آلام ، و أنها بيد الله عّز و جَل ، و ليس للعباد إلا السعي في تحصيل خيراتها و دَفع أضرارها ، و من أنفعِ ما يكون في ملاحظَة مستقبل الأمور ، الدعاء الذي كانَ النبي صلى الله عليه و سلم يدعو به : ” اللهمّ أصلح لي ديني الذي هوَ صمة أمري ، و أصلح لي دُنيايَ التي فيها مَعاشي ، و أصلِح لي آخرتي التي إليها معادي ، و اجعَل الحياة زيادَة لي في كُل خَير ، و الموتَ راحَةٍ لي من كُل شَر ” ، و قوله : “اللهم أصلِح لي شأني كله و لا تَكلني إلا نفسي طَرفةً عين ، لا إله إلا أنت”.
9- أن يَسعى العبدُ بأن يُخفف النكبات بأن يُقدّر أسسوأ الاحتمالات التي يَنتهي إليها الأمر ، و يوطن ذلك في نَفسه ، فإذا فعَل فليسعَ على تَخفيف هذا ما يُمكن تخفيفه بحسب الإمكان ، فبهذا التوطين و بهذا السعي النافِع تزولُ همومه و غمومه ، و يكون بدل الهم و الغم دفعُ المضار و جلب المسار.
10- قوة القلب و عدم انزعاجه و انفعاله للأوهام و الخيالات التي تَجلبها الأفكار السيئَة ، لأن الإنسان متى استسلمَ للخيالات ، و انفعَل قلبه للمؤثرات من الخوف من الأمراض و غيرها ، أوقعه ذلك في الهموم و الغموم و الأمراض القلبية و البدنية ، قال تعالى : ” من يتوكّل على الله فهوَ حَسبُه ” ، أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه و دُنياه .
11- قال صلى الله عليه و سلم : ” لا يفرك مُؤمنٌ مُؤمنة ، إن كره منها خُلُقاً رضيَ منها خُلقاً آخر ” ، في الحديث إرشاد إلى معاملة الزوجة و القريب و الصاحب و العامل و كل من بينك و بينه علاقة و اتصال ن و أنه ينبغي أن توطن نفسك على أنه لا بُدّ أ ن يكون فيه عيبٌ أو نقصٌ أو أمرٌ تَكرهه ، فقارن هذا بهذا ، و تذكّر الحسَن و تغاضى عن السيء ، فيجب أن نلاحظ المحاسن و نعمي أنفسنا عن المساوئ ، فتتحقق السعادة و الطمئنينة و الراحة بيننا.
12- العاقِل يعلَم أن حياته الصحيحة ، حياة الطمأنينة و السعادة ، قصيرة جِداً ! ، فلا يَنبغي له أن يقصرها بالهم و الإسترسال مع الأكدار و الهموم ، فإن ذلك ضد الحياة الصحيحة ، و إذا ما حدث له مكروه فاليقارنه بما لديه من نعمٍ و أشياء سَعيدة حصلت له ، فسيجد الفرق كَبيراً.
13- من الأمور النافعة أن تعرف أن أذية الناس لكَ خصوصاً في الأقوال و السيئة لا تضُرُّك ، بَل تضرُّهم ن إلا إن أشغلتَ نفسَكَ بالإهتمام بها ، و سوغت لها أن تَملكَ مشاعرك ! ، فعند ذلك تضرُّك كما تضرّهم ، فإن أنتَ لم تضع لها بالاً و لا مِكيالاً لَم تضرك شيئاً.
14- اعلَم أن حياتَكَ تَبعٌ لأفكارك ، فإن كانت أفكاراً فيما يعود عليكَ نفعه في دينٍ و دُنيا ، فحياتُكَ طيبةٌ سعيدةٌ ، و إلا فالأمرُ بالعَكس.
15- أن تُوطن نَفسك على أن لا تطلُبَ الشكر إلا من الله ، فإذا أحسنتَ إلى من له حق عليكَ ، و من ليس له حَق ، فاعلَم أن هذا معاملة منكَ مع ربّك ، فلا تُبالِ بشُكر من أنعمتَ عليه ، قال تعالى : ” إنما نطعمكم لوجه الله ، لا نريد منكم جزاءاً و لا شكوراً ” ، و يتأكد هذا في معاملة الأهلِ و الأولاد.
16- حَسمُ الأعمال – الأهمُّ فالأهّم – في الحال و التفرّغ في المستقبل ، لأن الأعمال إذا لَم تُحسَم اجتمعَ عليكَ بقية الأعمال السابقَة ، و انضافَت إليها الأعمال اللاحقة فتشتدُّ وطئنها ، فإذا حسمتَ كل شيءٍ بوقته أتيت الأمور المستقبلية بقوّة تفيرٍ و قوّة عمَل ، ” لا تُؤجل عمل اليوم إلى الغَد “.
17- استعن في حسم الأعمال و قضائها بالفكر الصحيح و المُشاورة ، فما ندِمَ من استشار ، و ادرُس ما تريد فعله دَرساً دقيقاً ، فإذا تحققت المصلحة عزمت فتوكّل على الله ، إن الله يحب المتوكلين ، قال تعالى : “و شاورهم في الأمر ، فغذا عزمت فتوكّل على الله ، إن الله يُحب المتوكلين “.
صغيرة في حجمها عظيمة في نفعها، يجمع فيها وسائل للحياة الطّيبة للمؤمن
أوّل الوسائل: لا تنتظر السعادة والحياة الطّيبة من الماديات ولا من النّاس، لا تبحث عنها في المال والجمال وفي نظرات من حولكَ لك تنبه أنّ المؤمن لا يبحث عن البهجة والسعادة الخالصة والتامّة إنّما يبحث عن الحياة الطّيبة المُطمئنّة، وأنّها فحسب في راحة القلب وسروره وزوال غمومه وهمومه
ثانيها: الإيمان والعمل الصالح. فهما يتلازمان مع الحياة الطّيبة {من عمل صالحًا منكم من ذكرٍ أو أنثى لنحيينه حياةً طيّبة ولنجزينّهم أجرهم بأحسنِ ما كانوا يعملون} جمع الله ثوابه في الدّنيا بالحياة الطيبة وفي الآخرة بأحسنِ أجر ومثوبة، فإنّ علّة هذه الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح هو وجود أسس مصلحة في هذا الأمر للشخص ولقلبه وهذا الإصلاح ينبو منه حسن التعامل مع النعم والمصائب، فتارة يحمدون ويسرّون وتارةً يحمدون ويتحلّون بالصبرِ الجميل، فإنّ هذا الدّين لا يقبل السخط. "عجبًا لأمرِ المؤمن إنّ أمرهُ كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن" وفي هذا ترى الفرق العظيم بين المؤمن العامل بإيمانه وبين من لم يكن كذلك.
ثالثها: الاشتغال بالعلمِ والعمل النّافعين اليدان المشغولتانِ تُبقيان صاحبهما هادئًا، وهذا يدفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب واشتغال القلب ببعض المكدرات. وممّا يدفع به الهمّ والقلق، اجتماع الفكر كلّه على الاهتمام باليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام بالمستقبل أو الحزن على الماضي. وعليك بترديد استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم "اللّهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحَزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع ال��ّين وغلبة الرّجال" وقال صلى الله عليه وسلم "اِحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل لو أنّي فعلت كذا وكذا ولكن قُل: قدّر الله وما شاء ما فعل، فإن لو تفتح عمل الشّيطان"
رابعها: الإكثار من ذكرِ الله إنّ أول ما على المرء فعله في تلك الأوقات هو اللهج بذكر الله، فإنّه أكبر سبب لانشراح الصدر وطمأنينته، بل وإنه يرفع المصيبة. {ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب} ومن ثمّ التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة، فإنّ المرء حينما يبدأ بسرد نعم الله عليه وعلى أمّته صحت نفسه وتذكرت فضل الله الكبير وانكمش الحزن على نفسه بعيدًا، ويحثّ العبد على ��لشّكر. ومن ذلك أيضًا الصّبر والتسليم فإن عنده تهون المصائب، تخف وطأتها ومؤنتها. ومن ذلك، النّظر إلى العباد الأدنى منك قال صلى الله عليه وسلم "انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنّه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"
خامسها: السعي في إزالة ما جلب الهمّ، وتحصيل ما يجلب السرور ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهمّ والغمّ هو عدم الانجرار وراء حزن الماضي وهم المستقبل وعدم الانجرار في التفكير العميق في المصيبة إنّما يجاهد نفسه كي يخرج من هذا الشعور، وأن يسعى في التخفيفِ عن نفسه ما أمكن. وعليه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم "اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دُنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كلّ خير واجعل الموت راحةً لي من كلّ شر" وكذلك قوله "اللّهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلا نفسي طرفة عين" وكان عليه الصلاة والسلام يقول عند الكرب "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربّ العرش العظيم، لا إله إلا الله ربّ السماوات والأرض ورب العرش الكريم"
سادسها: قوّة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيِّئة. لأنّ الإنسان متى استسلم للخيالات وانفعل قلبه للمؤثرات من الخوف والغضب والتشوش والأمراض ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية والانهيار العصبي ذا التّبعات السيئة. ومتى اعتمد القلب على الله وتوكلّ عليه ووكلّ أمره إليه زال عنه كلّ هذا ونجا من هذه الهوة التي لا قرار لها. {ومن يتوكل على الله فهو حسبه} أي كافيه جميع ما يهمّه من أمر دينه ودُنياه.
سابعها: توقع ما يكره من النّاس، وعدم طلب الكمال فيهم. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضيَ منها آخر. وفي هذا إرشادٌ عظيم عن كيفية تعامل المسلم مع زوجه أو أقاربه أو أبنائه وفي كل علاقاته، أنّه لا ينفعل إذا رأى ما يكره فإنّ أحدًا لم يخلق دون عيب، فإن رأى ما ساءه سيرى ما يسره لاحقًا، والنّاس كما الأيّام دول، وعليه ألّا ينتظر منهم أن يكونوا على هواه وكما يبغي هو، بل عليه أن يوطن نفسه على نقصهم وأخطائهم، وهذا يُفضي إلى أمرٍ رائع وهو حُسن العشرة والقيام بالواجبات تجاه الآخر دُون همٍّ وسخط ودون إحجاف وظلم، وهذا يفضي لحصولِ الرّاحة بين الطّرفين.
ثامنها: وطّن نفسك على الصبّر والتحمّل عند الكبيرة والصّغيرة. كثيرٌ من النّاس يُوطن نفسه على تحمل الأمور العظام الشديدة ويصبر عليها ويجابهها، وعند أوّل مشكلة صغيرة يقلق وينهار ويغضب ويتشوش فالأمر على صغره كان قادرًا على أن يؤثر فيه فهو لم يُدرّب نفسه عليها ولا وطّن نفسه على أهمية الصبرِ عندها بل أجحفها حقًّها في التعامل فأضرّته وكدرته لاحقًا.
تاسعها: التأمّل في قصرة الحياة وزوالها إن تأمّل ابن آدم في ضآلة هذه الحياة فهم أنّه لا يجب أبدًا أن يقضيها في الحسرة والندم والخوف والقلق والهمّ والحزن وكلّ ذلك مما يسوؤه، بل يجب عليه أن يستصغرها ويستصغر ما أهمّه، فإن كانت هذه الحياة الدّنيا الدنيّة مردها إلى الزّوال فما نفعُ كلّ هذه المشاعر العنيفة فيها؟ وما الدّاعي إلى الحزن أو الخوف لأجل الفقر والضياع وغيرها ممّا يغمّ المرء؟ أفق ولا تُعظمّ ما هو زائل.
عاشرها: أن تتوقع أذيّة النّاس طبيعة هذه الحياة أن يحمل النّاس الذين لم يعلّموا أنفسهم الإحسان الأذى لبعضهم، عمدًا أو خطأً ودورك أنت وقتذاك التجاهل والتحمّل والصبر الجميل، وردعهم ما أمكن إن استمروا في التطاول. واعلم أنّه من المعيب بحقّ نفسك أن تُغمّك كلمة عابرة من أحدهم أو نظرة أو نبرة أو تصرّف، ووطّن نفسك أنّهم يخطئون وسيخطئون فيما بعد أيضًا، وأنّ مشاعرك تجاه الأمر لن تُغير من حقيقته شيئًا، بل وإنّك إن كنت هكذا فسيتوغلون هم فيما يفعلون أكثر فأكثر. ولا تنتظر من أيّ أحدٍ منهم شكرًا وتقديرًا لأي معروف فإنّك إنّما تفعلُ ذلك لأجل معاملتك مع الله ولنيل أجره
آخرها: حسم الأعمالِ في الحال والتفرّغ للمستقبل. لأنّ الأعمال إذا لم تُحسم، اجتمع عليك مع بقيّة الأعمال السابقة تلك الأعمال اللاحقة فتشتد وطأتها، وتحسّ إذاك بالهوان والتأخر والعجل والكسل وبعبثية ما تفعل. فإذا حسمت كلّ شيءٍ في وقته أتيت الأمور المستقبلة بقوّة تفكير وقوّة عمل. وينبغي أن تتخير من الأعمال النّافعة الأهمّ فالأهمّ، وميّز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه، فإن ضدّه يجلب السآمة والملل والكدر. واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والتسليم والمشاورة فإذا عزمت فتوكّل على الله، إنّ الله يحبّ المتوكلين.
تمّت غفر الله لنا وللقارئ ونفع بنا وبه، والله من وراء القصدِ سبحانه لا إله سواه
"وقد صنَّفَ - رحمه الله تعالى - كتابه هذا بعد اطِّلاعه على كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» لـ[ديل] كارنيجي، كما سمعته من تلميذه، شيخنا عبدالله ابن عقيل، غير أنه شتان بين النَّفَسَيْن". (صالح بن عبدالله العصيمي) - غفر الله له -.
ذكر في رسالته عشر قواعدَ موصلةٍ للحياة السعيدة، مستمدًا هذه القواعد من الكتاب والسنة، جامعًا بين الوسائل العقلية النفسية النافعة، والشرعية. وقد أجاد وأطاب في عمله - أسكنه الله الجنة -.
“If something afflicts you, do not say: If I had done such and such, such and such would have happened. But say: “This is the decree of Allah, He does what He wills. This is because ‘if’ opens the acf of Shaytan”
I studied this book at a class and it was so beneficial. I will be re-reading it in the future. I highly recommend for those going through anything, to read it.
كتيب صغير في 35 صفحة كبير النفع، سهل الطرح صريح الإشارة دقيق العبارة جميل المعاني..ما أحوجنا في زماننا هذا الكثير المشاغل والأحداث لمثله في التذكير بالوسائل الربانية للسعادة الدنيوية والأخروية..وبه يتضح الفرق بين اليسر في الطرح المقاصدي للدين والتعقيد في مسالك الفلسفات المختلفة..
١/ الإيمان والعمل الصالح ٢/ الانشغال بالمفيد ٣/ الاحسان إلى الخلق ٤/ الإكثار من ذكر الله والتحدث بنعم الله ٥/ نسيان ما مضى من المكاره ٦/ قوة القلب وعدم انفعاله بالأوهام والخيالات
«Among the most useful ways to drive away grief is to train yourself not to desire thanks and gratitude from anyone except Allah alone. So if you are gracious to someone who has a right over you or not, then know this is by way of your dutiful interaction with Allah. Hence, do not care about any praise, reward or thanks from people who receive your kindness. As Allah said about the attitude of the chosen people among His creation:
“[They say]: We feed you for the sake of Allah alone: no reward do we desire from you, nor thanks” (Al- Insan- 71:9)»
احرص على ماينفعك! بالصدفة كنت قد شاهدت فيديو بعنوان احرص على ما ينفعك لمحمد ابوبكر ثم قرأتها في هذا الكتاب، شعرت بأن هذه الحديث صار أقرب الي عندما فهمته وتمعنت فيه🥹 يقول ﷺ: (احرص على ما ينفعُك، واستعنْ بالله، ولا تعجز، وإن أصابَك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلتُ لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإنَّ لو تفتح عمل الشيطان) فكم هو مهم الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة لدفع القلق ولغيره من الأسباب.. فحتى المصائب إذا ابتلي بها البعد وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم هانت وطأتها..
كتيب موجز يقع في ٣٠ صفحة يرشد فيها الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله- بايجاز من منظور ديني شرعي، مستدلا بذلك بالقرآن والسنة النبوية، على الطرق والاساليب النافعة الدافعة للهم والغم والقلق وغيرها من الأمور اليومية التي تعتري الإنسان. كتيب نافع، وخفيف، ومناسب لجميع الأعمار. اظن أننا بحاجة لقراءته وتذكر نصائحه أكثر من مره في العمر، لذلك أرى ضرورة وجوده في مكتبة الأسرة.